logo
الانتهاكات الإسرائيلية تحرم أهالي جنوب لبنان الاستمتاع بصيفهم

الانتهاكات الإسرائيلية تحرم أهالي جنوب لبنان الاستمتاع بصيفهم

الشرق الأوسطمنذ 16 ساعات

بحذر وقلق، يُقبل عدد قليل من أهالي جنوب لبنان على الاستجمام وقضاء أوقاتهم في فصل الصيف في المنتجعات السياحية بالمنطقة الحدودية، بينما يمتنع البعض الآخر عن الذهاب إليها خوفاً من الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة، ما ينعكس سلباً على وضع المؤسسات السياحية في الجنوب التي تعرَّض عدد منها لأضرار كبيرة.
وكثيراً ما شكلت المحطات السياحية الجنوبية، والتي تمتد من صيدا حتّى الناقورة، مقصداً لأبناء المنطقة والقادمين من بيروت ومناطق أخرى، وكذلك المغتربون، لكن مدينة صور وشاطئها كانا الوجهة الأحب إلى قلوب الكثيرين.
يقول ابن مدينة صور، حاتم حلاوي: «أقصد شاطئ صور باستمرار، صيفاً وشتاءً، والآن، رغم كل الظروف الأمنية الراهنة». ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «لكن يبدو واضحاً غياب زحمة الناس التي كنا نشهدها على الشاطئ في مثل هذه الفترة من كل عام»؛ إذ اعتاد الناس التوافد من مختلف المناطق اللبنانية إلى شاطئ المدينة الشعبي لممارسة رياضة السباحة والتمتع بحرارة الشمس، لكن الحرب الإسرائيلية والاستهدافات شبه اليومية، تحولان دون قدوم عدد كبير منهم هذا العام.
صورة لشاطئ صور يزدحم برواده قبل الحرب الإسرائيلية الأخيرة (وسائل التواصل الاجتماعي)
ويرجع حلاوي تراجع إقبال الناس لقلة أعداد المغتربين الذين قدموا في العطلة الصيفية، أو إقامة بعضهم في مناطق أكثر أماناً مثل بيروت، ما أثر سلباً على حركة المدينة السياحية، كذلك تراجع أعداد رواد البحر من خارج المنطقة خوفاً من أي توترات مفاجئة، آملاً أن يتبدل المشهد في الأسابيع المقبلة.
مع العلم، أنه خلال المرحلة الأولى من حرب الإسناد قبل أن تتوسّع في شهر نوفمبر (تشرين الأول)، وانتشرت حينها لقطات مصورة، يظهر فيها رواد الشاطئ يستجمون على وقع القصف الإسرائيلي الذي تُسمع أصداؤه في الأرجاء.
الحال في الناقورة مختلف عن بحر صور، فالناس هنا موجودون في أقصى الجنوب اللبناني، يقول حسن مصطفى (35 سنة): «آتي إلى الشاطئ هنا برفقة أصدقاء، بمعدل مرة في الأسبوع تقريباً، للترفيه عن أنفسنا في أجمل وأنظف شواطئ لبنان».
وعن مشاعر الخوف التي قد تعتريه عند زيارة المكان، يقول: «جميعنا نعلم أن إسرائيل لا تؤتمن، لكنني لا أشعر بالخوف كونهم يكثفون ضرباتهم في أماكن محددة؛ ربما نكون على مقربة من إحداها لكن ليس باليد حيلة».
ويتابع: «إذا تركنا الخوف يتملكنا، فربما لن نخرج من منزلنا بتاتاً، إذ إن كل الجنوب عرضة للقصف، كذلك الضاحية والبقاع، وحيث توجد بيئة (حزب الله)». علماً أن إسرائيل تمارس تضييقاً على صيادي الأسماك في بحر الناقورة، ولا تسمح لهم في الإبحار إلا على مسافات قصيرة.
وقبل عام التحرير (2000) كانت الحركة السياحية في الجنوب قليلة إلى حد ما، ومع الوقت بنيت منتجعات واستراحات سياحية شعبية وتلك التي يقصدها أبناء الطبقة الميسورة أيضاً من أجل التنزه، في مناطق جنوبية عدّة، خصوصاً على جوانب الأنهار.
من جهتها، تقول الفتاة العشرينية سارة والتي تسكن في إقليم التفاح (محافظة النبطية): «كنا نقضي معظم أوقاتنا الصيفية على نهري الوزاني وطيرفلسيه وبحيرة الدردار في منطقة الخيام، وكذلك الحديقة الإيرانية في مارون الراس».
وتضيف لـ«الشرق الأوسط»: «لكنني هذا العام لم أتمكن من زيارة أي مكان من تلك الأماكن، بسبب الحرب والخروقات الإسرائيلية المستمرة»، وعن مخاوفها تقول: «أخاف التنقل في هذه الأماكن، وأن يستهدفنا الجيش الإسرائيلي، إذ جرت العادة أن ينفذ دوريات له فوق رؤوسنا في نهر الوزاني»، وتختم: «لا أعلم إن كان بإمكاننا الذهاب إلى تلك الأماكن مجدداً، الأمر خطير للغاية».
«حُرمنا من التنزه في الجنوب بفعل الحرب»، تقول السيدة الخمسينية عابرة. وتضيف لـ«الشرق الأوسط»: «للأسف كانت زيارتنا الأخيرة لمثل هذه الأماكن السياحية، في 7 أكتوبر (تشرين الأول 2023) مع بداية طوفان الأقصى، إذ كنا في رحلة ترفيهية إلى منطقة الريحان، وقصدنا متنزهاً قريباً، أما اليوم فالجنوب مستباح، ولا نعلم متى يتمّ قصفنا؛ لذا لم نخرج بقصد التنزه مطلقاً».
وعابرة أم لأربعة أطفال تسكن قرية كفرحتى الجنوبية، اعتادت زيارة متنزهات سياحية عدّة في الجنوب، مثل وادي الحجير وحديقة مارون الراس ونهر طيرفلسيه وقعقاعية الجسر والوزاني وسهل الخيام، برفقة العائلة والأصدقاء».
تقول: «كنا نشعر بالسعادة لمجرد زيارتها»، وتضيف: «لا تزال موجودة، لكن لا نرتادها؛ إذ لا أمان، وأشعر دائماً بالقلق حيال ذلك، فالحرب لم تنته بعد، ولا أريد أن يكون أطفالي في خطر»، علماً أن الناس يحتاجون إلى مثل هذه المساحات الخضراء للترويح عن أنفسهم في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.
بعض الأماكن التي كانت تزورها عابرة تضررت بشكل جزئي أو كلي، ومن هذه الأماكن «حديقة مارون الراس التي أصابها الجيش الإسرائيلي بضربات كثيفة، فأصبحت رماداً وفق ما نقل لي أصدقاء قاموا بزيارتها»، حسبما تقول. وتضيف: «أما المدينة المائية الترفيهية التي كنت أقصدها في برج قلاويه (قضاء بنت جبيل) وتطل على وادي الحجير، فلم تُصَب بمكروه، لكنها خرجت عن الخدمة في الفترة السابقة».
هذا الواقع انعكس سلباً على أصحاب المنتجعات والمشروعات السياحية في صور وفي معظم المناطق الجنوبية التي تعرضت فيها المؤسسات لأضرار، حيث نجا بعضها من الأحداث العصيبة مجدداً وتحديداً في المناطق التي تعد بعيدة عن الحدود، بينما كانت الخسارة الكاملة حصة عدد كبير من المنتجعات في المناطق الحدودية.
وشاطئ صور الذي دائماً ما كان مقصداً لرواد الشاطئ من كل لبنان، يفتقد اليوم للزحمة التي كانت سمة هذه المنطقة.
وهذا ما تتحدث عنه أمل وزني، صاحبة إحدى الخيم الموجودة على شاطئ صور، فتقول لـ«الشرق الأوسط»: «إن حركة الرواد لا تزال منخفضة هذا العام»، لكنها لا تريد الحكم على الموسم من الآن، فالصيف لا يزال في بدايته، ونأمل تبدُّل الوضع في المرحلة المقبلة.
وتضيف: «لاحظنا غياب المغتربين وكذلك رواد الشاطئ من جميع أنحاء لبنان»، لكن يوجد لدينا أمل بأن يكون الموسم أفضل هذا العام، وأن يكون مشابهاً للأعوام التي سبقت عام الحرب.
وفي هذا السياق، يقول أحد الموظفين في المدينة الترفيهية في بنت جبيل: «تمكَّنَّا من فتح أبوابنا في اليوم الأول لعيد الأضحى المبارك». ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «فوجئنا بالإقبال الكثيف، لم نكن نتوقع أن الناس سيأتون بهذه الأعداد، ربما لأنها تحتاج لمتنفس لها»، لكن في الأيام العادية الإقبال ليس كما كان في السنوات التي سبقت «حرب الإسناد» بحيث لا يزال الناس خائفين، ونأمل أن يتبدل المشهد في الفترة المقبلة بعد انتهاء العام الدراسي، وحضور المغتربين إلى لبنان.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

125.5 مليار درهم إنفاق سكان الإمارات على السفر للخارج في 2025
125.5 مليار درهم إنفاق سكان الإمارات على السفر للخارج في 2025

مباشر

timeمنذ ساعة واحدة

  • مباشر

125.5 مليار درهم إنفاق سكان الإمارات على السفر للخارج في 2025

مباشر- أبوظبي: قدّر مجلس السفر والسياحة العالمي، أن يبلغ إجمالي إنفاق سكان دولة الإمارات على السفر إلى الخارج خلال عام 2025 نحو 125.5 مليار درهم، بزيادة قدرها 5%، مقارنة بـ119.7 مليار درهم في عام 2024. وبحسب تقرير البيانات الاقتصادية الصادر عن المجلس، والذي حصلت «الاتحاد» على نسخة منه، يُتوقع أن يواصل هذا الإنفاق ارتفاعه سنويًا ليصل إلى 142.1 مليار درهم بحلول عام 2035، في ظل استمرار النمو في الطلب على السفر الخارجي. ويأتي هذا التقدير بالتزامن مع انطلاق ذروة موسم السفر الصيفي، الذي يشهد عادة إقبالًا كبيرًا من المواطنين والمقيمين على السفر لأغراض السياحة أو زيارة الأهل، مدعوماً بانتظام رحلات الناقلات الوطنية وفق الجداول المعتمدة واستقرار الأوضاع الإقليمية. وسجّل إنفاق سكان الإمارات على السفر الخارجي في عام 2023 نموًا بنسبة 5% ليصل إلى 117 مليار درهم، بعد أن بلغ 111.5 مليار درهم في 2022 بنمو 6.6%. وشهد العام 2021 تعافيًا ملحوظًا في الإنفاق على السفر مقارنة بعام 2020 الذي تأثر بجائحة كورونا، حيث ارتفع الإنفاق من 34.8 مليار درهم إلى 104.6 مليار درهم، بزيادة تفوق 200%. من جهة أخرى، أعلنت الناقلات الوطنية عن استعداداتها لموسم صيف مزدحم، مع توسيع شبكاتها وإطلاق وجهات جديدة تشمل جزرًا سياحية ومدنًا ساحلية. وتسير "الاتحاد للطيران" رحلاتها إلى 72 وجهة حتى مايو الماضي، حيث نقلت 8.4 مليون مسافر خلال أول خمسة أشهر من 2025. أما "طيران الإمارات"، فتستعد لأسبوع مزدحم في المبنى 3 بمطار دبي الدولي تزامنًا مع بدء موسم الإجازات الصيفية، مع توقعات بنمو أعداد المسافرين حتى نهاية يونيو الجاري. ووفق بيانات الهيئة العامة للطيران المدني، ارتفعت حركة المسافرين عبر مطارات الدولة بنسبة 10%، لتصل إلى 147.8 مليون مسافر في 2024، مقارنة بـ134 مليونًا في 2023. وعلى الصعيد العالمي، توقع مجلس السفر والسياحة أن يصل إنفاق السياح الدوليين إلى 2.1 تريليون دولار خلال عام 2025، بزيادة قدرها 164 مليار دولار عن مستويات ما قبل الجائحة في 2019. أما إقليميًا، فمن المتوقع أن يبلغ الإنفاق 194 مليار دولار، بنمو نسبته 24% مقارنة بالعام ذاته. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي

الانتهاكات الإسرائيلية تحرم أهالي جنوب لبنان الاستمتاع بصيفهم
الانتهاكات الإسرائيلية تحرم أهالي جنوب لبنان الاستمتاع بصيفهم

الشرق الأوسط

timeمنذ 16 ساعات

  • الشرق الأوسط

الانتهاكات الإسرائيلية تحرم أهالي جنوب لبنان الاستمتاع بصيفهم

بحذر وقلق، يُقبل عدد قليل من أهالي جنوب لبنان على الاستجمام وقضاء أوقاتهم في فصل الصيف في المنتجعات السياحية بالمنطقة الحدودية، بينما يمتنع البعض الآخر عن الذهاب إليها خوفاً من الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة، ما ينعكس سلباً على وضع المؤسسات السياحية في الجنوب التي تعرَّض عدد منها لأضرار كبيرة. وكثيراً ما شكلت المحطات السياحية الجنوبية، والتي تمتد من صيدا حتّى الناقورة، مقصداً لأبناء المنطقة والقادمين من بيروت ومناطق أخرى، وكذلك المغتربون، لكن مدينة صور وشاطئها كانا الوجهة الأحب إلى قلوب الكثيرين. يقول ابن مدينة صور، حاتم حلاوي: «أقصد شاطئ صور باستمرار، صيفاً وشتاءً، والآن، رغم كل الظروف الأمنية الراهنة». ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «لكن يبدو واضحاً غياب زحمة الناس التي كنا نشهدها على الشاطئ في مثل هذه الفترة من كل عام»؛ إذ اعتاد الناس التوافد من مختلف المناطق اللبنانية إلى شاطئ المدينة الشعبي لممارسة رياضة السباحة والتمتع بحرارة الشمس، لكن الحرب الإسرائيلية والاستهدافات شبه اليومية، تحولان دون قدوم عدد كبير منهم هذا العام. صورة لشاطئ صور يزدحم برواده قبل الحرب الإسرائيلية الأخيرة (وسائل التواصل الاجتماعي) ويرجع حلاوي تراجع إقبال الناس لقلة أعداد المغتربين الذين قدموا في العطلة الصيفية، أو إقامة بعضهم في مناطق أكثر أماناً مثل بيروت، ما أثر سلباً على حركة المدينة السياحية، كذلك تراجع أعداد رواد البحر من خارج المنطقة خوفاً من أي توترات مفاجئة، آملاً أن يتبدل المشهد في الأسابيع المقبلة. مع العلم، أنه خلال المرحلة الأولى من حرب الإسناد قبل أن تتوسّع في شهر نوفمبر (تشرين الأول)، وانتشرت حينها لقطات مصورة، يظهر فيها رواد الشاطئ يستجمون على وقع القصف الإسرائيلي الذي تُسمع أصداؤه في الأرجاء. الحال في الناقورة مختلف عن بحر صور، فالناس هنا موجودون في أقصى الجنوب اللبناني، يقول حسن مصطفى (35 سنة): «آتي إلى الشاطئ هنا برفقة أصدقاء، بمعدل مرة في الأسبوع تقريباً، للترفيه عن أنفسنا في أجمل وأنظف شواطئ لبنان». وعن مشاعر الخوف التي قد تعتريه عند زيارة المكان، يقول: «جميعنا نعلم أن إسرائيل لا تؤتمن، لكنني لا أشعر بالخوف كونهم يكثفون ضرباتهم في أماكن محددة؛ ربما نكون على مقربة من إحداها لكن ليس باليد حيلة». ويتابع: «إذا تركنا الخوف يتملكنا، فربما لن نخرج من منزلنا بتاتاً، إذ إن كل الجنوب عرضة للقصف، كذلك الضاحية والبقاع، وحيث توجد بيئة (حزب الله)». علماً أن إسرائيل تمارس تضييقاً على صيادي الأسماك في بحر الناقورة، ولا تسمح لهم في الإبحار إلا على مسافات قصيرة. وقبل عام التحرير (2000) كانت الحركة السياحية في الجنوب قليلة إلى حد ما، ومع الوقت بنيت منتجعات واستراحات سياحية شعبية وتلك التي يقصدها أبناء الطبقة الميسورة أيضاً من أجل التنزه، في مناطق جنوبية عدّة، خصوصاً على جوانب الأنهار. من جهتها، تقول الفتاة العشرينية سارة والتي تسكن في إقليم التفاح (محافظة النبطية): «كنا نقضي معظم أوقاتنا الصيفية على نهري الوزاني وطيرفلسيه وبحيرة الدردار في منطقة الخيام، وكذلك الحديقة الإيرانية في مارون الراس». وتضيف لـ«الشرق الأوسط»: «لكنني هذا العام لم أتمكن من زيارة أي مكان من تلك الأماكن، بسبب الحرب والخروقات الإسرائيلية المستمرة»، وعن مخاوفها تقول: «أخاف التنقل في هذه الأماكن، وأن يستهدفنا الجيش الإسرائيلي، إذ جرت العادة أن ينفذ دوريات له فوق رؤوسنا في نهر الوزاني»، وتختم: «لا أعلم إن كان بإمكاننا الذهاب إلى تلك الأماكن مجدداً، الأمر خطير للغاية». «حُرمنا من التنزه في الجنوب بفعل الحرب»، تقول السيدة الخمسينية عابرة. وتضيف لـ«الشرق الأوسط»: «للأسف كانت زيارتنا الأخيرة لمثل هذه الأماكن السياحية، في 7 أكتوبر (تشرين الأول 2023) مع بداية طوفان الأقصى، إذ كنا في رحلة ترفيهية إلى منطقة الريحان، وقصدنا متنزهاً قريباً، أما اليوم فالجنوب مستباح، ولا نعلم متى يتمّ قصفنا؛ لذا لم نخرج بقصد التنزه مطلقاً». وعابرة أم لأربعة أطفال تسكن قرية كفرحتى الجنوبية، اعتادت زيارة متنزهات سياحية عدّة في الجنوب، مثل وادي الحجير وحديقة مارون الراس ونهر طيرفلسيه وقعقاعية الجسر والوزاني وسهل الخيام، برفقة العائلة والأصدقاء». تقول: «كنا نشعر بالسعادة لمجرد زيارتها»، وتضيف: «لا تزال موجودة، لكن لا نرتادها؛ إذ لا أمان، وأشعر دائماً بالقلق حيال ذلك، فالحرب لم تنته بعد، ولا أريد أن يكون أطفالي في خطر»، علماً أن الناس يحتاجون إلى مثل هذه المساحات الخضراء للترويح عن أنفسهم في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها. بعض الأماكن التي كانت تزورها عابرة تضررت بشكل جزئي أو كلي، ومن هذه الأماكن «حديقة مارون الراس التي أصابها الجيش الإسرائيلي بضربات كثيفة، فأصبحت رماداً وفق ما نقل لي أصدقاء قاموا بزيارتها»، حسبما تقول. وتضيف: «أما المدينة المائية الترفيهية التي كنت أقصدها في برج قلاويه (قضاء بنت جبيل) وتطل على وادي الحجير، فلم تُصَب بمكروه، لكنها خرجت عن الخدمة في الفترة السابقة». هذا الواقع انعكس سلباً على أصحاب المنتجعات والمشروعات السياحية في صور وفي معظم المناطق الجنوبية التي تعرضت فيها المؤسسات لأضرار، حيث نجا بعضها من الأحداث العصيبة مجدداً وتحديداً في المناطق التي تعد بعيدة عن الحدود، بينما كانت الخسارة الكاملة حصة عدد كبير من المنتجعات في المناطق الحدودية. وشاطئ صور الذي دائماً ما كان مقصداً لرواد الشاطئ من كل لبنان، يفتقد اليوم للزحمة التي كانت سمة هذه المنطقة. وهذا ما تتحدث عنه أمل وزني، صاحبة إحدى الخيم الموجودة على شاطئ صور، فتقول لـ«الشرق الأوسط»: «إن حركة الرواد لا تزال منخفضة هذا العام»، لكنها لا تريد الحكم على الموسم من الآن، فالصيف لا يزال في بدايته، ونأمل تبدُّل الوضع في المرحلة المقبلة. وتضيف: «لاحظنا غياب المغتربين وكذلك رواد الشاطئ من جميع أنحاء لبنان»، لكن يوجد لدينا أمل بأن يكون الموسم أفضل هذا العام، وأن يكون مشابهاً للأعوام التي سبقت عام الحرب. وفي هذا السياق، يقول أحد الموظفين في المدينة الترفيهية في بنت جبيل: «تمكَّنَّا من فتح أبوابنا في اليوم الأول لعيد الأضحى المبارك». ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «فوجئنا بالإقبال الكثيف، لم نكن نتوقع أن الناس سيأتون بهذه الأعداد، ربما لأنها تحتاج لمتنفس لها»، لكن في الأيام العادية الإقبال ليس كما كان في السنوات التي سبقت «حرب الإسناد» بحيث لا يزال الناس خائفين، ونأمل أن يتبدل المشهد في الفترة المقبلة بعد انتهاء العام الدراسي، وحضور المغتربين إلى لبنان.

مدينة كان الفرنسية تسمح برسو سفينة سياحية واحدة يوميًا
مدينة كان الفرنسية تسمح برسو سفينة سياحية واحدة يوميًا

العربية

timeمنذ 18 ساعات

  • العربية

مدينة كان الفرنسية تسمح برسو سفينة سياحية واحدة يوميًا

تعتزم مدينة كان الفرنسية السماح برسو عدد أقل من السفن السياحية في موانئها يوميًا. وابتداءً من العام المقبل، سوف يمكن لسفينة واحدة تحمل أكثر من 3 آلاف راكب الرسو يوميًا، حسبما أعلن مجلس المدينة أمس السبت. وسوف يتم السماح لـ 34 سفينة سياحية الرسو في خليج كان على مدار العام، وبحلول 2027، سوف يتم خفض هذا العدد إلى 31 سفينة، وفق وكالة الأنباء الألمانية "د ب أ". سياحة وسفر سياحة سوريا تتعاقد مع شركة خاصة لاستثمار منتجع سياحي في طرطوس وترغب مدينة كان في جذب المزيد من سفن الركاب الأصغر والحديثة والصديقة للبيئة. وابتداءً من عام 2030، تعتزم مدينة كان السماح برسو السفن التي تحمل 1300 راكب كحد أقصى. وقال عمدة المدينة، ديفيد ليسنارد: "يعد خليج كان كنزًا بيئيًا ومصدرًا للتنوع البيئي يجب حمايته"، وقد فرضت إدارته قواعد بيئية صارمة على السفن السياحية لعدة أعوام. وقال مجلس المدينة إن 175 سفينة ركاب رست في المدينة العام الماضي، وجلبت 460 ألف راكب للمدينة. ويشار إلى أن السفن السياحية الكبيرة لا ترسو في كان نفسها، ولكنها ترسو في الخليج قبالة المدينة، وبعد ذلك يتم نقل الركاب على متن قوارب أصغر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store