
بريكس.. حوار التكامل
بريكس.. من روسيا حتى البرازيل، مروراً في الإمارات، خط أمان، واتزان، يحفظ الود بين الإنسان ومتطلبات عصره، وطموحاته، في العيش بسلام اقتصادي، وتطلعاته إلى حياة خالية من العازة، وشظف التفرق، والحياة المؤلمة.
وجود الإمارات في هذا التجمع الكوني لهو جدول إرواء، ونهر عطاء، ومثل هذه الأحزمة السياسية والاقتصادية، لهي النداء السامي لفطرة إنسانية، بأن تأتلف القوى الصاعدة، وتتكاتف، من أجل عالم ينعم بالخير، مستنداً إلى فكرة جلية، بأننا في هذا العالم، إنما ننتمي إلى السليقة البشرية التي جاءت من جذر واحد، ومن فطرة واحدة، علينا جميعاً أن نحميها من بطش الأنانية ونرعاها ونعتني بها، كي نجعل كوكبنا في صحة وعافية، وبذخ الحياة.
وانضمام الإمارات لهذا التجمع العملاق، يمنحه عظمة الأفكار الشفافة، وتسامي القيم، وحب الحياة، وهي السمة التي تجلّت بها روح بلادنا، وجعلتها بين العالمين مصباحاً منيراً، يضيء دروب الحياة بالعمل على لم شمل الدول، ورص صفوفها وتقوية أواصرها، وتعضيد عزائمها، لتكون الحزام الأخضر الذي يمنع جفاف المشاعر، ويحض على دفء العلاقات بين الدول، وهو القاسم المشترك الذي تصبو إليه دولة الإمارات، وترنو إليه دوماً في علاقاتها مع العالم إيماناً من قيادتنا الرشيدة، بأن العصي إذا تجمعت يصعب تكسرها، وما الفرقة، والأنانية إلا اليد الغاشمة التي تحطم آمال الشعوب، وتكسر إرادتها، وتهشم عظام عزيمتها.
هذه الرؤية هي ما دعا إليها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وعلى أثره تمضي القيادة الرشيدة، بحكمة، وعزيمة، ولا تتردد بالانضواء لأي تجمع يشملك الحب، ويؤلف بينه الأمل الواحد، وهذا ما ترتجيه الشعوب من حكوماتها، وما الفرقة، إلا السيف الذي يغتال الحكمة، ويقضي على الحلم، ومنه تذهب الأمنيات سدى.
الإمارات بفضل المعطى الحضاري الذي تنتمي إليه القيادة، والتسامح الذي اتسمت به حكمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، استطاعت بلادنا أن تجمع العالم دوماً على طريق المحبة، والخير، وعافية العلاقات المتكافئة، والحوار البناء، وتأسيس عالم تصفو قريحته من انفعالات السياسات الغامضة، وعملت الدولة بفضل هذه السياسة المبنية على قناعة راسخة، بأن السلام النفسي بين الدول هو الطريق إلى الرقي، والتطور، وحضارة تحمي منجزاتها عقول نشأت على الأحلام الزاهية، والتطلعات الراعية، والطموحات الحية النابضة بروح التفاؤل، ومشاعر الأخوة بين جميع الدول، ولا خيط يؤلف بينها، سوى حب الآخر، والتحرر من الأنانية، والتخلص من مخرجات النفس الأمارة. ونداء الإمارات دائماً يرتكز على الحوار البناء كركيزة للاستقرار الدولي، وهذا ما نشأت عليه بلادنا، وهذا ما تحفظه من دروس التاريخ وهذا ما تعتني به، وترعاه، وتسعى دوماً في ترسيخه، وتثبيته في مختلف المنصات الدولية لأنه لا مجال اليوم لتصادم الأفكار، ولا مجال للنكوص عند نظريات بالية، خاوية، لا شأن لها سوى تأليب العقل، ضد مصالح الدول، وتحريضه ضد حياة السلام، والأمان، والاطمئنان. لهذا نقول إن الإمارات هي رمانة الميزان في عالم اختل توازنه، وبحاجة ماسة إلى دولة مثل الإمارات، تخرجت في مدرسة زايد الخير، وعمّمت خيرها على العالم، بنفس راضية، مطمئنة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ 2 ساعات
- البوابة
وزير الشؤون النيابية لـ النواب: استعدتم حصاد عملكم بتشريعات جسدت الصالح العام
أشاد المستشار محمود فوزي، وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، بدور مجلس النواب في ختام أعمال الفصل التشريعي الثاني، مؤكدًا أن النواب استعادوا اليوم حصاد عملهم، بعد خمس سنوات من الجهد والعطاء في مسيرة برلمانية حافلة بالأداء الجاد والمستنير. تحية باسم الحكومة.. والقيادة السياسية تقود التنمية بثبات قال فوزي، في كلمته أمام الجلسة العامة لمجلس النواب، إن عمل الحكومة والمجلس جاء في إطار من الالتزام الوطني تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يقود مسيرة الوطن بثبات نحو تحقيق التنمية الشاملة وبناء الجمهورية الجديدة على أسس من العدالة ودولة القانون وتمكين المرأة والشباب. إصلاحات اقتصادية وتشريعات بنّاءة أكد الوزير أن الحكومة حرصت على مواصلة جهود الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي واستكمال المشروعات القومية الكبرى لتحسين جودة حياة المواطنين وتطوير البنية التحتية، رغم التحديات الإقليمية والدولية، مشيرًا إلى أن تلك الجهود ما كانت لتتحقق لولا التعاون الصادق مع مجلس النواب، الذي أقر الحزمة التشريعية اللازمة لتحقيق هذه الأهداف. الديمقراطية اختلافٌ ثم لقاء.. والصالح العام كان البوصلة أكد فوزي أن تباين الآراء داخل المجلس لم يكن يومًا غاية في ذاته، بل إن النواب جعلوا من الصالح العام هدفًا لا يحيدون عنه، معتبرًا أن الديمقراطية هي اختلاف ثم لقاء، وليست خصامًا، وأن النواب أدوا واجبهم بكل تفانٍ في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. إشادة بدور رئيس المجلس.. وأداء رقابي يعكس وعي النواب أشاد الوزير بقيادة المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس المجلس، مؤكدًا أنه أدار دفة الحوار داخل القاعة بحكمة واقتدار، وحرص على آداب الحوار والبعد عن الإثارة، مؤكدًا أنه لا سلطان على المجلس سوى للدستور والضمير. كما أثنى على وعي النواب في إدارة المداولات والرقابة البرلمانية، وخاصة من خلال البيانات العاجلة التي طرحت قضايا ملحة استلزمت تدخلاً عاجلاً وطمأنة الرأي العام. تشريعات الجمهورية الجديدة استعرض الوزير أبرز مشروعات القوانين التي أقرها البرلمان خلال دور الانعقاد الأخير، ومنها قانون الإجراءات الجنائية، وتنظيم المسؤولية الطبية، وتنظيم لجوء الأجانب، والعمل، والضمان الاجتماعي، وتنظيم مرفق مياه الشرب والصرف الصحي، والرقم الموحد للعقارات، والفتوى الشرعية، وتعديلات قوانين الإيجارات، إضافة إلى قانوني التعليم والرياضة، معتبرًا أنها تشريعات تواكب متطلبات التطور وتدعم استقرار الدولة. البرلمان ترفع عن المصالح الضيقة.. وشهد وحدة وقت الحاجة وجه الوزير تحية للنواب على ما أظهروه من ارتفاع فوق المصالح الفئوية الضيقة، وتوحد الرؤى حين اقتضى الأمر، مشيرًا إلى أن الشعب سيذكر للمجلس أنه قدم عطاء وطنيًا خالصًا، واستطاع أن يسهم في بناء دولة قوية تقوم على مؤسسات فاعلة. تحية للمؤسسات والقيادات.. والنائبات كنّ نموذجًا مشرفًا وجه فوزي الشكر إلى وكيلي المجلس، وهيئة حزب الأغلبية، والنواب المستقلين والمعارضة، كما خص بالشكر نائبات البرلمان، مؤكدًا أنهن قدّمن نموذجًا مشرفًا في التعبير عن قضايا المرأة والمشاركة الفعالة في كل الموضوعات. كما حيّا شباب النواب على مساهماتهم الحيوية في أعمال المجلس. الانتخابات التشريعية المقبلة ستحتكم لوعي الشعب اختتم الوزير كلمته بالإشارة إلى أن الشعب المصري هو الحكم في الانتخابات التشريعية المقبلة، وسينظر في ما أنجزه المجلس طوال فصله التشريعي، معتبرًا أن سجل الأداء النيابي سيظل شاهدًا على العطاء الوطني للنواب، وأن الله وحده يرى العمل ويحاسب عليه.


البوابة
منذ 4 ساعات
- البوابة
زيادة الرسوم الأمريكية يدفع اقتصادات جنوب شرق آسيا لتكثيف المفاوضات مع واشنطن
تسارعت تحركات دول جنوب شرق آسيا الكبرى اليوم /الثلاثاء/، نحو تكثيف مفاوضاتها التجارية مع الولايات المتحدة، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية مرتفعة رغم سلسلة عروض قدمتها تلك الدول لزيادة وارداتها من السلع الأمريكية وتخفيض الرسوم على منتجاتها. وذكرت صحيفة (ذا ديلي ستارز) المختصة في الشؤون الاقتصادية أن تلك الخطوة تأتي في ظل ترنح اقتصادات المنطقة - التي تتجاوز قيمتها الإجمالية 3.8 تريليون دولار - تحت وطأة تهديدات ترامب الجمركية، في وقت تعتمد فيه تلك الدول على التصدير والتصنيع كمحركات رئيسية للنمو، خاصة بعد تحولات في سلاسل التوريد بعيدا عن الصين. وبدءا من الأول من أغسطس المقبل، ستطبق رسوم بنسبة 32% على واردات الولايات المتحدة من إندونيسيا، و36% على المنتجات التايلاندية، رغم عروض اللحظة الأخيرة من الطرفين لزيادة مشترياتهما من الطاقة والسلع الأمريكية وخفض الرسوم على وارداتها من الولايات المتحدة. وفي تايلاند، أعرب وزير المالية بيتشاي تشونهفاويرا عن "الدهشة" من نسبة الرسوم المرتفعة التي فرضتها واشنطن، مؤكدا أن بلاده مستعدة لتقديم المزيد من التنازلات لضمان استمرار الوصول إلى أكبر أسواقها التصديرية. وكتب تشونهفاويرا - عبر منصة إكس "تويتر" سابقا - "الولايات المتحدة لم تأخذ في الحسبان عرضنا الأخير.. سنجد المزيد من الإجراءات وسنواصل القتال حتى نحصل على أفضل صفقة ممكنة". أما في إندونيسيا، فقد غادر كبير المفاوضين إيرلانجا هارتارتو قمة "بريكس" في البرازيل متجها مباشرة إلى واشنطن لاستئناف المحادثات. وقال المتحدث باسم وزارة الشؤون الاقتصادية الإندونيسية هاريو ليمانستو: "لا يزال هناك متسع للتفاوض، والحكومة تعكف على تعظيم فرص الوصول إلى تسوية تجارية". وقدمت جاكرتا سلسلة من التنازلات منذ بدء المحادثات، بينها خطط لاستثمار ما يصل إلى 34 مليار دولار في السوق الأمريكية، تشمل شراء الطاقة والسلع والطائرات، ومع ذلك، يتوقع أن تكون الرسوم باهظة على قطاع زيت النخيل، الذي تمثل إندونيسيا أكبر مصدريه إلى الولايات المتحدة بنسبة 85%. وتوقعت رابطة زيت النخيل الإندونيسية تراجع الصادرات بنسبة تصل إلى 20% نتيجة الرسوم، ما يفتح المجال أمام منافسة متزايدة من ماليزيا ودول أخرى منتجة للزيوت النباتية. وفي تايلاند، ثاني أكبر مصدر للأرز في العالم، أشارت رابطة مصدري الأرز إلى أن الطلب الأمريكي قد ينخفض بنسبة 20% نتيجة الرسوم الجديدة، مما قد يعزز من حصة فيتنام (ثالث أكبر مصدر) في السوق الأمريكية، بعد أن حصلت على صفقة مخففة مع واشنطن تشمل رسوما بـ20% على معظم صادراتها و40% فقط على السلع المعاد تصديرها. وفيما تلقت كمبوديا تخفيضا في الرسوم إلى 36% بدلا من 49% عقب مفاوضات هدفت لحماية قطاع الملابس والأحذية، لا تزال ماليزيا تسعى لتحديد نطاق الرسوم بدقة، مؤكدة التزامها بالتوصل إلى "اتفاق تجاري متوازن وشامل ومبني على المصالح المتبادلة" مع الولايات المتحدة.


سكاي نيوز عربية
منذ 7 ساعات
- سكاي نيوز عربية
بريكس تحت الضغط الأميركي.. قمة ساخنة في ظل تهديدات ترامب
هذا التهديد لم يمرّ دون ردّ، إذ جاء الرد الروسي حاسمًا، مؤكدًا أن تعاون دول بريكس لا يستهدف أي طرف ثالث، وأن مساعي التكامل داخل المجموعة تنبع من منطق الشراكة لا المواجهة. لكن خلف التصريحات، تتكشف خطوط توتر جديدة في بنية الاقتصاد العالمي، وتتقاطع فيها طموحات دول الجنوب مع استراتيجية الردع الاقتصادي الأمريكي، فيما يبدو صراعًا ناعمًا على موازين القوة والتأثير. بريكس من 5 إلى 11.. توسع نوعي وعبء إضافي توسعت مجموعة بريكس مؤخرًا من خمس دول إلى إحدى عشرة دولة، وهو ما منحها وزنًا سياسيًا واقتصاديًا متزايدًا. ويُنظر إلى هذا التوسع على أنه لحظة مفصلية في مسار المجموعة، التي أُنشئت في الأصل لتكون كيانًا مستقلًا عن النظام الغربي وهيمنة الدولار. وفي هذا السياق، يقول الدكتور حميد الكفائي، الكاتب والباحث السياسي، خلال مداخلة عبر "سكاي نيوز عربية"، إن "ما يقوله ترامب بخصوص بريكس صحيح، فهي أُنشئت لتكون مستقلة عن الولايات المتحدة، لكن ترامب يعظم من خطر المجموعة حين يستهدفها كتهديد مباشر". ورغم اعترافه بأهمية البريكس، يشير الكفائي إلى أنها "ما تزال في طور التشكّل"، وأنها تحتاج إلى "عشرات السنين لتكون لها سياسات اقتصادية موحدة أو حتى متقاربة". الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يخفِ استياءه من مساعي بريكس لاعتماد عملات بديلة عن الدولار في التبادلات التجارية. وأعاد التهديد بفرض تعريفات جمركية جديدة بنسبة 10% على الدول الأعضاء الجدد أو الطامحين للانضمام. ويضيف الكفائي: "ترامب قالها صراحة: من يحاول منافسة الدولار سيُستهدف بالتعريفات الجمركية"، لكنه يؤكد أن "الدولار لا يمكن أن تهدده أي عملة جديدة، فهو مؤسس منذ 200 عام وسيبقى". إلا أن تنامي مشاريع العملات الإقليمية والتفاهمات النقدية الثنائية، خاصة بين الصين و روسيا و الهند ، تمثل خطوة استراتيجية لتقليص الاعتماد على الدولار، حتى وإن لم تكن قادرة على إسقاط هيمنته في المدى المنظور. تصريحات ترامب التي تلوّح بالرسوم الجمركية لا تستهدف بريكس كمجموعة فقط، بل تعكس استراتيجيته في "تجزئة التكتلات" والتعامل الثنائي مع كل دولة على حدة. ويعلّق الكفائي قائلا: "كل دولة من بريكس لها علاقة ثنائية مع الولايات المتحدة، وبالتالي من الصعب استهدافها كمجموعة متجانسة". هذه السياسة، كما يرى، "ليست جديدة على إدارة ترامب التي تبحث دائمًا عن صفقات"، وهي تهدف بالأساس إلى دفع الدول لعقد اتفاقات منفصلة مع واشنطن، تحت طائلة التهديد بالتعريفات. لكن المفارقة، كما يلفت الكفائي، أن "هذه الرسوم تضرّ أيضًا بالاقتصاد الأميركي نفسه، وقد رأينا ذلك في الاتفاق مع الصين، إذ خفّض ترامب الرسوم من 150% إلى 10% بعد جولات تفاوضية مرهقة". التحدي المؤسسي.. هل تخرج بريكس من مرحلة التباين؟ ورغم توسّع المجموعة، لا تزال تواجه تحديات مؤسسية كبيرة تتعلق بغياب التكامل الاقتصادي والسياسي الحقيقي بين أعضائها. الكفائي يؤكد أن "بريكس كيان ناشئ، وتباين المصالح بين أعضائها كبير، ما يجعل من الصعب أن تتحول إلى قوة موحدة مؤثرة في المدى القريب". لكن في المقابل، فإن الرغبة في تجاوز نظام عالمي أحادي القطبية يُعد حافزًا كبيرًا لهذه الدول للاستمرار في تنسيق جهودها، خاصة في مجالات الطاقة، وتكنولوجيا المعلومات، والتمويل. في خلفية هذا المشهد، يبرز تحذير الكفائي من أن "الرسوم الجمركية التي يهدد بها ترامب مخالفة صريحة لقواعد منظمة التجارة العالمية"، والتي نصّت على وجوب المساواة بين الدول في فرض الرسوم. ويتابع: "الاقتصاد العالمي انتقل من النظام المتعدد الأطراف إلى اتفاقات ثنائية"، في إشارة إلى ضعف دور المؤسسات الدولية في تنظيم التجارة والحدّ من الحروب الاقتصادية. التحولات القادمة.. هل تتغيّر قواعد اللعبة؟ في ضوء هذه الديناميكيات، يبدو أن قمة البريكس في البرازيل لم تكن مجرد لقاء روتيني. بل مثلت محطة لتثبيت التوسّع وطرح خيارات جديدة للتحوّط الاقتصادي والنقدي، وربما لرسم مسار مستقبلي نحو ما يمكن أن نسميه "بريكس 2.0"—نسخة أكثر تنسيقًا واستقلالًا، وأقل ترددًا في مواجهة الضغط الغربي. في المقابل، تؤكد تصريحات ترامب أن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام نشوء تكتل قد يهدد قواعد اللعبة التي أرستها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. لكنه في ذات الوقت، يُدرك أن تحجيم بريكس يتطلب أكثر من التهديدات، خاصة أن شركاء واشنطن أنفسهم باتوا يرون في هذا التكتل منصة لتوازن القوى، لا بالضرورة بديلاً للنظام القائم. بريكس وترامب.. بين الشراكة والردع قمة بريكس الأخيرة كشفت بوضوح حجم التحولات الجيوسياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم. فالتوسع في العضوية، والنقاشات حول استخدام العملات المحلية، والرهان على الاستقلال الاقتصادي، كلها مؤشرات على تشكّل نظام عالمي متعدد الأقطاب. وفي المقابل، تؤكد تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن المواجهة لن تكون سهلة، وأن واشنطن ستسعى بكل أدواتها للحفاظ على موقعها القيادي في الاقتصاد العالمي. لكن ما بين طموح بريكس للتموضع كقوة ناشئة، وإصرار ترامب على فرض قواعده، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن الدول الصاعدة من تحويل التكتل إلى مظلة فعّالة ومؤثرة، أم سيبقى كيانًا رمزيًا في مواجهة عملاق اقتصادي لا يزال يمسك بمفاتيح اللعبة؟