logo
"عقيدة ترامب".. استخدام القوة العسكرية مع تجنب النزاعات طويلة الأمد

"عقيدة ترامب".. استخدام القوة العسكرية مع تجنب النزاعات طويلة الأمد

العربيةمنذ 8 ساعات

عندما أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقصف مواقع نووية إيرانية، يوم الأحد، بقاذفات بي-2، تجاوز تردده المعتاد في استخدام القوة العسكرية، ليدفع الولايات المتحدة مباشرة إلى حرب خارجية ويثير قلق العديد من مؤيديه من أنصار مبدأ "أميركا أولا".
ويقول نائب الرئيس جي دي فانس، إن هناك اسما لطريقة التفكير الكامنة وراء القرار وهو: "عقيدة ترامب".
وحدد فانس عناصرها في تصريحات أدلى بها يوم الثلاثاء، وهي التعبير عن مصلحة أميركية واضحة، ومحاولة حل المشكلة عبر الدبلوماسية، وإذا فشل ذلك، فعليك "استخدام القوة العسكرية الساحقة لحلها، ثم الخروج من هناك قبل أن يتحول الأمر إلى صراع طويل الأمد".
ولكن تبدو العقيدة الجديدة بالنسبة لبعض المراقبين محاولة لتقديم إطار عمل منظم لوصف سياسة خارجية تبدو في كثير من الأحيان متباينة وغير متوقعة.
"ترامب يتبع حدسه وحسب"
وقال المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط آرون ديفيد ميلر، وهو باحث كبير في "مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي": "من الصعب بالنسبة لي أن أتعامل بجدية مع شيء يسمى "عقيدة ترامب".
وأضاف: "لا أعتقد أن ترامب لديه عقيدة. أعتقد أن ترامب يتبع حدسه وحسب".
جاء قرار ترامب بالتدخل في الصراع بين إسرائيل وإيران بعدما قال المرشد الإيراني علي خامنئي، إن طهران لن تتخلى عن قدرتها على تخصيب اليورانيوم. وبعد فترة وجيزة من القصف الأميركي، أعلن ترامب عن وقف لإطلاق النار صمد في الغالب.
وأمس الأربعاء، تعهد ترامب مجددا بعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي، وقال إن المحادثات مع طهران ستستأنف الأسبوع المقبل.
وتقول إيران إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي ردا على طلب للتعليق: "الرئيس ترامب ونائب الرئيس فانس هما الفريق المثالي لأنهما يتشاركان نفس رؤية "السلام من خلال القوة" للسياسة الخارجية".
فانس يحاول على ما يبدو إرضاء الجناح اليميني لترامب من خلال محاولة معرفة طريقة شرح كيف ولماذا يمكن للإدارة الأميركية تنفيذ عمل عسكري دون أن يكون ذلك تمهيدا لحرب
ميلاني سيسون الباحثة في السياسة الخارجية في "معهد بروكينغز"
ضغوط لتفسير القرار
يواجه ترامب ضغوطا لتفسير قراره بالتدخل في الصراع الإسرائيلي الإيراني. وكان فانس، الذي عبر في السابق عن تأييده لسياسة الانعزال، بمثابة أحد المبعوثين الرئيسيين للإدارة في هذه القضية.
ومما ساعد ترامب في كسب أصوات الناخبين قوله إن الحروب "الغبية" التي قادتها واشنطن في العراق وأفغانستان أغرقت الولايات المتحدة في مستنقع، وإنه سيعمل على تجنب الدخول في ورطات خارجية.
والتزم بهذا التعهد في الغالب، مع بعض الاستثناءات تمثلت في استخدام القوة ضد الحوثيين الذين كانوا يشنون هجمات من اليمن هذا العام، وأوامره بقتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي في عام 2019، والقيادي بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في يناير (كانون الثاني) 2020.
انجرار أميركا لصراع طويل
لكن احتمال انجرار الولايات المتحدة إلى صراع طويل الأمد مع إيران أغضب الكثيرين في الجناح الانعزالي بالحزب الجمهوري، بمن فيهم مؤيدون بارزون لترامب مثل الخبير الاستراتيجي ستيف بانون، والإعلامي المحافظ تاكر كارلسون.
وتعكس استطلاعات الرأي أيضا قلقا بالغا بين الأميركيين بشأن ما قد يأتي بعد ذلك.
فقد عبر نحو 79% من الأميركيين الذين شملهم استطلاع للرأي أجرته "رويترز/إبسوس"، وانتهى يوم الاثنين، عن قلقهم "من احتمال استهداف إيران للمدنيين الأميركيين ردا على الغارات الجوية الأميركية".
وقالت ميلاني سيسون، وهي باحثة كبيرة في السياسة الخارجية في "معهد بروكينغز" إن فانس يحاول على ما يبدو إرضاء الجناح اليميني لترامب من خلال "محاولة معرفة طريقة شرح كيف ولماذا يمكن للإدارة الأميركية تنفيذ عمل عسكري دون أن يكون ذلك تمهيدا لحرب".
وبالنسبة للبعض، تبدو "عقيدة ترامب" التي طرحها فانس حقيقية.
"من السابق لأوانه"
وقال كليفورد ماي، مؤسس ورئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، وهي مؤسسة بحثية: "قدم فانس ملخصا دقيقا لنهج الرئيس ترامب خلال الأيام القليلة الماضية تجاه الصراع في الشرق الأوسط".
وأضاف: "قد يعتقد معظم المحللين الخارجيين، وبالتأكيد معظم المؤرخين، أن مصطلح "عقيدة" قاصر. ولكن إذا ما بنى الرئيس ترامب على هذا الاستخدام الناجح للقوة الأميركية، فستكون تلك عقيدة مروعة يتباهى بها الرئيس ترامب"، بحسب تعبيره.
ومع ذلك، فإن استمرار إطار العمل الجديد سيعتمد على الأرجح على كيفية انتهاء الصراع الحالي.
وقالت ريبيكا ليسنر، الخبيرة في مجلس العلاقات الخارجية، إن من السابق لأوانه "إعلان أن هذا كان نجاحا باهرا أو أنه كان فشلا استراتيجيا ذريعا".
وأضافت: "نحن بحاجة إلى أن نرى كيف ستمضي الدبلوماسية وإلى أين سنصل في الواقع من حيث تقييد ووضوح وبقاء البرنامج النووي الإيراني".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وزير الخارجية الأميركي يندد بدعوات إيرانية «لاعتقال وإعدام» غروسي
وزير الخارجية الأميركي يندد بدعوات إيرانية «لاعتقال وإعدام» غروسي

الشرق الأوسط

timeمنذ 36 دقائق

  • الشرق الأوسط

وزير الخارجية الأميركي يندد بدعوات إيرانية «لاعتقال وإعدام» غروسي

ندد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، السبت، بما وصفه «الدعوات في إيران لاعتقال وإعدام» المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، وقال إن مثل هذه الدعوات غير مقبولة ويجب إدانتها. وأكد روبيو، في حسابه على منصة «إكس»، أن أميركا تدعم جهود التحقق التي تبذلها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران، وأشاد بما تقوم به الوكالة ومديرها العام غروسي من «تفانٍ واحترافية»، حسب تعبيره. ودعا وزير الخارجية الأميركي إيران لتوفير السلامة والأمن لموظفي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. Calls in Iran for the arrest and execution of IAEA Director General Grossi are unacceptable and should be support the lAEA's critical verification and monitoring efforts in Iran and commend the Director General and the lAEA for their dedication and professionalism.... — Secretary Marco Rubio (@SecRubio) June 28, 2025 وفي وقت سابق من اليوم، نقل التلفزيون الإيراني عن رئيس السلطة القضائية غلام حسين إيجئي قوله إن الوكالة «تسرب معلوماتنا للأعداء وليست محل ثقة». وأضاف إيجئي، على هامش مشاركته في تشييع قتلى الحرب مع إسرائيل، أن «الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا تلتزم المهنية وتعمل ضد شعبنا، فمن الطبيعي تعليق تعاوننا معها». كما نقل التلفزيون عن عضو البرلمان حميد رسائي قوله إنه لا يحق لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو مديرها دخول البلاد بعد تعليق التعاون معها. وأكد النائب الأول لرئيس البرلمان، حميد رضا بابائي، أنه لن يتم السماح لغروسي بدخول إيران مجدداً.

وزير الدفاع السعودي ورئيس الأركان الإيراني يبحثان تطورات الأوضاع في المنطقة
وزير الدفاع السعودي ورئيس الأركان الإيراني يبحثان تطورات الأوضاع في المنطقة

الشرق الأوسط

timeمنذ 4 ساعات

  • الشرق الأوسط

وزير الدفاع السعودي ورئيس الأركان الإيراني يبحثان تطورات الأوضاع في المنطقة

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي، في اتصال هاتفي مع رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء عبد الرحيم موسوي، تطورات الأوضاع في المنطقة والجهود المبذولة للحفاظ على الأمن والاستقرار. عبد الرحيم موسوي رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإيراني (أ.ف.ب) وقال وزير الدفاع السعودي عبر حسابه في «إكس»: «تلقيت اتصالًا هاتفيًا من رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء عبدالرحيم موسوي». وأضاف: «استعرضنا العلاقات الثنائية بين بلدينا في المجال الدفاعي، وبحثنا تطورات الأوضاع في المنطقة والجهود المبذولة للحفاظ على الأمن والاستقرار».

جروسي: استئناف إيران لتخصيب اليورانيوم مسألة أشهر
جروسي: استئناف إيران لتخصيب اليورانيوم مسألة أشهر

الشرق السعودية

timeمنذ 4 ساعات

  • الشرق السعودية

جروسي: استئناف إيران لتخصيب اليورانيوم مسألة أشهر

قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، السبت، إن إيران من المرجح أن تكون قادرة على استئناف إنتاج اليورانيوم المخصب "في غضون أشهر"، على الرغم من الأضرار التي لحقت بالعديد من المنشآت النووية جراء الهجمات الأميركية والإسرائيلية. وأضاف جروسي في مقابلة مع شبكة CBS News الأميركية، أن "القدرات لا تزال موجودة لدى إيران، وفي غضون أشهر يمكن أن يكون لديهم عدد قليل من سلاسل أجهزة الطرد المركزي تعمل وتنتج اليورانيوم المخصب، أو أقل من ذلك"، مشيراً إلى أن "بعض الأجزاء من المنشآت النووية الإيرانية لا تزال قائمة في فوردو ونطنز وأصفهان"، وذلك رغم إصرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب على أن برنامج إيران النووي قد تأخر لسنوات. واعتبر جروسي أن "هناك، بالطبع، انتكاسة مهمة من حيث قدرات إيران في المجال النووي"، ولكنه شدد على أن "الضرر ليس كاملاً في المنشآت النووية.. كما أن طهران تمتلك القدرات هناك، القدرات الصناعية والتكنولوجية، وإذا رغبوا في ذلك، فسيكونون قادرين على البدء مرة أخرى". "لا نعرف مصير اليورانيوم المخصب" ويبقى السؤال الرئيسي الآخر هو ما إذا كانت إيران قد تمكنت من نقل جزء أو كل مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب المقدر بـ408 كيلوجرام قبل الهجمات. واعترف جروسي بأنه "لا يعرف مكان هذا المخزون"، موضحاً: "ربما يكون جزء منه قد دُمّر خلال الهجوم، لكن من المحتمل أيضاً أن يكون قد نُقل إلى مكان آخر، لذلك، لا بد من توضيح هذه المسألة في وقت ما". وتابع: "يجب تقديم توضيح بشأن مصير اليورانيوم، ولهذا السبب يجب أن تسمح إيران لمفتشينا بمواصلة عملهم الذي لا غنى عنه، في أقرب وقت ممكن". وأوضح جروسي أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تسعى لإعادة تقييم الوضع على الأرض، مضيفاً: "وظيفتنا ليست تقييم الضرر، بل إعادة ترسيخ معرفتنا بالأنشطة التي تجري هناك، والوصول إلى المواد المخصبة". وأشار جروسي إلى أن لدى إيران "برنامج نووي واسع وطموح للغاية، وقد يكون جزء منه لا يزال موجوداً"، مضيفاً: "هناك أيضاً حقيقة أن المعرفة موجودة، والقدرة الصناعية موجودة، فإيران بلد متطور جداً في التكنولوجيا النووية، كما هو واضح". وشدد جروسي على أنه "لا يمكن للعمل العسكري أن يحل هذه المسألة بشكل نهائي". وأعرب جروسي عن أمله في استئناف التعاون بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران، مشدداً على أن طهران كطرف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية "ملزمة بالعمل مع الوكالة". وتأتي تصريحات جروسي بعد قرار البرلمان الإيراني تعليق التعاون مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ورفض وزير الخارجية الإيراني السماح لجروسي بزيارة المواقع المتضررة شخصياً. وعلى الرغم من تضارب التقييمات بين وكالة استخبارات الدفاع الأميركية التي تتحدث عن تأخر بضعة أشهر، ووكالة المخابرات المركزية الأميركية التي تتوقع سنوات لإعادة البناء، وإسرائيل التي تزعم تأخراً لسنوات عديدة، يرى جروسي أن "نهج الساعة الرملية في أسلحة الدمار الشامل ليس فكرة جيدة".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store