
الحجايا تكتب:العطاء الصامت في زمن الضجيج
بينما تشق شاحنات الإغاثة طريقها نحو غزة، محملةً بأطنان من الغذاء والدواء، وبينما تنصب المستشفيات الميدانية الأردنية أروقتها لاستقبال جرحى الحرب، يسود صمتٌ أردنيٌ عميق. هذا الصمت ليس فراغاً، بل هو لغة قائمة بذاتها، لغة تختزل قروناً من القيم الأصيلة التي تشربها الهاشميون وشعب الأردن، لغة تتعرض اليوم لعاصفة هوجاء من 'التشويه المنظم'. في عالم يضج بالصراخ الإعلامي وتبادل الاتهامات،حيث تقدم المملكة الأردنية الهاشمية نموذجاً فريداً للعطاء الإنساني. في معركة وجودية، ليست معركة على الأرض فحسب، بل معركة قيم الإنسانية والتضامن والتكافل في مواجهة سموم الإعلام المأجور الذي يسعى بلا هوادة إلى تشويه صورة هذه المساعدات وتحويل الفعل الخالص إلى شبهة.
وبالرغم من كل هذه السموم يظل الرد الأردني هو الأبلغ حيث الاستمرار في العمل بصمت. هذا الصمت ليس ضعفاً، بل هو ثقة بالقيمة الذاتية لفعل الخير، وإيمان بأن البذل الحقيقي لا يحتاج إلى ضجيج. إنه تحدٍ صامت لآلة التشويه، قائماً على الإنجاز الملموس على الأرض.
حيث الجسور الجوية الأردنية تحلق ، والبرية تسير ليل نهار ، ليست مجرد قوافل إغاثة بل هي جسور تضامن ملموسة تمتد من عمق القلب الأردني إلى أشقاء تحت الحصار. والمستشفيات الميدانية مثل 'مستشفى الملكة رانيا' في غزة، وشحنات الدواء والغذاء المستمرة، وعلاج الجرحى داخل الأردن، كلها شواهد على فعل لا يتوقف.
لذلك على الجميع أن يدرك بأنه 'لَيْسَ مِن شِيمِ الهاشميين وَأَهْلِنَا وَأَجْدَادِنَا الخَيِّرِينَ فِي الأُرْدُنِ التُّمَنُّنُ عَلَى فِعْلِ خَيْرٍ يقومون بِهِ'. هذه العبارة ليست مجرد شعار يرفع، بل هي جوهر الفعل الأردني. إنها ترجمة عملية لقيم راسخة، مستمدة من الإرث الهاشمي العريق ومن تعاليم الإسلام السمحة. إنهم يقدمون العون بلا منٍّ، بلا انتظارٍ لميكروفونات الإعلام أو عبارات الشكر، لأن الدافع أسمى وأعمق. حيث المرجعية الأخلاقية للأردن قيادة وشعباً قول الله تعالى في سورة الإنسان 'وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا'. هنا يكمن سر العطاء الأردني لغزة، وللمنكوبين أينما كانوا، يُقدَّم بورع المؤمن الذي يوقن أن الثواب الحقيقي، والجزاء الأوفى، هو عند ربٍ كريم وليس عند بشر قد يجزِلُ بالشكر أو يجحد.
فالعطاء الصامت ليس تكتيكاً، بل هو هوية. هو ردٌ وجودي على محاولات التشويه، يترجم قوله تعالى إلى واقعٍ تراه العيون في قوافل الإغاثة، وتلمسه الأيدي في المستشفيات، ويلمسه القلب في كل فعل خير يقدم دون منٍّ ولا أذى. في زمن الضجيج، يعلو صوت الصمت الأردني الأصيل، حاملاً رسالة واضحة: فعل الخير غاية في ذاته، ووجه الله هو المرتجى.
حمى الله الأردن شامخاً عزيزاً دوماً معتزاً بقيادته الهاشمية التي تجسد معاني العطاء عبر التاريخ، ليكتب فصلًا جديداً من فصول الإنسانية في زمن تكثر فيه الضوضاء وتقل فيه القيم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صراحة نيوز
منذ 3 ساعات
- صراحة نيوز
ترفيع القاضي أشرف الحباشنة إلى محكمة استئناف عمان
صراحة نيوز – قرّر المجلس القضائي الأردني ترفيع القاضي العسكري أشرف الحباشنة إلى منصب قاضٍ في محكمة استئناف عمان. وعبّر الحباشنة، في منشور عبر صفحته على موقع 'فيسبوك'، عن فخره واعتزازه بهذا الترفيع، موجهاً كلمات الوداع لزملائه القضاة في محكمة الأمن العام، ومستذكراً فترة عمله في هذا الجهاز العريق، التي وصفها بأنها تركت أثراً بالغاً في مسيرته القضائية. وأشاد الحباشنة بدور رجال الأمن العام وما يقدمونه من بطولات، واصفاً إياهم بـ'الأشاوس' الذين نذروا أنفسهم لفداء الأردن وشعبه، وأكد على ولائهم المطلق لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين. كما نوّه إلى التزامهم المطلق بإحقاق الحق وإرساء العدالة، واستعدادهم التام للدفاع عن الوطن عند نداء الواجب. واختتم الحباشنة منشوره بالدعاء بأن يحفظ الله رجال الأمن العام، وأن يظلوا سنداً وذخراً للوطن، متمنياً مزيداً من التقدم والازدهار للأردن بقيادة جلالة الملك.


وطنا نيوز
منذ 4 ساعات
- وطنا نيوز
اشرف الحباشنة قاضيا في محكمة الاستئناف
وطنا اليوم-أعرب القاضي العسكري أشرف الحباشنة عن فخره واعتزازه بترفيعه إلى منصب قاضٍ في محكمة استئناف عمان، وذلك بقرار من المجلس القضائي الأردني. وفي منشور له عبر صفحته على موقع 'فيسبوك'، ودّع الحباشنة زملاءه القضاة العسكريين في محكمة الأمن العام، مستذكراً بكل فخر فترة عمله في هذا الجهاز العتيد، والتي كان لها أثر كبير في مسيرته القضائية.وأشاد الحباشنة بالروايات البطولية لرجال الأمن العام، واصفاً إياهم بـ'الأشاوس' الذين نذروا أنفسهم لفداء الأردن وشعبه، مؤكداً على ولائهم المطلق لجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين. وأضاف أنه شهد عن قرب التزامهم بإحقاق الحق وإرساء العدالة، واستعدادهم للدفاع عن الوطن كالأسود عندما يناديهم الواجب.واختتم الحباشنة منشوره بالدعاء أن يديم الله عز رجال الأمن العام، ليظلوا ذخراً للوطن، متمنياً مزيداً من التقدم والازدهار للأردن في ظل القيادة الهاشمية.


جهينة نيوز
منذ 5 ساعات
- جهينة نيوز
كندة الصلاح في ذمة الله
تاريخ النشر : 2025-08-03 - 11:20 pm نعى خالد صفران البلاونة؛ رئيس ملتقى النشامى في إيطاليا، المرحومة باذن الله تعالى السيدة كندة محمود رفيق الصلاح، شقيقة الدكتورة رغدة الصلاح . وقال البلاونة في نعيه: ببالغ الأسى والحزن وبقلوب مؤمنه بقضاء الله وقدره تلقّيت خبر وفاة شقيقتكم ، أشاطركم ألمكم وأحزانكم بهذا المصاب الجلل برحيلها، وأتقدم إليكم بتعازينا القلبية الحارة، وبمشاعر المواساة والتعاطف الأخوية المخلصة، سائل الله تعالى أن يتغمّد الفقيدة بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته، وينعم عليها بعفوه ورضوانه ومغفرته بإذن الله تعالى . إنا لله وإنا إليه راجعون. نسأل الله عزوجل أن يلهمكم وكافة أفراد ال الصلاح و ال المصري الكرام جميل الصبر والسلوان والسكينة. اخوكم خالد صفران البلاونة رئيس ملتقى النشامى في إيطاليا تابعو جهينة نيوز على