
تحفة Vitters الجديدة.. حين يتحوّل الأداء البحري إلى رفاهية ملموسة
طلب المالك من المصممين تنفيذ تصميم "رشيق المظهر وعميق الشعور"، يعكس الإحساس بالراحة والانفتاح على البحر. بالتعاون مع بيتر لوريس Pieter Laureys من استوديو TKI، صيغت المقصورات من خامات طبيعية مختارة، بينها الخشب الدافئ، والجلد النوبوك الغني، مع لمسات من الطلاء الرمادي اللامع على الخزائن. النتيجة: داخلية لمّاحة تخاطب الحواس قبل النظر.
صالون بانورامي ودمج متناغم للمساحات
⛵ Onboard the 44m Vitters sailing yacht W Magic
Design Unlimited has unveiled the first interior images of the 44-metre Vitters sailing yacht W Magic.
Featuring exterior design by Reichel/Pugh, the Dutch-built fast cruising sloop, previously named RP44, this marks the owners'… pic.twitter.com/10HRaXFDOp
— SuperYacht Times (@sytreports) July 3, 2025
يضم السطح العلوي صالونًا مغمورًا بالضوء الطبيعي، بفضل فتحات السقف الواسعة، مع إطلالات بزاوية 360 درجة على الأفق البحري. يتوزع الصالون بين جلسة جانبية على اليسار ومنطقة طعام رسمية على اليمين، بينما تسمح الألواح الزجاجية برؤية خارجية مفتوحة تعزز الشعور بالاتساع.
وتمتد هذه الفلسفة التصميمية إلى قمرة القيادة التي خُفّض مستواها لتكون موازية للصالون، وتفصلها عنه أبواب زجاجية قابلة للسحب بالكامل، ما يُحوّل المساحة إلى امتداد طبيعي للاستمتاع بالهواء الطلق.
في الخارج، تتوزع مناطق الجلوس بأسلوب غير رسمي، مع طاولة طعام خارجية ومساحة استرخاء أخرى بين محطتي القيادة الخلفيتين، ما يعكس الدمج السلس بين التصميم العملي والفخامة.
جناح رئيسي بتفاصيل نادرة وغرف مخصصة للضيوف
"W Magic".. يخت شراعي بنكهة التصميم الداخلي البديع - المصدر: Guy Fleury
في الطابق السفلي، يتألق الجناح الرئيسي بكامل عرض اليخت، ويضم خزانة مركزية مستقلة، وخزانتي ملابس منفصلتين "له ولها"، فضلًا عن حمّام واسع وغرفة دراسة خاصة.
إلى الأمام، تظهر غرفة مزدوجة على جهة الميناء، وأخرى للأطفال مزوّدة بسريرين بطابقين على جهة الميمنة، بينما تستقر في المؤخرة جناحان للضيوف مع حمامات داخلية، أحدهما قابل للتحويل بين سرير مزدوج أو سريرين منفصلين، ما يمنح مرونة عالية في الاستخدام.
يستوعب يخت W Magic ما يصل إلى 10 ضيوف، إضافة إلى طاقم مكون من 8 أفراد في مقصورات مستقلة، تشمل مطبخًا كامل التجهيز، وغرفة طعام للطاقم، ومرافق مخصصة للغسيل.
ومن المرتقب أن يظهر اليخت لأول مرة أمام الجمهور خلال فعاليات معرض موناكو لليخوت، التي تنطلق بين 24 و27 سبتمبر 2025، ليكون واحدًا من أبرز الحضور المنتظرين بفضل تصميمه الاستثنائي وتفاصيله الدقيقة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الرياض
منذ 7 ساعات
- الرياض
كرسي «Vitturi»: تجسيدٌ حيّ للهوية السعودية والتقنيات العالمية
في ظل الحراك الثقافي اللافت الذي تشهده المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة، برز التصميم كأحد الأذرع الأساسية التي تعبّر عن طموح الوطن، وتُجسّد روح التجديد التي تسري في مفاصل المجتمع السعودي. ويأتي معرض «داون تاون ديزاين الرياض» كواحد من أبرز المنصات التي تحتفي بالإبداع المحلي وتضعه في مواجهة مباشرة مع النبض العالمي للتصميم. من خلال شراكة استراتيجية مع هيئة فنون العمارة والتصميم التابعة لوزارة الثقافة، قدّم المعرض فرصة فريدة لإبراز الهوية السعودية بأسلوب يتفاعل مع أحدث ما توصلت إليه التقنيات والخبرات الدولية، ليعكس الدور النشط والمتنامي للمملكة على خريطة الإبداع العالمي. في قلب هذا المشهد البصري الغني بالتجريب والبحث، برز عمل فني استثنائي، لا باعتباره مجرد قطعة أثاث، بل كترجمة جمالية لصراعٍ وتكاملٍ بين الجذور والأفق، بين الرمزية التراثية واللغة التقنية الحديثة. هذا العمل هو كرسي «Vitturi»، الذي يُعد تحفة فنية تنبض بالرمزية والتجريد، وتحمل في طياتها قصة تصميمية عميقة تُعيد تعريف الجمال السعودي من خلال عدسة عالمية. من الشماغ إلى الفولاذ: الحكاية تبدأ من رمز استُلهم كرسي «Vitturi» من أحد أكثر الرموز البصرية رسوخًا في الوعي الثقافي السعودي: الشماغ. هذا الغطاء الرأسي الذي تجاوز كونه مجرد زيّ تقليدي ليصبح رمزًا للهيبة والانتماء والهوية في المملكة، حُمّل بمعانٍ تتجاوز زخارفه الحمراء وخطوطه المتقاطعة. فقد أراد المصمم أن ينقل هذا الرمز من النسيج إلى المعدن، من الرأس إلى الفراغ، ليُجسّد حركته وتكوينه في قالب ثلاثي الأبعاد ينبض بالحياة والانسيابية. كل طيّة وكل انحناءة في التصميم لم تكن عشوائية، بل نتيجة دراسة فنية عميقة لما تمثله دينامكية الشماغ كرمز بصري وثقافي. تم تفكيك الزخرفة وتحليل حركة «النسفة» بصريًا، ثم إعادة تركيبها على هيئة خطوط منحنية ترسم فوق سطح معدني براق، كما لو كانت قطعة موسيقية بصرية تُعزف على أوتار الضوء والظل. بين الحِرفة والحداثة: ولادة قطعة فريدة صُنع الكرسي بالكامل من الستانلس ستيل 003، وهو نوع نادر من الفولاذ المقاوم للصدأ، يتميّز بمرونته العالية وصلابته اللافتة ولمعانه العصري. هذه المادة لم تُختر اعتباطًا، بل جاءت كمقابل مادي وفلسفي لمضمون التصميم: الجمع بين النعومة الظاهرية والقوة الكامنة، بين الخفة البصرية والثقل الصناعي. العمل على تشكيل هذا الفولاذ بهذا المستوى من التعقيد والانسيابية تطلّب تعاونًا دقيقًا مع حرفيين صناعيين في إيطاليا، مهد التصميم الأوروبي، وبلدٌ لطالما ارتبط اسمه بالبراعة الحرفية والدقة المتناهية. عملية التصنيع لم تكن مجرد تطبيق لتصميم مرسوم مسبقًا، بل كانت رحلة تعاونية بين الرؤية الإبداعية السعودية والخبرة التقنية الأوروبية. وقد استغرق تنفيذ الكرسي شهورًا من التجريب والاختبار لضمان أن تبقى كل انحناءة وفاصل مرئيّ أمينًا للهوية التي يستحضرها، دون أن يفقد حسّه العصري وقدرته الوظيفية. لحظة الكشف: عندما وقف «Vitturi» بين الكبار شهدت النسخة الأولى من معرض «داون تاون ديزاين الرياض» عرض كرسي «Vitturi» للمرة الأولى داخل المملكة، وذلك في حي جاكس، الذي يُعد أحد أبرز المراكز الثقافية والإبداعية في العاصمة. لم يكن مجرد عرض ضمن مجموعة من الأعمال، بل كان لحظة فارقة في مسيرة التصميم السعودي، حيث وقف الكرسي شامخًا بين أعمال لمصممين عالميين، حاملاً توقيعًا سعوديًا خالصًا، يتحدّث بلغة بصرية عصرية دون أن يتنازل عن جذوره. تفاعل الجمهور والنقّاد مع هذا العمل لم يكن ناتجًا فقط عن جمالياته الخارجية، بل عن الرسالة العميقة التي يحملها. فقد نجح في أن يكون أكثر من مجرد كرسي: كان جسرًا ثقافيًا يربط بين زمنين وثقافتين، وشاهدًا على قدرة التصميم السعودي على أن يُحاور، يُنافس، ويتميّز عالميًا حين يُمنح المساحة ليبدع. التصميم كرسالة وهوية يندرج كرسي «Vitturi» تحت مظلة العلامة التجارية السعودية «ZAZA MAIZON»، التي تسعى إلى بناء هوية بصرية جديدة للمملكة، تستند إلى الإرث الثقافي المحلي ولكنها لا تكتفي بتكراره. بل تسعى إلى تأويله، تحويره، وإعادة تقديمه بلغة تصميمية معاصرة تتفاعل مع السوق العالمية دون أن تذوب فيه. كما يأتي المشروع بالتعاون مع الشركة المعمارية الاستشارية «A1 Architects»، الذي يؤمن بأن التصميم ليس مهنة فحسب، بل وسيلة للتعبير الثقافي وخلق جسور تواصل بين الشعوب. هذا الإيمان العميق هو ما يُحوّل الأعمال من مجرد قطع أثاث أو مبانٍ إلى بيانات بصرية تُحاكي الهوية وتنطق بها. و»Vitturi» هو أحد أبرز تمثيلات هذا التوجّه الطموح، حيث لا يتم استحضار الرمز المحلي بغرض الزينة أو الإثارة السطحية، بل يتم تفكيكه وإعادة تركيبه ضمن سردية تصميمية تنتمي للمستقبل بقدر ما ترتبط بالماضي. بداية لمسار مختلف قد يكون «Vitturi» مجرد بداية، لكنه بلا شك بداية تُمهّد لطريق جديد في مسيرة التصميم السعودي. طريق يتجاوز فكرة الاستنساخ أو الاقتباس، ليُركّز على إنتاج رؤية تصميمية محلية برؤية عالمية. رؤية تُكرّس لفكرة أن التصميم يمكن أن يكون معاصرًا ومحليًا في آنٍ معًا، وأن الجمال لا يحتاج للتنازل عن الأصالة كي يكون حديثًا. في زمن تتعاظم فيه الحاجة إلى إثبات الهوية، ويُصبح فيه التحدي الأكبر هو الموازنة بين التجذّر والتجديد، يأتي «Vitturi» ليُعلن أن الهوية لا تُختزل في الرموز، بل في القدرة على التعبير عنها بلغة يفهمها العالم. هذا هو التحدي الحقيقي الذي يواجه المصمم السعودي اليوم، وهذا هو الطريق الذي بدأته «ZAZA MAIZON» بثقة وإبداع، لتُثبت أن التصميم ليس فقط انعكاسًا للثقافة، بل أداة لصناعتها أيضًا.


الرجل
منذ 11 ساعات
- الرجل
المنتجع الأنيق الذي يتبع شكل الطبيعة.. Zig-Zag الألباني يأسرك بجماله (صور)
أعلن كلًا من مكتب JA Joubert Architecture وشركة Vero Global، عن إطلاق المشروع المبهر؛ وهو منتجع Zig-Zag الجديد على الريفييرا الألبانية، وهو منتجع فاخر يحمل تصميمًا معماريًا متعرّجًا استوحي من تضاريس الأرض المحيطة، بما يتيح إطلالات بانورامية غير منقطعة على البحر من جميع وحداته. مواصفات خيالية ويمتد المنتجع على مساحة 30 ألف متر مربع، ويضم أجنحة فندقية وحدائق ومرافق متكاملة، ويعتمد في تصميمه على أحجار بيرات المحلية، كما يدمج تقنيات التبريد السلبي والطاقة الشمسية، في إطار توجهه نحو الاستدامة البيئية. ويوفر المنتجع تجربة خالية من السيارات، حيث جرى اعتماد ممرات مخصصة للمشاة، ونقاط إنزال مريحة، إلى جانب شبكة عربات معلقة لربط أجزاء المشروع، وذلك لتقليل الأثر البيئي وتعزيز سهولة التنقل داخل المنتجع. ويضم المشروع مزايا إضافية مثل أنظمة تجميع مياه الأمطار، ومساحات داخلية ترتبط مباشرة بالهواء الطلق، فضلًا عن مدخل خاص إلى البحر يمنح الضيوف تجربة استجمام قريبة من الطبيعة. ويُعد المنتجع أحد أبرز المشاريع السياحية الجديدة في ألبانيا، وقد صُمّم بالتعاون بين مكتب JA Joubert Architecture وشركة Vero Global، في إطار توجه عالمي لدمج الفخامة مع الحلول البيئية المستدامة.


مجلة هي
منذ 13 ساعات
- مجلة هي
منصة الموضة تتحول إلى رقصة صامتة على إيقاع الألوان
حين تصبح القطعة صوتا، وتتحوّل الخياطة إلى حركة لها إيقاع ووزن، ندخل منطقة التقاء نادرة بين الموسيقى والموضة، حيث لا تعود الأزياء مجرّد تعبير بصري، ولكن تتحول إلى مقطوعات معزوفة تُرتدى، وتتحرك. في لحظاتها الأكثر إلهاما، تتجاوز الموضة حدود البصر، لتصبح وسيلة استماع أيضا من خلال الخامات، والقصّات، وتمايل الأقمشة على الجسد. لكن ما يمنح هذا التداخل عمقه الحقيقي هو الإحساس، من عروض كينيتكية تحاكي الموجات الصوتية بحركاتها، إلى تصاميم تستلهم الآلات الموسيقية، أو تُطرّز بكلمات أغنية محفورة في الذاكرة. إنها علاقة حقيقية بين السمع والبصر، لا استعارة عابرة، بل هي خط تصميم أصيل يُعيد تعريف الإبداع بوصفه تجربة حسّية متكاملة. من مجموعة "فيكتور أند رولف" ربيع وصيف ٢٠٠٨ للملابس الجاهزة تصوير: Giovanni Giannoni/WWD/Penske Media بواسطة: Getty images في عــــروض "إيــــريــس فان هيـــربــن"، تتـــجـــسّـــد العــــلاقــــــة بين الــصــــوت والحركة بتصميمات تتخطى الشكل لتلامس الجوهر. المصممة الهولندية تبتكر تجارب حركية كاملة، تُبنى على مستوى الجزيئات باستخدام تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد ومواد مستقبلية مثل السيليكون والنسيج الحيوي. كل قطعة تنبعث كأنها موجة صوتية تتحرّك في الفضاء، بينما يتجاوب القماش مع الجسد بإيقاع نابض. تحت يدَي "فان هيربن"، يتحوّل التصميم إلى تردّد مرئي، يتنقّل في الهواء بإحساس ناطق. هي أزياء تُنحت بالحركة، وتُصاغ كأنها موسيقى مرئية، تتكامل مع الجسد في تجربة حسّية فائقة. أما "إيف سان لوران"، فاختار أن يعبر إلى عالم الفن عبر نوافذ الرسم. في مجموعة ربيع 1988 للأزياء الراقية، استحضر وجوه الحداثة من "بيكاسو"، و"فان غوخ"، و "جورج براك" وحوّل إرثهم البصري إلى نقوش تُسكن القماش، وتحوّل الفساتين إلى لوحات قابلة للارتداء. "إيريس فان هيربن" ربيع وصيف ٢٠٢١ للأزياء الراقية "إيريس فان هيربن" ربيع وصيف ٢٠٢٠ للأزياء الراقية "إيريس فان هيربن" ربيع وصيف ٢٠٢١ للأزياء الراقية الفن لم يكن عنصر إلهام خارجيا، بل مادة أولى بُنيت منها المجموعة. وسط هذه التكوينات، ظهرت آلات موسيقية مرسومة بعناية كأنها أصوات صامتة تتنقّل على سطح القِطع الخلابة، تمنح العين تجربة تُحاكي السمع. قال "سان لوران": "لطالما فُتنتُ بالرسم، فكان من الطبيعي أن يُلهمني في تصاميمي". هذا التصريح يختزل جوهر العلاقة بين الموضة والفن، علاقة تتأسس على الترجمة البصرية للحس، وتحويل الانفعال الجمالي إلى بُنية تصميمية. وكما يعبّر الرسام عن ذاته عبر اللون والخط، يبني المصمم رؤيته عبر القصّة، والخامة، والشكل. وعندما تلتقي هذه العوالم، تتشكّل لحظة تصميمية مشبعة بالذاكرة، تُصاغ كأثر فني يتحرّك، ويُرى، ويُحفظ. من مجموعة "إيف سان لوران" ربيع وصيف ١٩٨٨ للأزياء الراقية، تصوير: Pierre Vauthey/Sygma/Sygma بواسطة: Getty Images ن مجموعة "إيف سان لوران" ربيع وصيف ١٩٨٨ للأزياء الراقية تصوير: Pierre Vauthey/Sygma/Sygma بواسطة: Getty Images من مجموعة "فيكتور أند رولف" ربيع وصيف ٢٠٠٨ للملابس الجاهزة تصوير: Karl Prouse/Catwalking بواسطة: Getty images من مجموعة "فيكتور أند رولف" ربيع وصيف ٢٠٠٨ للملابس الجاهزة تصوير: Karl Prouse/Catwalking بواسطة: Getty images "موسكينو" ربيع وصيف ٢٠٢٠ للملابس الجاهزة "موسكينو" ربيع وصيف ٢٠٢٠ للملابس الجاهزة "موسكينو" ربيع وصيف ٢٠٢٠ للملابس الجاهزة بــــعـــض المصـــمـمـــيــــن لم يكــتــــــفـــوا بالتــلمــيــــــــح إلى الموسيقى، بل حوّلوها إلى مادة تصميمية حية. دار "فيكتور أند رولف" في ربيع 2008 قدّمت فساتين مكوّنة من آلات موسيقية أعيد تشكيلها بإبداع نحتي، وكأن الجسد يرتدي صوتا متجسّدا. أما "موسكينو"، فلطالما أتقنت أداء النغمة الصاخبة بعين ساخرة وذكاء بصري متمرّد. في مجموعة ربيع وصيف 2020، اختار "جيريمي سكوت" أن يُعيد قراءة "بيكاسو" بصيغة قابلة للارتداء، فحوّل فَنه التكعيبي بزواياه الحادّة، وخطوطه المفكّكة، وتــــراكيـــب مستــــويـــاتــــه البصــــريــــة إلى فساتــيـــــن مشغولة بجرأة لونية وتكوينات تتراقص كأنها ضربات فرشاة حرة على جسد متحرّك. لكن اللافت، كان الدمج الحرفي للآلات الموسيقية داخل بنية القطع، من كمانات وأبواق وغيتارات تداخلت في التصميم كعناصر تشكّل البنية لا الزينة، وكأن الجسد نفسه يعزف بمجرد أن يتحرّك. الأزياء هنا لم تكتفِ باستلهام الموسيقى، بل احتوت على أدواتها. وفي خريف 1991، أدخلت "فيرساتشي" الغيتار داخل هيكل الفستان، ليصبح الجسد نفسه أداة عزف، ينبعث منه الغناء كامتداد طبيعي للحركة. من مجموعة "فيرساتشي" خريف وشتاء ١٩٩١ تصوير: Emanuele Sardella/WWD/Penske Media بواسطة: Getty Images هــــذه ليــــست محـــض لفتـــــات فنية، بل محــــــاولات واعية لإعادة تعريف الموضة كمساحة تترجم الصوت إلى شكل، وتحوّل الآلة الموسيقية إلى بُنية تصميمية تنطق بالإيقاع. موسكينو" خريف وشتاء ٢٠٢٢ للملابس الجاهزة موسكينو" خريف وشتاء ٢٠٢٢ للملابس الجاهزة وفي خريف وشتاء 2022، لم يكتفِ "سكوت" بتلميحات صوتية أو استعارات زخرفية، ولكن قرر أن يشمل الآلة الموسيقية حضوريا وبشكل مباشر، عبر قطع مثل فستان القيثارة الذي حَمل بيانات خيالية ودلالات مَرحة، إلى جانب تصميمات أخرى تُحاكي أدوات المائدة والتحف المنزلية، وكأنها تتحوّل بدورها إلى آلات إيقاع بصري. في المشهد السعودي المعاصر، تصعد نورا سليمان بصوت تصميمي يلتقط نبض المدينة وإيقاع الذاكرة، وتُترجم رؤيتها عبر مفردات ثقافية وموسيقية تمتد من أرشيف الأغاني إلى تفاصيل الحياة اليومية. في مجموعتها "8 مساء"، التي قُدّمت خلال أسبوع الأزياء في الرياض، استلهمت من أغنية "ليلة خميس" لمحمد عبده لتنسج عبر الأزياء رواية بصرية عن طقوس الحبّ في الثمانينيات، زمن العفوية، والمشاعر غير المؤرشفة. بين التصاميم النسائية والرجالية، جمعت نورا سليمان بين دفء الماضي وجرأة الحاضر. كل قطعة بدت كأنها مشهد من موعدٍ مرتقب، من الفستان المختار بعناية، واللون المتناغم مع المزاج، والخطوط التي تُفصّل على إيقاع الشعور. لكن ما يميّز المجموعة حقا هو انخراط الكلمات داخل النسيج في العبارات المقتطفة من "ليلة خميس" التي خُطّت على القماش كشًك وتطريز، وكأن القطع نفسها مُزَيّنة بالأغنية، ومشبعة بروح الشعر، ومرهفة بنبض الموسيقى. تقول المصممة: "أردت أن أستعيد إحساس الحب والمواعدة في الثمانينيات، السحر القديم الممزوج بالجرأة العصرية". وبهذا التوجه، لم تُقدّم نورا مجرد أزياء تُرتدى، بل أعادت بناء طقس اجتماعي، وشكّلت أناشيد حب تُلبس، وتُرى، وتُسمع بطرب. من مجموعة ٨ مساءً من نورا سليمان، علامة الأزياء السعودية من مجموعة ٨ مساءً من نورا سليمان، علامة الأزياء السعودية الموضة لها القدرة على التحول إلى وسيلة استماع كما هي وسيلة تعبير. كل غرزة تقابلها نغمة، وكل قصة تفصيل تحمل في انحناءاتها توقيعا صوتيا. وعندما يلتقي الإيقاع بالبُنية، تُولد لحظة تُسجّل على ورق النوتة وتُحفظ في الذاكرة الحسيّة. هذا ليس مجازا، بل تأكيد على أن الموضة، حين يصغى إليها كما تُسمع الموسيقى، تُصبح أكثر من مظهر خارجي. تُصبح لحنا مرئيا، له قدرة على التأثير والاستدعاء والبقاء.