logo
العناية بالمولود الجديد: دليلك في الأيام الأولى بعد الولادة

العناية بالمولود الجديد: دليلك في الأيام الأولى بعد الولادة

مجلة سيدتيمنذ 17 ساعات
رعاية المولود الجديد ليست بالعملية السهلة، خاصة للأمهات الجدد، وكثيراً ما تشعرهن بالقلق والحيرة والإرهاق، بسبب رغبتهن في المزيد من الدقة والعناية الفائقة المطلوبة لحماية وصحة المولود، خاصة خلال الأيام الأولى بعد الولادة؛ حيث يخضع المولود خلال هذا الوقت، لتغييرات فسيولوجية معقدة، وتبدأ حواسه في الاستجابة للمنبهات، لهذا وجب وضع دليل للأيام الأولى بعد الولادة؛ للعناية بالمولود الجديد.
اللقاء والدكتورة منال عبد الهادي أستاذة طب الأطفال لتوضيح تفاصيل الرعاية الشاملة للطفل من تغذية ونوم ونظافة، مع رصد لبعض النصائح التي تفيد صحة الطفل، في شكل أربعة محاور رئيسية يمكن لكل أم الارتكاز عليها.
المحور الأول: تغذية المولود
الرضاعة الطبيعية:
يُفضل الرضاعة الطبيعية من أول ساعة بعد الولادة، والتي يجب أن تمتد خلال الأشهر الستة الأولى؛ لأنها توفر العناصر الغذائية لنمو الطفل، كما يجب إرضاع الطفل كل 2-3 ساعات، أو 8-12 مرة في اليوم.
الرضاعة الصناعية:
إذا كانت الرضاعة الطبيعية غير ممكنة لسبب من الأسباب، يجب استشارة الطبيب لاختيار تركيبة مناسبة من اللبن الصناعي للطفل وإعطائها بانتظام.
علامات الجوع
انتبهي لعلامات الجوع المبكرة لدى الطفل، مثل تحريك اليدين نحو الفم، ومص الأصابع، ولعق الشفتين.
علامات الشبع
تأكدي من أن الطفل يشعر بالشبع بعد كل وجبة، ولا تجبريه على الأكل إذا كان رافضاً.
التجشؤ بعد الرضاعة
أثناء الرضاعة، كثيراً ما يبتلع الأطفال الهواء، مما قد يجعلهم يصابون بالغازات، ولكن يمكن أن يساعد التجشؤ بعد الرضاعة في منع ذلك.
للأمهات الجدد: 6 حقائق طبية عن الرضاعة الطبيعية تُطمئن القلب
المحور الثاني: نظافة المولود
تغيير الحفاضات بانتظام، كلما اتسخت، لمنع تهيج الجلد، وتنظيف منطقة الحفاض بشكل جيد وآمن.
غسل يديك جيداً قبل وبعد تغيير حفاضات الطفل ، وعند التنظيف يجب التأكد من مسحها من الأمام إلى الخلف.
استخدام كريم مرطب لطفح الحفاض عند كل تغيير لتقليل احتكاك الجلد.
استخدمي قطعة قماش مبللة وماء دافئ لتنظيف منطقة الحفاض بلطف.
لا ينصح بالاستحمام الأول للطفل خلال 24 ساعة الأولى بعد الولادة، يمكن تأجيله لعدة أيام، أو حتى أسبوع، إذا كان ذلك ممكناً.
تنظيف الوجه والعينين والأذنين والأنف
استخدمي قطعة قماش مبللة وماء دافئ لتنظيف وجه الطفل بلطف، مع تجنب إدخال أي شيء داخل الأذن أو الأنف.
العناية بالحبل السري
في الأيام الأولى يجب الحفاظ عليه نظيفاً وخالياً من البكتيريا، عن طريق تجفيفه بالتربيت عليه يومياً واستخدمي محلولاً مطهراً.
بحلول الوقت الذي يبلغ فيه طفلك خمسة عشر يوماً يجب أن يجف الحبل السري ويسقط، وإذا لاحظت ظهور الأعراض التالية على الطفل، فاتصلي بطبيب الأطفال على الفور.
تورم أو ألم أو احمرار في المنطقة المحيطة بالحبل السري، بكاء الرضيع كلما تم لمس هذه المنطقة، بما في ذلك الحفاضات، نزول مياه برائحة كريهة.
كما أن نظافة طيات الجلد لدى الأطفال حديثي الولادة تحتاج لعناية خاصة، لذا يجب غسل وجه الطفل ومؤخرته يومياً؛ عن طريق استخدام المناديل المبللة للتنظيف، والتأكد من أن الغرفة دافئة قبل خلع ملابسه.
المحور الثالث: نوم المولود
أفضل طريقة لنوم المولود:
التأكد من أن مكان النوم مسطح وثابت، ووضع الطفل على ظهره أثناء النوم.
إبقاء الأشياء الناعمة والفراش الفضفاض بعيداً عن منطقة نوم طفلك.
أن تكون حرارة غرفة الطفل مناسبة.
تعتيم الأضواء وخلق بيئة مظلمة تساعد على النوم في غرفة الطفل.
أن ينام الطفل في مكان آمن، على ظهره، في سرير مخصص للأطفال الرضع.
تجنب وضع أي وسائد أو ألعاب في سرير الطفل.
أن تكون درجة حرارة الغرفة مناسبة للطفل، ولا يجب أن تكون باردة جداً أو حارة جداً.
يمكن حمل الطفل وتهدئته عند البكاء.
أفضل طرق النوم الآمنة للرضيع: هل تودين التعرف إليها؟
المحور الرابع: العناية بصحة الطفل
دعم رأس الطفل:
الرأس هو أثقل جزء في جسم المولود الجديد، ودائماً ما يفتقر المواليد لإبقاء رؤوسهم مرفوعة. لذلك، احرصي دائماً على دعم رأس وعنق المولود الجديد عند حمله أو الإمساك به، عن طريق وضع إحدى يديك تحت رأس وعنق الطفل والأخرى تحت مؤخرته.
تدليك الطفل:
لا تخافي من البدء ب تدليك مولودك الجديد بعد ولادته بفترة وجيزة، هناك العديد من الفوائد المثبتة علمياً لتدليك الأطفال، فهو يقوي الرابطة بين الأم والطفل ويعزز أيضاً النمو الصحي.
أمور تجنبيها في الأسبوع الأول
لا تعطي طفلك أي سوائل غير الحليب حتى الماء.
لا تفرطي في استخدام منتجات تجميل أو عطور قرب المولود.
لا تسمحي بكثرة الزيارات في الأسبوع الأول.
لا تقارني طفلك بغيره؛ كل طفل يتطور بمعدله الخاص.
لا تتجاهلي مشاعرك؛ من الطبيعي أن تبكي، أن تتعبي، وأن تطلبي المساعدة.
ضرورة التفاعل مع المولود:
بهدف التأكد من صحة الطفل وسلامته، والحصول على التطعيمات اللازمة:
حالة ارتفاع درجة حرارة الطفل فوق 38م.
حالة عدم التبول لأكثر من 8 ساعات.
حالة استمرار القيء أو الإسهال.
حالة خمول المولود الشديد أو صعوبة في الرضاعة.
حالة تغير لون الجلد، زرقة، وشحوب شديد.
متابعة النمو.. يجب متابعة نمو الطفل وتسجيل وزنه وطوله ومحيط رأسه.
التفاعل مع الطفل.. تحدثي إلى طفلك، وابتسمي له، والعبي معه، فهذا يعزز نموه العاطفي والاجتماعي.
الحب والاهتمام.. قدمي لطفلك الحب والاهتمام والرعاية التي يحتاجها لكي ينمو بشكل صحي وسعيد.
التأكد من تدفئة الطفل.. لا يستطيع الأطفال التكيف بسرعة مع التغيرات في درجات الحرارة، حيث قد يفقد الأطفال الحرارة بسرعة كبيرة، لذا يجب أن يرتدي الطفل طبقة أو طبقتين من الملابس ووضع قبعة على رأسه إذا كان الجو بارداً، وفي الطقس الحار، يجب اختيار الملابس القطنية الفضفاضة؛ لأن الطفل يتعرق بغزارة.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وحدة جديدة لعلاج سكري الأطفال بمستشفى الطائف.. مضخات ذكية وكوادر متخصصة
وحدة جديدة لعلاج سكري الأطفال بمستشفى الطائف.. مضخات ذكية وكوادر متخصصة

صحيفة سبق

timeمنذ 36 دقائق

  • صحيفة سبق

وحدة جديدة لعلاج سكري الأطفال بمستشفى الطائف.. مضخات ذكية وكوادر متخصصة

دشّن تجمع الطائف الصحي، اليوم، وحدة السكر والغدد الصماء والتثقيف الإكلينيكي بمستشفى الأطفال، وذلك بحضور الرئيس التنفيذي للتجمع أ.د. طلال بن عبدالله المالكي، وعدد من قيادات القطاع الصحي والأطباء المختصين. وتمثل الوحدة إضافة نوعية تهدف إلى تقديم رعاية متكاملة للأطفال المصابين بداء السكري واضطرابات الغدد الصماء، من خلال تشخيص دقيق، وعلاج فعّال، وتثقيف مستمر يُمكّن الأطفال وأسرهم من التعامل مع المرض بفعالية. وفي خطوة تطويرية، بدأت المستشفى في تركيب أول مضخات أنسولين ذكية للأطفال، حيث تم تركيب 6 مضخات حديثة تسهم في تحسين التحكم بمستوى السكر في الدم، وتقليل نوبات الهبوط والارتفاع، مما يرفع من جودة الحياة للأطفال، بحسب ما أوضحه د. مطر المالكي استشاري الغدد الصماء والسكري. وأكد مدير مستشفى الأطفال طارق بن مطلق الروقي أن الوحدة تم تجهيزها بكفاءات طبية متخصصة من استشاريين وأخصائيي تثقيف وتمريض وتغذية علاجية، لتقديم الدعم والرعاية الشاملة للمرضى وأسرهم. ويأتي هذا الإنجاز ضمن استراتيجية تجمع الطائف الصحي لتعزيز الخدمات الصحية التخصصية المقدمة للأطفال، ومواكبة أحدث ما توصلت إليه التقنيات العالمية في علاج أمراض السكري والغدد الصماء.

الهلال الأحمر بمكة يفعل المسارات الطبية المتخصصة لتعزيز فرص النجاة وتقليل الوفيات
الهلال الأحمر بمكة يفعل المسارات الطبية المتخصصة لتعزيز فرص النجاة وتقليل الوفيات

صحيفة سبق

timeمنذ 4 ساعات

  • صحيفة سبق

الهلال الأحمر بمكة يفعل المسارات الطبية المتخصصة لتعزيز فرص النجاة وتقليل الوفيات

فعّلت هيئة الهلال الأحمر السعودي بمنطقة مكة المكرمة المسارات الطبية الإسعافية التخصصية لحالات الجلطات القلبية والسكتات الدماغية والإصابات البليغة، ضمن جهودها المستمرة لرفع معدلات النجاة وتقليل المضاعفات والوفيات، وذلك تعزيزًا لجودة الخدمة الطبية الطارئة وتسريع إيصال المرضى إلى مراكز الرعاية التخصصية في "الزمن الذهبي". ويُعد مسار الجلطات القلبية (STEMI Pathway) من أبرز هذه المسارات، حيث يتم نقل المريض مباشرة إلى مركز القسطرة القلبية دون المرور بأقسام الطوارئ، بعد إجراء تقييم ميداني باستخدام جهاز تخطيط القلب (ECG) وتأكيد التشخيص بالتنسيق مع التحكم الطبي، ما يتيح تقديم العلاج الفوري والحاسم خلال دقائق. ويُفعل مسار السكتات الدماغية (Stroke Pathway) للحالات التي تظهر عليها أعراض السكتة الدماغية الحادة، حيث تُطبق الفرق الإسعافية مقياس FAST-ED لتقييم الحالة ميدانيًا، ويُنسق لنقل المريض مباشرة لقسم الأشعة المقطعية بالمستشفيات المختصة، لتمكين التدخل العلاجي السريع، سواء بإعطاء مذيب الجلطات أو التدخل الجراحي إذا لزم الأمر. كما فُعل مسار الإصابات البليغة (Trauma Pathway)، والذي يهدف إلى تسريع التعامل مع الإصابات الحرجة كالحوادث المرورية أو السقوط من علو، عبر نقل المصاب مباشرة إلى مستشفيات الإحالة ذات الكفاءة العالية دون تأخير، بما يتوافق مع البروتوكولات الطبية المعتمدة للتعامل مع الإصابات الخطيرة. وأعلنت الهيئة عن إحصائيات المسارات الإسعافية التي تم التعامل معها خلال النصف الأول من عام 2025م، والتي تعكس الجهود المستمرة في تقديم الخدمات الإسعافية الطارئة وفق أعلى المعايير الطبية. وشملت الإحصائيات مسار الجلطات القلبية، حيث تم التعامل مع (194) حالة، بينها (5) حالات جرى نقلها جواً عبر الإسعاف الجوي لضمان سرعة الوصول إلى مراكز العلاج المتخصصة. أما مسار السكتات الدماغية، فقد بلغ عدد الحالات (285) حالة، بينها حالتان استدعتا النقل الجوي العاجل. بالإضافة إلى مسار الإصابات البليغة، حيث تعاملت الفرق الإسعافية مع (3,997) حالة ميدانيًا بكفاءة عالية، وفق أفضل الممارسات الإسعافية المعتمدة. وتؤكد هذه الأرقام استمرار تطوير الخدمات الإسعافية وتكاملها، بهدف رفع معدلات الاستجابة السريعة وتعزيز جودة الرعاية الطبية الطارئة في مختلف مناطق المملكة. وأكد فرع الهيئة بالمنطقة أن نتائج هذه المسارات أسهمت بشكل مباشر في تقليص زمن الوصول إلى مراكز العلاج المتخصصة، ورفع معدلات الشفاء، وتقليل نسب الإعاقات والوفيات، إضافةً إلى تعزيز التكامل بين الفرق الإسعافية والمنشآت الصحية بما يحقق الاستجابة المثلى للحالات الطارئة. ودعت الهيئة إلى أهمية سرعة الإبلاغ عبر الرقم الموحد (997) أو تطبيق "أسعفني" عند ملاحظة أعراض الجلطات أو السكتات أو الإصابات البليغة، وعدم محاولة نقل المصابين بالوسائل الخاصة، وضرورة إفساح الطريق لسيارات الإسعاف لضمان سرعة تقديم الخدمة الطبية الطارئة.

ما لا يُقال عن القلق: وجهه الآخر
ما لا يُقال عن القلق: وجهه الآخر

صحيفة سبق

timeمنذ 5 ساعات

  • صحيفة سبق

ما لا يُقال عن القلق: وجهه الآخر

في تلك اللحظة التي يسبق فيها العرض، أو المكالمة، أو القرار.. يتسارع النبض، يجفّ الحلق، ويتسلل ذلك الشعور الذي نعرفه جميعاً: القلق. نشد على أيدينا ونقول: 'اهدأ.. لا داعي للقلق!' لكن، هل فعلاً لا داعي؟ أم أن هذا القلق نفسه هو ما يجعلنا نستعد، ونتأنى، ونُحسن الاختيار؟ ربما آن الأوان أن نُعيد النظر في صورة القلق… فليس كل قلق خلل، ولا كل ارتباك ضعف. بعض القلق.. هو دليل الحياة فينا في الحقيقة، القلق ليس دخيلاً على تركيبتنا النفسية، بل هو جزء عضوي من تصميمنا البشري. إنه طاقة داخلية تنبّهنا إلى أمر ما نراه مهدداً، وتدفعنا إلى الاستعداد أو الحذر. لكن ما نغفله أحيانًا، هو أن هذا الشعور نفسه، في حدوده المعتدلة، يمكن أن يكون دليلًا على أن ما نواجهه مهم بالنسبة لنا. الطالب الذي يقلق قبل الامتحان، الموظف الذي يشعر بالتوتر قبل مقابلة عمل، الشخص الذي يُعيد التفكير قبل اتخاذ خطوة ارتباط أو زواج، أو حتى الأم التي يقلقها انتقال أسرتها إلى مدينة جديدة.. كلها نماذج لحالات لا تعني وجود اضطراب، بل تعكس يقظة داخلية وحرصاً على اتخاذ قرارات سليمة، أو ببساطة: ارتباطاً عاطفياً حقيقياً بما نمر به. في مثل هذه الحالات، يكون القلق مرآة تعكس ما نهتم به، لا عبئاً يجب التخلص منه. القلق الطبيعي يمنحنا دفعة داخلية للعمل، ويربطنا بالزمن، فنشعر أن الوقت ثمين، ويحمي علاقاتنا أو مستقبلنا من الاندفاع أو الإهمال. لكن حين يتحول من محفّز إلى معيق، حين يتضخم الإحساس بالخطر رغم غياب الخطر الفعلي، أو حين يصبح التفكير القلق هو المسيطر الوحيد على صوتنا الداخلي، هنا نكون أمام حالة مختلفة تستدعي انتباهاً. ومن العلامات التي تشير إلى أن القلق خرج عن حدوده الطبيعية: تكرار الأفكار السلبية، القلق المفرط من أشياء بسيطة، تجنّب الأنشطة أو العلاقات بسبب الشعور بالقلق، اضطرابات النوم أو الشهية، أو تأثر الأداء في العمل والدراسة والعلاقات. حين يصل القلق إلى هذه المرحلة، لا يكون الصمت شجاعة، بل تجاهل قد يُطيل المعاناة... وهنا تكون المساعدة النفسية بداية الطريق نحو التعافي. المشكلة أن الخطاب العام أحياناً يضخم الجانب السلبي للقلق ويختزله كعدو يجب التخلص منه فوراً، مما يجعل الناس يخجلون من مشاعرهم الطبيعية أو يحاولون قمعها بأي وسيلة. في المقابل، تُروَّج مفاهيم الراحة والطمأنينة المطلقة وكأنها الوضع الطبيعي الدائم للإنسان، بينما الحقيقة أن الحياة الطبيعية تتضمن قدراً من القلق، والهدوء الكامل ليس هو القاعدة، بل الاستثناء. الوعي بهذه الحقيقة يجعلنا أكثر تسامحاً مع أنفسنا. فالقلق المعتدل، حين يُحتضن بوعي، يمكن أن يتحول إلى أداة لبناء صلابة داخلية. كل مرة نختار فيها أن نبقى مع القلق بدلاً من الهروب منه، نُعلّم أنفسنا أن نتحمّل، ونهدأ من الداخل، ونسترد توازننا رغم العاصفة. فمن يواجه قلقه الاجتماعي تدريجياً، يبني مهارة المواجهة. ومن يقلق من الفشل لكنه يحاول، يكتسب الثقة مع كل خطوة. ومن يشعر بالقلق من المجهول، لكنه لا يُوقف حياته بسببه، يصبح أكثر قدرة على العيش في الحاضر. ليست كل أنواع القلق 'عدواً' يجب محاربته، بعضها مجرد صوت خافت يقول: 'هذا الشيء مهم بالنسبة لك.. فكن مستعداً له.' لسنا بحاجة إلى إلغاء القلق من حياتنا، بل إلى أن نفهمه. أن نُميّز بينه وبين الخوف المرضي، ونراه كما هو: انفعال إنساني له وظيفة، لا عدواً يجب التخلص منه. وحين نستقبله بوعي، ونُصغي إلى ما يخبرنا به، سنكتشف أنه ليس دائماً خصماً، بل قد يكون دليلاً على أننا نعيش، ونشعر، وننمو. لكن، من المهم ألا نُقلل من أثر القلق إذا تجاوز حدّه الطبيعي، وأصبح يُعطّل حياتنا أو يسرق طاقتنا يوماً بعد يوم. في هذه الحالة، لا يكون الصمت شجاعة، بل تجاهل قد يُطيل المعاناة. وهنا يصبح طلب المساعدة النفسية خطوة ضرورية نحو التعافي، لا ضعفاً ولا استسلاماً.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store