
ترامب يقول إنَّ دعم كندا لـ"دولة فلسطين" سيجعل التوصل إلى اتفاق تجاري معها صعباً جداً
وكتب ترامب عبر شبكته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال": "كندا أعلنت للتو أنها تدعم دولة فلسطين. سيجعل ذلك التوصل إلى اتفاق تجاري معها صعباً جداً!".
يأتي هذا بعد إعلان رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أنّ بلاده "تعتزم" الاعتراف بفلسطين كدولة خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في أيلول/سبتمبر المقبل، معتبراً هذا التحوّل في موقف أوتاوا ضرورياً لإنقاذ حلّ الدولتين.
وقال كارني خلال مؤتمر صحافي إنّ "كندا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين خلال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر 2025"، لتحذو بذلك حذو فرنسا وبريطانيا اللتين أعلنتا مؤخراً نيّتهما القيام بالخطوة نفسها في المحفل الدولي عينه.
وأضاف كارني أن هذه الخطوة تقوم على التزام السلطة الفلسطينية بإصلاحات تتضمن إصلاحاً جذرياً للحوكمة وإجراء انتخابات عامة في عام 2026 لا يمكن لحركة حماس المشاركة فيها. وندد رئيس الوزراء الكندي بسياسة الحكومة الإسرائيلية التي "سمحت بحدوث كارثة إنسانية في قطاع غزة"، مؤكداً أن كندا ترفض هذا التصرف وتدعو إلى احترام حقوق المدنيين والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.
"الاعتراف بالدولة الفلسطينية مكافأة لحماس"
رفضت إسرائيل بيان رئيس الوزراء الكندي بشأن اعترافه المُزمع بفلسطين كدولة، قائلةً إنه يُمثل "مكافأةً" لحركة حماس.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان: "إن تغيير موقف الحكومة الكندية في هذا الوقت يُمثل مكافأةً لحماس، ويُضرّ بالجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة، ووضع إطار عملٍ لإطلاق سراح الرهائن".
وبموازة ذلك، قال عضو مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، زئيف إلكين، إن إسرائيل ربما تهدد بضم أجزاء من قطاع غزة لزيادة الضغط على حماس، "في فكرة من شأنها توجيه ضربة لآمال الفلسطينيين في إقامة دولة على أراضٍ تحتلها إسرائيل".
هذا ونقلت رويترز عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إنَّ "ترامب يعتقد أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيكون بمثابة مكافأة لحماس ولا يعتقد أنه تجب مكافأتها".
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن "ترامب لن يعترف بدولة فلسطينية، ويركز على توفير الطعام للناس في غزة".
ولم يردّ المسؤول على سؤال بشان ما إذا كانت الولايات المتحدة تلقت إشعاراً مسبقاً بإعلان كارني.
"قرار تاريخي"
أجرى رئيس الوزراء الكندي اتصالاً هاتفياً مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس الذي "ثمّن الموقف الكندي التاريخي بالاعتراف بدولة فلسطين"، وقال عباس إن الخطوة "ستعزز السلام والاستقرار والأمن في المنطقة"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".
وقال عباس إن "هذا الموقف الشجاع يأتي في لحظة تاريخية مهمة لإنقاذ حل الدولتين المدعوم دولياً"، داعياً "الدول التي لم تعترف بدولة فلسطين أن تقوم بذلك".
وجدد عباس التأكيد على "جميع الالتزامات المرسلة لرئاسة المؤتمر الدولي للسلام ومنها الالتزام بالذهاب للانتخابات العامة، مع التأكيد على أن القوى الفلسطينية التي ستشارك بها عليها الاعتراف بالبرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية والتزاماتها الدولية، والالتزام بمبادئ الدولة الواحدة والقانون الواحد والسلاح الشرعي الواحد".
وفي فرنسا، أعلن قصر الإليزيه أنّ باريس رحّبت بالخطوة الكندية، وقالت إنها "ستواصل جهودها" من أجل أن تحذو دول أخرى حذوها.
تحويل الغذاء لـ"سلاح قتل"
في غضون ذلك، اتهمت حركة حماس إسرائيل بـ"تحويل الغذاء إلى سلاح قتل بطيء، وتحويل المساعدات إلى أداة فوضى ونهب"، مشيرة إلى أن قطاع غزة "يواجه مجاعة كارثية بفعل حصار شامل ومستمر".
وأضافت الحركة أن غالبية شاحنات الإغاثة تتعرض للنهب والاعتداء، في إطار ما وصفته بـ"سياسة ممنهجة يتبعها الاحتلال".
وقالت الحركة إن القطاع يحتاج إلى أكثر من 600 شاحنة مساعدات ووقود يومياً، وإن ما تسمح إسرائيل بدخوله للقطاع فعلياً "لا يمثل سوى نسبة ضئيلة".
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحماس، بأن 112 شاحنة تحمل مساعدات دخلت إلى قطاع غزة الأربعاء، "تعرضت غالبيتها لعمليات نهب وسرقة".
في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن حماس "تسرق الطعام"، مشيراً إلى أن هذا هو ما دفعه إلى السماح بإلقاء المساعدات لغزة عن طريق الجو.
بدوره، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن ظروف إيصال المساعدات إلى غزة "ليست كافية تماماً" لتلبية الاحتياجات الهائلة لسكان القطاع "اليائسين والجائعين".
وأضاف أن شحنات الوقود لا تزال بعيدة من الكميات اللازمة لمواصلة تشغيل خدمات الصحة والطوارئ والمياه والاتصالات في القطاع المحاصر.
الأردن يعلن إجلاء دفعة جديدة من مرضى غزة
يأتي هذا، فيما نفّذ الأردن بالتعاون مع الإمارات، دفعة جديدة من عمليات الإنزال الجوي لإيصال المساعدات الإغاثية إلى غزة الأربعاء. وتم إنزال 16 طناً من المواد الغذائية وحليب الأطفال، ليصل إجمالي الحمولة التي تم إنزالها خلال الأيام الماضية إلى نحو 73 طناً من المواد الأساسية.
وبالمجمل، نفّذ الأردن 130 عملية إنزال، إضافة إلى 270 عملية أخرى تم تنفيذها بمشاركة دول أخرى.
كما وجّه العاهل المغربي الملك محمد السادس بإرسال مساعدات إنسانية وطبية عاجلة للشعب الفلسطيني وخصوصاً قطاع غزة.
وذكرت الخارجية المغربية في بيان، أن الملك أعطى تعليماته من أجل إرسال 180 طناً من مواد غذائية وطبية عاجلة تتضمن مواد غذائية أساسية وحليباً ومستلزمات موجهة بالخصوص للأطفال.
والأربعاء، أعلنت بلجيكا، عزمها المشاركة في عملية ينسقها الأردن لإلقاء المساعدات من الجو على غزة، فيما حذّرت وكالات تابعة للأمم المتحدة من أن القطاع "بات على شفير المجاعة".
وقالت وزارتا الخارجية والدفاع البلجيكيتان، إن طائرة بلجيكية تحمل معدّات طبية ومواد غذائية بقيمة 600 ألف يورو تقريباً (690 ألف دولار) ستتوجّه إلى الأردن حيث ستبقى في حالة استعداد لتنفيذ عمليات إلقاء المساعدات من الجو بالتنسيق مع عمّان.
وفي السياق، أعلن الأردن إجلاء الدفعة الثامنة من أطفال قطاع غزة، ضمن مبادرته التي انطلقت في مارس/آذار الماضي، وضمّت الدفعة 34 مريضاً و95 مرافقاً.
وسيعالج 7 أطفال منهم في مركز الحسين للسرطان في الأردن يرافقهم 19 شخصاً من ذويهم، فيما سيتم نقل باقي الأطفال وذويهم إلى (إسبانيا وتركيا والولايات المتحدة وفرنسا)، لتلقي العلاج هناك، وفق القوات المسلحة الأردنية.
7 وفيات جديدة بسبب "المجاعة وسوء التغذية"
ميدانياً، اتهم المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحماس، إسرائيل، بـ"ارتكاب مجزرة" في منطقة السودانية في شمال قطاع غزة خلّفت أكثر من 50 قتيلاً ونحو 650 مصاباً على الأقل.
وقال المكتب في بيان إن قوات إسرائيلية ارتكبت "مجزرة دموية جديدة بحق آلاف المدنيين المُجوّعين"، إذ قتل "51 مواطناً، وأُصيب 648 آخرون خلال 3 ساعات فقط، أثناء توجههم للحصول على مساعدات غذائية وصلت عبر شاحنات قادمة من منطقة زيكيم".
وفي السياق، سجّلت مستشفيات قطاع غزة 7 وفيات جديدة خلال 24 ساعة ماضية نتيجة "المجاعة وسوء التغذية"، وفق وزارة الصحة في غزة، وبالتالي "يصبح العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية 154 حالة وفاة، بينهم 89 طفلاً".
وأكدت وزارة الصحة أن ما وصفتها بـ"المحاولات البائسة لنفي حقيقة المجاعة تعرّيها أعداد المتقاطرين إلى أقسام الطوارئ وأعداد الوفيات".
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه على الرغم من "الهدنات التكتيكية" الإسرائيلية، ما زالت تسجّل وفيات بسبب الجوع، كما يسقط قتلى وجرحى في صفوف منتظري المساعدات.
إسرائيليان متهمان بارتكاب "جرائم حرب"
من جهة أخرى، أحالت السلطات البلجيكية على المحكمة الجنائية الدولية، تحقيقاً فُتح قبل عشرة أيام بحق إسرائيليَين اتهمتهما منظمة غير حكومية بارتكاب جرائم حرب في غزة، وفق ما أعلنت النيابة العامة الفيدرالية البلجيكية الأربعاء.
وأدت شكويان من مؤسسة هند رجب غير الحكومية البلجيكية، إلى توقيفهما واستجوابهما من قبل الشرطة البلجيكية. ثم أُطلق سراحهما بدون قيود، وفق النيابة العامة الفيدرالية.
وأعلنت النيابة العامة أنه بعد دراسة الشكويين، تمت إحالتهما على المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، مشيرة إلى أن المحكمة "تجري بالفعل تحقيقاً في انتهاكات خطيرة محتملة للقانون الإنساني الدولي ارتكبت في الأراضي الفلسطينية".
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية "إنها تتابع والجيش الإسرائيلي هذه القضية ويتواصلان مع الرجلين".
وتتهم مؤسسة هند رجب الجنديين الإسرائيليين بأداء دور فاعل في الحرب في غزة، و"الاعتقال التعسفي" لمدنيين واللجوء إلى "التعذيب واستخدام الدروع البشرية".
ويتكوف يزور إسرائيل
ومن المقرر أن يزور المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، إسرائيل، في زيارة هي الأولى له منذ الإفراج عن الرهينة الإسرائيلي عيدان ألكسندر منتصف مايو/أيار الماضي.
ويتوقع أن يلتقي ويتكوف بنتنياهو، إلى جانب قيامه بجولة ميدانية في مراكز توزيع المساعدات التابعة لصندوق الإغاثة الأمريكي (GHF) داخل قطاع غزة.
تأتي هذه الزيارة في ظل جهود مفاوضات صفقة التبادل بين إسرائيل وحماس، فيما تشير مصادر إسرائيلية إلى أن ويتكوف يركّز في مهمته على الجانب الإنساني، بهدف تحسين الأوضاع في القطاع، وفقاً لصحيفة يديعوت أحرونوت.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ 29 دقائق
- BBC عربية
بين القصف والاحتجاج: الانقسام يتعمّق في إسرائيل حول حرب غزة
في ظل تعثّر محادثات وقف إطلاق النار مع حماس، يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى توسيع العمليات العسكرية في غزة، رغم تصاعد الضغوط الداخلية والدولية. ظهر رهينتان من المحتجزين الإسرائيليين في غزة، في مقاطع مصوّرة نشرتها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وهما يعانيان الضعف والجوع الشديدان. ويقول أحدهما إنه لا يستطيع الوقوف أو المشي، وإنه "على وشك الموت"، وشُوهد الآخر في الفيديو المصور وهو يحفر ما يقول إنه سيكون قبره بيده، ما أثار صدمة واسعة في إسرائيل، وأعاد إشعال الدعوات للتوصل إلى اتفاق هدنة يُنهي الحرب ويضمن عودة الرهائن إلى عائلاتهم، وسط تحذيرات منظمات أممية من خطر المجاعة في القطاع. سخطٌ عام وتحديات سياسية أظهر استطلاع رأي نُشر مؤخراً على قناة 12 الإسرائيلية، أن 74% من الإسرائيليين، بمن فيهم 60% ممن صوتوا لائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يؤيدون عقد اتفاق مع حماس يُطلق بموجبه سراح جميع الرهائن دفعةً واحدةً مقابل إنهاء حرب غزة. ووجّه نحو 600 من المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين المخضرمين المتقاعدين، من بينهم رؤساء سابقون لجهازي الشاباك والموساد، رسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يطلبون منه التدخل لوقف الحرب، معتبرين أن حماس "لم تعد تشكل تهديداً استراتيجياً، وأن الحرب فقدت مشروعيتها". كما وقّع أكثر من 1400 من العاملين في قطاع الفن، رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يطالبونه بوقف فوري لـ "الفظائع التي تُرتكب باسمنا" في غزة، على حدّ تعبيرهم. تبرز أهمية هذه التحركات غير المسبوقة من داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية السابقة، باعتبارها تؤشر إلى انقسام داخلي عميق حول جدوى استمرار الحرب، فرسالة المسؤولين المتقاعدين، تُعد تحدياً مباشراً لسياسات نتنياهو، خاصة مع تأكيدهم أن "إسرائيل حققت أهدافها العسكرية" وأن "استمرار القتال يُفقد الدولة توازنها الأخلاقي والأمني" بحسب تعبيرهم. "إطالة الحرب ليست بدافع سياسي" رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن، يوسي كوبرفاسر، يقول لبي بي سي عربي: "إن إطالة أمد الحرب في قطاع غزة ليست بدافع سياسي، بل لتحقيق أهداف محددة وضعتها إسرائيل منذ البداية، أبرزها هزيمة حركة حماس عسكريا، وإسقاط حكمها في القطاع، ومنع غزة من أن تصبح منصة لهجمات مستقبلية ضد إسرائيل". وأكد كوبرفاسر على "وجود شبه إجماع داخل الدولة الإسرائيلية على ضرورة تحقيق هذه الأهداف، محذرا من أن بقاء حماس في الحكم سيُعد إنجازا كبيرا لها، يسمح لها بإعادة بناء قوتها العسكرية وتعزيز مكانتها بعد أي عملية إعادة إعمار مرتقبة في القطاع". كوبرفاسر اعتبر استعادة الرهائن الإسرائيليين أولوية ملحة للقيادة السياسية والعسكرية، لكنه يقرُّ بوجود"خلافات بين المستوى السياسي والعسكري بشأن إدارة الحرب ومدى التورط في القطاع"، مشيرا إلى تردد الجيش الإسرائيلي في السيطرة الكاملة على غزة "خشية أن يُطلب منه لاحقا إدارة القطاع، وهو سيناريو يرفضه الجيش بشدة". فيما يتعلق بالمستقبل، رجح كوبرفاسر أن إسرائيل قد تلجأ إلى "تصعيد محدود" لزيادة الضغط على حماس ودفعها لتقديم تنازلات، لكنه أعرب عن شكوكه في قدرة هذا التصعيد على حسم المواجهة بالكامل. "بقاء حماس في السلطة يُعتبر انتصارا للحركة" كبير الباحثين في معهد البحوث الأمنية والقومية في تل أبيب، يوحانان تسوريف، يشارك كوبرفاسر في رأيه بأن بقاء حركة حماس في السلطة يعتبر انتصارا لها، ويشير في حديثه لبي بي سي عربي إلى أنه " إذا تم إطلاق سراح سجناء فلسطينيين ضمن صفقة تبادل، فستعيد حماس بناء قوتها ولن تتخلى عن هدفها الاستراتيجي في القضاء على إسرائيل، مما يشكل تهديداً طويل الأمد". تسوريف قال إن هناك أفكارا لتوسيع العمليات العسكرية بهدف الضغط على حماس، لكنه شكك في قدرة هذه الخطوة على تحقيق الأهداف المرسومة دون التوغل في عمق غزة، مع تأكيده أن"القرار النهائي بشأن المسار المستقبلي للحرب لم يُتخذ بعد، وأن الجدل لا يزال قائما داخل القيادة الإسرائيلية حول التوجه بين صفقة سياسية أو تصعيد عسكري إضافي". وكشف تسوريف عن تقديرات في المؤسسة العسكرية تشير إلى أن رئيس الأركان الإسرائيلي يفكر في الاستقالة إذا لم يتم التوصل إلى تفاهمات واضحة مع القيادة السياسية بشأن إدارة قطاع غزة بعد الحرب. "خيار وحيد" يرى الخبير السياسي الإسرائيلي يوآف شتيرن، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بات أمام خيار وحيد في المرحلة الحالية، وهو توسيع العملية العسكرية في غزة، في ظل غياب أي أفق لاتفاق سياسي أو تحرك تفاوضي حقيقي. وأوضح شتيرن أنه "لفترة زمنية طويلة جداً، كان التقدير السائد أن نتنياهو يمتنع عن دفع صفقة التبادل إلى الأمام لأسباب سياسية بحتة، أبرزها رفض شركائه في الائتلاف لأي تنازلات قد تؤدي إلى انسحابهم من الحكومة، مما يهدد استقرارها". لكن، وبحسب شتيرن، فإن المشهد تغير مؤخراً، حيث لم تعد هناك أي دينامية تفاوضية فعلية، ولا بوادر لاتفاق قريب، مضيفاً "في ظل هذا الفراغ السياسي والتفاوضي، لا يبدو أن أمام نتنياهو سوى خيار التصعيد العسكري كوسيلة وحيدة للتحرك". سيناريوهات مطروحة بلا حسم بعد نحو أسبوعين من تعثّر المفاوضات نتيجة رفض حماس للشروط الإسرائيلية، يعتزم نتنياهو عرض ثلاثة خيارات مطروحة منذ مدة على المجلس الوزاري المصغّر بحسب ما جاء في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، ألا وهي: شنّ عملية احتلال، فرض حصار موسّع، أو مواصلة استئناف المحادثات على أمل التوصل إلى اتفاق. ورغم تحذير رئيس الأركان من أن تصعيد العمليات قد يهدد حياة الرهائن، لا تزال القيادة السياسية منقسمة، فيما يواصل رئيس الوزراء، صاحب القرار النهائي، تأجيل الحسم. لكن، ورغم طرح هذه السيناريوهات، لم يتم اتخاذ قرار حاسم بشأن أي منها حتى الآن، بسبب الخلافات داخل الحكومة والانقسام بين صناع القرار. وتشير تقديرات إلى أن الخيار الأكثر ترجيحاً هو اتباع استراتيجية "تطويق دون احتلال"، ما قد يُبقي الوضع الميداني في حالة مراوحة "دون تحقيق حسم عسكري أو سياسي". انقسام داخل الحكومة والجيش بينما يميل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، إلى الحسم العسكري واحتلال القطاع بالكامل، يعارض رئيس الأركان إيال زامير هذا التوجه "محذرا من تآكل قدرة الجيش والمخاطر على حياة الرهائن". ووفقا لإذاعة الجيش، طالب زامير القيادة السياسية بـ "وضوح استراتيجي"، مؤكدا أن الجيش مستعد لقبول صفقة شاملة تنهي الحرب، حتى وإن تطلبت تقديم تنازلات، بشرط الحفاظ على السيطرة الإسرائيلية على المناطق الحدودية. في المقابل، لم يحسم وزير الدفاع يسرائيل كاتس موقفه، فيما لا يزال القائم بأعمال رئيس جهاز الشاباك مترددا، ما يعكس حجم الانقسام والخلافات داخل الأجهزة الأمنية. "استمرار الحرب لا يخدم الأهداف" وسط هذه التباينات، تتواصل الضغوط من عائلات الرهائن، التي حذرت من أن توسيع الحرب قد يكون كارثيا على حياة أبنائها. وفي بيان لهم، شددوا على أن "المراهنة على الحسم العسكري أثبتت فشلها"، وأن "إعادة الرهائن يجب أن تكون أولوية مطلقة" حتى وإن كان الثمن إنهاء الحرب دون تحقيق "نصر استراتيجي". من جهته، أكد زعيم المعارضة يائير لابيد، أن استمرار الحرب لا يخدم الأهداف التي بدأت من أجلها، بل يضر بصورة إسرائيل الدولية دون أن يساهم في استعادة الرهائن. وهاجم بشدة الدعوات لاحتلال غزة، محذراً من أن ذلك سيحمّل المواطنين الإسرائيليين عبء تمويل حياة مدنية كاملة في القطاع دون مكاسب أمنية. وأخيراً، في ظل تراجع التأييد الشعبي وتفاقم التكاليف الإنسانية والسياسية، تتزايد التساؤلات حول جدوى استمرار العمليات العسكرية في غزة. وبينما يرى بعض الخبراء أن الحسم العسكري الكامل قد لا يكون قابلاً للتحقيق أو مستداماً، تزداد الأصوات الداعية إلى حل تفاوضي يوازن بين متطلبات الأمن واعتبارات الواقع الإنساني. وفي غياب تسوية واضحة، يظل النزاع مفتوحاً على احتمالات متعددة، في واحدة من أكثر المراحل تعقيداً منذ بدء الحرب.


BBC عربية
منذ ساعة واحدة
- BBC عربية
"اليد الميتة".. ما هو سلاح روسيا النووي الانتقامي الذي حرك لأجله ترامب غواصتين نوويتين؟
قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إنه أمر بنشر غواصتين نوويتين "في المناطق المناسبة" ردا على تعليقات "استفزازية للغاية" أدلى بها الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف. وفي منشور كتبه على تلغرام، حذر ميدفيديف من تهديد "اليد الميتة" والذي فهمه بعض المحللين العسكريين على أنه إشارة إلى الاسم الرمزي لنظام التحكم في الضربات النووية الانتقامية في روسيا. "اليد الميتة" هو نظامُ تحكم آلي بالأسلحة النووية طوّره الاتحاد السوفيتي إبان الحرب الباردة للتحكم بترسانته النووية، وهو نظام قيادة سري، مصمم لإطلاق صواريخ موسكو النووية في حال النيل من قيادتها في ضربة عسكرية ما من قبل العدو. يمكنكم مشاهدة الحلقات اليومية من البرنامج الساعة الثالثة بتوقيت غرينيتش، من الإثنين إلى الجمعة، وبإمكانكم أيضا الاطلاع على قصص ترندينغ بالضغط هنا.


العربي الجديد
منذ 3 ساعات
- العربي الجديد
سكان مستوطنة "ناحال عوز" الأقرب لغزة يقاضون حكومة نتنياهو ضدّ إعادتهم
يرفض سكان مستوطنة "ناحل عوز" وهو أقرب تجمّع سكني إسرائيلي إلى مدينة غزة وأحد أكثر المناطق تضرّراً جراء عملية " طوفان الأقصى " في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، العودة إلى منازلهم، وقدّموا اليوم الاثنين، التماساً إلى المحكمة العليا ضدّ قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي إعادتهم، في ظل استمرار حرب الإبادة على القطاع، "وذلك في الوقت الذي لا يزال فيه عمري ميرن، أحد سكان الكيبوتس، مختطفاً لدى عناصر حماس منذ 668 يوماً"، وفق ما جاء في الالتماس. وتطالب إدارة الكيبوتس بتمديد ترتيبات واستحقاقات الإخلاء لناحل عوز طالما استمرت الحرب في غزة. وتعتمد المطالبة على القرب الجغرافي الكبير للكيبوتس من مواقع القتال في شمال القطاع، وعلى الصدمة الجماعية التي عاشها سكانه في السابع من أكتوبر، بالإضافة إلى تأثير دوي الانفجارات وإطلاق النار المستمر الذي يُسمع في الكيبوتس طوال الوقت على الصحة الجسدية والنفسية للسكان. وبناءً على بيان الكيبوتس، انضم 120 من السكان إلى الالتماس، بمن فيهم عائلات لمحتجزين في قطاع غزة وعائلات قتلى. ويطالب مقدّمو الالتماس، وفق ما نقلته وسائل إعلام عبرية، بالاعتراف بالظروف الخاصة لناحل عوز، وبالواقع المعيشي غير الممكن الذي يخلقه "ضجيج" الحرب في البلدة، إضافة إلى الخطر المباشر بأن تؤدي العمليات القتالية إلى وقوع "كارثة أخرى" داخل الكيبوتس. وبحسب أقوالهم، فقد جرى إطلاق رصاصات عدّة الأسبوع الماضي من مناطق القتال في غزة مباشرة باتجاه حي سكني في الجانب الغربي من الكيبوتس. ويُقدَّم الالتماس في ظل عودة بعض سكان البلدة إلى منازلهم، بينما يقول آخرون إنهم لا يستطيعون العودة بسبب استمرار الحرب، "وبسبب ذلك تحديداً"، وفق ما ورد في الالتماس، "يُصرّ الكيبوتس المجاور لغزة على أن تُتيح الدولة لكل عائلة خيار العودة وفقاً للظروف المناسبة لها، بهدف إعادة أكبر عدد ممكن من السكان إلى ناحل عوز، انطلاقاً من مكانة القوة والإيمان بمستقبل الكيبوتس، وليس بالإكراه". أخبار التحديثات الحية حرب الإبادة على غزة | الاحتلال يتجه لتوسيع عملياته وسط تصاعد التجويع وقالوا في الكيبوتس اليوم: "ما دامت الحرب قائمة في غزة وهناك مختطفون يُحتجزون في أنفاق التعذيب التابعة لحماس، لا يمكن أن تُمارس حياة طبيعية على بعد 800 متر فقط من السياج الحدودي. يجب على الدولة أن تمدّد ترتيبات الإخلاء (بحيث يحصل السكان على مستحقات وتعويضات خارج الكيبوتس) على الأقل حتى نهاية الحرب، لا أن تكتفي بحلول جزئية وغير ناضجة لا تُلبّي احتياجات المجتمع". واختتم الالتماس بانتقاد شديد للحكومة: "لقد فشلت دولة إسرائيل في حماية ناحل عوز وبلدات غلاف غزة في السابع من أكتوبر، وفشلت في إعادة جميع المختطفين إلى عائلاتهم بعد 22 شهراً من الحرب التي دفعنا خلالها أثماناً باهظة، وهي تفشل الآن مرة أخرى في تعاملها باستهتار مع الكيبوتس وسكانه. في ظل هذا الوضع، لم يتبقَّ لنا خيار سوى التوجه إلى المحكمة العليا".