logo
لستُ أدري…!ميسر السردية

لستُ أدري…!ميسر السردية

ساحة التحرير٢٨-٠٥-٢٠٢٥

لستُ أدري…!
كتبت :ميسر السردية
في الحرب العالمية الأولى،
قررت بريطانيا إطلاق حملة دعائية كبرى لدعم الحرب، وتم اعتماد إعلان انتشر كملصق في جميع الميادين العامة، شعبيًّا وبسيطًا ومحرجًا. يُصوِّر طفلًا صغيرًا يتساءل ببراءة من والده الجالس أمامه:
'ماذا كنتَ تفعل أثناء الحرب، يا بابا؟!'
كانت الرسالة موجَّهة مباشرة إلى الناس آنذاك:
ماذا ستقولون لأبنائكم عندما يكبرون، ويقرؤون التاريخ، ويطّلعون على ما جرى؟
لأولادكم الذين سيصبحون رجالًا ونساءً؟
شخصيًّا،
وقبل أن أعرف قصة هذا الإعلان، كنتُ في طفولتي أسأل جدّي وجدّتي السؤال ذاته، حين كانا يتحدثان عن الحروب والأزمات التي عاصراها.
فكيف سأُجيب، إن كتب الله لي عمرًا، ووُجِّه إليَّ ذاك السؤال يومًا؟
هل سأقول:
كنتُ أكتب منشورات، وأصلّي، وأُقيم الليل، وأدعو بالنصر للإخوة، ومهزومة نفسيًا في ذات الوقت.
أبكي، أغضب، أشتم، أتعاطف، أقرأ مقالات للكاتب فلان، وأستمع لتحليلات علّان…
حتى كفرتُ بالمعاهدات والمنظمات، والديمقراطيات، ووعّاظ السلاطين.
لم أُبالِ، كنتُ أُمارس حياتي الطبيعية، بما أن النار كانت تحرق بيت جاري، ولم تصل بعدُ إلى بيتي.
كنتُ أبثّ فيديوهات وأنا أقود سيارتي الفارهة،
لأُحدّث الناس عن روعة الصيف، وأهمية الرياضة الصباحية لحرق دهون البطن التي خلّفها علف الشتاء،
ومتابعة برامج الطبخ، وآخر أخبار الموضة والفن، وترتيبات مهرجان الحصاد…
وتغيير صورة بروفايلي على الفيسبوك، ونشر طلاّتي المُبهرة هنا وهناك.
كنتُ جبانة، خائفة، أبحث عن سلامتي ومصلحتي، أجدف حيث تضرب الموجة الأقوى.
ورسمتُ وشمًا على سمانة قدمي:
'الحياة حلوة… بس نفهمها!'

أليس هذا جهدًا أفخر به؟
لا أدري كيف سأردّ على أسئلة من سيصبحون رجالًا ونساءً،
بِمَ سأُحدّثهم عن هذه المحرقة التي تُبثّ مباشرة على الهواء؟
ومن أين سأبدأ؟
وكيف سأنظر في أعين هؤلاء؟!
أم أن السؤال الذي أخافه لن يُطرح أصلًا،
فأنا ضعيفة، مهزوزة، وغدة،
والأوغاد يتناسلون أوغادًا أيضًا.
سؤالٌ آخر:
هل سيسألني الله ؟! أم أنني ممن رُفع عنهم القلم؟!
‎2025-‎05-‎28

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

'فيتزجيرالد'.. رواياته تصور بريق وإفراط عصر الجاز
'فيتزجيرالد'.. رواياته تصور بريق وإفراط عصر الجاز

موقع كتابات

timeمنذ 16 ساعات

  • موقع كتابات

'فيتزجيرالد'.. رواياته تصور بريق وإفراط عصر الجاز

خاص: إعداد- سماح عادل 'فرانسيس سكوت كي فيتزجيرالد' المعروف باسمه 'سكوت فيتزجيرالد'، كان روائيا وكاتب مقالات وقصصا قصيرة أمريكيا. اشتهر برواياته التي تصور بريق وإفراط عصر الجاز، وهو مصطلح روج له في مجموعته القصصية 'حكايات عصر الجاز'. نشر أربع روايات وأربع مجموعات قصصية و164 قصة قصيرة. حقق نجاحا شعبيا وثروة في عشرينيات القرن العشرين، لكنه لم يتلق إشادة نقدية إلا بعد وفاته ويعتبر الآن أحد أعظم الكتاب الأمريكيين في القرن العشرين. ولد 'فيتزجيرالد' لعائلة من الطبقة المتوسطة في 'سانت بول' بولاية 'مينيسوتا'، لكنه نشأ في المقام الأول في ولاية 'نيويورك'. التحق بجامعة 'برينستون' حيث صادق الناقد الأدبي المستقبلي 'إدموند ويلسون'. وترك جامعة برينستون عام ١٩١٧ للانضمام إلى الجيش خلال الحرب العالمية الأولى. أثناء وجوده في ألاباما، التقى زيلدا ساير، وهي فتاة جنوبية شابة من عائلة مونتغمري الراقية في النادي الريفي. رفضت في البداية عرض فيتزجيرالد الزواج منه لضعف إمكانياته المادية، لكنها وافقت على الزواج منه بعد أن نشر روايته الناجحة تجاريا 'هذا الجانب من الجنة' (١٩٢٠). حققت الرواية نجاحا كبيرا، ورسخت مكانته كواحد من أبرز كتاب ذلك العقد. 'الجميلة والملعونة'.. روايته الثانية 'الجميلة والملعونة' (١٩٢٢) دفعت فيتزجيرالد إلى مصاف النخبة الثقافية. وللحفاظ على نمط حياته الميسور، كتب العديد من القصص لمجلات شهيرة مثل 'ساترداي إيفنينغ بوست' و'كولييرز ويكلي' و'إسكواير'. تردد على أوروبا خلال تلك الفترة، حيث صادق كتابا وفناني حداثيين من جالية المغتربين 'الجيل الضائع'، بمن فيهم إرنست همنغواي. حظيت روايته الثالثة 'غاتسبي العظيم' (1925) بمراجعات إيجابية بشكل عام، لكنها لم تحقق نجاحا تجاريا يذكر، حيث لم تُباع منها سوى أقل من 23,000 نسخة في عامها الأول. ورغم بدايتها الباهتة، يُشيد بعض النقاد الأدبيين الآن بـ'غاتسبي العظيم' باعتبارها 'الرواية الأمريكية العظيمة'. أكمل فيتزجيرالد روايته الأخيرة 'ليلة رقيقة' (1934) بعد تدهور صحة زوجته النفسية وإيداعها مصحة نفسية لعلاج الفصام. واجه فيتزجيرالد ضائقة مالية بسبب تراجع شعبية أعماله خلال فترة الكساد الكبير. ثم انتقل إلى هوليوود حيث بدأ مسيرة مهنية غير ناجحة ككاتب سيناريو. وخلال إقامته هناك، عاش مع الكاتبة شيلا غراهام، رفيقته الأخيرة قبل وفاته. عانى طويلًا من إدمان الكحول، وتعافى منه ليفارق الحياة بنوبة قلبية عام ١٩٤٠ عن عمر يناهز ٤٤ عامًا. حرر صديقه إدموند ويلسون ونشر روايته الخامسة غير المكتملة 'آخر قطب' (١٩٤١). وصف ويلسون أسلوب فيتزجيرالد بأنه 'رومانسي، لكنه ساخر أيضًا؛ فهو مرير ومبتهج في آن واحد؛ لاذع وشاعري في آن واحد. يصور نفسه في دور الفتى اللعوب، ومع ذلك يسخر منه باستمرار. إنه مغرور، وخبيث بعض الشيء، سريع البديهة وذكي، ويمتلك الموهبة الأيرلندية في تحويل اللغة إلى شيء قزحي الألوان ومدهش.' الرواية الأولي.. ظهرت رواية فيتزجيرالد الأولى في المكتبات في ٢٦ مارس ١٩٢٠، وحققت نجاحا فوريا. بيعت حوالي ٤٠ ألف نسخة من 'هذا الجانب من الجنة' في عامها الأول. في غضون أشهر من نشرها، أحدثت روايته الأولى ضجة ثقافية في الولايات المتحدة، وأصبح ف. سكوت فيتزجيرالد اسما مألوفا. أشاد نقاد مثل إتش. إل. مينكين بالعمل باعتباره أفضل رواية أمريكية لذلك العام، ووصفه كتاب الأعمدة الصحفية بأنه أول رواية جامعية أمريكية واقعية. دفع هذا العمل مسيرة فيتزجيرالد ككاتب إلى الأمام. تقبلت المجلات قصصه التي رفضتها سابقا، ونشرت صحيفة 'ساترداي إيفنينج بوست' قصته 'بيرنيس تُقص شعرها' مع اسمه على غلافها في مايو 1920. مكّنته شهرة فيتزجيرالد الجديدة من الحصول على أجور أعلى بكثير لقصصه القصيرة، واستأنفت زيلدا خطوبتها بعد أن أصبح فيتزجيرالد قادرًا على تحمل نفقات أسلوب حياتها المعتاد. ورغم إعادة خطوبتهما، كانت مشاعر فيتزجيرالد تجاه زيلدا في أدنى مستوياتها، وعلق لصديق: 'لن أهتم إذا ماتت، لكنني لا أطيق أن يتزوجها أي شخص آخر'. ورغم التحفظات المتبادلة، تزوجا في حفل بسيط في 3 أبريل 1920، في كاتدرائية القديس باتريك، نيويورك. عند زواجهما، ادّعى فيتزجيرالد أن كليهما لم يعد يحب الآخر، وكانت السنوات الأولى من زواجهما أقرب إلى الصداقة. عصر الجاز.. عكست سعادة فيتزجيرالد العابرة البهجة المجتمعية في عصر الجاز، وهو مصطلح روج له في مقالاته وقصصه. وصف فيتزجيرالد تلك الحقبة بأنها كانت 'تسير بخطى ثابتة، تخدمها محطات وقود ضخمة مليئة بالمال'. في نظر فيتزجيرالد، كانت تلك الحقبة تمثل حقبةً متساهلة أخلاقياً، حيث خاب أمل الأمريكيين من الأعراف الاجتماعية السائدة وأصبحوا مهووسين بإشباع ذواتهم. خلال هذه الحقبة الملذة، غذّى الكحول حياة آل فيتزجيرالد الاجتماعية بشكل متزايد، وكان الزوجان يتناولان مشروبات الجن والفواكه في كل نزهة. في العلن، لم يكن تناولهما للكحول يعني أكثر من مجرد قيلولة في الحفلات، ولكنه في السر أدى إلى خلافات مريرة. مع تفاقم خلافاتهما، اتهم الزوجان بعضهما البعض بالخيانة الزوجية. وأشارا لأصدقائهما أن زواجهما لن يدوم طويلا. في شتاء عام 1921، حملت زوجته بينما كان فيتزجيرالد يعمل على روايته الثانية، 'الجميلة والملعونة'، وسافر الزوجان إلى منزله في سانت بول، مينيسوتا، لإنجاب الطفل. في 26 أكتوبر 1921، أنجبت زيلدا ابنتهما الوحيدة فرانسيس سكوت 'سكوتي' فيتزجيرالد. عندما أفاقت من التخدير، سجل زيلدا وهي تقول: 'يا إلهي، يا غبية، أنا ثملة. مارك توين. أليست ذكية؟ إنها تعاني من الفواق. أتمنى أن تكون جميلة وحمقاء – حمقاء صغيرة جميلة.' استخدم فيتزجيرالد لاحقا بعضا من كلامها المتشعب حرفيا تقريبا في حوار ديزي بوكانان في رواية 'غاتسبي العظيم'. لونغ آيلاند والرواية الثانية.. بعد ولادة ابنته، عاد فيتزجيرالد إلى كتابة رواية 'الجميلة والملعونة'. تدور أحداث الرواية حول فنان شاب وزوجته اللذين يصبحان في حالة من الكسل والإفلاس أثناء حفلاتهما في مدينة نيويورك. صاغ فيتزجيرالد شخصيتي أنتوني باتش على غرار شخصيته، وغلوريا باتش على غرار هدوء زيلدا وأنانيتها. نشرت مجلة متروبوليتان المخطوطة على حلقات في أواخر عام ١٩٢١، ونشرتها دار سكريبنر في مارس ١٩٢٢. طبعت دار سكريبنر ٢٠ ألف نسخة أولية، وحققت مبيعات جيدة بما يكفي لطبع المزيد منها لتصل إلى ٥٠ ألف نسخة. في ذلك العام، أصدر فيتزجيرالد مختارات من إحدى عشرة قصة بعنوان 'حكايات عصر الجاز'. كان قد كتب جميع القصص باستثناء قصتين قبل عام ١٩٢٠. بعد تحويل فيتزجيرالد قصته 'الخضار' إلى مسرحية، انتقل هو وزيلدا في أكتوبر ١٩٢٢ إلى جريت نيك، لونغ آيلاند، ليكونا بالقرب من برودواي. على الرغم من أنه كان يأمل أن تُطلق 'الخضار' مسيرة مهنية مربحة ككاتب مسرحي، إلا أن العرض الأول للمسرحية في نوفمبر ١٩٢٣ كان كارثة بكل المقاييس. غادر الجمهور الملل خلال الفصل الثاني أراد فيتزجيرالد إيقاف العرض والتنصل من الإنتاج. خلال فترة الاستراحة، سأل فيتزجيرالد الممثل الرئيسي إرنست تروكس عما إذا كان يخطط لإنهاء العرض. عندما أجاب تروكس بالإيجاب، هرب فيتزجيرالد إلى أقرب حانة. غارقًا في الديون بسبب فشل المسرحية، كتب فيتزجيرالد قصصا قصيرة لاستعادة أمواله. اعتبر فيتزجيرالد قصصه لا قيمة لها باستثناء 'أحلام الشتاء'، التي وصفها بأنها محاولته الأولى لفكرة غاتسبي. عندما لم يكن فيتزجيرالد وزوجته يكتبان، استمرا في الاختلاط وشرب الخمر في حفلات لونغ آيلاند. على الرغم من استمتاعه ببيئة لونغ آيلاند، إلا أن فيتزجيرالد لم يوافق على الحفلات الباذخة، وغالبًا ما كان الأثرياء الذين قابلهم يخيبون أمله. ينما كان معجبا بالثروة وسعى جاهدا لمحاكاة أنماط حياة الأثرياء، وجد في الوقت نفسه سلوكهم المتميز مزعجا أخلاقيًا، وكان يمتلك 'استياء متأججا كالفلاحين' تجاههم. بينما كان الزوجان يعيشان في لونغ آيلاند، كان ماكس جيرلاش أحد جيران فيتزجيرالد الأثرياء. يزعم أنه ولد في أمريكا لعائلة مهاجرة ألمانية، وكان جيرلاش رائدا في قوات المشاة الأمريكية خلال الحرب العالمية الأولى وأصبح مهربا نبيلا عاش مثل المليونير في نيويورك. متفاخرًا بثروته الجديدة، أقام جيرلاش حفلات باذخة، ولم يرتدِ نفس القميص مرتين، واستخدم عبارة 'رياضة قديمة'،وعزز الأساطير حول نفسه، بما في ذلك أنه كان قريبا للقيصر الألماني. ألهمت هذه التفاصيل فيتزجيرالد في تأليف عمله التالي، 'غاتسبي العظيم'. غاتسبي العظيم.. في مايو 1924، انتقل فيتزجيرالد وعائلته إلى أوروبا. واصل كتابة روايته الثالثة، والتي ستصبح في نهاية المطاف تحفته الفنية The Great Gatsby. كان فيتزجيرالد يخطط للرواية منذ عام 1923، عندما أخبر ناشره ماكسويل بيركنز عن خططه للشروع في عمل فني جميل ومنقوش بشكل معقد. كان قد كتب بالفعل 18000 كلمة لروايته بحلول منتصف عام 1923 لكنه تخلى عن معظم قصته الجديدة باعتبارها بداية خاطئة. في البداية كان عنوان الرواية Trimalchio وهو تلميح إلى العمل اللاتيني Satyricon وتتبع الحبكة صعود شخص حديث النعمة يسعى إلى الثروة للفوز بالمرأة التي يحبها. بالنسبة للمواد المصدرية، استعان فيتزجيرالد بشكل كبير بتجاربه في لونغ آيلاند ومرة ​​أخرى بهوسه مدى الحياة بحبه الأول جينيفرا كينج. أوضح لاحقًا: 'فكرة غاتسبي برمتها هي ظلم شاب فقير لا يستطيع الزواج من فتاة ثرية. هذا الموضوع يتكرر مرارا وتكرارا لأنني عشته.' تباطأ العمل على رواية غاتسبي العظيم مع إقامة آل فيتزجيرالد في الريفييرا الفرنسية، حيث نشأت أزمة زوجية. أُعجبت زيلدا بطيار بحري فرنسي، إدوارد جوزان كانت تقضي معه فترة ما بعد الظهر تسبح على الشاطئ وأمسيات ترقص في الكازينوهات. بعد ستة أسابيع، طلبت زيلدا الطلاق. سعى فيتزجيرالد لمواجهة جوزان وحبس زيلدا في منزلهما حتى يتمكن من ذلك. قبل أن تحدث أي مواجهة، غادر جوزان الذي لم يكن ينوي الزواج من زيلدا الريفييرا، ولم يره آل فيتزجيرالد مرة أخرى. بعد فترة وجيزة، تناولت زيلدا جرعة زائدة من الحبوب المنومة. لم يتحدث الزوجان عن الحادثة قط، لكن الحادثة أدت إلى انفصال دائم في زواجهما. نفى جوزان لاحقًا الحادثة برمتها وادعى عدم وجود خيانة أو علاقة رومانسية: 'كان كلاهما بحاجة إلى الدراما، لقد اختلقاها، وربما كانا ضحايا خيالهما المضطرب وغير الصحي.' بعد هذه الحادثة، انتقل آل فيتزجيرالد إلى روما. في 1 ديسمبر 1924، دخل فيتزجيرالد في شجار وهو ثمل انتهى في مركز شرطة بروما، وهناك لكم ضابطًا وتعرض لضرب مبرح من قبل آخرين. في روما، أجرى مراجعات على مخطوطة غاتسبي طوال فصل الشتاء وقدّم النسخة النهائية في فبراير 1925. رفض فيتزجيرالد عرضًا بقيمة 10000 دولار لحقوق المسلسل، لأنه سيؤخر نشر الكتاب. عند إصداره في 10 أبريل 1925، أشادت ويلا كاثر وت. س. إليوت وإديث وارتون بعمل فيتزجيرالد، وتلقت الرواية مراجعات إيجابية بشكل عام من نقاد الأدب المعاصرين. وعلى الرغم من هذا الاستقبال، أصبح غاتسبي فشلا تجاريا مقارنة بجهوده السابقة، هذا الجانب من الجنة (1920) والجميلة والملعونة (1922). وبحلول نهاية العام، كان الكتاب قد بيع منه أقل من 23000 نسخة. وبالنسبة لبقية حياته، شهدت رواية غاتسبي العظيم مبيعات فاترة. سيستغرق الأمر عقودًا حتى تكتسب الرواية استحسانها وشعبيتها الحالية، وذلك بفضل فن غلاف الغبار الشهير، المسمى 'العيون السماوية'.

لستُ أدري…!ميسر السردية
لستُ أدري…!ميسر السردية

ساحة التحرير

time٢٨-٠٥-٢٠٢٥

  • ساحة التحرير

لستُ أدري…!ميسر السردية

لستُ أدري…! كتبت :ميسر السردية في الحرب العالمية الأولى، قررت بريطانيا إطلاق حملة دعائية كبرى لدعم الحرب، وتم اعتماد إعلان انتشر كملصق في جميع الميادين العامة، شعبيًّا وبسيطًا ومحرجًا. يُصوِّر طفلًا صغيرًا يتساءل ببراءة من والده الجالس أمامه: 'ماذا كنتَ تفعل أثناء الحرب، يا بابا؟!' كانت الرسالة موجَّهة مباشرة إلى الناس آنذاك: ماذا ستقولون لأبنائكم عندما يكبرون، ويقرؤون التاريخ، ويطّلعون على ما جرى؟ لأولادكم الذين سيصبحون رجالًا ونساءً؟ شخصيًّا، وقبل أن أعرف قصة هذا الإعلان، كنتُ في طفولتي أسأل جدّي وجدّتي السؤال ذاته، حين كانا يتحدثان عن الحروب والأزمات التي عاصراها. فكيف سأُجيب، إن كتب الله لي عمرًا، ووُجِّه إليَّ ذاك السؤال يومًا؟ هل سأقول: كنتُ أكتب منشورات، وأصلّي، وأُقيم الليل، وأدعو بالنصر للإخوة، ومهزومة نفسيًا في ذات الوقت. أبكي، أغضب، أشتم، أتعاطف، أقرأ مقالات للكاتب فلان، وأستمع لتحليلات علّان… حتى كفرتُ بالمعاهدات والمنظمات، والديمقراطيات، ووعّاظ السلاطين. لم أُبالِ، كنتُ أُمارس حياتي الطبيعية، بما أن النار كانت تحرق بيت جاري، ولم تصل بعدُ إلى بيتي. كنتُ أبثّ فيديوهات وأنا أقود سيارتي الفارهة، لأُحدّث الناس عن روعة الصيف، وأهمية الرياضة الصباحية لحرق دهون البطن التي خلّفها علف الشتاء، ومتابعة برامج الطبخ، وآخر أخبار الموضة والفن، وترتيبات مهرجان الحصاد… وتغيير صورة بروفايلي على الفيسبوك، ونشر طلاّتي المُبهرة هنا وهناك. كنتُ جبانة، خائفة، أبحث عن سلامتي ومصلحتي، أجدف حيث تضرب الموجة الأقوى. ورسمتُ وشمًا على سمانة قدمي: 'الحياة حلوة… بس نفهمها!' … أليس هذا جهدًا أفخر به؟ لا أدري كيف سأردّ على أسئلة من سيصبحون رجالًا ونساءً، بِمَ سأُحدّثهم عن هذه المحرقة التي تُبثّ مباشرة على الهواء؟ ومن أين سأبدأ؟ وكيف سأنظر في أعين هؤلاء؟! أم أن السؤال الذي أخافه لن يُطرح أصلًا، فأنا ضعيفة، مهزوزة، وغدة، والأوغاد يتناسلون أوغادًا أيضًا. سؤالٌ آخر: هل سيسألني الله ؟! أم أنني ممن رُفع عنهم القلم؟! ‎2025-‎05-‎28

بطلة تيتانيك المنسية.. تعرف على شجاعة 'مولي براون' في مساعدة الناجين من السفينة
بطلة تيتانيك المنسية.. تعرف على شجاعة 'مولي براون' في مساعدة الناجين من السفينة

الرأي العام

time٢٦-٠٥-٢٠٢٥

  • الرأي العام

بطلة تيتانيك المنسية.. تعرف على شجاعة 'مولي براون' في مساعدة الناجين من السفينة

من أعماق التاريخ هناك قصص وحكايات كثيرة تنتظر من يزيح الستار عنها ويعيد لها رونقها وبريقها، من بين هذه الحكايات تأتي حكاية سيدة امتلكت من الشجاعة والإنسانية ما يفوق الخيال، لتكتب اسمها في سجلات البطولة الحقيقية لواحدة من أشهر الكوارث البحرية في التاريخ وهو غرق السفينة تيتانيك في الربع الأول من القرن العشرين وتحديد في عام 1912. فحينما نذكر اسم 'تيتانيك' يخطر في بالك فورًا أحداث الفيلم الذي أشار إلى غرق هذه السفينة وما دار خلاله من أحداث مثيرة وقصة الحب بين جاك وروز ومشهد البطلين على مقدمة السفينة مع أصوات أغنية سيلين ديون الرائعة، لكن وراء هذه الدراما السينمائية هناك قصة حقيقية لا تقل إثارة عن أحداث الفيلم وهي قصة 'مارجريت براون'، السيدة الثرية التى أصبحت بطلة شجاعة عندما جسدت معاني الإنسانية في وجه كارثة لا مثيل لها، بعد أن لعبت دورا محوريا في إنقاذ الناجين من هذه الكارثة. ولدت 'مارجريت براون توبين' أو 'مولي براون' عام 1867 في ولاية ميسوري، لأسرة فقيرة من المهاجرين الأيرلنديين، وعلى عكس معظم الفتيات في ذلك الوقت شجعها والداها على التعليم، لكنها اضطرت لترك المدرسة في سن الـ13 للعمل، لتنتقل بعد ذلك إلى ولاية كولورادو، وهناك التقت بزوجها مهندس التعدين 'جيمس جوزيف براون' الذي غير حياتها عندما اكتشف الذهب، لتصبح العائلة مليونيرة بين عشية وضحاها، لكن الثروة لم تبعدها عن جذورها المتواضعة وخلال حياتها انخرطت في العمل الخيري وساعدت الفقراء والمهاجرين، كما أنها ساهمت في إنشاء أول محكمة للأحداث في أمريكا. بدأت رحلة مارجريت مع السفينة تيتانيك، وفقا لديلي ميل وRT، في أبريل 1912 عندما كانت في زيارة للعاصمة الفرنسية باريس، وقتها علمت بمرض حفيدها فقررت العودة سريعا إلى أمريكا، وكانت السفينة المتاحة هي 'تيتانيك' فحجزت تذكرة من الدرجة الأولى، وبعد 4 أيام فقط من صعودها على متن السفينة من بلدة شيربورج الفرنسية، وقعت الكارثة باصطدام السفينة بجبل جليدي، وفي الساعات الأخيرة من ليل يوم 14 أبريل 1912، بدأت السفينة في الغرق شمال المحيط الأطلسي. حينها لم تفكر مارجريت في إنقاذ نفسها فقط، بل ساعدت الآخرين في الصعود إلى قوارب النجاة واستخدمت درايتها باللغات العديدة للتواصل مع الناجين الذين لم يكونوا يتحدثون الإنجليزية، وبينما كان الركاب في حالة الذعر والخوف، قامت بتهدئتهم ووزعت عليهم البطاطين، حتى أنها حاولت إقناع ربان قاربها بالعودة لإنقاذ المزيد من الضحايا، لكنه رفض خوفا من أن يغرق القارب بسبب الأمواج. وبعد نجاتها لم تتوقف مارجريت عند حد المساعدة على متن سفينة الإنقاذ 'كارباثيا'، بل جمعت تبرعات بلغت 10 آلاف دولار، وهو مبلغ كبير للغاية في هذا الوقت ويعادل نحو 250 ألف في وقتنا الحالي، وذلك لمساعدة الناجين الفقراء الذين فقدوا كل شيء. شجاعة وجسارة هذه السيدة جعلتها تلقب بـ'مولي براون التي لا تغرق'، وجسدت قصتها مرتين، الأولى في مسرحية 'برودواي' عام 1960، ثم في فيلم 'تيتانيك' الشهير الذي عرض عام 1997 وجسدت شخصيتها الممثلة الأمريكية 'كاثي بيتس'. وواصلت مارجريت، التي كانت أما لطفلين جهودها الخيرية حتى بعد حادثة تيتانيك الشهيرة، حيث ساعدت ضحايا مذبحة عمال المناجم في كولورادو عام 1914، دعمت حقوق المرأة وكانت ناشطة في حركة 'حقوق التصويت للنساء'، كما عملت خلال الحرب العالمية الأولى مع الصليب الأحمر لمساعدة الجنود، ونالت وسام 'جوقة الشرف الفرنسية' تقديرا لجهودها الإنسانية. توفيت مارجريت في عام 1932 عن عمر يناهز 65 عاما، تاركة إرثا إنسانيا فريدا، وتكون قصتها ليست مجرد حكاية نجاة، بل هي قصة سيدة تحدت الظروف وواجهت الموت بشجاعة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store