
لقاء بوتين وترامب المحتمل: ذكرى الأمم المتحدة الثمانين قد تكون الفرصة
أشار يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، إلى أن الاحتفال بالذكرى السنوية الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة في أكتوبر القادم قد يمثل فرصة مواتية لعقد اجتماع محتمل بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب. تأتي هذه التصريحات في ظل ترقب دولي لأي بوادر للقاء بين الزعيمين.
وفي تصريح لقناة "روسيا 1" مع الصحفي بافيل زاروبين، أكد أوشاكوف أن توقيت أي لقاء محتمل بين بوتين وترامب "قد يحدث في أي لحظة"، مما يعكس الانفتاح الروسي على مثل هذه المباحثات.
وأضاف أوشاكوف أنه يدرس، بالتعاون مع زملائه الصينيين، إمكانية الاحتفال بهذه الذكرى الهامة للأمم المتحدة "بشكل خاص ورسمي" خلال الزيارة المرتقبة للرئيس بوتين إلى الصين. ومن المقرر أن يقوم الرئيس بوتين بزيارة للصين في الفترة من 31 أغسطس إلى 3 سبتمبر، مما يفتح الباب أمام ترتيبات أولية أو مناقشات حول كيفية استغلال هذه المناسبة الدولية.
تشير هذه التصريحات إلى أن الكرملين يرى في ذكرى الأمم المتحدة فرصة دبلوماسية لاستئناف الحوار رفيع المستوى مع الولايات المتحدة، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية الراهنة والحاجة إلى قنوات اتصال فعالة بين القوتين النوويتين. بينما لم يتم تأكيد أي لقاء بشكل رسمي بعد، فإن إشارة أوشاكوف تضع الأنظار على شهر أكتوبر كفترة محتملة لمشاهدة لقاء طال انتظاره بين بوتين وترامب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البشاير
منذ 2 ساعات
- البشاير
'الإيمان الصوفي بالتاريخ' يحرك معركة بوتين مع أوكرانيا
'الإيمان الصوفي بالتاريخ' يحرك معركة بوتين مع أوكرانيا يقتفي خطى بطرس الأعظم ليس للاستيلاء على أراض جديدة بل لاستعادة ما كانت تملكه بلاده من أراض وشعاره 'إن الروس والأوكرانيين شعب واحد، وإن أوكرانيا لنا' سامي عمارة كاتب وصحافي عادت 'مجموعة نورماندي' إلى الانعقاد ثانية في مينسك لتقر ما سمي 'اتفاقات مينسك-2' في 15 فبراير 2015 (ويكيبيديا) ملخص كان بوتين استبق تحركاته ومنها هجومه على أوكرانيا برسالتين بعث بهما إلى قيادة حلف شمال الأطلسي والإدارة الأميركية السابقة في أواخر عام 2021 حدد فيهما طلباته التي منها ما استهل به عمليته العسكرية في أوكرانيا، حول ضرورة عودة الحلف إلى حدوده عام 1997، إلى جانب ما قاله حول الوضعية الحيادية لأوكرانيا، وضمان عدم انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي، وغير ذلك من المطالب التي أشارت إليها 'اندبندنت عربية' في أكثر من تقرير سابق لها من موسكو. بطرس الأكبر حلم بوتين ما بين الفينة والأخرى تتقافز الأزمة الأوكرانية، منذ اندلاعها في فبراير (شباط) 2014، لتفرض نفسها كواحدة من أهم القضايا الساخنة التي يتمحور حولها الاهتمام المحلي والعالمي، بحثاً عن حلول عاجلة إنقاذاً للعالم من احتمالات نشوب حرب عالمية ثالثة، تنذر باستخدام الأسلحة النووية للمرة الأولى في التاريخ. وها هي تعود اليوم لتفرض نفسها على الدورة الـ28 لمنتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي التي اختتمت أعمالها بعدد من التصريحات الزاعقة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومنها ما يقول 'إن الروس والأوكرانيين شعب واحد، وإن أوكرانيا لنا'. ولم يتوقف بوتين عند هذا التصريح 'الواعد'، إذ أعقبه بآخر سبق وتردد في الساحات العسكرية يقول ما معناه 'حيثما تخطو قدما الجندي الروسي تصبح الأرض لنا'. ومن هنا تعود بنا الذاكرة إلى ما عايشناه وتعايشنا معه منذ الانقلاب الذي أطاح الرئيس الأوكراني الشرعي فيكتور يانوكوفيتش، تحت رعاية وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبولندا في فبراير 2014، وما قبل ذلك منذ اندلاع الموجة الأولى من 'الثورة البرتقالية'، حتى موجتها الثانية، التي نعيش تداعياتها حتى اليوم. ما بين الفينة والأخرى تتقافز الأزمة الأوكرانية لتفرض نفسها واحدة من أهم القضايا الساخنة التي يتمحور حولها الاهتمام المحلي والعالمي (أ ب) جذور الأزمة الأوكرانية تعود الأزمة الأوكرانية إلى أواخر ثمانينيات القرن الماضي، يوم كانت سياسات البيريسترويكا تلفظ آخر أنفاسها، على وقع تصاعد جهود القوميين الأوكرانيين ممن وقفوا وراء تشكيل حركة 'روخ'، ونظرائهم في حركة 'سايوديس' في ليتوانيا وبلدان البلطيق، زعماً بأنها تشكلت لمحاولة لإنقاذ الزعيم السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف ولتنفيذ سياساته. وانطلاقاً من هذه التيارات التي تزايدت سرعاتها واشتدت حدتها تحت وقع نجاح مؤامرة الثلاثي بوريس يلتسين في روسيا، وليونيد كرافتشوك في أوكرانيا، وستانيسلاف شوشكيفيتش في بيلاروس وما نجم عنها من توقيع اتفاقات 'بيلافيغسكويه بوشا' في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) عام 1991 التي كانت 'الأساس القانوني' لما أسفرت عنه من إطاحة الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف وانهيار الاتحاد السوفياتي السابق في نهاية ديسمبر من العام نفسه. مج مجموعة مينسك ولعلني هنا أتذكر لقاءنا في كييف مع كرافتشوك في الغرفة الملحقة بمكتبه الذي يحتله اليوم فولوديمير زيلينسكي، وما قاله حول بعض ما دار بينه وبين الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين وهما في ضيافة نظيرهما البيلاروسي شوشكيفيتش في ديسمبر 1991، وهو ما أودعناه كتابنا الأخير الصادر تحت عنوان 'بوتين… ماذا بعد' (أوكرانيا والإيمان الصوفي بالتاريخ) الصادر في بيروت عام 2023 عن 'الدار العربية للعلوم – ناشرين'. ومن ذلك ما دار بين الرئيسين الروسي والأوكراني حول مستقبل 'شبه جزيرة القرم' التي آلت إلى أوكرانيا عن غير وجه حق عام 1954، قال إنه سأل يلتسين عن القرم ليفاجأ بقوله بعد برهة من الصمت لم تدم طويلاً 'خذها'. بريجنسكي الغويط وما إن نجحت هذه التوجهات على ضوء أفكار زبغنيو بريجنسكي البولندي الأصول مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان وأنصاره ومريديه من أمثال كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية خلال أعوام حكم الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن، وجورج سوروس الملياردير الأميركي المجري الأصل، وما قاما به لترويج أفكار 'الثورات الملونة' في مطلع القرن الجاري، التي كانت وراء اندلاع 'ثورة الورد' في جورجيا عام 2003، حتى أعقبتها أوكرانيا بالموجة الأولى لـ'الثورة البرتقالية' في 2004، وما أسفرت عنه من تنصيب فيكتور يوشينكو بديلاً للمرشح الشيوعي فيكتور يانوكوفيتش في انتخابات شهدت، للمرة الأولى في التاريخ الحديث، إجراء جولة ثالثة لإطاحة يانوكوفيتش، الذي سرعان ما عاد إلى سدة الحكم في الانتخابات التالية عام 2008. وفي أوكرانيا التي لم نكف عن زيارتها إبان أعوام 'الثورة البرتقالية' ممثلاً لصحيفة 'الشرق الأوسط'، نتوقف عند الموجة الثانية من هذه 'الثورة' التي نشبت هناك في فبراير عام 2014، ولنعيد إلى الأذهان ما يظل الرئيس فلاديمير بوتين يستشهد به لإثبات خيوط المؤامرة التي دبرتها الدول الغربية لإطاحة الرئيس الشرعي يانوكوفيتش، مما كان سبباً في إعلان منطقة الدونباس في جنوب شرقي أوكرانيا عن استقلالها وقيام جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين في فبراير 2014. بوتين استبق تحركاته ومنها الهجوم على أوكرانيا برسالتين بعث بهما إلى قيادة حلف شمال الأطلسي والإدارة الأميركية السابقة في أواخر عام 2021 (رويترز) إعلان استقلال جنوب شرقي أوكرانيا وقد عاد بوتين في منتدى سان بطرسبورغ في دورته الأخيرة ليوجز بدايات المشكلة، وهو ما كنا منه على مقربة خلال زياراتنا المتكررة لأوكرانيا في ذلك الزمان. ووفق السيناريو نفسه الذي دارت بموجبه أحداث الموجة الأولى من 'الثورة البرتقالية' عام 2004، جرت أحداث كييف التي سرعان ما شهدت إقامة المخيمات في قلب المدينة، ونشوب المعارك والمواجهة المسلحة بين رجال الأمن والشرطة من جانب، والقوميين و'النازيين الجدد' ومن توافدوا معهم من غرب أوكرانيا، من جانب آخر. ولم يكن الغرب ليفوت مثل هذه الفرصة، حيث سرعان ما أوفد وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبولندا مع أحد ممثلي العاصمة الروسية للقيام بدور الوساطة بين الجانبين. وتوصل الجانبان بعد اجتماعات دامت إلى ما بعد منتصف الليل إلى اتفاق يقضي بالتهدئة، وإزالة المخيمات، وانسحاب قوات الأمن والشرطة من وسط العاصمة، على أن تقام الانتخابات المبكرة في سبتمبر (أيلول) من العام نفسه. ونقلاً عما قاله فيكتور يانوكوفيتش الرئيس الشرعي آنذاك، حول أن مكالمة هاتفية جرت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغه خلالها بما دار تحت رعاية وزراء الخارجية الغربيين، وما توصلوا إليه من اتفاق حول الانتخابات المبكرة في خريف ذلك العام. وقال يانوكوفيتش إنه في سبيله، صباح الغد، إلى مغادرة كييف قاصداً خاركيف لحضور إحدى الفعاليات السياسية هناك، وقال أيضاً إنه لم يستمع إلى تحذيرات بوتين التي أعرب فيها من مغبة مغادرة العاصمة في مثل هذه الظروف. وصدقت تحذيرات بوتين، فما إن غادر العاصمة في طريقه إلى خاركيف حتى دهمته نيران 'الانقلابيين' ممن لم يلتزموا الاتفاق المبرم بوساطة غربية، في محاولة لاغتياله، وأنه اضطر إلى الهرب تحت حماية القوات الروسية الخاصة التي بعث بها بوتين لنقله إلى مكان ما في روسيا المجاورة. إعلان الانفصال ومن هنا كانت البداية، فقد سارع سكان مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك إلى إعلان الانفصال وقيام الجمهوريتين الشعبيتين، وهو ما قوبل من جانب القوميين و'النازيين الجدد'، بالتدخل العسكري الذي أعقبه تدخل المتطوعين الروس استجابة لطلب الناطقين باللغة الروسية. وتوالت الأحداث سريعة عاصفة، واحتدمت المواجهة حادة مسلحة، مما أسفر عن سقوط الآلاف من الضحايا المدنيين، مما دفع روسيا إلى مزيد من التدخل، وطلب الوساطة الغربية التي تمثلت في ما كان يسمى 'مجموعة نورماندي'. وفي مينسك عاصمة بيلاروس المجاورة وبدعوة من رئيسها ألكسندر لوكاشينكو، جلس ممثلو الجمهوريتين اللتين أعلنتا انفصالهما من جانب واحد، مع الأقطاب الثلاثة، الرئيس بوتين ومعه المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل، ومعها الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند الذين انضم إليهم الرئيس الأوكراني 'غير الشرعي' بترو بوروشينكو الذي اضطرت موسكو إلى الجلوس معه على رغم إعلانها، في أكثر من مرة وعلى مختلف المستويات، تأكيد عدم مشروعية ما جرى من انتخابات أسفرت عن تنصيبه رئيساً لأوكرانيا. وتوصل 'رباعي نورماندي' في مينسك في الـ19 من سبتمبر عام 2014 إلى ما سمي 'اتفاقات مينسك'، وهي الاتفاقات التي حملتها روسيا إلى مجلس الأمن الدولي لإقرارها بموجب قرار صدر من جانبه دعماً لهذه الاتفاقات التي حملت اسم 'بروتوكول مينسك'، ونصت ضمناً في 12 بنداً على وقف إطلاق النار، وسحب الجماعات المسلحة والمرتزقة من أوكرانيا، ورفض مركزية السلطة بما في ذلك اعتماد النظام الموقت للحكم الذاتي، ومواصلة الحوار وتأمين المشاركين في المشاورات. يأتي زيلينسكي إلى سدة الحكم رئيساً بعد حملة انتخابية رفع خلالها مختلف الشعارات التي تضمنت وعوده بتصفية الأزمة والاعتراف بحقوق مواطني 'الجمهوريات الانفصالية' (أ ف ب) ورداً على عدم التزام 'السلطة الأوكرانية'، ببنود الاتفاق السابق، عادت 'مجموعة نورماندي' إلى الانعقاد ثانية في مينسك، لتقر ما سمي 'اتفاقات مينسك-2' في الـ15 من فبراير 2015، بما نصت عليه من وقف إطلاق النار، وسحب للأسلحة الثقيلة من الجانبين، وفرض مناطق عازلة بين الجانبين، ومواصلة الحوار وغير ذلك من بنود الاتفاقية التي تضمنها كتابنا الذي أشرنا إليه، تحت عنوان 'بوتين… ماذا بعد؟'. بوتين يعترف… خدعوني وتمضي الأيام والسنون لتؤكد أن الغرب لم يكن جاداً في نياته وأفعاله، كما قال بوتين في أكثر من مناسبة. فلم تلتزم السلطات الأوكرانية بأي من بنود 'اتفاقات مينسك'، لتعود المواجهات ويسقط الضحايا من الجانبين حتى نهاية الفترة الرئاسية للرئيس الأوكراني بوروشينكو الذي اضطرت روسيا إلى التعامل معه عن غير اعتراف رسمي بوجوده. ويأتي زيلينسكي إلى سدة الحكم رئيساً بعد حملة انتخابية رفع خلالها مختلف الشعارات التي تضمنت وعوده بتصفية الأزمة، والاعتراف بحقوق مواطني 'الجمهوريات الانفصالية'، بما في ذلك حقها في الحكم الذاتي وبوضعية رسمية للغة الروسية، وبكل ما يعيدها 'شرعياً' إلى 'نسيج الأمة الأوكرانية'. وتنتظر روسيا الوفاء بمثل هذه الوعود التي لم ينفذ زيلينسكي بنداً واحداً منها، بل واصل نهج سلفه السابق بإطلاق نيرانه التي عادت لتحصد الألوف من سكان هذه المناطق التي لم يكن أمامها سوى اللجوء إلى روسيا طلباً للحماية، وهو الطلب الذي لم تكف عنه منذ إعلانها 'الاستقلال' من جانب واحد. وما إن اضطرت موسكو إلى بدء هجومها على أوكرانيا في فبراير 2022 بعد قرابة ثمانية أعوام ظلت خلالها تلتزم الصمت إزاء الاعتراف باستقلال هاتين المقاطعتين، كما كانت الحال بالنسبة إلى شبه جزيرة القرم التي لم تعترف روسيا بما أعلنته من 'استقلال' على مدى زهاء 24 عاماً، أي منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، وتعاقب على حكمها خلال تلك السنين بوريس يلتسين وفلاديمير بوتين، حتى فوجئت بما اعترفت به المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل وزميلها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. ففي مذكراتها التي نشرتها عقب رحيلها عن منصبها قالت ميركل إنها لم تكن تستهدف برعايتها لـ'اتفاقات مينسك' سوى توفير المساحة الزمنية اللازمة لتسليح وإعداد القوات المسلحة الأوكرانية للقيام بحملتها لاستعادة منطقة جنوب شرقي أوكرانيا بالقوة العسكرية. وذلك ما أكده أيضاً فرنسوا هولاند في تصريحات تحمل المعنى ذاته. ولم يتأفف أي من المسؤولين الغربيين عن الاعتراف، ليس فقط بالاتفاقات التي سبق ووقع عليها، بل أيضاً بانتهاك قرار مجلس الأمن الدولي الذي أصرت موسكو على ضرورة تبنيه هذه الاتفاقات. وكان بوتين استبق تحركاته ومنها هجمومه على أوكرانيا برسالتين بعث بهما إلى قيادة حلف شمال الأطلسي والإدارة الأميركية السابقة في أواخر عام 2021 حدد فيهما طلباته التي منها ما استهل به عمليته العسكرية في أوكرانيا، حول ضرورة عودة الحلف إلى حدوده عام 1997، إلى جانب ما قاله حول الوضعية الحيادية لأوكرانيا، وضمان عدم انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي، وغير ذلك من المطالب التي أشارت إليها 'اندبندنت عربية' في أكثر من تقرير سابق لها من موسكو. بطرس الأكبر يكتب التاريخ 'أينما خطوات قدم جندي روسي… فهي لنا' وذلك ما عاد بوتين في أكثر من مناسبة إلى التلويح به، والإشارة إلى مشروعية ما فعله لحماية الناطقين باللغة الروسية، عاد في الدورة الأخيرة لمنتدى سان بطرسبورغ إلى تأكيد وحدته مع الشعب الأوكراني، بقوله إن 'الشعبين الروسي والأوكراني شعب واحد، ومن هذا المنطلق فإن أوكرانيا كلها لنا'. وذلك يدفعنا إلى العودة للاستشهاد بما قاله هنري كيسنجر المستشار القومي وعميد الدبلوماسية الأميركية السابق حول 'الإيمان الصوفي لبوتين بالتاريخ'، وبما أعلنه بوتين في الذكرى الـ350 لميلاد بطرس الأعظم مؤسس روسيا الحديثة، حول إنه 'يستعيد خطى بطرس الأعظم ليس للاستيلاء على أراضي الغير، بل لاستعادة ما كانت تملكه روسيا من أراض'. وبهذه المناسبة نعيد إلى الأذهان ما سبق ونشره بوتين من مقال حول الأصول المشتركة للشعبين الروسي والأوكراني في مقال نشره تحت عنوان 'الوحدة التاريخية بين الشعبين الروسي والأوكراني' في الـ12 من يوليو (تموز) 2021، أي قبل بداية الهجوم على أوكرانيا بزهاء ثمانية أشهر، وهو ما أودعنا ترجمته إلى العربية أيضاً مع 'اتفاقات مينسك 1-2' ضمن وثائق كتابنا السابق الإشارة إليه تحت عنوان 'بوتين… ماذا بعد؟' (ص441-475). القنبلة الأوكرانية النووية 'القذرة' ورداً على سؤال لنديم قطيش (إعلامي لبناني) الذي أدار باقتدار ندوة بوتين في ختام منتدى سان بطرسبورغ حول ما يسمى 'القنبلة النووية القذرة' التي لوح بها الرئيس الأوكراني زيلينسكي في مؤتمر الأمن الأوروبي في دورته التي عقدها في فبراير 2022، ورداً على سؤال لمدير الحوار قطيش وما إذا كان يشعر بالقلق إزاء احتمالات استخدامها، قال بوتين بإيجاز 'نعم… هذا يقلقنا'. وبعد برهة من الصمت، عاد بوتين ليقول 'إن ذلك قد يكون خطأ كارثياً، وربما يكون آخر الأخطاء الذي يمكن أن ترتكبه أوكرانيا'. ومضى الرئيس الروسي ليشير إلى أن موسكو، وبموجب عقيدتها النووية، تلتزم بالرد بالمثل، أو كما 'المرآة'. إننا نرد على جميع التهديدات التي تواجهنا بالمثل. نرد دائماً وبالمثل دوماً، واستطرد قائلاً 'إن ردنا سيكون قاسياً جداً، وعلى الأرجح سيكون كارثياً على النظام النازي الجديد، وللأسف على أوكرانيا نفسها. آمل ألا يصل الأمر إلى ذلك أبداً'. أوكرانيا تخلق مشكلاتها بنفسها وفي إطار تناوله لما يدور على الجبهة، وما تستولي عليه القوات الروسية من أراض، إضافة إلى المقاطعات الأربع السابقة، أعاد بوتين ما سبق وتغنى به المواطن الروسي 'أينما خطوات قدم جندي روسي، فهي لنا'، مؤكداً أنه لا يريد أن تبدو كلماته 'عسكرية'. وتدارك بوتين مغبة ما قد تثيره هذه العبارة من تداعيات غير مناسبة، ليعيد إلى الأذهان ما قامت به القوات الأوكرانية من هجوم للاستيلاء على بعض أراضي مقاطعة كورسك، مشيراً إلى ما تكبدته من خسائر بشرية بلغت 76 ألف مقاتل، عادت بعدها إلى الهرب منها، والتسليم بما تستولي عليه روسيا من أراض في مقاطعة سومي المجاورة حيث تقيم بها القوات الروسية ما يسمي بالمناطق العازلة بعمق يصل إلى قرابة 10-12 كيلومتراً، وامتداد يصل إلى زهاء 1000-2000 كيلومتر. وكان بوتين توقف أيضاً عند الجولة الثالثة من المفاوضات الروسية – الأوكرانية التي جرت في إسطنبول في مارس (آذار) عام 2022 أي قبل الاعتراف وضم المقاطعات الأربع، ليقول 'الاتفاق كان مطروحاً بالفعل'، وكان بوريس جونسون (رئيس وزراء بريطانيا السابق)، بدعم من إدارة جو بايدن، هو الذي أثنى أوكرانيا عن التوقيع على الاتفاقات التي توصل إليها، 'لذلك وصلوا إلى النقطة التي كانت فيها الأراضي الجديدة تحت سيطرتنا'. وأضاف 'أن الجيش الروسي يواصل تحركاته في جميع الاتجاهات، على طول خط القتال بأكمله مع كل يوم جديد'. وتابع 'لقد خلقوا بأيديهم جبهة قتالية أخرى، بطول نحو 2000 كيلومتر. كان هناك 2000 كيلومتر من خطوط التماس القتالية. لقد شتتوا جميع قواتهم المسلحة. من الصعب تخيل حماقة أكبر من الناحية العسكرية. إنهم يخلقون مشكلاتهم الخاصة، ويمكنكم تصور ذلك'. وذلك إضافة إلى ما قاله بوتين حول إنه لا يستبعد استيلاء القوات الروسية على مدينة سومي، عاصمة المحافظة الثالثة، بعد مقاطعتي خاركيف ودنيبروبيتروفسك اللتين تتوغل القوات الروسية داخلهما، بعد المقاطعات الأربع التي ضمتها روسيا إلى أراضيها في سبتمبر 2022، إضافة إلى شبه جزيرة القرم التي سبق وأعلنت عن انضمامها في مارس عام 2014. Tags: أوكرانيا الحرب القرم روسيا مجموعة مينسك نورماندي


أموال الغد
منذ 2 ساعات
- أموال الغد
رئيس الوزراء يؤكد أهمية صياغة خارطة طريق لتعزيز نفاذ الدول النامية للتمويل الميسر ومنخفض التكلفة
خلال مشاركته نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في مؤتمر الأمم المتحدة الرابع لتمويل التنمية، المنعقد بمقاطعة إشبيلية الإسبانية، ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، كلمة مصر خلال حضوره جلسة النقاش العام بالمؤتمر، وذلك بحضور أنطونيو جوتيريش، السكرتير العام للأمم المتحدة، وبدرو سانشيز، رئيس الوزراء الأسباني، ورانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، وعدد من كبار المسئولين الدوليين. واستهل رئيس الوزراء الكلمة بالترحيب بالسيد بيدرو سانشيز، رئيس وزراء إسبانيا، والسيد أنطونيو جوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة، و كبار المسئولين الدوليين الحاضرين الجلسة، ناقلا تحيات فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، إلى جلالة الملك فيليبي السادس، ملك إسبانيا، والسيد بيدرو سانشيز، معرباً عن خالص التقدير والشكر على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وحسن الإعداد للمؤتمر. كما وجه رئيس الوزراء الشكر للسيد أنطونيو جوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة، وفريق عمله على ما بذلوه من جهد في التحضير لمؤتمر الأمم المتحدة الرابع لتمويل التنمية. وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن انعقاد المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية يأتي في ظرف إقليمي ودولي بالغ الدقة، تتصاعد فيه التوترات الجيوسياسية والأمنية والتدابير الأحادية على حساب تحقيق التنمية والعمل الدولي متعدد الأطراف؛ وتتسع فيه الفجوة التنموية بين الدول، لافتا إلى ما يشهده العالم اليوم من تراجع في جهود تحقيق أهداف التنمية المستدامة، واتساعاً خطيراً في الفجوة التمويلية خلال السنوات الماضية، فضلاً عن تنامى تداعيات تغير المناخ، واضطراب خريطة التجارة الدولية. وأوضح رئيس الوزراء أنه على الرغم من مرور عشر سنوات على اعتماد أهداف التنمية المستدامة، التي تُعد بمثابة إطار دولي متكامل يستهدف تحقيق التنمية الشاملة، إلا أن ما تحقق حتى الآن لا يرقى إلى تطلعات شعوبنا؛ كما أن النهج الدولي الحالي لا يُبشر بتحقق تلك الأهداف بحلول 2030 على النحو المخطط له؛ وهو ما يستلزم اتخاذ خطوات فعالة وملموسة خلال هذا المؤتمر لمعالجة هذا النهج. وأكد رئيس الوزراء خلال القائه كلمة مصر أن ما تعانيه الدول النامية اليوم، جراء التحديات الدولية المتفاقمة، لاسيما ارتفاع معدلات الفقر بمختلف أبعاده، وتراجع الأمن الغذائي، واتساع الفجوة الرقمية، وتفاقم الديون، ونقص التمويل وارتفاع تكلفته، يتطلب تعاملاً دولياً أكثر جدية لتفادي انزلاق هذه الدول إلى أزمات كارثية، قد تهدد الاقتصاد العالمي ككل. ونوه رئيس الوزراء، خلال الكلمة، إلى أنه اتصالاً بالتوصيات الصادرة عن مجموعة خبراء السكرتير العام للأمم المتحدة، والتي أشارت إلى أهمية إنشاء منصة لتبادل الخبرات والدعم الفني للاستفادة من آليات التمويل المبتكر وبرامج مبادلة الديون من أجل التنمية، فقد نجحت مصر – الدولة متوسطة الدخل – أن توازن بين أولوياتها الوطنية والاستفادة من الأدوات المالية المتاحة لدي مؤسسات التمويل الدولية. وفي ذات السياق، أشار رئيس الوزراء إلى أن مصر أطلقت المنصة الوطنية لبرنامج 'نـُوفّي'، في عام 2022، تلك المنصة التي تستهدف حشد التمويلات التنموية لتمكين مشاركة القطاع الخاص في المشروعات التنموية لاسيما مشروعات التكيف والتخفيف، من خلال آليات التمويل المبتكر، وكذلك أدوات ضمانات الاستثمار. وأضاف: كما نجحت مصر في إبرام اتفاقيات مبادلة الديون من أجل التنمية مع دول صديقة تجاوزت 900 مليون دولار، خُصص بعضها ضمن تمويلات منصة 'نـُوفّي'، مما عظم من كفاءة وسرعة مشاركة القطاع الخاص في مسار التنمية، بالإضافة إلى نجاح مصر في الفترة ما بين عامي 2020 ومايو 2025، في حشد ما يقرب من 15,6 مليار دولار أمريكي لصالح تمويل القطاع الخاص، منها 4 مليارات دولار موجهة للمشاركين في مشروعات المنصة الوطنية لبرنامج 'نـُوفّي'. وأكد الدكتور مصطفى مدبولي استعداد مصر للمشاركة في منصة تبادل الخبرات والدعم الفني تفعيلاً لتوصية السكرتير العام للأمم المتحدة. واختتم رئيس الوزراء كلمة مصر بالتأكيد على مجموعة من الرسائل: أولها أهمية العمل على صياغة خارطة طريق لتعزيز نفاذ الدول النامية للتمويل الميسر ومنخفض التكلفة، وهو ما يتطلب معالجة الاختلالات القائمة في الهيكل المالي العالمي، ومواصلة إصلاح المؤسسات المالية الدولية وبنوك التنمية متعددة الأطراف، وتشجيع الدول المانحة على الوفاء بالتزاماتها. وثاني هذه الرسائل أهمية اتخاذ خطوات عملية وملموسة لإصلاح هيكل الديون العالمي، واحتواء إشكالية تنامى الديون السيادية في الدول النامية، بما في ذلك استحداث آليات لإدارة الديون بشكل مستدام. وأخيراً: أهمية توفير الأدوات اللازمة لدعم جهود الدول النامية في تحقيق التنمية المستدامة عبر تقديم الدعم الفني، وبناء القدرات، فضلاً عن نقل التكنولوجيا وتعزيز استخدامات الذكاء الاصطناعي.


الكنانة
منذ 2 ساعات
- الكنانة
ترامب يوقع أمرا تنفيذيا برفع العقوبات عن سوريا ويتضمن بندا عن الأسد وشركائه
كتب وجدي نعمان وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا برفع العقوبات المفروضة على الجمهورية العربية السورية، والتي كانت سارية منذ عام 2004، اعتبارا من الأول من يوليو. وجاء في البيان: 'وقع الرئيس ترامب للتو أمراً بإنهاء برنامج العقوبات على سوريا لدعم مسار البلاد نحو الاستقرار والسلام. الأمر يرفع العقوبات عن سوريا مع الحفاظ على العقوبات المفروضة على (الرئيس السوري السابق) بشار الأسد ومقربيه ومنتهكي حقوق الإنسان وتجار المخدرات والأشخاص المرتبطين بأنشطة تطوير أسلحة كيميائية'. وأشار الأمر المنشور على موقع البيت الأبيض إلى ضرورة قيام وزارة الخارجية الأمريكية ليس فقط بإعادة النظر في تصنيف سوريا كدولة راعية للإرهاب، بل أيضا 'دراسة فرص في الأمم المتحدة لتخفيف العقوبات' دعماً للاستقرار والسلام في سوريا. شكل تخفيف العقوبات محورا رئيسيا في اجتماعات مسؤولين سوريين بينهم محافظ البنك المركزي مع قادة العالم خلال اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي الشهر الماضي بواشنطن. وكانت بعض أقسى العقوبات قد فُرضت خلال العقدين الماضيين على نظام الأسد بسبب انتهاكات حقوق الإنسان ودعم مجموعات مصنفة إرهابية من قبل الولايات المتحدة. وانهار نظام الأسد في ديسمبر بعد دخول قوات المعارضة – بقيادة أحمد الشرع – إلى دمشق.