نضال الدباس يرثى والده .. أربعون يومًا على فراقك
شاءت الأقدار يا والدي أن ترحل بعد حياة طويلة من الكد والعمل والسعي في بناء أسرة متحابة في الله، وبعد أن أديت أمانتك وكرست حياتك، فجاء رحيلك عن هذه الدنيا الفانية سريعًا وكما كنت تقول: عيشة هنية وميتة رضية مرضية. رحلت جسدًا وتركت في قلوبنا لوعة، وفي العين دمعة لن تمحوها الأيام ولا الزمان. صحيح أن من أصعب الأمور على المرء فقدان الأعزاء الأوفياء الذين يخطفهم من بيننا الموت في صمته المعهود وجبروته الذي لا يستطيع أحد أن يرده أو يصده أو يوقفه، "فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون" صدق الله العظيم. أبي الحبيب، بعد أربعين يومًا على فراقك ما زالت روحك الطاهرة النقية تعيش في الوجدان المكسور، والقلب المكلوم، وما زلت حيًا في قلوبنا، نعيش مرارة الفراق وحرقة الشوق، فكنت بالأخلاق عاليًا عزيزًا، وكنت بالعز شامخًا طيبًا وبالصيت الطيب معروفًا، وكنت للمسيء مسامحًا، فقدناك والكل لخصالك وأفعالك متكلمًا، يا من تركتنا ولم تكن للأهل والأصحاب والمحبين مجافيًا، فكنت الحنون الودود لا تترك مناسبة عند قريب أو صديق أو جار إلا وتشارك بها وتُعين القريب والبعيد. أبي الغالي، سنفقد أحاديثك التاريخية الطيبة عن حياتك من أيام حي الجدعة في السلط وكيف كنت تذهب إلى مدرسة التل سيرًا على الأقدام طالبًا للعلم، وكيف كنت تنتظر جدي (والدك) عندما يأتي من إجازته العسكرية من قوات حرس الحدود، وكيف غاب عنكم لمدة شهرين متواصلين عندما كان يتعالج في مستشفى فيكتوريا في الإسكندرية بعد إصابته الكبيرة في حرب عام 1948 عندما حارب على أسوار القدس دفاعًا عن ثرى فلسطين الحبيبة، وبعدها عاد سالمًا متعافيًا إلا أنه ظل يعاني من أزمات صحية إلى أن توفاه الله في العام 1982. وكيف لا ننسى حديثك الطيب عن رحلات الصيف في منطقة سوادا وأبو القيقب وفترات الصيف الطويلة في عطل المدارس في العمل الزراعي والفلاحة، والتمسك بالدراسة وحب العلم والعطاء، ومساعدة طالبي الحاجات حتى بعد انتقالك إلى السلك الحكومي وبعدها إلى الشركات الخاصة، فلم تبخل على كل من قصدك وكنت تسير معهم لقضاء حاجتهم أو تلبية طلبهم. كيف ننسى حديثك الوطني الصادق بأن حب الوطن مقدس وأداء الواجب الوطني مقدس وعلينا ألا نبخل عن وطننا بكل ما نملك فالأوطان يُعمِرها أهلها بإخلاصهم وولائهم وتفانيهم وصدقهم في أعمالهم.
أبوي الغالي، رحلت جسدًا وتركت في قلوبنا لوعة وفي العين دمعة لن تمحوها الأيام ولا الزمان وستبقى روحك الطاهرة في قلوبنا وقلوب جميع محبيك وأصدقائك وأهلك وعشيرتك والسلط وأهلها الطيبون الذين بادلتهم المحبة الصادقة والمشاعر الصافية والكرامة بالكرامة والوفاء بالوفاء.
وفي الختام، لا يسعنا إلا أن نتقبل مشيئة الله الذي يقول في مُحكم التنزيل وهو أصدق القائلين: "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي".
رحمك الله يا أبا ثائر وتغمَّدك بواسع رحمته وأسكنك فسيح جناته، إنه سميع قريب مجيب الدعوات.سنفتخر ونعتز بك للأبد وسنظل ندعو لك ما حيينا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
عجلون : ذينات ومنتدى جبل عُوف للثقافة يكرمان كوكبة من الحافظات لكتاب الله
عجلون - علي القضاة ضمن احتفالية في مركزشباب وشابات الهاشمية النموذجي في محافظة عجلون برموز الريادة والابداع كرم مدير عام شركة كهرباء اربد السابق المهندس أحمد ذينات ورئيس منتدى جبل عوف للثقافة معاذ الغرايبه كوكبة لحافظات القرآن الكريم خلال الاحتفال الذي احتضنه المركز مساء اليوم بحضور إباء وامهات المكرمات وفاعليات مجتمعية . وفي بداية الاحتفال رحب رئيس المنتدى معاذ الغرايبه مشيرا إلى أن المنتدى يسعى دائماً بتوجيهات من الرئيس الفخري الأستاذ عدنان مقطش للوقوف على كل حالات الإبداع والريادة وتكريمها وتحفيزها ليكون هذا الجيل الواعي الصاعد من عوامل بناء وريادة في هذ الوطن تحت ظل الراية الهاشمية، واشار المهندس ذينات إلى أن هذا الإنجاز الكبير يجب أن يسهم في رسم حياة ايجابية وتطبيق أخلاق القران وتعليماته وينعكس ايجابا على حياتنا مثمنا للاباء والأمهات هذا الإنجاز الكبير داعيا الله أن يكون في ميزان حسناتهم كما شكر منتدى جبل عوف على هذه المبادرة الكريمة . وتحدثت الطالبة جنى العرود عن تجربتها ورحلتها في حفظ كتاب الله والنور والإيجابية الروحانية والسلوكية التي أضفاها تعلّم القران على حياتها. كما تحدث العميد المتقاعد الشيخ راتب بني عطا عن فضل تعليم القران وتعلمه وأثره على المجتمع وعلى البشرية . وفي ختام الحفل الذي ادراته طالبة كلية الطب في جامعة اليرموك والحافظة لكتاب الله شيرين غرايبة وزع المهندس ذينات ومعاذ الغرايبه الهدايا على المكرمات .

عمون
منذ 5 ساعات
- عمون
الحاجة خولة محمد العبدالله الصمادي في ذمة الله
عمون - انتقلت إلى رحمة الله تعالى، الحاجة خولة محمد العبدالله الصمادي ويشيع جثمانها الطاهر بعد صلاة المغرب اليوم الإثنين في بلدة النعيمة مسجد عثمان بن عفان، إلى في مقبرة النعيمة الجديدة. تقبل التعازي في قاعة مسجد النعيمة الكبير في النعيمة. لمدة ثلاث ايام من الاثنين ولغاية الأربعاء، من الخامسة وحتى الحادية عشر مساء. وعزاء النساء في منزل زوج المرحومة ابو محمد (الحاج نايف سلامة الحايك) في بلدة النعيمة حي الشياحة.

عمون
منذ 7 ساعات
- عمون
محبوبة محمد مسعود السلوادي في ذمة الله
عمون - انتقلت الى رحمة الله تعالى محبوبة محمد مسعود السلوادي (أم طارق) زوجة زياد مصطفى محمود غزوان (ابو طارق). وسيشيع جثمانها بعد صلاة ظهر الثلاثاء 5 آب من مسجد ومقبرة النبي يوشع في السلط. إنا لله وإنا إليه راجعون