logo
الهوية البصرية السورية... عقد وطني بين الحكومة والشعب

الهوية البصرية السورية... عقد وطني بين الحكومة والشعب

صحيفة الشرقمنذ 11 ساعات
96
إحسان الفقيه
إذا عرضت على أي شخص صورة لعلامة تجارية تحمل شعار التفاحة بلون أسود أو رمادي وسألته عنها، سوف يجيبك فورًا أن هذا الشعار يمثل شركة آبل رائدة صناعة الهواتف الذكية.
التعرف السريع والمباشر على هذا الشعار ونسبته، يحدث بتأثير ما يعرف بالهوية البصرية، وهي الواجهة المرئية للشركة، والتي ترسخ العلامة التجارية في ذهن الجمهور.
طَيًّا لصفحة الماضي الأليم، وإيذانًا ببداية عهد جديد تكون فيه سوريا للسوريين، أطلقت حكومة الشرع خلال احتفالية بقصر الشعب بدمشق هوية بصرية جديدة، تعبر عن سوريا الجديدة، هوية بصرية تعزز الانتماء الوطني وتصهر الدولة مع الشعب لا بالقسر والقهر، وإنما بعقد وطني جديد قائم على التلاحم والتكاتف.
الشعار الجديد الذي يظهر فيه طائر العقاب الذهبي ذو الصلة الوطيدة بتاريخ سوريا القديم، يعلوه ثلاث نجوم، يحمل دلالات عدم الانقطاع عن الماضي والتطلع إلى المستقبل بمفاهيم جديدة مختلفة.
الثلاث نجوم التي تمثل الشعب حاضرة في الشعار الجديد كدلالة على تحريرها من عهد النظام البائد، وتعلو طائر العقاب الذي يرمز إلى الدولة، إلا أن ذلك العقاب الذهبي يظهر بوضعية لا هي على هيئة الدفاع ولا هي على هيئة الهجوم، في إشارة إلى التوازن واحتضان هذا الشعب، ينسدل منه خمس ريشات تمثل كل منها إحدى المناطق الجغرافية الكبرى، ويتكون كل جناح من جناحيه من سبع ريشات تمثل مجموع محافظات سوريا.
وكما هو واضح، ترتكز هذه البصرية السورية الجديدة بما تحمله من رمزيات ودلالات، على صيغة جديدة للعلاقة بين الدولة والشعب، تمثل عقدا وطنيا جامعا، قائما على استيعاب كل الأطياف في سوريا على اختلاف المشارب، لتكون سوريا للسوريين.
تعبر الهوية البصرية الجديدة عن مواجهة سوريا لأحد التحديات الضخمة وهو استهدافها بالتقسيم، فهو يعبر وفقا لتصريحات الرئيس أحمد الشرع عن سوريا لا تقبل التجزئة ولا التقسيم، الواحدة الموحدة، وتعكس التنوع الثقافي والعرقي.
الهوية البصرية الجديدة، ليست مجرد تجديد شكلي في شعار الدولة، بل هي إعلان القطيعة مع مضامين وآثار الحقبة السابقة، التي حكمت فيها أقلية متسلطة شعبا كبيرا متنوعا بالحديد والنار ولم يشعر فيها السوريون بأن سوريا لهم، واستقبال لعهد جديد تحتضن فيه الدولة ذلك الشعب بكل تنوعه الثقافي والعرقي.
ومن محاسن هذا الشعار أن الثلاث نقاط التي تمثل الشعب المُحرَّر، تعلو طائر العقاب، تمثيلا لحقيقة أن الشعب أولا، وأن الحكومة أو القيادة ليست مالكة لهذا الشعب، وإنما هي حاضنة وموكلة وموظفة لصالح رعاية هذا الشعب وتحقيق أحلامه وطموحاته.
تضافرت تصريحات القيادة السورية ووسائل الإعلام الوطنية للتفسير الدقيق لمضمون الشعار، ليترسخ في نفوس الجماهير المضامين التي يراد توصيلها من قبل القيادة، ليدرك السوريون الغايات التي يلتقون عليها، وتتضح في أذهانهم معالم الفترة المقبلة، تجمع قلوبهم على تحقيق اللُّحمة الوطنية والوقوف أمام مؤامرات تقسيم سوريا.
جاء توقيت إطلاق الهوية البصرية الجديدة مناسبا، في ظل محاولات تجزئة هذا البلد الشقيق الذي عانى الأمرّين، كما أنه يأتي مع شعور المواطن السوري ببدايات التغيير، سواء على صعيد الأحوال المعيشية والاستقرار النوعي، أو على صعيد العلاقات الخارجية المستقرة التي أقامتها الدولة الجديدة عربيًا وإقليميا ودوليا، بما يعزز لدى المواطن أن حكومته تعمل بجدية على تحقيق وتلبية طموحات الشعب السوري وفقا لما ترمز إليه الهوية البصرية السورية الجديدة، ولن تبقى هذه المضامين حبيسة الشعار، وإنما ستتحول إلى واقع يلمسه المواطن السوري.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الهوية البصرية السورية... عقد وطني بين الحكومة والشعب
الهوية البصرية السورية... عقد وطني بين الحكومة والشعب

صحيفة الشرق

timeمنذ 11 ساعات

  • صحيفة الشرق

الهوية البصرية السورية... عقد وطني بين الحكومة والشعب

96 إحسان الفقيه إذا عرضت على أي شخص صورة لعلامة تجارية تحمل شعار التفاحة بلون أسود أو رمادي وسألته عنها، سوف يجيبك فورًا أن هذا الشعار يمثل شركة آبل رائدة صناعة الهواتف الذكية. التعرف السريع والمباشر على هذا الشعار ونسبته، يحدث بتأثير ما يعرف بالهوية البصرية، وهي الواجهة المرئية للشركة، والتي ترسخ العلامة التجارية في ذهن الجمهور. طَيًّا لصفحة الماضي الأليم، وإيذانًا ببداية عهد جديد تكون فيه سوريا للسوريين، أطلقت حكومة الشرع خلال احتفالية بقصر الشعب بدمشق هوية بصرية جديدة، تعبر عن سوريا الجديدة، هوية بصرية تعزز الانتماء الوطني وتصهر الدولة مع الشعب لا بالقسر والقهر، وإنما بعقد وطني جديد قائم على التلاحم والتكاتف. الشعار الجديد الذي يظهر فيه طائر العقاب الذهبي ذو الصلة الوطيدة بتاريخ سوريا القديم، يعلوه ثلاث نجوم، يحمل دلالات عدم الانقطاع عن الماضي والتطلع إلى المستقبل بمفاهيم جديدة مختلفة. الثلاث نجوم التي تمثل الشعب حاضرة في الشعار الجديد كدلالة على تحريرها من عهد النظام البائد، وتعلو طائر العقاب الذي يرمز إلى الدولة، إلا أن ذلك العقاب الذهبي يظهر بوضعية لا هي على هيئة الدفاع ولا هي على هيئة الهجوم، في إشارة إلى التوازن واحتضان هذا الشعب، ينسدل منه خمس ريشات تمثل كل منها إحدى المناطق الجغرافية الكبرى، ويتكون كل جناح من جناحيه من سبع ريشات تمثل مجموع محافظات سوريا. وكما هو واضح، ترتكز هذه البصرية السورية الجديدة بما تحمله من رمزيات ودلالات، على صيغة جديدة للعلاقة بين الدولة والشعب، تمثل عقدا وطنيا جامعا، قائما على استيعاب كل الأطياف في سوريا على اختلاف المشارب، لتكون سوريا للسوريين. تعبر الهوية البصرية الجديدة عن مواجهة سوريا لأحد التحديات الضخمة وهو استهدافها بالتقسيم، فهو يعبر وفقا لتصريحات الرئيس أحمد الشرع عن سوريا لا تقبل التجزئة ولا التقسيم، الواحدة الموحدة، وتعكس التنوع الثقافي والعرقي. الهوية البصرية الجديدة، ليست مجرد تجديد شكلي في شعار الدولة، بل هي إعلان القطيعة مع مضامين وآثار الحقبة السابقة، التي حكمت فيها أقلية متسلطة شعبا كبيرا متنوعا بالحديد والنار ولم يشعر فيها السوريون بأن سوريا لهم، واستقبال لعهد جديد تحتضن فيه الدولة ذلك الشعب بكل تنوعه الثقافي والعرقي. ومن محاسن هذا الشعار أن الثلاث نقاط التي تمثل الشعب المُحرَّر، تعلو طائر العقاب، تمثيلا لحقيقة أن الشعب أولا، وأن الحكومة أو القيادة ليست مالكة لهذا الشعب، وإنما هي حاضنة وموكلة وموظفة لصالح رعاية هذا الشعب وتحقيق أحلامه وطموحاته. تضافرت تصريحات القيادة السورية ووسائل الإعلام الوطنية للتفسير الدقيق لمضمون الشعار، ليترسخ في نفوس الجماهير المضامين التي يراد توصيلها من قبل القيادة، ليدرك السوريون الغايات التي يلتقون عليها، وتتضح في أذهانهم معالم الفترة المقبلة، تجمع قلوبهم على تحقيق اللُّحمة الوطنية والوقوف أمام مؤامرات تقسيم سوريا. جاء توقيت إطلاق الهوية البصرية الجديدة مناسبا، في ظل محاولات تجزئة هذا البلد الشقيق الذي عانى الأمرّين، كما أنه يأتي مع شعور المواطن السوري ببدايات التغيير، سواء على صعيد الأحوال المعيشية والاستقرار النوعي، أو على صعيد العلاقات الخارجية المستقرة التي أقامتها الدولة الجديدة عربيًا وإقليميا ودوليا، بما يعزز لدى المواطن أن حكومته تعمل بجدية على تحقيق وتلبية طموحات الشعب السوري وفقا لما ترمز إليه الهوية البصرية السورية الجديدة، ولن تبقى هذه المضامين حبيسة الشعار، وإنما ستتحول إلى واقع يلمسه المواطن السوري.

بريطانيا تعلن إعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا
بريطانيا تعلن إعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا

صحيفة الشرق

timeمنذ 2 أيام

  • صحيفة الشرق

بريطانيا تعلن إعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا

0 أعلنت الحكومة البريطانية إعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، بالتزامن مع أول زيارة لوزير خارجية بريطاني لدمشق منذ 14 عاما. وكان الرئيس السوري أحمد الشرع، التقى اليوم في دمشق، مع ديفيد لامي وزير خارجية بريطانيا، حيث بحثا العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيز التعاون المشترك. وقالت الحكومة البريطانية في بيان صادر عنها إن ديفيد لامي وزير الخارجية زار دمشق لتأكيد دعم بريطانيا للحكومة السورية في تنفيذ التزاماتها. وأعلنت الحكومة البريطانية عن حزمة إضافية بقيمة 94.5 مليون جنيه استرليني لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للسوريين. وكانت بريطانيا فرضت بجانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى عام 2011 عقوبات على سوريا على خلفية انتهاكات نظام الأسد بقمع الثورة السورية منذ 2011، شملت تجميد أصول ووقف التحويلات المالية، وحرمانه من التكنولوجيا، وحظر التعامل مع نظامه. وفي الآونة الأخيرة، اتخذت دول العالم قرارات لإلغاء العقوبات أو تخفيفها عن سوريا. مساحة إعلانية

الأولى لرئيس سوري منذ 60 عاماً.. الشرع سيزور أمريكا ويخاطب العالم من منصة الأمم المتحدة
الأولى لرئيس سوري منذ 60 عاماً.. الشرع سيزور أمريكا ويخاطب العالم من منصة الأمم المتحدة

صحيفة الشرق

time٠٣-٠٦-٢٠٢٥

  • صحيفة الشرق

الأولى لرئيس سوري منذ 60 عاماً.. الشرع سيزور أمريكا ويخاطب العالم من منصة الأمم المتحدة

عربي ودولي 34 الشرع أفادت قناة "تلفزيون سوريا"، اليوم الثلاثاء، بأن الرئيس السوري أحمد الشرع سيزور الولايات المتحدة في شهر سبتمبر المقبل. ونقلت القناة عن مصادر لم تسمِّها القول إن زيارة الشرع المرتقبة للولايات المتحدة في سبتمبر تتضمن إلقاء كلمة في الأمم المتحدة، مشيرةً إلى أنها ستكون الأولى لرئيس سوري منذ 60 عاماً. وشهدت العلاقات السورية الأميركية زخماً متصاعداً خلال الأسابيع الماضية، توّجت مع لقاء الرئيس السوري بالرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في المملكة العربية السعودية، الشهر الماضي. وفي وقت سابق، كشف المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية، مايكل ميتشل، عن رغبة واشنطن في "بدء عصر جديد" في العلاقة مع سوريا، وخاصة بعد اللقاء الذي جمع الرئيس السوري أحمد الشرع بالمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، في دمشق. وقال ميتشل إن "هذا اليوم كان تاريخياً بالفعل، والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا ينفذ تعهدات الرئيس الأميركي بوتيرة لافتة جداً، وهذه إشارة واضحة من البيت الأبيض بأن الإدارة الأميركية تريد أن تبدأ عصراً جديداً في العلاقات مع سوريا بناءً على الشراكة والتعاون الثنائي".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store