
بلا مجاملة .. د. هانى توفيق : من يحكم العالم
و مع وجود كهنه كل العصور استشعروا ما يبحث عنه هذا الانسان البسيط فصنعوا له الهه من تماثيل صماء واضفوا عليها هاله الاهيه وأنساق وراءهم الانسان البسيط طامع فى الامان وامن بالوهم الذى سواقوه له كهنه الاديان واستمر الانسان يبحث عن الامان فى صوره اله يركن اليه ويكون سندا له وسوق الكهان هذا الاحساس المزيف من أجل الربح المادى والمكانة المعنوية التى ظفر بها هولاء الكهنه وسارت الحياه على هذا المنوال حتى ظهور الاديان السماوية فتلقفها الكهنه كالعاده وصنعوا لهم صروح دينيه تشع رهبه وقوه لقياده الانسان واظهار قوتهم المستمدة من قوه الله كما كانوا يسوقونها للعامه البسطاء من قبل
واستمرت سطوه رجال الدين فى ازدياد مع مرور الوقت وظهور المذاهب المختلفة فى جميع الاديان فقويت شوكه رجال ألدين وقد ساعدهم على ذلك الشعب نفسه بالتفافهم حولهم واعطاءهم هاله دينيه وتناسوا انهم بشر وليسوا من الإلهه وواضح للعيان كيف يبجل ويوقر البشر معظم رجال الدين فى الاديان. السمويه الثلاث حتى أصبح بعضهم كما لو كانوا خلفاء الله على الارض
وانساق البشر وراء اهوائهم وشهواتهم واستغلوا قشور التدين والتقرب لرجال الدين لاكتساب مغانم دنيويه مما نمى وعظم الانا عند هولاء وتضخمت ثرواتهم نتيجه خدماتهم للحكام التى ساعدت فى تثبيت اركان حكمهم او قياده الرعيه لما فيه من خدمات لأجندات سياسية تصب فى خدمة الحاكم او من يغدق اموال اكثر لخدمه أهدافهم وامثله رجال ألدين هولاء كثير وخصوصا فى الدول الاسلامية عندما يحشد رجل دين شباب دولته للذهاب آلى القتال فى غير اوطانهم بحجه الجهاد فى سبيل الله ليقتلوا هناك فى نفس الوقت الذى يرسل فيه ابناءهم الى ارقى الجامعات الاروبيه والامريكيه للعلم والدراسة
يقول البعض ان هذا التفكك الدينى ناتج عن غوايه الشيطان لبشر ايمانهم هش ولكن هذا غير حقيقى ان الشيطان لا يلوى الى إسقاط البشر فى الخطيئه فقط ولكن الشيطان له هدف اعلى واعمق الا هو ان يجلس على عرش العالم اى يحكم العالم
والشيطان لم يخطط اليوم ليحكم الأرض بل من قديم الزمن وهو يعمل فى جد لكسب اتباع جدد كل يوم ليكونوا جنوده على الارض ونجح فى احكام خطته وقبضته على العديد من الاتباع الذين تغلغلوا فى كل ثنايا العالم وظهر جليا هذه الايام حصاد ما زرعه الشيطان منذ زمن للسيطره على المملكة التى يصبوا اليها وهى الارض
وتكونت منذ زمن اللبنة الاولى وهى حكومه العالم الخفيه وهى تتكون من اقوى رجالات العالم فى قطاع الاقتصاد المسيطر على ثروات العالم وغيرهم من اصحاب النفوذ السياسي وهذه الحكومة هى التى تحدد مصير كوكب الارض فى جميع المجالات وبالطبع هولاء يخدموا اهداف الشيطان الذى يزيدهم ثراء وقوه ونفوذ ومن ضمن أهدافهم أيضا الوصول الى المليار الذهبى لأنهم يروا ان عدد سكان الأرض الان اكثر من مواردها لذلك لابد من النزول بعدد السكان الى مليار شخص فقط هم الساده واولادهم والباقى خدام وتوابع لهم وسارت الخطه فى مسارها المرسوم وظهرت على الملأ حصاد شيطانيًا من التخطيط لسنوات مضت الى ان ظهرت براعمه فى عصرنا الحالى
الماسونية ايضا من الموسسات التى يسيطر عليها الشيطان وتقوم بخدمه اهدافه وقد سمعنا جميعا وقرانا العديد من التقرير عن الماسونيه واهدافها المعلنه ولكن اهدافها الغير معلنه هى الخطر الحقيقي عالميا
الماسونية هى منظمه التنويرين كما يطلقوا على انفسهم وهدفهم الارتقاء بالانسان وخدمة البشريه فى جميع المجالات
والماسونيه متشعبه فى جميع انحاء العالم وكل الدول وتسيطر وتهيمن بقوتها الغير محدوده على الكوادر المؤثرة فى كل دوله وتسيسها حسب اهوائها مثال ذلك ممثل محدود الموهبه تتلقفه كوادر الماسونية وتعمل على تلميعه فنيا وعن طريق رجالاتها تفتح له مجالات فنيه عديده وباستخدام قوتها الجهنمية فى مده زمنيه قصير يصبح هذا الشخص نجم مرموق فى مجاله بل والاول ورقم واحد على جميع فنانى جيله وان كان هو اقلهم موهبه ولكن هو رجل الماسون الاول فى هذا البلد وعن طريقه سوف يتم الترويج لما يريد الماسونية ترويجه وهو اداه للتاثير على المجتمع وخصوصًا الحقبة العمريه المستهدف وهذا الممثل الذى تتحكم فيه الماسونية ليس الاول الوحيد فقد سبقه فنانين من الزمن الماضى والحاضر والسؤال ماذا سوف تستفيد منظمه بهذه القوه من ممثل او فنان والاجابة ان الفن يصل كل منزل بل يصل الى كل حقبه عمريه وهذا الفنان يقدم ما يخطط له وحسب توجهات معينه لنشر البلطجه فى صوره مستساغه لدى الشباب ويكتسب البطوله فى نظر هولاء ويصبح البلطجى رمز يتبعه الشباب كذلك كل انواع الانحلال والانحراف الاخلاقي تقدم من خلال هذا البطل لتصبح كل المبيقات هى البطوله والمخدرات منهج حياه والبطل الكرتونى على الشاشة هو المثال الذى يصبوا اليه جميع الشباب
واستغلت المنظمه القوه الناعمة لفرض ثقافه الانحلال والمثاليه ونشرها على العالم فوظفت منصات اعلاميه للترويج لها بطريقة غير مباشرة فالمتابع لمنصة نتفليكس يجد ان تكاد كل ما يقدم على شاشتها لابد ان يحتوى على علاقه شاذه او مثليه والتعامل معها كانها شى عادى ومتداول بين الشباب والعامه ببساطة نشر الرزيله على انها شى عادى ولهذا كان عليهم ان يبدوا نشرها لفصيل عمرى وهو سن الطفولة
ومع الاسف تجد شركات انتاج مثل ولت دزنى تقدم كرتون الاطفال وبه شخوص مثاليه بين فتاه وفتاه او ولد وولد لترسخ مبدا ان هذا شى عادى وعندما يتقبلها الطفل فى هذا السن ينموا فى داخله اما حب التجريب او قبول الاخر المثالى كطريق طبيعى للحياه وفى السينمات الامريكيه الان يعرض فيلم ياربى وهو فيلم يناقش نقطه لماذ تكون العلاقة العاطفية والحميمية بين رجل وامراة فقط لماذ لانفكر فى علاقة الرجل بالرجل او المراة بالمراة ويحاول الاعلام الامريكى للترويج لهذا الفيلم بانه يتحدث عن مستقبل العلاقات الانسانيه بين الرجل والمراءة وتحدث الاعلام واستضاف افراد من الجنسين لمناقشة هل كل جنس فى احتياج للجنس الاخر ام لا
والطامه الكبرى عندما سنت القوانين الامريكيه لحمايه حريه المثاليين بل وسمح لهم بالافصاح عن ذالك علانيه فى كل مكان وحتى فى الجيش الامريكى ويحرم ويجرم القانون التنمر بكل انواعه على هولاء الجنود
ومنذ ان جاء الحزب الديموقراطي اليساري لسده الحكم وظهر جليا اتجاههم فى خدمه الافكار الشيطانيه مثل تدريس مناهج الثقافة الجنسيه واعطاء الاطفال القصر الحق فى تغيير الجنس بدون العوده الى الوالدين وتغليظ العقاب فى حاله ممانعة الاهل على تغيير الجنس للطفل و للمدرسه الحق فى عمل الخطوات القانونية والطبيه لتغيير نوع الجنس من ولد الى فتاه او العكس ولم تهتم الاداره الامريكيه باعتراض اولياء امور الاطفال وضربت عرض الحاءط بكل هذا بل وسنت القوانين التى تعضض من هذه القوانين
وايضا البدء فى استخدام الشرائح الاكترونية تحت الجلد والتى تحمل جميع المعلومات عن كل فرد مثل تقريره الطبى حسابات البنوك ويمكن استخدامها فى سحب وايداع الاموال وكذلك الشراء باستخدام هذه الشريحه وهذه لها القدره على التحكم العقلى والمزاجي للاشخاص اى يمكن التحكم فى الشخص وتصرفاته او حتى دفعه للانتحار وقد علق البعض على ان هذه الشريحه هى علامة الشيطان التى جاء ذكرها فى سفر الرؤية بالانجيل
ونجح اتباع الشيطان فى نشر الأمراض مثل كوفيد التى اجتاحت العالم ومات من جراء الاصابة بها ملايين الافراد حول العالم وفجاءة خرجوا علينا بالمصل الواقى فى مده قصيره جدا وبات واضح للجميع ان هذا المرض قد تم بفعل البشر ونشرت تقارير مخابراتية ان هذا الفيروس قد تم تحويره فى احد المعامل الصينيه وانتشر فى العالم من هناك ولكن قبل ظهور هذا المرض بمده قد اشار بل جيتس مؤسس ميكروسوفت وهو من اقوى الماسون فى العالم انه هناك فيروس قوى سوف يجتاح العالم وسوف يصاب العالم بوباء قاتل وقد تحقق ما اخبرنا به السيد جيتس والمخيف انه اضاف ايضا منذ شهور انه هناك فيروس اقوى من كوفيد سوف يصيب العالم فى القريب العاجل فهل هذا مجرد نبوءة ام تصريح وللعلم ان السيد جيتس يعتبر من اكبر المستثمرين فى مجال الامصال فى العالم فهل هذه مجرد مصادفة..
ويجتاح العالم الان طوفان من المشاكل الاقتصادية والسياسية والعسكرية و يكاد لا يمر يوم الا وهناك صراعات عسكرية تتفجر فى جميع انحاء العالم
وانتشرت فى العام الكوارث الطبيعية من زلازل وحرائق غابات وعواصف قويه ولك ان تعرف أنهم قد نجحوا فى عمل الكوارث الطبيعية عن طريق الانسان صناعيا فقد نجحوا فى انتاج زلازال قاتله كزلزال تركيا الماضى ونتج عنه الكثير من القتلى والجرحى
واخيرا استطيع ان اقول ان الشر يسيطر على مفاصل العالم والشيطان وإتباعه يسيطروا على العالم والمومنين الحقيقيين فى ألعالم تقلصت اعدادهم معظم من يطلقون على انفسهم أنهم متدين يتمسكون بقشور الدين ومظاهره فقط ولكنهم بعيدين كل البعد عن جوهره حتى رجال الدين بعضهم ابتعدوا عن الله وغلبتهم شهوتهم البشريه
الشيطان يجلس على عرش العالم ويسير بخطوات ثابته لتحقيق مملكته لقد اعطى البشر كل المعونه له حتى يسيطر على العالم بقصد او بدون قصد
وهذه هى البدايه فقط والأسواء قادم .
بسرعه
العالم ينحدر بسرعه رهيبه الى النهايه ونحن كلبلهاء نشاهد كما لو كان ما يدور حولنا لا يعنينا

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اذاعة طهران العربية
منذ 35 دقائق
- اذاعة طهران العربية
12 محرم الحرام.. وصول سبايا كربلاء إلى الكوفة
يذكرُ أربابُ السير أنّه في اليوم الثاني عشر من المحرّم سنة (61هـ) وصل موكبُ سبايا أهل البيت(عليهم السلام) إلى الكوفة، بعد أنْ تحرّك من كربلاء في اليوم الذي سبقه قاطعاً الصحارى، حاملاً معه الذكريات الموحِشة والمؤلِمة لليلة الفراق والوحشة التي قضوها على مقربةٍ من مصارع الشهداء، بعد استشهاد الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام. الدخول إلى الكوفة دخل الركب الكوفة في ۱۲ محرّم ۶۱ﻫ، ففزع أهل الكوفة وخرجوا إلى الشوارع، بين مُتسائل لا يدري لمن السبايا، وبين عارف يُكفكف أدمعاً ويُضمر ندماً. وأشرفت إحدى السيّدات، فسألت إحدى العلويات، وقالت لها: من أي الأُسارى أنتن؟ فأجابتها العلوية: نحن أُسارى أهل البيت. وكان هذا النبأ عليها كالصاعقة، فصرخت وصرخت اللاّتي كنّ معها، ودوى صراخهنّ في أرجاء الكوفة، وبادرت المرأة إلى بيتها فجمعت ما فيه من اُزر ومقانع، فجعلت تناولها إلى العلويات ليتسترن بها عن أعين الناس، كما بادرت سيّدة أُخرى فجاءت بطعام وتمر، وأخذت تلقيه على الصبية التي أضناها الجوع، ونادت السيّدة أُمّ كلثوم من خلف الركب: «إنّ الصدقة حرام علينا أهل البيت». وصارت تأخذ من أيدي الأطفال وأفواههم، وترمي به الأرض، وتقول: «يا أهل الكوفة! تقتلنا رجالكم وتبكي علينا نساؤكم، فالحاكم بيننا وبينكم الله يوم فصل القضاء»(۱). ثمّ اتّجه موكب السبايا نحو قصر الإمارة، مُخترقاً جموع أهل الكوفة، وهم يبكون لما حلّ بالبيت النبوي الكريم، ولما اكتسبت أيديهم، وخدعت وعودهم سبط النبي (صلى الله عليه وآله) وإمام المسلمين الحسين بن علي (عليهما السلام)، وها هم يرون أهله ونساءه أُسارى، وها هو رأس السبط الشهيد يحلِّق في سماء الكوفة على رأس رمح طويل، وقد دعوه ليكون قائداً للأُمّة الإسلامية، وهادياً لها نحو الرشاد!. فحدّقت السيّدة زينب (عليها السلام) بالجموع المحتشدة، ومرارة فقدان أخيها تملأ فمها، وذلّ الأَسر يحيط بموكبها، فنظرت(عليها السلام) إلى أهل الكوفة نظرة غضب واحتقار، وخطبت بهم خطبة مقرعة ومؤنِّبة. أُدخل رأس الإمام الحسين (عليه السلام) إلى القصر، ووضع بين يدي عبيد الله ابن زياد والي الكوفة، فأخذ يضرب الرأس الشريف بقضيب كان في يده، وعليه علامات الفرح والسرور. وكان الى جانبه زيد بن أرقم ـ وكان شيخاً كبيراً صحابيّاً ـ، فلمّا رآه يفعل ذلك بثنايا ابن رسول الله قال له: ارفع قضيبك عن هاتين الشفتين، فو الله الذي لا إله غيره لقد رأيت شفتي رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليها ما لا أُحصيه كثرة تقبّلهما. ثمّ انتحب باكياً. فقال له ابن زياد: أبكى الله عينيك، أتبكي لفتح الله؟ والله لولا أنّك شيخ قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك، فنهض زيد بن أرقم من بين يديه وذهب إلى منزله. ثمّ أُدخل النساء والأطفال ومعهم الإمام زين العابدين(عليه السلام)، وكانت عقيلة بني هاشم السيّدة زينب الكبرى(عليها السلام) متنكّرة، وقد انحازت إلى ناحية من القصر ومعها النسوة. فقال ابن زياد: مَن هذه التي انحازت ومعها نساؤها؟ فسأل عنها ثانية وثالثة فلم تجبه، فقيل له: هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول الله. فانبرى ابن زياد مخاطباً زينب(عليها السلام) شامتاً بها: الحمدُ لله الذي فضحكم وقتلكم، وأكذب أُحدوثتكم. فردّت(عليها السلام) عليه بلسانِ المرأة الواثقة بأهدافها: «الحمدُ لله الذي أكرمَنا بنبيِّه محمّدٍ(صلى الله عليه وآله)، وطهّرَنا مِن الرجس تطهيراً، إنّما يَفتضحُ الفاسق ويكذبُ الفاجِر، وهو غيرُنا». فقال ابن زياد: كيف رأيت فِعلَ الله بأهلِ بيتك؟ فقالت(عليها السلام): «كتب اللهُ عليهم القتل، فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع اللهُ بينك وبينهُم، فتحاجُّون إليه وتختصمون عنده». فغضب ابن زياد واستشاط غضباً، فقال عمرو بن حريث: إنّها امرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها. فقال لها ابن زياد: لقد شفى الله قلبي من طاغيتك الحسين، والعصاة المردة من أهل بيتك. فقالت: «لعمري، لقد قتلت كهلي وقطعت فرعي واجتثثت أصلي، فإن كان هذا شفاك فقد اشتفيت»، فأخذ ابن زياد يفحش في كلامه. ثمّ جاء الدور بعد ذلك للإمام زين العابدين(عليه السلام) ليقف أمام عبيد الله بن زياد، فسأله: مَن أنت؟ فأجاب(عليه السلام): «أنا علي بن الحسين». فقال: ألم يقتل الله علي بن الحسين؟ قال(عليه السلام): «كان لي أخٌ يُسمّى علياً قتله الناس». فقال ابن زياد: بل قتله الله. قال(عليه السلام): (اللهُ يَتَوَفّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا)(۲). فغضب ابن زياد لردّ الإمام(عليه السلام)، فنادى جلاوزته: اِضربوا عنقه. فتعلّقت عمّته زينب(عليها السلام) به، وصاحت: «يابن زياد، حَسْبك مِن دمائنا، والله لا أفارقه، فإن قتلته فاقتلني معه»، فتراجع عن ذلك. ثمّ صعد المنبر، ونال من أهل البيت وكذّبهم فافتضح نفاقه وبانت أعراقه، وكان في المجلس شيخ كبير آخر هو عبد الله بن عفيف الأزدي، فانتفض في وجه ابن زياد السفّاك وخذله ونال منه. فقال ابن زياد: عليَّ به، فأخذته جلاوزة النفاق والشقاق، فانتزعه منهم رجال من الأزد، إلاّ أنّ ابن زياد أرسل عليه ليلاً، فأُخرج من بيته وجيء به لابن زياد، فضرب عنقه، وصلبه على السبخة، فرحمة الله عليه(۳). خطبة السيّدة زينب (عليها السلام) قال بشير بن خزيم الأسدي: «ونظرت إلى زينب بنت علي يومئذٍ، ولم أرَ خفرة والله أنطق منها، كأنّها تفرع من لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)، وقد أومأت إلى الناس أن اسكتوا، فارتدت الأنفاس، وسكنت الأجراس، ثمّ قالت: الحمد لله والصلاة على أبي محمّد وآله الطيبين الأخيار، أمّا بعد: يا أهل الكوفة، يا أهل الختر والغدر والختل والمكر، ألا فلا رقأت العبرة ولا هدأت الزفرة، إنّما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوّة أنكاثاً، تتّخذون أيمانكم دخلاً بينكم، ألا وهل فيكم إلاّ الصلف والنطف، والصدر الشنف، وملق الإماء، وغمز الأعداء، أو كمرعى على دمنة، أو كفضة على ملحودة، ألا ساء ما قدّمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم، وفي العذاب أنتم خالدون. أتبكون وتنتحبون! إي والله فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً، فلقد ذهبتم بعارها وشنارها، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبداً، وأنّى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة، ومعدن الرسالة، وسيّد شباب أهل الجنّة، وملاذ خيرتكم، ومفزع نازلتكم، ومنار حجّتكم، ومدرة سنتكم، ألا ساء ما تزرون، وبعداً لكم وسحقاً، فلقد خاب السعي، وتبّت الأيدي، وخسرت الصفقة، وبؤتم بغضبٍ من الله، وضُربت عليكم الذلّة والمسكنة. ويلكم يا أهل الكوفة، أتدرون أيّ كبدٍ لرسول الله فريتم، وأيّ كريمةٍ له أبرزتم، وأيّ دمٍ له سفكتم، وأيّ حرمةٍ له انتهكتم؟ ولقد جئتم بها صلعاء عنقاء سَوّاء فقماءـ وفي بعضهاـ خرقاء شوهاء كطلاع الأرض ومُلاء السماء. أفعجبتم أن مطرت السماء دماً؟ ولعذاب الآخرة أخزى وأنتم لا تنصرون، فلا يستخفنّكم المهل، فإنّه لا تحفزه البِدَار، ولا يُخافُ فوتُ الثأر، وإنّ ربّكم لبالمرصاد. ثمّ أنشأت تقول: ماذا تقولون إذ قال النبيّ لكم ** ماذا صنعتم وأنتم آخر الأُمم فقال الإمام زين العابدين(عليه السلام): «يا عمّة اسكتي، ففي الباقي من الماضي اعتبار»، فسكتت الحوراء زينب(عليها السلام)». قال الراوي: «فو الله لقد رأيت الناس يومئذ حيارى يبكون وقد وضعوا أيديهم في أفواههم، ورأيت شيخاً واقفاً إلى جنبي يبكي، حتّى اخضلت لحيته، وهو يقول: بأبي أنتم وأُمّي، كهولكم خير الكهول، وشبابكم خير الشباب، ونساؤكم خير النساء، ونسلكم خير نسل، لا يخزي ولا يبزي»(۴). خطبة الإمام زين العابدين (عليه السلام) ثمّ ارتقى الإمام زين العابدين(عليه السلام) المنبر، فأومأ للناس بالسكوت، وكان معتل الحال، فأثنى على الله وحمده، وذكر النبي(صلى الله عليه وآله) ثمّ صلّى عليه، ثمّ قال: «أيّها الناس، من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليه السلام)، أنا ابن من انتُهكت حرمته، وسُلبت نعمته، وانتُهب ماله، وسُبي عياله، أنا ابن المذبوح بشطّ الفرات من غير ذحلٍ ولا تَرات، أنا ابن من قُتل صبراً، وكفى بذلك فخراً. أيّها الناس فأنشدكم الله، هل تعلمون أنّكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه، وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق والبيعة وقاتلتموه، فتبّاً لما قدّمتم لأنفسكم، وسوأة لرأيكم، بأيّة عين تنظرون إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) إذ يقول لكم: قتلتم عترتي، وانتهكتم حرمتي، فلستم من أُمّتي». قال الراوي: «فارتفعت الأصوات من كل ناحية، ويقول بعضهم لبعض: هلكتم وما تعلمون، فقال(عليه السلام): رحم الله امرأ قبل نصيحتي، وحفظ وصيّتي في الله، وفي رسوله، وأهل بيته، فإنّ لنا في رسول الله(صلى الله عليه وآله) أُسوة حسنة»(۵). واستمر الإمام(عليه السلام) في الخطبة، فعرّى الأُمويين وأتباعهم الخونة الظالمين، ونصح المسلمين. خطبة السيّدة فاطمة الصغرى (عليها السلام) خطبت السيّدة فاطمة الصغرى(عليها السلام) بعد أن وردت من كربلاء، فقالت: «الحمد لله عدد الرمل والحصى، وزنة العرش إلى الثرى، أحمده وأؤمن به، وأتوكّل عليه، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله(صلى الله عليه وآله)، وأنّ أولاده ذُبحوا بشطّ الفرات بغير ذحلٍ ولا تَرات. اللهمّ إنّي أعوذ بك أن أفتري عليك الكذب، أو أن أقول عليك خلاف ما أنزلت عليه، من أخذ العهود لوصيّه علي بن أبي طالب(عليه السلام)، المسلوب حقّه، المقتول من غير ذنب، كما قتل ولده بالأمس في بيت من بيوت الله، فيه معشر مسلمة بألسنتهم، تعساً لرؤوسهم، ما دفعت عنه ضيماً في حياته ولا عند مماته، حتّى قبضته إليك محمود النقيبة، طيّب العريكة، معروف المناقب، مشهور المذاهب، لم تأخذه اللهمّ فيك لومة لائم، ولا عذل عاذل، هديته اللهمّ للإسلام صغيراً، وحمدت مناقبه كبيراً، ولم يزل ناصحاً لك ولرسولك، حتّى قبضته إليك، زاهداً في الدنيا غير حريص عليها، راغباً في الآخرة، مجاهداً لك في سبيلك، رضيته فاخترته فهديته إلى صراطٍ مستقيم. أمّا بعد يا أهل الكوفة، يا أهل المكر والغدر والخيلاء، فإنّا أهل بيتٍ ابتلانا الله بكم، وابتلاكم بنا، فجعل بلاءنا حسناً، وجعل علمه عندنا، وفهمه لدينا، فنحن عيبة علمه، ووعاء فهمه وحكمته، وحجّته على الأرض في بلاده لعباده، أكرمنا الله بكرامته، وفضّلنا بنبيّه محمّد(صلى الله عليه وآله) على كثيرٍ ممّن خلق تفضيلاً بيّناً، فكذّبتمونا وكفّرتمونا، ورأيتم قتالنا حلالاً، وأموالنا نهباً، كأنّنا أولاد ترك وكابل، كما قتلتم جدّنا بالأمس، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت؛ لحقدٍ متقدّم قرّت لذلك عيونكم، وفرحت قلوبكم، افتراءً على الله، ومكراً مكرتم، والله خير الماكرين. فلا تدعونّكم أنفسكم إلى الجذل بما أصبتم من دمائنا، ونالت أيديكم من أموالنا، فإنّ ما أصابنا من المصائب الجليلة، والرزايا العظيمة (فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ). تبّاً لكم، فانتظروا اللعنة والعذاب، فكأنّ قد حلّ بكم، وتواترت من السماء نقمات، فيسحتكم بعذابٍ، ويذيق بعضكم بأس بعض، ثمّ تُخلدون في العذاب الأليم يوم القيامة بما ظلمتمونا، ألا لعنة الله على الظالمين. ويلكم! أتدرون أيّة يدٍ طاعنتنا منكم، وأيّة نفس نزعت إلى قتالنا؟ أم بأيّة رجل مشيتم إلينا، تبغون محاربتنا؟ والله قست قلوبكم، وغلظت أكبادكم، وطُبع على أفئدتكم، وخُتم على سمعكم وبصركم، وسَوّل لكم الشيطان وأملى لكم، وجعل على بصركم غشاوة، فأنتم لا تهتدون. فتبّاً لكم يا أهل الكوفة، أيّ تَرات لرسول الله(صلى الله عليه وآله) قبلكم، وذحول له لديكم بما عندتم بأخيه علي بن أبي طالب جدّي، وبنيه وعترته الطيّبين الأخيار، فافتخر بذلك مفتخر وقال: نحن قتلنا علياً وبني علي ** بسيوفٍ هندية ورماح وسبينا نساءهم سبي ترك ** ونطحناهم فأيّ نطاح بفيك أيّها القائل الكثكث والأثلب، افتخرت بقتل قومٍ زكّاهم الله، وطهّرهم الله، وأذهب عنهم الرجس، فأكظم وأقعِ كما أقعى أبوك، فإنّما لكلّ امرئ ما كسب، وما قدّمت يداه. أحسدتمونا ويلاً لكم على ما فضّلنا الله؟ ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور». قال الراوي: «فارتفعت الأصوات بالبكاء والنحيب، وقالوا: حسبك يا ابنة الطيّبين، فقد أحرقت قلوبنا، وأنضجت نحورنا، وأضرمت أجوافنا، فسكتت(عليها السلام)»(۶). خطبة السيّدة أُم كلثوم (عليها السلام) خطبت السيّدة أُم كلثوم بنت الإمام علي(عليه السلام) في ذلك اليوم من وراء كلّتها، رافعة صوتها بالبكاء، فقالت: «يا أهل الكوفة، سوأة لكم، ما لكم خذلتم حسيناً وقتلتموه، وانتهبتم أمواله وورثتموه، وسبيتم نساءه ونكبتموه، فتبّاً لكم وسحقاً، ويلكم! أتدرون أيّ دواة دهتكم؟ وأيّ وزرٍ على ظهوركم حملتم؟ وأيّ دماء سفكتموها؟ وأيّ كريمة أصبتموها؟ وأيّ صبية سلبتموها؟ وأيّ أموال انتهبتموها؟ قتلتم خير رجالات بعد النبي(صلى الله عليه وآله)، ونزعت الرحمة من قلوبكم، ألا إنّ حزب الله هم الفائزون، وحزب الشيطان هم الخاسرون» ثمّ قالت: قتلتم أخي صبراً فويل لأُمّكم ** ستجزون ناراً حرّها يتوقّد سفكتم دماءً حرم الله سفكها ** وحرّمها القرآن ثمّ محمّد وأنّي لأبكي في حياتي على أخي ** على خير من بعد النبي سيولد بدمعٍ غزيرٍ مستهلّ مكفكف على ** الخدّ منّي دائماً ليس يجمد قال الراوي: فضجّ الناس بالبكاء والنوح، فلم يُرَ باكية وباكٍ أكثر من ذلك اليوم(۷). ولم يقف حقد ابن زياد وقساوته وأُسلوبه الوحشي إلى حَدٍّ، بل راح يطوف في اليوم الثاني ب رأس الحسين(عليه السلام) في شوارع الكوفة، يُرهب أهلها، ويتحدّى روح المعارضة والمقاومة فيها. وقال زيد بن أرقم: مرّ به عليّ وهو على رمح، وأنا في غرفةٍ لي، فلمّا حاذاني سمعته يقرأ: (اَمْ حَسِبْتَ اَنَ اَصحابَ الْكَهْفِ وَالرّقيمِ كانوا مِنْ اياتِنا عَجَباً)، وقف والله شعري وناديت: رأسك والله يا بن رسول الله أعجب وأعجب(۸). التوجّه إلى الشام وفي اليوم التالي أمر ابن زياد جنده بالتوجّه بسبايا آل البيت (عليه السلام) إلى الشام، إلى الطاغية يزيد بن معاوية، وأمر أن يكبّل الإمام زين العابدين(عليه السلام) بالقيود، وأركب بنات الرسالة الإبل الهزّل؛ تنكيلاً بهنّ، وليحظى عند سيّده يزيد بالمنزلة الأرفع، والمكان الأقرب. ـــــــــــــــــــــــــ ۱ـ ينابيع المودّة ۳ /۸۷. ۲ـ الزمر: ۴۲. ۳ـ الإرشاد ۲ /۱۱۶. ۴ـ الاحتجاج ۲ /۲۹. ۵ـ المصدر السابق. ۶ـ المصدر السابق ۲ /۲۷. ۷ـ اللهوف في قتلى الطفوف: ۹۱. ۸ـ إعلام الورى بأعلام الهدى ۱ /۴۷۳.

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
رئيس فرط صوتي!
يقعد الرجل الأميركي الأنيق في ضيافة الرؤساء منصتًا مبتسمًا متأملًا في وجوه مضيفيه وصفّ المستشارين المشاركين في صناعة التاريخ. يخرج براك من اجتماعاته ناصحًا اللبنانيين باستغلال الفرصة بحيث "أن المنطقة تتغير بسرعة" وهو يعلم علم اليقين أن ليس في المعمورة من هو أشطر من بعض اللبنانيين في إضاعتها أو رفسها، وآخر همهم إن تغيّرت المنطقة أو سارت بعكس التاريخ. أحمد الشرع تغيّر 180 درجة في ثمانية أشهر. إيران تغيّرت في 12 يوماً. غزة تغيّرت. ولا يزال بيننا من يتوقع ظهور بشار الأسد في ساحة شتوره ووصول دفعة معززة من ملائكة الله لحسم آخر المعارك ضد الصهاينة. مع علم توم براك التام بالواقع الصعب والمعقد في زقاق البلاط والغبيري والنبطيه الفوقا فهو شبه واثق بأن الشيخ نعيم سيلتحق بقطار الحل بتلفون واحد، كونه رجلًا براغماتيًا وإجريه على الأرض لكن ما يجهله العم توم (78 عاماً) أن شريحة وازنة من اللبنانيين لا تزال تسترشد بضوء منارة مشعة ومتنقلة بين برج الغزال واليرزة وبعبدات وشاطئ الريفيرا الفرنسية. قبل عشر أيام تقريبًا رُصد بيان زلزالي. جاء فيه: "الحقّ والصلابة في المواجهة عند الجهات الثلاث ( لبنان وغزة وطهران) تُوّجا بصفعة غير مسبوقة وُجّهت إلى هذا العدوّ في عقر داره، عبر معادلة النار بالنار التي جعلته يهرول إلى راعيه الأميركي ليعلن وقفاً لإطلاق النار". وها هو الأميركي يهرول إلى بيروت مستجدياً تنفيذ خطة تسبق وصول ملائكة الشيخ نعيم إلى لبنان. لا يدرك توم براك قدرة رئيس الجمهورية السابق على قلب المعادلات. سمع باسمه كصائد أكبر حوت. في خلال وجوده في بيروت مرر له أحد معاونيه مظروفاً كُتب عليه "سرّي جداً" وفيه ورقة واحدة تضمنت مؤشرات بالغة الخطورة. كتب لحود وثيقته مستنداً إلى أقواله المرجعية "ما من وسيلة للتعاطي مع هذا العدو إلا المواجهة العسكريّة، وما عدا ذلك سيدفعه إلى المزيد من الغطرسة والاعتداءات والجرائم، تماماً كما يحصل في جنوب لبنان وغزة، والمؤسف أكثر أنّ كثيرين في الداخل اللبناني يستغلّون الخيار الدبلوماسي الذي لا يمكن أن يكون منتجاً إلا عند وجود توازن عسكري". ما أغبى هؤلاء "الكثيرين". التوازن العسكري يستجلب الخيار الدبلوماسي؛ معادلة لا تجد لها مثيلًا لا في كتاب فن الحرب لسون تزو الصادر في القرن الخامس قبل الميلاد ولا في كتاب "الاستراتيجيات الست والثلاثون" ولا في أكاديمية west point الأميركية. ولعل أخطر ما ورد في الوثيقة المسرّبة إلى الأميركان دعوة قاهر المحيطات "إلى الاتّعاظ ممّا فعله الفرط صوتي بالعدوّ، لعلّ بعض أصوات الداخل تخفت" اتعظنا. عماد موسى - نداء الوطن انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


جريدة الايام
منذ ساعة واحدة
- جريدة الايام
قمة ترامب - نتنياهو: إسرائيل أمام قرار تاريخي
تشذ قمة نتنياهو – ترامب في واشنطن في أهميتها عن الأهمية الدارجة للقاءات من هذا النوع بين الزعماء. وهي ستضع إسرائيل أمام قرار تاريخي، ستكون له آثار محمّلة بالمصائر على المنطقة كلها. لا يخفي ترامب إرادته لإعادة كل المخطوفين كجزء من اتفاق بين إسرائيل و"حماس" ينهي الحرب في غزة، والتفرغ إلى إعادة تصميم الشرق الأوسط. من ناحيته السماء هي الحدود: اتفاقات سياسية مع سلسلة دول تحوي أيضاً مكاسب أمنية واقتصادية بعيدة الأثر. وهو يعتقد أن مثل هذا الاتفاق لن يعزز فقط الدول نفسها – وعلى رأسها إسرائيل – بل سينصب أيضاً سوراً في وجه تطلعات إيران لإعادة بناء نفسها وتثبيت مكانتها في المنطقة، وضد الخصمين المركزيين للولايات المتحدة: الصين وروسيا. ستوضع هذه الرزمة بكاملها أمام نتنياهو. يمكنه أن يتبناها حرفيا، في ظل الأثمان السياسية التي تنطوي عليها بسبب الحاجة لوقف الحرب، ويمكنه أن يحاول أن يتبنى أجزاء منها فقط. ليس واضحاً كيف سيتصرف ترامب في مثل هذه الحالة: إذا طلب أن ينفذ اقتراحه مثلما فعل عندما أعاد طائرات سلاح الجو من إيران، أم سيفقد الاهتمام. قراراته، وما تنطوي عليه من مدى تدخله، ستكون حرجة في موضوع المخطوفين، وفي نظرة موسعة لمواضيع دولة إسرائيل. عشية سفره إلى واشنطن حاول نتنياهو السير بين القطرات. مجيئه إلى نير عوز وتصريحاته المؤيدة لاتفاق مخطوفين (ولاحقاً إرسال الوفد لمحادثات قريبة في قطر) ألمحت إلى أنه مستعد للحلول الوسط، مع علمه أنها توجب وقف الحرب بشكل مؤقت على الأقل. من جهة أخرى، فان إصراره على العمل على مراحل دون الموافقة على وقف تام للحرب مثلما تطالب "حماس"، يستهدف تهدئة شركائه من اليمين. سلوك معيب تجاه زامير هذا هو نتنياهو الكلاسيكي: "هذا وذاك معاً". هكذا ينبغي أن نرى أيضاً انضمام الوزير سموتريتش للهجوم على رئيس الأركان زامير في جلسة الكابينت. يعرف نتنياهو جيداً القيود التي تحدث عنها زامير، ومع ذلك اختار أن يقف ضده بسبب حاجته لضمان حكومته. كأسلافه اضطر رئيس الأركان للتجلد على طريقة عمل معيبة تتركه مكشوفاً في حجرة الدبابة. عندما قبل بالمنصب كان يعرف أن هكذا سيكون، وإن كان مشكوكاً فيه أن يكون قدّر عمق الهوة التي فتحت بين الفترة التي تولى فيها منصب السكرتير العسكري لنتنياهو، حتى ما قبل نحو عقد وبين الفترة الحالية التي أحاط نتنياهو نفسه فيها بهواة ودجالين خطرين، ميلهم الصبياني في أن يروا الأمور تحصل هنا والآن يجعل من الصعب عليهم أن يفهموا تعقيدات المسائل التي يقفون أمامها. هكذا ينبغي أن نرى أيضاً مسألة توزيع المساعدات الإنسانية، التي أشعلت عاصفة في الكابينت. يصر رئيس الأركان وعن حق ألا يوزع الجنود الغذاء على الفلسطينيين، وذلك أيضاً كي لا يكونوا مسؤولين مباشرة عن تغذيتهم (أو لا سمح الله عن موتهم)، وكي يقلص الخطر على القوات ويمتنع أيضاً عن صور تبث للعالم وتلحق بإسرائيل وجيشها ضرراً جسيماً. وعلى أي حال لا يوجد للجيش الإسرائيلي ما يكفي من القوات للمهمة، وجلب جهة ثالثة توزع المساعدات يتأخر، كما كان متوقعاً. المقارنة التي أجراها بعض الوزراء بين المعركة التي أجريت في إيران وبين تلك التي تدار في غزة تشهد أساساً على ضحالتهم: فليس بينهما تقريباً أي شيء مشترك. باستثناء حقيقة أن الجيش الإسرائيلي هو نفسه الذي قاتل فيهما. وهي تستهدف التلميح إلى أن الجيش يجر الأرجل عن قصد وفي واقع الأمر يمنع النصر المنشود. هذا ادعاء بشع على نحو خاص حين يأتي من حكومة مسؤولة عن 7 تشرين الأول، وأساساً لأنه يستهدف التغطية على النية الحقيقية لبعض المتحدثين: احتلال كل القطاع، وتهجير السكان منه قدر الإمكان، وتوطين اليهود فيه. لا يمكن تجاهل اختيار زامير الانشغال في هذا السياق بمسألة القوة البشرية. كان هذا تلميحاً واضحاً للحكومة بأنه بينما تدفع الجيش ليعمق القتال في غزة، تسعى لتعفي بالقانون عشرات آلاف الحريديم من الخدمة. الأوامر التي علم بصدورها، أول من أمس، لكل ملزمي التجنيد الحريديم تدل على أنه بين قاعدة القانون وبين الاستسلام للمصالح السياسية للحكومة اختار الجيش وقادته اتخاذ موقف واضح. عن "إسرائيل اليوم"