
الدور الإماراتي المفضوح في سقطرى!؟
ويرى مراقبون أن حالة الحصار التي فرضتها أبوظبي على المحافظة عبارة عن عقاب جماعي ردا على أبناء شعبها الرافضين للأطماع والمخططات التي تدبرها ضد الجزيرة وتمسكهم بسيادة اليمن الوطنية مهما كانت الإغراءات.
وفي بداية العام الحالي كشف موقع "إنسيد أوفر" الإيطالي، عن تفاصيل جديدة بشأن أعمال البناء التي تجري في جزيرة عبد الكوري اليمنية؛ حيث يتم إنشاء مدرج هبوط طائرات طويل يبلغ طوله حوالي 3 كيلومترات، واعتبر ذلك جزءا من النفوذ الإماراتي على حساب السعودية في اليمن، وفي الفترة نفسها صرح مسؤول دفاعي أمريكي بأن الولايات المتحدة تعزز "دفاعاتنا الصاروخية في جزيرة سقطرى" تحسبًا لهجوم محتمل من قبل أنصار الله على القواعد الأمريكية في المنطقة، ويرى مراقبون بأن كل التحركات الإماراتية في الممرات المائية والجزر البحرية اليمنية تصب في النهاية في خدمة الولايات المتحدة الأمريكية حامية إسرائيل.
واليوم تتصاعد المخاوف في أرخبيل سقطرى من مشروع إماراتي جديد يحمل اسم "مستر بلان"، تقول أبوظبي إنه خطة طموحة للتنمية الحضرية والتخطيط العمراني بينما يكشف الواقع عن ملامح أجندة خفية تهدف إلى تعزيز سيطرة أبوظبي على الجزيرة الحيوية، بيئيا وجيوسياسيا عبر أدوات ناعمة ومشاريع ظاهرها تنموي وباطنها استعماري طويل الأمد من خلال السيطرة التدريجية على الأراضي المحمية والمواقع الاستراتيجية في الأرخبيل، بذريعة الاستثمار والتخطيط المستقبلي ورغم أن القوانين اليمنية تحظر بشكل صريح بيع أو تأجير أراضٍ في سقطرى لمستثمرين أجانب، إلا أن الإمارات تحاول تجاوز هذه القيود عبر وكلاء محليين.
وتعزز هذه المخاوف تقارير محلية ودولية تحدثت خلال السنوات الماضية عن قيام الإمارات بإنشاء مرافق سيادية في الأرخبيل، من بينها قواعد عسكرية غير معلنة وموانئ خاصة، ما يجعل "مستر بلان" خطوة إضافية في اتجاه تثبيت الاحتلال الناعم وتوسيع طيفه ليشمل الاقتصاد والسياحة بعد أن كان محصورًا في الجوانب العسكرية.
ويرى مراقبون أن مثل هذا المشروع يعكس محاولة لشرعنة واقع استيطاني جديد تحت عنوان "التنمية"، فسقطرى تواجه أزمة بيئية حادة تُتهم شركة إماراتية تُعرف باسم "المثلث الشرقي" بالوقوف وراءها فقد فرضت هذه الشركة، التي تحتكر سوق الطاقة في الأرخبيل، قيودًا شديدة على توفر المشتقات النفطية والغاز المنزلي، ما أدى إلى ارتفاع كبير في الأسعار، ودفع السكان إلى اللجوء إلى الاحتطاب الجائر كمصدر بديل للطاقة وتسببت هذه الممارسات، وفقًا لمصادر محلية، في تدمير تدريجي للغطاء النباتي النادر في سقطرى، بما في ذلك أشجار "دم الأخوين" الشهيرة والمهددة بالانقراض، مما يهدد النظام البيئي الفريد للجزيرة وقد أطلقت منظمات بيئية محلية تحذيرات من استمرار هذا الوضع الذي قد يؤدي إلى اختلال التوازن البيولوجي في الجزيرة، وبالتالي تهديد مكانتها العالمية كمحمية طبيعية مدرجة ضمن قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو.
وتبقى أطماع الاحتلال الإماراتي هي القبلة التي ترسم سياساتها الخارجية في المنطقة، حتى لو كان ذلك على حساب التوازن السياسي والأمني والتاريخي، ضاربة بالمرتكزات الوطنية والقومية عرض الحائط.. غير أن سقطرى ستظل بأهلها وجغرافيتها أيقونة للوفاء والولاء المطلق لليمن الكبير، هويةً وتاريخاً في وجه كل الطامعين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 11 ساعات
- اليمن الآن
غرق قارب مهاجرين أفارقة قبالة سواحل اليمن.. مقتل 7 وفقدان العشرات
سما نيوز / متابعات لقي سبعة مهاجرين أفارقة على الأقل حتفهم وفقد آخرون في حادث غرق قارب قبالة السواحل الجنوبية لليمن، تحديدًا في منطقة مديرية أحور بمحافظة أبين على البحر العربي، وفقًا لما أفاد به مصدر في السلطة المحلية لـ'سبوتنيك'. وأكد المصدر أن قوات الأمن تمكنت من انتشال سبع جثث تعود لمهاجرين إثيوبيين غير شرعيين كانوا على متن القارب، الذي غرق نتيجة اضطراب البحر، فيما لا تزال عمليات البحث جارية عن ناجين محتملين. ولم يتضح حتى الآن العدد الإجمالي للمهاجرين الذين كانوا على متن القارب، لكن التقديرات تشير إلى وجود عشرات منهم. هذا وتشهد السواحل اليمنية حوادث غرق متكررة لقوارب المهاجرين الأفارقة الذين يحاولون عبور البحر بحثًا عن فرص عمل في السعودية والدول المجاورة، وسط ظروف بحرية وصحية قاسية. ففي يناير الماضي، فقد 20 مهاجرًا إثيوبيًا حياتهم غرقًا، ونجا 17 آخرون في حادث مشابه قبالة سواحل محافظة تعز اليمنية. وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن أكثر من 3,400 شخص قضوا أو فقدوا منذ 2014 في حوادث غرق مماثلة أثناء محاولتهم العبور عبر البحر الأحمر وخليج عدن. ويمر اليمن بأزمة إنسانية حادة منذ أكثر من عشر سنوات بسبب الصراع المستمر بين الحكومة المعترف بها دوليًا وجماعة 'أنصار الله' التي تسيطر على معظم المحافظات الشمالية والوسطى، بما فيها العاصمة صنعاء. ويشهد البلد صراعًا عسكريًا مع تدخل تحالف عربي بقيادة السعودية منذ مارس 2015 لدعم الحكومة المعترف بها دوليًا. وأدى هذا الصراع إلى مقتل ما يقدر بـ377 ألف شخص حتى أواخر 2021، إضافة إلى خسائر اقتصادية ضخمة بلغت 126 مليار دولار، وأدى إلى حاجة أكثر من 80% من سكان اليمن البالغ عددهم حوالي 35 مليون نسمة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.


اليمن الآن
منذ يوم واحد
- اليمن الآن
عشرات الشهداء والجرحى باستهداف الاحتلال المجوعين وخيام النازحين
استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين اليوم السبت باستهداف الاحتلال خيام النازحين ومنازل المواطنين ومنتظري المساعدات في أنحاء قطاع غزة، في ظل استمرار نسف الجيش الإسرائيلي للأحياء. وأكدت مصادر في مستشفيات غزة استشهاد 24 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال منذ فجر اليوم، بينهم 13 من منتظري المساعدات. وقال مصدر في مستشفى شهداء الأقصى إن فلسطينيا استشهد في غارة إسرائيلية غرب بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة. وأفاد المصدر كذلك باستشهاد 5 فلسطينيين بغارة أخرى استهدفت شقة سكنية في بلدة الزوايدة. وفي دير البلح، ذكرت وسائل إعلام محلية أن استهداف جيش الاحتلال منزلا لعائلة القريناوي أسفر عن 4 شهداء وعدد من المصابين. كما استشهد شاب بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في منطقة اليرموك بحي الدرج وسط مدينة غزة، وفق وسائل إعلام محلية. استهداف المجوعين وعند مركز توزيع المساعدات التابع لما يعرف باسم "مؤسسة غزة الإنسانية" قرب محور نتساريم وسط قطاع غزة، استشهد الليلة الماضية 12 فلسطينيا كانوا يسعون للحصول على مساعدات في ظل تجويع الاحتلال للفلسطينيين وانتشار سوء التغذية. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن أكثر من 90 شخصا أصيبوا ونقلوا إلى مستشفى القدس التابع للجمعية في مدينة غزة، عقب استهداف قوات الاحتلال جموع المجوعين أثناء انتظار شاحنات المساعدات في منطقة النابلسي جنوب غرب غزة. واستشهد شاب وأصيب 25 شخصا بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز مساعدات شمالي مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وكان 15 فلسطينيا استشهدوا أمس الجمعة بنيران الاحتلال قرب مركز للمساعدات تابع للمؤسسة الأميركية الإسرائيلية في رفح. نسف وقصف خيام وفي جنوب قطاع غزة، أكد مصدر بمستشفى ناصر الطبي استشهاد 3 فلسطينيين وإصابة آخرين بقصف مسيّرة خيام نازحين غرب مدينة خان يونس. وقالت وسائل إعلام محلية إن قصفا مدفعيا وإطلاق نار من قبل آليات الاحتلال استهدف محيط حي الأمل غربي مدينة خان يونس. كذلك أفادت بأن طائرات الاحتلال شنت غارة جوية على الحي الياباني غربي خان يونس، في حين استهدفت عمليات نسف مستمرة محيط حي الأمل شمالي المدينة. وقصفت زوارق الاحتلال الحربية شاطئ مدينة رفح جنوبي القطاع، بحسب المصدر ذاته. وأمس الجمعة، استشهد نحو 82 فلسطينيا، بينهم 49 من طالبي المساعدات بنيران جيش الاحتلال في مختلف أنحاء القطاع، بينما أصيب 554 آخرون، بحسب وزارة الصحة في غزة. ومنذ استئناف العدوان على غزة في مارس/آذار الماضي، استشهد نحو 9163 فلسطيني وأصيب أكثر من 35 ألفا، بحسب أحدث بيانات وزارة الصحة في القطاع. وأسفرت حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عن استشهاد أكثر من 60 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 147 ألفا. المصدر: الجزيرة + الصحافة الفلسطينية


المشهد اليمني الأول
منذ يوم واحد
- المشهد اليمني الأول
اليمن بعد 8 سنوات حرب.. تحولات السعودية وتراجع واشنطن أمام صعود أنصار الله
منذ اندلاع الحرب في اليمن عام 2015 ، تغيّرت موازين القوى بشكل متسارع، وأصبحت السعودية – التي بدأت الصراع بخطة هجومية واسعة – تتبنى سياسة دفاعية مترددة، تحت ضغط الخسائر العسكرية وتكاليف الحرب وتبدّل المواقف الإقليمية والدولية، في المقابل، فشل المحور الأمريكي الذي قاد التحالف الدولي ضد أنصار الله في تحقيق أهدافه الاستراتيجية، ما ساهم في بروز الحركة كقوة إقليمية وازنة تهدد التوازنات في البحر الأحمر والخليج الفارسي، هذا التحوّل يعكس فشلًا أوسع في إدارة الأزمة اليمنية، ويكشف عن حاجة مُلحّة لإعادة تقييم شاملة لسياسات الرياض وواشنطن على حد سواء. تحوّل سعودي وتراجع أمريكي وفقًا لتقرير معهد 'أمريكان إنتربرايز' الأمريكي ( 25 يوليو 2025 ) والذي نشر عبر قناة 'راوي عربستان' على تلغرام، كانت السعودية منذ بداية الأزمة اليمنية الحليف الرئيس لواشنطن في مواجهة أنصار الله، غير أن سنوات من العمليات العسكرية المكثفة لم تحقق أي نصر حاسم، بل أدت إلى استنزاف قدرات المملكة، وإلى تحوّلها تدريجيًا نحو سياسة دفاعية تركز على حماية الحدود الجنوبية والبنية التحتية الحيوية. من أبرز مظاهر هذا التحول، تكثيف الرياض لمنظومات الدفاع الجوي لاعتراض هجمات أنصار الله التي استهدفت مطارات ومنشآت نفطية حساسة، مثل هجمات 'أرامكو' المتكررة التي أدت إلى تعطّل الإنتاج مؤقتًا وأثرت على الأسواق العالمية. أما على الصعيد الأمريكي، فقد فشلت واشنطن في تحقيق أهدافها، رغم استمرارها في تقديم الدعم العسكري والاستخباراتي للتحالف، صحيفة 'وول ستريت جورنال' نقلت عن مسؤولين أمريكيين ( 27 يوليو 2025 ) أن 'واشنطن تجد صعوبة في كبح قدرات أنصار الله البحرية'، وخصوصًا بعد سلسلة الهجمات التي نفذتها الحركة ضد سفن الشحن المرتبطة بـ'إسرائيل' في البحر الأحمر. قناة 'الجزيرة' أشارت في 28 يوليو 2025 إلى أن المتحدث العسكري باسم أنصار الله أكد أن عملياتهم في البحر الأحمر تأتي 'ردًا على العدوان المستمر على اليمن ودعمًا للشعب الفلسطيني'، ما جعل المواجهة ذات بُعد إقليمي يتجاوز اليمن ليشمل الصراع العربي – الإسرائيلي. تناقضات التحالف وصعود أنصار الله إن التحوّل في الموقف السعودي يعكس واقعًا استراتيجيًا جديدًا، فبعد أكثر من ثماني سنوات من التدخل العسكري، بات واضحًا أن النهج الهجومي أثبت فشله، فالمملكة، رغم امتلاكها قدرات مالية وعسكرية ضخمة، لم تستطع إضعاف أنصار الله، بل على العكس، عززت الحركة نفوذها السياسي والعسكري وأصبحت لاعبًا رئيسيًا في المعادلة الإقليمية. إضافةً إلى ذلك، فإن التنافس بين السعودية والإمارات في الساحة اليمنية ساهم في تفتيت الجبهة المناهضة لأنصار الله، فبينما ركزت أبوظبي على دعم المجلس الانتقالي الجنوبي، احتفظت الرياض بعلاقات مع قوى تابعة لحزب الإصلاح (الإخوان المسلمين)، ما أضعف وحدة التحالف وأفقده القدرة على إدارة معركة منسقة، هذا الانقسام أتاح لإيران توسيع دعمها السياسي والعسكري لأنصار الله، ما أضاف بُعدًا إقليميًا يزيد من تعقيد الصراع. أما بالنسبة لواشنطن، فإن سياسة 'الضغط دون حسم' جعلت تأثيرها يتضاءل تدريجيًا، فمع تراجع أولويات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وتركيزها على ملفات مثل التنافس مع الصين وروسيا، لم يعد اليمن ملفًا استراتيجيًا عاجلًا، وهو ما سمح لأنصار الله بفرض قواعد جديدة للاشتباك في البحر الأحمر والحدود السعودية. اخفاق التحالف الأمريكي – السعودي إن نتائج السنوات الماضية تُظهر بوضوح أن التحالف الأمريكي – السعودي أخفق في تحقيق أهدافه الأساسية، بل إن السياسة الدفاعية الجديدة للرياض ما هي إلا انعكاس لحقيقة ميدانية مفادها بأن أنصار الله باتوا قوة لا يمكن تجاوزها في أي ترتيبات أمنية أو سياسية تخص اليمن والمنطقة. بالنسبة للمملكة، فإن الاستمرار في نهج 'الدفاع السلبي' دون مبادرات سياسية جادة لن يؤدي إلا إلى استمرار الاستنزاف، فيما سيبقى البحر الأحمر مسرحًا لعمليات متصاعدة تهدد أمن الطاقة والملاحة الدولية، أما بالنسبة للولايات المتحدة، فإن تجاهلها لإعادة النظر في أدواتها السياسية والدبلوماسية سيترك فراغًا تستفيد منه قوى منافسة مثل إيران والصين، اللتين تقدمان نفسيهما كبدائل أكثر مرونة في التعامل مع أزمات المنطقة. إن الأزمة اليمنية اليوم ليست مجرد نزاع محلي، بل هي انعكاس لفشل السياسات التقليدية في مواجهة صراعات معقدة ذات أبعاد إقليمية ودولية متشابكة، لذلك، فإن أي حل مستقبلي يجب أن يتضمن مسارًا سياسيًا شاملاً يشارك فيه جميع الفاعلين المحليين والإقليميين، مع الاعتراف بقوة أنصار الله ودورهم في أي ترتيبات قادمة