logo
وقف إطلاق النار وما وراء الحرب على إيران

وقف إطلاق النار وما وراء الحرب على إيران

إيطاليا تلغرافمنذ 15 ساعات

إيطاليا تلغراف
رفيق عبد السلام
أخيراً، توقفت حرب الـ12 يوما بين إسرائيل وإيران بعد إعلان وقف إطلاق النار بين الطرفين بوساطة أميركية قطرية، وتحوّل الرئيس الأميركي، ترامب، تبعا لذلك، وبسرعة البرق من محارب شرس إلى داعية سلام وتهدئة، بعدما نصّب نفسه 'وسيطاً نزيهاً ومحايداً' بين طهران وتل أبيب، كان ذلك بعدما نجح نتنياهو في جرّه إلى حلبة الصراع، وتحقيق أكبر حلم ظل يراوده منذ التسعينيات، في ضرب المشروع النووي الإيراني، وقد فعلها ترامب، وأقدم على تحريك طائراته وسفنه الحربية، لضرب المراكز النووية في أصفهان ونطنز وفوردو، وبشّر الأميركان بتحقيق الهدف المنشود، من دون أن يُعلن على وجه الدقة حجم الضرر الذي لحق بالمراكز النووية.
رغم الجدل الساخن داخل قواعد الجمهوريين أنفسهم من جماعة الماغا 'لنجعل أميركا عظيمة مجدّداً' وفريق 'أميركا أولاً'، خشية تورّط أميركا في حرب جديدة في الشرق الأوسط، وهي التي ما زالت تعاني من مخلفات اجتياح أفغانستان والعراق طليعة هذا القرن، إلا أن أجندة نتنياهو كانت راجحة في نهاية المطاف، ومن ثم استحال شعار 'أميركا أولاً' إلى إسرائيل أولاً وآخراً، إن لم نقل هنا نتنياهو نفسه أولاً وآخراً.
كان ذلك بعد سلسلة من التصريحات التمويهية لترامب ونائبه، إذ تحدّث الرئيس عن مهلة الأسبوعين الممنوحة لطهران، ولكنه باغتها بعد يومين، وزاد على ذلك تصريح نائبه، جي دي فانس، ليلة الغارة الأميركية نفسها بأن إسرائيل تسعى إلى جرّ بلاده إلى الحرب، ولا يجب أن تتورّط في ذلك، وأن يصدر هذا الكلام عن فانس الأكثر تطرفاً وولاء لإسرائيل، فهذا، في حد ذاته، قرينة كافية على أن واشنطن حسمت أمرها باتجاه مشاركة الحليف الإسرائيلي في الحرب.
استحال شعار 'أميركا أولاً' إلى إسرائيل أولاً وآخراً، إن لم نقل هنا نتنياهو نفسه أولاً وآخراً
إننا إزاء ما يمكن تسميته 'توازن الضعف'، بما أتاح لكلا الطرفين إعلان النصر على طريقته الخاصة، فلا إسرائيل تمكّنت من تحقيق أهدافها الكاملة، ومن ذلك إسقاط النظام وكسر القدرات العسكرية الإيرانية، وعلى الجهة المقابلة تلقّت طهران ضربات مؤلمة باغتيال الصف الأول من القيادات العسكرية والسياسية، ثم رجحان كفّة جيش الاحتلال في الجو، ومع ذلك، تمكّنت من إيلام إسرائيل بتصويب قوتها الصاروخية المتطوّرة نحو المواقع الاستراتيجية في تل أبيب وسائر المدن الإسرائيلية، بما ذكّر بمشاهد الخراب في غزّة، كما تمكّنت من فرض كلمتها بقوة الصواريخ إلى اللحظة الأخيرة.
وبموازاة ذلك كله، تستمر حرب الإبادة الجماعية المفتوحة على غزّة منذ نحو سنتين، وقد أضاف إليها نتنياهو وفريقه اليميني ابتكارات جديدة وغير مسبوقة في عالم الحروب بتحويل نقاط توزيع المساعدات الغذائية لما يزيد عن مليونين من المحاصرين والمجوّعين الى مصائد قتل جماعي، حيث يعود بعضهم حاملا كيسا أو كيسين من الطحين على الظهور، ويعود آخرون جثثا محمولة على الأكتاف. وإلى جانب ذلك كله، يستمر استحواذ إسرائيل على أجزاء من جنوب لبنان واستباحة أجوائه وأراضيه، ويتمدّد الجيش الإسرائيلي في المدن والقرى السورية، فيقتل ويخطف من يشاء ووقتما يشاء.
وبعد هذا كله، تستدير آلة الحرب الإسرائيلية ضد إيران قصفا وقتلا وتخريبا، بزعم إسرائيل الدفاع عن نفسها ومواجهة خطر إيران النووي، ولا غرو أن تتجمّع الدول الغربية من حولها منفردة ومجتمعة، لتكرّر السردية نفسها، على نحو ما برز في تصريحات الأميركان ومجموعة السبع، ثم في اجتماع جنيف مع وزير خارجية إيران، عباس عراقجي.
وفي زحمة دخان الحرب المنبعث من غزّة ولبنان وسورية، وبعدما سكتت الأسلحة مؤقتاً في إيران، يبشّرنا نتنياهو مجدّداً بصنع السلام على طريقته الخاصة، أي فرض سلام الإذعان الذي يصنع بقوة الحديد والنار والإذلال على العرب ومن حولهم، بما يتساوق مع مفهومه لشرق أوسط تكون تل أبيب بمثابة عاصمته الكبرى، حيث يجري التحكّم في حركة الجيوش والاستخبارات ونشاط المال والأعمال. وكان شيمون بيريس قد نظّر من قبله في كتابه 'الشرق الأوسط الجديد' لشرق أوسط يقوم على ما أسماه المال العربي والذكاء الإسرائيلي، ويقصد بذلك العبقرية الإسرائيلية التي تدير المال والأعمال، والغباء العربي الذي يدفع بسخاء 'لسادة' الشرق الأوسط الجدد. أما نتنياهو فيريده شرق أوسط يقوم على فرض الاستيطان وقضم الأرض وأخذ الأموال وصنع المعطيات بقوة الحديد والنار، أي جرّ العرب جرّاً إلى التطبيع وفق نظرية راسخة في الأدبيات الإسرائيلية والميراث الاستعماري الاستيطاني، وملخّصها أن العرب لا يمكن انقيادهم إلا بكسر رؤوسهم وظهورهم بالعصا، نسجاً على منوال سلفه جابوتينسكي المحبّب لقلب نتنياهو، أحد الآباء المؤسّسين للحركة الصهيونية، وصاحب نظرية الجدار الحديدي.
الانسحاب الأميركي من الشرق الأوسط لا يعني شيئاً سوى إعادة انتشار عسكري بخلفية تقليل الكلفتين، المالية والبشرية، وليس انسحاباً، مع فرض الوكالة الحصرية لإسرائيل
ما كان يريده نتنياهو، وبدعم أميركي خفي ومعلن، هو تفكيك آخر حلقات التوازن في المنطقة، بعدما استكانت العواصم العربية رغباً ورهباً، واستقر في روع أغلبها أن إسرائيل حليف الحاضر والمستقبل في مواجهة شر إيران وجماعات الإسلام السياسي. الهدف القريب والمعلن هنا منع إيران من اكتساب سلاح نووي مزعوم، وهي التي أخضعت منشآتها النووية لأكثر أشكال الرقابة الدولية وأشدّها صرامة عبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأعلنت مراتٍ أنها لا ترغب في التحوّل باتجاه الاستخدام العسكري. وقد سبق لمديرة وكالة الاستحبارات الأميركية نفسها، تولسي غابارد، أن قدّمت شهادة موثوقة، ملخصها أن إيران ليست بصدد بناء قوة نووية عسكرية، وأن توجّهات القيادة الإيرانية ضد اكتساب السلاح النووي أصلا، ولكن ترامب ألقى بهذه الشهادة عرض الحائط، لغايةٍ في نفس يعقوب (أو في نفس ترامب). والمفارقة العجيبة أن الدولة التي تريد أن تفكّك سلاح إيران النووي هي الدولة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك، في أقل التقديرات، 70 رأسا نوويا تحوم فوق رؤوس الجميع، وأحاطت مشروعها بسرّية كاملة، وما يزيد الأمر غرابة أن دولة السبعة ملايين تريد أن تقوض دولة التسعين مليوناً، وتراهن على تقويض نظامها، ومن ثم قيادة فضاء الشرق الكبير الذي لا تشكّل فيه سوى قطرة صغيرة، ولا صلة تاريخية أو ثقافية به.
ما تريده إسرائيل يتجاوز إيران نفسها ليطاول إعادة تشكيل الخرائط ورسم الحدود وفق 'سايكس بيكو' جديد، وهو الهدف الذي يلقى دعماً أميركياً وغربياً كاملاً، ويصطدم مثل هذا المشروع 'الطموح'، بالضرورة، بالقوى الإقليمية الوازنة في المنطقة. ولا غرو هنا أن يتحسّس الجيران اليقظون رؤوسهم، ويستشعروا حجم المخاطر المحيطة بهم، فتحدّث وزير خارجية باكستان، محمد إسحق دار، بلسان واضح وصريح، بأن بلاده تقف إلى جانب طهران، بل زاد على ذلك بالحثّ على تقديم الدعم العسكري لها، فإذا كانت إيران مستهدفة بزعم اكتساب مشروع نووي، فإن باكستان تمتلك واقعاً رؤوساً نووية، مكّنتها من حماية نفسها وردع جارها الأكبر منها، ولم يتردّد الرئيس التركي، أردوغان، في المسارعة بإدانة العدوان الإسرائيلي، مع تأكيد أن بلاده تتهيأ لكل الاحتمالات، علما أن مخاوف البلدين ليست مصطنعة أو موهومة، بل هي مبنيةٌ على معطيات وتصريحات أيضاً، حيث بات قادة دولة الاحتلال الأكثر يمينية وتطرّفاً يجاهرون بأن الخطوة المقبلة نزع سلاح باكستان، ويقول بعضهم الآخر إنها تركيا ومنع أردوغان من بناء خلافة إسلامية مزعومة.
قيل إن ترامب رجل يريد السلام، ولا يرغب في خوض مغامرات عسكرية، خلافاً لأسلافٍ له في البيت الأبيض، ولكن الواقع يشهد خلاف ذلك، فقد بدأ رحلته في البيت الأبيض بتجديد حرب الإبادة الجماعية على غزّة وترويج 'ريفيرا جديدة' في القطاع المنكوب، بعد تهجير سكّانه، ثم أردف ذلك باتفاقٍ غير معلن مع حليفه نتنياهو على شنّ حربٍ ضاريةٍ على إيران.
ما تريده إسرائيل يتجاوز إيران نفسها ليطاول إعادة تشكيل الخرائط ورسم الحدود وفق 'سايكس بيكو' جديد
والأقرب للقول هنا إن ترامب لا يريد خوض مغامرات عسكرية مكلفة وغير محسوبة العواقب ضد قوى كبرى، ولكنه إذا وجد فرصة، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، للانقضاض على خصم يعتبره ضعيفاً أو أضعف منه في ميزان القوى، فلن يتوانى في مباغتته وسحقه، أو في الحد الأدنى فرض عقد إذعان واستسلام عليه، فما يعجز عن انتزاعه بالبلطجة والترغيب والترهيب ينتزعه بالقوة العارية.
وفي السياق، راجت مقولة مضلّلة منذ حقبة الرئيس أوباما، ملخّصها أن الأميركان بصدد الانسحاب من الشرق الأوسط، للتفرّغ لمواجهة التحدّيات العسكرية الكبرى، خصوصاً في جنوب شرق آسيا، هذا في وقتٍ يزيدون في حشد أساطيلهم وطائراتهم ويوسّعون قواعدهم، ولا تقول هذه الرواية إلا نصف الحقيقة، فالانسحاب الأميركي من الشرق الأوسط لا يعني شيئاً سوى إعادة انتشار عسكري بخلفية تقليل الكلفتين، المالية والبشرية، وليس انسحاباً، مع فرض الوكالة الحصرية لإسرائيل، وتسليمها مفاتيح المنطقة على المنطقة، لضبط حركة الدول والشعوب والتحكّم في مصائرها واتجاهاتها، ولك أن تقول هنا القيام بالمهام القذرة بلسان المستشار الألماني، فريدريش ميرز، نيابة عن أميركا والحلفاء الغربيين.
أما العرب، وهنا أتحدّث عن الأنظمة، فلا أثر لهم في معارك تدور على أراضيهم أو على حدودهم، فما بين عاجز لا يقدّم ولا يؤخّر شيئاً، وشامتٍ ينتظر من نتنياهو أن يكمل المهمّة نيابة عنه بالإجهاز على إيران، مثلما انتظر منه قبل ذلك الإجهاز على المقاومة في غزّة، وتخليصه من الصداع الفلسطيني، ومعه منغّصات ما يسمّونه الإسلام السياسي، وما بين واقف في المنطقة الرمادية، منتظراً مآلات الأمور ليركب القاطرة مع المنتصرين القادمين.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لجريدة إيطاليا تلغراف

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اليقظة والوعي صمام أمن الجزائر وأمانها
اليقظة والوعي صمام أمن الجزائر وأمانها

المساء

timeمنذ 4 ساعات

  • المساء

اليقظة والوعي صمام أمن الجزائر وأمانها

❊نعتمد على هذه المدرسة المرموقة في مرافقة مسار تطوير وعصرنة مكوّنات جيشنا العتيد ترأس الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أول أمس بالمدرسة العليا الحربية، مراسم حفل تخرج الدفعات لدورة الدراسات العليا الحربية، حيث أشاد بالمناسبة، بالأشواط المعتبرة التي قطعها الجيش الوطني الشعبي في مجال تكوين نخبة عسكرية رفيعة المستوى وعالية التكوين. أوضح بيان لوزارة الدفاع الوطني، أن السيد الفريق أول وقف بعد مراسم الاستقبال من قبل اللواء علي سيدان، قائد الناحية العسكرية الأولى واللواء حميد فكان، مدير المدرسة، وقفة ترحّم على روح الرئيس الراحل "علي كافي" الذي تحمل المدرسة اسمه، حيث وضع إكليلا من الزهور أمام المعلم التذكاري المخلّد له، وتلا فاتحة الكتاب على روحه وعلى أرواح الشهداء الأبرار. بعدها، التقى الفريق أول السعيد شنقريحة بالإطارات والضباط الدارسين، حيث ألقى كلمة توجيهية، أشاد فيها بـ«الأشواط المعتبرة التي قطعها الجيش الوطني الشعبي في مجال التكوين العسكري عالي المستوى". وقال في هذا الصدد، "يطيب لي، بداية، أن أعبر لكم عن سعادتي، بتواجدي في رحاب المدرسة العليا الحربية، (الرئيس الراحل علي كافي)، للإشراف على مراسم حفل تخرّج الدفعات، التي تحمل هذه السنة اسم الشهيد البطل "علي ملاح"، وذلك انطلاقا من الرعاية التي نمنحها لقطاع التكوين، عموما، ولهذه المدرسة العليا، على وجه الخصوص". وأضاف "كما أننا نعتمد كثيرا على هذه المدرسة المرموقة، التي تمثل أعلى هرم المنظومة التكوينية العسكرية، في مرافقة مسار تطوير وعصرنة كافة مكونّات جيشنا العتيد، الذي قطع في السنوات القليلة الماضية أشواطا معتبرة.. من خلال تكوين عنصر بشري مؤهّل تأهيلا عاليا، يضمن الأداء الأكمل والأنجع للمهام الدستورية العظيمة الموكلة للجيش الوطني الشعبي، السليل الوفي لجيش التحرير الوطني". وأكد الفريق أول شنقريحة "سعي الجيش الوطني الشعبي الدائم لتطوير أداء المدرسة العليا الحربية، حتى تضطلع بدورها التكويني والبحثي على أكمل وجه، وتسهم في تخريج قادة واعين بالتحديات الواجب رفعها لضمان الصلابة الأمنية لبلادنا"، معتبرا "بلوغ هذه الغاية الملحة والطموحة بل والمشروعة، تستوجب بالضرورة مواصلة المدرسة العليا الحربية جهودها الحثيثة، قصد تنمية وتطوير مسارها التكويني والبحثي، سنة بعد أخرى، بما يكفل إعداد نخبة عسكرية رفيعة المستوى وعالية التكوين". وأشار السيد الفريق أول إلى أن "هذه النخبة، يتعين عليها أن تتصف بحيوية تفاعلها مع محيطها المعرفي والبحثي، وبغزارة علمها ونفاذ بصيرتها وسداد رؤيتها، بحيث تكون لها القدرة على استشراف تعقيدات ما يلوح به المستقبل المنظور وحتى البعيد من رهانات، والقدرة أيضا على استقراء مجمل مؤشرات الأحداث والمستجدات بكافة ثوابتها ومتغيراتها، بما يتيح قراءة صحيحة وسليمة، من حيث الخلفيات والأبعاد، ويقظة ووعي من حيث الأهداف والنوايا، حتى نبقى دوما رفقة عمقنا الشعبي، صمام أمن الجزائر وأمانها"، ليخلص في هذا السياق إلى القول "تلكم هي النظرة الاستراتيجية التي نريد حيازة ناصيتها في الجيش الوطني الشعبي، ونطمح بفضلها، إلى إنتاج تصوّرات عملية تتسم بالاستباقية وتمكن جيشنا من المبادرة في ظل عقيدتنا الدفاعية، وبما يسمح بالرفع من صلابتنا الأمنية بأبعادها المختلفة". بدوره، حثّ مدير المدرسة، الضباط المتخرّجين على ضرورة التحلي بالروح الوطنية العالية والدفاع عن الوطن، قائلا، "يجب أن تظلوا مستمرين في نهل العلم.. ونجاحكم في هذه الدورة ما هو إلا محطة في طريق لا يزال أمامكم طويلا.. اكتسبتم المعارف التي تجعلكم تواكبون ركب الأجيال الجديدة لقادة المستقبل العسكريين في صفوف الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، والتميز بصفات القائد المتخلق، الماهر، القدوة الذي يتمتع بالفطنة والدهاء والصرامة في اتخاذ القرارات والحزم في تنفيذها، ويلازمه باستمرار شعور قوي بحجم مسؤولياته وروح العزم والمثابرة والثبات في أداء واجباته وبالروح الوطنية العالية والدفاع عن الوطن دون سواه والوفاء لجميع من سقط شهيدا في سبيله". إثر ذلك، تابع السيد الفريق أول فيلما وثائقيا حول حصيلة نشاطات السنة الدراسية 2024-2025، قبل أن يشرف على مراسم إعلان النتائج وتسليم الشهادات وتسمية الدفعات المتخرجة، كما استمع لكلمة ألقاها ممثل الضباط الدارسين المتخرجين بالمناسبة. عقب ذلك، تنقل السيد الفريق أول إلى قسم التعليم، حيث تابع جانبا من عروض مذكرات التخرج، قدمها ضباط دارسون من مختلف القوات. وفي ختام حفل التخرّج، قام السيد الفريق أول بتكريم عائلة الشهيد "علي ملاح" الذي حملت الدفعة المتخرجة اسمه، قبل أن يوقّع على السجل الذهبي للمدرسة.

الرئيس تبون يراهن على الجميع لمحاربة المخدرات وحماية الشباب
الرئيس تبون يراهن على الجميع لمحاربة المخدرات وحماية الشباب

المساء

timeمنذ 4 ساعات

  • المساء

الرئيس تبون يراهن على الجميع لمحاربة المخدرات وحماية الشباب

❊رؤية شاملة ومتكاملة أساسها الوقاية والعلاج والردع لمحاربة الظاهرة أبرز الوزير الأول، نذير العرباوي، أول أمس، الاهتمام البالغ الذي يوليه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، للتصدي الحازم لآفة المخدرات وحرصه الشديد على تجنيد كل القوى الحيّة في المجتمع لمحاربة هذه الآفة بفعالية وصرامة. شدّد العرباوي في افتتاح فعاليات إحياء اليوم الدولي لمكافحة المخدرات، بالمركز الدولي للمؤتمرات "عبد اللطيف رحال"، بالعاصمة، على الاهتمام البالغ الذي يوليه رئيس الجمهورية للتصدي الحازم لآفة المخدرات، وهو ما يتجلى، حسبه، من خلال حرصه الشديد على تجنيد كل القوى الحيّة في المجتمع لمحاربة هذه الآفة بفعالية وصرامة. وأوضح أن "هذا الحرص الرئاسي نابع من الإدراك التام للتهديدات الجسيمة التي صار يشكّلها انتشار هذه السموم في مجتمعنا، بالنظر إلى ما تفرزه من أمراض وعلل اجتماعية وأضرار اقتصادية وانحرافات سلوكية وتعقيدات صحية"، لافتا إلى أن "ما يزيد من خطورة هذه التهديدات هو ارتباطها بسياسات ممنهجة لبعض الأطراف التي صارت تتخذ، للأسف، من الترويج للمخدرات ورعاية تهريبها سلاحا للمساس بأمن الدول واستهداف شبابها". واستعرض الوزير الأول الرؤية الشاملة والمتكاملة المعتمدة لمحاربة هذه الظاهرة والقائمة على ثلاثية الوقاية، والعلاج، والردع، وتشكّل، حسبه، الخطوط الرئيسية للتوجيهات السامية التي أسداها رئيس الجمهورية بغية تنسيق وتعزيز الجهود الوطنية في مجال مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية. وأضاف أنّ "هذا النهج الرئاسي المتكامل سمح للجزائر بوضع ترسانة تشريعية وافية لمجابهة هذه الآفة، من خلال سنّ عدة نصوص تشريعية، منها القانون المتعلق بالصحة والقانون المتعلق بالوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية وقمع الاستعمال والاتجار غير المشروعين بهما، والذي كان محل عدة تعديلات اقتضتها التحوّلات والتحديات الحاصلة في عالم اليوم". ولدى تطرّقه إلى التعديل الأخير للقانون المتعلق بالوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية، أبرز العرباوي أنّ هذا النصّ يعد "إطارا تشريعيا حصينا، تمت صياغة مضامينه بشكل يضمن اعتماد مقاربة وطنية شاملة ومتكاملة تجمع بين جوانب الوقاية والعلاج والتقليص من الأضرار، والمكافحة الفعّالة للمخدرات والمؤثرات العقلية وتعبئة شاملة لكافة مؤسّسات الدولة ومساهمة المجتمع المدني ووسائل الإعلام في رفع هذا التحدي، فضلا عن تعزيز الأحكام المتعلقة بالعلاج الإلزامي وتجريم أفعال جديدة فرضها تطوّر الظاهرة، وتشديد العقوبات بشأن بعض الجرائم ذات الصلة، لا سيما تلك المرتكبة ضمن شبكات منظمة، بالإضافة إلى إدراج آليات إجرائية جديدة لتتبع الجرائم الناتجة عن المؤثرات العقلية والمخدرات وكشف العائدات المالية الناتجة عنها وحجزها ومصادرتها". وأشار إلى أنّه "نظرا لوجود روابط بين تجارة المخدرات وغيرها من الجرائم المنظمة العابرة للحدود، يتعين تعزيز التنسيق على الصعيد المحلي بين مختلف الأجهزة والهيئات، بما فيها الأمنية، والتعاون الدولي ومواصلة العمل من أجل كشف الأطراف المتورطة في استغلال هذه الآفة للمساس بأمن واستقرار الدول والمجتمعات وتحميلها المسؤولية الكاملة عن سياساتها العدائية". وتطرّق العرباوي إلى الاستراتيجية الوطنية للوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية للفترة 2025 - 2029، التي تمّ إعدادها تنفيذا للتوجيهات السامية للسيد رئيس الجمهورية وتمت المصادقة عليها بمجلس الوزراء في 20 أفريل الماضي، لتأكيد التزام الدولة باعتماد مقاربة تشاركية وشمولية لمعالجة هذه الآفة، مشيرا إلى أن هذه الاستراتيجية تقوم على 4 عناصر أساسية، تتمثل في الاستثمار في البعد الوقائي، تفعيل الأطر العلاجية وإعادة إدماج المدمنين، اعتماد سياسة جزائية شاملة في إطار مكافحة هذه الظاهرة وكذا تعزيز التعاون والتنسيق الدولي مع مختلف الآليات الدولية والإقليمية للوقاية من المخدرات ومكافحتها. وأشاد الوزير الأول بالدور الهام والكبير الذي يقوم به الجيش الوطني الشعبي وكافة الأجهزة الأمنية والهيئات المختصة لمواجهة شبكات المتاجرة بالمخدرات وتقديمهم أمام الجهات القضائية لنيل الجزاء الذي يقره القانون. كما توجّه بالشكر إلى الهيئات الفاعلة في المجتمع المدني التي تبذل جهودا معتبرة للوقاية من الآفة والمساهمة في التكفل بضحاياها. وأكد على "الدور الذي يضطلع به الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها في التنسيق وتنفيذ البرامج القطاعية المشتركة المنبثقة عن الاستراتيجية الوطنية لتمكين بلادنا من كسب هذه المعركة المتعدّدة الجبهات". وتمّ في ختام الفعاليات تكريم المؤسّسات والأجهزة الأمنية المعنية بمكافحة المخدرات والمتمثلة في الجيش الوطني الشعبي والدرك الوطني والمديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة للجمارك. كما تم، إعطاء إشارة انطلاق "ماراطون الشباب" من ولاية تلمسان، بمشاركة أزيد من 1500 شاب وشابة من مختلف الولايات.

نحو تسجيل ملف "الألعاب التقليدية" لدى اليونسكو
نحو تسجيل ملف "الألعاب التقليدية" لدى اليونسكو

المساء

timeمنذ 4 ساعات

  • المساء

نحو تسجيل ملف "الألعاب التقليدية" لدى اليونسكو

أعلن وزير الثقافة والفنون، زهير بللو، أول أمس، أن الجزائر تعكف حاليا على إعداد ملف "الألعاب التقليدية" المشترك باسم المجموعة العربية لتسجيله ضمن قائمة التراث الثقافي اللامادي للإنسانية لمنظمة اليونسكو. أوضح بللو، خلال جلسة علنية بمجلس الأمة، خصّصت للردّ على الأسئلة الشفوية أن مسعى تسجيل ملف الألعاب التقليدية باسم المجموعة العربية يندرج في إطار مواصلة إجراءات التسجيل الجماعي لملفات عناصر التراث غير المادي العربي"، مشيرا إلى أن قطاعه سيقدم أول دراسة حول هذا العنصر الثقافي التراثي العربي المشترك في سبتمبر القادم لاقتراح تسجيله لدى الهيئة الأممية. كما أوضح أن الجزائر تسعى أيضا على المستوى الإقليمي العربي إلى المشاركة في "اقتراح ملفات مشتركة جديدة أخرى، على غرار ملف "السعفات والألياف النباتية: التقاليد الحرفية والممارسات الاجتماعية"، "ملف صناعة العود والعزف عليه" وكذا ملف "حرفة الفخار التقليدية: المهارات والممارسات المرتبطة به"، مذكرا بعدد من الملفات التي سبق تسجيلها باسم الجزائر وعدد من الدول العربية، على غرار ملفي "النقش على المعادن" و"الخط العربي". في ذات الصدد، أكد بللو حرص الجزائر على حماية وصيانة التراث الثقافي الوطني، مبرزا أن جهود قطاعه في دعم وحماية وتعزيز الثقافة والهوية الوطنية مستمرة وحثيثة، حيث أشار إلى التحيين الجاري للقانون 98- 04 المتعلق بحماية التراث الثقافي بإضافة تشريع خاص بالتراث الثقافي غير المادي. وذكر بللو بأن الجزائر أدرجت 13 عنصرا ثقافيا غير مادي ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية ما بين عام 2008 و2024، مؤكدا سعي قطاعه لمواصلة تسجيل العناصر الخاصة بالهوية الثقافية الجزائرية في قائمة اليونسكو، على غرار تقديم ملف "الزليج". وفيما يخصّ التراث المادي الجزائري، لفت الوزير إلى أن منظمة اليونسكو نشرت الثلاثاء الماضي القائمة الإرشادية الجديدة للتراث الثقافي الوطني والمتكونة من 11 عنصرا تم إعداد ملفاتها من قبل خبرائنا وتمّ إرسالها نهاية 2024، ليتم اعتمادها رسميا شهر جوان الحالي بعد أن أثبتت مطابقتها الكاملة لاتفاقية اليونسكو لعام 1972.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store