logo
قيوح: تحت القيادة الملكية، المغرب جعل من التعاون الإفريقي محورا رئيسيا في سياسته الخارجية ونموذجه التنموي

قيوح: تحت القيادة الملكية، المغرب جعل من التعاون الإفريقي محورا رئيسيا في سياسته الخارجية ونموذجه التنموي

عبّرمنذ 18 ساعات

أكد وزير النقل واللوجستيك، عبد الصمد قيوح، السبت بإسطنبول، أن المغرب، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، جعل من التعاون الإفريقي محورا رئيسيا في سياسته الخارجية ونموذجه التنموي.
وأوضح قيوح، في مداخلة له خلال جلسة رفيعة المستوى نُظمت تحت عنوان 'إطلاق إمكانات إفريقيا في مجال الربط'، في إطار منتدى الربط العالمي للنقل، أن المملكة تؤمن بأن إفريقيا مطالبة بأن تكون سيدة مصيرها، وقادرة على بناء تكامل قاري فعلي قائم على بنية تحتية قوية، وإرادة سياسية مشتركة، ورؤية استراتيجية موحدة.
وأضاف المسؤول أن تعزيز الربط القاري يشكل رافعة استراتيجية لتحقيق هذا الطموح الإفريقي المشترك، مسجلا أن المغرب يضع في صلب أولوياته مشاريع مهيكلة تروم تسريع الاندماج الإفريقي وفك العزلة عن المناطق غير الساحلية.
وفي هذا السياق، أبرز الوزير أن ميناء الداخلة الأطلسي يجسد هذا التوجه الطموح، باعتباره جزءا من المبادرة الملكية الأطلسية التي أطلقها جلالة الملك من أجل تعزيز ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، مشيرا إلى أن هذه البنية التحتية الاستراتيجية ستشكل أداة فعالة لربط إفريقيا جنوب الصحراء بالمجال الأطلسي، وتعزيز انفتاح دول الساحل على العالم.
كما استحضر السيد قيوح الرسالة السامية التي وجهها صاحب الجلالة إلى المشاركين في قمة 'إفريقيا من أجل المحيط'، المنعقدة مؤخرا في نيس في إطار مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات، والتي تلتها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، ممثلة لجلالة الملك، والتي رسمت معالم رؤية بحرية جديدة لإفريقيا، تقوم على تعزيز النمو الأزرق كقاطرة للتنمية المستدامة، وتوسيع التعاون جنوب-جنوب، وتكامل إقليمي متمحور حول الفضاءات البحرية.
وأضاف أن هذه الرؤية الملكية المتكاملة تنعكس أيضا في التزام المغرب بتطوير أسطول بحري تجاري وطني، ليس فقط لتوسيع قدراته في مجال النقل، بل لبناء منظومة بحرية متكاملة قائمة على الاستثمارات المشتركة والربط المنتظم بين الموانئ الإفريقية.
وفي معرض حديثه عن التحديات التي تواجه القارة، أشار الوزير إلى أن ضعف البنيات التحتية، وتعدد الإكراهات التنظيمية، وضعف التنسيق، وقلة التمويل، لا تزال تحد من قدرة إفريقيا على تحقيق اندماج حقيقي، مشددا على ضرورة تفعيل منطقة التبادل الحر القارية، وإقامة ممرات نقل متعددة الوسائط، وتوحيد المعايير، وتعزيز القدرات التمويلية لدعم المشاريع اللوجستية العابرة للحدود.
وفي هذا الإطار، أكد السيد قيوح أن المغرب يعمل على تطوير منصة لوجستية إقليمية فعالة، من خلال مشاريع استراتيجية كبرى مثل ميناء طنجة المتوسط، والناظور غرب المتوسط، والداخلة الأطلسي، وميناء طانطان المستقبلي، بما يجعل من المملكة حلقة وصل محورية بين إفريقيا وباقي مناطق العالم.
وأشار إلى أن هذه الدينامية تتقاطع أيضا مع الاستراتيجية الوطنية للانتقال الطاقي، إذ يسعى المغرب إلى التموقع كمركز إقليمي لإنتاج وتوزيع الهيدروجين الأخضر، معتمدا على بنياته المينائية المتطورة لتوفير الوقود النظيف للسفن، والمساهمة في إزالة الكربون من النقل البحري، وتعزيز جاذبية الموانئ المغربية كمراكز لوجستية خضراء على الصعيدين الإقليمي والقاري.
كما شدد الوزير على أن هذه البنيات التحتية لن تؤدي دورها الكامل إلا في إطار رؤية قارية مندمجة، داعيا إلى الاستثمار في الرأسمال البشري الإفريقي، وتعزيز سلاسل القيمة الإقليمية، وتشجيع الابتكار في مجال اللوجستيك.
واختتم السيد قيوح مداخلته بالتأكيد على التزام المملكة الراسخ بمواكبة كل المبادرات الإفريقية الرامية إلى تعزيز الربط القاري، لاسيما في الفضاء الأطلسي، معتبرا أن الربط يعد من أبرز الأدوات الكفيلة بتحقيق السيادة الإفريقية، وتعزيز التضامن، وفتح آفاق جديدة للنمو المشترك.
وتميزت هذه الجلسة رفيعة المستوى بمشاركة وزيري النقل واللوجستيك في كل من موريتانيا والكونغو، إلى جانب رئيس موانئ جيبوتي.
ويشارك المغرب في منتدى الربط العالمي للنقل، الذي تنظمه وزارة النقل والبنية التحتية التركية بدعم من البنك الدولي على مدى ثلاثة أيام (27 – 29 يونيو)، بوفد هام يترأسه السيد قيوح، ويضم سفير صاحب الجلالة لدى الجمهورية التركية، محمد علي الأزرق، وعددا من مديري ومسؤولي قطاع النقل والسلامة الطرقية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

'هاي ماروك'.. مشروع استراتيجي يعزّز تموقع المغرب في سوق الطاقة النظيفة
'هاي ماروك'.. مشروع استراتيجي يعزّز تموقع المغرب في سوق الطاقة النظيفة

بلبريس

timeمنذ 4 ساعات

  • بلبريس

'هاي ماروك'.. مشروع استراتيجي يعزّز تموقع المغرب في سوق الطاقة النظيفة

بلبريس - ليلى صبحي دخل المغرب مرحلة جديدة في مسار تنويع مصادره الطاقية، بعدما تم الإعلان عن إحداث شركة بريطانية جديدة تحت اسم "هاي ماروك"، مهمتها استكشاف إمكانيات الهيدروجين الطبيعي والهيليوم داخل التراب المغربي. ويعد المشروع ثمرة شراكة متساوية بين شركتي "ساوند إنرجي" و"جيتك"، في خطوة تعكس تصاعد اهتمام المستثمرين الدوليين بثروات المغرب الطاقية وخصوصًا تلك المرتبطة بالطاقات النظيفة والبديلة. ومنذ توقيع اتفاق التعاون بين الطرفين في أكتوبر من سنة 2024، تم الشروع في عمليات مسح ميدانية شملت دراسات علمية دقيقة، انتهت خلال شهر يونيو الجاري، وأسفرت عن اختيار مواقع وُصفت بأنها ذات مؤهلات واعدة، تقع بالأساس في ضواحي العاصمة الرباط، وفقًا لما أكده مسؤولون بالشركتين البريطانيتين. ماكس برورز، المسؤول عن تطوير الأعمال بشركة "جيتك"، أوضح أن تأسيس "هاي ماروك" يمثل مرحلة نوعية جديدة ضمن الشراكة مع "ساوند إنرجي"، مشيرًا إلى أن المشروع يستند إلى معطيات جيولوجية وجيوفيزيائية تم التحقق منها وفق أعلى المعايير الدولية، ومدعومة بخبرة ميدانية راكمها الطرفان في مجالات التنقيب عن المحروقات. من جانبه، صرح جون أرغنت، نائب رئيس شركة "ساوند إنرجي" المكلف بالعلوم الجيولوجية، أن نتائج الأبحاث جاءت مبنية على منهجية علمية صارمة مكّنت من تحديد أفضل المواقع المحتملة لاستخراج الهيدروجين الطبيعي، مؤكدًا أن المغرب يمتلك ظروفًا جيولوجية فريدة وموقعًا استراتيجيًا يعزّز من جاذبيته في السوق الدولية للطاقة. وتأتي هذه المبادرة في سياق التحولات الطاقية التي يشهدها المغرب، الذي يعمل على تقليص اعتماده على الوقود الأحفوري، من خلال الاستثمار في مصادر طاقية مستدامة. ويُعد الهيدروجين الطبيعي، المستخرج مباشرة من باطن الأرض، من بين البدائل الواعدة، نظرًا لتكلفته المنخفضة التي لا تتجاوز دولارًا واحدًا للكيلوغرام، بحسب المعطيات التقنية المقدمة من الشركة البريطانية. أما الهيليوم، فهو يُعتبر عنصرًا استراتيجيًا يدخل في صناعات دقيقة تشمل المجال الطبي، والتقنيات الفضائية، والإلكترونيات المتقدمة، والطاقة النووية، ما يعزز القيمة المضافة للمشروع. وفي بلاغ رسمي موجّه لبورصة لندن بتاريخ 17 يونيو الجاري، أعلنت "ساوند إنرجي" عن انتهاء أشغال المسح الإقليمي، وتأسيس الكيان المشترك "هاي ماروك"، مع الكشف عن حصص الشركاء وخطة العمل المستقبلية، وهو ما يشير إلى التزام واضح بالشفافية وبالضوابط الاستثمارية العالمية. هذه الخطوة لا تعكس فقط تقدّمًا تقنيًا في الاستكشاف، بل تُجسّد أيضًا ثقة دولية متجددة في قدرة المغرب على التحوّل إلى منصة إقليمية رائدة في مجال الطاقات المتجددة والنظيفة، في زمن بات فيه الانتقال الطاقي ضرورة استراتيجية أكثر منه خيارًا اقتصاديا.

المغرب يُسرع وتيرة التحضيرات لبدء إنتاج الغاز الطبيعي من حقل تندرارة بحلول نهاية 2025
المغرب يُسرع وتيرة التحضيرات لبدء إنتاج الغاز الطبيعي من حقل تندرارة بحلول نهاية 2025

وجدة سيتي

timeمنذ 10 ساعات

  • وجدة سيتي

المغرب يُسرع وتيرة التحضيرات لبدء إنتاج الغاز الطبيعي من حقل تندرارة بحلول نهاية 2025

كشفت شركة « ساوند إنيرجي »، الشريك في مشروع تندرارة للغاز شرق المغرب، عن اقتراب انطلاق الإنتاج الفعلي خلال الربع الأخير من العام الحالي 2025، بالتزامن مع استكمال المرافق الحيوية للمشروع. وأوضحت الشركة، التي تمتلك حصة 20% بالمشاركة مع شركة « مانا إنيرجي »، أن أعمال بناء خزان الغاز الطبيعي المسال في مراحلها النهائية، بينما من المقرر تشغيل وحدة التسييل الصغيرة بحلول أغسطس 2025، لتبلغ الطاقة الإنتاجية اليومية نحو 10 ملايين قدم مكعب من الغاز عالي الجودة. وفي سياق متصل، تجري الاستعدادات لربط حقل تندرارة بخط أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي، حيث يتم حالياً تحديث دراسة الهندسة الأمامية تمهيداً للتوقيع على العقود المرتبطة بالمشروع قبل نهاية 2026. كما تستعد الشركة لبدء المرحلة الثانية من عمليات الحفر، والتي ستشمل حفر بئرين إضافيين (SBK-1 وM5)، وسط توقعات باكتشاف احتياطات كبيرة قد تصل إلى 7.6 مليارات متر مكعب من الغاز. من ناحية أخرى، لا يزال مشروع سيدي المختار الواقع جنوب المغرب في مرحلة الاستكشاف، حيث تبحث الشركة عن شريك مالي لتمويل الدراسات الزلزالية التي تتطلب استثماراً يقدر بـ6 ملايين دولار. وفي إطار التوسع في قطاع الطاقة، أبرمت « ساوند إنيرجي » شراكة علمية مع شركة « جيتك » لاستكشاف الهيدروجين الطبيعي والهيليوم باستخدام تقنيات ثلاثية الأبعاد المتطورة. تأتي هذه التطورات في إطار الجهود المغربية لتعزيز سيادتها الطاقية وتقليل الاعتماد على الاستيراد، إلى جانب ترسيخ مكانتها كفاعل إقليمي في مجال الطاقات المتجددة والنظيفة. ويُعتبر مشروع تندرارة خطوة مهمة نحو تحقيق هذا الهدف، خاصة مع التوقعات الكبيرة حول حجم الاحتياطات وقدرات الإنتاج المستقبلية. منقول عن : تورية الوكيلي

المغرب يخطو بثبات نحو استكشاف الهيدروجين الطبيعي والهيليوم بشراكة بريطانية جديدة
المغرب يخطو بثبات نحو استكشاف الهيدروجين الطبيعي والهيليوم بشراكة بريطانية جديدة

اليوم 24

timeمنذ 16 ساعات

  • اليوم 24

المغرب يخطو بثبات نحو استكشاف الهيدروجين الطبيعي والهيليوم بشراكة بريطانية جديدة

دخل المغرب مرحلة جديدة في مسار تنويع موارده الطاقية، عبر مشروع استكشاف الهيدروجين الطبيعي والهيليوم، بعد الإعلان عن تأسيس شركة بريطانية مشتركة تحمل اسم « هاي ماروك ». وتُعد هذه الخطوة ثمرة شراكة بين شركتي « ساوند إنرجي » و** »جيتك »** البريطانيتين، اللتين تملكان حصصًا متساوية (50% لكل طرف) في الشركة الجديدة، التي ستقود عمليات الاستكشاف. نتائج أولية مشجعة وأفادت الشركتان بأنهما بدأتا، منذ توقيع اتفاق التعاون في أكتوبر 2024، دراسات استقصائية ومسحًا ميدانيًا دقيقًا لتحديد المواقع ذات الإمكانيات المرتفعة، وهي العملية التي انتهت خلال شهر يونيو الجاري، وأسفرت عن اختيار مواقع واعدة لاستكشاف الهيدروجين الطبيعي والهيليوم. تأكيدات من مسؤولين بريطانيين وصرّح ماكس برورز، الرئيس التنفيذي لتطوير الأعمال في شركة « جيتك »، بأن تأسيس « هاي ماروك » يمثل « مرحلة جديدة في اتفاق التعاون مع ساوند إنرجي »، مشيرًا إلى أن المشروع يستند إلى معطيات علمية تشمل بيانات جيولوجية وجيوفيزيائية دقيقة، ومعايير متقدمة مستمدة من خبرات عقود في التنقيب عن النفط. ومن جهته، أكد جون أرغنت، نائب رئيس شركة « ساوند إنرجي » للعلوم الجيولوجية، أن عمليات الاستقصاء ارتكزت على منهجية علمية لتحديد المواقع الأكثر غنى في ضواحي الرباط، مبرزًا أن الظروف الجيولوجية الفريدة للمغرب، وموقعه الاستراتيجي، يمنحانه فرصًا هامة في سوق الطاقة النظيفة. إمكانات واعدة وتحول طاقي تأتي هذه المبادرة في سياق توجه المغرب نحو التحول الطاقي، وتنويع مصادره من الطاقة النظيفة. ويعد الهيدروجين الطبيعي، المستخرج مباشرة من باطن الأرض، منافسًا للهيدروجين الأخضر من حيث الكلفة، إذ تُقدّر تكلفته بدولار واحد فقط للكيلوغرام، وفقًا لشركة « ساوند إنرجي ». أما الهيليوم، فله استخدامات واسعة في مجالات الصناعة الطبية والإلكترونيات والفضاء، إلى جانب دوره الحيوي في قطاعات الاتصالات والطيران والطاقة النووية، ما يعزز القيمة الاقتصادية لهذه الاكتشافات. تحركات رسمية وإفصاح مالي أبلغت « ساوند إنرجي » بورصة لندن، بتاريخ 17 يونيو الجاري، بانتهاء عمليات المسح الإقليمي بالتعاون مع « جيتك »، وبتأسيس مشروع « هاي ماروك »، إلى جانب تفاصيل تتعلق بحصص الاستكشاف، وخطة التطوير المستقبلية. وتعكس هذه التحركات الدينامية التي يعرفها قطاع الطاقة في المغرب، والإقبال الدولي المتزايد على موارده الطبيعية، في ظل سعيه ليكون منصة إقليمية للطاقات المتجددة والنظيفة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store