
هل طوفان الأقصى ورطة؟
يحاول العدو أن يجعل من عملية «طوفان الأقصى» عنوانا للفشل والهزيمة، وسوء التدبير والتخطيط، وانتكاسة ما يسمى بالمحور، وأن ذلك مجرد ورطة وفخ وقعت فيه «حماس» وأوقعت معها كل أحرار الأمة،
وأن نتائج الـ(7) من أكتوبر كانت لصالح كيان الإحتلال الخبيث، بينما جلبت الويل والخراب والدمار على هذه الأمة وفي مقدمتها حماس.
يروج العدو لهذه النظرية - ومن خلفه مأجوريه، وفريق كبير من قادة الفكر والسياسة والإعلام، وبعض أقلام حسيني النوايا فاقدي الوعي والبصيرة - بهدف ضرب روح الجهاد والمقاومة، ولتحطيم المعنويات، وزراعة اليأس والعجز والإحباط في أي عمل جهادي وثوري قادم، وزعزعة الثقة ونزعها في حركات الجهاد والمقاومة، ولتعزيز روح الهزيمة والخضوع والاستسلام في أبناء أمتنا والأجيال القادمة.
هذه النظرية خطيرة جدا، وجزء من مخطط الحرب والعدوان الناعم، وشبهة كبيرة يجب التصدي لها وتفنيدها وتبيين زيفها وحقيقتها وأهدافها.
لقد وقع المسلمون يوم «أحد» في مثل هذه النظرية، واستشعروا -حينها- المأزق والورطة، وشعروا بالندم والخيبة، واتهموا رسول الله في قيادته وحكمته، وحسن تدبيره وتخطيطه، وقد رد عليهم القرآن الكريم في ذلك، وبين الأسباب الحقيقية لحصول ما حصل، فقال سبحانه وتعالى: «أَوَلَمَّآ أَصَٰبَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ قَدِيرٌ، وَما أَصابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ» آل عمران: (165- 166) ...الخ الآيات المباركة.
ومعنى هذا أن أي نتائج كارثية تحصل لا ترجع لسبب الجهاد أو القيادة أبدا، وإنما سببها هو الناس أنفسهم، فالمتخاذلون والمنظرون هم سبب كل مصيبة وفتنة وكارثة وبلية تحصل، ولو وقف المسلمون -ولو 5% منهم- بصدق وجد وإخلاص، وقاموا بمسؤوليتهم، وأدوا واجبهم في هذه المعركة لما حصل شيء من هذا أبدا، ولكانت النتائج كلها لصالحهم.
أما الجهاد في سبيل الله فما هو إلا خير للأمة في كل شؤونها، ونتائج طوفان الأقصى ستصب حتما في صالح الأمة المسؤولة المجاهدة، والعبرة في النتائج بالخواتيم ومستقبل الأيام، لا بالقتل والتدمير والتهجير، فالإجرام عمره إجرام، ولا يسمى نصرا في كل الأعراف والمقاييس.
وعلى العكس من هذا تماما، فلو تأخر طوفان الأقصى -وقد تأخر- ولكن لو تأخر أكثر لكانت النتائج أدهى وأطم وأخطر وأعظم على كل هذه الأمة، وعلى مستقبل أجيالها، وحتى على أبنائها الذين لم يولدوا بعد.
أما المجاهدون الأحرار فعليهم أن لا ييأسوا ويحبطوا ويستسلموا مهما كانت النتائج، ومهما استمر أمد الحرب، وأن لا يضعفوا، ولا يهنوا ولا يحزنوا أبدا، وكما قال عز وجل: «وَلَا تَهِنُواْ فِى ٱبْتِغَآءِ ٱلْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا» (النساء:104).

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
نفي رسمي من عائلة الشيباني بشأن بيان غير صادر عنها
أصدرت عائلة رجل الأعمال الراحل الحاج أحمد عبدالله الشيباني بيان توضيحي هام اليوم وجاء في نص البيان: اطلعنا على إعلان منسوب لشخص إسمه أبو خالد وليد سعيد الشيباني جاء فيه أنه سيتم استقبال العزاء في والدنا الفقيد الحاج احمد عبدالله سعيد الشيباني في مسجد بابا جان يوم الأربعاء ٢٠٢٥/٠٦/٢٥م الى آخر ما جاء في ذلك الإعلان المذيل باسم أولاد أسرة الحاج / احمد عبدالله الشيباني و تابعت بالقول: و إزاء ذلك فإننا نوضح للجميع أن المدعو أبو خالد وليد سعيد الشيباني لا يمثل الأسرة وليس له حق إستقبال العزاء في والدنا ، والذي وافته المنية في القاهرة وتمت الصلاة عليه هناك وكذلك تم الصلاه عليه في جامع الشيباني في المجلية ثم تم مواراته الثرى في مسقط رأسة ببني شيبة بحضور أهله وذويه ومحبيه وجمع غفير من أبناء محافظة تعز . واختتمت بالقول ؛ونود التأكيد هنا أن الإعلان المشار اليه أنفاً ليس سوى مقدمة لإرتكاب أفعال مرفوضة و انتحال صفة أولاد الحاج احمد عبدالله الشيباني رحمة الله ولذلك لزم التنوية احمد عبدالله الشيباني القاهره بني شيبه شارك على فيسبوك شارك على تويتر تصفّح المقالات السابق كم يستغرق إصدار جواز سفر للأطفال؟ إليك المدة والتفاصيل التالي أفريقيا تنقسم ببطء.. زلزال جيولوجي يعيد رسم خريطة العالم


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
بالصور.. إعدام إمام مسجد وعدد من المصلين وقت صلاتهم في عمران
أخبار وتقارير (الأول) غرفة الأخبار: في جريمة مروّعة هزّت محافظة عمران صباح امس الأحد، اقتحمت ميليشيا الحوثي مسجد بلال بن رباح وسط مدينة عمران، وأقدمت على قتل إمام المسجد أثناء وقوفه في محراب القبلة، ليلقى حتفه أمام المصلين في مشهد مروع صدم الأهالي. ووفقًا لمصادر محلية، فإن مسلحين حوثيين اقتحموا المسجد بشكل مفاجئ، وأطلقوا النار على الإمام بشكل مباشر، مما أدى إلى مقتله فورًا، كما سقط اثنان من المصلين قتلى في الحادثة التي شهدت اختلاط دماء الضحايا بصفحات المصاحف داخل المسجد، وسط حالة من الذعر والغضب بين المصلين. وأعرب سكان عمران عن إدانتهم الواسعة للجريمة التي وصفوها بالانتهاك الصارخ لحرمة بيوت الله وللقيم الدينية والإنسانية، مطالبين بسرعة القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة. وأشارت المصادر إلى أن الحادثة تأتي في سياق سلسلة طويلة من الانتهاكات التي ترتكبها جماعة الحوثي بحق الحريات الدينية في عمران، والتي شملت منع خطباء السنة، تجريم بعض الممارسات الدينية، وفرض أفكار طائفية تسعى لتغيير الهوية المذهبية للمدينة. تأتي هذه الجرائم في ظل استمرار غياب القانون وتنامي القبضة الأمنية للحوثيين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، ما يزيد من معاناة السكان ويقوض الأمن الاجتماعي والديني في المحافظة.


اليمن الآن
منذ 2 ساعات
- اليمن الآن
الجسد المريض لا يشفى إلا بعلاج الرأس
الجسد المريض لا يشفى إلا بعلاج الرأس قبل 7 دقيقة منذ انقلاب ميليشيا الحوثي الإرهابية على الدولة اليمنية في سبتمبر 2014، لم تكتف المليشيا بالسيطرة على صنعاء ومؤسسات الدولة في المناطق التي احتلتها، بل سعت - عبر سياسة الاختراق والتغلغل - إلى مد نفوذها إلى داخل جسد الشرعية نفسها، حتى باتت مؤسسات الحكومة الشرعية تعاني من تآكل داخلي خطير، بفعل اختراقات حوثية منظمة، وممنهجة. ان الحديث عن اختراق الشرعية لم يعد مجرد تحليلات أو اتهامات إعلامية، بل صار واقعًا ملموسًا تظهره المؤشرات على الأرض، بدءًا من التسريبات الأمنية التي تنتهي إلى أيدي الحوثيين، مرورًا ببطء القرارات السيادية، وتعثر الجبهات، ووصولًا إلى أداء سياسي وإداري مرتبك، يثير التساؤلات أكثر مما يقدم إجابات. ان أخطر ما في الأمر أن الحوثيين نجحوا في اختراق مراكز حساسة ومفصلية داخل مؤسسات الدولة، بعضها ذات طابع أمني واستخباراتي، وأخرى تتصل بإدارة القرار السياسي والعسكري، مما جعل بعض التحركات والقرارات تبدو وكأنها تُفصّل لتخدم مصلحة الانقلابيين، أو على الأقل تضعف موقف الشرعية على الطاولة السياسية. والحقيقة انه تمكنت المليشيا من زرع أذرع لها في مواقع القرار، أو من خلال أدوات ناعمة تدين لها بالولاء، أو تمارس سياسة "الرمادية" التي تخدم الحوثيين بغطاء الشرعية. هذا الاختراق أتاح للجماعة معرفة نوايا الشرعية، والتحكم غير المباشر في مسارات المعركة. اليوم، تبدو مؤسسات الدولة كما الجسد المريض الذي لا يملك مقاومة، لأن أطرافه مشلولة، وأوردته مخترقة، ونخاعه باتت تسيطر عليه أجسام دخيلة. الوزراء يتخذون قراراتهم تحت ضغط التوازنات، لا من منطلق المصلحة الوطنية. القيادات العسكرية تخوض معاركها وسط خيانات وتضارب أوامر. والموظف المدني يتلقى تعليماته أحيانًا من أكثر من جهة، في مشهد يعكس حجم الفوضى والانقسام. في مقابل ذلك، يمضي الحوثي في تعزيز بنيته المليشاوية، ونشر خلاياه، وتفكيك ما تبقى من مكونات الدولة الشرعية، حتى بات يقاتل في المعركة السياسية بأدوات الشرعية نفسها، ويكسب في الإعلام والدبلوماسية، لا بقوة حجته، بل بضعف خصومه، وتخبطهم، وتساهلهم في صيانة مؤسساتهم من الاختراق. ان الحل لا يكمن في مداواة الأعراض، ولا في تغيير وجوه بأخرى دون مساس بجوهر الفساد والاختراق. الحل الجذري يبدأ من الرأس؛ من القيادة العليا التي يقع على عاتقها استئصال مراكز النفوذ المخترقة، وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة على أسس وطنية واضحة، وشفافة. لا يمكن بناء جيش وطني يخوض معركته المصيرية، فيما قيادته تعاني من تضارب الولاءات. ولا يمكن خوض معركة سياسية حاسمة على طاولة الأمم المتحدة، بينما ملفات التفاوض تصل إلى الحوثيين قبل أن تصل إلى المعنيين بها داخل الحكومة الشرعية. المطلوب اليوم قرارات شجاعة، وإرادة صلبة، تعيد الاعتبار لمعنى "الشرعية" التي تحولت في نظر كثير من اليمنيين إلى عنوان هش لا يحمل مضمونًا حقيقيًا. فالدولة لا تُستعاد إلا بمنظومة متماسكة، ومنظومة كهذه لا تُبنى على أرض رخوة مخترقة. لقد طال انتظار الشعب اليمني لخلاص حقيقي يعيد له دولته المنهوبة، وكرامته المغتصبة. وكلما تأخرت القيادة الشرعية في حسم خياراتها، وفي تطهير جسدها من خلايا الحوثي المزروعة في مفاصلها، كلما اقترب موعد السقوط الشامل، لا سمح الله. إنقاذ اليمن يبدأ من إنقاذ الشرعية من نفسها. فإما أن تُعالج الرأس لتُشفى بقية الجسد، أو ندفن الجسد كاملًا ونكتب شهادة وفاته... بيد أبنائه.