logo
القوة الحقيقية للتغيير تكمن في قلب إيران؛ شعبٌ صامد ويقاوم من أجل الحرية

القوة الحقيقية للتغيير تكمن في قلب إيران؛ شعبٌ صامد ويقاوم من أجل الحرية

كواليس اليوممنذ 2 أيام
بعد أكثر من أربعة عقود من السياسات الخاطئة والانقسامات، وبعد سنوات من المراوغات الغربية والمراهنات على الحرب التي لم تؤد إلا إلى تعميق معاناة الشعب الإيراني، بات اليوم واضحًا أن التغيير الحقيقي لا يأتي من خلال تدخلات خارجية، بل ينبثق من داخل قلب إيران ذاته، من الشعب النابض بالحياة والمقاومة.
شهدنا خلال الأعوام الماضية موجات احتجاجات شعبية واسعة غير مسبوقة، بدأت عام 2017 وتتصاعد بوتيرة متسارعة، تعكس رفضًا جماهيريًا صارمًا للنظام القائم. فما يجري ليس مجرد مظاهرات عابرة، بل هو حراك اجتماعي راسخ الجذور يقوده شباب ونساء صارمون في إرادتهم على كسر حاجز الظلم والقهر، في مواجهة نظام ديكتاتوري يرى نفسه فوق الجميع، وينفق مليارات الدولارات من ثروات البلاد على بناء قواعد صاروخية وبرامج تخصيب اليورانيوم وتشجيع الإرهاب، بدلاً من تقديم أبسط الخدمات لشعبه.
إن الهتافات التي تعلو في شوارع المدن، ومنها شعار 'الموت للدكتاتور'، ليست صرخة غضب فقط، بل هي إعلان واضح وصريح من الشعب الإيراني بأنه لم يعد يرضى أن يعيش في ظل نظام ينهب ثرواته ويحكمه الظلام السياسي والفساد الإداري. إنهم يطالبون اليوم بحقهم الطبيعي في تقرير مصيرهم، وببناء دولة ديمقراطية تُساوي بين الجميع دون تمييز أو استبداد.
وفي هذا السياق الوطني الحر، يبرز دور حركة المقاومة المنظمة وعلى رأسها منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، التي تمتلك الخبرة السياسية والتنظيمية التي تمكنها من قيادة هذا الحراك الشعبي نحو تغيير حقيقي وجذري. فهذه المنظمة تقدم بديلاً حضارياً وسياسياً قائمًا على مبادئ فصل الدين عن الدولة، وتحقيق المساواة بين المرأة والرجل، وضمان حقوق الأقليات، ورفض عقوبة الإعدام، وإرساء آليات الديمقراطية اللامركزية التي تعطي دورًا حقيقيًا للشعب في إدارة شؤون بلاده.
إن مشروع المقاومة السياسي، المتمثل في 'خطة النقاط العشر' التي أقرها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، يحظى باعتراف واسع النطاق من آلاف البرلمانيين والشخصيات العالمية، ويرسم رؤية واضحة لمستقبل إيران التي يحلم بها كل إيراني حر.
ولا تطلب المقاومة سلاحاً ولا مالاً يضيف إلى نضالها، بل تطالب فقط بالاعتراف بحق شعبنا في المقاومة، وحقه في انتزاع الحرية والعدالة التي يستحقها. هي بكل بساطة تعبّر عن نبض لا يقهر لروح إيران الحرة التي صمدت وواجهت طوال عقود من الزمن ما لا يطاق من قمع وفساد.
نحن اليوم واقفون عند مفترق طرق حاسم؛ إما استمرار سياسات المراوغة والمصالح العابرة التي تعميق الأزمة وتزيد الشعب معاناة، أو خيار دعم الانتفاضة السلمية التي يقودها الشعب الإيراني وينتظرها العالم ليكون بداية عهد جديد لإيران حرة ومستقلة.
إن القوة الحقيقية للتغيير موجودة في الشوارع، في قلوب المواطنين الذين يرفضون الخنوع، في شبابٍ ونساء رفعوا صوتهم من أجل الحرية والمساواة والكرامة. إنهم يشكلون الأمل والضوء في مستقبل إيران، ومستقبل المنطقة كاملة.
في النهاية، لا بد من معرفة حقيقة أن التحولات الكبرى لا تأتي من الخارج، ولا من اتفاقيات جانبية، بل تبدأ من الداخل حيث ينبض الشعب وكل أمل التغيير بين أيديهم. والمقاومة المنظمة هي الركيزة التي يمكنها توجيه هذا الحراك الشعبي وضمان انتقال سلمي مستقر نحو مستقبل أفضل يليق بتاريخ وحضارة إيران.
د. سامي خاطر/ أكاديمي وأستاذ جامعي
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عراقجي يروي تفاصيل محاولة اغتياله خلال حرب إيران وإسرائيل
عراقجي يروي تفاصيل محاولة اغتياله خلال حرب إيران وإسرائيل

المغرب اليوم

timeمنذ ساعة واحدة

  • المغرب اليوم

عراقجي يروي تفاصيل محاولة اغتياله خلال حرب إيران وإسرائيل

كشف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي ، عن تعرّضه لمحاولة اغتيال خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل، مشيراً إلى أن تفجيراً وقع بالقرب من مقر سكنه، لكن المنزل المستهدف كان مقابل منزله، وتمكّن من وصفهم بـ"الأصدقاء" من إحباط العملية. وأضاف عراقجي في مقابلة مع تلفزيون إيراني، أن طائرات مسيّرة "حلّقت فوق رؤوسنا مراراً أثناء ذهابنا وإيابنا"، مؤكداً في الوقت نفسه أنه "لم يتلقَّ أي اتصال هاتفي من جانب إسرائيل". وكان عراقجي، كشف أن بلاده لم تكن تريد الحرب لكنها كانت مستعدة لها. وقال في مقابلة مع شبكة CGTN الصينية في وقت سابق من الشهر الجاري، إن إيران لم يكن لديها "أي خيار إلا ممارسة حق الدفاع عن النفس". كذلك تابع قائلاً: "لم نكن نريد هذه الحرب، لكننا كنا مستعدين لها. لا نريد استمرار هذه الحرب، لكنني أكرر: نحن مستعدون لها تماماً". وفي يونيو الماضي، كشف مستشاره محمد حسين رنجبران، في تغريدة على حسابه في "إكس" أن بلاده أحبطت مؤامرة كبيرة خطّطت لها إسرائيل من أجل استهداف وزير الخارجية في العاصمة طهران. وكتب قائلا: "منذ الإعلان عن توجه وزير الخارجية إلى جنيف للتفاوض مع الترويكا الأوروبية، تلقيتُ اتصالاتٍ عديدة لضمان عدم استهدافه من قِبل النظام الصهيوني. نعم، كان ولا يزال هذا التهديد قائمًا، لكن السيد عباس عراقجي يعتبر نفسه جنديًا من جنود الوطن أكثر من كونه رئيسًا للسلك الدبلوماسي". إلا أنه أكد أن "المؤامرة" فشلت بفضل الإجراءات الأمنية الدقيقة التي نفذها جنود المخابرات الإيرانية. حرب 12 يوما يذكر أنه في 13 يونيو الفائت، شنت إسرائيل حملة قصف على إيران، حيث ضربت مواقع عسكرية ونووية إيرانية، فضلاً عن اغتيال قادة عسكريين كبار وعلماء نوويين. في حين ردت إيران بإطلاق طائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل. فيما أدت الحرب إلى تدخل أميركي في الصراع، إذ قصفت الولايات المتحدة في 22 يونيو، موقع تخصيب اليورانيوم تحت الأرض في فوردو جنوب طهران، ومنشأتين نوويتين في أصفهان ونطنز (وسط). لترد طهران مستهدفة قواعد عسكرية في قطر والعراق، من دون تسجيل أية إصابات، قبل أن يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في 24 يونيو وقف النار بين إسرائيل وإيران.

فشل محادثات إيران وأوروبا في إسطنبول والضغوط تتصاعد لإحياء الاتفاق النووي
فشل محادثات إيران وأوروبا في إسطنبول والضغوط تتصاعد لإحياء الاتفاق النووي

المغرب اليوم

timeمنذ 2 أيام

  • المغرب اليوم

فشل محادثات إيران وأوروبا في إسطنبول والضغوط تتصاعد لإحياء الاتفاق النووي

قالت مصادر إيرانية، الجمعة، إن المحادثات النووية بين طهران والترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) بمبنى القنصلية الإيرانية في إسطنبول انتهت بدون تحقيق نتائج ملموسة. ونقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن المفاوض الإيراني ونائب وزير الخارجية كاظم غريب آبادي قوله إن الاجتماع "الجدي والصريح والمفصل" ركز على المسألة النووية ووضع العقوبات، مع الاتفاق على مواصلة إجراء مزيد من المناقشات. والتقى دبلوماسيون إيرانيون وأوروبيون، الجمعة، في إسطنبول لبدء أحدث الجهود لكسر الجمود بشأن البرنامج النووي لطهران. يذكر أن هذه أول محادثات تجريها طهران مع الغرب منذ الحرب التي استمرت 12 يوماً بين إيران وإسرائيل في يونيو (حزيران) الماضي والتي شاركت فيها قاذفات أميركية بضرب منشآت إيرانية لها علاقة بالأسلحة النووية. ويهدف الدبلوماسيون الأوروبيون إلى تكثيف الضغط على طهران لإعادة الانخراط في محادثات نووية جادة. في سياق متصل، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، تأكيده أن نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية سيزور طهران في غضون "الأسابيع المقبلة" لبحث إطار التعاون بين الجانبين. ولا تشمل هذه الزيارة فحص المنشآت النووية الإيرانية التي تضررت خلال الحرب. من جهته، قال أحد الدبلوماسيين لوكالة "أسوشييتد برس" إن "الوقت ينفد"، محذراً من أنه بدون إحراز تقدم، قد تفعّل الدول الأوروبية الثلاث "آلية الزناد" لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران. وعلى الرغم من أن الاتفاق النووي المبرم عام 2015 معطل إلى حد كبير، إلا أنه ينتهي رسمياً في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وتشمل المطالب الأوروبية الرئيسية ضمان وصول مفتشي الأمم المتحدة إلى المواقع النووية الإيرانية، وتوضيح مصير 400 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب، والتي لا يعرف مكانها منذ الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية. وأجرت إيران في الآونة الأخيرة محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة على مدار شهرين، وتصر على أن برنامجها النووي طوّر لأغراض سلمية. وتسعى طهران للحصول على تخفيف من العقوبات الدولية التي شلت اقتصادها. وتوقفت المحادثات الأميركية الإيرانية عقب الهجمات التي شنتها واشنطن على ثلاثة مواقع نووية إيرانية الشهر الماضي. وتطالب الولايات المتحدة من جهتها بتوقف إيران الكامل عن تخصيب اليورانيوم، غير أن طهران ترفض ذلك. قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

القوة الحقيقية للتغيير تكمن في قلب إيران؛ شعبٌ صامد ويقاوم من أجل الحرية
القوة الحقيقية للتغيير تكمن في قلب إيران؛ شعبٌ صامد ويقاوم من أجل الحرية

كواليس اليوم

timeمنذ 2 أيام

  • كواليس اليوم

القوة الحقيقية للتغيير تكمن في قلب إيران؛ شعبٌ صامد ويقاوم من أجل الحرية

بعد أكثر من أربعة عقود من السياسات الخاطئة والانقسامات، وبعد سنوات من المراوغات الغربية والمراهنات على الحرب التي لم تؤد إلا إلى تعميق معاناة الشعب الإيراني، بات اليوم واضحًا أن التغيير الحقيقي لا يأتي من خلال تدخلات خارجية، بل ينبثق من داخل قلب إيران ذاته، من الشعب النابض بالحياة والمقاومة. شهدنا خلال الأعوام الماضية موجات احتجاجات شعبية واسعة غير مسبوقة، بدأت عام 2017 وتتصاعد بوتيرة متسارعة، تعكس رفضًا جماهيريًا صارمًا للنظام القائم. فما يجري ليس مجرد مظاهرات عابرة، بل هو حراك اجتماعي راسخ الجذور يقوده شباب ونساء صارمون في إرادتهم على كسر حاجز الظلم والقهر، في مواجهة نظام ديكتاتوري يرى نفسه فوق الجميع، وينفق مليارات الدولارات من ثروات البلاد على بناء قواعد صاروخية وبرامج تخصيب اليورانيوم وتشجيع الإرهاب، بدلاً من تقديم أبسط الخدمات لشعبه. إن الهتافات التي تعلو في شوارع المدن، ومنها شعار 'الموت للدكتاتور'، ليست صرخة غضب فقط، بل هي إعلان واضح وصريح من الشعب الإيراني بأنه لم يعد يرضى أن يعيش في ظل نظام ينهب ثرواته ويحكمه الظلام السياسي والفساد الإداري. إنهم يطالبون اليوم بحقهم الطبيعي في تقرير مصيرهم، وببناء دولة ديمقراطية تُساوي بين الجميع دون تمييز أو استبداد. وفي هذا السياق الوطني الحر، يبرز دور حركة المقاومة المنظمة وعلى رأسها منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، التي تمتلك الخبرة السياسية والتنظيمية التي تمكنها من قيادة هذا الحراك الشعبي نحو تغيير حقيقي وجذري. فهذه المنظمة تقدم بديلاً حضارياً وسياسياً قائمًا على مبادئ فصل الدين عن الدولة، وتحقيق المساواة بين المرأة والرجل، وضمان حقوق الأقليات، ورفض عقوبة الإعدام، وإرساء آليات الديمقراطية اللامركزية التي تعطي دورًا حقيقيًا للشعب في إدارة شؤون بلاده. إن مشروع المقاومة السياسي، المتمثل في 'خطة النقاط العشر' التي أقرها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، يحظى باعتراف واسع النطاق من آلاف البرلمانيين والشخصيات العالمية، ويرسم رؤية واضحة لمستقبل إيران التي يحلم بها كل إيراني حر. ولا تطلب المقاومة سلاحاً ولا مالاً يضيف إلى نضالها، بل تطالب فقط بالاعتراف بحق شعبنا في المقاومة، وحقه في انتزاع الحرية والعدالة التي يستحقها. هي بكل بساطة تعبّر عن نبض لا يقهر لروح إيران الحرة التي صمدت وواجهت طوال عقود من الزمن ما لا يطاق من قمع وفساد. نحن اليوم واقفون عند مفترق طرق حاسم؛ إما استمرار سياسات المراوغة والمصالح العابرة التي تعميق الأزمة وتزيد الشعب معاناة، أو خيار دعم الانتفاضة السلمية التي يقودها الشعب الإيراني وينتظرها العالم ليكون بداية عهد جديد لإيران حرة ومستقلة. إن القوة الحقيقية للتغيير موجودة في الشوارع، في قلوب المواطنين الذين يرفضون الخنوع، في شبابٍ ونساء رفعوا صوتهم من أجل الحرية والمساواة والكرامة. إنهم يشكلون الأمل والضوء في مستقبل إيران، ومستقبل المنطقة كاملة. في النهاية، لا بد من معرفة حقيقة أن التحولات الكبرى لا تأتي من الخارج، ولا من اتفاقيات جانبية، بل تبدأ من الداخل حيث ينبض الشعب وكل أمل التغيير بين أيديهم. والمقاومة المنظمة هي الركيزة التي يمكنها توجيه هذا الحراك الشعبي وضمان انتقال سلمي مستقر نحو مستقبل أفضل يليق بتاريخ وحضارة إيران. د. سامي خاطر/ أكاديمي وأستاذ جامعي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store