
الحريق الذي أوقف اتصالات مصر.. ماذا حدث؟ قراءة فنية لـ استشارى «AI» تكشف التفاصيل
خلال دقائق، تحوّلت شبكات المحمول والإنترنت والخطوط الأرضية إلى صمت شبه كامل.
ما بدأ كحادث محدود في أحد المبانى التقنية وسط القاهرة، أظهر حجم الاعتماد على نقطة واحدة في شبكة يُفترض أنها متعددة المسارات.
ووسط تداول التفسيرات وتكرار الشكوى، أبرز الأسئلة التي تصدرت المشهد، هل نحن بحاجة إلى إعادة بناء الشبكة من جديد؟ أم إعادة التفكير في طريقة إدارتها؟
في هذا التقرير الخاص لـ«المصرى اليوم»، يقدّم محمد مغربي، استشارى التأمين والذكاء الاصطناعى، قراءة فنية مفصلة لما حدث في سنترال رمسيس، وكيف تحوّل إلى نقطة ضعف مركزية أثّرت على ملايين المشتركين.
كما يضع بين أيدينا خريطة حلول عملية تفتح باب النقاش حول تطوير البنية التحتية، وكيفية منع تكرار ما حدث.
الحريق الذي أوقف اتصالات مصر.. ماذا حدث؟
رغم أن سنترالات الاتصالات غالبًا ما تُصوّر كمجرد محطات عبور للمكالمات، فإن سنترال رمسيس يتمتع بوضع خاص، كونه واحدًا من نقاط الارتكاز الكبرى في البنية القومية.
فهو يجمع بين أكثر من وظيفة حساسة: مركز بيانات، نقطة ربط بين شركات المحمول الأربعة، وعقدة تمر من خلالها المكالمات والبيانات على حد سواء.
هذا التداخل، وفقًا لمغربى، يعنى أن توقفه لا يؤدى إلى قطع خدمة واحدة، بل إلى خلل متسلسل في بنية الاتصالات بالكامل، وهو ما حدث بالفعل.
ويقول «مغربى» إن ما حدث لا يعنى وجود خلل عام في جميع الشبكات، بل خلل في نقطة مركزية تخدم الجميع.
وتعمل حاليًا فرق الطوارئ في الشركة المصرية للاتصالات، بمشاركة الدعم الفنى من الشركات الأخرى، على استعادة الأنظمة المتضررة، وضمان استقرار الخدمة.
في أوقات كهذه، يصبح من الضرورى تفهّم تعقيدات البنية التحتية الرقمية، والفرق التي تعمل على مدار الساعة لمعالجة الأزمة. ويشير إلى أن المطلوب الآن، ليس فقط استعادة الخدمة، بل استخلاص الدروس، لضمان بنية أكثر توزيعًا واستعدادًا للأعطال، دون أن تتكرر مثل هذه الانقطاعات على هذا النطاق مستقبلًا
نظرًا إلى أن سنترال رمسيس ليس مجرد مبنى إدارى أو وحدة لنقل المكالمات الصوتية، بل يعد:
■ نقطة ارتكاز رئيسية (Core Node) في شبكة المصرية للاتصالات.
■ مركز بيانات (Data Center) يستضيف أنظمة تشغيلية وبنية تحتية لعدد من مشغلى الاتصالات.
■ نقطة ربط (Interconnect Hub) بين الشبكات الأرضية وشركات المحمول الأربعة.
ويتابع تلك الوظائف المتداخلة تعنى أن أي عطل في هذا الموقع لا يؤثر على شركة واحدة أو نوع خدمة معين، بل يمتد أثره إلى أجزاء متشابكة من منظومة الاتصالات في مصر.
لماذا تأثرت أغلب الشبكات بحريق رمسيس؟
وفقًا لـ«مغربى» التصميم الحالى يسمح بوجود أكثر من وظيفة في نقطة واحدة، دون توزيع جغرافى فعلى أو جاهزية للنسخ الاحتياطية.
ويُرجع أسباب تأثر جميع الشبكات إلى:
1. البنية التحتية المشتركة بين شركات المحمول
رغم أن لكل شركة محمول بنيتها الخاصة، إلا أن جميع الشركات (فودافون – أورنج – اتصالات – WE) تعتمد على جزء من شبكة المصرية للاتصالات كعمود فقرى (Backhaul).
ويحتوى سنترال رمسيس على نقاط ربط حيوية تربط بين هذه الشبكات، وتسهم في إنهاء المكالمات الأرضية أو تسهيل حركة البيانات بينها.
في بعض المناطق، تستضيف السنترالات تجهيزات تابعة لشركات المحمول مثل محطات تقوية أو أجهزة تجميع، وهو ما يضاعف أهمية أي موقع مشترك، مثل رمسيس.
2. خدمات الصوت كانت الأكثر تأثرًا
المكالمات الصوتية، خاصة تلك المعتمدة على تقنيات VoIP أو IMS، تحتاج إلى مزامنة لحظية وتوجيه دقيق عبر السنترالات.
توقف سنترال رمسيس، أو فقدانه القدرة التشغيلية بسبب الحريق، تسبب في انقطاع أو ارتباك في تمرير المكالمات بين الشبكات.
أما الإنترنت، فبنيته أكثر مرونة، ويعتمد على تقنيات إعادة التوجيه (Dynamic Routing) التي تسمح بتحويل المسارات سريعًا، وهو ما جعل عودة الخدمة أسرع في بعض المناطق دون غيرها.
3. الأثر غير المباشر للحريق
حتى دون امتداد اللهب إلى الأجهزة نفسها، فإن توقف أنظمة التبريد الصناعى لفترة وجيزة قد يؤدى إلى ارتفاع حرارة غرف التشغيل فوق المستويات المسموح بها، ما يدفع الأجهزة إلى فصل تلقائى لحماية نفسها.
أيضًا، بعض أنواع الكابلات الضوئية (Fiber Optics) حساسة للحرارة المرتفعة، وقد تتعرض لما يُعرف بـ«الانحناء المجهرى» (Micro-bending) الذي يضعف الإشارة أو يعزلها تمامًا.
مركزية الشبكة القومية
يوضح «مغربى» أن ما حدث في رمسيس أوضح أن جزءًا كبيرًا من الشبكة القومية لا يزال يعتمد على التصميم المركزى (الهيكلية المركزية)، أي أن نقطة واحدة قد تكون مسؤولة عن نقل البيانات أو الصوت لعدد كبير من المستخدمين والخدمات، وهو أمر يشكّل خطرًا.
ويضيف أن ما تم اكتشافه أن بعض السنترالات المركزية لا تزال تؤدى العديد من الوظائف في الوقت ذاته، مثل استضافة الأجهزة، وتوجيه المكالمات الصوتية، وتجميع البيانات، وهذا يخلق نقطة ضعف تُعرف في المجال بـ«نقطة الفشل الوحيدة».
المكالمات أول الضحايا.. والإنترنت يعود أسرع من اللافت أن خدمات المكالمات كانت الأكثر تضررًا، في حين استعادت بعض المناطق الاتصال بالإنترنت بشكل أسرع. ويُعزى ذلك إلى المرونة التقنية في الإنترنت، التي تسمح بتحويل المسارات عبر التوجيه الديناميكى، بينما تتطلب المكالمات الصوتية قدرًا أكبر من التزامن والتوجيه الفورى.
ويقول «مغربى» إن الإنترنت يعتمد على تصميم هندسى مختلف قليلًا عن الصوت، ويستخدم ما يُعرف بـ«التوجيه الديناميكى»، أي أن الشبكة قادرة على تحويل حركة البيانات إلى مسارات بديلة في اللحظة نفسها.
لذلك عادت الخدمة في بعض المناطق بسرعة لأن المسارات البديلة كانت جاهزة، أو لأنها لا تمر على سنترال رمسيس أساسًا.
أما المناطق الأخرى التي كانت تعتمد على التجميع الموجود في رمسيس، فاحتاجت وقتًا أطول لإعادة التوجيه أو التحويل يدويًا في بعض الأحيان.
لسنا بحاجة إلى البداية من الصفر بل إعادة توزيع القوة.
ورغم الفوضى التي خلفها الحريق، لا يرى خبير التأمين التقنى، أن الحل يكمن في إعادة بناء الشبكة من الصفر، لأن هناك عملًا كبيرًا تم بالفعل خلال السنوات الخمس الماضية، مثل توسيع شبكة الألياف الضوئية وإنشاء مراكز بيانات عالمية.
لكن ما حدث في رمسيس يشير إلى هناك ضرورة لمراجعة تصميم الشبكة (مراجعة هيكلية الشبكة) والعمل على تفكيك المركزية قليلًا، وتوزيع الوظائف على أكثر من موقع، مع تقوية الاحتياطات الفنية، أي أن يكون لدينا أنظمة نسخ احتياطية تعمل تلقائيًا إذا حدث خلل في نقطة أساسية.
وهنا تكمن خطورة سنترال رمسيس، الذي يُعد واحدًا من أقدم وأثقل العقد في بنية الاتصالات المصرية، هذا التكدّس للمهام، في موقع واحد، خلق ما يُعرف في عالم الشبكات بتأثير «سقوط القطع المتتالية»؛ حيث يؤدى تعطل وظيفة واحدة إلى انهيار الوظائف الأخرى تباعًا.
ورغم وجود نقاط أخرى ذات أهمية استراتيجية، مثل سنترالات المعادى، ومدينة نصر، وسيدى جابر بالإسكندرية، فإن الحجم التشغيلى لرمسيس يجعله نقطة ضعف حرجة.
أما عن تصميم هذه المواقع، فإن الجمع بين الوظائف المتعددة في مكان واحد مثل سنترال رمسيس ليس بالضرورة خطأ هندسيًا، بل ممارسة مقبولة في عدد من الدول. لكن الفارق يكمن في مستوى التأمين والتجهيز. وفى أنظمة الاتصالات العالمية، غالبًا ما تكون هناك نسخ احتياطية موازية في مدن أخرى، وخطط واضحة للتعافى التلقائى عند وقوع الطوارئ.
المشكلة في الموقف الحالى ليست في الفكرة ذاتها، بل أن التنفيذ لم يواكب المعايير الحديثة للبنية التحتية المقاومة للأعطال.
وحتى الآن، لا تشير المعلومات الرسمية إلى وجود تحذيرات مسبقة أو مراجعات أمنية كانت نبهت إلى ضعف الموقع. لكن ينبغى خضوع نقطة تشغيلية بهذه الكثافة، بشكل مستمر لتقييم المخاطر، من حيث الطاقة، والتبريد، والتأمين الصناعى، وإدارة السعة.
الجدول الزمنى لاستعادة الشبكة
يوضح مغربى أنه لا يوجد جدول رسمى معلن، لاستعادة الشبكة لكن من الطبيعى أن تستغرق إعادة تشغيل كل الخدمات المرتبطة بالبنية الأرضية من 3 إلى 7 أيام، حسب حجم الضرر في الأجهزة أو الكابلات.
وإذا كانت هناك مكونات قد احترقت فعلًا، فقد يتأخر الإصلاح حسب نوع الجهاز وتوافر القطع، خاصة إذا كانت أجهزة توجيه رئيسية أو مبدّلات بيانات، لأن هذه لا يمكن استبدالها بسهولة.
الذكاء الاصطناعى: الحارس الغائب لكوارث البنية التحتية
يرى مغربى أن استخدام الذكاء الاصطناعى في الصيانة التنبؤية أصبح ضرورة ملحّة. فهناك أنظمة قادرة على مراقبة مؤشرات الخطر مثل الحرارة، الرطوبة، واستهلاك الطاقة، وتُصدر تحذيرات قبل أن تتحوّل الأعطال إلى كوارث.
وأكد أن هناك أنظمة تُعرف بـ«الصيانة التنبؤية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي»، تتابع مؤشرات مثل الحرارة، الرطوبة، استهلاك الكهرباء، والضغط على الخوادم، وتنبه المسؤولين قبل وقوع المشكلة.
وأول خطوة هي تركيب مجسّات ذكية في المواقع الحساسة، وإنشاء نظام مراقبة لحظى، يتصل بمنصة تستخدم خوارزميات التعلم الآلى لتوقع الأعطال قبل أن تحدث.
مقترحات خطط الطوارئ.
بروتوكولات ما بعد الحريق كيف نحمى الشبكة من الانهيار؟
في عالم البنى التحتية الحساسة، لا تُقاس فعالية خطة الطوارئ بما هو مدوّن على الورق، بل بقدرتها على التحرك السريع والمنسق عند أول اختلال.
ويشيرمغربى إلى أن خطة التعامل مع الأزمات لا يجب أن تقتصر على «وثيقة إدارية»، بل أن تكون منظومة متكاملة تبدأ من وجود نسخة احتياطية للشبكة الأساسية في مدينة أخرى، وتصل إلى أدق تفاصيل التشغيل.
كما أن يجب أن تشمل عناصر عديدة بحسب مغربى مثل:
■ وجود نسخة احتياطية من الشبكة الأساسية في مدينة أخرى (موقع جغرافى احتياطى).
■ تدريب الفرق الفنية على سيناريوهات الطوارئ (تمارين استعادة التشغيل بعد الكوارث).
■ اختبار الانتقال التلقائى للخدمة (اختبارات الفشل التلقائى).
■ وجود نسخ احتياطية سحابية للأنظمة الحيوية مثل أنظمة الفوترة، ونظام أسماء النطاقات، وأدوات إدارة الشبكة.
كما يجب أن تتضمن كل خطة تحديدًا واضحًا للمسؤوليات، وآليات اتخاذ القرار، والمدة الزمنية المستهدفة لاستعادة الخدمة.
كل ذلك يُعرف في قطاع الاتصالات بمسمى: خطة استمرارية الأعمال، إضافة إلى بروتوكول الاستجابة للطوارئ.
«ما بعد رمسيس».. خطة إنقاذ مستقبلية
كيف يمكن منع تكرار أزمة بحجم ما حدث في سنترال رمسيس؟
رغم أنه لا توجد بنية تحتية مضمونة بنسبة 100%، فإن هناك حلولًا هندسية وتقنية قادرة على تقليل أثر الأزمات، ومنع تكرارها على هذا النطاق، ويوضح مغربى حلولا في شكل خطة مستقبلية لتفادى تكرار أزمة سنترال رمسيس بقوله
إنه بحسب خبراء الشبكات، فإن الدولة تسير في الاتجاه الصحيح، إذ تم تنفيذ توسعات كبيرة في شبكات الألياف الضوئية، وإنشاء مراكز بيانات جديدة، وتحديث عدد من السنترالات القديمة لتصبح وحدات رقمية متكاملة (Fully Digital Exchanges).
لكن في المقابل، ما حدث في سنترال رمسيس لم يكن مجرد «حريق في مبنى»، بل انقطاع لخدمة قومية كشف الحاجة إلى إعادة التفكير في بنية الاتصالات الحرجة (Critical Telecom Infrastructure) في مصر.
وفيما يلى تحليل هندسى واقعى للحل الجذرى:
أولًا: الفصل بين وظائف السنترالات ومراكز البيانات (Functional Segregation)
الإشكال الأساسى يتمثل في أن بعض السنترالات، مثل رمسيس، تقوم بعدة أدوار متزامنة، منها:
■ توجيه المكالمات الأرضية.
■ تجميع الإنترنت (Internet Aggregation Routers).
■ ربط شركات المحمول.
■ استضافة مركز بيانات (Data Center).
■ العمل كنقطة ربط دولى (International Gateway أو Transit Hub).
الحل المقترح هو فصل هذه الأدوار جغرافيًا، بحيث لا تكون جميعها معتمدة على موقع واحد، وبالتالى إذا تعطلت إحدى النقاط، لا تتأثر المنظومة بأكملها.
ثانيًا: توزيع الأحمال والشبكات (Network Redundancy)
البنية الشبكية تحتاج إلى الاعتماد على نموذج التوزيع المعمارى (Distributed Architecture) بدلاً من المركزية في التحميل.
وينبغى أن تكون هناك نقاط رئيسية مثل مراكز البيانات، والموجهات الأساسية (Core Routers)، ومراكز الربط البينى (Interconnect Hubs) موزعة على الأقل في 4 أو 5 مدن كبرى (القاهرة، الإسكندرية، الدلتا، الصعيد، منطقة القناة).
وتُصمم كل نقطة بحيث تستطيع أن تحل محل الأخرى تلقائيًا في حال حدوث خلل، من خلال ما يعرف بـ «التوجيه التلقائى عند الفشل» (Failover Routing).
على سبيل المثال، إذا تعطلت خدمات سنترال رمسيس، يُفترض أن تتمكن نقاط مثل سنترال المنصورة أو 6 أكتوبر من تولى المهام مباشرة دون تأخير.
ثالثًا: تحديث البنية التحتية وفقًا لمعايير Tier-III أو Tier-IV
مراكز البيانات والسنترالات المحورية يجب أن تلتزم بمعايير «Uptime Institute»، وتشمل هذه المواصفات:
■ أنظمة إطفاء حرائق أوتوماتيكية باستخدام الغازات الخاملة (FM-200 أو Inert Gas Systems).
■ مصادر طاقة احتياطية مزدوجة (UPS + مولد كهربائى + تغذية من الشبكة القومية).
■ أنظمة تبريد احتياطية (N+1 أو N+2) لضمان استمرار التبريد حال تعطل إحدى الوحدات.
■ توزيع الكابلات داخل غرف منفصلة ومعزولة ضد الحرارة والرطوبة.
رابعًا: توظيف الذكاء الاصطناعى في التوقع المبكر للأعطال
من المقترح اعتماد أنظمة ذكية للمراقبة الاستباقية (AI-based Predictive Maintenance) داخل السنترالات الكبرى، بحيث تتم متابعة:
■ درجات حرارة الخوادم
■ استهلاك الطاقة
■ نسبة الرطوبة
■ ضغط مراوح التهوية
وتُصدر هذه الأنظمة إنذارات مبكرة فور رصد مؤشرات خارج المعدلات الطبيعية.
وهى التقنية نفسها التي تعتمدها شركات كبرى مثل أمازون ومايكروسوفت في مراكز بياناتها حول العالم.
خامسًا: تطوير خطط الطوارئ والتدريب المنتظم عليها
وجود خطة مكتوبة للتعافى من الكوارث (Disaster Recovery Plan) لا يكفى وحده، بل يتطلب الأمر:
■ إجراء تدريبات حقيقية كل 6 أشهر على سيناريوهات محتملة مثل الحرائق، انقطاع الكهرباء، أو الهجمات السيبرانية.
■ تحديد مصادر بديلة لتشغيل الخدمات.
■ تدريب الفرق الفنية على آليات الانتقال الفورى.
■ مراجعة استجابة البنية الأساسية تحت الضغط.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدولة الاخبارية
منذ 17 ساعات
- الدولة الاخبارية
بعد حريق رمسيس.. 1676 سنترالًا في مصر تؤمن شبكة الاتصالات القومية
السبت، 12 يوليو 2025 02:52 مـ بتوقيت القاهرة بعد الحريق الذي وقع مؤخرًا في سنترال رمسيس، أحد أهم السنترالات التاريخية في قلب القاهرة، زاد الاهتمام العام بالتعرف على حجم شبكة السنترالات في مصر، ومدى انتشارها واعتماد الدولة عليها في تقديم خدمات الاتصالات. وبحسب بيانات صادرة عن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بلغ عدد السنترالات في مصر 1676 سنترالًا موزعين على مستوى الجمهورية، وذلك حتى نهاية مارس 2025، وتعكس هذه الأرقام مدى انتشار البنية التحتية للاتصالات الأرضية، ودورها الحيوي في تغطية جميع المناطق بالخدمات الأساسية مثل الهاتف الثابت والإنترنت. وتصل السعة الإجمالية لهذه السنترالات إلى 18.59 مليون خط، بينما يبلغ عدد الخطوط الأرضية النشطة المستخدمة فعليًا 13.37 مليون خط. كما أظهرت البيانات أن عدد اشتراكات الإنترنت الأرضي في مصر بلغ 11.87 مليون اشتراك، وهو ما يعكس حجم الاعتماد المتزايد على خدمات الاتصالات الثابتة، سواء في الاستخدام المنزلي أو المؤسسي. في هذا السياق، جاءت تصريحات وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الدكتور عمرو طلعت، لتؤكد أن الحريق لم يؤثر على مستوى الخدمة القومية، موضحًا أن مصر لا تعتمد على سنترال رمسيس كمركز رئيسي وحيد. وأكد أن هناك شبكة متكاملة من السنترالات تخدم كل منطقة على حدة، مما يضمن استمرارية الخدمة وتوزيع الأحمال بشكل فعال، حتى في حالة حدوث أي طارئ في موقع معين. تكشف هذه المنظومة عن تخطيط مسبق لتوزيع خدمات الاتصالات بطريقة متوازنة، بحيث لا تتوقف الخدمة تماما عند تعرض أي سنترال لمشكلة، وهو ما ظهر جليًا في قدرة الشبكة على احتواء تأثير حريق سنترال رمسيس.


مصر اليوم
منذ 18 ساعات
- مصر اليوم
بعد حريق رمسيس.. 1676 سنترالًا في مصر تؤمن شبكة الاتصالات القومية
بعد الحريق الذي وقع مؤخرًا في سنترال رمسيس، أحد أهم السنترالات التاريخية في قلب القاهرة، زاد الاهتمام العام بالتعرف على حجم شبكة السنترالات في مصر ، ومدى انتشارها واعتماد الدولة عليها في تقديم خدمات الاتصالات. وبحسب بيانات صادرة عن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بلغ عدد السنترالات في مصر 1676 سنترالًا موزعين على مستوى الجمهورية، وذلك حتى نهاية مارس 2025، وتعكس هذه الأرقام مدى انتشار البنية التحتية للاتصالات الأرضية، ودورها الحيوي في تغطية جميع المناطق بالخدمات الأساسية مثل الهاتف الثابت والإنترنت. وتصل السعة الإجمالية لهذه السنترالات إلى 18.59 مليون خط، بينما يبلغ عدد الخطوط الأرضية النشطة المستخدمة فعليًا 13.37 مليون خط. كما أظهرت البيانات أن عدد اشتراكات الإنترنت الأرضي في مصر بلغ 11.87 مليون اشتراك، وهو ما يعكس حجم الاعتماد المتزايد على خدمات الاتصالات الثابتة، سواء في الاستخدام المنزلي أو المؤسسي. في هذا السياق، جاءت تصريحات وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الدكتور عمرو طلعت، لتؤكد أن الحريق لم يؤثر على مستوى الخدمة القومية، موضحًا أن مصر لا تعتمد على سنترال رمسيس كمركز رئيسي وحيد. وأكد أن هناك شبكة متكاملة من السنترالات تخدم كل منطقة على حدة، مما يضمن استمرارية الخدمة وتوزيع الأحمال بشكل فعال، حتى في حالة حدوث أي طارئ في موقع معين. تكشف هذه المنظومة عن تخطيط مسبق لتوزيع خدمات الاتصالات بطريقة متوازنة، بحيث لا تتوقف الخدمة تماما عند تعرض أي سنترال لمشكلة، وهو ما ظهر جليًا في قدرة الشبكة على احتواء تأثير حريق سنترال رمسيس. ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.


مصر 360
منذ 19 ساعات
- مصر 360
سنترال رمسيس.. كيف احترقت القاهرة رقميا؟
في منتصف نهارٍ خانق، وبينما كانت القاهرة غارقة في زحامها المعتاد وضجيجها الإلكتروني اليومي، وقع ما لم يكن في الحسبان: الهواتف لا تعمل، الإنترنت مقطوع، القطارات متوقفة، والإشارات المرورية عمياء. الحسابات البنكية معطلة والسبب؛ حريق اندلع داخل سنترال رمسيس، أحد أكثر النقاط التكنولوجية حساسية في العاصمة المصرية.. لم يكن هذا الحريق مجرد حادث عرضي. لقد كشف عن حالة الهشاشة في البنية التحتية الرقمية للدولة، وفضح تناقضًا صارخًا بين الشعارات التي نُردّدها عن 'التحول الرقمي' ومصر الذكية'، وبين واقع لم يصمد أمام خلل موضعي في مبنى واحد، يجمع مفاصل وعقل الدولة إلكترونيا.. النيران التي اندلعت في سنترال رمسيس، لم تأتِ فقط على الكابلات والأجهزة، بل كشفت زيف تصورات كثيرة عن جاهزية الدولة الرقمية. فالخدمات توقفت، والمؤسسات تعطلت، ولم تصدر بيانات رسمية، تشرح ما جرى، وكأن القطيعة الرقمية التي أصابت المواطنين والجهات الحكومية معًا، لا تستحق تفسيرًا ولا مساءلة. وفي اللحظة التي كان يُفترض فيها، أن تظهر خطط الطوارئ والبنى البديلة، لم يحدث شيء… سوى الصمت. هذا الصمت كان كاشفًا بقدر ما كان صادمًا. لقد بدا جليًا، أننا نُدير منظومة رقمية بعقلية تقليدية، ونعيش في واقع هش يُحرّكه مركز واحد… فإذا تعطل، تعطلنا جميعًا. التحول الرقمي لا يُقاس بعدد المواقع الحكومية ولا بحجم الحملات الإعلانية، بل بقدرتنا على الصمود في الأزمات، والاستمرار دون توقف، والتأمين الكامل للبنى الأساسية. لفهم الصورة بشكل أدق، لا بد أولًا أن نسأل: ما معنى أن تكون الدولة 'رقمية'؟ وما المقومات التي تجعل هذا التحول ممكنًا وآمنًا؟ 'السحابة'، مثلًا، ليست شيئًا في السماء كما معتاد. إنها شبكة من الخوادم الموزعة التي تضمن استمرارية الخدمات وعدم الاعتماد على نقطة واحدة. لكن ما حدث في سنترال رمسيس، يؤكد أن البنية الرقمية في مصر لا تزال تعتمد على عدد محدود من نقاط التمركز شديدة الحساسية، من دون وجود بدائل حقيقية أو خطط للتعامل مع الطوارئ. هذه المراكز، مثل سنترال رمسيس والمعادي وبعض السنترالات الأخرى، تُعد بمثابة القلب النابض لشبكات الاتصالات والإنترنت، وتربط بين مختلف الوزارات والمؤسسات. لكنها لا تزال تُدار بأنظمة بدائية، من دون نسخ احتياطية جاهزة، ولا مراكز بيانات رديفة احتياطية يمكنها التدخل تلقائيًا عند الحاجة.. الأخطر من ذلك، أن منظومة الأمان بدت غائبة تماما عن المشهد. فلم ترصد أي إشارات مبكرة من أجهزة الإطفاء الآلي، كما هو مفترض في منشأة بهذا المستوى الحساس والهام، ولم يصدر أي تنبيه تلقائي، يعكس وجود نظام رقابة فعال واحتواء. غابت الاستجابة التقنية وغاب التدخل الإلكتروني الذي يفترض أن يفعل خطط الاحتواء في اللحظة الأولى قبل تفاقم الأزمة. كل هذا يشير الى أن الحريق على محدودية موقعه واجه بنية تحتية، لا تعرف كيف تحمي نفسها ولا كيف تنبه من يديرها لخطورته، قبل أن يتفاقم ويتحول لكارثة. في الدول التي سبقتنا على طريق الرقمنة، هناك مساران متوازيان لحماية البنية الرقمية: حماية مادية للبنية التحتية من الكوارث، وحماية سيبرانية من الاختراقات. وفي مصر لا تزال الأمور تُدار برد الفعل، من دون اختبار فعلي للجاهزية، ومن دون محاكاة للأزمات.. ويُضاف إلى كل ذلك تعقيد آخر: الخلل في إدارة الملف الرقمي ذاته. فغالبًا ما تُعامل نظم المعلومات والأمن الرقمي في بعض الجهات الحكومية كخدمات تابعة للدعم الفني، لا كملف استراتيجي سيادي. وتقارير مثل 'مؤشر الأمن السيبراني العالمي' تشير إلى أن مصر تحتاج إلى تطوير حقيقي في البنية التنفيذية وتوحيد المرجعيات. بل إن العديد من المؤسسات، كما تكشف تقارير رسمية، لا تملك إجابة دقيقة على سؤال بسيط، من يدير أنظمتها الرقمية؟ هل هو موظف حكومي؟ شركة خارجية؟ جهة أمنية؟ هذا الغموض يُنتج تداخلًا في السلطات، وغيابًا للمحاسبة، وضعفًا في التأهب. والمشكلة ليست محلية فقط. فوفق تقرير البنك الدولي بعنوان 'تقييم الاقتصاد الرقمي في مصر': – فإن الدولة تعاني من تبعية تكنولوجية خارجية واضحة، تتجلى في سيطرة جهة واحدة (Telecom Egypt) على جميع كابلات الإنترنت الدولية المارة بمصر، ما يجعلها نقطة اختناق قابلة للتعطيل بسهولة. غياب مركز تبادل بيانات دولي مفتوح، مما يعني أن معظم المحتوى العالمي (IXP) يمر عبر مراكز خارجية في أوروبا، أو دبي قبل الوصول إلى مصر. ضعف مراكز البيانات المحلية، مما يؤثر على سرعة الخدمة وكلفتها. غياب استقلال الجهة المنظمة (NTRA)، التي لا تزال تتبع وزارة الاتصالات، ما يخلق تضاربًا بين التنظيم والتشغيل. كل هذه العوامل تجعل من مفهوم 'السيادة الرقمية' في مصر هدفًا مؤجلًا، لا واقعًا فعليًا. وفي خضم هذه التعقيدات، برزت أصوات، تُطالب بفتح ملكية الشبكة الفقرية القومية للاتصالات أمام القطاع الخاص، بدعوى أن احتكار الدولة لهذا المرفق هو السبب في ضعفه. هذه الدعوة، رغم ما قد يبدو فيها من منطق اقتصادي، تتجاهل حقيقة جوهرية: أن الشبكة الفقرية ليست مجرد كابلات تحت الأرض، بل البنية العصبية التي تمر عبرها الاتصالات الحكومية، والبيانات السيادية، والبث الإعلامي، والمعاملات المالية والمصرفية. هي العمود الفقري الذي ترتكز عليه الدولة الرقمية الحديثة. ولهذا، فإن الملكية السيادية لهذه الشبكة يجب أن تبقى خطًا أحمر. لكن في الوقت ذاته، هذا لا يعني أن الدولة يجب أن تعمل بمعزل عن القطاع الخاص. بل العكس، يجب أن يكون هناك تعاون فني وتكنولوجي مع جهات موثوقة، في إطار من الشفافية والرقابة السيادية الكاملة. فالتحدي ليس في التعاون، بل في مدى وضوح القواعد التي تنظمه، ومن يملك القرار النهائي. المعادلة المطلوبة دقيقة: سيادة كاملة، وشراكة فنية محسوبة، لا تمس البنية، ولا تفتح ثغرات للنفاذ إلى مفاصل الدولة. تاريخيًا، لم تكن هذه المعركة جديدة. فقد حاولت بعض الجهات، منذ توقيع اتفاقية 1979 مع الولايات المتحدة، تمرير تصورات لخصخصة الشبكة تحت ذرائع تحسين الأداء، أو إدخال القطاع الخاص لزيادة الكفاءة. وفي العقد الأول من هذا القرن، طُرحت مخططات متعددة، بعضها حمل أسماء مطمئنة، وبعضها كان سافرًا، وكلها سعت لفتح قلب الشبكة أمام من لا يملك إلا منطق الربح. ومن هنا، فإن ما كشفه الحريق، يجب أن يكون نقطة مراجعة كبرى. تقرير البنك الدولي ذاته، أوصى بعدة خطوات عاجلة: تحرير سوق الإنترنت الثابت والسماح بدخول مشغلين جدد في البنية التحتية بضوابط حاكمة. إنشاء مراكز بيانات وطنية مستقلة بمواصفات عالمية. إعادة توزيع الطيف الترددي بشكل أكثر كفاءة. تمكين الجهة المنظمة من الاستقلال الكامل عن الجهة المنفذة. وضع خطة وطنية واضحة ومُعلنة، بتواريخ ومسؤوليات محددة. لكن الأهم من كل هذا هو الاعتراف بأن ما لدينا اليوم لا يُسمى بنية رقمية متطورة، بل منظومة هشّة، مركزية، تفتقر إلى الحماية، والاستقلال، والشفافية. السؤال الحقيقي لم يعد: كيف نُطلق بوابة إلكترونية جديدة؟ بل: كيف نمنع البوابة من الانهيار عند أول حريق… أو أول اختراق؟ فالتحول الرقمي ليس موقعًا إلكترونيًا، ولا شعارًا إعلاميًا، بل منظومة سيادية متكاملة، لا يمكن بناؤها إلا بعقول تؤمن أن التكنولوجيا اليوم… هي أمن قومي.. المصادر المستخدمة: · تقرير البنك الدولي 'تقييم الاقتصاد الرقمي في مصر' – World Bank, 2021 يتناول تقييم شامل للبنية التحتية الرقمية، السوق، السياسات، والحوكمة الرقمية في مصر. · مؤشر الأمن السيبراني العالمي– الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) Global Cybersecurity Index (GCI), 2020 & 2021 editions يقدم تصنيفًا دوليًا لمستوى التقدم في الأمن السيبراني على مستوى الدول. · الاتفاقية المصرية الأمريكية للتعاون التقني– 1979 إشارات تاريخية موثقة في تقارير بحثية وملفات أرشيفية منشورة في دراسات حول العلاقات المصرية-الأمريكية، وتحديدًا في برامج المعونة الفنية الأمريكية (USAID). · مداخلات إعلامية وتصريحات رسمية. تصريحات منشورة على لسان مسؤولي 'الشروق' وحول حادث سنترال رمسيس. · تقارير تحليلية وورقات بحثية منشورة عن 'حوكمة البيانات' و'السيادة الرقمية'.