logo
جامع الجزائر : ندوة علميّة تاريخيّة حول دروس عاشوراء وذكرى الاستقلال

جامع الجزائر : ندوة علميّة تاريخيّة حول دروس عاشوراء وذكرى الاستقلال

جزايرسمنذ 2 أيام
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في كلمته الافتتاحيّة، أكّد الدُّكتور عماد بن عامر، مدير الفضاء المسجديّ، أنّ هذه النّدوة تجمع بين الانتمائين الدّينيّ والوطنيّ، مستلهمة الدّروس من مسيرة تمتدُّ من طور سيناء إلى أرض الشُّهداء. وأشار إلى أنّ نصر الأنبياء، مثل نجاة موسى عليه السّلام وصيام النّبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم ليوم عاشوراء شكرًا لله، يمثّل نموذجًا للنّصْر الذي حقّقته الأمّة الجزائريّة بتضحيات رجالها، حيث ألبس الشّهيد ثوب الخلود ورُفعت راية الإسلام خفّاقة.وأضاف الدكتور يونس ديبوش، رئيس قسم الخطابة والدرس، من جهته، أنّ هذه النّدوة تأتي في توقيت رمزيّ بليغ يجمع بين ذكرى عاشوراء، وما تحمله من قيم قرآنيّة في مقاومة الطّغيان، وبين ذكرى الخامس من جويلية، اليوم الخالد في وجدان الأمّة.
وأكّد المؤرّخ والمجاهد محمّد الصّغيّر بلعلاّم، في مداخلته، أنّ الثّورة الجزائريّة التي انْطلقت بإيمان عميق بالله وبالوطن، استرجعت سيادة الأمّة وهويّتها في وجه استعمار الذي كان يهدف إلى القضاء على الدّين الإسلاميّ.
فيما بيّن الشّيخ حمزة بلقاسم، من خلال مداخلته، كيف أنّ قصّة نبيّ الله موسى عليه السّلام تمثّل أنمُوذجًا قرآنيّا خالدا في التّدافع بين الحقّ والباطل، وأنّ هجرة النّبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم هي أنمُوذج نبويّ قائد، بينما تمثّل الجزائر أنموذجا وطنيّا شاهدا على أنّ النّصر يأتي بالصّبر واليقين .
وختم بالإشارة إلى درس الشُّكر على النّصر، المتمثّل في صيام عاشوراء، مؤكداً أن واجب الجيل الحالي هو أن يفلح في بناء الوطن وتعميره، كما أفلح الأجداد في الكفاح والتّحرير.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رضى الله الخالد: تأملات في كمال الدين وتمام النعمة..
رضى الله الخالد: تأملات في كمال الدين وتمام النعمة..

إيطاليا تلغراف

timeمنذ 10 ساعات

  • إيطاليا تلغراف

رضى الله الخالد: تأملات في كمال الدين وتمام النعمة..

إيطاليا تلغراف * الدكتور عبد الله شنفار انطلاقاً من قوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ، وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي، وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ (المائدة: 3)، يأتي الإعلان الربّاني الخالد بانتهاء الوحي التشريعي واكتمال المشروع الإلهي في صورته النهائية. فهذه الآية تختزل المفاهيم الثلاثة: الكمال، والتمام، والرضى، في تركيب لغوي بالغ الإحكام والدقة. * تمهيد إشكالي: هل يمكن للوحي أن يُعلن الاكتمال؟ ما الذي يعنيه الوحي حين يُصرّح أن الدين قد 'كَمُل'؟ هل هو كمال مغلق أم مفتوح؟ وهل الكمال يعني الكفاية أم المثالية؟ ثمّ، ما الفرق بين 'التمام' و'الكمال' في بنية النص القرآني؟ هذه الأسئلة لا تقف عند حدود التأويل اللفظي، بل تفتح أفقًا لفهم العلاقة بين المشروع الإلهي في التاريخ والإنسان المتدين عبر الزمن. * أولًا: الكمال والتمام: هل هما مترادفان أم متكاملان؟ هل التمام هو الكمال، أم أن العلاقة بينهما تشبه العلاقة بين الشكل والمضمون؟ التمام في اللسان العربي يُشير إلى استيفاء الشيء لأجزائه دون نقص، وهو أقرب إلى المفهوم الهندسي أو البنائي. أما الكمال، فيتجاوز هذا ليحيل إلى المثالية، أي أن الشيء ليس فقط مكتملًا، بل في أفضل صورة ممكنة. عندما يقول الله تعالى: 'أكملت لكم دينكم'، فالمعنى أن منظومة الدين من تشريع، وحدود، ومرجعيات، قد بلغت الغاية، بحيث لا تحتاج إلى إضافة. أما قوله: 'وأتممت عليكم نعمتي'، فيعني أن ما هو موهوب من الله، من هدى ورحمة وهداية ووضوح، قد استوفى جميع جوانبه الظاهرة والباطنة. وبهذا، يكون الإسلام في بنائه النهائي دينًا غير قابل للإضافة، ولا للتعديل، ولا للنسخ. فهل هذه الخاتمية تغلق باب الاجتهاد؟ أم تُبقي باب التفاعل مفتوحًا دون مسّ البنية الجوهرية؟ * ثانيًا: الرضى الإلهي: هل هو لحظة تاريخية أم حقيقة مطلقة؟ النص لا يكتفي بإعلان الاكتمال، بل يُنهي بخاتمة حاسمة: 'ورضيتُ لكم الإسلام دينًا'. هل الرضى هنا مجرّد تصديق، أم تثبيت للشرعية الأبدية؟ الرضى في هذا السياق ليس فعلًا وقتيًا مرتبطًا بالزمن النبوي، بل هو إعلان دائم بالقبول والشرعية المطلقة. الدين الإسلامي ليس خيارًا بشريًا تم التوافق عليه، بل هو اختيار إلهي لخاتمة العلاقة بين الخالق والمخلوق. فالوحي لا يُنتظر منه المزيد، ولا يُرتقب بعده وحي. وهذا ما يفسر أن الرضى هنا جاء بعد الكمال والتمام؛ لأنه يعبّر عن حكم نهائي في مصير التجربة الدينية. ولكن، كيف يمكن لهذا الرضى أن يستمر في عالم تتغيّر فيه السياقات، وتتصارع فيه التأويلات؟ وهل الرضى الإلهي يعني دائمًا الرضى الاجتماعي؟ * ثالثًا: الدين والتدين: بين الثبات والوضعيات التاريخية: هل يعني اكتمال الدين أن كل ممارسة دينية هي انعكاس للكمال؟ هنا يبرز سؤال حاسم: ما الفرق بين الدين والتديّن؟ الدين، كما تُشير إليه الآية، هو وحي إلهي ذو بنية مكتملة. أما التديّن، فهو التفاعل البشري مع هذه البنية، وهو متغير، نسبي، متأثر بالظروف التاريخية والاجتماعية. لذا، فإن كمال الدين لا يستلزم كمال التدين، بل على العكس، قد نجد ممارسات تدينية لا تمتّ إلى جوهر الدين بصلة، أو تحيد عن كماله. وهنا تبرز المفارقة الكبرى: كيف يتعامل الباحث مع نصٍّ كامل من حيث البناء، في واقع يشهد تدينًا ناقصًا أو مشوهًا؟ هل يعود ذلك إلى قصور في فهم النص؟ أم إلى تعقيدات الواقع؟ * رابعًا: الكمال في دنيا النقص: مفارقة الوجود البشري في حياة الناس، يُقال: 'الكمال لله وحده'. وهذا ما عبّر عنه أبو البقاء الرندي في بيته الخالد: لِكُلِّ شيءٍ إذا ما تَمَّ نُقصانُ فلا يُغَرَّ بطيبِ العيشِ إنسانُ فكيف يُعلن النص القرآني كمال الدين، بينما كل شيء في عالم الناس خاضع للزوال والنقص؟ الجواب يكمن في التمييز بين المصدر والممارسة. فالدين الكامل نزل من عند الله، الكامل المطلق، أما الممارسة فهي تجلٍّ بشري لهذا الدين، وهي لا تسلم من القصور، ولا تنجو من التناقض. لكنّ هذا لا يعني التشكيك في الكمال الإلهي، بل استدعاء دائم للعودة إلى مرجعية هذا الكمال لتقويم الممارسة، لا لنسخ النص أو تجاوزه. * خلاصة مركبة: ما بعد الاكتمال: إذا كان الدين قد كَمُل، والنِّعمة قد تَمَّت، والرضى قد ثُبّت، فإن التحدي الأكبر ليس في استحداث جديد، بل في الحفاظ على المسافة بين النص والتشويه، وبين الأصل والتقليد. فهل يمكن بناء نماذج تدينية معاصرة دون المساس بالبنية الأصلية للوحي؟ وهل يستطيع العقل المسلم أن يُبقي هذا الكمال حاضرًا دون أن يختزله في طقوس أو جمود فقهي؟ إن الآية تُنهي عصر الوحي، لكنها تفتح أفقًا لا ينتهي في الفهم، والتفسير، والتجديد في ضوء الأصل لا على حسابه. بهذا المعنى، يظل الرضى الإلهي حالة مشروطة بالبقاء في دائرة الكمال الأصليّة، وليس بالادعاء الزائف بامتلاكها دون مراجعة أو نقد. ___ * (تحقيق المعاني وتأصيل الدلالات من القرآن، واللغة، والتاريخ) إيطاليا تلغراف

هكذا تسعد بزواجك
هكذا تسعد بزواجك

الشروق

timeمنذ يوم واحد

  • الشروق

هكذا تسعد بزواجك

لعلّ جميعنا يلحظ أنّ أعراسنا في السنوات الأخيرة فقدت طعمها الذي كان يميّزها في سنوات مضت، لأنّها –مع كلّ أسف- أصبحت مواسم تطغى فيها المظاهر والماديات، ويفشو فيها الرياء والمباهاة، ويحتدم فيها التّنافس على الموضة وعلى الألبسة التي ما عاد يصحّ أن تسمّى ألبسة، وعلى الأغاني التي سجّل كثير منها في الملاهي وعلب اللّيل، فضلا عن الإسراف والتبذير وإنفاق الأموال الطائلة على البهارج التي لا طائل ولا فائدة منها في بناء الأسرة المسلمة وفي إسعاد الزّوجين، بل إنّ كثيرا منها تمحق بركة الزّواج وربّما تكون سببا في تهدّم بنيان الأسرة. السّبب في كلّ ما سبق أنّنا –إلا من رحم الله منّا- نسينا أنّ الزّواج ليس مشروعا دنيويا نطلب به مصلحة دنيانا فحسب، إنّما هو مشروع دينيّ نطلب به صلاح الدّنيا والآخرة، وهو طاعة من أعظم الطّاعات وقربة من أجلّ القربات.. لقد أنسانا الشّيطان أنّ الزّواج هو نصف الدّين، وأنّه متى ما التزم فيه العبد المسلم شرع الله وراعى أخلاق الإسلام وآدابه، فإنّه يكون قد أتمّ شطر دينه. يقول النبيّ -صلّى الله عليه وآله وسلّم-: 'إذا تزوج العبد فقد أكمل نصف الدين، فليتق الله في النصف الآخر'. بالنية الصّالحة يُتمّم نصف الدّين بالزّواج الإسلاميّ الصّحيح يكتمل نصف الدّين، لأنّ الزّوج يلتزم آداب الإسلام ويسأل عن الحلال والحرام في كلّ خطوة يخطوها، فيوقع الخطبة والعقد وفق الشّرع، ويلتزم حدود الله مع المرأة قبل الخطبة وأثناءها وقبل العقد وأثناءه وبعده، وفي موكب عرسه وسهرته، ثمّ إذا تمّ الزّفاف فإنّه يعيش حياته مع زوجته محتسبا الأجر في كلّ عمل؛ إذا وضع اللقمة في فم زوجته فله بها صدقة، وإذا خرج يسعى للإنفاق على أهله فله به عظيم الأجر، وإذا رزقه الله الذرية وتعب في تربيتها لتكون ذرية صالحة، فكل عبادة وكلّ عمل صالح تعمله ذريته فهو في ميزان حسناته. مشكلة كثير من شبابنا الأساسية مع الزّواج أنّهم ينسون هذه الحقيقة، وينسون أنّهم في أمسّ الحاجة إلى الاهتمام بما يرضي الله في كلّ خطوة يخطونها على طريق بناء الأسرة، من لحظة التّفكير في هذا المشروع إلى حين التقاء الزّوجين أحدهما بالآخر. ينبغي للشابّ المسلم إذا فكّر في الزّواج أن يخلص النية لله في طاعته وامتثال هدي نبيه عليه الصّلاة والسّلام، ويستحضر نية بناء أسرة مسلمة وتنشئة ذرية صالحة، تجتمع على طاعة الله، وتستمر عشرتها في الجنّة دار السّلام.. يقول الله تعالى: ((جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)).. ويقول سبحانه: ((وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِين)). الشّيطان يعدكم الفقر! ثمّ ينبغي للشابّ المسلم أن يتنبّه إلى نزغات الشّيطان الذي يريد لكلّ شابّ مسلم أن يبقى أسيرا في عالم العزوبية ويقصر تفكيره على الحرام ولا يفكّر في الحلال، لذلك يعده الفقر ويخوّفه التّكاليف الصّعبة والباهظة، تماما كما قال الله: ((الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)).. يستحضر الشابّ أنّه يريد إتمام نصف دينه وإعفاف نفسه ويتذكّر قول مولاه الحنّان المنّان سبحانه: ((وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ))، وقول حبيبه المصطفى عليه الصّلاة والسّلام: 'على الله عون من نكح التماس العفاف عمّا حرّم الله'، ويملأ قلبه باليقين بأنّ الزّواج الصّالح من أعظم أسباب تفتّح الأبواب وتيسير الأمور وسعة الرّزق، يقول أبو بكر الصدّيق -رضي الـله عنه-: 'أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح، ينجز لكم ما وعدكم من الغنا'. فاظفر بذات الدّين إذا ملأ الشابّ قلبه باليقين، فإنّه ينبغي له بعد ذلك أن يبدأ بحثه عن المرأة الصّالحة التي يتمّ معها نصف دينه ويعيش معها ما بقي من عمره في كنف طاعة الله، ويتمّ حياته معها بعد الموت في الجنّة بإذن الله، يهتمّ بالمواصفات الأخرى في المرأة، لكنّ همّه الأوّل والأكبر متعلّق بالدّين، امتثالا لوصية الحبيب المصطفى -عليه الصّلاة والسّلام- الذي قال: 'تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأربع: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاك'، وقال: 'ليتّخذْ أحدكم قلبا شاكرا، ولسانا ذاكر، وزوجة مؤمنة تعينه على أمر الآخرة'، وقال -عليه الصّلاة والسّلام-: 'الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة'. الشابّ المسلم الذي يقدُر الزّواج حقّ قدره، ويقدّر مسؤوليته وتبعاته في الدّنيا والآخرة، لا يتهاون ولا يتساهل أبدا في أمر الدّين، ولا يقبل أبدا بأن يتزوّج امرأة لا تصلّي أو ترفض لبس الحجاب، ولا يقبل أن يتزوّج فتاة لا يمثّل الدّين بالنّسبة إليها شيئا ولا تراعي حرمة ولا حراما.. إنّه لأمر مؤسف حقا أن يصبح الدّين في آخر اهتمامات كثير من شبابنا المقبلين على الزّواج، ممّن يفكّر الواحد منهم في المرأة الموظّفة وصاحبة الجمال وينسى الدّين.. يغترّ بالمظاهر ويأسره التصنّع الذي تبديه كثير من الفتيات المستهترات على مواقع التواصل الاجتماعي، فينسى الدّين، ويتزوّج بعينه وليس بعقله، فلا تمرّ سوى أيام أو أسابيع أو أشهر قليلة بعد الزّواج، حتى تتساقط الأقنعة وتذوب الأصبغة وتظهر الحقائق، ويندم ساعة لا ينفع النّدم. .. وصاحبة الخلق الشابّ المسلم الذي يرجو صلاح دنياه وأخراه، لا يتهاون في أمر الدّين أبدا، ولا يتهاون -أيضا- في أمر الخُلق، فيطلب امرأة حييَّة متواضعة قنوعة ترضى باليسير، ليست بالجريئة ولا الصفيقة ولا سليطة اللّسان، ولا بالتي تكفر العشير وتنظر إلى النّقائص وتنسى المحاسن، ولا بالأنانية التي لا يهمّها إلا أن تحقّق مصلحتها وتنال بغيتها وتقلّد صديقاتها وزميلاتها وجاراتها.. ولا بالحقودة التي تحبّ الانتقام لنفسها، يقول النبيّ عليه الصّلاة والسّلام: 'ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة: الودود، الولود، الغيور على زوجها، التي إذا آذت أو أوذيت جاءت حتى تأخذ بيد زوجها ثم تقول: والله لا أذوق غمضا حتى ترضى عني، هي في الجنة، هي في الجنة، هي في الجنة'.. الشابّ المسلم لا تغرّه العبارات التي تكتب على صفحات الفايسبوك، وإنّما يبحث ويسأل عن حال المرأة التي يريد خطبتها وعن معاملتها لوالديها وإخوتها وللنّاس من حولها، فمحال أن تحسن عشرة زوجها من تؤذي والديها وإخوتها، وتعامل صديقاتها بسيّء الأخلاق. الصّالحات للصّالحين الشابّ المسلم يبحث عن صاحبة الخلق والدّين، لكنّه لا ينسى أنّه أيضا ينبغي أن يكون صاحب خلق ودين، فيتهيّأ للزّواج بإصلاح نفسه وتنظيم حياته وتزكية أخلاقه وطباعه، قبل أن يتهيّأ للزّواج بإعداد المنزل وتأثيثه.. بعض شبابنا في هذا الزّمان يقولون بألسنتهم إنّهم يهتمّون بالبحث عن المرأة الصّالحة، لكنّهم لا ينظرون في أحوالهم ولا يهتمّون بإصلاح أنفسهم؛ تجد الواحد منهم يتهاون في صلاته ولا يقرأ القرآن، وينقض العهود ويخلف الوعود، ويعقّ والديه، وربّما يأكل الحرام، فإذا نوى الزّواج قال إنّه بحث عن الفتاة الصّالحة فلم يجد! يريد امرأة تقتفي أثر فاطمة -رضي الله عـنها-، لكنّه ينسى أنّه ينبغي له قبل ذلك أن يقتفي أثر علي بن أبي طالب -رضـي الله عنه-!

إفشاء الأسرار تهديد لكشف ستر الإنسان ..فلا تعبثوا بهذه الفضيلة أيها الكرام
إفشاء الأسرار تهديد لكشف ستر الإنسان ..فلا تعبثوا بهذه الفضيلة أيها الكرام

النهار

timeمنذ يوم واحد

  • النهار

إفشاء الأسرار تهديد لكشف ستر الإنسان ..فلا تعبثوا بهذه الفضيلة أيها الكرام

يحصل أن يجد الإنسان نفسه في ضيق من أمره، تخنقه هموم الحياة وتكتم على صدره. فيبحث عن ملجأ يريح قلبه فيختار صديق أو قريب، يبوح له بما يثقل كاهله. يستأمنه على أسراره، متوسما خيرا وبأن ذلك الشخص حقا محل ثقة بعبارات حقيقة تبعث بالطمأنينة. كأن يقال لك: 'سرك في بئر'.. 'لا تخف فلن أبوح بشيء'.. 'أنا صديقك ولن أفضح أمرك'.. لكن صدمات كثير قد يعيشها بعد ذلك. فما إن تخبر عزيز على قلبك بما يؤلمك ويوجعك، حتى تجد له عزيزا هو الآخر على قلبه. ويفشي سرك وينتشر من شخص لآخر كانتشار النار في الهشيم مسببا لك أضرار عديدة. وإن لم تكن مادية كانت معنوية، فتصبح شخصا حذرا جدا في المعاملات اليومية. شخصا منطويا على ذاتك، قديما قالوا: 'إن أمناء الأسرار أقل وجودًا من أمناء الأموال، وحفظ الأموال أيسر من كتمان الأسرار، لأن إحراز الأموال منيعة بالأبواب والأقفال، وأحراز الأسرار بارزة يذيعها لسان ناطق، ويشيعها كلام سابق'. فاللسان حقا قد يخون صاحبه، لأن الأموال كلما كثرت خزَّانها كان أوثق لها، أما الأسرار فكلما كثرت خزَّانها كان أضيع لها. ولأننا نحرص دوما من خلال هذا المنبر أن نوصل رسالة، وأن نبلغ عبرة، اخترنا موضوع إفشاء الأسرار. لنضع النقاط على الحروف في هذه الخصلة التي تصبح فضيلة في الإنسان إذا ما عرف كيف يصونها. وعادة سيئة لمن غدر واستهانة بالأمانة، وفي السياق لنا شهادات لأشخاص لاحقتهم عواقب وخيمة فقط لأنهم أفشوا أسرارهم: أسماء من العاصمة: إستأمنت زميلتي على سري.. فأفشته وزاد همي أسماء موظفة في العقد الرابع من عمرها، امرأة كافحت في الحياة ونجحت بفضل الله، لطالما كانت تعيش بأخلاق وعفة عالية. تدرجت على مناصب عدة إلى أن صارت إطار محترمة، فوق حسن سيرتها أنعم الله بحسن جمالها. لكنها أبدا لم تكن مغرورة بذلك، بل تتميز بالتواضع والبساطة، كل الأمور كانت طبيعية. إلى أن جاء المدير الجديد، الذي أقلب حياتها رأسا عن عقب، بدأ في التحرش بها، فصارت ساعات الدوام جحيما بالنسبة لها. فكرت في الاستقالة لكنها كانت المعيلة الوحيدة لعائلتها، فلا مناص لها إلا الحفاظ على منصب عملها والبحث عن حل لهذا الذئب. فلم تجد إلا أن تستشير زميلة مقربة منها في مشكلتها، لكن ليتها لم تفعل، فالزميلة التي ظنت أنها ستجد عندها النصيحة الحسنة صارت ترشقها بنظرات الاتهام. بدلا من التعاطف والبحث عن مخرج لهذا المأزق، فصارت المسكينة تفكر في حلين بدلا من حل واحد.، سرها والزميلة التي أفشت لها سرها، فكم صعبا أن تودع سرك لدى الشخص الخطأ. أم إياد من بومرداس..لأنني لم أمسك لساني شوهت سمعة ابنتي بكلمات تحكي نفسية متعبة، راسلتنا سيدة تقول أنها تعيش أسوأ أيام حياتها، فهي لم تتمالك نفسها حين رأت من ابنتها ما أحزن قلبها. تقول أنه كان يوما مشؤوما يوم قرأت على هاتف ابنتها رسائل غرامية بينها وبين شاب تعرفت عليه عبر تطبيق الفايسبوك. فأعمى الغضب عينيها وقامت اولا بكسر هاتف ابنتها، ولم تكتفي بهذا، بل راحت تحكي قصة ابنتها في مجلس مع القريبات. من هذه لتلك انتقلت قصة البنت وصار الكل ينظر إليها على أنها قليلة حياء ومذنبة. ابتعد عنها الكل حتى تريباتها من القريبات، ظنا منهم أنها ستؤثر فيهم ويحذون حذوها، الابنة تعلمت من الدرس، على حد قول أمها، وصححت خطأها. ونجحت في دراستها وهي اليوم طالبة بالجامعة، لكن العار لازال يلاحقها، ولا تزال في أعينهم متهمة بالفسق. فأي حال يمكن أن تكون فيه الابنة بعد أن أفشت الأم سرها؟ وأي حال تعيشه اليوم الأم بسبب تأنيب ضميرها، لأنها هي من كانت السبب في تلطيخ سمعة فلذة كبدها. هذه عينة من قصص وحكايات كثيرة، سببها شخص ضاقت به الدنيا، أو أراد الحصول على استشارة، فباح بسره ليجد نفسه فريسة بيد شخص استل منه سره. لا بل سيفا ليذبحه به، فيصبح الفعل فيه إضرارا لصاحب السر، وخيانة للأمانة. ونقضا للعهد، وإفسادا للصداقة وللعلاقات الإنسانية، فضلا عن أنه دليل على لؤم الطبع وفساد المروءة وقلة الصبر وضيق الصدر. ويعقبه الندم والحسرة في نفس صاحبه، فمن الخيانة أن يستأمن المرء على سر فيذيعه وينشره، ولو إلى واحد فقط من الناس، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: 'إذا حدَّث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة'. لا تلومنَّ إلا نفسك فإذا استودعت أحدًا سرك وأفشاه، فلا تلومنَّ إلا نفسك، إذ كان صدرك أضيق عنه، فالذي تعطيه له أضيق، قال عمرو بن العاص رضي الله عنه: 'ما وضعت سري عند أحد فأفشاه عليَّ فلمته، أنا كنت أضيق به حيث استودعته إياه'، ويقول الشاعر إذا المرء أفشى سـره بلسـانـه… لام عليـه غيـره فهو أحمـق. إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه… فصدر الذي يستودع السر أضيق لكن هذا لا يعني أن لا نثق أبدا، وأن نسيء الظن بالجميع، لكن الإنسان عليه أن يميز بين الصالح الأمين، وبين الثرثار الذي لا له لسانا طليق، عليه أن يميز بين ما يجب أن يقال، وما يمكن البوح به، وبين ما يجب أن يموت بينه وبين نفسه، فالمؤمن لابد أن يكون لبيبا في شؤونه حتى لا يقع في شر أفعاله. مجرد رأي.. كتمان السر قيمة أخلاقية في قلوب تغلفها التقوى إن الحفاظ على الأسرار يقوي العلاقة الإنسانية، ويجعلها متينة وقادرة على مواجهة ظروف الحياة، الحفاظ على أسرار يعزز الثقة بين الناس، ويزيد من الاحترام بينهما، الحفاظ على الأسرار يحافظ على استقرار العلاقات، الحفاظ على الأسرار يجعلك شخصا محبوباً وقادراً على تكوين صداقات حقيقية مع من حوله، وهذا أيها الإخوة الكرام من تقوى القلوب وقوة إيمانها وخوفها من الله. ونختم بما قاله حكيم لابنه: 'يا بني كُن جوادًا بالمال في مواضع الحق، ضنينًا بالأسرار عن جميع الخلق، فإن أحمد جود المرء الإنفاق في وجوه البر، والبخل بمكتوم السر..' وإذا كان الناس معادن فإن كتمان السر يدل على جوهرهم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store