
وقف حرب غزة يصطدم بوحشية إسرائيل
ومع إعلان الجيش الإسرائيلي انتهاء عملية «عربات جدعون» وبدء مرحلة جديدة من الحرب تحت اسم «الليث المشرئب»، أحصى المكتب الحكومي بغزة أمس 26 مجزرة دامية ارتكبتها إسرائيل خلال 48 ساعة فقط، أودت بحياة أكثر من 300 شهيد، إلى جانب مئات الجرحى والمفقودين خصوصاً من النساء والأطفال.
وبعد سلسلة غارات قتلت أكثر من 110 بينهم مدير المستشفى الإندونيسي د. مروان السلطان وأفراد أسرته، هاجم سلاح الجو الإسرائيلي عشرات المواقع المكتظة بالنازحين والاستراحات العامة مثل «الباقة» والمنازل والأسواق ومراكز توزيع المساعدات والمدارس، وركّز هجماته على مدينة خان يونس جنوب القطاع حيث وجه إنذاراً بإخلاء أربع مناطق، إضافة إلى مدينة غزة في الوسط وجباليا شمالاً، ما أسفر سقوط أكثر من 80 قتيلاً.
ووفق وزارة صحة غزة، فإن المستشفيات استقبلت خلال الساعات الـ24 الماضية جثامين 142 قتيلاً و487 مصاباً، لترتفع بذلك الحصيلة الإجمالية للحرب منذ 7 أكتوبر 2023، إلى 57012 قتيلاً و134592 جريحاً.
مجموعات مسلحة جديدة تقاتل «حماس» شمال قطاع غزة وجنوبه إلى جانب أبو شباب
انتقام وإخلاء
وفي رد انتقامي على حوادث أمنية صعبة منيت بها قواته ورفعت حصيلة قتلاه منذ بداية الحرب إلى 881 جندياً، قصف جيش الاحتلال فجر أمس، نحو 150 هدفاً، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، التي أوضحت أن «الهجوم شمل أنفاقاً ومستودعات أسلحة ومباني عسكرية ومواقع يستخدمها القناصة وبنية تحتية للمسلحين».
وبعد إطلاق «سرايا القدس» صاروخين باتجاه سديروت وإيفيم في منطقة غلاف غزة، أمر الجيش الإسرائيلي بإخلاء مناطق في عدة أحياء بمدينة غزة، تمهيداً لتوسيع الهجوم البري.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) بأن 85% من أراضي غزة تخضع حالياً لأوامر نزوح أو تقع ضمن مناطق عسكرية.
في هذا السياق المأساوي، أعلنت وزارة الأوقاف نفاد القبور في معظم مناطق القطاع، ما أجبر الأهالي على استخدام ساحات المستشفيات والمدارس وحتى المنازل كمواقع طارئة للدفن، في ظل الأعداد المتزايدة للشهداء.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس: «تهدف مناورة الليث المشرئب إلى تحقيق هدفين رئيسيين إعادة الرهائن وضمان عدم وجود حركة حماس، ولن نتراجع عن هذا الهدف».
وفي تطور تزامن مع اتهام «حماس» لزعيم «القوات الشعبية» البدوية ياسر أبوشباب بالخيانة والتخابر مع إسرائيل، زعمت صحيفة يديعوت أحرونوت أن مجموعتين مسلحتين إضافيتين تابعتين لحركة فتح تعملان ضد «حماس» بالتنسيق مع الاحتلال وبمساعدته، إحداهما في حي الشجاعية بمدينة غزة بقيادة رامي حلس، والأخرى في خان يونس يرأسها ياسر حنيدق.
ونقلت الصحيفة العبرية عن مصادر «مجهولة» أنها تتوقع دخول مجموعتين إضافيتين إلى غزة قريباً بتمويل من السلطة الفلسطينية.
نتنياهو و«حماس»
وقبيل أيام من لقائه المرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يدفع باتّجاه وقف للأعمال العدائية لمدة 60 يوماً، تعهّد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالقضاء على حركة حماس، وعدم السماح بعودتها إلى السيطرة على قطاع غزة.
في المقابل، نقلت وكالة «الأناضول» عن مصادر فلسطينية مطلعة أن «حماس» تتجه نحو الموافقة على المقترح المطروح لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، لكنها لم تتخذ قراراً نهائياً بعد، وتواصل حالياً التشاور مع الفصائل والقوى المختلفة قبل تسليم ردها الرسمي للوسطاء خلال الساعات المقبلة.
وأوضحت المصادر، أن الولايات المتحدة ومصر وقطر قدمت «ضمانات واسعة» لتنفيذ الاتفاق، مشيرة إلى أن تركيا قد تكون ضمن قائمة الدول الضامنة للاتفاق.
ولفتت المصادر إلى أنه «لا تزال هناك نقاشات مستمرة حول عدد من التفاصيل الفنية»، من بينها «آليات إدخال المساعدات الإنسانية، خرائط الانسحاب، وترتيبات ما بعد فترة الهدنة البالغة 60 يوماً»، في حال لم تكن هذه الفترة كافية للتوصل إلى اتفاق شامل ونهائي إضافة لتفاصيل أخرى.
وحشية تاريخية وضم
وفي أحدث التقارير المقدمة لمجلس حقوق الإنسان، اتهمت مقررة الأمم المتحدة المعنية بالأراضي المحتلة فرانشيسكا ألبانيزي، إسرائيل بالمسؤولية عن «واحدة من أكثر عمليات الإبادة الجماعية وحشية في التاريخ الحديث»، داعية العالم إلى فرض حظر على تصدير الأسلحة وقطع العلاقات التجارية والمالية معها.
في موازاة ذلك، أثارت عريضة وقعها 15 وزيراً ورئيس الكنيست أمير أوحانا من حزب «ليكود» الذي يتزعمه نتنياهو إلى ضم الضفة الغربية المحتلة قبل عطلة الكنيست في نهاية الشهر، غضباً فلسطينياً وتنديداً عربياً وإسلامياً ودولياً.
وفيما وصفت المقررة الأممية مؤسسة غزة الإنسانية (جي أتش إف) بأنها «فخ موت» مصمم لقتل أو تهجير الناس، حذرت وزارة الداخلية الفلسطينية، أمس، من التعامل أو التعاون معها ووكلائها المحليين والخارجيين.
وقالت: «لقد بات واضحا أن هذه المؤسسة الأميركية لم تنشأ بغرض الإغاثة، بل تحولت، بفعل بنيتها وآليات عملها الأمنية والعسكرية، إلى مصائد موت جماعي، ومراكز إذلال وانتهاك ممنهج للكرامة والحقوق، بعيداً عن أي رقابة أممية أو قانونية». وأوضح مسؤول أمني في «حماس» أن نقاط المساعدات تستخدم لتجنيد متخابرين مع الاحتلال والالتقاء بهم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرأي
منذ 36 دقائق
- الرأي
المحكمة العليا البريطانية تؤيد حظر منظمة «فلسطين أكشن»
حُظرت منظمة «فلسطين أكشن» بعد أن رفض قاضٍ طلبها بمنع الحكومة البريطانية مؤقتاً من تصنيفها كجماعة إرهابية. ويوم الجمعة، رفض قاضٍ في المحكمة العليا طلباً بوقف الحظر مؤقتاً. ثم طعنت المنظمة في الحكم أمام محكمة الاستئناف، التي رفضت في وقت متأخر من مساء الجمعة الاستئناف الذي قُدم في اللحظة الأخيرة. ويعني هذا الحظر - الذي دخل حيز التنفيذ يوم السبت - أن دعم منظمة «فلسطين أكشن» سيصبح جريمة جنائية، ويُعاقب على العضوية فيها أو التعبير عن دعمها بالسجن لمدة تصل إلى 14 عاماً. وفي قراره الصادر في جلسة الاستماع يوم الجمعة، برفض طلب المنظمة بحظر موقت، قال قاضي المحكمة العليا، تشامبرلين: «لقد خلصتُ إلى أن الضرر الذي سيترتب على رفض طلب الحظر المؤقت، ثم قبول الطلب لاحقاً، لا يكفي ليفوق المصلحة العامة القوية في الحفاظ على سريان الأمر». في وقت سابق من هذا الأسبوع، عُرضت على البرلمان مسودة أمر يطلب تعديل قانون مكافحة الإرهاب لعام 2000 لإدراج منظمة «فلسطين أكشن» كمنظمة محظورة. واتخذت هذه الخطوة لحظر المنظمة بعد أن تسببت في أضرار تُقدر بنحو 7 ملايين جنيه إسترليني لطائرات في قاعدة بريز نورتون الجوية الملكية الشهر الماضي، في تحرك قالت منظمة «فلسطين أكشن» بمسؤوليتها عنه. وصرح رضا حسين كيه سي، محامي الناشطة البريطانية من أصل فلسطيني هدى عموري، المؤسسة المشاركة في منظمة «فلسطين أكشن»، بأن حظر المحكمة للمنظمة سيكون «تصرفًا غير مدروس» و«إساءة استخدام استبدادي» للسلطة. وقال: «هذه هي المرة الأولى في تاريخنا التي يُطلب فيها حظر منظمة عصيان مدني مباشر، لا تدعو إلى العنف، باعتبارها إرهابية». وفي حكمٍ مكون من 26 صفحة، قال القاضي تشامبرلين إن بعض العواقب التي تخشى منها السيدة عموري وآخرون ممن أدلوا بشهاداتهم كانت «مبالغاً فيها». كما رفضت المحكمةُ تعليقَ سريان الحظر ريثما تُبتّ المحكمةُ العليا في طلبٍ بهذا الشأن. هناك نحو 81 منظمةً محظورةٌ بالفعل بموجب قانون الإرهاب لعام 2000، منها حماس والقاعدة. أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية، إيفيت كوبر، في 23 يونيو الماضي عن خطط لحظر منظمة «فلسطين أكشن»، قائلةً إن تخريب الطائرتين «مخزٍ» وإن للمنظمة «تاريخا طويلا من التخريب الجنائي غير المقبول». وقال القاضي تشامبرلين إن تقييما في شأن حظر المنظمة قد أُجري في مارس، وأنه سبق حادثة قاعدة بريز نورتون الجوية الملكية. ووُجهت اتهامات لأربعة أشخاص على صلة بالحادثة.


المدى
منذ 3 ساعات
- المدى
قبلات ورقصات.. مشاهد حميمية لدونالد وميلانيا ترامب من شرفة البيت الأبيض (فيديو)
التقطت عدسات الكاميرا مشاهد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا يتبادلان القبلات على شرفة 'ترومان' في البيت الأبيض، قبل انطلاق عرض الألعاب النارية احتفالا بعيد الاستقلال. وأثار المشهد العائلي الحميم إعجاب الحاضرين الذين تجمعوا في ساحة البيت الأبيض، حيث استضاف ترامب أمس الجمعة عددا من العائلات العسكرية في حفل شواء احتفالي. President @realDonaldTrump and @FLOTUS watch fireworks from the Truman Balcony at the White House ❤️🇺🇸 — Margo Martin (@MargoMartin47) July 5, 2025 وسبق هذا المشهد خطاب قصير ألقاه ترامب من الشرفة، أعقبه توقيعه على ما يُعرف بـ'القانون الجميل الكبير' الذي أقره الكونغرس قبل الموعد النهائي الذي حدده ترامب للرابع من يوليو. كما شهد الحفل ثلاث مرورات جوية لطائرات عسكرية، بينها قاذفات قنابل شبحية من طراز B-2 التي استخدمت مؤخرا في عمليات فوق إيران. So thankful these two are living in the White House! 🙏🏻🇺🇸 — Nick Sortor (@nicksortor) July 5, 2025 وبعد فترة قصيرة داخل الجناح الغربي، عاد الزوجان ترامب لمشاهدة الألعاب النارية والرقص على أنغام الأغاني التي قدم دي جي، والتي كانت مزيجا من الأغاني الوطنية وبعض أغاني البوب المثيرة للجدل، بما فيها أغان لفنانين معروفين بمعارضتهم لترامب مثل كاتي بيري وليدي غاغا، الذين أيدوا منافسيه الديمقراطيين هيلاري كلينتون وجو بايدن وكامالا هاريس. وتصاعدت الهتافات بين الحضور بعبارات مثل 'أربع سنوات أخرى' و'ثماني سنوات أخرى'، رغم أن ترامب لا يستطيع دستوريا الترشح لولاية ثالثة بعد إكماله ثلاث سنوات ونصف من ولايته الثانية، وإن كانت هناك أصوات داخل الحزب الجمهوري تدعو لتعديل الدستور للسماح له بذلك نظرا لخصوصية حالة فترتيه الرئاسيتين غير المتتاليتين. Did you see the kiss? President Trump and First Lady Melania shared a tender moment during the spectacular fireworks show this Independence Day. God bless America. We hope you have a wonderful July 4th weekend celebrating America's freedom and independence. — One America News (@OANN) July 5, 2025 وطغت على الحفل الأغاني الوطنية المفضلة لترامب، خاصة 'غود بليس ذي يو إس إيه' للي غرينوود التي كررها المنظمون عدة مرات، بينما اختتمت الأمسية بأغنية 'واي إم سي إيه' التقليدية التي يصحبها عادة ترامب عند مغادرته المناسبات. وحضر الاحتفال عدد من كبار المسؤولين، بينهم رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كاين، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ووزيرة الأمن الداخلي كريستي نوم، ورئيسة الأركان سوزي ويلز، التي ظهرت في حديث مطول مع كاتي ميلر زوجة مستشار ترامب ستيفن ميلر. وبعد انتهاء الاحتفالات، غادر ترامب وميلانيا إلى منتجع الغولف الخاص بهما في بيدمنستر بنيو جيرسي لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، حيث ظهر الرئيس الأمريكي وهو يرفع قبضته أثناء صعوده إلى طائرة إير فورس وان برفقة زوجته.


المدى
منذ 3 ساعات
- المدى
هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة: التعديلات المقترحة في رد حماس ستشكل تحدياً لصانعي القرار في 'إسرائيل'
The post هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة: التعديلات المقترحة في رد حماس ستشكل تحدياً لصانعي القرار في 'إسرائيل' appeared first on AlMada - أخبار لبنان والعالم.