logo
كيف ننصر الإمام الحسين (عليه السلام)؟

كيف ننصر الإمام الحسين (عليه السلام)؟

شبكة النبأمنذ 3 أيام
إن كل السلوكيات التي يسلكها الإنسان في حياته وتُقربه من الله جل في علاه هي بمثابة تعضيد ونصر لقضية الحسين (ع)، وكل السلوكيات التي تجانب ما يريده الله من البشر تبعده عن الإمام الحسين (ع) وما يريده. ولكل توفيقه الذي يقوده، فإما في جبهة الحسين (ع) وإما في جبهة يزيد...
عاشوراء في كل عام هي محطة نفسية وروحية تختلف عن كل أيام العام الأخرى، ففيها الكثير من الفرص النفسية والروحية التي يمكن عبرها تحقيق نجاحات أو تصحيح مسارات خاطئة أو غرس قيم مفيدة جديدة، قبالة قتل ونزع قيم أخرى بالية وغير صائبة ولا منطقية، بل حتى إن بعضها يعارض مقومات الدين الإسلامي الحنيف ويقف بوجه قواعده ودعواته. فكيف يمكن للفرد المسلم الشيعي أن ينصر الحسين (عليه السلام) وقضيته الحقة؟
في الحياة بصورة عامة، تصل إليك دعوات باطنية من جهتين، إحداهما من الحسين (عليه السلام) والثانية من يزيد (عليه اللعنة). وأنت هنا إما أن تلبي دعوة الحسين وتستلهم من قضيته القيم السامية وتجعل منها أسلوب حياة يمكنك من العيش بحرية وكرامة وبرأس مرفوع، وإما أن تتبع الخيار الثاني وهو تلبية دعوة يزيد والإذعان لما يريده. فعلينا جميعًا أن نراقب سلوكياتنا العامة في الحياة، ونحاول أن نُقيّمها: إلى أي خط تنتمي؟ للحسين أم ليزيد؟ وعند هذا التقييم، ستكون المراجعة وإصدار الحكم.
الكثير من الناس يتمنون لو أنهم كانوا في الوقت الذي استنصر الحسين (عليه السلام) الناس فلم يجيبوه. لكن الحسين موجود الآن ومشروعه قائم، وبإمكان أي منا أن يلتحق بمشروعه ويكون أحد ناصريه ومعاونيه والساندين له فيما دعا إليه. فعاشوراء ليست قضية تاريخية عابرة أو حدثًا من الماضي، بل هي معيار للعمل وقاعدة يتم بموجبها عزل الحق من الباطل، إذ إن في مبادئها الكثير مما يضمن للإنسان حياته الآمنة الكريمة.
وعاشوراء كانت وما زالت من أجل أن يرفع من مستوى فكرنا ووعينا، فنقترب شيئًا ما من الفكر العملاق للإمام الحسين (عليه السلام)، وأن نستضيء روحيًا من أنوار روحه وهداه فتشِفّ حياتنا، وينتفض إيماننا فنقوى، وتتصلب إرادتنا في الخير فنندفع على طريقه، وتشتد عزائمنا فنكون قادرين على المقاومة، ونتعلم على يده من خالص القصد لله سبحانه واسترخاص التضحية في سبيله ما تعز به حياتنا وتكرَم اليوم في الدنيا، وغدًا في الآخرة.
كيف ننصر الإمام الحسين (عليه السلام)؟
عدة تطبيقات حياتية آنية يمكننا عبرها أن ننصر الإمام الحسين (عليه السلام) ونرفع من قضيته، ومن أبرز هذه التطبيقات هي:
أول التطبيقات السلوكية التي ننتصر فيها لقضية الحسين (عليه السلام) هي الاقتراب من الذات الإنسانية الأصيلة. فما لم تكن للإنسان ثورات دائمة على الذات لن يستطيع أن يقف موقفًا من طبيعة موقف الإمام الحسين (عليه السلام)، الذي يدعو الناس إلى التحرر من الدنيا، والتحرر من الشهوات، والتحرر من الوساوس، والتحرر من الشعور بالعظمة والأنانية الكاذبة، وهكذا حقًا ستكونون كبارًا حقًا، تكونوا كبارًا وعظامًا من نوع عظمة الإمام الحسين (عليه السلام).
وحين نقف بوجه الذل والاستعباد الإنساني سواء في حياتنا العامة أو على مستوى الوظائف والأعمال وما يتعلق بها من سلوكيات تُفرض على الأقل بقوة وبتسلط وإلا فإن عدم التنفيذ يعني ممارسة السلطة الجائرة، هذا الوقوف بوجه هذه السلوكيات وعدم الإذعان لها والإقرار بها مهما كلف الأمر هو نصر لقضية الحسين (عليه السلام) وقضيته العادلة التي أحد أبرز صورها رفض الذل والهوان.
كما أن ممارسة الإنسان للصبر والثبات ومقاومة الظروف ومجابهة العوامل التي تعيق الإنسان عن بذل مساعيه في سبيل هدفه، إضافة إلى تحمل المصاعب والشدائد في سبيل أداء الواجب في كل أنواعه وصوره بإخلاص وتفانٍ ورعاية حق الناس وحق الله كما هو الحال بالنسبة لأداء المهام في الوظائف وعدم التقصير فيها والابتعاد عن الرشوة والفساد هو شكل من أشكال نصرة قضية عاشوراء.
في الخلاصة نقول: إن كل السلوكيات التي يسلكها الإنسان في حياته وتُقربه من الله جل في علاه هي بمثابة تعضيد ونصر لقضية الحسين (عليه السلام)، وكل السلوكيات التي تجانب ما يريده الله من البشر تبعده عن الإمام الحسين (عليه السلام) وما يريده. ولكل توفيقه الذي يقوده، فإما في جبهة الحسين (عليه السلام) وإما في جبهة يزيد.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ما هو حد المرور أمام المصلي؟.. مجمع البحوث الإسلامية يكشف
ما هو حد المرور أمام المصلي؟.. مجمع البحوث الإسلامية يكشف

صدى البلد

timeمنذ 2 ساعات

  • صدى البلد

ما هو حد المرور أمام المصلي؟.. مجمع البحوث الإسلامية يكشف

يتساءل عدد كثير من المصلين عن حكم من يمر أمام المصلي وما هو حد المرور أمام المصلي ، كيف يتصرف المصلي في هذا الموقف وفي السطور التالية نتعرف على رأي دار الإفتاء ومجمع البحوث الإسلامية. حكم من يمر أمام المصلين قالت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، إنه يجب للمصلى إذا كان منفردا أو إماما أن يتخذ أمامه سترة تمنع المرور بين يديه، وتمكنه من الخشوع فى أفعال الصلاة، وذلك لما ورد عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة، وليدن منها، ولا يدع أحدا يمر بين يديه. وأضافت اللجنة أن جمهور الفقهاء أجمعوا على أن المار بين يدى المصلى آثم ولو لم يصل إلى سترة، وذلك إذا مر قريبا منه، واختلفوا فى حد القرب. قال بعضهم: ثلاثة أذرع فأقل أو ما يحتاج له فى ركوعه وسجوده، والصحيح عند الحنابلة تحديد ذلك بما إذا مشى إليه، ودفع المار بين يديه لا تبطل صلاته". حد المرور المسموح به أمام المصلي وتابعت اللجنة: الأصح عند الحنفية أن يكون المرور من موضع قدمه إلى موضع سجوده، وقال بعضهم: إنه قدر ما يقع بصره على المار لو صلى بخشوع، أى راميا ببصره إلى موضع سجوده، كما لأنه لا خلاف بين الفقهاء فى أن للمصلى أن يدفع المار من إنسان أو بهيمة إذا مر بينه وبين سترته أو قريبا منه، لما ورد فيه من أحاديث منها ما رواه أبو سعيد الخدرى رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه، فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان. حكم المرور بين يدي المصلين كشفت دار الإفتاء المصرية عن أن حكم المرور بين يدي المصلين، موضحة أن السُّتْرَةُ مشروعة للمنفرد والإمام، أما صفوف المأمومين فيجوز المرور بينها عند الحاجة إلى ذلك؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: "أَقبَلتُ راكِبًا على حِمارٍ أَتانٍ، وأنا يَومَئِذٍ قد ناهَزتُ الاحتِلامَ، ورسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يُصَلِّي بمِنًى إلَى غيرِ جِدارٍ، فمَرَرتُ بينَ يَدَي بَعضِ الصَّفِّ وأَرسَلتُ الأَتانَ تَرتَعُ، فدَخَلتُ في الصَّفِّ، فلم يُنكَر ذلك عليَّ". متفقٌ عليه. وأضافت دار الإفتاء، في فتوى لها عبر موقعها الإلكتروني، "ينبغي ألَّا يكون المرور بين صفوف المصلين إلا لحاجة لا يتم قضاؤها إلا به؛ حتى لا يُشغَل المصلون بغير حاجة معتبرة".

ما حكم تربية الكلاب داخل المنزل بغرض الحراسة؟.. أمين الفتوى يجيب
ما حكم تربية الكلاب داخل المنزل بغرض الحراسة؟.. أمين الفتوى يجيب

صدى البلد

timeمنذ 2 ساعات

  • صدى البلد

ما حكم تربية الكلاب داخل المنزل بغرض الحراسة؟.. أمين الفتوى يجيب

قال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن تربية الكلاب في الأصل جائزة إذا كانت لأغراض مباحة شرعًا، كالحراسة أو الحماية أو حتى التسلية، نافيًا ما يُشاع من تحريمٍ مطلقٍ لتربية الكلاب، ومؤكدًا أن الأحكام تختلف بحسب الغرض والمقصد. وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء، خلال تصريح تليفزيوني، أن الشرع لم يُحرّم اقتناء الكلاب على إطلاقه، مستدلًا بما ورد في مسند الإمام أحمد من أن الحسن بن علي رضي الله عنهما كان له جرو صغير يلعب به، مما يدل على جواز اقتناء الكلب لغرض مباح، كلعب الأطفال أو الترفيه البريء. وأكد أن تربية الكلب في مكان مقطوع أو ناءٍ لتحقيق الأمان والحماية، كما في بعض المناطق السكنية، من الأغراض التي يُقرّها الشرع ولا إثم فيها، طالما لا يصاحبها إيذاء للناس أو استخدام الكلب لإرهابهم. وفيما يتعلق بوجود الكلب داخل المنزل، أشار أمين الفتوى إلى أن الفقهاء اختلفوا في حكم طهارة الكلب، وأن مذهب المالكية يرى أن الكلب طاهر، وأن ملامسته لا تنجّس الثياب أو البدن، حتى إن كانت ملامسة لعابه، وهو رأي فيه سعة ورحمة، خاصة لمن يعاني من وسواس الطهارة أو يتعامل مع الكلاب بشكل دائم. أما عن مسألة نقصان الأجر بسبب اقتناء الكلب في البيت، فقال إن هذا مرتبط بحال اقتناء الكلب بغير وجه مباح، كمن يحتفظ به للتفاخر أو لتخويف الناس أو إزعاجهم، أو من يسيء معاملته بحبسه أو الإضرار به، أما إذا كان الاقتناء لغرض أباحه الشرع، فلا يترتب عليه إثم ولا نقصان في الأجر. وقال: "الشرع لا يحرم الشيء لمجرد وجود الكلب، وإنما ينظر إلى نية صاحبه وغرضه من اقتنائه، فإن كان مباحًا فلا حرج، بل قد يكون من البرّ إذا تحقق به الأمان للناس أو كان فيه نفع لهم."

بحضور البابا تواضروس.. اللقاء الأول لمسؤولي الصفحات الكنسية
بحضور البابا تواضروس.. اللقاء الأول لمسؤولي الصفحات الكنسية

صدى البلد

timeمنذ 3 ساعات

  • صدى البلد

بحضور البابا تواضروس.. اللقاء الأول لمسؤولي الصفحات الكنسية

نظم الموقع الإلكتروني للكنيسة القبطية الأرثوذكسية لقاء تدريبيًّا لمسؤولي وخدام صفحات الإيبارشيات والأديرة والكنائس بالمقر البابوي بالقاهرة. صوت حق والتقى قداسة البابا تواضروس الثاني بالمشاركين في اللقاء وتحدث معهم عن دور المسؤول عن صفحة كنسية والقيم التي يجب أن يسلك بها ويحافظ عليها، وهي: ١- كن صوت حق: والسيد المسيح كان يردد دومًا عبارة "الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ" (مت ٥: ١٨) و "الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ" (يو ١: ٥١) لذا يجب أن تتمسك بالحق وتتحلى بالصدق لتشابه معلمك. ٢- كن أمينًا في مسؤوليتك: كُنْ أَمِينًا إِلَى الْمَوْتِ (رؤ ٢: ١٠) وهو التزام لا يجب أن تحيد عنه. ٣- كن جميلاً: لا تنسى أنك مكون من مكونات الكنيسة (جسد المسيح) فأنت إذًا مسؤول أن تحفظ للكنيسة جمالها، وليس العكس!. يجب أن ترى عينك الشئ الجيد، لا نقاط الضعف فقط، كن جميلا رقيقًا في كلماتك وفيما تكتبه. ٤- كن رحيمًا: العالم مملوء بالقسوة لا تكن قاسيًّا حتى لو أخطأ أحد لا يجب أن تواجه خطأه بالقسوة، باختصار كن أنت التلميذ الذي كان يسوع يحبه. وحذر قداسته من أن الضلال له سطوة وتأثير على العالم، وأن الإنسان العتيق في النفس البشرية يجعل الناس يتصارعون، ورغم أن الله خص الإنسان بنعمة العقل إلا أن مثل هذه الصراعات والشرور لا وجود لها في مملكة الحيوانات. تضمن اللقاء تدريبًا متخصصًا على آليات التحول الرقمي وكيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في الخدمة الكنسية. شارك في اللقاء ٢٤٥ كاهنًا وراهبًا وخادمًا وخادمة، يمثلون ٧٢ إيبارشية وقطاعًا رعويًّا بالكرازة المرقسية، و ١٢ ديرًا من الأديرة الرهبانية العامرة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store