
الـG7 لخطة نظام ضريبي تجنّباً لصراع مع الولايات المتحدة
من المتوقع أن تعلن مجموعة الدول السبع في بيان مشترك، أنّها اتفقت على استثناء الشركات الأميركية من العقوبات المتعلقة بتطبيق الحدّ الأدنى العالمي للضرائب، والمضي قدماً في اعتماد أنظمة ضريبية «جنباً إلى جنب»، وفقاً لمسودة اطلعت عليها صحيفة «نيويورك تايمز».
يأتي هذا الاتفاق بعد أشهر من المفاوضات بين إدارة ترامب ونظرائها بشأن الضرائب التي تعتبرها الولايات المتحدة تمييزية. ويُتوقع أن يُخفِّف الاتفاق من قلق الشركات متعدّدة الجنسيات بشأن احتمالية اندلاع حرب ضريبية عالمية.
ومن أجل تسهيل إبرام الاتفاق، وافقت إدارة ترامب هذا الأسبوع على التراجع عن دعمها لما يُعرف بـ»ضريبة الانتقام» التي كان الكونغرس ينظر فيها، رداً على الجهود الدولية لزيادة الضرائب على الشركات الأميركية.
وجاء في مسودة بيان مجموعة السبع: «إنّ تطبيق نظام جنباً إلى جنب سيُسهِم في إحراز تقدّم إضافي نحو استقرار النظام الضريبي الدولي، بما يشمل حواراً بنّاءً حول فرض الضرائب على الاقتصاد الرقمي والحفاظ على السيادة الضريبية لجميع الدول». ولم تردّ وزارة الخزانة الأميركية على الفور على طلب للتعليق.
جاء الإعلان بعد يوم واحد من إعلان وزير الخزانة سكوت بيسنت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أنّ إدارة ترامب وجّهت الجمهوريِّين في الكونغرس للتخلّي عن مقترح ضريبة الانتقام.
وكان يمكن أن يؤدّي هذا الإجراء، الذي واجه معارضة شديدة من جماعات الضغط التجارية، إلى زيادة معدّلات الضرائب على الشركات الأجنبية بما يصل إلى 20 نقطة مئوية على مدار الوقت إذا كانت مقراتها الرئيسة في «دول أجنبية تمييزية» تفرض «ضرائب أجنبية غير عادلة».
وقد حذّرت مجموعات الأعمال من أنّ هذه الضريبة، التي قُدّر أنّها ستكلّف الشركات أكثر من 50 مليار دولار خلال عقد من الزمن، كانت ستخيف المستثمرين الأجانب وتؤدّي إلى خسائر في الوظائف.
ودعمت إدارة ترامب هذه الضريبة علناً في حزيران، لكنّها رأت أنّ التوصّل إلى اتفاق سيجعلها غير ضرورية. ولا يزال يتعيّن توسيع نطاق هذا التفاهم بين دول مجموعة السبع، التي تضمّ الاقتصادات الأكثر تقدّماً في العالم، ليشمل مجموعة الـ20 وعشرات الدول الأخرى التي شاركت في اتفاق الحدّ الأدنى العالمي للضرائب لعام 2021، والذي تمّ التوصّل إليه بوساطة إدارة الرئيس السابق جو بايدن.
عارض الرئيس ترامب والجمهوريّون في الكونغرس ذلك الاتفاق بسبب مخاوف من أنّه يتنازل عن السيطرة على القاعدة الضريبية الأميركية.
ولا تزال دول أخرى تمضي قدماً في خطة الحدّ الأدنى من الضرائب، التي تدعو إلى فرض معدّلات ضرائب على الشركات لا تقلّ عن 15% لمنع الشركات من تحويل أرباحها إلى ولايات قضائية ذات ضرائب منخفضة. وقد رأى مؤيّدو هذا الاتفاق أنّ ذلك ضروري لتجنّب «سباق نحو القاع» في الضرائب على الشركات، ممّا يؤدّي إلى حرمان الحكومات من الإيرادات. لكنّ تطبيق ضريبة الانتقام كان يمكن أن يؤدّي إلى جولة جديدة من الحروب الضريبية التي تعرقل التجارة الدولية.
وأعلنت مجموعة السبع في بيانها: «هناك فهم مشترك بأنّ نظام «جنباً إلى جنب» يمكن أن يحافظ على المكاسب المهمّة التي حققتها السلطات القضائية في الإطار الشامل للتصدّي إلى تآكل الوعاء الضريبي وتحويل الأرباح، ويوفّر قدراً أكبر من الاستقرار واليقين في النظام الضريبي الدولي في المستقبل».
وكانت المادة الضريبية، المعروفة تقنياً باسم القسم 899، التي تخلّت عنها إدارة ترامب هذا الأسبوع، قد أثارت ردود فعل قوية من مجتمع الأعمال وول ستريت، بسبب المخاوف من أنّها ستثني عن الاستثمار الأجنبي المباشر، وفي الوقت عينه تدفع المستثمرين الأجانب إلى إعادة النظر في توسيع تعرّضهم إلى الأصول المالية الأميركية.
وأوضح إد ميلز، محلل السياسات في شركة ريموند جيمس: «كانت المخاوف المتعلقة بالمادة 899 تتمثل في احتمال أنّها قد تضرّ أكثر ممّا تنفع».
وكانت إحدى القضايا الأساسية تتعلّق بكيفية تأثير ذلك على الطلب على ديون الحكومة الأميركية، التي يُتوقع أن يتضخّم عرضها لتغطية الزيادة في الإنفاق المتوقع ضمن حزمة التخفيضات الضريبية التي يحاول الجمهوريّون تمريرها. وهو ما قد يؤدّي إلى ارتفاع عوائد سندات الخزانة، أي النقيض ممّا تحاول الإدارة تحقيقه.
وأضاف ميلز: «وزير الخزانة بيسنت يُركّز تحديداً على خفض عوائد سندات الخزانة طويلة الأجل، وإذا أضفت بنداً قد يُقلّل من الطلب على هذه السندات، فإنّ جهوده في خفض العوائد يمكن أن تنهار تماماً».
وأشار ميلز بدلاً من ذلك إلى التعريفات الجمركية كأداة محتملة يمكن أن تستخدمها الإدارة لإجبار الدول على الامتثال.
ولا يذكر اتفاق مجموعة السبع شيئاً عن الضرائب على الخدمات الرقمية التي تفرضها العديد من الدول، وقد تُطبّق على الأرباح الدولية لشركات التكنولوجيا الأميركية. ومع ذلك، يمكن لإدارة ترامب أيضاً استخدام التعريفات الجمركية كأداة للردّ على تلك الضرائب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

المركزية
منذ 7 دقائق
- المركزية
ترامب يهدد بقصف ايران مجددا.. ويفاقم حشرة النظام!
المركزية- أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، امس الجمعة، على منصة "تروث سوشيال"، تعليق العمل على تخفيف العقوبات ضد إيران، بسبب تصريحات المرشد الإيراني، علي خامنئي. وكتب في منشور : "خلال الأيام القليلة الماضية، كنت أعمل على إمكانية رفع العقوبات، وأمور أخرى، كان من شأنها أن تمنح إيران فرصة أفضل بكثير للتعافي الكامل والسريع والشامل". وأضاف "تلقيت بيانا مليئا بالغضب والكراهية والاشمئزاز، فتخليت فورا عن جميع أعمال تخفيف العقوبات، وغيرها". ورد ترامب على المرشد الإيراني، الذي قلل، الخميس، من أثر الضربات الأميركية على المواقع النووية الإيرانية، وخاطبه قائلا في تصريحات صحافية بالبيت الأبيض : "أصغِ إليّ، أنت رجل يتحلى بإيمان عظيم، رجل يحظى باحترام كبير في هذا البلد. عليك أن تقول الحقيقة، لقد هُزمت شرّ هزيمة". وكشف ترامب أنه منع اغتيال خامنئي، وكتب "لقد أنقذته من موت قبيح ومهين للغاية". وفي تصريحاته الصحافية بالبيت الأبيض، قال ترامب إن طهران ترغب في عقد لقاء بعد الضربات الأميركية على 3 مواقع نووية إيرانية مطلع الأسبوع، لكنه لم يدلِ بمزيد من التفاصيل. وشدد على أنه "لا يجب السماح لإيران بالحصول على سلاح نووي"، مشيدا بالضربات الأميركية على إيران، ووصفها بـ "الناجحة". وهدد ترامب إيران بقوله: "سأفكر في قصف إيران مرة أخرى بسبب تخصيب اليورانيوم". تتوالى اذا مواقف الرئيس الأميركي النارية. الرجل، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" يعرف ماذا يريد. وضع لنفسه هدفا ويسير في اتجاهه، مستخدما كل الادوات التي يحتاج. هو يريد منع ايران من الحصول على سلاح نووي ومنعها من تخصيب اليورانيوم. لجأ الى العسكر عندما اقتضى الأمر ذلك، وقبله لجأ الى التفاوض، لكنه رآى انه لوحده، لم يف بالغرض. اليوم، بعد الضربة، يقترح ترامب مجددا العودة الى الطاولة، بما ان الايرانيين باتوا اضعف بعد حرب الـ١٢ يوما. لكن اذا لم يتجاوبوا واصروا على الاستمرار في المكابرة كما فعل خامنئي، واذا عاودوا "الفتح على حسابهم" نوويا، فان ترامب سيعود الى العصا الغليظة والالة العسكرية مجددا. كل ذلك بينما يواصل خنق النظام بالعقوبات. هذا الواقع، تضيف المصادر، يزيد من حشرة النظام، فظهره على الحائط: إما يرضخ لشروط واشنطن وينفذها او فانه قد يواجه من جديد الالة العسكرية الأميركية. وقد ثبت ان ترامب يهدد وينفّذ، تختم المصادر.


MTV
منذ 14 دقائق
- MTV
ترامب يشير إلى مراسل mtv ويختاره من بين مراسلي البيت الأبيض
في خطوة لافتة، وبعد انتهاء المؤتمر الصحافي للرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، تسابق المراسلون لطرح أسئلتهم عليه، فما كان من ترامب إلا أن أشار إلى مراسل mtv في البيت الأبيض، أنتوني مرشاق، ليطرح الأخير سؤاله عليه.


المنار
منذ 16 دقائق
- المنار
واشنطن تشيع 'أجواء تفاؤلية' عن قرب إبرام اتفاق وقف إطلاق نار
بالتزامن مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في غزة قد يتم التوصل إليه الأسبوع المقبل، قالت هيئة البث في كيان العدو إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو 'عقد جلسة أمنية مصغرة لمناقشة قضية الحرب في غزة وجهود استعادة المحتجزين'، حسب تعبير الهيئة، ومن المتوقع أن يعقد نتنياهو جلسة إضافية اليوم السبت. وأضافت الهيئة نقلاً عن مصادر مطلعة أن 'ضغوطاً من الوسطاء تمارس للدفع نحو مفاوضات غير مباشرة بين 'إسرائيل' وحماس في المستقبل القريب'. ونقلت عن مصدر صهيوني قوله إن ''إسرائيل' مستعدة للمفاوضات غير المباشرة، لكن يجب أن تكون في إطار مقترح ويتكوف'، حسب قوله. وفي السياق، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن 'الخلاف بين 'إسرائيل' وحماس ما زال يتعلق بمسألة وقف الحرب'. يأتي ذلك في وقت أظهر فيه استطلاع لصحيفة معاريف أن 59% من الصهاينة يؤيدون إنهاء حرب غزة والتوصل إلى اتفاق يعيد الأسرى مقابل وقف القتال والانسحاب، مقابل 34% يؤيدون استمرار القتال مفترضين أن الضغط العسكري سيؤدي لعودة الأسرى. وأعرب 48% من الصهاينة عن اعتقادهم أن استمرار الحرب في غزة خلفه أسباب سياسية، فيما يرى 37% أن استمرار الحرب يأتي لاعتبارات أمنية. هذا وذكرت تقارير إعلامية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسعى لإقناع نتنياهو بالموافقة على اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث نقلت مجلة نيوزويك عن مصدر مطلع على المفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة، أن التوصل لاتفاق في القطاع 'ممكن جداً'، وأن ترامب 'يبذل قصارى جهده لإقناع الإسرائيليين بأن الوقت مناسب الآن بعد أن انتهوا من قضية إيران'، حسب تعبير المجلة. وأوضح المصدر أن ترامب 'غير مهتم بهدنة مؤقتة ويسعى إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين في غزة ووقف دائم لإطلاق النار'. زيارة مرتقبة لنتنياهو إلى واشنطن وبحسب إعلام العدو، تهدف زيارة رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو المقررة الشهر المقبل إلى الولايات المتحدة الأميركية إلى 'تطبيع العلاقات مع سوريا وإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس'، وفقا لما أوردت القناة 12 الإسرائيلية. وبحسب القناة نفسها، فإنه 'ثمة تفاؤل حذر لدى واشنطن بشأن صفقة تطبيع شاملة وتوسيع نطاق 'اتفاقيات أبراهام'، إلى جانب التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب على غزة'. وفي الجانب الإسرائيلي، وبحسب القناة 'هناك إدراك بأن مفتاح توسيع اتفاقيات التطبيع لن يتحقق إلا من خلال الالتزام أمام الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بإنهاء الحرب على غزة، إذ أن هناك إمكانية لتوسيع محدود في 'اتفاقيات أبراهام' والتوصل إلى اتفاق مع سورية فقط، لكن نتنياهو مهتم بصفقة شاملة تضم أيضا السعودية ولبنان وإندونيسيا وماليزيا'، حسب زعم إعلام العدو. ومن جانبه، يفضل مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، 'اتفاقا شاملا يشمل صفقة تبادل أسرى وتوسيع اتفاقات التطبيع، ومن المتوقع أن يضغط على قطر أيضا بعد صياغة مقترح الاتفاق'، حسبما أفادت القناة 12 الإسرائيلية. يأتي ذلك فيما تنتظر عائلات أسرى صهاينة رداً من إدارة ترامب بشأن إمكانية لقائه الأسبوع المقبل، التي على حد تعبيرها 'ترامب هو من يستطيع الضغط على الوسطاء وحماس، وكذلك على الحكومة الإسرائيلية للتوصل إلى صفقة شاملة، رغم معارضة الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير'. وفي الأثناء، تلقت عائلات أسرى صهاينة رسائل من مسؤولين أميركيين، مفادها بأنهم' يسعون إلى اتفاق بشكل أوسع يتضمن صفقة شاملة وإنهاء الحرب على غزة'. ترامب: اتفاق بغضون الأسبوع المقبل وكان ترامب قد قال في تصريحات صحفية بالبيت الأبيض أمس الجمعة 'غالباً ما أسأل عن غزة وقد تحدثت مع بعض الأشخاص المنخرطين في الملف.. هناك وضع مروع في غزة ونعتقد أنه بغضون الأسبوع المقبل سيتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار'. تأتي توقعات ترامب في وقت لم تظهر فيه أي مؤشرات على تحقيق تقدم في المفاوضات بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال. وقال متحدث باسم مكتب المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف إنه ليس لديهم أي معلومات للكشف عنها سوى تصريحات ترامب. وكان ويتكوف قد ساعد مستشاري الرئيس السابق جو بايدن في التوصل إلى اتفاق بوساطة قطرية ومصرية لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح محتجزين قبل أن يتولى ترامب منصبه بفترة وجيزة في يناير/كانون الثاني الماضي، لكن الاتفاق انهار في مارس/آذار بعد تنصل العدو ورفضه استكمال المراحل المتفق عليها. ويشنّ كيان الاحتلال حرب إبادة في غزة بدعم أميركي، خلفت منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 نحو 189 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح ،معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ودمار واسع وكارثة إنسانية غير مسبوقة. المصدر: مواقع إخبارية