logo
خسائر وهجمات وتقديرات متباينة: إيران لا تزال تحتفظ بسرّ التخصيب

خسائر وهجمات وتقديرات متباينة: إيران لا تزال تحتفظ بسرّ التخصيب

النهارمنذ 2 أيام

من المبكر تأكيد نتائج الهجوم الإسرائيلي - الأميركي على إيران، إلا أن التباين في التقديرات بات واضحاً، خصوصاً بعد الغارات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية ليل السبت – الأحد.
من جهة، أشارت تقديرات الاستخبارات الأميركية إلى أن الهجمات لم تُحدث سوى تأخير موقت للبرنامج النووي الإيراني، لا يتعدّى بضعة أشهر. وقالت مصادر إسرائيلية لشبكة "إيه بي سي" إن نتائج الهجوم على فوردو "ليست جيدة"، إذ لا يزال من غير الممكن تحديد كمّية اليورانيوم التي تم إخراجها من الموقع قبل الضربات، أو معرفة عدد أجهزة الطرد المركزي المتضررة أو العاملة، وهو ما قد يستغرق أشهراً لتقييمه بدقة.
ولكن، من جهة أخرى، جدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تأكيد "الضرر الهائل والشامل" الذي أصاب منشأة فوردو، كاشفاً أمام الكاميرات أن عملاء للموساد تمكنوا من دخول الموقع المستهدف. وشارك ترامب في هذا التقييم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إفي ديفرين، الذي شدّد على أن "حجم الضرر كبير"، وأن التقديرات تفيد بأن الهجمات "أعادت البرنامج النووي الإيراني سنوات إلى الوراء"، رغم الإقرار بأن من المبكر الجزم بالنتائج.
الموقف الأميركي الحازم
وتناولت وسائل إعلام عبرية ما وصفته بـ"صدمة" المؤسسة السياسية في إسرائيل من موقف ترامب الحازم، بعدما طالبها علناً بعدم الرد على إيران بعد خرقها التهدئة، مهدّداً باعتبار أيّ ردّ إسرائيلي "انتهاكاً خطيراً"، وطالب بإعادة الطائرات إلى قواعدها.
ورغم عدم وجود اتفاق رسمي بين الجانبين الإيراني والإسرائيلي لوقف إطلاق النار، ثمة تفاهمات شفهية تقضي بوقف الهجمات المتبادلة مقابل استئناف المحادثات النووية برعاية أميركية.
ورأى حاييم ليفنسون، في صحيفة "هآرتس"، أن ترامب يصوّر نفسه كمن قدّم "خدمة كبيرة" لإسرائيل، وسيسعى إلى استثمار ذلك سياسياً، سواء في مفاوضات وقف إطلاق النار مع إيران أو في صفقة التبادل المرتقبة مع "حماس". وقد أصرّ ترامب على الترويج لوقف إطلاق نار "موقت" بين إسرائيل وإيران، دون أيّ تفاهمات مستقبلية واضحة.
في هذا الإطار، من المتوقع أن تستأنف الولايات المتحدة وإيران مفاوضاتهما النووية الأسبوع المقبل، بالتوازي مع استمرار المباحثات بين إسرائيل و"حماس"، وسط ضغوط دولية متزايدة للتوصّل إلى اتفاقات.
معرفة... ومعدّات تقنية
بحسب "هآرتس"، لا تزال إيران تحتفظ بالمعرفة التقنية الكاملة لتخصيب اليورانيوم، ما يعني أن فرصة إيقاف برنامجها النووي ضاعت على الأرجح. فلا توجد "مجموعة مفاتيح" من العلماء يمكن استهدافها لشلّ البرنامج، ولا يمكن استبعاد امتلاك طهران للمعدّات الضرورية لمواصلة التخصيب.
وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كانت إيران تمتلك قبل الهجمات ما لا يقلّ عن 408 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60%. ويُرجّح الخبراء أن إيران أخرجت كمّيات كبيرة من هذه المادّة ونقلتها إلى أماكن آمنة.
ويؤكد المختصّون أن تخصيب اليورانيوم من 60 إلى 90% (وهي النسبة اللازمة لإنتاج سلاح نووي) يمكن إنجازه باستخدام عدد قليل من أجهزة الطرد المركزي المتطورة، داخل موقع صغير، ومن دون الحاجة إلى بنية تحتية معقدة، بل إن مصنعاً صغيراً يضم نحو 10 أجهزة طرد يمكنه إنتاج كمّية تكفي لقنبلة نووية واحدة.
خسارة ركيزة استراتيجية
من جهة أخرى، رأت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن النظام الإيراني خسر أهم ركائز استراتيجيته التي استمرّت لعقود، والمبنيّة على تجنّب الحرب وإبقاء المواجهات خارج حدود البلاد. فبعد الضربات المكثفة التي طالت قادة بارزين ومنشآت نووية ومراكز قيادة، وجّه المرشد الأعلى علي خامنئي تعليماته بالردّ عبر "إذلال إسرائيل" بهجمات مؤلمة تُجبرها على التراجع.
ومنذ خلافته روح الله الخميني عام 1989، يعتبر خامنئي بقاء النظام الإسلامي مهمّته الأساسية، وقد خاض معارك داخلية مع الإصلاحيين، وخارجية، ضد "محاولات إسقاط النظام"، وهو يرى في الولايات المتحدة وإسرائيل أدوات لتفكيك النظام عبر الاختراقات الثقافية والسياسية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رئيس لجنة الأمن القومي في إيران يدين تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية
رئيس لجنة الأمن القومي في إيران يدين تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية

صدى البلد

timeمنذ 34 دقائق

  • صدى البلد

رئيس لجنة الأمن القومي في إيران يدين تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية

أكد إبراهيم عزيزي، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في إيران، أن إسرائيل استغلت تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية كذريعة لشن عدوانها على البلاد، مشيرًا إلى أن هذا الاستخدام غير مبرر ويخدم أجندات سياسية. ترامب يلوح بضرب إيران مجددا حال قيامها بتخصيب اليورانيوم بمستوي يثير القلق مدير الوكالة الذرية يعترف: لا نعرف مكان اليورانيوم المخصب لدى إيران شاهد أول ظهور لـ علي شمخاني بعد أنباء مقتله خلال العدوان الإسرائيلي ضد إيران انتقادات حادة للوكالة الدولية للطاقة الذرية أوضح عزيزي، أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية فقدت مهنيتها وتحولت إلى منظمة تخدم مصالح القوى العظمى، معبرًا عن أسفه لتسييس ملف الطاقة النووية الإيراني. إعلان إيران عن موقفها من التعاون مع الوكالة أكد رئيس اللجنة، أن استمرار التعاون الإيراني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بات غير مجدي بسبب سياسة الوكالة المتحيزة والمخالفة للمعايير المهنية.

بعد الضربة الأميركية.. هل انتهى حلم إيران النووي؟
بعد الضربة الأميركية.. هل انتهى حلم إيران النووي؟

بيروت نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • بيروت نيوز

بعد الضربة الأميركية.. هل انتهى حلم إيران النووي؟

ذكر موقع 'سكاي نيوز عربية' أنه منذ إعلان وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة وإيران، تتوالى التصريحات والتقارير الاستخباراتية التي تحاول رسم صورة أوضح لحجم الضربة العسكرية التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية. وفيما يؤكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن 'المنشآت دمرت بالكامل'، أقر وزير الخارجية الإيراني بوقوع أضرار جسيمة. وبين الروايتين، تظهر معلومات استخباراتية دقيقة نشرتها صحيفة وول ستريت جورنال عن كواليس الإعداد للعملية، ودور 'الموساد' في زرع ذخائر ذكية قرب منصات الصواريخ الإيرانية، وصولًا إلى ساعة الصفر في 13 حزيران، حين بدأت الغارات المشتركة الأميركية الإسرائيلية. وقال ترامب إن طائرات 'بي-2' انطلقت من سبيرنغفيلد – ميزوري وحلّقت 36 ساعة قبل أن تنفذ مهمتها بدقة، في واحدة من أطول المهام الجوية وأكثرها تعقيدًا. وأفادت تقارير استخباراتية بأن فرقًا خاصة إسرائيلية كانت قد جهزت الأرض قبل الضربة، لشل قدرة طهران على الرد السريع أو نقل المواد النووية من المواقع المستهدفة. وقال الخبير العسكري والاستراتيجي العميد خليل الحلو إن الأضرار التي لحقت بمنشأتي أصفهان وفوردو 'كبيرة ومؤكدة'، لكن يصعب التحقق منها بشكل قاطع لعدم توفر وصول مباشر أو تقارير من داخل المنشآت. وأوضح أن إيران كانت تمتلك نحو 409 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة، ويُعتقد أن الكمية 'إما دُفنت تحت الأنقاض بفعل الضربات، أو جرى نقلها إلى موقع سري غير معلن'. وأضاف الحلو أن منشأة أصفهان مسؤولة عن تحويل ملح اليورانيوم المخصب إلى معدن، وهي خطوة حاسمة في تصنيع السلاح النووي. واعتبر أن تدمير القدرة على تحويل المادة إلى معدن يعني تعطيل المسار النووي نحو التسليح، مؤقتًا على الأقل. وعن منشأة فوردو، أوضح الحلو أنها مدفونة بعمق يصل إلى 100 متر تحت الأرض، وتتضمن آلاف أجهزة الطرد المركزي من الجيل السادس، القادرة على التخصيب بسرعة وكفاءة عالية. وأشار إلى أن القنابل الأميركية 'جي بي يو 57″، المصممة خصيصًا لاختراق منشآت مثل فوردو، 'تسببت في شلل شامل'، بما في ذلك تدمير التهوية والكهرباء وتخريب مسارات الوصول. وقال الحلو: 'هذه الآلات شديدة الحساسية، وقد تتعطل بفعل الارتجاج أو الغبار. لذلك من المرجح أن فوردو تعطلت كليًا، لكن التفاصيل الدقيقة ما زالت محاطة بالغموض'. ورغم أن الاستخبارات الأميركية وصفت التعطيل بأنه 'جزئي'، فإن الحلو شكّك في قدرة الأقمار الاصطناعية على رصد ما يجري على عمق 100 متر. وأضاف أن التقارير الإعلامية الأميركية، ومنها 'سي إن إن' و'نيويورك تايمز'، 'تعتمد على صور الأقمار فقط'، وأن تقييمها 'له طابع سياسي أكثر منه ميداني'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store