
سوريا الموحدة.. لا مكان فيها للانفصاليين
لسبعة أشهر والعهد السوري الجديد يمارس أقصى سياسة ضبط النفس، واستيعاب الآخر، على الرغم من أن الآخر هنا لم يترك وصمة سيئة وسلبية، إلاّ ونعت بها الحكم الجديد، هذا الحكم الذي أتى بشرعية مليون شهيد و14 مليون مشرد وعذابات غدت معروفة للقاصي والداني، ولكن الآخر هنا للأسف لا يزال يظن بمقدوره إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، على الرغم من أن الكتابة الشعبية الداخلية، والدولية على الجدران واضحة لمن أراد أن يقرأ، حيث الكل داعمٌ للعهد الجديد، ويرسل الرسائل تلو الرسائل على أن سوريا موحدة، والعنوان دمشق، تجلى ذلك بتصريحات توماس باراك المبعوث الأمريكي إلى سوريا، ومعه تحركات عربية وإسلامية وغربية باتجاه دمشق، لكن على ما يبدو هذا الآخر لا يُتقن القراءة، أو لا يريد أن يقرأ، وربما يظن أنه ما يزال بمقدوره التعويل على أوهام وتخرصات العهد الأسدي لعقود.
العجيب أن مليشيات الهجري المناكفة والمعارضة، لا تمثل إلاّ شرذمة من أهلنا في السويداء، حيث النخب السويدائية ومنظمات المجتمع المدني فيها، أعلنت غير مرة رغبتها في ضرورة وواجب انتشار قوات الأمن السورية، وإعادة مؤسسات الدولة للسويداء، من أجل خدمة المواطن في المحافظة، الذي بدأ يئن تحت وطأة رفض مليشيات الهجري من استبعاد انتشار الدولة السورية هناك، فلا الأمن متحقق، ولا الخدمات الأساسية متوفرة فيها.
أمريكا التي لم يكن يعتقد أحدٌ ربما أن تتخلى عن مليشيات قسد، وهي التي دعمتها وساندتها، بل وناكفت فيها دولة محورية أساسية حليفة لها بحجم تركيا، ها هي اليوم تدفع بمليشيات قسد إلى الاندماج بالدولة السورية الجديدة، وتؤكد لها أن الطريق إلى سوريا يمر من دمشق، وهو ما أصاب مليشيات قسد في مقتل، فإن كان وضع الأخيرة بهذا الشكل فعلى ماذا يراهن أمثال الهجري، وهو الذي رأى تخلي القوى الدولية والإقليمية عن أذرعها تحت وطأة المصالح والأولويات، وخرائط مستقبلية.
كنا نعتقد أن الدرس الأفغاني والسوري سيكون عبرة وعظة لكل من يعوّل على الخارج، منفصلاً عن حاضنته وشعبه، ظاناً أن ملاحف وشراشف وأغطية الخارج قادرة على تدفئته، لكن يبدو أن البعض لا يريد أن يتعظ ولا يريد أن يتعلم، بل ويصر على ارتكاب الأخطاء والخطايا التي شهدها بعينه...
العهد الجديد أعطى فرصة كبيرة وكافية لكل من سوّلت له نفسه الاستقواء بالخارج والتعويل عليه، وربما تنفيذاً لأجندات خارجية غير وطنية، لكن لم يعد بالإمكان منح مزيد من الوقت لأمثال هؤلاء، الذين لديهم مشروع واحد، وهو مشروع عدمي، أساسه وجوهره الإضرار بمصلحة أهلنا في السويداء أولاً وأخيراً، ومعهم أهلنا في مناطق الشرقية السورية، ولذا كان على الدولة لزاماً، أن تتخذ موقفها لبسط سلطانها وإعادة الخدمات الأساسية إلى أهلنا في السويداء والشرق السوري.
ليس من المعقول ونحن في مرحلة ما بعد الاستبداد الأسدي، وفي القرن الحادي والعشرين أن تكون هناك بؤرٌ خارجة عن قانون الدولة، فقلة قليلة اليوم، تختطف المجتمع كله من أجل مصالحها، ونزواتها، في الوقت الذي تعارضها الأغلبية الغالبة من أهلنا في السويداء والشرقية السورية، ومعهم بالطبع مجتمعنا السوري الكبير، ولذا فإن البيان الذي صدّرته النخب المثقفة ومؤسسات المجتمع المدني في السويداء أصاب كبد الحقيقة، وعرّى بدوره المليشيات الخارجة عن القانون، وبل وبرأ نفسه وأهلنا هناك من الممارسات المشينة والمؤسفة التي قامت بها عناصر خارجة عن القانون وهي تقتل وتمثل بجثث رجال الجيش العربي السوري، الذين يواصلون سهر الليل بالنهار من أجل سوريا آمنة ومستقرة للجميع، لكن على ما يبدو لا يزال هناك من يأمل أن يصحو صباحاً على عهد الذل والاستبداد الذي طبع سوريا لنصف قرن.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الشرق
منذ 41 دقائق
- صحيفة الشرق
المحكمة الجنائية الدولية ترفض طلباً لإلغاء مذكرة اعتقال نتنياهو
46 الدوحة - موقع الشرق رفض قضاة بالمحكمة الجنائية الدولية، طلب الاحتلال الإسرائيلي إلغاء مذكرتي الاعتقال الصادرتين بحق رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت ريثما تنظر المحكمة في الطعون الإسرائيلية على اختصاصها القضائي بشأن الحرب على قطاع غزة. وفي قرار نشر على الموقع الإلكتروني للمحكمة، رفض القضاة أيضاً طلباً إسرائيلياً بتعليق التحقيق الأوسع الذي تجريه الجنائية الدولية حول ما يشتبه في أنها فظائع ارتكبت بالأراضي الفلسطينية، وفقاً لـرويترز. وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرات اعتقال في 21 نوفمبر بحق نتنياهو وغالانت والقيادي في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) محمد دياب إبراهيم المصري، المعروف باسم محمد الضيف، وذلك بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الحرب في قطاع غزة. وقالت المحكمة في فبراير إن القضاة سحبوا مذكرة الاعتقال بحق الضيف بعد ورود تقارير موثوقة عن وفاته. مساحة إعلانية


صحيفة الشرق
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الشرق
الرئيس السوري: سوريا لن تكون ساحة لتجارب الخارج وأمن السويداء أولوية للدولة
عربي ودولي 0 A+ A- أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن بلاده تواجه اليوم محاولة جديدة تستهدف وحدة أراضيها وزعزعة أمنها، مشددا على أن سوريا لن تكون ساحة لتجارب الخارج، ولا ميدانا لتحقيق الأطماع على حساب دماء السوريين. وقال الشرع، في كلمة مصورة وجهها إلى الشعب السوري اليوم، إن ما شهدته محافظة السويداء من تصعيد مسلح في الأيام الأخيرة جاء نتيجة تحركات مجموعات خارجة عن القانون، رفضت الحوار، وارتكبت اعتداءات بحق المدنيين، مشيرا إلى أن الدولة تحركت بكافة مؤسساتها لوضع حد لحالة الفوضى واستعادة الاستقرار. وأوضح أن وزارتي الدفاع والداخلية نفذتا انتشارا واسعا في السويداء لضبط الأمن، غير أن الكيان الإسرائيلي سعى إلى عرقلة هذه الجهود من خلال استهداف منشآت مدنية وحكومية، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع، وكاد أن يفتح المجال أمام مواجهة مباشرة تم تفاديها بوساطات عربية وأمريكية وتركية. وأعلن الشرع عن قرار الدولة تفويض عدد من الفصائل المحلية ووجهاء الطائفة الدرزية بالمشاركة في حفظ الأمن داخل المحافظة، معتبرا أن هذه الخطوة تهدف إلى الحفاظ على وحدة البلاد وتجنب الانزلاق نحو مواجهة داخلية. وأكد أن الدولة تتحمل كامل المسؤولية في حماية أهالي الجبل وصون حقوقهم، متوعدا بمحاسبة كل من تورط في ارتكاب جرائم أو تجاوزات خلال الأحداث الأخيرة، داعيا في الوقت ذاته السوريين إلى التكاتف والعمل المشترك من أجل بناء سوريا جديدة قائمة على الوحدة والاستقرار والكرامة. وكانت محافظة السويداء قد شهدت خلال الأيام الثلاثة الماضية مواجهات بين قوات الأمن ومجموعات مسلحة، عقب اعتداءات استهدفت سكانا مدنيين، مما استدعى تدخل الجيش لفرض النظام. وأعلنت وزارة الداخلية السورية، في وقت سابق اليوم، التوصل إلى اتفاق مع وجهاء من السويداء يضع حدا للتصعيد ويمهد لعودة الهدوء إلى المحافظة. مساحة إعلانية


صحيفة الشرق
منذ 2 ساعات
- صحيفة الشرق
لا للحروب نعم وألف نعم للسلام
111 A+ A- على امتداد هذه السنين الطويلة وتعاقب الحكومات الإسرائيلية المختلفة إلا أنك لن تجد أحدا منها اعترف أو حتى فكر بأن للشعب الفلسطيني حقا مستحقا بأن تكون له دولة وعاصمتها القدس كما من حق الإسرائيليين بأن تكون لهم دولة، كما أن الدول التي ساهمت في هذه المأساة وأخرجتها إلى النور لم يؤنبها لا ضمير ولا هم يحزنون فهي ما زالت تواصل ذلك إلى يومنا هذا! صحيح كانت الخسائر في جانب الشعب الفلسطيني هائلة ولم تستثنِ إسرائيل لا بشرا ولا شجرا ولا حجرا إلا أن الشعب الإسرائيلي هو الآخر خسران. وبرغم ما فعلته حكوماته بالطرف الآخر إلا من أهم خسائره بأنه لم يحصل لا على الأمن ولا على الأمان الذي يبحث عنه حسب ادعاء حكوماته الدائم التي تنتقل به من نزاع إلى نزاع ومن حرب إلى حرب ولها أطماع غير مشروعة وجُل فكرها مشغول بذلك؟؟ ولم تفكر يوما بأن تضع حدا لكل هذه المآسي والعداء والكراهية وهي تعلم بأنه ليس لها قبول عند الشعوب العربية ما دامت تفعل بالشعب الفلسطيني كل ذلك، ولا تعترف بحقوقه المشروعة بأن يكون له وطن مستقل معلوم الحدود كباقي شعوب الأرض كما للشعب الإسرائيلي ويعيش الجميع بسلام، وتكرس جهودها للعنف وتحولها لجهود لإرساء قواعد السلام والأمن والأمان والاستقرار المنشود والتقدم والازدهار. إلى متى يبقى هذا الوضع على ما هو عليه إلى متى سوف تظل الآذان مسدودة عن سماع دعوات السلام الدائم وإلى متى سوف يكون الشرق الأوسط على صفيح ساخن توترات وأزمات وحروب لا تنتهي ! وإلى متى سوف يظل سوء تصرف بعض المتطرفين المتعطشين للأسف الشديد للخراب والدمار والحروب المكلفة بشرياً واقتصادياً إلى متى يظلون مؤثرين في القرار السياسي ويجنحون بالأمور إلى طرق غير طرق السلام فليس في الحروب رابح الكل خسران بطريقة أو بأخرى. مساحة إعلانية