
'هاي ماروك'.. كيان جديد بالمغرب لاستكشاف الهيدروجين والهيليوم النادرين
هبة بريس – محمد زريوح
أعلنت شركتا Getech البريطانية المتخصصة في علوم الأرض، وSound Energy الرائدة في حلول الطاقة الانتقالية، عن تأسيس كيان جديد في المملكة المغربية يحمل اسم 'HyMaroc Limited'.
هذا الكيان يهدف إلى استكشاف واستغلال ثروات طبيعية غير مسبوقة، تتمثل في الهيدروجين والهيليوم، واللذان يعتبران من الموارد النادرة التي تشهد طلباً متزايداً على المستوى العالمي في عدة صناعات استراتيجية.
تأتي هذه المبادرة الطموحة في سياق تحرك استثماري ضخم، وهو جزء من رؤية جديدة للمملكة المغربية نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة. وفقًا لبلاغ رسمي صادر عن Getech، فقد انتهت الدراسة الاستكشافية الإقليمية الشاملة التي أجرتها الشركات المعنية، حيث تم تحديد العديد من المناطق الواعدة في أعماق الأراضي المغربية. وتظهر النتائج أن هذه المناطق قد تحتوي على احتياطات ضخمة من هذه الموارد النادرة، وهو ما يفتح أفقاً جديداً للاستثمار والتنمية الاقتصادية في المغرب.
من المتوقع أن تقوم 'هاي ماروك' بدور ريادي في المرحلة المقبلة من خلال البدء في إجراء دراسات جيوفيزيائية متقدمة للمناطق المستهدفة. بعد هذه الدراسات، ستتبعها عمليات حفر تقنية دقيقة تهدف إلى الحصول على تراخيص الاستغلال الحصري لهذه الموارد الطبيعية الثمينة. هذه الخطوات ستساهم في تعزيز استثمارات الطاقة النظيفة في المغرب، مما يتيح للمملكة فرصة الاستفادة من هذه الموارد بشكل يعزز الاقتصاد الوطني في المستقبل.
وفي سياق هذه المبادرة، أكدت Getech في بيانها الرسمي أن الجيولوجيا الفريدة التي تتمتع بها المملكة المغربية تجعلها واحدة من أكثر المناطق الواعدة في العالم لاكتشاف الهيدروجين الطبيعي. وأشارت إلى أن هذه الاكتشافات قد تؤدي إلى تحول جوهري في مكانة المغرب على خريطة الطاقة العالمية، ليصبح محوراً إقليمياً للطاقة النظيفة ويمنحه مزايا استراتيجية في ظل التحول الطاقي العالمي المتسارع.
تعتبر الموارد المكتشفة من الهيدروجين والهيليوم من أهم المواد الطبيعية المطلوبة في الصناعات المستقبلية. فعلى سبيل المثال، يُستخدم الهيدروجين بشكل متزايد في توليد الطاقة النظيفة، بالإضافة إلى استخداماته في صناعة الفضاء. أما الهيليوم، فيُعد من المواد الأساسية في العديد من التطبيقات التكنولوجية والطبية، مما يجعل هذه الاكتشافات بمثابة 'كنز تحت الأرض' قد يعيد تشكيل خريطة الاقتصاد المغربي في السنوات المقبلة.
الهيدروجين والهيليوم، اللذان يشهدان ازدياداً في الطلب العالمي، يمثلان نقطة تحول في العديد من القطاعات الصناعية. حيث يتم استخدام الهيدروجين في تكنولوجيا الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية، بينما الهيليوم يدخل في العديد من الابتكارات الطبية مثل الأجهزة الطبية عالية التقنية والمعدات الخاصة بالفضاء. وهذا يوضح بجلاء لماذا يعتبر هذا الاكتشاف المنتظر ذا أهمية استراتيجية قصوى للمغرب.
وتستمر 'هاي ماروك' في سعيها نحو تعزيز مكانة المغرب على مستوى العالم، حيث تتطلع إلى أن تكون المملكة مركزاً إقليمياً رائداً في مجال الطاقة النظيفة. بالنظر إلى إمكانيات المغرب الهائلة في استكشاف واستغلال الهيدروجين والهيليوم، من المتوقع أن تشهد السنوات القادمة تحولات كبيرة في البنية الاقتصادية للبلاد، خاصة في ظل التوجه العالمي نحو استثمارات الطاقة المتجددة.
ومن المتوقع أن يكون لهذا المشروع تأثير عميق في الاقتصاد الوطني، إذ يتيح للمغرب فرصة استغلال موارده الطبيعية بطريقة مستدامة، ويزيد من أهمية المملكة كداعم رئيسي للتحول الطاقي العالمي. كما سيسهم في خلق العديد من الفرص الاستثمارية، وتعزيز البنية التحتية للطاقة النظيفة التي تلبي احتياجات السوق العالمية والمحلية على حد سواء.
تعتبر هذه المبادرة بداية فصل جديد في تاريخ المغرب كداعم رئيسي للابتكارات التكنولوجية والطاقة النظيفة، حيث تفتح الطريق أمام العديد من المشاريع المستقبلية التي ستسهم في تعزيز الاستدامة وتقديم حلول طاقة بديلة على المستوى العالمي. 'هاي ماروك' تمثل أحد أبرز الأمثلة على كيفية الاستفادة من موارد الطبيعة بشكل ذكي ومستدام، مما يضع المغرب على الطريق الصحيح نحو تحقيق طموحاته في هذا المجال الحيوي.
يشار إلى أن إنشاء 'هاي ماروك' لا يعد مجرد خطوة استثمارية فقط، بل هو تحول استراتيجي يمكن أن يضع المغرب في موقع متميز على المستوى العالمي في صناعة الطاقة النظيفة. هذا المشروع قد يكون له تأثير بعيد المدى في إعادة تشكيل المشهد الاقتصادي والطاقة في البلاد، مما يضمن مستقبلاً أكثر استدامة للأجيال القادمة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المغرب اليوم
منذ 7 ساعات
- المغرب اليوم
الهيدروجين يقود ثورة جديدة في السماء أول طائرة صديقة للبيئة تنطلق بنجاح
نجحت شركة "يونيذر بيوإلكترونيكس" في تنفيذ أول رحلة مأهولة لمروحية تعمل بالهيدروجين، لتفتح بذلك الباب أمام عصر جديد من الطيران النظيف والخالي من الانبعاثات. أقلعت مروحية تجريبية من طراز "روبنسون R44" في 27 مارس الماضي، من مطار برومونت في مقاطعة كيبيك الكندية، لتحلق في السماء لمدة 3 دقائق و16ثانية فقط، لكنها كانت كافية لإثبات قدرة هذا الابتكار على الإقلاع والمناورة باستخدام وقود الهيدروجين. اعتمدت الرحلة على نظام دفع متطور يجمع بين خليتين من خلايا الوقود من نوع "PEM" وبطارية صغيرة لتلبية احتياجات الطاقة المتغيرة أثناء الطيران. المفاجأة أن 90% من الطاقة المستخدمة جاءت من الهيدروجين، ما يُعد خطوة عملاقة نحو تقليل البصمة الكربونية للطيران.وأكدت الشركة أن هذا الإنجاز يُعد إثباتاً عملياً لقدرة النظام على تلبية متطلبات الإقلاع والهبوط العمودي (VTOL)، وهو ما يُعزز الآمال بتحقيق حلم المروحيات الخالية من الانبعاثات، بحسب ما ذكره موقع "Sustainability Times". "بروتيستي"... مشروع طموح لمستقبل نظيف الرحلة تأتي ضمن مشروع "بروتيستي" المشترك بين "يونيذر بيوإلكترونيكس" وشركة "روبنسون هليكوبتر"، والذي أُعلن عنه في 2024 بهدف تطوير جيل جديد من المروحيات الصديقة للبيئة.ومن أبرز أهداف المشروع استخدام هذه التقنية في نقل الأعضاء البشرية، بما يتماشى مع نشاط الشركة في المجال الطبي، ما يُبرز الإمكانات الثورية للمروحيات الهيدروجينية في خدمات الطوارئ والنقل التجاري. التحديات قائمة... لكن الأفق واعد رغم النجاح اللافت، لا تزال هناك تحديات كبيرة أمام تعميم هذه التقنية، أبرزها الحاجة إلى بنية تحتية متكاملة لإنتاج وتخزين وتوزيع الهيدروجين. لكن في المقابل، فإن الفرص هائلة. فالهيدروجين يُعد من أنظف مصادر الطاقة، وقد يكون الحل الأمثل لتقليل الانبعاثات في قطاع الطيران، الذي يُعد من أكثر القطاعات تلويثاً للبيئة. الخطوة التالية في المشروع هي دمج نظام تخزين للهيدروجين السائل، الذي يتميز بكثافة طاقية أعلى من نظيره الغازي، ما قد يُطيل مدى الطيران ويُعزز من قدرات المروحية التشغيلية. قد يهمك أيضــــــــــــــا "النحل الإفريقي القاتل" يثير الذعر في الولايات المتحدة خبراء الطاقة يجتمعون في المغرب لبحث تحديات التحلية المستدامة والانتقال الأخضر


بلبريس
منذ 18 ساعات
- بلبريس
'هاي ماروك'.. مشروع استراتيجي يعزّز تموقع المغرب في سوق الطاقة النظيفة
بلبريس - ليلى صبحي دخل المغرب مرحلة جديدة في مسار تنويع مصادره الطاقية، بعدما تم الإعلان عن إحداث شركة بريطانية جديدة تحت اسم "هاي ماروك"، مهمتها استكشاف إمكانيات الهيدروجين الطبيعي والهيليوم داخل التراب المغربي. ويعد المشروع ثمرة شراكة متساوية بين شركتي "ساوند إنرجي" و"جيتك"، في خطوة تعكس تصاعد اهتمام المستثمرين الدوليين بثروات المغرب الطاقية وخصوصًا تلك المرتبطة بالطاقات النظيفة والبديلة. ومنذ توقيع اتفاق التعاون بين الطرفين في أكتوبر من سنة 2024، تم الشروع في عمليات مسح ميدانية شملت دراسات علمية دقيقة، انتهت خلال شهر يونيو الجاري، وأسفرت عن اختيار مواقع وُصفت بأنها ذات مؤهلات واعدة، تقع بالأساس في ضواحي العاصمة الرباط، وفقًا لما أكده مسؤولون بالشركتين البريطانيتين. ماكس برورز، المسؤول عن تطوير الأعمال بشركة "جيتك"، أوضح أن تأسيس "هاي ماروك" يمثل مرحلة نوعية جديدة ضمن الشراكة مع "ساوند إنرجي"، مشيرًا إلى أن المشروع يستند إلى معطيات جيولوجية وجيوفيزيائية تم التحقق منها وفق أعلى المعايير الدولية، ومدعومة بخبرة ميدانية راكمها الطرفان في مجالات التنقيب عن المحروقات. من جانبه، صرح جون أرغنت، نائب رئيس شركة "ساوند إنرجي" المكلف بالعلوم الجيولوجية، أن نتائج الأبحاث جاءت مبنية على منهجية علمية صارمة مكّنت من تحديد أفضل المواقع المحتملة لاستخراج الهيدروجين الطبيعي، مؤكدًا أن المغرب يمتلك ظروفًا جيولوجية فريدة وموقعًا استراتيجيًا يعزّز من جاذبيته في السوق الدولية للطاقة. وتأتي هذه المبادرة في سياق التحولات الطاقية التي يشهدها المغرب، الذي يعمل على تقليص اعتماده على الوقود الأحفوري، من خلال الاستثمار في مصادر طاقية مستدامة. ويُعد الهيدروجين الطبيعي، المستخرج مباشرة من باطن الأرض، من بين البدائل الواعدة، نظرًا لتكلفته المنخفضة التي لا تتجاوز دولارًا واحدًا للكيلوغرام، بحسب المعطيات التقنية المقدمة من الشركة البريطانية. أما الهيليوم، فهو يُعتبر عنصرًا استراتيجيًا يدخل في صناعات دقيقة تشمل المجال الطبي، والتقنيات الفضائية، والإلكترونيات المتقدمة، والطاقة النووية، ما يعزز القيمة المضافة للمشروع. وفي بلاغ رسمي موجّه لبورصة لندن بتاريخ 17 يونيو الجاري، أعلنت "ساوند إنرجي" عن انتهاء أشغال المسح الإقليمي، وتأسيس الكيان المشترك "هاي ماروك"، مع الكشف عن حصص الشركاء وخطة العمل المستقبلية، وهو ما يشير إلى التزام واضح بالشفافية وبالضوابط الاستثمارية العالمية. هذه الخطوة لا تعكس فقط تقدّمًا تقنيًا في الاستكشاف، بل تُجسّد أيضًا ثقة دولية متجددة في قدرة المغرب على التحوّل إلى منصة إقليمية رائدة في مجال الطاقات المتجددة والنظيفة، في زمن بات فيه الانتقال الطاقي ضرورة استراتيجية أكثر منه خيارًا اقتصاديا.


وجدة سيتي
منذ يوم واحد
- وجدة سيتي
المغرب يُسرع وتيرة التحضيرات لبدء إنتاج الغاز الطبيعي من حقل تندرارة بحلول نهاية 2025
كشفت شركة « ساوند إنيرجي »، الشريك في مشروع تندرارة للغاز شرق المغرب، عن اقتراب انطلاق الإنتاج الفعلي خلال الربع الأخير من العام الحالي 2025، بالتزامن مع استكمال المرافق الحيوية للمشروع. وأوضحت الشركة، التي تمتلك حصة 20% بالمشاركة مع شركة « مانا إنيرجي »، أن أعمال بناء خزان الغاز الطبيعي المسال في مراحلها النهائية، بينما من المقرر تشغيل وحدة التسييل الصغيرة بحلول أغسطس 2025، لتبلغ الطاقة الإنتاجية اليومية نحو 10 ملايين قدم مكعب من الغاز عالي الجودة. وفي سياق متصل، تجري الاستعدادات لربط حقل تندرارة بخط أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي، حيث يتم حالياً تحديث دراسة الهندسة الأمامية تمهيداً للتوقيع على العقود المرتبطة بالمشروع قبل نهاية 2026. كما تستعد الشركة لبدء المرحلة الثانية من عمليات الحفر، والتي ستشمل حفر بئرين إضافيين (SBK-1 وM5)، وسط توقعات باكتشاف احتياطات كبيرة قد تصل إلى 7.6 مليارات متر مكعب من الغاز. من ناحية أخرى، لا يزال مشروع سيدي المختار الواقع جنوب المغرب في مرحلة الاستكشاف، حيث تبحث الشركة عن شريك مالي لتمويل الدراسات الزلزالية التي تتطلب استثماراً يقدر بـ6 ملايين دولار. وفي إطار التوسع في قطاع الطاقة، أبرمت « ساوند إنيرجي » شراكة علمية مع شركة « جيتك » لاستكشاف الهيدروجين الطبيعي والهيليوم باستخدام تقنيات ثلاثية الأبعاد المتطورة. تأتي هذه التطورات في إطار الجهود المغربية لتعزيز سيادتها الطاقية وتقليل الاعتماد على الاستيراد، إلى جانب ترسيخ مكانتها كفاعل إقليمي في مجال الطاقات المتجددة والنظيفة. ويُعتبر مشروع تندرارة خطوة مهمة نحو تحقيق هذا الهدف، خاصة مع التوقعات الكبيرة حول حجم الاحتياطات وقدرات الإنتاج المستقبلية. منقول عن : تورية الوكيلي