
" عمان العربية" توقع اتفاقية تعاون مع مستشفى الرشيد لتدريب طلبة كلية الصيدلة وتأهيلهم لسوق العمل
في إطار سعي جامعة عمان العربية لتوسيع
آفاق التعاون مع مؤسسات القطاع الصحي الوطني، وقّعت الجامعة اتفاقية تعاون مع
مستشفى الرشيد ، بهدف تدريب وتأهيل طلبة كلية الصيدلة في بيئة عملية
متقدمة تواكب التطورات المتسارعة في القطاع الصحي
، حيث وقّع الاتفاقية عن
الجامعة رئيسها الأستاذ الدكتور محمد الوديان، وعن مستشفى الرشيد رئيس هيئة
المديرين والمدير العام السيد رفعت المصري، وذلك بحضور الأستاذ الدكتورة رنا أبو
حويج عميد كلية الصيدلة، والدكتورة مي الحوامدة رئيسة لجنة التدريب في الكلية، والسيد
أنس كاسو مساعد مدير دائرة الإعلام والعلاقات العامة في جامعة عمان العربية .
وتأتي هذه الاتفاقية ضمن جهود جامعة
عمان العربية المستمرة لتمكين طلبتها على الصعيدين العملي والتطبيقي، من خلال بناء
جسور تعاون حقيقية مع مؤسسات طبية متخصصة، وتوفير فرص تدريب ميداني نوعية تتيح
للطلبة التفاعل المباشر مع نخبة من الخبراء والأخصائيين في القطاع الصحي ، وتتطلّع
الجامعة من خلال هذا التعاون إلى صقل مهارات الطلبة، وتعزيز كفاءاتهم المهنية،
وتوسيع مداركهم حول الممارسات الطبية الحديثة، لا سيما في مجالات الصيدلة
السريرية، واليقظة الدوائية، وهو ما يُسهم في تأهيلهم بكفاءة عالية للانخراط في
سوق العمل وتلبية احتياجاته المتجددة
.
وأكد الدكتور الوديان خلال اللقاء
أهمية هذه الشراكة مع مستشفى طبي مرموق كمستشفى الرشيد الذي يتمتع بخبرة عريقة
وتخصصات متنوعة في القطاع الصحي ، مشيرًا إلى أن هذه الاتفاقية تنسجم مع توجهات جامعة
عمان العربية نحو ربط الجانب الأكاديمي بالنظري بالتطبيق العملي عبر شراكات حقيقية
مع مؤسسات متخصصة، وأضاف أن كلية الصيدلة في جامعة عمان العربية تمكنت مؤخراً من
الحصول على الاعتماد الدولي من مجلس الاعتماد الأمريكي للتعليم الصيدلاني
(ACPE)
، كأول كلية فتية
على مستوى الجامعات الخاصة، وذلك بعد استيفائها لكامل المتطلبات والمعايير
الدولية، ما يعد إنجازاً يعكس التزام الجامعة بمعايير الجودة العالمية وحرصها على
إعداد كوادر صيدلانية مؤهلة وقادرة على المنافسة إقليمياً ودولياً
.
من جهته أعرب المصري عن اعتزازه
بالشراكة مع جامعة عمان العربية، مؤكداً أن هذه الخطوة تمثل بداية لتعاون مثمر في
مجال التدريب والتعليم الصيدلاني، وتسهم في إعداد طلبة يمتلكون المهارات والخبرة
التي تؤهلهم للاندماج الفاعل في المؤسسات الصحية، وأشار إلى أن مستشفى الرشيد الذي
تأسس عام 1996، يُعد من المؤسسات الصحية الرائدة في الأردن والمنطقة، وقد شهد خلال
السنوات الأخيرة توسعًا نوعيًا ليشمل مختلف التخصصات والخدمات الطبية، ما يجعله
اليوم مركزًا طبيًا متكاملاً يقدم الرعاية الصحية الشاملة في عدد من المجالات، من
خلال كوادر طبية متخصصة وتجهيزات حديثة وبيئة تدريبية متطورة تُسهم في إعداد
وتأهيل الكوادر الطبية والتمريضية وفق أعلى المعايير
.
بدورها أشارت الدكتورة أبو حويج إلى أن
هذه الاتفاقية تُشكل خطوة استراتيجية في مسار تطوير البرامج التدريبية بالكلية،
وخاصة في مجالات تحتاج إلى مهارات دقيقة كالرعاية الدوائية، مؤكدةً أن التدريب في مستشفى
متخصص كمستشفى الرشيد يمنح الطلبة فرصة للاحتكاك العملي المباشر وتطوير قدراتهم
المهنية والسريرية ، كما لفتت إلى أن الكلية استحدثت مؤخراً برنامج ماجستير في
اليقظة الدوائية والشؤون التنظيمية في ظل ندرة هذا التخصص وازدياد الطلب على خبراء
في هذا المجال على مستوى المنطقة، مؤكدة أن البرنامج يقدم تعليمًا متميزًا يركز على
الجوانب القانونية والعلمية المرتبطة بالصناعة الدوائية، ويهدف إلى تأهيل كوادر
متخصصة قادرة على تعزيز سلامة الأدوية وحماية الصحة العامة من خلال توفير علاجات
آمنة وفعالة ، مشيرةً إلى أن كلية الصيدلة تواصل جهودها الحثيثة في تطوير برامجها
الأكاديمية والتدريبية بما يتوافق مع معايير الاعتماد المحلي والدولي، وبما يحقق
رسالة الجامعة في التميز والريادة
.
وتنص الاتفاقية على توفير فرص تدريب
عملي لطلبة كلية الصيدلة في جامعة عمان العربية في مرافق مستشفى الرشيد، بإشراف
مشترك من الكوادر الأكاديمية والطبية، إلى جانب التعاون في تنظيم برامج وورش
تدريبية تسهم في تطوير مهارات الطلبة في مجالات الصيدلة السريرية، واليقظة
الدوائية، والرعاية الدوائية المتخصصة
.
تابعو الأردن 24 على
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبارنا
منذ 2 ساعات
- أخبارنا
سلطان الحطاب يكتب : بيّض الله وجوهكم في مستشفى الحسين
أخبارنا : بيّض الله وجهوكم في مستشفى ومركز الحسين للسرطان، قيادة وإدارة المركز والعاملين فيه على كل المستويات، وأنتم تدافعون عما تبقى للأمة من نخوة وكرامة، بأسلوبكم الإنساني الرائع، الذي يتعهد أطفالاً من غزة، وصلوا بين الحياة والموت، أكثرهم مصاب بالسرطان أو الحاجة الى غسيل الكلى أو ممن بترت أطرافهم وما زالت تنزف بانتظار العلاج. "بيّض الله وجوهكم"، أيها الأردنيون الأوفياء، وقد أسودت وجوه كثيرة في العالم أدامت النظر الى الجروح النازفة دون أن تتحرك أو تحركها انسانيتها. كل التقدير لقيادة مستشفى الحسين، ابتداء من الأميرة الرائعةـ غيداء طلال، والمدير التنفيذي الوفي الدكتور عاصم منصور، ومساعد المدير النشيط الدكتور منذر حورات، الذي لا يغادر الامل محياه، وللطواقم جميعاً من أطباء وممرضات وعاملين وفنيين وعاملات وحتى اطقم العناية والنظافة وكل من عبر الى بناء المستشفى للعمل وهناك من يتطوع ايضاً، كلهم يدافعون عن الانسانية ويصونوها. انتم والله وجدان الأمة الحيّ وانتم عنوانها الذي نفاخر به، فنحن لا مليارات لدينا ندفعها ليسكت عنا أو نمدح في صفوف الممدوحين، ولا هدايا يمكن أن نقدمها بالملايين لنفس الغرض. إن ما لدينا هو أغلى وأثمن واهم مالدينا ما يساعد أن تبقى منحة الحياة الأردنية حيّة، وأن تبقى الابتسامة متحركة على وجوه أطفال غزة ممن يُسمح لهم بالوصول للعلاج هم وعائلاتهم، في أوسع عملية تأمين للمريض يشمل أفراد عائلته وتوفير اسباب العيش الكريم وهم يرافقون في مدة غير محددة في علاج طويل. بهذه المواقف الانسانية العميقة، يقدم الأردن أوراق اعتماده الإنسانية للعالم، فيتفوق ويتمنى الكثيرون أن يكون صاحب هذه النخوة، هو صاحب المليارات التي لم تعالج مريضاً ولم تطعم جائعاً أو تروي عطشاً، ولكن الله غالب على أمره، وهو الذي يسخر عباده لعمل الخير او ربما لغير ذلك. المركب الأردني لن يغرق، لأنه فيه لله، فيه هذا الدفق الإنساني الذي حرص جلالة الملك أن يذكره وان يفاخر به باسم شعبه حين تحدث عن ذلك في البيت الأبيض، أمام رئيس لا يحفل الاّ بالمليارات والصفقات الكبرى، ولكن ما ذكره الملك أطفأ الكثير، ولفت الانتباه، وجعل الأردن في موقع لا يستطيع أحداً أن يتجاوزه، حتى لو كثرت أمواله حين تكون الانسانية هي الحكم. فنحن لدينا معاملة إنسانية لأهلنا في غزة من خلال المساعدات والمستشفيات الميدانية التي أقيمت من بداية حروب غزة، وايضاً ما مارسه الأردن من شجاعة في ارسال المساعدات من الجو بداية الحرب وما زال متحفزاً أن يكون أول الواصلين الى غزة بأسباب الحياة، حين تتوفر الارادة الدولية المرهونة للعدوان. منظر الأطفال العابرين الى المستشفى للعلاج، يمزق القلب، ولكن مساعدتهم تدخل شيئاً من الارتياح وهو يرون ايادي الأردنيين والأردنيات الحانية تمتد اليهم، وتأخذهم الى فرصة الحياة، كان أكثر من طفل ينظر الى السماء وهو يسير، فما زال الخوف من القصف والمسيرات والقذائف المتساقطة يسكن قلوبهم ومشاعرهم وينعكس على سلوكهم، حيث الرعب والخوف وعدم الأمان وافتقاد الأهل من أم وأب. أكثر من خمسة الاف غزي الآن في غزة والضفة مصابون بحالات من السرطان.. سرعة معالجتهم، وما تحدث به الدكتور منذر حورات، عن ذلك للاذاعة أمس الأول كشف عن عمق المأساة، وقد كان يتحدث للمذيعة النجيبة الاء الزبن، ويقدم رسالة الأردن الانسانية باسم المستشفى الذي يعبرر عن إرادة الأردنيين ومواقفهم، والذي يترجم الموقف الملكي المعبّر عنه منذ اليوم الأول للعدوان على غزة. الموقف الأردني صلب ومتماسك ويتواصل على الصعيد السياسي وفي المحافل الدولية وعلى الصعيد الانساني، بما يقدمه بلا منّة، أو تفاخر، ولكنه يبقي بذلك أن لا تسقط الحالة الإنسانية وأن لا تنهار القيم الإنسانية التي تحدث الملك عن انهيارها في العالم، أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، حيث صفق له المجلس باسم اولئك الذين افتقدوا تلك المفردات التي ذكرها من ادبياتهم الغائبة بفعل العدوان والرأسمالية المتوحشة. ــ الراي


أخبارنا
منذ 2 ساعات
- أخبارنا
د. محمد عبد الحميد الرمامنة : جيل ألفا بين التحديات والفرص: سردية جديدة للتربية والقيادة
أخبارنا : تتسارع التكنولوجيا بوتيرة مبهرة، يجد جيل ألفا نفسه محاطًا بالشاشات منذ لحظاته الأولى، فيعيش طفولته محاطًا بالمحتوى الرقمي ويكتسب مهاراته الأولى عبر التطبيقات والألعاب والأجهزة الذكية، يقصد بجيل الفا الأطفال الذين وُلدوا تقريبًا بعد عام 2010، يملكون قدرات إدراكية عالية وتصورات واسعة عن العالم، لكنهم في الوقت نفسه عرضة لتحديات نفسية واجتماعية غير مسبوقة، فهم يواجهون ضغطًا كبيرًا من الإغراق في المعلومات، ويختبرون المقارنات المستمرة عبر وسائل التواصل، ما قد يعرضهم لمشكلات نفسية مثل القلق وصعوبات في الانتباه، وهي ظواهر وثقتها دراسات حديثة، مما يستدعي أن نفكر بعمق في كيفية تربيتهم وتوجيههم وإعدادهم ليكونوا قادة متوازنين في المستقبل. يكاد لا يختلف اثنان على أن جيل ألفا يتمتع بقدرات تكنولوجية تثير الإعجاب، فهو قادر على التعامل مع الأجهزة الذكية بمرونة مذهلة منذ سنواته الأولى، لكن في المقابل، توضح أبحاث منشورة في مجلة (JAMA Pediatrics) أن التعرض المفرط للشاشات يرتبط بزيادة أعراض التشتت وصعوبة التركيز، وضعف مهارات التنظيم العاطفي، كما أن تعرض الطفل المستمر لمحتوى وسائل التواصل يضعه تحت ضغط المقارنات الدائمة، ويؤثر على ثقته بنفسه وإحساسه بهويته، كل هذه العوامل تجعلنا أمام مسؤولية تربوية كبيرة، تتطلب وعيًا مختلفًا، وحوارًا أكثر عمقًا، لنمنح أبناءنا توازنًا نفسيًا واجتماعيًا يليق بكونهم قادة المستقبل. ما زالت العديد من المدارس في مجتمعنا تعتمد أنماط التعليم التقليدي التي تركز على الحفظ والتلقين، رغم أن جيل ألفا بطبيعته يميل للتجربة والاكتشاف والتفاعل الحر، ومع ذلك، بدأت بعض المبادرات التربوية تعتمد التعلم النشط وأساليب التمايز بين قدرات الطلبة، وحققت نتائج مشجعة في تنمية التفكير النقدي والتحصيل الأكاديمي، إن نجاح هذه الجهود يبقى مرهونًا بتعاون حقيقي مع الأسرة، لأن بيئة الطفل في البيت هي الأساس الذي يساند المدرسة ويعزز استمرارية التعلم، خاصة أن تأثير الأهل المباشر يظل أقوى من أي برنامج أو منهج مهما كانت جودته. الأسرة هي المهد الأول الذي يشكل فيه الطفل شخصيته وقيمه، وهي الركيزة التي لا غنى عنها في دعم جيل ألفا، خصوصًا في ظل العوالم الرقمية التي يتنقل فيها بحرية، إن تفاعل الأهل مع أبنائهم، واستماعهم لهم، واحترام أفكارهم، وتوفير بيئة تشجع على الحوار المفتوح، كلها عوامل أساسية تعزز من توازنهم النفسي والاجتماعي، وليس المطلوب أن يكونوا خبراء في التكنولوجيا، بل أن يكونوا شركاء مهتمين قادرين على وضع الحدود الصحية، وتحفيز الفضول، وزرع القيم الأصيلة التي تعزز الانتماء والاحترام والمسؤولية. جيل ألفا ليس مجرد أطفال ينشئون في زمن التكنولوجيا، بل هم بناة المستقبل الحقيقيون الذين يحملون على أكتافهم مسؤولية صنع عالم مختلف، عالم يتطلب ذكاءً عاطفيًا واجتماعيًا يوازي ذكاءهم الرقمي، إننا أمام فرصة ذهبية لنكون شركاء حقيقيين معهم، ننمي مهاراتهم، ونحتوي مخاوفهم، ونوجههم بحكمة، فنزرع فيهم القيم التي تضمن لهم قيادة واعية ومبدعة، ولنعلم أن الاستثمار في هذا الجيل هو استثمار في الغد، وكل لحظة نقضيها في تربيته وتعليمه بوعي، هي لحظة نضع فيها لبنة في بناء مستقبل مشرق لنا جميعًا. وهذا، بلا شك، يتطلب منا تغييرًا حقيقيًا وعميقًا في طريقة تفكيرنا وأسلوب تربيتنا وتعليمنا. فلنكن مستعدين لأن نكون شركاء فعليين في رحلة نموهم، لا مجرد مراقبين من بعيد، ولنعترف بأننا في هذه المعادلة كلنا طلاب، لا مجرد معلمين.


أخبارنا
منذ 2 ساعات
- أخبارنا
اسماعيل الشريف يكتب : نصف مليون شهيد
أخبارنا : ليس لدي أي فكرة عمّا إذا كان الفلسطينيون يقولون الحقيقة بشأن عدد «القتلى». أنا متأكد من أن أبرياء قد قُتلوا، وهذا هو ثمن الحرب- بايدن. قبل عشرة أشهر تقريبًا، تناولت في مقالة سابقة دراسة علمية محورية نشرتها مجلة «ذا لانسيت» The Lancet - المجلة الطبية الرائدة عالميًّا والمعروفة بمعاييرها التحريرية الصارمة ومصداقيتها العلمية - أثارت هذه الدراسة جدلًا واسعًا في الأوساط الأكاديمية والإعلامية، حيث قدّرت أن إجمالي عدد الضحايا في غزة قد يصل إلى 186 ألف شخص. تتقاطع نتائج دراسة «لانسيت» مع معطيات دراسة مستقلة أجرتها جامعة جونز هوبكنز المرموقة، والتي اضطلعت بمسؤولية إصدار الإحصائيات الرسمية لجائحة كورونا في الولايات المتحدة. خلصت هذه الدراسة إلى أن عدد الضحايا في غزة لا يقل عن 70 ألف شخص، وهو رقم يفوق بمرتين تقريبًا الإحصائيات الرسمية المعلنة آنذاك. تدعم هذه التقديرات أيضًا بيانات منظمة «أوكسفام» الدولية المتخصصة في مكافحة الجوع والفقر عالميًا، والتي أشارت إلى أن المعدل اليومي لسقوط الضحايا في غزة يبلغ حوالي 250 شخصًا. يلاحظ المتتبعون للإحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة في غزة تطورًا لافتًا في أنماط الإبلاغ عن الضحايا. شهدت الأسابيع الأولى من النزاع ارتفاعًا حادًا في الأرقام، حيث قفزت من 10 آلاف إلى 20 ألف، ثم إلى 50 ألف ضحية. إلا أن هذا الارتفاع المتسارع تباطأ لاحقًا، واستقرت الأرقام نسبيًّا على الرغم من تصاعد وتيرة العمليات العسكرية بشكل غير مسبوق. تواصل وسائل الإعلام الغربية والمؤسسات السياسية التشكيك في دقة الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة في غزة، وذلك على الرغم من التأكيدات الأممية المتكررة بشأن موثوقية هذه البيانات. أشار تقرير أممي رسمي إلى أن عدد الضحايا بلغ 45 ألفًا حتى 18 ديسمبر 2024، فيما أفادت منظمة الصحة العالمية أن العدد وصل إلى 53,822 قتيلًا و122,382 جريحًا حتى 22 مايو 2025. تمتلك الولايات المتحدة منظومة متطورة من الأقمار الصناعية عالية الدقة قادرة على رصد أدق التفاصيل على سطح الأرض، بما يشمل تتبع الحركة والتغيرات في المناطق الحضرية بوضوح استثنائي. هذه التكنولوجيا المتقدمة تمكن الإدارة الأمريكية من متابعة حجم الدمار في غزة بدقة عالية، ومراقبة - وأحيانًا الإشراف على - العمليات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة. إضافة إلى ذلك، تستخدم القوات الإسرائيلية برمجيات متطورة لتتبع الوجوه والذكاء الاصطناعي مثل برنامجي «أين أبي» و»لافندر»، والتي تمكنها من الحصول على إحصائيات دقيقة حول عدد الضحايا والمفقودين تحت الأنقاض. تكتسب التصريحات الرسمية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أهمية خاصة في هذا السياق، نظرًا لطبيعتها المحسوبة والمدروسة. في الرابع من فبراير 2025، وقبيل المؤتمر الصحفي مع نتن ياهو في البيت الأبيض، صرح ترامب قائلًا: «جميعهم... أعني نحن نتحدث عن 1.7 مليون، وربما 1.8 مليون، لكنني أعتقد أنهم جميعًا... أعتقد أنه سيتم توطينهم في أماكن يمكنهم أن يعيشوا فيها حياة كريمة، دون أن يقلقوا من الموت كل يوم». وفي مقابلة منفصلة مع شبكة «فوكس نيوز» خلال الشهر ذاته، أكد ترامب أن عدد سكان غزة يبلغ 1.9 مليون نسمة، وذلك في معرض حديثه عن خطة إعادة التوطين المقترحة، حيث قال: «سنبني مجتمعات جميلة وآمنة لـ1.9 مليون شخص... بعيدًا قليلًا عن المكان الذي يعيشون فيه الآن، حيث يكمن كل هذا الخطر». بناءً على هذه التصريحات الرسمية - والتي تتسم بالدقة والحساسية السياسية العالية - يتضح أن الإدارة الأمريكية قد أجرت حسابًا دقيقًا لعدد السكان الأحياء المتبقين في غزة. هذا التقدير، الذي يتراوح بين 1.7 و1.9 مليون نسمة، يحمل دلالات مهمة حول حجم الخسائر البشرية الفعلية في القطاع. * التقديرات الرسمية تشير إلى أن عدد سكان قطاع غزة يتراوح بين 2.2 و2.3 مليون نسمة * وفقًا لآخر إحصائية رسمية صادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عام 2024، بلغ عدد السكان 2.23 مليون نسمة. * أشار الرئيس الأمريكي إلى أن عدد السكان الحاليين يتراوح بين 1.7 و1.9 مليون نسمة بناءً على هذه المعطيات الرسمية، يمكن حساب الفارق الديموغرافي كالتالي: السكان قبل الصراع 2.23 مليون نسمة السكان الحاليون (وفقًا للتقدير الأمريكي) 1.7 - 1.9 مليون نسمة الفارق الديموغرافي 330,000 - 530,000 شخص. هذا الفارق، الذي يتراوح بين 330 إلى 530 ألف شخص، يمثل - وفقًا للتحليل الرياضي للتصريحات الرسمية - حجم الخسائر البشرية الفعلية في غزة. تكشف هذه الحسابات، المستندة إلى تصريحات رسمية أمريكية، عن تباين كبير بين الإحصائيات المعلنة والواقع الديموغرافي. هذا التباين يثير تساؤلات جوهرية حول الشفافية في الإبلاغ عن الخسائر البشرية. في هذا السياق، يبرز التناقض الواضح في المواقف الأمريكية الرسمية، حيث يصرح نائب الرئيس الأمريكي فانس بأنه «لا يعتقد أن ما يجري في غزة يُعدّ إبادة جماعية»، وذلك رغم الأدلة الرقمية المستخلصة من التصريحات الرسمية الأمريكية ذاتها. يُظهر هذا التحليل الرياضي للبيانات الديموغرافية والتصريحات الرسمية وجود فجوة كبيرة بين الإحصائيات المعلنة والواقع الفعلي في غزة. هذه الفجوة، التي تتراوح بين 330 إلى 530 ألف شخص، تستدعي مراجعة شاملة للآليات المستخدمة في توثيق الخسائر البشرية، وتطرح تساؤلات مهمة حول الشفافية والمساءلة في النزاعات المسلحة. إن الاعتماد على التحليل الرياضي للبيانات الرسمية يوفر منظورًا علميًّا موضوعيًّا لفهم حجم الكارثة الإنسانية في غزة، بعيدًا عن الاعتبارات السياسية والإعلامية.