logo
نتنياهو يطلب من ترمب ضوءاً أخضر للتحرك ضد البرنامج النووي الإيراني

نتنياهو يطلب من ترمب ضوءاً أخضر للتحرك ضد البرنامج النووي الإيراني

صراحة نيوزمنذ يوم واحد
صراحة نيوز- ذكرت صحيفة 'جيروزاليم بوست' أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى للحصول على موافقة من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للتحرك ضد أي نشاط إيراني لإعادة بناء البرنامج النووي لطهران، وذلك خلال اجتماعهما المرتقب.
وقال مسؤول إسرائيلي إن الهدف هو الحصول على تفويض مماثل لما حدث في لبنان، بحيث تسمح الموافقة المسبقة بالتحرك ضد أي نشاط مشبوه أو إزالة يورانيوم من المواقع النووية التي سبق قصفها من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل.
وتهدف إسرائيل إلى إنشاء آلية بقيادة الولايات المتحدة لمنع إعادة بناء البرنامج النووي الإيراني، مع فرض عقوبات جديدة بسبب عدم تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وزيادة الضغط على طهران.
يأتي هذا بينما غادر مفتشو الوكالة الدولية إيران الأسبوع الماضي لأسباب أمنية، وعلق الرئيس الإيراني تعاون بلاده مع الوكالة. وقال نتانياهو قبل مغادرته إلى واشنطن: 'يجب أن نظل يقظين ضد محاولات إيران للحصول على أسلحة نووية تستهدف تدميرنا'.
وفي السياق نفسه، حول الجيش الإسرائيلي تركيزه مجددًا إلى جنوب لبنان، حيث يواصل استهداف بنية حزب الله التحتية. وأعلن الجيش وقوات الأمن مقتل قاسم صلاح الحسيني في جنوب لبنان، المتورط في مخططات ضد إسرائيل نيابة عن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
من جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مقابلة مع 'سي بي إس نيوز' أن القصف الأمريكي لموقع فوردو النووي تسبب بأضرار جسيمة، وقال: 'المنشآت تضررت بشكل خطير وبالغ، وما نعرفه حتى الآن هو الأضرار الكبيرة التي لحقت بالموقع'.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لقاء ترمب ونتنياهو في البيت الأبيض يكشف الخفايا بين الحليفين
لقاء ترمب ونتنياهو في البيت الأبيض يكشف الخفايا بين الحليفين

رؤيا

timeمنذ ساعة واحدة

  • رؤيا

لقاء ترمب ونتنياهو في البيت الأبيض يكشف الخفايا بين الحليفين

في مشهد سياسي بالغ الدلالة، جاء الاستقبال الحميم الذي خص به الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، ليفند بشكل قاطع المزاعم التي تحدثت عن وجود خلافات بينهما، خاصة فيما يتعلق بالعدوان على قطاع غزة، ويؤكد على وجود انسجام وتوافق تام في الرؤى بين الحليفين. مساء الإثنين لم تكن مأدبة العشاء الرسمية مجرد لقاء بروتوكولي، بل رسالة سياسية واضحة للعالم. فالأجواء الودية، وعبارات الثناء المتبادلة، وتتويج اللقاء بإعلان نتنياهو ترشيح ترمب لجائزة نوبل للسلام، كلها مؤشرات تدحض أي حديث عن وجود توتر في العلاقات. لا خلاف حول غزة.. بل تشديد على أهداف مشتركة خلافاً لما روّجت له بعض التحليلات، أظهرت مناقشات الزعيمين حول الوضع في قطاع غزة وجود رؤية موحدة. وبحسب البيان الصادر عن اللقاء، فقد "شدد الجانبان على ضرورة التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار"، مع التركيز على الأهداف المشتركة المتمثلة في إطلاق سراح الأسرى وإعادة إعمار القطاع وفقاً لرؤيتهما. هذا التوافق في الأهداف المعلنة ينفي وجود أي تباين جوهري في وجهات النظر حول إدارة الصراع. وقد عزز الرئيس الأمريكي دونالد ترمب هذا الانطباع بالتأكيد على "علاقة العمل القوية" التي تجمعه بنتنياهو، بينما أشاد نتنياهو بـ "التزام الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بحل النزاعات في المنطقة"، في إشارة إلى أن الطرفين يعملان بتناغم تام لتحقيق أهدافهما الإقليمية. ترشيح "نوبل": أبلغ رد على مزاعم الخلاف يُعتبر إعلان نتنياهو ترشيح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لجائزة نوبل للسلام بمثابة ذروة التوافق بين الرجلين. فهذه الخطوة، التي تتجاوز الدبلوماسية التقليدية، لا يمكن تفسيرها إلا كدليل قاطع على عمق التحالف الشخصي والسياسي، ورغبة من نتنياهو في إظهار امتنانه وتقديره للدعم الذي يتلقاه من الإدارة الأمريكية. إن تسليم رسالة الترشيح الرسمية في البيت الأبيض، ووصف نتنياهو للرئيس الأمريكي بـ"رجل السلام"، يهدف إلى إرسال رسالة مفادها أن الشراكة بينهما أقوى من أي وقت مضى، وأنها قائمة على رؤية مشتركة لمستقبل المنطقة. تأكيد على عمق التحالف تأتي هذه الزيارة لتؤكد مجدداً على عمق العلاقات الاستراتيجية بين واشنطن وتل أبيب. فمن خلال إشادته بقرارات سابقة مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والتزامه بتقديم الدعم العسكري والدبلوماسي، يعزز الرئيس الأمريكي دونالد ترمب صورته كأقوى حلفاء كيان الاحتلال. وبذلك، فإن ما جرى في البيت الأبيض لا يترك مجالاً للشك بأن الحديث عن خلافات بين ترمب ونتنياهو حول غزة أو غيرها من الملفات هو مجرد تكهنات لا أساس لها من الصحة، وأن الرجلين يبدوان متفقين تماماً على إدارة المشهد الحالي والمستقبلي في المنطقة.

خفايا وأسرار مخططات نتنياهو وحزب الليكود الصهيونية من النشأة إلى اليوم
خفايا وأسرار مخططات نتنياهو وحزب الليكود الصهيونية من النشأة إلى اليوم

رؤيا

timeمنذ ساعة واحدة

  • رؤيا

خفايا وأسرار مخططات نتنياهو وحزب الليكود الصهيونية من النشأة إلى اليوم

نتنياهو والليكود: من "الجدار الحديدي" إلى الهيمنة الأمنية الكاملة مخططات نتنياهو والليكود الصهيونية.. إرث عقائدي يتحول إلى سياسات توسعية من جابوتنسكي إلى نتنياهو.. تطور عقيدة السيطرة الصهيونية في فلسطين الليكود في خدمة "أرض إسرائيل الكبرى".. خفايا المشروع الاستيطاني التوسعي يُعد بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء كيان الاحتلال الأطول خدمة، وحزبه الليكود، حجر الزاوية في اليمين بكيان الاحتلال. لفهم مخططاتهما السياسية، لا بد من العودة إلى الجذور الأيديولوجية للحزب وتحليل المسار السياسي لزعيمه، الذي صاغ المشهد في كيان الاحتلال لعقود. يستند هذا التقرير إلى مصادر تاريخية وتحليلات سياسية لتوثيق مخططات نتنياهو والليكود منذ نشأتهما. الجذور الأيديولوجية: الصهيونية التصحيحية و"الجدار الحديدي" ينتمي حزب الليكود مباشرة إلى مدرسة "الصهيونية التصحيحية" التي أسسها زئيف جابوتنسكي في عشرينيات القرن الماضي. قامت هذه الأيديولوجيا على عدة مبادئ أساسية شكّلت لاحقاً صلب عقيدة الليكود: الحق في "أرض إسرائيل الكاملة": رفضت الصهيونية التصحيحية أي تقسيم لفلسطين الانتدابية، وطالبت بالسيادة اليهودية على كامل "أرض إسرائيل" (Eretz Israel)، والتي شملت في نسختها الأصلية ضفتي نهر الأردن. عقيدة "الجدار الحديدي": آمن جابوتنسكي بأن العرب لن يقبلوا طواعيةً بالوجود الصهيوني. لذلك، دعا إلى بناء "جدار حديدي" من القوة العسكرية اليهودية التي لا يمكن اختراقها، لإجبار العرب في النهاية على التسليم بالأمر الواقع والتفاوض من موقع ضعف. رفض التسويات التنازلية: اعتبرت هذه المدرسة أي تنازل عن الأرض خيانة للمشروع الصهيوني. ورث حزب "حيروت" (الحرية)، الذي أسسه مناحيم بيغن عام 1948، هذه العقيدة، وشكّل لاحقاً النواة الأساسية التي قام عليها تكتل الليكود عام 1973. بنيامين نتنياهو: ابن العقيدة التصحيحية لم يكن صعود بنيامين نتنياهو مجرد مسيرة سياسية، بل هو تجسيد لتربية أيديولوجية عميقة. وُلد نتنياهو في عائلة تنتمي إلى النخبة التصحيحية؛ فوالده، بن صهيون نتنياهو، كان مؤرخاً بارزاً وعمل سكرتيراً لجابوتنسكي نفسه. هذه النشأة غرست في نتنياهو مبادئ أساسية ظهرت في كل مراحل حياته السياسية: الشك العميق في النوايا العربية: يرى نتنياهو، كما ورد في كتابه "مكان تحت الشمس"، أن الصراع ليس على الحدود والأرض، بل هو صراع وجودي يرفض فيه العالم العربي حق اليهود في تأسيس دولة خاصة بهم. الأمن فوق كل اعتبار: تبنى نتنياهو عقيدة "الجدار الحديدي" بالكامل، معتبراً أن القوة العسكرية والتفوق الأمني هما الضمانة الوحيدة لبقاء كيان الاحتلال. التمسك بالسيطرة على "يهودا والسامرة" (الضفة الغربية): يرى نتنياهو أن السيطرة الأمنية على الضفة الغربية، وخصوصاً منطقة غور الأردن، أمر غير قابل للتفاوض لحماية أمن كيان الاحتلال. مخططات نتنياهو على رأس السلطة: من النظرية إلى التطبيق يمكن تتبع مخططات نتنياهو الصهيونية عبر محطاته الرئيسية في السلطة: 1. الولاية الأولى (1996-1999): تفكيك أسس أوسلو صعد نتنياهو إلى السلطة لأول مرة عبر حملة شرسة ضد "اتفاقيات أوسلو" التي وقعها سلفه إسحاق رابين. ورغم أنه لم يلغِ الاتفاقيات رسمياً تحت ضغط أمريكي، إلا أنه عمل على تفريغها من مضمونها عبر: توسيع الاستيطان: بدأ سياسة توسع استيطاني أدت إلى زيادة التوتر. وضع شروط تعجيزية: طالب الفلسطينيين بتنفيذ كامل التزاماتهم الأمنية كشرط مسبق لأي تقدم، مما أدى إلى جمود العملية السلمية. التوقيع على اتفاقيات جزئية: وقّع على "مذكرة واي ريفر" (1998) التي نصت على إعادة انتشار محدودة، لكنها لم تؤدِ إلى حل نهائي. 2. العودة إلى السلطة (2009-2021): ترسيخ الأمر الواقع شهدت هذه الفترة الطويلة ترسيخاً لمخططات نتنياهو بشكل ممنهج: القبول المشروط بدولة فلسطينية: في "خطاب بار إيلان" عام 2009، وتحت ضغط إدارة أوباما، وافق نتنياهو للمرة الأولى على فكرة "دولة فلسطينية منزوعة السلاح"، لكنه ربطها بشروط مستحيلة التحقيق، مثل اعتراف الفلسطينيين بكيان الاحتلال "دولة قومية للشعب اليهودي" وإنهاء كل المطالب. تكثيف الاستيطان كسياسة دولة: تسارعت وتيرة بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية بشكل غير مسبوق، مما جعل حل الدولتين، وفقاً للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، "شبه مستحيل". قانون "الدولة القومية" (2018): أشرف على سن قانون مثير للجدل يعرف كيان الاحتلال بأنه "الدولة القومية للشعب اليهودي"، ويجعل حق تقرير المصير فيه "حصرياً للشعب اليهودي"، مما أثار اتهامات بتكريس التمييز ضد المواطنين العرب. مواجهة إيران كأولوية قصوى: حوّل نتنياهو مواجهة البرنامج النووي الإيراني إلى رأس أولوياته، معتبراً إياه تهديداً وجودياً. وقد عارض بشدة الاتفاق النووي الإيراني (JCPOA) عام 2015، وكان من أبرز المحرضين لإدارة ترامب على الانسحاب منه. اتفاقيات أبراهام (2020): نجح في تحقيق اختراق دبلوماسي بتوقيع اتفاقيات تطبيع مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، مكرساً بذلك عقيدته "السلام مقابل السلام" بدلاً من مبدأ "الأرض مقابل السلام"، ومتجاوزاً القضية الفلسطينية. 3. الولاية الحالية (2022 - حتى اليوم): ذروة الأيديولوجيا اليمينية شهدت عودة نتنياهو إلى السلطة على رأس الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ كيان الاحتلال، تصعيداً في تنفيذ مخططاته: خطة "الإصلاح القضائي": سعى إلى إقرار تعديلات قضائية تهدف، بحسب منتقديه، إلى إضعاف المحكمة العليا، التي تُعتبر آخر حصن يمكن أن يحد من سياسات الحكومة التوسعية وقراراتها المتعلقة بالاستيطان والأراضي. الحرب على غزة (2023-مستمر): بعد هجوم 7 أكتوبر، أعلن نتنياهو عن حرب تهدف إلى "القضاء على حماس"، رافضاً أي حديث عن دور للسلطة الفلسطينية في حكم غزة بعد الحرب، ومؤكداً على ضرورة احتفاظ كيان الاحتلال بـ "السيطرة الأمنية الكاملة" على القطاع لفترة غير محددة، وهو ما يتماشى مع رؤيته الأمنية طويلة الأمد. إن مخططات بنيامين نتنياهو وحزب الليكود ليست سياسات وليدة اللحظة، بل هي امتداد طبيعي لأيديولوجيا الصهيونية التصحيحية التي نشأوا عليها. تقوم هذه المخططات على إيمان عميق بـ"الحق التاريخي" في "أرض إسرائيل الكاملة"، وتعتمد على القوة العسكرية كأداة لفرض الأمر الواقع، وترفض أي تسوية تمس بالسيطرة الأمنية لكيان الاحتلال على الأراضي الفلسطينية. ومن خلال سياسات الاستيطان الممنهجة، وتجاوز القضية الفلسطينية عبر التطبيع، والتمسك بالهيمنة الأمنية، نجح نتنياهو على مدار عقود في تحويل رؤيته الأيديولوجية إلى واقع ملموس على الأرض.

"مرونة" حزب الله بلا استجابة... وشبح "عودة الحرب" يطلّ برأسه
"مرونة" حزب الله بلا استجابة... وشبح "عودة الحرب" يطلّ برأسه

العرب اليوم

timeمنذ 3 ساعات

  • العرب اليوم

"مرونة" حزب الله بلا استجابة... وشبح "عودة الحرب" يطلّ برأسه

بين حدّي تسليم السلاح والاحتفاظ به، تبدو خيارات حزب الله محدودة للغاية، مكلفة للغاية، صعبة للغاية... لن يبقى الحزب كما كان عليه، إن هو تخلّى عن سلاحه... لن يبقى للحزب دوره الذي نشأ من أجله: الحماية، الردع والتحرير، إن فعل ذلك، وسيتعيّن عليه، البحث عن صيغة جديدة لوجوده واستمراره، وأدوات جديدة لعمله وفعله، ونطاق محلي أضيق لمجال هذا الدور وحدوده. لكنّ الحزب، وهو يُجري مراجعاته، ويتحضّر لاتخاذ أخطر القرارات في حياته، يدرك أنّ البدائل الأخرى، لن تكون سهلة أبداً، وقد تنطوي على مفاجآت ليست في الحسبان، تكون معها "مغامرة الإسناد" كما يصفها البعض من خصوم الحزب، وحتى بعض أصدقائه، نزهة قصيرة. يدرك الحزب تمام الإدراك، أنّ البيئة الاستراتيجية، إقليمياً ودولياً، والأهم إسرائيلياً، من حوله، لم تبقَ على حالها... لا خطوط إمداد وإسناد ممتدة من قزوين لشرق المتوسط، لا محطة ترانزيت للمال والسلاح في سوريا أو عبرها، إيران السند الرئيس، تلملم جراحها وخياراتها، غزة غارقة في بحر التطويق والإبادة والتطهير، حلفاؤه في العراق، بين فكّي كماشة فولاذية، من الداخل والخارج. والحزب يدرك كذلك، أنه مقابل انقسامات عمودية وأفقية عميقة، تثيرها الحرب في غزة وعليها، داخل المجتمع الإسرائيلي، فإنّ ثمة ما يشبه الإجماع، حكومة ومعارضة، مستوى سياسياً وعسكرياً، على إطلاق الحرب على لبنان، وربما استئنافها إن اقتضت الضرورة... الحرب على لبنان، كما على إيران، توحّد الإسرائيليين ولا تفرّقهم، وتعزّز مكانة نتنياهو بدل أن تبدّدها، كما في غزة. والحزب يدرك أيضاً وأيضاً، أنّ أصدقاء لبنان "الكثر" ليسوا بالضرورة أصدقاء له، معظم هؤلاء خصوم للحزب، ويتمنّون خروجه عن مسرحَي المقاومة والسياسة كذلك، وأنّ درجة التقارب العربي – الأميركي، واستتباعاً، الإسرائيلي، في لبنان، أعلى بكثير من نظيرتها في غزة... سنرى في أيّ مواجهة مقبلة، ما كنّا شهدناه في 2006، حين مُنحت "شهادات البراءة" للمعتدي مجاناً وبالجملة، بذريعة أنّ الحزب هو من وفّر "الذرائع" لعدو طامع متربّص... البيئة الإقليمية، ليست مواتية للحزب، إن هو سعى في استنقاذ سلاحه ودوره. على أنّ أبرز، وربما أخطر، ما شهدته البيئة الإقليمية المحيطة، من تطوّرات جذرية، ما حدث في سوريا في الثامن من كانون الأول/ديسمبر... لم تخرج دمشق من "المحور" فحسب، بل انتقلت إلى "المحور الآخر" جملة وتفصيلاً، وتلكم ليست "جزئية" يمكن المرور من فوقها أو من جنبها مرور الكرام، ذلكم تطوّر ينذر بفتح جبهات على الحزب، متزامنة أو متعاقبة، أثناء العدوان المتجدّد أو بعده، تماماً مثلما حدث من قبل، حين جاء التغيير في سوريا بعد أحد عشر يوماً فقط، من وقف النار بين الحزب و"إسرائيل"، والأنباء المتواترة من شمال الحدود مع سوريا وشرقها، لا تحمل معها بشائر مفرحة للحزب على أية حال. والتطوّرات السورية المتلاحقة منذ سقوط نظام الأسد حتى اليوم، لم تبقَ، ولن تبقى، محصورة في النطاق الجغرافي لسوريا، بل تنتقل على نحو متسارع نحو الداخل اللبناني... ثمّة استقواء مذهبي غير خافٍ على أحد بالعامل السوري المُستجدّ، ولقد رأينا ذلك في تبدّل موازين القوى داخل الطائفة السنيّة لصالح مدارس أقرب للسلفية من جهة على حساب سنيّة سياسية "عاقلة" مثّلتها إلى درجة كبيرة، "الحريرية السياسية"، التي تنكفئ عن المشهد، إلى درجة يكاد معها أن يفرغ "بيت الوسط" من ساكنيه... ونرى ارتفاعاً في نبرة السياسة داخل "الإفتاء" بعد الزيارة التاريخية لدمشق، وتعالي لغة الاستقواء في التصريحات الصادرة عن مرجعيات سياسية ودينية، تُعبّر في مجملها عن "الأمل" بانقلاب الموازين، وتبدّل توازنات القوى وديناميّاتها... أحاديث "التلزيم"، تلزيم لبنان لسوريا، ليست مجرّد "فانتازيا" يطلقها "المُتطيّرون" من كلا المعسكرين فحسب، بل هي انعكاس لمزاج يكاد يكون مهيمناً في عواصم إقليمية ودولية نافذة، تجد لنفسها ولحساباتها، مصلحة في ذلك. دمشق الجديدة، ليست بحاجة لمن "يحرّضها" ضد الحزب أو يستنفرها عليه... هي من يحرّض الآخرين، وهي صاحبة الحقوق الفكرية لمقولة "العدو المشترك"، الذي يجمع صفاً من العرب والغربيين والإسرائيليين في بوتقة واحدة، حتى وإن تعدّدت مساراتهم وتنوّعت أدواتهم، وسار المتحالفون منفردين، فإنّ سهامهم وضرباتهم ستظلّ موجّهة صوب الهدف ذاته... هذه واحدة من معطيات "الإقليم الجديد"، رغب بعضنا بذلك أم كره. وليس التعويل على "يقظة" العامل المسيحي في لبنان، بالرهان الصائب، فالبعض ممن أعمتهم عداوتهم الشديدة للحزب ومرجعيّاته، قد يفكّرون بالرهان على "سلفية منضبطة" بمرجعيات تركية وسعودية وقطرية، وربما برعاية أميركية... فريق فقط من المسيحيين، لا ندري حجمه ونفوذه حتى الآن، قد يفكّر بخلاف ذلك، وربما تكون حادثة تفجير كنيسة "مار الياس"، باعثاً على قلق البعض من هذا المكوّن، بيد أنه من المرجّح، أنها لن تكون سبباً في تغيّر المواقف وتبديل الأولويات والتحالفات، فالرهانات على قوى إقليمية ودولية عند هؤلاء، أكبر بكثير، من المخاوف الناجمة عن تداعيات الحالة السورية. مرونة بلا استجابة أبدى حزب الله مرونة عالية في التجاوب مع استحقاقات مرحلة ما بعد 27 تشرين الثاني/ نوفمبر، الجنوب يكاد يكون خلوّاً من السلاح والمقاتلين، بشهادة الرئاسات الثلاث واليونيفيل ومصادر استخبارية أميركية-أوروبية-إسرائيلية... لكنّ الحزب لن يكافأ على ما فعل، بل يبدو مطالباً بالمزيد، والمزيد هنا، يعني شيئاً واحداً: تعميم تجربة جنوب الليطاني على عموم الأراضي اللبنانية، تحت شعار "حصرية السلاح وقرار الحرب والسلم". لم تجد مرونة الحزب، استجابة مماثلة من السلطات اللبنانية... لا مائدة حوار التأمت للبحث في "استراتيجية دفاعية"، ولا تقبّل لفكرة احتفاظ لبنان بعناصر القوة المتبقّية لديه، ومن بينها "سلاح المقاومة"... والأهمّ من كلّ هذا وذاك، لا ضمانات ولا تفصيلات، حول كلّ ما يخصّ "مرحلة ما بعد السلاح"، إن افترضنا أنّ الحزب قد قرّر اجتياز عتباتها... لا شيء من هذه سوى تصريحات ناعمة ووعود برّاقة، لا تساوي الحبر الذي كتبت فيه. من سيحمي الحزب، قادته وكوادره ومقاوميه، من يوقف الاستباحة الإسرائيلية ويبطل مفاعيل "الضوء الأخضر" الأحمر الأميركي للمضي بها، من يضمن أنّ استهداف الحزب وبيئته سيتوقّف بعد تسليم سلاحه، ماذا عن منظومة العقوبات التي تلاحقه ومؤسساته المالية والخدمية والاجتماعية والتربوية.... من سيكفل إعادة الإعمار والتعويض عن المدمّرة بيوتهم... من يضمن ترجمة وعود الرخاء والازدهار للبنان (وليس للحزب) و"المستقبل المشرق" الذي وعد به دونالد ترامب... من سيحمي لبنان من "تغوّل" قوى متطرّفة، تناصب أزيد من نصف سكانه ومكوّناته، عداءً أيديولوجياً "صفرياً"، تكشّفت بعض فصوله في سوريا (الساحل، الكنيسة، والسويداء وجرمانا)، وقد تأخذ في لبنان، أشكالاً أكثر دموية وخطورة؟ أسئلة وتساؤلات، يحاذر الثرثارون الإجابة عنها، حتى لا يعطوا الحزب مبرّراً واحداً، لا للحديث عن "سلاحه" فحسب، بل وللمطالبة بـ "استراتيجية دفاع وطني"، تحدّد التهديدات والمخاطر، وتقرّر سبل التصدّي لها وإحباطها... لا شيء آخر يحتلّ "عصب التفكير وبؤرته" عند هؤلاء، سوى "السلاح"، لكأنّ أنهار لبنان التي تعاني جفافاً وتلوّثاً غير مسبوقين، ستتدفّق لبناً وعسلاً" ما أن يُودِع الحزب سلاحه في مستودعات الجيش اللبناني. كنّا أشدنا بنافذة الفرص التي وفّرتها "القناة الخلفية المفتوحة" بين الحزب والرئاسة الأولى، لكن تبدو هذه القناة مهدّدة بدورها نتيجة لتعاظم ضغوط الداخل وابتزاز الخارج... والمؤسف حقاً، أنّ بعضاً ممن كانوا محتسبين على معسكر "التقدّم"، لم يعودوا يتورّعون عن التلويح بـ "بهراوة أفخاي أدرعي"، لكأنه وحكومته، بات فريقاً منضوياً في اصطفافاتهم الداخلية... المشهد اللبناني، يزداد تعقيداً، وتزداد معه صعوبة الخيارات المتبقّية أمام الحزب. في بحثه عن خياراته وبدائله، يتعيّن على الحزب أن يضع في حسبانه، أنّ سيناريو معاودة الحرب، بصورة أعمق وأقسى وأعنف، لم يُسحب من التداول، بل يبدو مرجّحاً، حال جاء الردّ اللبناني على ورقة توم باراك غير متناسب مع الرغبة الأميركية (التي تخفي معظم ما تجيش به صدور الإسرائيليين)... يعني ذلك من ضمن ما يعني، أنّ تكتيك "التصعيد المتدرّج" وإرسال "الرسائل" لم يعد صائباً اليوم مثلما كان من قبل... إن لم يكن الحزب قادراً على استعادة ميزان الردع، وتحويل الجبهة الداخلية الإسرائيلية إلى جحيم لا يطاق، فلا أظنّ أنّ نتائج الجولة المقبلة ستكون في صالحه. نتنياهو، والأخصّ ترامب، سيكونان معنيين بحرب قصيرة هذه المرة، تستحدث انقلاباً في المشهد والموازين، لديهما ما يستعدّان لخوض غماره، داخلياً وعلى ساحتي الإقليم والعالم... لا "سيناريو حرب السنتين" في غزة، قابل لإعادة الإنتاج، ولا سيناريو "الإسناد" مرشح للعودة من جديد... أخال الحرب المقبلة، سلسلة غير منقطعة من الطلعات الجوية والضربات الصاروخية المكثّفة، التي تستهدف الحزب في بيئته وأصوله العسكرية والاستراتيجية، مدعومة بغطاء محلي وعربي ودولي، ودائماً بحجة أننا نصحنا الحزب، والحزب لم ينتصح. لا يمكن إسقاط هذا سيناريو "العودة للحرب" من حسابات الحزب، برغم ارتفاع كلفه، وبرغم التطوّرات غير المواتية التي مرّ بها في لبنان، ومرّ بها داعموه في الإقليم... بيد أنه سيكون أقرب إلى "خيار شمشون"، منه إلى خيار "صفقة بشروط مواتية" بنظر المراقبين، وإن كان الجواب بالطبع، سيظلّ متروكاً للحزب، فهو الأعلم بما لديه، وما بمقدوره فعله أو عدم فعله. لا أحد يكترث بمرافعات الحزب حول الانتهاكات الإسرائيلية (أكثر من 4000 انتهاك)، ولا بجدية التزامه بمندرجات وقف النار جنوب الليطاني... لا أحد يكترث باتفاقات مبرمة ولا بقانون دولي، ولا بفكرة الحقّ والأخلاق، فقد أسقطت حروب العامين الفائتين "قوة المنطق" وأعلت من شأن "منطق القوة"... نزع سلاح الحزب، وتجريده من ورقة إعادة الإعمار والمضي في خنقه مالياً واقتصادياً، كانت في صلب أهداف الحرب، وما زالت في صلب أهداف الدبلوماسية، وإن لم تتحقّق، فليس من الحكمة استبعاد سيناريو عودة الحرب مجدّداً، ولا عزاء للبكّائين على ضياع "موسم الصيف والاصطياف".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store