logo
"لبنان فضي يا حزن فيروز"... نجوم العالم العربي يودعون زياد الرحباني بكلمات مؤثرة

"لبنان فضي يا حزن فيروز"... نجوم العالم العربي يودعون زياد الرحباني بكلمات مؤثرة

MTVمنذ 21 ساعات
فُجع الوسط الفني والثقافي اللبناني، برحيل الموسيقي والمسرحي زياد الرحباني عن عمر 69 عاماً، لتتسبب وفاته بصدمة كبيرة لمحبيه بطول الوطن العربي وعرضه.
وعبّر عدد كبير من النجوم في لبنان والوطن العربي، عن شعورهم بالفقد والحزن لرحيل زياد الرحباني، وشارك قطاع كبير منهم أفكارهم الحزينة في منشورات نعي عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
نعت الفنانة هيفاء وهبي الموسيقي الراحل بكلمات مؤثرة، معبرة عن حزنها على رحيل من وصفته بـ"العبقري"، الذي شكّل حالة فنية فريدة في مسيرة الأغنية اللبنانية والعربية، وأعربت عن مواساتها لكل محبي فنه ولوالدته السيدة فيروز وشقيقته ريما.
قالت النجمة إليسا: "زياد الرحباني لم يكن فناناً عادياً، ولا شخصاً عادياً، عبقريته الموسيقية لا تتكرّر، برحيله، خسر لبنان جزءاً منه وقطعة من ذاكرته، فيروز، أم زياد، نسأل الله أن يرزقها الصبر والقوة، العظماء مثله لا يموتون".
سلطان الطرب جورج وسوف أكد تعازيه للأسرة وعبر عن حزنه قائلاً: "رحل زياد العبقري، والمبدع، ستبقى أعماله خالدة، وفنّه العظيم حيّ في القلب والفكر على مرّ الأجيال. أحرّ التعازي للسيدة فيروز الأم، ولعائلة الرحباني، ولكل محبيه".
كتب الناقد الفني المصري طارق الشناوي ناعياً زياد الرحباني: "زياد رحباني أسطورة موسيقية منح حياتنا إبداعاً وجمالا وشفافية، ولن يخبو أبداً وميض إبداعه سيظل يحمل ضوءاً ووهجا ونقاءا وشفافية في قلوب كل العرب".
كتبت الفنانة نوال الزغبي: "رحيل العبقري الرحباني عن الحياة، الله يرحمك".
كتبت نانسي عجرم ناعية: "المبدع لا يموت" موجهة تعازيها للسيدة فيروز.
الفنانة كارمن لبس عبرت عن صدمته برحيل زياد رحباني وقالت: "لماذا؟ أشعر أن كل شيء انتهى، أشعر وكأن لبنان قد فرغ".
النجمة ماجدة الرومي كتبت بحزن: "ويرحل عبقري من بلادي تحية إكبار لإبداعك... وموسيقى السلام لروحك الثائرة".
استشهدت الفنانة العراقية رحمة رياض بكلمات زياد الرحباني في نعيه وقالت "بحبك بلا ولا شي" يا عبقري الكلمة واللحن.
الفنان ناصيف زيتون تمنى لو كان الكبار لا يرحلون، مؤكداً أن زياد الرحباني علمه أن يستمع ويفكر ويغني بطريقة مختلفة.
النجمة المصرية شريهان نعت زياد الرحباني بكلمات مؤثرة، مؤكدة أنها لا تنعيه بل تنعي لبنان وقلبها.
حرصت الفنانة يسرا على نعي زياد الرحباني بكلمات حزينة.
لم يقتصر نعي زياد الرحباني على النجوم فقط، ولكنه امتد ليشمل أبرز الشخصيات السياسية في لبنان، إذ تحدث رئيس مجلس النواب نبيه بري، معرباً عن تأثره لفقد قامة موسيقية مثل الرحباني، مؤكداً أن برحيله يُسدل الستار على فصل رحباني إنساني وثقافي لا يموت.
واعتبر أن غيابه يشكّل كسرًا للحن والكلمة، قائلاً إن لبنان من دون زياد هو لحن حزين وكلمات مكسورة الخاطر، وتقدّم بأحرّ التعازي إلى السيدة فيروز، وعائلة الرحباني، وجميع اللبنانيين، لرحيل مبدع جسّد صورة لبنان "الحلو".
رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام أعرب أيضاً عن حزنه الكبير لرحيل زياد الرحباني، مؤكداً أن لبنان فقد برحيله صوتاً حراً وفناناً استثنائيًاً ظلّ وفياً لقيم العدالة والكرامة.
وقال إن زياد عبّر من على خشبة المسرح، وفي الموسيقى والكلمة، عن آلام الناس وآمالهم، وقال ما لم يجرؤ كثيرون على قوله، مضيفاً أن صراحته زرعت وعياً جديداً في وجدان الثقافة الوطنية، وتقدّم بالتعازي لعائلته ولكل اللبنانيين الذين اعتبروه صوتهم.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كل الأحبّة كانوا في الجنازة (والآخرون أيضاً): زياد الرحباني… تشييع شعبي من الحمرا إلى بكفيا (الاخبار)
كل الأحبّة كانوا في الجنازة (والآخرون أيضاً): زياد الرحباني… تشييع شعبي من الحمرا إلى بكفيا (الاخبار)

OTV

timeمنذ 5 دقائق

  • OTV

كل الأحبّة كانوا في الجنازة (والآخرون أيضاً): زياد الرحباني… تشييع شعبي من الحمرا إلى بكفيا (الاخبار)

كتبت صحيفة 'الاخبار': كلهم أتوا. بكل تناقضاتهم، من الحمرا إلى بكفيا. أتوا من خلف آلاتهم، من مسرحهم، من صحفهم، ومن حياتهم اليومية، طلاباً وموظفين، وأناساً عاديين أحبّوا زياد الرحباني حتى الدمع الأخير. لم يثنِهم أنّ يوم الإثنين، ظلّ يوم عملٍ عاديّاً ولم يُعلن يوم حداد رسميّاً كما طالبوا على منصات التواصل. ورغم بقاء السير قائماً في الحمرا، استطاع زياد أن يقفل السير مرةً أخرى في الشارع. اجتمع محبّوه والسمة المشتركة: الوجوم حدّ الاختناق. وردة وتحية بدأ التجمّع أمام «مستشفى خوري» في الحمرا قرابة الساعة السابعة صباحاً، بعدما قرّر رفاق زياد الالتقاء لإلقاء التحية عليه قبل انطلاق الموكب إلى «كنيسة رقاد السيدة» في المحيدثة في بكفيا. منهم مَن قام بترديد أغانيه، والأغلبية بكت لسماع مقطع من أغانيه. تشقّ الأسيرة المحرّرة سهى بشارة طريقها بين الحشود أمام «مستشفى خوري» في الحمرا، حاملةً باقة من الورد الأحمر، وتوزّعها على الحضور. أتى طارق تميم أيضاً، وربيع الزهر، وأحمد قعبور، وزياد سحاب، وندى أبو فرحات، وطبعاً رفيق دربه أحمد مدلج. بعد قرابة الساعة ونصف الساعة، علا التصفيق والبكاء، فقد خرج الحبيب في النعش، ليودّع محبّيه. لم يتمكّن ابن عمّه غدي الرحباني من حبس دموعه وهو جالس في السيارة الأمامية التي تنقل النعش. وبعد تحية لزياد أمام المستشفى، سار الموكب بين الناس، وسار الناس خلفه تصفيقاً وغناءً وبكاءً، ورمَوا الورود عليه، قبل أن يتّجه بعيداً، نحو بكفيا. أثناء المسار، توقّف لدقائق في ساحة انطلياس حيث تُليت الصلاة لروحه، وأكمل طريقه صعوداً. لافتات وداعيّة على طول الطريق من انطلياس إلى مزرعة يشوع وبكفيا، رُفعت لافتات حملت صور زياد كُتب عليها «بلا ولا شي» و«أنا صار لازم ودّعكم». وصعوداً نحو المحيدثة، قطعت القوى الأمنية الطريق باتجاه الكنيسة، والمسار الباقي سيراً على الأقدام. عند قرابة الساعة الحادية عشرة والنصف، وصل موكب غامض، تقدّمته سيارة يقودها النائب إلياس بوصعب. تترجّل منها الفنانة جوليا بطرس، ثم يحاول بوصعب ركن السيارة عند مدخل باب الكنيسة، ليلتمّ الناس حولها، كأنّ حدسهم قادهم إلى فيروز. فجأة يصدح صوت «ممنوع التصوير، السّت فيروز ما بدها تصوير» وفجأة، يصدح صوت «ممنوع التصوير، السّت فيروز ما بدها تصوير»، وكأنّ قرار المنع أشبه بنداء لمن لا يعرف أنّ سيدتنا قد وصلت. احتشدت الكاميرات، ورُفعت الهواتف عالياً لالتقاط مشهد لأم زياد. ترجّلت ريما ثم فيروز وتوجّهتا إلى داخل الكنيسة حيث وُضع نعش زياد. جلست فيروز أمام بكرها لتبكيه بصمت، ثم عادت ودخلت صالة العزاء، وجلست في الزاوية صامتةً وهادئة لساعات، لتواسي وتُواسى بزياد. ومن قلب سكونها وحزنها، بدأت استعراضات المزايدين في حبّ زياد، وسط تعجّب واستغراب الحاضرين. جلست ريما على يمين والدتها، وجنبها جلست هدى حداد، وزوجة رئيس مجلس النواب رندة بري على يمينها، وتوسّط أبناء منصور صفّ العائلة، فيما جلس غسان الرحباني قرب ريما. في آخر الصف، جلس أمين عام «الحزب الشيوعي اللبناني» حنا غريب، ومعه عدد من قدامى الحزب. وحضر أيضاً عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب إبراهيم الموسوي. التناقض في حب زياد بدأ توافد المعزّين من كل تناقضاتهم نجوماً وفنانين وممثّلين ومخرجين ومبدعين: وصل مرسيل خليفة وشقيقه أنطوان وشربل روحانا، ثم وصل الشاعر الكبير طلال حيدر، ورافقه خليفة إلى صالة العزاء. وأتى خالد الهبر ونجله ريان، والفنان المصري حازم شاهين، ولينا خوري وكارول سماحة، وجورج شلهوب وجوزف عازار ونجله كارلوس، والليدي مادونا، ومايا دياب، وهيفا وهبي، وراغب علامة، وعاصي الحلاني، ومحمد إسكندر، ونجوى كرم، ومحمد الدايخ وشقيقه حسين، وحسين قاووق، ونادر الأتات، وريتا حايك، ونزار فرنسيس، وجورج نعمة، وماجدة الرومي، ورندة كعدي وغيرهم. كما حضر سياسيون، من السيدة الأولى نعمت عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، ووزير الإعلام بول مرقص والثقافة غسان سلامة، ورئيس حزب «الكتائب» السابق أمين الجميّل، ورئيس «حركة الشعب» نجاح واكيم، ورئيس حزب الوطنيين الأحرار كميل شمعون. في وقت تنافس فيه النجوم للحديث عن زياد، اكتفى أصدقاؤه بتعزية بعضهم، ورفضوا الحديث علناً. وكانت كارمن لبس، وصلت بهدوء، اقتربت من النعش وقدّمت القبلة الأخيرة لحبيب العمر، وعادت لتجلس بهدوء وحزن. أما الأخت مارانا سعد، فقد طلبت من الربّ أن يكافئه على كلّ ما قدّمه لهذا الوطن، وللفن والمدرسة اللبنانية. جمع زياد هذه التناقضات في مشهد يعكس الإجماع حوله. لكن لو كان زياد بيننا وشاهد مراسم وداعه لقال «شو هالعجقة هي» على حدّ تعبير صديقته الصحافية ضحى شمس التي وصفت زياد بأنّه كان مرجعاً في أي عمل تقوم به. وقالت إنهما كانا صديقي لعب، فهو كان يحب اللعب معهم وفيهم، لتتحول أي لحظة جدّية إلى نكتة وضحكة. والعمل معه كان صعباً وجميلاً، لأنه يحبّ الكمال ولا يحبّ الإهمال، ويغضب إن لم يقدّم أحدهم أفضل ما لديه. أتى خبر موت زياد كالصاعقة على الممثّلة رندة كعدي، التي وصفته بضمير الوطن. ورغم أنها شاهدت كل أعماله، فهو أيضاً شاهد كل مسرحياتها، لكنهما لم يجتمعا في عملٍ واحد، وانهمرت بالبكاء متمنّيةً «يا ريتك تضل». وفجأة يظهر بين الحضور عاصي زياد الرحباني، الذي أتى خصّيصاً من دبي. ربما يشكّل حضوره مفاجأة، لكن ما كُتب في الإعلام عن مشاكل البيوت، لا يعكس حقيقة أعمق، بين أبٍ وابنه، ولو فقدا رابط الدم. وكان عاصي قد نعى زياد على صفحته على فايسبوك أمس بمقولة لجبران خليل جبران: «المحبّة لا تعطي إلا ذاتها، ولا تأخذ إلا من ذاتها. لا تملك شيئاً، ولا تريد أن يملكها أحد، لأنّ المحبة مكتفية بالمحبة». سأدفن ابني لوحدي يجمع الحضور على حبّ زياد وعلى عتبهم على غيابه. والكل يلتفت ليسأل عن فيروز. وصفها بعضهم بالـ«قديسة». دفنت بالأمس ثاني أولادها، بعدما دفنت ليال في العام 1988. يومها رتّلت «أنا الأم الحزينة»، لكن بالأمس لم تهمس بكلمة. زياد ليس بكرها فقط، بل هو امتداد والده الراحل عاصي الرحباني، هو الذي صنع صورة فيروز الفنّية الجديدة. هو الذي جعلها تضحك على المسرح وتغنّي للبوسطة، وجعلها تقول «بس هو هي». تشقّ الأسيرة المحرّرة سهى بشارة طريقها بين الحشود حاملةً باقة من الورد عند الساعة الرابعة عصراً، بدأت صلاة الجنازة، وعند قرابة الخامسة والنصف، خرج نعش زياد، ليُلقي محبّوه التحية الأخيرة عليه. ورقص الزياد بين أيديهم، وصفّقوا له، ودخل إلى سيارة نقلته، وحيداً، إلى مثواه الأخير. إذ إنّ قرار فيروز كان واضحاً: «سأدفن زياد لوحدي» حيث المقبرة التي بنتها قرب منزلها في شويّا في قضاء المتن. المثوى الأخير في بكفيا، وُلد عاصي الرحباني عام 1923، وتلاه شقيقه منصور عام 1925. عمل والدهما شرطياً في البلدة، وتلقّى الأخوان دراستهما الأولى في مدارس البلدة، وتكوّنا ثقافياً ضمن مناخٍ محافظ إلى حدّ ما، يجمع بين القيم المسيحية والعائلية والروحية. لم تكن بكفيا مجرّد مكان للنشأة، بل بيئة اجتماعية وثقافية أثّرت بعمق في المخزون البصري واللغوي والموسيقي لدى الأخوين. العديد من الصور التي حضرت لاحقاً في مسرحيات الرحابنة، مثل الجبال، الساحة، المختار، الفتاة القروية، الغابة، الكنيسة، الجنازات، الأعراس، كلّها تعود في أساسها إلى المشاهد اليومية في بكفيا. تمرّد زياد الرحباني على هذا المخزون، وقرّر انتماءه وحياته، بمعظم تفاصيلها خارج سياج الرحابنة، وانطلق في الدنيا، وخاض تجارب جعلته «أسطورتنا». ورغم أنّ إرث العائلة بقي في بكفيا، في أعالي المتن، حتى بعد وفاة عاصي عام 1986، خصوصاً كمقرّ عائلي، إلا أنّ زياد اليساري ما كان له هذا الارتباط، بل بنى قطيعة مع الطابع اليميني الذي طغى على المنطقة. لكن بعد رحيله، خسر سلطته على نفسه، وقرّرت العائلة أنّ هذا اليوم لها، ليعود زياد إلى عائلته وجذورها، وتتحوّل بكفيا أمس إلى مثوى زياد الأخير.

في وداع زياد...
في وداع زياد...

الجمهورية

timeمنذ 23 دقائق

  • الجمهورية

في وداع زياد...

لم نكن «كلنا للوطن». زياد الرحباني صاغ من الوجع تاجاً للمهمّشين، ومن المعاناة صولجاناً للمعذبين، إختصرت حنجرته حناجرهم، فكان صرختهم، واجتمعت أناملهم في أنامله فعزف على مفاتيح «البيانو» مقطوعة الوطن المنكوب بأبنائه الذين أدركهم خدر «المعليشية» و«يصطفلو». كان زياد «كافراً»، لكنه لم يكن كذلك لولا الجوع. وكان... كان ثائراً لا حباً بالثورة وسعياً وراءها، بل لأنّ كل شيء في لبنانه يدعو إلى الثورة. عمل في فنه على تحطيم صورة «لبنان الرحابنة» وصورة «لبنان سعيد عقل» الذي كان سنداً لمدرستهم، لا رفضاً لهذه الصورة، بل كان يرى نقيضها في يوميات اللبنانيين وسلوكياتهم. شيئيات المادة، وقشور الحداثة البعيدة من أصالة التراث دمّرت مسرح القرية، حقولها، أزقتها، وخطفت براءة الطفولة، وفورة الشباب، وعنفوان الرجال، ولم يتبق سوى الحلم. سخرية زياد من نموذج «الوطن الرحباني» لم يكن بدافع النفي والإنكار، إنما لبقائه وطناً هيولياً لا وجود له على أرض الواقع. هذا «الكافر» أعطى الكنيسة الحاناً تصل الأرض بالسماء، تمجّد عظمة الخالق بموسيقى علوية تحمل المستمع إلى دنى لا يحوطها خيال، ولا يدانيها جمال: «كيرياليسون»، «المجد لك أيها المسيح». هو مجد المسيح الذي قرأ على قسمات وجهه علامات الإنسان المستضعف، المعذب، المقهور، الذي يختلط دمه بعرقه، كما يختلط الدم والماء في تقديس القربان، خبز الحياة. إنّ الغائص في أعماق شخصية زياد يتبين له أنّه كان وفياً لمبادئه وقناعاته ولم يبدّل تبديلاً، ولو تنوعت أساليب التعبير عنها في مسرحياته، ألحانه وأغانيه. لكنه كان كثير الوفاء لفيروز الأُم، فيروز الأُسطورة، فيروز الألم الساكت على ذكريات وجروح، المبحرة في الوجع الذي يتبركن في داخلها من دون أن تحني الرأس أو ترفع بيارق الاستسلام. «وحدن» فيروز وزياد غزلا من حرير الدمع «عباءة» الأمل المنتظر على قارعة رصيف لبنان المتعثر في زمن الانكسارات. مضى زياد بقرار منه... بملء وعيه خط السطر الأخير في كتاب الرحيل الآتي من نداءات روح تريد أن تتحرّر من كفنها الجسماني، لتنطلق بعيداً... وضع أصبعه في جروح كثيرة، تعبت هذه الإصبع ولم يتوقف النزف... برم بدنياه... ألقى عصاه وخلد إلى رقاد أراده أبدياً هذه المرّة.

زياد الرحباني… ممنوع أن تموت (الديار)
زياد الرحباني… ممنوع أن تموت (الديار)

OTV

timeمنذ 35 دقائق

  • OTV

زياد الرحباني… ممنوع أن تموت (الديار)

كتبت صحيفة 'الديار': لا يمكن لزياد الرحباني ان يرحل؟ مستحيل. مكانه بيننا، بين الناس. هو «منا وفينا». زياد الرحباني دخل قلوبنا بعفويته وببساطته وجنونه اللطيف. مسرحياته وموسيقاه، وكل اعماله الابداعية والعبقرية حفرت مكانا عميقا في ذاكرتنا وقلوبنا، حتى بتنا نكرر جملا من مسرحياته في مجالسنا، لوصف الواقع بسخرية مميزة لم يعرف سواه ان يتقنها. زياد الرحباني ، الفنان العبقري، السياسي بامتياز، الوطني المتمرد، هو صوت الناس والفقراء والمهمشين. يقول ما نفكر فيه، ولكن بطريقته الخاصة البسيطة والعفوية والصادقة. انسانيته وتواضعه هما الميزتان الاحب على قلب الناس، واللتان جعلتاه قريبا منهم. لم ولن نشبع من الاستماع الى موسيقى زياد الرحباني التي تشبهنا، متعبة، عميقة ومجنونة. موسيقاه تخفف من مللنا، ومن خيبات املنا، ومن مآسي شعبنا، اذ تجعل ايامنا اجمل، فنستهزىء بالالم كما استهزأ زياد الرحباني به. مسرحياته التي تكلمت على واقع مجتمعنا، وعلى الحرب الاهلية التي سرقت سنينًا كثيرة من عمر زياد الرحباني، ومن اعمار اناس كثر، اضحت ذاكرة وطن ورؤية عميقة لشعب لا بد ان يتعلم من اخطائه، ويستفيق من ثباته العميق. زياد الرحباني ممنوع ان تموت. حواراتك في المقاهي، تنقلك في شوارع الحمرا، احاديثك مع الفقراء والعشاق، ومع كل من تعبوا من البلد، لم تنته ولم تكملها بعد. نحن بحاجة اليك، بحاجة الى جنونك بوجه الجنون المريض الذي يعصف ببلدنا. ممنوع ان تموت يا زياد، لأننا لم نجد بعد من يضحكنا بمرارة كما كنت تفعل. من يقول الحقيقة برشفة «ويسكي» ونَفَس سجائر متعب، من يصرخ بما لا نستطيع قوله، من يغنّي للبسطاء لا للسلطة، للشارع لا للمنصات. ممنوع ان تموت يا زياد. وكيف يموت زياد الرحباني، المفعم بالحياة، النابض بالذكاء، الساخر المضحك؟ نحتاج دوما الى نقدك الساخر الذكي. أنت يا زياد ضروري للبنان، كما الأرز والمناقيش صباح الأحد، كما فيروز في السادسة صباحا. لا نريد أن نحيا في وطن بلا زياد، لان موتك إعلان نهائي بانتهاء مرحلة، كنا لا نزال نكابر ونقول إنها لا تزال حية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store