
المـرأة المثقفة شريكة فـكر
نعم، نحن لا نطالب بمكان لنا بل نُعرف بأسلوبنا وفكرنا وموقفنا لقد صعدت المرأة السعودية المثقفة إلى المنابر وتقدمت إلى طاولات القرار وكتبت بمدادها ملامح وطن الذي يتسع للجميع، ولنا في ذلك الكثير والكثير من المثقفات القائدات حملن هم المعرفة والقيادة تترأسهن الأميرة ريما بنت بندر -حفظها الله- التي لم تمثل المرأة السعودية في المحافل الدولية فحسب، بل أعادت تعريفها على أسس القوة الناعمة، والوعي المتقد والهوية التي لا تنسلخ بل تتألق.
أن تكون المرأة المثقفة اليوم في موقعها، ليس محض منحة ولا صدفة زمان.. بل هو نتيجة وعي متراكم، وتاريخ من المحاولات، وصبر لم يكن ناعمًا.. ولذا، وصولها للعالم الأول لم يكن ترفاً فكرياً بل استحقاق معرفي. وهي لا تقف اليوم في المنتصف بين التقاليد والتجديد، بل تتجاوزهما نحو ما تصنعه بوعيها، لا بما يُفرض عليها.
أثمن ما يحب أن نعرفه أن المثقف الحقيقي لا يقاس بنوعه إنما بمحتواه، لقد تجاوزنا تلك الثنائيات السطحية التي تضع المثقف الرجل في موضع "الأصل" والمثقفة في موضع "التأثّر"، العالم الأول لا يعترف بجندر العقل، بل بمن يطرح سؤالًا، أو يحرّك وعياً أو يكتب نصاً لا يُنسى.
اليوم، نجد مثقفات سعوديات يكتبن المقال، ويقدن المبادرات، ويشاركن في بناء الوعي العام..
من الصحافة إلى الفلسفة، من السرد إلى الحوار، من الفكر الأكاديمي إلى التأثير المجتمعي.
المرأة المثقفة السعودية اليوم لا تحتاج إلى شهادة من أحد، بل إلى من يصغي.
فهي تمشي نحو العالم الأول لا لتلحق بأحد، بل لتكون مع من يسير نحو المعنى.
تأخذ من جذورها عمقها، ومن حاضرها قوتها، ومن لغتها هويتها.
وحين تصل… لا تفعل ذلك بمفردها، بل تفتح الطريق لمن بعدها.. تماماً كما تفعل الريادة الحقيقية: لا تتباهى بل تبني.
وكما قال خالد الفيصل :"مللنا البقاء في العالم الثالث…."
فإن المرأة المثقفة اليوم تقول بلسانها الواعي: "أنا لست امتداداً لأحد، بل امتداد لوطن يسير نحو العالم الأول بي ومعي".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
الحروب... كأنها النشاط الأثير للإنسان منذ فجر وجوده
شرفة، وليلٌ أليل بقمر خجول على سماء المدينة، يشق صمتَه صوتُ نشراتِ أخبار الحروب الطاحنة الدائرة في الأركان الأربعة من الأرض، نشرات بكل اللغات. متسللة من كل نافذة، وشرفةٍ، وشقٍّ، ومنفذٍ، وكُوَّة، وحدبٍ وصوب. ابتسمتُ حين ارتجَّ صدى صوت فيروز العظيمة في ذاكرتي، يردد ببراءة وملائكية: (القمر بِيضَوّي عَ الناس... والناس بيتْقاتَلُو...!) ... وكما ترى، ها قد اندلعت الحروب الطاحنة تقريباً في كل مكان. - هل هي مفاجئة لأحد؟ - أبداً، فقد كانت في الحساب والحسبان، وكأنها النشاط الأثير للإنسان منذ فجر وجوده، وبداية الأزمان. لا يتوقف عنها إلا ليتهيأ لها ويعدّ لها ما استطاع من الوسائل الناجعة لسحق الآخر. لم تتوقف الحروب منذ كان القمر المتربّع على عرش السماء وحيداً، سلطاناً، ومعبوداً أحياناً. لم تكن تزاحمه بعدُ الأقمار الاصطناعية المعدنية الجديدة، التي لا تأفل، ولا تحتجب، ولا تغيب، ولا تتحول أهلة. أقمار ليست لرصد المناخ ومراقبة المحيطات فقط، بل للاستطلاع والاستخبارات. أقمار التجسس الإلكتروني، واعتراض المكالمات والرسائل وإشارات الرادارات. أقمار تحلل الأنظمة التكنولوجية لدول أخرى، وتتجسس على الهواتف والاتصالات العسكرية، وتراقب النشاط النووي، وتتتبع السفن والغواصات والطائرات. أقمار تسجل الحركات والأنفاس، وتتلصص على ما يدور في الأدمغة والصدور والبطون. أقمار آلية متوحشة بعيون يقظة، تضمر الغيظ، وترتب مناخ الحروب القديمة-المتجددة. ألم تبدأ حكاية البشر مع «الحرب» بقصة الفلاح قابيل الذي قتل أخاه راعي الغنم هابيل، منذ بداية البراءة والخبز الساخن، رمزاً للصراع الأول بين الخير والشر، والأنانية والتقوى، إذ اغتاظ قابيل لأن السماء اختارت قربان هابيل وأشاحت بزرقتها عن قربانه. دعاه: - تعال نخرج إلى الحقل يا أخي! «لَئِن بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ» ومع ذلك بسط يده وقتله، فلبس الإنسانُ لعنة السماء إلى الأبد: - «أين هابيل أخوك؟» - «أَحارسٌ أنا لأخي؟» - «دمُ أخيك صارخ إليّ من الأرض» ثم ماذا لو لم يأتِ الغرابُ الحكيم، معلمُ البشر الأولُ لطقوس الدفن، وزرع شاهدات قبور المقتولين، ليكتشفوا حرارة الدمع وحرقة العويل وربما الندم؟ لا شك... إنه أول تكوين لصلصال الحرب، وبداية شك البشرية في قيمة الحُبّ والأخوّة. فرُفعت جبال الحزن والوجع فوق أكتافها، إذ تبدى لها أن مساحة الأرض الشاسعة لا تكفي الإِخْوَةَ. إنها ليست مجرد قصة راجت في الأدبيات الدينية والروائية والفلسفية لتفسير نشأة العنف الإنساني وشرعية القتل، بين ظالم ومظلوم، بل إنها تأريخ لم تنقطع بعده أخبار حروب البشر منذ فجر التاريخ. تقاتلوا بقسوة، وغلفوا حروبهم - غالباً - برداء السماء يُشرْعِنُها، وآلهة أسطورية تُخاض باسمها المعارك، لترضى، وتصفح، وتمنح. تخبرنا بذلك (مسلة النسور - Stèle des vautours)، أقدم وثيقة حجرية سومرية، فلتت من عوامل الزمن، وترقد الآن بعينين مفتوحتين في متحف اللوفر تحت رقم AO16373، بقسم الآثار الشرقية القديمة، تُوثق لأول نموذج حرب سياسية - دينية، لمدينة «لَكش» ضد جارتها «أمّا»، معتبرة أن الأرض المتنازع عليها ملكٌ لإلهها «ننورتا»، وأن أي اعتداء عليها يعتبر تدنيساً دينياً وخيانة للآلهة. كل ذلك بسرد ديني - حربي، وبنصوص وصور، قادمة إلينا من منتصف الألف الثالث قبل الميلاد، ويبدو على أحد أوجه القطعة الأثرية الإله ننورتا وهو يحمل سلاحاً فوق جيش يقوده الملك «إيناتوم»، وتظهر النسور تلتهم جثث المهزومين. - هل تغير الأمر كثيراً أو قليلاً عبر الأزمنة؟ منذ زمن سومر وأگد، إلى آمون رع في مصر القديمة، ويهوه إسرائيل، وإندرا ڤرونا الهندية، والسماء «تيان» في الصين القديمة، والإله إيتزامنا - كوكولكان في حضارة المايا، إلى الحضارة الفارسية... هل تبدل الأمر، أم أن دار لقمان ظلت على حالها؟ وما فتئ التاريخ البشري يشهد العديد من الحروب التي تتخذ طابعاً دينياً، سواء بدوافع إيمانية مباشرة أو مغلّفة بخطاب الدين، الذي في جوهره - في كل الأديان الكبرى - يدعو إلى السلام والعدالة والرحمة، وغالباً ما تستخدمه يد السياسي كسلاح رمزي فتاك، وغطاء، أو مبرر في الصراعات السياسية، والاقتصادية، والقومية؟ لا... مع الأسف. فالحروب ذات الطابع الديني لم تنتهِ، بل تغيرت أشكالها وتلاعبت بها القوى السياسية، وتستمر النزاعات في العصر الحديث والمعاصر. فكان «القتال المقدسُ» الشبح الخلفيّ للحربين العالميتين. أفلم تُعلن الإمبراطورية العثمانية الجهاد ضد الحلفاء؟ وألم تستخدم بريطانيا وفرنسا رجال الدين لحشد الشعوب المستعمَرة؟ ألم تُبارك الكنائس في أوروبا الحرب في بدايتها، باعتبارها دفاعاً عن القيم المسيحية؟ والنازية، سيئة السمعة تلك، ألم تستخدم في حروبها عنصر الدين كواجهة، فكُتب على أحزمة الجنود شعار «الله معنا»، وتحدث هتلر عن «القدر الإلهي» في كتابه «كفاحي»، وحروب الهندوس والمسلمين التي لا تزال بؤرة توتر حتى اليوم؟ والحرب الأهلية ذات الطابع الديني - الطائفي في لبنان التي لم تندمل جراحها بعد، و«القاعدة» و«داعش» في العراق، و«بوكو حرام» في نيجيريا، والعنف البوذي ضد المسلمين في ميانمار، وموجة «الهندوتفا» في الهند، التي تشجع عودة الهندوسية وتصاعد خطاب يستهدف المسلمين والمسيحيين بوصفهم دخلاء؟ وهذا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الاستيطاني، هذه النكبة المتواصلة والنزيف المستمر. نعيش هذه الأيام العصيبة أمرّ فصوله وأبشعها، وأكثرها وحشية، تفجع العالمَ صورُ القتل الحي، والتشريد، والإبادة الجماعية. إنه الهولوكوست الصامت. ثم ماذا؟ حروب آلية قد تأتي غداً في صمت معدني - لا قدر الله - الذي باسمه ستشتعل، وتُفني مخلوقاتُه البشريةُ ما خلقه، بقنابل نووية، وذكاء اصطناعي قاتل، وروبوتات ميدانية، ودرونز انتحارية، وهجمات سيبرانية، وحروب فضاء، وقنابل جينية، وتشويش عصبي يخوض المعارك في وعي الإنسان، بفتك شامل، وبلا دماء تُرى، وانفجارات فيزيائية، تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ، ولا تبقي ولا تذر، كأنها شمس صغيرة لا تضيء الكون بل تحيل نوره إلى رماد. لكن... أيُعقل أن هذا الكوكب الذي خلقه الله، يعدمه صاروخٌ فيه من جينات شطط البشر؟ وهو الذي غرس نبتة الحب في بعض قلوب قاطنيه، وجعلها أقوى من البلوتونيوم، وأشد بقاءً من اليورانيوم المخصّب. وجعل البشر ناطقين، ومسح على ألسنتهم لغات رائعة وذات بيان، قد يفسُد العالم إذا ما فسدت، ويكاد يتفق الفلاسفة من أفلاطون إلى الجاحظ أن فساد اللغة مقدّمة لفساد العالم، في آثارهم عن البيان والسياسة، وأن أثر السيف يمحو أثر الكلام، كما غرّد جرير، أثيري بين الشعراء، عن إمكانية قوة البيان في مواجهة العنف: «سبقن كسْبَقِ السيف ما قال عاذله». ألا ترى... يا لهذا الكوكب الجميل، الذي يعج بموسيقى مكوّناته كلِّها، لا بد أن تذوي صفارة الإنذار، وتبكم أمام أغنية فيروز، علّها توقظ الضمائر: (القمر بِيضَوّي عَ الناس... والناس بيتْقاتَلُو...!) * كاتبة جزائرية.


الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
خالد الشمراني يُرزق بمولود أسماه "عبدالعزيز"
رُزق الأستاذ خالد بن عبدالله الشمراني بمولود جديد اختار له اسم "عبدالعزيز"، لينضم إلى شقيقيه "أمير" و"عبدالله"، ويُضيء حياتهم بمقدمه. نسأل الله أن يجعله من مواليد السعادة، ويبارك لوالديه فيه، وينبته نباتًا حسنًا، ويجعله قرة عين لهم، وذخرًا لدينه ووطنه.


الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
قرى سحر آل عاصم تحتضن أول صالون ثقافي
بمبادرة ثقافية هي الأولى من نوعها على مستوى جمعية الأدب والأدباء بعسير، وافقت وزارة الثقافة ممثلة بالإدارة العامة للمنظمات الثقافية غير الربحية على تأسيس صالون السحر الثقافي جنوب محافظة محايل عسير، وبهذه المناسبة أوضح رئيس الصالون الثقافي الأستاذ لاحق علي العاصمي، أن مثل هذه المبادرات سوف تسهم في تفعيل الجانب الثقافي على مستوى عسير السهل والجبل. وقدم العاصمي شكره وتقديره لوزارة الثقافة على تسهيل ودعم هذه الصالونات الثقافية، التي تسعي جاهدة لتقريب وجهات النظر المتباعدة حول عدد من الرؤى الفكرية الثقافية، والحرص على إمكانية الاقتناع بالرأي السديد مع العمل على رصد وتوثيق مسيرة مثقفي وأدباء محافظة محايل عسير على مستوى كافة المخرجات والقنوات الثقافية متعددة المشارب. من جهته أكد الأديب والشاعر الأستاذ علي مهدي الألمعي، على أن هذا الفعل الثقافي يعد جزءا من بوادرنا الثقافية المهمة بل إنها مشاعل للنور والتقدم من خلالها نستطيع يقيتا الإطلالة على منظور ثقافي أدبي عميق، مطالبا بأهمية إثراء المجتمع المحلي من خلال تعزيز مفهوم نهضة ثقافية أدبية تُسهم في توعية المجتمع بمفهوم الثقافة وأهميتها وأثرها على الفرد وعلى المجتمع والعمل، وكذلك على تنمية الثقافة التي تحقق للفرد فهمه لذاته ولمجتمعه، مختتما حديثه بتجديد تأكيده على أن مثل هذه الصالونات الثقافية تنقل الفرد من مرحلة المشاهدة والنقد والتذمر حيال القضايا المهمة والمصيرية في حياتنا إلى مرحلة الإسهام والعمل الفعلي الميداني للخروج برؤية مشتركة لكافة القضايا داخل المجتمع المحلي وعلي مستوى الوطن، ووصف الألمعي، صالون السحر الثقافي بصالون (القُرَى) السّاحِرِ، مؤكدا في حديثه أن قرى سحر آل عاصم ذواتِ أوديةٍ ومناصٍ متعددةٍ تصبّ في أحدِ أشهرِ أودية رجال ألمعَ (وادي حلي)، واستطرد يقول: هنا في هذا المكان بعبقه جاءنا بالأمس القريب الموافقة على نشأة صالون السحر (امْسَحَر) الثقافي، وفي الختام ثمن الألمعي جهود رئيس الصالون الثقافي بقرية السحر، الأستاذ لاحق العاصمي، الذي وصفه بالحفيد الساحر في اشتعاله الثقافي ممتدحا في حديثه (لثقافة الرياض)، عبقرية العاصمي التي تخطت حدود المقهى الأدبي ذلك المقهى التقليدي لتمارس فعلها الثقافي ضمن منظومة تعمل على تفعيل دورها التنويري مستقبلا في تناول قضايا المجتمع منوها بنجاح الأديب العاصمي كشخصية ثقافية في إثراء الحياة الثقافية داخل القرى الهادئة من خلال صالون ثقافي مبهر، وأوضح الروائي إبراهيم مضواح الألمعي، أن جمعية الأدب والأدباء تضطلع بدور ثقافي مشكور في رعاية الصالونات الأدبية راجيا لهذا الصالون الثقافي ولرئيسه وفريق العمل كل التوفيق والحضور الفاعل والإسهام في مزيد من الوهج في مشهدنا الثقافي والأدبي. يذكر أن صالون السحر الثقافي كان قد بدأ أولى فعالياته ليلة السابع من هذا الشهر بأمسية ثقافية للروائي وائل الحفظي، والتي سلط فيها الأضواء على جملة من تجليات الغربة في الأدب العربي والعالمي.