
فضيحة تهز برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: تمويل أممي مباشر لباخرة استخدمها الحوثيون في تهريب النفط (وثائق)
الباخرة نوتيكا، التي أحضرتها الأمم المتحدة إلى اليمن في أغسطس 2023 كبديل لناقلة النفط "صافر"، كان يفترض أن تساهم في إنهاء التهديد البيئي ونقل مليون برميل من النفط الخام إلى وجهة آمنة. إلا أن الوقائع الميدانية – وفق الخراز – أثبتت أن الباخرة لم تغادر منطقة الخطر، وتم تسليمها فعليًا للحوثيين الذين غيّروا اسمها إلى "يمن"، وشرعوا في استخدامها لأغراض تهريب النفط، وهو ما تم التحذير منه مبكرًا في تقارير وندوات دولية نُظمت في القاهرة.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه الأمم المتحدة أن ملكية الباخرة انتقلت إلى شركة صافر الحكومية، أوضحت الوثائق أن هذه الشركة واقعة تحت سيطرة الحوثيين، ما يعني أن عملية التسليم الفعلية تمت لصالح الجماعة المسلحة، في ظل صمت رسمي من الجهات الحكومية الشرعية، وعلى رأسها وزارتا المياه والتخطيط.
وأفادت معلومات موثقة أن مليشيا الحوثي قامت بتفريغ شحنة النفط المنقولة من صافر إلى نوتيكا عبر قوارب صغيرة إلى ميناء رأس عيسى، واستأنفت عمليات تهريب النفط مستغلة الغطاء الدولي، وسط إنكار من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي زعم في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط أنه لا يملك الباخرة ولا يسيطر على عملياتها، وأنه أبلغ الحوثيين شفهيًا وخطيًا بوقف استخدامها. لكن هذا التصريح، بحسب الخراز، يُعد أول اعتراف رسمي بوقوع التهريب تحت علم البرنامج الأممي.
الوثائق المنشورة تظهر أن برنامج الأمم المتحدة تعاقد مباشرة مع شركة "يوروناف" البلجيكية لتشغيل الباخرة، وكان يدفع لها شهريًا مبلغ 450 ألف دولار، بمجموع يتجاوز 10.3 مليون دولار خلال فترة التعاقد. وتؤكد البيانات أن طاقم السفينة بالكامل من الجنسية الجورجية بقيادة القبطان "بريدز أليكس"، وأن دخولهم وخروجهم من اليمن تم بتنسيق مباشر مع البرنامج، ما ينفي ادعاء عدم التورط أو المسؤولية.
كما أشار الخراز إلى إعلان شركة "يوروناف" في أبريل 2024 عن صفقة اندماج مع مجموعة "أنجلو-إيسترن"، ما يعزز من سيطرتها على سوق ناقلات النفط، ويثير تساؤلات حول ما إذا كانت هذه التحركات التجارية مرتبطة أيضًا بعمليات تهريب عبر اليمن.
ما تكشفه هذه الفضيحة يتجاوز الإهمال الإداري، ليعكس ممارسات توحي بوجود فساد مالي، وتواطؤ ضمني مع جماعة الحوثي، واستغلال للأزمات البيئية والإنسانية لتحقيق مكاسب سياسية وتجارية. كما تؤكد حجم الإخفاق في الرقابة والشفافية داخل المنظمات الدولية، وتستدعي تحقيقات جادة بشأن التمويلات التي قدمت سابقًا، بما فيها الدعم المقدم من مركز الملك سلمان لنزع مخاطر الباخرة "روبيمار" التي غرقت عام 2024 بعد تعرضها لقصف حوثي أثناء نقلها شحنة ضخمة من الأسمدة الكيميائية.
الخراز ختم منشوره بالدعوة إلى محاسبة الجهات الأممية والحكومية المتورطة في هذه الفضيحة، محذرًا من أن استمرار هذا الصمت يكرّس فقدان الثقة بالمنظمات الدولية، ويمنح الحوثيين مزيدًا من النفوذ تحت مظلة الشرعية الدولية، في وقت يزداد فيه تعقيد المشهد الإنساني والبيئي في اليمن.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 14 دقائق
- اليمن الآن
الرياح تعاند الحوثيين.. كيف تساقطت سفن الأسلحة الإيرانية في أيدي حراس الساحل؟
المرسى- خاص لم تكن السفينة 'البوم' بحمولتها التي تحتوي 750 طنًا من الأسلحة الإيرانية مجرد البداية، بل تتويجًا لسلسلة من أعظم النجاحات البحرية. إذ نفذت بحرية المقاومة الوطنية منذ مطلع العام الحالي 2025 عمليات ضبط معقدة تسببت بشلل شبه تام لأساطيل التهريب الإيرانية، وأحبطت وصول أطنان من الترسانة العسكرية إلى مليشيا الحوثي. كما نجحت عمليات الضبط في تحطيم أسطورة التصنيع الحربي التي روّج لها الحوثيون لنفي كونها ذراعًا للنظام الإيراني. وخلال الأشهر الماضية، هبّت الرياح بما لا تشتهيه سفن إيران، ليس لسوء حظ الحوثيين، وإنما نتيجة عمل استخباراتي دقيق، وفيما يلي نرصد أبرز نتائجه. السفينة المموهة في مطلع فبراير الماضي ضبطت بحرية المقاومة الوطنية، إيرانيين وباكستانيين قادمين من ميناء تشابهار في إيران إلى ميناء الصليف في الحديدة. وكشف الإعلام العسكري حينها أن السفينة تحمل شحنة أسمدة مجانية لمليشيا الحوثي ضمن آليات التمويل المتنوعة من قِبل نظام طهران لذراعه في اليمن. وكانت شُعبة الاستخبارات العامة في المقاومة تلقت معلومات عن سنبوق مشبوه يُبحر بأوراق مزورة توحي بأن الشحنة انطلقت من ميناء كراتشي في باكستان وليس من تشابهار الإيراني. قطع غيار سيارات؟ في غضون 24 ساعة من العملية السابقة تم ضبط مركب آخر يزعم بأنه يحمل قطع غيار سيارات، لكنه كان ينقل شحنة أسلحة نوعية قادمة من إيران لمليشيا الحوثي. ضبط المركب جاء بناء على معلومات تلقتها شعبة الاستخبارات العامة في المقاومة الوطنية، وباللتفتيش تبين وجود حاوية 40 قدمًا تحوي معدات عسكرية نوعية منها أجسام صواريخ مجنحة ومحركات نفاثة تُستخدم في الصواريخ المجنحة والطائرات المسيّرة الانتحارية. كما تحتوي الشحنة على طائرات مسيّرة استطلاعية ورادارات بحرية حديثة ومنظومة تشويش حديثة ومنظومة اتصالات لاسلكية حديثة. 3 ملايين صاعق وفي مايو الماضي أحبطت البحرية عمليتي تهريب 'أدوات حربية' بكميات كبيرة لمليشيا الحوثي الإرهابية عبر البحر الأحمر. وتمكنت دوريات بحرية مشتركة وقتها من تنفيذ عمليتين منفصلتين، بناء على معلومات دقيقة من شُعبة الاستخبارات العامة في المقاومة الوطنية أسفرت عن اعتراض وضبط سفينتين شراعيتين (جلبتين). وعُثر على متنهما كميات كبيرة من الأدوات، التي تستخدم في صناعة المتفجرات، بما فيهم 3 ملايين صاعق وأسلاك بطول إجمالي 3600 كم، وكذلك 64 جهاز اتصال فضائي. حشيش وشبو وفي 9 يوليو الجاري ضبطت البحرية التابعة للمقاومة الوطنية شحنة مخدرات كبيرة كانت في طريقها إلى مليشيا الحوثي. واعتبرها الإعلام العسكري عملية اعتراض نوعية نُفذت في عرض البحر بعد عملية رصد وتتبع لزورق مشبوه كان يُبحر إلى سواحل الحديدة. وعثرت البحرية في الزورق على 253 كيلو غرامًا من الحشيش المخدر و186 كيلو غرامًا من مادة الشبو (الميثامفيتامين) وهي جزء رئيسًا في منظومة الدعم الإيراني لمليشيا الحوثي الإرهابية. وخلال أقل من 48 ساعة وتحديدا في 11 يوليو الجاري أعلنت المقاومة الوطنية عن ضبط شحنة أسلحة متوسطة مهربة في البحر الأحمر. وبحسب الإعلام العسكري فإن القوة البحرية للمقاومة الوطنية تلقت معلومات استخباراتية عن وجود مركب نوع 'جلبة' مشبوهة في طريقها قرب الممر الملاحي الدولي في البحر الأحمر. واحتوت 'الجلبة' كميات من القذائف المضادة للدروع وقذائف 'آر بي جي'، وقناصتين، كما تحتوي على 'شراشير' معدلات بكميات كبيرة معبأة في شوالات.


اليمن الآن
منذ 14 دقائق
- اليمن الآن
مجلس الأمن يعتمد قراراً بشأن الهجمات البحرية ويطالب الحوثيين باحترام حرية الملاحة
أقرّ مجلس الأمن الدولي، القرار رقم 2787 لعام 2025، ممدّداً بموجبه فترة تقديم التقارير الشهرية للأمين العام للأمم المتحدة حول هجمات جماعة الحوثي على السفن التجارية في البحر الأحمر حتى 15 يناير 2026. وتضمن القرار الذي صدر يوم أمس مطالبة جماعة الحوثي بوقف فوري ودائم للهجمات البحرية والإفراج غير المشروط عن جميع أفراد طاقم السفينة 'إترنيتي سي' المختطفين لديها. وأكد المجلس على ضرورة التزام الحوثيين بـ قواعد الأمن البحري وحرية الملاحة، مع حماية البحارة وتأمين ممرات الشحن التجارية، وفقاً لأحكام القانون الدولي. وقد صوتت 12 دولة لصالح القرار، بينها اليونان والولايات المتحدة اللتان قدمتا مسودته، في حين امتنعت الجزائر والصين وروسيا عن التصويت. وجاء القرار في ظل استمرار التصعيد الميداني في البحر الأحمر، حيث أفادت مصادر دولية بزيادة وتيرة الهجمات على السفن التجارية خلال الأشهر الماضية.


اليمن الآن
منذ 44 دقائق
- اليمن الآن
المهرة.. ارتفاع ضحايا كمين الزايدي في المهرة
اخبار وتقارير المهرة.. ارتفاع ضحايا كمين الزايدي في المهرة الخميس - 17 يوليو 2025 - 06:37 م بتوقيت عدن - المهرة، نافذة اليمن: قالت مصادر عسكرية إن عقيد في الجيش الوطني توفي اليوم متأثرا بجرح أصيب بها الأسبوع الماضي بكمين في محافظة المهرة شرقي اليمن. وأضافت المصادر ان العقيد يحيى الوشلي، أركان كتيبة المشاة في اللواء 137 التابع لمحور الغيضة توفي، الخميس، متأثراً بإصابته التي تعرض لها بكمين في منطقة قريبة من منفذ صرفيت الحدودي، أسفر حينها عن مقتل العميد عبدالله زايد، قائد كتيبة الدبابات في نفس المحور، فيما أصيب العقيد الوشلي بجروح بالغة نقل على إثرها إلى أحد مستشفيات المحافظة، حيث فارق الحياة صباح اليوم. وأوضحت المصادر أن القوة العسكرية كانت في مهمة لتسلم الشيخ القبلي محمد الزايدي، الموالي لانصار الله، بعد توقيفه في منفذ صرفيت، قبل أن تتعرض للهجوم من قبل مسلحين يشتبه بانتمائهم لأنصار الله. الاكثر زيارة اخبار وتقارير تصعيد حوثي ضد السعودية.. صنعاء تشكو الرياض دولياً. اخبار وتقارير خبير اقتصادي يكشف عن الدولة التي طبعت عملة الحوثي والأمم المتحدة تتستر عن ا. اخبار وتقارير العليمي يجري اتصال هاتفي مع صالح حول شحنة أسلحة ضخمة. اخبار وتقارير ثلاث دول رفضت التصويت.. مجلس الأمن يعتمد قراراً جديداً بشأن هجمات الحوثيين .