logo
«تسكيائي» اليابانية.. وحوار الأجيال

«تسكيائي» اليابانية.. وحوار الأجيال

سعورسمنذ 4 أيام
وفقًا لآخر الإحصائيات الرسمية في اليابان ، يشكل كبار السن (65 عامًا فأكثر) 29.1 % من السكان، مع توقعات بوصول النسبة إلى 38.4 % بحلول 2060 . هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل انعكاس لأزمة شاملة: 40 % من كبار السن يعيشون بمفردهم، و25 % يعانون من الاكتئاب الشديد بسبب العزلة.
في هذا السياق، ظهرت «تسكيائي» كمشروع استقصائي اجتماعي، حيث تعاون باحثون من جامعة طوكيو مع منظمات غير ربحية لفهم جذور المشكلة. واكتشفوا أن العزلة الاجتماعية لكبار السن تكلف الاقتصاد الياباني 1.5 تريليون ين سنويًا (11 مليار دولار) بسبب تراجع الإنتاجية وارتفاع نفقات الرعاية الصحية. هنا لم تكن الحلول التقليدية (كزيادة مراكز الرعاية) كافية، فكان لا بد من «علاج اجتماعي» يعتمد على إعادة دمج كبار السن في النسيج المجتمعي.
تعتمد المبادرة على مبدأ «المشاركة المتبادلة» من خلال أنشطة متنوعة مثل صناعة الفخار أو تعليم الخط الياباني التقليدي (شودو). ومساعدة كبار السن في استخدام الهواتف الذكية أو تطبيقات التواصل الاجتماعي. وجلسات يوغا أو رياضة المشي في الحدائق العامة. ونقاشات حول موضوعات مثل «معنى السعادة» أو «التحديات التي واجهها الجيل القديم». وتُنظّم هذه الفعاليات في أماكن مفتوحة ومراكز الشباب، بهدف كسر الحواجز النفسية بين الأجيال.
تستند المبادرة إلى ثلاث ركائز استقصائية، الربط بين الاحتياجات، والشراكات الذكية، والقياس الدقيق للأثر. وبعد 5 سنوات من تطبق المبادرة، سجلت المناطق المشاركة في المبادرة انخفاضًا بنسبة 30 % في معدلات الاكتئاب بين كبار السن، وزيادة 45 % في مشاركتهم بالفعاليات المجتمعية.
في السعودية، يبلغ معدل الشيخوخة 4.5 % فقط من السكان، وهي في ارتفاع مع تحسن متوسط العمر وانخفاض معدلات الخصوبة. وبحسب تقرير الهيئة العامة للإحصاء، من المتوقع أن يرتفع عدد كبار السن إلى 6.7 ملايين بحلول 2050. هنا، تبرز تحديات مبكرة منها العزلة الاجتماعية، فمع تغير هيكل الأسرة من ممتدة إلى نووية، يزيد شعور كبار السن بالوحدة. وتبرز كذلك الفجوة الرقمية؛ حيث إن 78 % من كبار السن السعوديين لا يستخدمون التطبيقات الذكية. ومن التحديات كذلك هو الهدر الثقافي؛ حيث تضيع معارف تقليدية (كفنون الحرف اليدوية والقصص الشعبية) مع جيل المؤسسين.
يأتي هنا دور وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في إنشاء منصة وطنية لربط المتطوعين الشباب (عبر برنامج «الفرص التطوعية» التابع للوزارة) مع كبار السن، مع تحديد أهداف محددة (كتعليم التقنية أو نقل المعرفة). وتمويل مشروعات مشتركة كشراكة مع «مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية» لتدريب كبار السن على استخدام الروبوتات المساعدة، أو مع «الهيئة السعودية للسياحة» لتنظيم جولات ثقافية يقودها كبار السن.
ولمؤسسات المجتمع المدني دور كبير؛ حيث يمكنها تبني نموذج «تسكيائي» عبر إنشاء «نوادي الحوار بين الأجيال». والجامعات والكليات لها دور في تفعيل مشروعات التخرج التي تربط الطلاب بكبار السن، كتوثيق القصص الشفوية أو تصميم تطبيقات تسهل اتصالهم بالخدمات الحكومية. وتنظيم «فعاليات شعبية» يبيع فيها كبار السن منتجاتهم اليدوية مع مساعدة الشباب في التسويق الإلكتروني. وعمل ورش مهارات متبادلة لهم في استخدام التطبيقات الالكترونية، في مقابل تعلم الشباب فنون الحرف التقليدية.
مبادرة «تسكيائي» ليست قصة نجاح يابانية فحسب؛ بل دليل عملي لكيفية تحويل التحديات الديموغرافية إلى فرص. حيث أصبحت مصدر إلهام لدول مثل فنلندا في برنامج «الجدّة الرقمية»، وسنغافورة في مبادرة «حكايات عبر الأجيال». حتى في الدول العربية، بدأت مشروعات مماثلة تظهر في الإمارات والأردن، لكنها لا تزال في مراحلها الأولى.
في السعودية؛ تُمثل رؤية 2030 التزامًا ببناء مجتمع حيوي، قد تكون الصداقة بين الأجيال هي المفتاح لتمكين كبار السن ك»سفراء تراث» و»مرشدين مجتمعيين»، بينما يُعيد الشباب اكتشاف أن الحكمة الحقيقية لا تُشترى بالمال، بل تُكتسب بالحوار.. فهل نرى «تسكيائي السعودية» تُعيد رسم خريطة العلاقات بين الأجداد وأحفادهم؟
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لأول مرة منذ قرن.. فرنسا تفتح نهر السين للسباحة العامة
لأول مرة منذ قرن.. فرنسا تفتح نهر السين للسباحة العامة

رواتب السعودية

timeمنذ 2 أيام

  • رواتب السعودية

لأول مرة منذ قرن.. فرنسا تفتح نهر السين للسباحة العامة

نشر في: 5 يوليو، 2025 - بواسطة: خالد العلي سمحت السلطات الفرنسية، للمرة الأولى منذ مائة عام، بالسباحة العامة في نهر «السين». يأتي ذلك بعد تنفيذ مشروع ضخم لتنظيف نهر «السين» بتكلفة تصل إلى 1.5 مليار دولار، ليكون صالحاً لاستضافة منافسات الألعاب الأولمبية التي أقيمت الصيف الماضي، وفق موقع «يورونيوز». ومن المقرر فتح، ثلاثة مواقع للسباحة تكون بجودة مياه تتوافق مع المعايير الأوروبية، رغم تحفظات حول دقة الاختبارات البكتيرية لمياه النهر. وسمحت السلطات خلال دورة الألعاب الأولمبية بباريس العام الماضي، بالسباحة في النهر استثنائيا، لكن القرار قوبل وقتها بتحديات مثل ارتفاع مستويات البكتيريا نتيجة الأمطار، وتأجلت بعض المنافسات. ويعود منع السباحة في نهر «السين» إلى عام 1923م، بسبب ارتفاع نسب بكتيريا الإشريكية القولونية وأنواع أخرى من البكتيريا المسببة للأمراض المختلفة داخل مياه النهر. المصدر: عاجل

لأول مرة منذ قرن.. فرنسا تفتح نهر السين للسباحة العامة
لأول مرة منذ قرن.. فرنسا تفتح نهر السين للسباحة العامة

صحيفة عاجل

timeمنذ 2 أيام

  • صحيفة عاجل

لأول مرة منذ قرن.. فرنسا تفتح نهر السين للسباحة العامة

فريق التحرير سمحت السلطات الفرنسية، للمرة الأولى منذ مائة عام، بالسباحة العامة في نهر «السين». يأتي ذلك بعد تنفيذ مشروع ضخم لتنظيف نهر «السين» بتكلفة تصل إلى 1.5 مليار دولار، ليكون صالحاً لاستضافة منافسات الألعاب الأولمبية التي أقيمت الصيف الماضي، وفق موقع «يورونيوز». ومن المقرر فتح، ثلاثة مواقع للسباحة تكون بجودة مياه تتوافق مع المعايير الأوروبية، رغم تحفظات حول دقة الاختبارات البكتيرية لمياه النهر. وسمحت السلطات خلال دورة الألعاب الأولمبية بباريس العام الماضي، بالسباحة في النهر استثنائيا، لكن القرار قوبل وقتها بتحديات مثل ارتفاع مستويات البكتيريا نتيجة الأمطار، وتأجلت بعض المنافسات. ويعود منع السباحة في نهر «السين» إلى عام 1923م، بسبب ارتفاع نسب بكتيريا الإشريكية القولونية وأنواع أخرى من البكتيريا المسببة للأمراض المختلفة داخل مياه النهر.

'الصحة العالمية' تدعو لزيادة أسعار بعض المنتجات لـ50%
'الصحة العالمية' تدعو لزيادة أسعار بعض المنتجات لـ50%

الوئام

timeمنذ 3 أيام

  • الوئام

'الصحة العالمية' تدعو لزيادة أسعار بعض المنتجات لـ50%

تحث منظمة الصحة العالمية الدول على رفع أسعار المشروبات المحلاة والكحوليات ومنتجات التبغ 50 بالمئة على مدى السنوات العشر المقبلة من خلال فرض الضرائب، وهو أقوى دعم لها حتى الآن لفرض الضرائب للمساعدة في معالجة مشكلات الصحة العامة المزمنة. وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إن هذه الخطوة ستساعد في تقليل استهلاك هذه المنتجات التي تسهم في الإصابة بأمراض مثل السكري وبعض أنواع السرطان، بالإضافة إلى جمع الأموال في وقت تتقلص فيه المساعدات الإنمائية ويرتفع فيه الدين العام. وقال جيريمي فارار مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لتعزيز الصحة والوقاية من الأمراض ومكافحتها 'الضرائب الصحية هي واحدة من أكثر الأدوات فاعلية لدينا… حان وقت العمل'. ودشنت منظمة الصحة العالمية هذه المبادرة في مؤتمر الأمم المتحدة للتمويل من أجل التنمية في إشبيلية. وقالت المنظمة إن مبادرتها الضريبية قد تجمع تريليون دولار بحلول 2035 استنادا إلى أدلة من الضرائب الصحية في بلدان مثل كولومبيا وجنوب أفريقيا. ودعمت منظمة الصحة العالمية فرض ضرائب على التبغ ورفع أسعاره لعقود، ودعت إلى فرض ضرائب على الكحوليات والمشروبات المحلاة في السنوات القليلة الماضية، لكن هذه هي المرة الأولى التي تقترح فيها المنظمة زيادة مستهدفة لأسعار المنتجات الثلاثة. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس في المؤتمر إن الضرائب قد تساعد الحكومات على 'التكيف مع الواقع الجديد' وتعزيز منظوماتها الصحية بالأموال المجموعة. ويتأقلم عدد كبير من الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط مع التخفيضات في الإنفاق على المساعدات بقيادة الولايات المتحدة التي لم تحضر مؤتمر إشبيلية. والولايات المتحدة أيضا بصدد الانسحاب من منظمة الصحة العالمية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store