
مرض الزهري.. سباق علمي لمواجهة عودة "القاتل الصامت"
يشهد مرض الزهري، الذي يُعتبر أحد أقدم الأمراض المنقولة جنسياً، عودة مقلقة على مستوى العالم، مما دفع الأوساط الطبية والعلمية إلى تكثيف جهودها لمواجهة هذا التهديد المتجدد.
وتتركز الدراسات الحديثة على أربعة محاور رئيسية: سباق محموم لتطوير أول لقاح فعال، والتصدي لظهور سلالات مقاومة للمضادات الحيوية، وتحسين وسائل التشخيص، ووضع استراتيجيات عاجلة لوقف الارتفاع المأساوي في حالات الزهري الخلقي الذي يصيب المواليد الجدد.
أرقام مقلقة وتحديات متزايدة
تظهر أحدث تقارير منظمة الصحة العالمية (WHO) والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) ارتفاعاً حاداً في معدلات الإصابة بمرض الزهري على مستوى العالم، لكن القلق الأكبر يتركز حول الزيادة الكبيرة في حالات الزهري الخلقي، الذي ينتقل من الأم إلى الجنين أثناء الحمل، ويمكن أن يسبب الإجهاض، أو وفاة حديثي الولادة، أو مضاعفات صحية خطيرة ودائمة للطفل، هذا الواقع دفع بالباحثين إلى اعتبار مكافحة المرض أولوية ملحة في مجال الصحة العامة.
الحلم الأكبر
يمثل تطوير لقاح فعال ضد مرض الزهري الهدف الأسمى في الأبحاث الحالية. وقد حقق العلماء مؤخراً اختراقات هامة في هذا المجال.
وتركز الدراسات الحديثة، التي يقودها باحثون في مراكز مثل كلية الطب بجامعة كونيتيكت، على تحديد واختبار بروتينات معينة موجودة على سطح البكتيريا المسببة للمرض (Treponema pallidum).
الفكرة الأساسية هي استخدام هذه البروتينات لتحفيز جهاز المناعة على إنتاج أجسام مضادة قادرة على التعرف على البكتيريا وتدميرها قبل أن تتمكن من إحداث العدوى.
ورغم أن النتائج في النماذج الحيوانية كانت واعدة جداً، يؤكد العلماء أن الطريق لا يزال طويلاً، وأن توفر لقاح معتمد للاستخدام البشري قد يحتاج إلى عدة سنوات أخرى من التجارب السريرية.
تحدي العلاج والتشخيص
على صعيد العلاج، لا يزال البنسلين هو الدواء الأكثر فعالية، لكن ظهور سلالات من البكتيريا أصبحت مقاومة للمضادات الحيوية الأخرى من الصف الثاني (مثل أزيثروميسين) يمثل تحدياً كبيراً، خاصة للمرضى الذين يعانون من حساسية البنسلين.
وفي مجال التشخيص، تعمل الدراسات الحديثة على تطوير اختبارات أسرع وأكثر دقة.
ومن أبرز هذه التطورات، الأبحاث الجارية على "اختبارات التشخيص السريع في نقاط الرعاية" (Point-of-care tests)، التي يمكن أن تعطي نتيجة في دقائق معدودة من عينة دم صغيرة، مما يسهل عملية الفحص والعلاج الفوري، خاصة في المناطق ذات الموارد المحدودة ويساعد في الحد من انتشار العدوى.
مأساة الزهري الخلقي
نظراً للآثار المدمرة للزهري الخلقي، تركز دراسات الصحة العامة على وضع استراتيجيات أفضل لحماية المواليد.
وتشمل هذه الأبحاث تقييم فعالية برامج الفحص الإلزامي للنساء الحوامل، وتحديد العوائق التي تمنع بعض النساء من الحصول على الرعاية والمتابعة الطبية اللازمة أثناء الحمل، ووضع برامج توعية مكثفة حول أهمية الفحص المبكر والعلاج الفوري للأم المصابة لحماية جنينها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
منذ 7 ساعات
- الدستور
الأردن يمنع انتقال الإيدز من الأمهات إلى الأطفال
عمان - كوثر صوالحة أعلنت وزارة الصحة ولادة ثلاثة أطفال لأمهات متعايشات مع مرض نقص المناعة البشرية «الإيدز»، ضمن المتابعة الحثيثة للمصابين بالمرض، ما يعد تقدما كبيرا في مسيرة الوزارة للقضاء على الإيدز. وأشارت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» إلى أن القضاء على انتقال فيروس نقص المناعة البشرية HIV من الأم إلى الطفل يتطلب خفض الحالات إلى أقل من 50 حالة لكل ألف ولادة، مؤكدة أن الأردن في وضع حسن وأمام فرصة ذهبية للسعي للقضاء على انتقال الفيروس من الأم إلى طفلها. وتعرف منظمة الصحة العالمية القضاء على انتقال الفيروس بـ»تقليل انتقاله من الأم إلى الطفل خلال خطوات مدروسة تقلل الإصابات إلى أن تصل لمستويات لا تشكل خطرا على الصحة العامة». وتؤكد اليونيسيف دعمها الكامل لجهود الأردن بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومؤسسات المجتمع المدني للوصول إلى هذه الأهداف، التي تبدأ من الفحص السريع للحامل خلال المراحل الأولى من الحمل. وهناك 19 دولة عالميا حققت القضاء على انتقال فيروس نقص المناعة البشري من الأم إلى الطفل. وبحسب أرقام وزارة الصحة، فإن العدد التراكمي للإصابات بالإيدز بلغ 2144 حالة منذ تسجيل أولى الإصابات في عام 1986 منها 718 إصابة لأردنيين. وسجل العام الماضي 168 إصابة منها 89 لأردنيين. ويعدّ الطفل الذي لديه عدوى فيروس العَوَز المناعي البشري مصابًا بالإيدز عندما يحدث على الأقل مرض مصحوب بمضاعفات، أو عندما يكون هناك تراجع ملحوظ في قدرة الجسم على الدفاع عن نفسه ضدّ العدوى. وتكتسب عدوى فيروس العوز المناعي البشري من الأم في جميع الحالات تقريبا، حيث يكتسب أكثر من 95 % من الأطفال المصابين بالعدوى من أمهاتهم، وذلك إما قبل الولادة أو في فترة قريبة منها (يسمى الانتقال العمودي أو انتقال المرض من الأم إلى الطفل). كما يمكن أن ينتقل الفيروس في حليب الثدي أيضا، حيث يكتسب نحو 12 إلى 14% من الرضع الذين لم يكونوا مصابين بالعدوى عند الولادة عدوى الفيروس إذا كانوا يتغذون عن طريق الرضاعة الطبيعية من أم مصابة. وفي معظم الأحيان، يحدث الانتقال في الأسابيع أو الأشهر القليلة الأولى من الحياة، ولكنه قد يحدث لاحقا، ويكون انتقال العدوى عن طريق الرضاعة الطبيعية أكثر ميلا لدى الأمهات اللواتي لديهن مستوى عال من الفيروس في الجسم، بما في ذلك اللواتي اكتسبن العدوى في أثناء الفترة الزمنية التي كن يستخدمن فيها الرضاعة الطبيعية مع صغارهن.


رؤيا
منذ 14 ساعات
- رؤيا
مرض الزهري.. سباق علمي لمواجهة عودة "القاتل الصامت"
تقارير منظمة الصحة العالمية والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض ارتفاعاً حاداً في معدلات الإصابة بمرض الزهري عالميا يشهد مرض الزهري، الذي يُعتبر أحد أقدم الأمراض المنقولة جنسياً، عودة مقلقة على مستوى العالم، مما دفع الأوساط الطبية والعلمية إلى تكثيف جهودها لمواجهة هذا التهديد المتجدد. وتتركز الدراسات الحديثة على أربعة محاور رئيسية: سباق محموم لتطوير أول لقاح فعال، والتصدي لظهور سلالات مقاومة للمضادات الحيوية، وتحسين وسائل التشخيص، ووضع استراتيجيات عاجلة لوقف الارتفاع المأساوي في حالات الزهري الخلقي الذي يصيب المواليد الجدد. أرقام مقلقة وتحديات متزايدة تظهر أحدث تقارير منظمة الصحة العالمية (WHO) والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) ارتفاعاً حاداً في معدلات الإصابة بمرض الزهري على مستوى العالم، لكن القلق الأكبر يتركز حول الزيادة الكبيرة في حالات الزهري الخلقي، الذي ينتقل من الأم إلى الجنين أثناء الحمل، ويمكن أن يسبب الإجهاض، أو وفاة حديثي الولادة، أو مضاعفات صحية خطيرة ودائمة للطفل، هذا الواقع دفع بالباحثين إلى اعتبار مكافحة المرض أولوية ملحة في مجال الصحة العامة. الحلم الأكبر يمثل تطوير لقاح فعال ضد مرض الزهري الهدف الأسمى في الأبحاث الحالية. وقد حقق العلماء مؤخراً اختراقات هامة في هذا المجال. وتركز الدراسات الحديثة، التي يقودها باحثون في مراكز مثل كلية الطب بجامعة كونيتيكت، على تحديد واختبار بروتينات معينة موجودة على سطح البكتيريا المسببة للمرض (Treponema pallidum). الفكرة الأساسية هي استخدام هذه البروتينات لتحفيز جهاز المناعة على إنتاج أجسام مضادة قادرة على التعرف على البكتيريا وتدميرها قبل أن تتمكن من إحداث العدوى. ورغم أن النتائج في النماذج الحيوانية كانت واعدة جداً، يؤكد العلماء أن الطريق لا يزال طويلاً، وأن توفر لقاح معتمد للاستخدام البشري قد يحتاج إلى عدة سنوات أخرى من التجارب السريرية. تحدي العلاج والتشخيص على صعيد العلاج، لا يزال البنسلين هو الدواء الأكثر فعالية، لكن ظهور سلالات من البكتيريا أصبحت مقاومة للمضادات الحيوية الأخرى من الصف الثاني (مثل أزيثروميسين) يمثل تحدياً كبيراً، خاصة للمرضى الذين يعانون من حساسية البنسلين. وفي مجال التشخيص، تعمل الدراسات الحديثة على تطوير اختبارات أسرع وأكثر دقة. ومن أبرز هذه التطورات، الأبحاث الجارية على "اختبارات التشخيص السريع في نقاط الرعاية" (Point-of-care tests)، التي يمكن أن تعطي نتيجة في دقائق معدودة من عينة دم صغيرة، مما يسهل عملية الفحص والعلاج الفوري، خاصة في المناطق ذات الموارد المحدودة ويساعد في الحد من انتشار العدوى. مأساة الزهري الخلقي نظراً للآثار المدمرة للزهري الخلقي، تركز دراسات الصحة العامة على وضع استراتيجيات أفضل لحماية المواليد. وتشمل هذه الأبحاث تقييم فعالية برامج الفحص الإلزامي للنساء الحوامل، وتحديد العوائق التي تمنع بعض النساء من الحصول على الرعاية والمتابعة الطبية اللازمة أثناء الحمل، ووضع برامج توعية مكثفة حول أهمية الفحص المبكر والعلاج الفوري للأم المصابة لحماية جنينها.


الوكيل
منذ 15 ساعات
- الوكيل
تحذير طبي.. 3 عناصر سامة في غرفة نومك تهدد صحتك!
الوكيل الإخباري- كشف طبيب من جامعة هارفارد عن 3 أشياء سامة قد تكون مخبأة في غرفة نومك، وينصح بالتخلص منها فورا للحفاظ على صحتك. اضافة اعلان وأوضح سوراب سيثي، طبيب أمراض الجهاز الهضمي من كاليفورنيا، أن هذه الأشياء هي الوسائد القديمة ومعطرات الجو الصناعية والمراتب التي تزيد عمرها عن 7 إلى عشر سنوات. وفي مقطع فيديو على حسابه في إنستغرام بيّن المخاطر الصحية لهذه العناصر، مشيرا إلى أن الوسائد القديمة قد تحتوي على عث الغبار والعرق ومسببات الحساسية التي تتراكم مع مرور الوقت، ما يزيد من فرص الإصابة بالربو، خاصة إذا كانت الوسادة أقدم من عام أو عامين. كما حذر من استخدام معطرات الجو الاصطناعية في غرف النوم، لأنها تطلق مركبات كيميائية ضارة مثل الفثالات والمركبات العضوية المتطايرة التي قد تسبب دوخة وصداع واضطرابات في التركيز والرؤية على المدى القصير، وتؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة كأمراض القلب والسرطان مع التعرض الطويل. ودعا إلى استبدالها ببدائل طبيعية مثل الزيوت العطرية المستخرجة من النباتات. أما بالنسبة للمراتب، فأشار إلى أن استخدام مرتبة السرير لأكثر من 7 إلى 10 سنوات يؤثر سلبا على جودة النوم، وقد يسبب آلاما مزمنة في الظهر بسبب فقدان الصلابة والدعم، وهو ما أكدته دراسات حديثة. وأكد أنه من الأفضل استبدال المرتبة القديمة بأسرع وقت ممكن. وانتشرت تعليقات متباينة على الفيديو، حيث عبر بعض المتابعين عن صدمتهم من عمر وسائدهم القديمة، بينما أعرب آخرون عن قلقهم من التأثير البيئي لاستبدال الوسائد والمراتب بشكل متكرر. من جهة أخرى، أوضح مارتن سيلي، خبير النوم، وجود اختبار بسيط لمعرفة موعد استبدال الوسادة، وهو بطي الوسادة من المنتصف والضغط عليها، فإذا عادت إلى شكلها الأصلي فهذا يعني أنها ما زالت صالحة، أما إذا لم تعد فحان وقت استبدالها، مع التنويه أن هذا الاختبار لا يكشف عن تراكم العث أو البكتيريا. RT