
حزب العمال الكردستاني يقيم "مراسم نزع السلاح" في شمال العراق
وتجري مراسم إلقاء السلاح صباح الجمعة في مدينة دوكان في محافظة السليمانية بإقليم كردستان العراق. وتشكل هذه المراسم نقطة تحول في انتقال حزب العمال الكردستاني من التمرد المسلح إلى السياسة الديمقراطية. وتبقى تفاصيل المراسم محدودة، لكن مسؤولا في حزب العمال الكردستاني كان قد صرح، مطلع تموز/يوليو، أن حوالي 30 مقاتلا من الذين شاركوا في القتال في السنوات الماضية ضد القوات التركية سيقومون بحرق أو تكسير أسلحتهم قبل أن يعودوا إلى الجبال.
وقال مصدر أمني عراقي إن عملية نزع السلاح"يُتوقع أن تنتهي في العام 2026، على أن يتشكل بذلك حزب سياسي جديد في تركيا". بينما يأمل الأكراد هناك بأن يمهد قرار الحزب الطريق أمام تسوية سياسية مع أنقرة، تفتح الباب أمام انفتاح جديد تجاه هذه الأقلية التي تُشكل نحو 20% من سكان البلد البالغ عددهم 85 مليون نسمة.
وكان حزب العمال الكردستاني، الذي أسسه عبد الله أوجلان في نهاية سبعينيات القرن المنصرم، أعلن في 12 أيار/مايو حل نفسه وإلقاء السلاح. وجاء ذلك تلبية لدعوة أطلقها أوجلان في 27 شباط/فبراير من سجنه في جزيرة إيمرالي قبالة إسطنبول. وفي الأول من آذار/مارس، أعلن الحزب الذي تصنفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون منظمة "إرهابية"، وقف إطلاق النار.
ولجأ معظم مقاتلي الحزب في السنوات العشر الماضية إلى مناطق جبلية في شمال العراق، حيث تقيم تركيا منذ 25 عاما قواعد عسكرية لمواجهتهم، وشنت بانتظام عمليات برية وجوية ضدهم.
وتمثل خطوة نزع السلاح محطة رئيسية في المفاوضات غير المباشرة المستمرة منذ تشرين الأول/أكتوبر بين أوجلان وأنقرة برعاية الرئيس رجب طيب أردوغان. إذ اضطلع حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، هو ثالث أكبر فصيل سياسي في تركيا، بدور رئيسي في الوساطة بين أنقرة وأوجلان الذي يمضي عقوبة بالحبس مدى الحياة منذ 1999.
وفي مقطع مصور بُث الأربعاء، لكنه مؤرخ في 19 حزيران/يونيو، قال أوجلان البالغ 76 عاما "في إطار الإيفاء بالوعود التي التزمنا بها، ينبغي.. إنشاء آلية لإلقاء السلاح تُسهم في تحقيق تقدم في العملية، وانتهاء الكفاح المسلح بشكل طوعي والانتقال إلى المرحلة القانونية والسياسة الديمقراطية". وأضاف الزعيم الكردي "بخصوص إلقاء السلاح سيتم تحديد الطرق المناسبة والقيام بخطوات عملية سريعة".
من جهته، قال أردوغان السبت للصحافيين، إن جهود السلام مع الأكراد "ستتسارع قليلا عندما تبدأ المنظمة الإرهابية تنفيذ قرارها بإلقاء السلاح". بينما أعلن في تصريح آخر، أمام أعضاء في حزبه الحاكم الأربعاء الدخول في "مرحلة جديدة سنتلقى فيها أخبارا إيجابية في الأيام المقبلة". وأضاف "نأمل بأن تنتهي هذه العملية بنجاح في أسرع وقت، من دون أي حوادث أو محاولات تخريب".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فرانس 24
منذ 4 أيام
- فرانس 24
إردوغان يعتبر تخلي "حزب العمال الكردستاني" عن السلاح انتصارا لتركيا
أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، السبت، أن " تركيا انتصرت و86 مليون تركي انتصروا"، وذلك غداة انطلاق المرحلة الأولى من نزع سلاح حزب العمال الكردستاني المصنف "منظمة إرهابية انفصالية". وأكد إردوغان أن كل ما تقوم به الحكومة يهدف إلى مستقبل تركيا واستقلالها، داعيًا المواطنين إلى الثقة وعدم القلق من المسار المتبع. خلفية تاريخية وحدث تسليم السلاح ذكّر إردوغان، خلال كلمته أمام حزب العدالة والتنمية، بأن أربعة عقود من القتال المسلح أودت بحياة ما لا يقل عن 50 ألف شخص، بينهم ألفا جندي تركي. وشهدت مدينة السليمانية في شمال العراق، الجمعة، مراسم رمزية قام خلالها نحو ثلاثين مقاتلًا كرديًا، بينهم أربعة قادة، بتدمير أسلحتهم بالقرب من قواعدهم في جبال إقليم كردستان. مسار السلام والمطالب الكردية أعلن إردوغان عن تشكيل لجنة داخل البرلمان التركي لمتابعة مسار السلام وبحث "المتطلبات القانونية للعملية". في المقابل، طالبت الرئيسة المشتركة لحزب العمال الكردستاني بيسه خوزات، في مقابلة مع فرانس برس من العراق، بضمانات أمنية وقانونية للمقاتلين قبل السماح لهم بالعودة إلى تركيا، محذرة من مخاطر السجن أو القتل من دون تلك الضمانات. أكد إردوغان أن هذه الخطوة تمثل "يومًا جديدًا وصفحة جديدة في تاريخ تركيا"، مشددًا على متابعة جميع المبادرات التي تهدف إلى إنهاء سفك الدماء وتعزيز الأخوة الوطنية. واختتم كلمته بالتأكيد على وطنية حزبه ورفض أي تشكيك في نوايا الحكومة تجاه مصلحة تركيا.


فرانس 24
منذ 5 أيام
- فرانس 24
من هم الأكراد وما هو تاريخهم السياسي وديانتهم وأين يتواجدون؟
الشرق الأوسط على ضوء إلقاء محاربي حزب العمال الكردستاني لسلاحهم ودخولهم في مفاوضات سياسية مع الحكومة التركية من أجل إدراجهم في المجتمع التركي لكي يبنوا حياة جديدة، عاد الحديث عن هوية الأكراد وصراعهم السياسي الطويل من أجل نيل حقوقهم. فيما يلي بعض التفاصيل المتعلقة بديانتهم وأماكن تواجدهم وبتاريخهم.


فرانس 24
منذ 5 أيام
- فرانس 24
محاربو حزب العمال الكردستاني "يحرقون" أسلحتهم بشمال العراق وينهون أربعة عقود من الكفاح
ألقى ثلاثون محاربا من حزب العمال الكردستاني بينهم نساء الجمعة سلاحهم في مراسم قرب مدينة السليمانية بشمال العراق. وتمثل مراسم نزع السلاح هذه، التي وصفها الحزب بأنها " عملية تاريخية"، نقطة تحول في انتقال حزب العمال الكردستاني من التمرد المسلح إلى العمل السياسي، في إطار جهود أوسع لإنهاء أحد أطول الصراعات في المنطقة وقد خلّف أكثر من 40 ألف قتيل منذ العام 1984. وفي تعقيب على ذلك، قال مسؤول تركي رفيع لوكالة الأنباء الفرنسية طالبا عدم الكشف عن هويته "إن إلقاء مقاتلي حزب العمال الكردستاني للسلاح في السليمانية يمثل علامة فارقة ... وخطوة ملموسة ومرحب بها". وأضاف: "نعتبر هذا التطور نقطة تحول لا رجعة فيها". "عملية ديمقراطية تاريخية" ومن جانبها قالت مراسلة الوكالة الفرنسية قرب موقع المراسم: "أحرق 30 مقاتلا بينهم أربعة قياديين أسلحتهم" أمام كهف جاسنه على بعد 50 كيلومترا غرب مدينة السليمانية. كما أفادت تقارير إعلامية بأن الموقع يحمل رمزية كبيرة إذ كان يضم مطبعة خرجت منها إحدى أولى الصحف الكردية. هذا، وبعدما نزل المقاتلون، نساء ورجالا، درجات أمام الكهف، وقفوا على منصة أمام نحو 300 شخص وخلفهم صورة مؤسس الحزب عبد الله أوجلان، ثم قرأ قياديان هما بسي هوزات وبهجت شارشل، بيانا بالكردية والتركية، وصفا فيه تدمير السلاح بأنه "عملية ديمقراطية تاريخية". وقالا: "كلنا أمل بأن تجلب خطوتنا هذه الخير والسلام والحرية ... في وقت شعبنا بأمس الحاجة إلى حياة تسودها الحرية والمساواة والديمقراطية والسلام". "عاش آبو" وألقى المقاتلون في ما بعد، واحدا تلو الآخر، بنادق ورشاشات في حفرة وأضرموا فيها النار. وبكى الكثير من الحاضرين أمام المشهد فيما هتف آخرون "عاش آبو" وهو لقب أوجلان. وإلى ذلك، من المتوقع أن يعود هؤلاء المقاتلون إلى جبال العراق حيث يتمركزون، حسبما قال مسؤول في الحزب لوكالة الأنباء الفرنسية في وقت سابق. ويشار إلى أن حزب العمال الكردستاني الذي أسسه أوجلان في نهاية سبعينيات القرن المنصرم، كان قد أعلن في 12 أيار/مايو الماضي حل نفسه وإلقاء السلاح، منهيا بذلك نزاعا تسبب لفترة طويلة في توتير علاقات السلطات التركية مع الأقلية الكردية والدول المجاورة. وجاء ذلك تلبية لدعوة أطلقها أوجلان في 27 شباط/فبراير من سجنه في جزيرة إيمرالي قبالة إسطنبول. وفي الأول من آذار/مارس، أعلن الحزب الذي تصنّفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون منظمة "إرهابية"، وقف إطلاق النار. وقد حضر المراسم ممثلون عن كل من حزب العمال الكردستاني في العراق والزعيم الكردي مسعود بارزاني ورئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، بالإضافة إلى عدد من الصحافيين ونواب حزب المساواة وديمقراطية الشعوب التركي المناصر للقضية الكردية. ومن جهته، جدد نيجرفان بارزاني في بيان الجمعة "الالتزام الكامل" من جانب الإقليم "بمواصلة كل الدعم والمساندة لاستمرار عملية السلام". كما حضر عناصر من الاستخبارات التركية وفق وسائل إعلام تركية. وكان حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، وهو ثالث أكبر فصيل سياسي في تركيا، قد اضطلع بدور رئيسي في الوساطة بين أنقرة وأوجلان الذي يمضي عقوبة بالسجن مدى الحياة منذ العام 1999. ومن جهتها، أعلنت سلطات إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي في العراق أنها أسقطت ليل الخميس الجمعة مسيّرتَين قرب موقعَين لقوات البشمركة المسلحة. ولم تتبن أي جهة الهجومين اللذين لم يسفرا عن خسائر بشرية ولا مادية. ويذكر أن معظم مقاتلي حزب العمال الكردستاني لجؤوا في السنوات العشر الماضية إلى مناطق جبلية في شمال العراق، حيث تقيم تركيا منذ 25 عاما قواعد عسكرية لمواجهتهم، وشنت بانتظام عمليات برية وجوية ضدّهم. حزب سياسي جديد في تركيا وتمثل خطوة إلقاء السلاح أيضا نقطة مفصلية في المفاوضات غير المباشرة المستمرة منذ تشرين الأول/أكتوبر بين أوجلان وأنقرة برعاية الرئيس رجب طيب أردوغان. وفي مقطع مصوّر مؤرخ في 19 حزيران/يونيو بُثّ الأربعاء، قال أوجلان: "في إطار الإيفاء بالوعود التي التزمنا بها، ينبغي ... إنشاء آلية لإلقاء السلاح تُسهم في تحقيق تقدم في العملية، وانتهاء الكفاح المسلح بشكل طوعي والانتقال إلى المرحلة القانونية والسياسة الديمقراطية". وأضاف الزعيم الكردي البالغ 76 عاما: "بخصوص إلقاء السلاح سيتم تحديد الطرق المناسبة والقيام بخطوات عملية سريعة". أما أردوغان، فقال السبت للصحافيين في طريق عودته من قمة اقتصادية بأذربيجان إنّ جهود السلام مع الأكراد "ستتسارع قليلا عندما تبدأ المنظمة الإرهابية تنفيذ قرارها بإلقاء السلاح". وفي تصريح آخر أمام أعضاء في حزبه الحاكم الأربعاء، صرح قائلا: "ندخل مرحلة جديدة سنتلقى فيها أخبارا إيجابية في الأيام المقبلة"، مضيفا "نأمل بأن تنتهي هذه العملية بنجاح في أسرع وقت، من دون أي حوادث أو محاولات تخريب". وكشف مصدر أمني عراقي أن عملية نزع السلاح "يُتوقع أن تنتهي في العام 2026، على أن يتشكل بذلك حزب سياسي جديد في تركيا". وإلى ذلك، يأمل الأكراد في تركيا بأن يمهّد تخلي الحزب عن الكفاح المسلح الطريق أمام تسوية سياسية مع أنقرة، تفتح الباب أمام انفتاح جديد تجاه هذه الأقلية التي تُشكل نحو 20% من سكان البلد البالغ عددهم 85 مليون نسمة.