
كل عام والإنسانية بخير
مع ولادة هلال شهر محرم يوم أمس الخميس، يبدأ العام الهجري الجديد 1447، ليجدد التقويم الهجري حضوره في حياة المسلمين وتُحدد مواعيد العبادات والمناسبات الدينية، وهو يحمل في طياته تاريخاً عريقاً وقرارات مصيرية بدأت في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، الذي اعتبر الهجرة النبوية مبدأ للتاريخ الإسلامي، وجعل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة في 12 ربیع الأول (21 سبتمبر عام 622 م) مرجعاً لأول سنة فيه، وهذا هو سبب تسميته بالتقويم الهجريّ.
بهذا اليوم المبارك نستذكر الهجرة النبوية المشرفة وما تمثله من قيم الصبر والثبات والتوكل والإيمان، هي فرصة عظيمة للتأمل في سيرة خير الخلق صلى الله عليه وسلم، واستلهام الدروس الشريفة والمعاني العميقة التي تتجدد على مر العصور والأزمان.
الهجرة النبوية وبحسب مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي كانت عنواناً للانطلاق نحو بناء الإنسان والمجتمع، ورسم ملامح الدولة القائمة على العدل والتسامح والتكافل، وفرصةً لتعزيز الخطاب الديني الوسطي وتجديد الالتزام بالقيم التي أرساها الإسلام في تعامله مع الناس من رحمةٍ وتضامنٍ وتعايش.
ويقول المجلس، إنه وفي عالم يموج بتغيراتٍ متسارعةٍ وتحدياتٍ متزايدة، فإننا مدعوون أكثر من أي وقت مضى إلى بناء منظومة قيم راسخة في ضمير المجتمع، تحصنه من التطرُّف وتدفعه للمشاركة الفاعلة في النهوض الحضاري، انطلاقاً من إرثنا الديني وأصالتنا الثقافية.
صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، هنأ شعب الإمارات والشعوب الإسلامية بمناسبة العام الهجري الجديد، داعياً الله تعالى أن يكون عاماً يسوده السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
كما هنأ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الأمة العربية والإسلامية بالمناسبة، وقال: نسأل الله أن يكون عام خير ويمن وبركة. كل عام وقادمكم أجمل.. وكل عام وأيامكم أفضل.. وكل عام وشعوبنا في أمن وأمان وسلام واستقرار وازدهار.
بلادنا وهي تدخل العام الهجري الجديد، مع سائر بلاد المسلمين والعالم، ثابتة في مواصلة الجهود نحو ترسيخ ثقافة السلام ونشر الاعتدال، وتعزيز القيم الإنسانية والعيش بتسامح، وندعو الله أن تكون بلادنا، وفي كل أعوامها، وهي في أفضل حال، مُحلّقة في سماء المجد والإنجازات الكبرى، ونسأل الله أن يديم على دولة الإمارات نعمة الأمن، وأن يحفظ قيادتنا، وأن يجعل هذا العام فاتحة أمل ورحمة وسلام للإنسانية جمعاء.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 3 ساعات
- صحيفة الخليج
إيران وإسرائيل.. الصراع لم ينتهِ
توقفت العمليات الحربية بين إيران من جهة وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى، بعد 12 يوماً من القتال العنيف، الذي هدد بانفلات الأمور من عقالها بحرب تجر المنطقة والعالم إلى المجهول. هذه الحرب لم تكن عابرة، إذ حملت في مكامنها خطراً داهماً، حيث خلقت قواعد اشتباك جديدة، ومن المؤكد أن ما كان بعدها لن يكون كما كان قبلها. فبعد عقود من اقتصار الأمر على التهديدات الشفوية، أو العمليات السرية ضد بعضهما بعضاً، جاءت هذه الحرب لتفتح باباً قد لا يُغلق، إذ لا شيء يمنع من عودة القتال مجدداً، خصوصاً بعد تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتدمير البرنامج النووي لإيران إذا أعادت ترميمه، وتأكيد طهران أنها لن ترفع الراية البيضاء وهي عازمة على ترميم ما دُمر، ولا تزال متمسكة بما تعتبره حقاً لها. هذه الجولة من القتال كانت قصيرة نسبياً، بعدما حققت أهدافها بالمنظور الأمريكي أولاً ثم الإسرائيلي على درجة أقل، إذ كانت طموحات تل أبيب تتلخص بإحداث أكبر ضرر بإيران، يتجاوز البرنامج النووي والسعي لتغيير النظام، لكن واشنطن ترى أن ذلك يُعدّ كافياً، فهي لا تسعى إلى التورط في المنطقة مجدداً في ظل التهديد الصيني القائم لها، فأولوياتها مختلفة تماماً عن إسرائيل، حتى وإن توافقتا على الهجوم على إيران، وعلى الحرب في غزة، كما أن ترامب يواجه معضلة داخلية وقاعدة ترفض تدخل أمريكا في حروب جديدة، وقد كان هو نفسه يُروّج لذلك خلال حملته الانتخابية، وثمة نسبة كبيرة اختارته لأجل ذلك، بعدما كان يرفع شعار «أمريكا أولاً». انتهت المعركة دون اشتباك حاد وطويل المدى، وهو ما نأى بالمنطقة عن صراع مرير له آثار طويلة المدى، وأنقذ العالم من انتكاسة اقتصادية جديدة، لأن توسع القتال يعني إغلاق مضيق هرمز أو على الأقل انعدام الأمن فيه، وبالتالي فإن 30% من إمدادات الطاقة العالمية ستتأثر، وهذا ما لا ترغب فيه الكثير من الاقتصادات القوية كالصين مثلاً، أو دول حليفة لواشنطن مثل كوريا الجنوبية واليابان وأوروبا. لكن المخاوف الآن ستكون حول مدى الالتزام بالتهدئة وعدم اللجوء إلى القوة مجدداً، بعدما كُسِرت المعادلات السابقة، لأنه لا يمكن التعويل على إمكانية حصر الحرب في كل مرة، فإذا تم إخماد لهيب هذه المواجهة، فقد يكون ذلك غير ممكن لاحقاً، في حال استؤنفت، وستكون لها ساعتئذ امتدادات، فإشعال الحروب أسهل من إخمادها. مرت هذه الحرب، لكن لا يجب الركون إلى أن الأمور قد هدأت، لأن التهديدات متواصلة بين الطرفين، ولا تزال أيديهما على الزناد، وبالتالي فإن تدحرج الأمور وارد، وعندها لا يمكن التنبؤ بما تؤول إليه، وقد تصل إلى حرب كبرى لا تنحصر بين الطرفين المتصارعين فحسب.


صحيفة الخليج
منذ 5 ساعات
- صحيفة الخليج
شراكات إماراتية بلا حدود
في عصر التحولات الجيوسياسية الكبرى التي يشهدها العالم، تأخذ الدبلوماسية الإماراتية منحى يتجاوز المفهوم العام للعلاقات الدولية، من خلال فهم عميق لهذه التحولات وارتباطها بمصالح دولة الإمارات، وتحليل التفاعلات ودراسة القضايا التي تؤثر في المجتمع الدولي وتحويلها إلى عوامل إيجابية في مسار علاقات الإمارات الإقليمية والدولية. من هذا المنطلق، فإن السياسة الخارجية لدولة الإمارات تقوم على مبدأ التنوع، وبناء شراكات اقتصادية وسياسية وثقافية وتنموية وتكنولوجية وأمنية من دون قيد أو شرط، طالما أن الهدف الأساسي يصب في مصلحتها، وذلك جزء من حركة فاعلة باتجاه تحقيق السلم والأمن والازدهار في مواجهة ما يتعرض له العالم من تحديات ومخاطر. لذلك، فإن مشاركة سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، في أعمال الاجتماع الاقتصادي الأعلى للاتحاد الأوراسي الذي انعقد أمس في قصر الاستقلال بالعاصمة البيلاروسية مينسك، واجتماعه مع القادة المشاركين فيه، هو ترجمة للدور الذي تلعبه الإمارات على الساحة الدولية، وتأكيد لمدى ما تمثله من أهمية بالنسبة لمختلف الدول التي ترى في الإمارات نموذجاً لعلاقات صداقة وتعاون تحقق مصالح مشتركة وترتقي بالعلاقات إلى آفاق رحبة من الازدهار والنمو الاقتصادي. إن مشاركة الإمارات في هذا الاجتماع كضيف شرف هي شهادة تقدير من الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو وقادة الدول المشاركة، لقيادتها ودورها الريادي، حيث أكد سمو الشيخ خالد بن محمد حرص دولة الإمارات على تعزيز علاقات الصداقة مع دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، والارتقاء بها إلى آفاق جديدة من الازدهار والنمو الاقتصادي المشترك، بما يحقق المصالح المشتركة، ويخلق المزيد من الفرص التجارية والاستثمارية لكلا الجانبين. وقد شهد سموه مراسم توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية بين دولة الإمارات والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، التي تهدف إلى تسهيل حركة التجارة البينية، وتفتح آفاقاً جديدة من التعاون في قطاعات حيوية تشمل الطاقة المتجددة، والخدمات اللوجستية، وخدمات البناء والتشييد، حيث أكد سموه أن هذه الاتفاقية تعد محطة مهمة في مسار العلاقات بين دولة الإمارات ودول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، ودافعاً نحو مواصلة زيادة حجم التبادل التجاري، وفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي. يذكر أن التجارة الثنائية غير النفطية بين دولة الإمارات ودول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي حققت نمواً ملحوظاً بنسبة 27 في المئة عام 2024، لتصل إلى 29 مليار دولار أمريكي، فيما ارتفع حجم التبادل التجاري بين الطرفين بزيادة تجاوزت أربعة أضعاف مقارنة بعام 2021. على هامش الاجتماع عقد سمو الشيخ خالد بن محمد اجتماعاً مع الرئيس البيلاروسي الذي أكد حرص بلاده على تعزيز التعاون الثنائي مع دولة الإمارات في مختلف المجالات، وتبادل الجانبان وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية، وأكدا أهمية ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، ودعم الحلول السلمية للنزاعات، بما يسهم في تحقيق التنمية والازدهار لشعوب المنطقة والعالم أجمع. كما التقى سمو الشيخ خالد بن محمد، فلاديمير بوتين، رئيس روسيا الاتحادية، على هامش مشاركته في أعمال القمة، وبحثا علاقات الصداقة الراسخة والشراكة الاستراتيجية المتينة التي تجمع البلدين، كما تبادل الجانبان وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وتمضي دولة الإمارات في توسيع الشراكات مع مختلف دول العالم لترسيخ مفهوم الدبلوماسية الإيجابية التي تعزز الدور والحضور.


الإمارات اليوم
منذ 5 ساعات
- الإمارات اليوم
وفد طاجيكستاني يشيد بنموذج شرطة دبي في تعزيز الابتكار
أعرب وفد من المكتب المركزي الوطني للإنتربول في جمهورية طاجيكستان عن تقديره العميق للنموذج المتطور الذي تمثله الأجهزة الشرطية في الدولة، ولاسيما مبادرات شرطة دبي التي تعزز من مفاهيم الابتكار والشراكة الدولية في المجال الأمني، في تأكيد جديد على المكانة المتقدمة التي تحتلها دولة الإمارات في مجال العمل الأمني والشرطي على الساحة الدولية. وجاء ذلك خلال مشاركة الوفد الطاجيكستاني في النسخة الثانية من الدبلوم التخصصي في الابتكار الشرطي والقيادات الدولية (PIL)، الذي نظمته القيادة العامة لشرطة دبي، بالتعاون مع جامعة روتشستر للتكنولوجيا، بمشاركة نخبة من الضباط من 39 دولة، ليشكل منصة عالمية لتبادل أفضل الممارسات الأمنية وبناء جسور التعاون بين القيادات الشرطية حول العالم. وأكد صاحب الخبرة في التنسيق الدولي ومهام الأمم المتحدة المقدم ميرهَرور صوليف على تميز الدبلوم قائلاً: «قدرة شرطة دبي على جمع مشاركين من 39 دولة، وتنفيذ برنامج شرطي متخصص بهذه الحرفية والسلاسة وبهذا المستوى إنجاز بحد ذاته، خصوصاً مع اهتمام المنظمين بالتفاصيل اللوجستية والإقامة والدعم اليومي، والذي كان احترافياً ويعكس التزام دبي بالتميز». كما أبدى إعجابه باستخدام شرطة دبي المبتكر للتقنيات المتقدمة مثل أنظمة الذكاء الاصطناعي، وأنظمة الطائرات بدون طيار في تحسين وتطوير العمليات الشرطية، وعبّر عن اهتمام خاص بنظام «الدرونز بوكس» الذي اعتبره قابلاً للتطبيق في طاجيكستان نظراً لطبيعتها الجغرافية. وأضاف: «هذا النموذج يعزز مؤشرات سرعة الاستجابة للعمليات، ويُعيد توزيع الموارد بصورة أكثر فاعلية، لذلك أعتقد أنه من المهم دراسة إمكانية تطبيقه بجدية كبيرة». وتطرق صوليف أيضاً إلى أهمية بناء العلاقات الدولية قائلاً: «لقد أتيحت لنا فرصة ثمينة لتكوين صداقات حقيقية وروابط مهنية دائمة. وبحلول نهاية البرنامج، أصبحنا عائلة واحدة تجمعنا المهمة المشتركة والاحترام المتبادل». وأكد المقدم سعيدوف قاصم عبدالقاصموفيتش، القيمة المعرفية والعلمية التي حصدوها من الدبلوم، لاسيما عبر برامجه الميدانية التطبيقية والتدريب على سيناريوهات واقعية، إضافة إلى التركيز على مفهوم ومهارات القيادة، والمرونة الذهنية، واللياقة البدنية. وأضاف: «تُعد مبادرات شرطة دبي التي تعزز الروح الإيجابية نموذجاً يحتذى في كيفية تطوير العمل الشرطي ليكون عنصراً فاعلاً في تنمية المجتمعات ونشر الانسجام بين أفرادها». وقال: «مكنتنا الرؤية المستقبلية لقيادتنا في طاجيكستان من الانخراط في مثل هذه المبادرات العالمية والعودة بأفكار يمكن أن تُحدث فرقاً حقيقياً في عملنا».