logo
معادلةالطلاق.. جرح غائر في النسيج الاجتماعي

معادلةالطلاق.. جرح غائر في النسيج الاجتماعي

الرياض٢٢-٠٥-٢٠٢٥
تُعدّ ظاهرة الطلاق من القضايا الاجتماعية التي تترك جرحًا غائرًا في الأنفس، والمحيط الاجتماعي، وبخاصة على الأبناء. وإذا كانت الإحصاءات الرسمية في المملكة تشير إلى وجود حوالي 350 ألف مطلقة، وهو ما يمثل 6 % من إجمالي النساء، فهي نسبة تستدعي وقفة جادة لدراسة أسباب هذه المشكلة وتداعياتها، وجهود الجهات المعنية للحد منها.
بدايةً، تتعدد أسباب الطلاق لتشمل عوامل اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، ونفسية، وقد يكون سوء التفاهم، أو غياب الحوار الفعّال، أو التدخلات الخارجية، أو عدم النضج الكافي لدى أحد الطرفين، أو حتى الضغوط الحياتية، كلها عوامل تدفع بالعلاقة الزوجية نحو الهاوية.
أما تبعات الطلاق، فهي لا تقل خطورة عن أسبابه.. فعلى الصعيد النفسي والاجتماعي، يعاني المطلقون والمطلقات من شعور بالفشل، والعزلة، وقد يصل الأمر إلى الاكتئاب، وتتأثر علاقاتهم الاجتماعية بشكل كبير. أما تأثيراتها على الأولاد، فهي ربما تكون الأشد وطأة؛ إذ يتأثر الأطفال نفسيًا وسلوكيًا، وقد يعانون من اضطرابات عاطفية، وتراجع في المستوى الدراسي، وصعوبة في التكيف الاجتماعي، ما يُلقي بظلاله على مستقبلهم.
هنا تظهر جهود وزارة العدل كقوة دافعة نحو خفض نسب الطلاق، وتحقيق الاستقرار الأسري، وقد تحقق على أرض الواقع تراجعٌ ملحوظ في حالات إثبات الطلاق، بنحو 20 % تقريبًا.. هذا التراجع يعكس فعالية الإجراءات الجديدة التي اتخذتها الوزارة.
لقد كانت قرارات الطلاق في السابق تتخذ بعشوائية في بعض الأحيان، ولكن الآن، وبفضل إجراءات الوزارة الجديدة، أصبح كلا الطرفين على دراية وإدراك تام بتبعات الطلاق قبل اتخاذ القرار.
تلك الإجراءات تجعل الزوجين يدركان أنهما يدخلان مرحلة جديدة تتطلب تحديد وضع الأبناء، والنفقة، ومسائل الزيارة، وغيرها. هذا التصور المسبق والشامل لجميع الجوانب والحيثيات التي ستنتج عن الطلاق، يجعل الكثيرين يتراجعون عن قرار الطلاق بعد أن يصبحوا على دراية بالواقع الذي سيواجهونه.
وتضمنت هذه الإجراءات، المُضافة في اللائحة التنفيذية لنظام المرافعات الشرعية، النص على أنه إذا تقدم أي من الزوجين بطلب إثبات الطلاق أو الخلع أو دعوى فسخ النكاح وكان بينهما أطفال فإن المحكمة تتخذ عددًا من الإجراءات، أهمها: إحالة الطلب أو الدعوى لمركز المصالحة، حيث يتم عرض الصلح بحضور الزوجين خلال مدة لا تزيد على 20 يومًا من تاريخ التقديم. وفي حال تم الصلح، يتم إثباته بمحضر يُعد سندًا تنفيذيًا، ما يعكس حرص الوزارة على تمكين فرص الصلح والحفاظ على كيان الأسرة، وهذا هدف نبيل.
إن تراجع نسب الطلاق في المملكة مؤشر إيجابي على فعالية جهود وزارة العدل، ووعي المجتمع بأهمية الحفاظ على الأسرة. ومع ذلك، ما زالت هناك حاجة لزيادة هذه الجهود وتوسيع نطاقها، ويتطلب الأمر تضافر جهود جميع الجهات المعنية، بما في ذلك المؤسسات التعليمية، والمراكز الاجتماعية، والمؤسسات الدينية، لتعزيز الوعي بأهمية العلاقة الزوجية، وتوفير برامج تأهيل للشباب المقبلين على الزواج، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأسر التي تمر بتحديات.
وبالعمل المشترك، يمكن للمملكة أن تحقق مزيدًا من الاستقرار الأسري، ما ينعكس إيجابًا على بناء مجتمع قوي ومترابط، وعلى مستقبل أجيالها القادمة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الزواج والانفصال العاطفي: كيف يؤثر في العلاقة؟
الزواج والانفصال العاطفي: كيف يؤثر في العلاقة؟

مجلة سيدتي

timeمنذ ساعة واحدة

  • مجلة سيدتي

الزواج والانفصال العاطفي: كيف يؤثر في العلاقة؟

الانفصال العاطفي هو حالة يعيش فيها الزوجان منفردين عن بعضهما، وفي حالة من الفتور والبعد العاطفي ينتج عنه برود في الحياة الزوجية وغياب المشاعر والرضا في العلاقة بين الأزواج، حيث يصبح لكل منهما عالمه الخاص البعيد عن الطرف الآخر، مما يؤثر سلباً على العلاقة ويؤدي إلى العديد من المشاكل. علامات تشير إلى انتهاء صلاحية العلاقة الزوجية تقول د. وفاء الأنصاري استشاري العلاقات الأسرية لسيدتي: الانفصال العاطفي هو افتقار العلاقة الزوجية للمودة والسكن النفسي، بحيث لا يشعر أحدهما بوجود الآخر، على الرغم من وجودهما في بيت واحد لكنهما منفردان ومنعزلان عن بعضهما، مع استمرار قيامهما بالواجبات الزوجية الرسمية، ويُعرف أيضاً بالطلاق الصامت، وقد يكون هجراً في العلاقة العاطفية أو في المحادثة، حيث يفقدان الرغبة في التواصل والمشاركة العاطفية، وقد يؤدي إلى توترات وخلافات متزايدة، وهو يعتبر من أوضح العلامات التي تشير إلى انتهاء صلاحية العلاقة الزوجية بين الطرفين طالما لم يشرعا في علاجه. ويمكنك بالسياق التالي التعرف إلى: تأثير الانفصال العاطفي على العلاقة الزوجية تدهور التواصل يؤدي الانفصال العاطفي بين الزوجين إلى تدهور التواصل بينهما بشكل كبير، مما يخلق فجوة عاطفية ويقلل من المودة والاهتمام المتبادل، فيصبح الزوجان غير قادرين على التعبير عن مشاعرهما وأفكارهما بشكل فعال، مما يؤدي إلى تراكم المشاعر السلبية، مثل قلة الحديث معاً، وتجنب مشاركة المشاعر والأفكار، وانعدام الاستماع الفعال لآراء واحتياجات الطرف الآخر، ويقل الحوار والنقاش بين الزوجين، وقد يصبح كل منهما منعزلاً عن الآخر، ويصبح الحوار مقتصراً على الأمور الضرورية. زيادة الخلافات والمشاحنات عندما يشعر أحد الزوجين أو كلاهما بالانفصال العاطفي، قد ينعكس ذلك على تعاملهما مع بعضهما؛ مما يزيد من التوتر والاحتكاك، ويؤدي إلى تكرار الخلافات والمشاحنات، ويقل التواصل والاهتمام المتبادل، مما يخلق فراغاً عاطفياً يمكن أن يتسبب في تفاقم المشاكل والخلافات الموجودة بالفعل، وذلك نتيجة للفراغ العاطفي، قد يؤدي الفتور العاطفي إلى زيادة الخلافات الزوجية، وربما استخدام العنف اللفظي أو الجسدي نتيجة للاحتقان العاطفي. الملل والفتور بسبب غياب الحماس والتجديد العاطفي بين الزوجين، يؤدي ذلك إلى تدهور العلاقة وشعور كل طرف بالبرود والتباعد، وقد يتطور إلى مشاكل أعمق مثل الخلافات المتكررة، مما يؤدي إلى عدم القدرة على فهم احتياجات ومشاعر بعضهما، ويصبح التواصل بين الزوجين منعدماً، وتتلاشى المشاعر الإيجابية، مما يؤدي إلى الشعور بالملل والفتور في العلاقة. مشكلات صحية فقدان الدعم العاطفي والشعور بالوحدة قد يؤديان إلى مشكلات صحية ونفسية خطيرة لكلا الزوجين، بما في ذلك الاكتئاب والقلق والوحدة، كما يمكن أن يؤثر على الصحة الجسدية، مثل اضطرابات النوم والتغيرات الغذائية، وقد يؤدي الغضب والإحباط الناتج عن الانفصال العاطفي إلى تغيرات في الشهية والوزن، وقد يؤثران على أنماط النوم. فقدان المودة والاهتمام قد يؤدي الانفصال العاطفي بين الزوجين إلى فقدان المودة والاهتمام والمشاعر العاطفية بينهما، مما يؤثر سلباً على العلاقة ويجعلها جافة ورسمية، ويؤدي إلى تدهور العلاقة الزوجية، وشعور كل طرف بالوحدة والعزلة، وهذا النوع من الانفصال غالباً ما يسبق الطلاق الفعلي، وقد يؤثر سلباً على الصحة النفسية للزوجين والأبناء، ويجعل كل طرف يشعر بعدم الاهتمام والتقدير من قبل الآخر، مما يسبب شعوراً بالوحدة والألم. فقدان الشغف والرومانسية يؤدي الانفصال العاطفي بين الزوجين إلى فقدان الشغف والرومانسية، ويحل محلها الفتور والتباعد العاطفي بين الزوجين، فيؤثر سلباً على العلاقة الزوجية ويجعلها باردة وخالية من المشاعر الإيجابية، هذا الفقدان يمكن أن يتجلى في عدة صور، مثل قلة التواصل العاطفي، وتراجع الاهتمام المتبادل، وعدم التعبير عن الحب والمودة، ويصبح هناك فتور في المشاعر والرغبة في التقارب الجسدي والعاطفي، مما يقلل من السعادة الزوجية. فقدان الثقة بالنفس حيث يشعر أحد الشريكين أو كلاهما بالإهمال وعدم التقدير، مما يؤثر سلباً على صورتهما الذاتية، ويعد فقدان الثقة بالنفس أحد الآثار السلبية لهذا الانفصال العاطفي في العلاقة الزوجية، ويمكن أن يؤدي إلى تآكل الثقة بالنفس لدى أحد الزوجين أو كليهما، مما يؤثر سلباً على صحتهما النفسية، وقد يشعر أحد الزوجين بالذنب أو اللوم، مما يؤثر على ثقته بنفسه، وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الثقة بالنفس بشكل عام. الشعور بالوحدة والضياع له تأثيرات سلبية عديدة على الزوجين، بما في ذلك الشعور بالوحدة والضياع، هذا الشعور بالانفصال قد يؤدي إلى تدهور العلاقة بشكل عام، وقد يؤثر سلباً على الصحة النفسية والعاطفية، وقد يتطور إلى الطلاق العاطفي إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح، وإلى فقدان الثقة والتقارب بين الشريكين، مما يجعل أحد الزوجين أو كلاهما يعاني من الشعور بالوحدة حتى مع وجود الشريك. تأثير سلبي على الأبناء الانفصال العاطفي يؤدي إلى أجواء أسرية متوترة، وشعور الأبناء بعدم الأمان والتوتر والقلق، وقد يعاني الأطفال من مشاكل نفسية وسلوكية واجتماعية، وقد يجعلهم يشعرون بعدم الاستقرار الأسري، واضطراب في الشخصية وانحراف في السلوك، نتيجة للعيش في جو أسري غير مستقر. زيادة احتمالية الطلاق

استشاري طب باطني وأورام: الكرش ليس وجاهة بل "مفاعل التهابي خطير"
استشاري طب باطني وأورام: الكرش ليس وجاهة بل "مفاعل التهابي خطير"

صحيفة سبق

timeمنذ 2 ساعات

  • صحيفة سبق

استشاري طب باطني وأورام: الكرش ليس وجاهة بل "مفاعل التهابي خطير"

في الوقت الذي يستهين فيه كثيرون بوجود "الكرش"، ويرونه أمرًا عاديًا أو حتى رمزًا للوجاهة والهيبة، يؤكد الأطباء أنه في الحقيقة يشكل تهديدًا صامتًا للصحة، ويُعد مؤشرًا خطيرًا لأمراض مزمنة قد تتطور بصمت، مثل أمراض القلب والسكري والأورام. وفي هذا السياق، حذّر استشاري الطب الباطني والأورام الدكتور رضا بخش من خطورة "الكرش"، مؤكدًا أنه ليس مجرد تجمع دهني، بل يمثل "مفاعلًا التهابيًا خطيرًا" يرفع من معدلات الالتهاب في الجسم ويزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض المزمنة. الكرش ليست نسيج خامل و ليست هيبة و ليست وجاهة .. و لكن مفاعل إلتهابي خطير يرفع معدلات الإلتهاب في الجسم و يزيد خطر امراض القلب و الأورام .. هل تريد ان تعرف خطورة الكرش بتحليل دم !؟ تستطيع عمل تحليل hs-CRP .. او ما يُعرف ببروتين سي عالي الدقة كل ما كان التحليل أعلى كل ما… — د.رضا بخش (@bakhsh_reda) July 15, 2025 وأوضح الدكتور بخش، المعروف باهتمامه بعلاج السمنة والأمراض المزمنة من خلال الصيام المتقطع وتعديل نمط الحياة، أن الكرش لا يُعد نسيجًا خاملًا كما يظن البعض، بل مؤشر بيولوجي ضار يرتبط باضطرابات صحية خطيرة. وأشار، في تغريدة نشرها عبر حسابه على منصة "إكس"، إلى إمكانية قياس مدى خطورة الكرش من خلال تحليل دم يُعرف باسم "hs-CRP" أو "بروتين سي التفاعلي عالي الحساسية"، موضحًا أن ارتفاع هذا المؤشر يُعد علامة واضحة على زيادة مستويات الالتهاب بالجسم، ما يرفع من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والسكري بشكل أدق من التحاليل التقليدية للدهون.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store