logo
«السكري» و«الدرقية» اضطرابان للمناعة الذاتية

«السكري» و«الدرقية» اضطرابان للمناعة الذاتية

صحيفة الخليجمنذ 2 أيام

يعد اضطراب المناعة الذاتية من المشكلات مجهولة السبب حتى الآن، إلا أن النظريات العلمية ترجح دور العوامل الوراثية والبيئية والهرمونية في تحفيزه، إذ تختلف الأَعراض اعتماداً على نوع الاضطراب وبحسب العضو المتأثر بالإصابة، ويعتمد التشخيص بشكل أساسي على اختبارات الدم، ولوحظ ارتباط داء السكري من النوع الأول مع أمراض المناعة الذاتية التي تصيب الغدة الدرقية، وخاصة الالتهاب من نمط «هاشيموتو» وهو من أنواع قصور الغدة الدرقية، والذي يُصاب به معظم الأشخاص المصابين بداء السكري من النمط الأول في إحدى مراحل حياتهم، وكذلك داء «غريفز» الذي يرتبط بزيادة في هرمونات الغدة الدرقية، ويصاب به نحو 10% من مرضى داء السكري من النمط الأول، وفي السطور القادمة يتحدث الخبراء والاختصاصيون عن المرضين تفصيلاً.
د. محمد صالح أحمد استشاري أمراض الغدد الصماء، يوضح أن داء السكري من النوع الأول حالة مرضية مزمنة تُصنف ضمن أمراض المناعة الذاتية، يتسبب في تدمير جهاز المناعة لخلايا بيتا المنتجة للأنسولين في البنكرياس، ففي الحالة الطبيعية، يحمي الجهاز المناعي الجسم من الأجسام الغريبة مثل: البكتيريا والفيروسات، ولكن يحدث خلل عند الإصابة، حيث يتعرف الجهاز المناعي إلى خلايا بيتا كعدو ويهاجمها.
ويضيف: تبدأ عملية التدمير المناعي في مرحلة مبكرة من الحياة، وربما تستمر لسنوات قبل ظهور الأعراض السريرية، وهذه العملية التدريجية تؤدي في النهاية إلى نقص حاد أو انعدام كامل في إنتاج الأنسولين، الهرمون المسؤول عن تنظيم مستويات السكر في الدم.
وتشير الدراسات إلى أن 27% من مرضى السكري من النوع الأول يعانون مرضاً مناعياً ذاتياً آخر على الأقل، وأكثر هذه الأمراض شيوعاً هي أمراض الغدة الدرقية (24% من المرضى) تليها الأمراض المعوية (6%)، وتزداد هذه النسبة مع التقدم في العمر، حيث تصل إلى 50% لدى المرضى فوق 65 عاماً.
ويذكر د. محمد صالح أحمد أن داء السكري من النوع الأول يحدث نتيجة العوامل الوراثية، أو البيئية مثل: العدوى الفيروسية (كوكساكي أو إبشتاين بار)، النظام الغذائي في الصغر، ونقص فيتامين (د)، ويظهر عادة في مرحلتين عمريتين، بين 4 و7 سنوات، أو بين 10 و14 سنة، وتشمل الأعراض العطش الشديد وكثرة التبول الناجمة عن محاولة الجسم في التخلص من الجلوكوز الزائد عبر البول، الجوع الشديد رغم تناول الطعام، فقدان الوزن غير المبرر نتيجة تكسير الجسم للدهون والعضلات للحصول على الطاقة، التعب والإرهاق المزمن، وتشوش الرؤية بسبب تجمع السوائل في عدسة العين، والتبول اللاإرادي لدى الأطفال الذين كانوا قد توقفوا عن ذلك، بطء التئام الجروح، الأعراض الطارئة (الحماض الكيتوني السكري).
ويوضح أن تشخيص داء السكري من النوع الأول يتم عبر عدة فحوص، هي اختبار الهيموغلوبين السكري، واختبار سكر الدم مستوى 200 ملغم/دل أو أكثر مع وجود أعراض تشير إلى الإصابة، واختبار سكر الدم الصائم بمستوى 126 ملغم/دل أو أكثر في اختبارين منفصلين، واختبار الأجسام المضادة لتأكيد الطبيعة المناعية الذاتية للمرض.
ويضيف: تتنوع مضاعفات السكري من النوع الأول بين الحادة التي تتمثل في الحماض الكيتوني السكري وهي حالة طارئة تهدد الحياة نتيجة تراكم الأحماض الكيتونية في الدم، أما المزمنة فهي تشمل أمراض القلب والأوعية الدموية وزيادة خطر الجلطات والنوبات، والسكتات الدماغية، اعتلال الكلى الذي يصيب 20-30% من المرضى بعد 15 إلى 25 سنة من الإصابة، اعتلال الشبكية الذي يحدث لحوالي 80% من البالغين المصابين لأكثر من 15 سنة، اعتلال الأعصاب، مشاكل الجلد وارتفاع قابلية الإصابة بالعدوى البكتيرية والفطرية، كما تزيد الإصابة لدى الحوامل من خطر الولادة المبكرة والعيوب الخلقية لدى الأجنة.
يشير د. محمد صالح أحمد إلى أن جميع مرضى السكري من النوع الأول يتم علاجهم بالأنسولين مدى الحياة، وتتمثل التقنيات الحديثة في مضخات الأنسولين وهي أجهزة صغيرة توصل الأنسولين بشكل مستمر عبر قسطرة تحت الجلد، ويمكن برمجتها بحسب احتياجات المريض، وهناك أيضاً أجهزة المراقبة المستمرة للجلوكوز التي تقيس مستوى السكر بشكل مستمر وتنقل البيانات لاسلكياً إلى الهاتف أو جهاز الاستقبال، أما النظام المغلق فيجمع بين مضخة الأنسولين ونظام ضبط جرعات الأنسولين تلقائياً.
ويتابع: تعد إدارة نمط الحياة أهم طرق ضبط السكري من النوع الأول وذلك عن طريق مراقبة مستويات السكر 4 مرات يومياً على الأقل، حساب الكربوهيدرات والدهون، والبروتينات في الوجبات، ممارسة الرياضة بانتظام والنوم الجيد، والحفاظ على وزن صحي، والابتعاد عن العادات الغذائية الخاطئة والتوتر، والتدخين الذي يزيد خطر المضاعفات بنسبة 30-40%.
توازن الجسم
يذكر د. أحمد الخطيب، استشاري طب الأسرة، أن التهاب الغدة الدرقية هو اضطراب مناعي يؤثر في توازن الجسم، إذ إن الغدة الدرقية الصغيرة الواقعة في مقدمة الرقبة، تلعب دوراً جوهرياً في تنظيم عمليات الأيض، حرارة الجسم، ضربات القلب، ووظائف الدماغ، ويشمل الالتهاب أنواع متعددة تختلف في السبب والتطور، ومن بينها: داء «هاشيموتو» الأكثر شيوعاً، وهو يحدث نتيجة اضطراب مناعي ذاتي مزمن، يؤدي تدريجياً إلى قصور دائم في وظائف الغدة، أما التهاب الغدة الدرقية تحت الحاد، فغالباً ما يلي العدوى الفيروسية، ويصاحبه ألم في الرقبة وحمى في بعض الأحيان، ويظهر التهاب ما بعد الولادة خلال السنة الأولى ويستهدف النساء المصابات بأمراض مناعية، وهناك أيضاً التهاب الغدة الناتج عن الأدوية مثل: الأميودارون، الإنترفيرون، أو الليثيوم، والالتهاب الصامت أو المزمن غير مؤلم، ويكون في معظم الحالات مناعي المنشأ، ويُكتشف صدفة في الفحوصات الروتينية.
ويوضح د. أحمد الخطيب أن الفئات المعرضة لخطر الإصابة بالتهاب الغدة الدرقية تتمثل في النساء بين 30 و50 عاماً أو بعد الولادة، أو من لديهم تاريخ عائلي بأمراض الغدة أو أمراض مناعية، واللواتي يعانين داء السكري من النوع الأول أو الذئبة أو الداء الزلاقي، أو من يتناولن أدوية تؤثر في المناعة أو الهرمونات، أما الأعراض فتتغير بحسب مرحلة ونوع الإصابة، إذ يتسبب فرط نشاط الغدة في الخفقان، العصبية، فقدان الوزن، عدم تحمل الحرارة، الرجفان، واضطراب النوم. ويؤدي قصور الغدة إلى التعب، الاكتئاب، زيادة وزن، إمساك، جفاف الجلد، تساقط الشعر، غزارة الدورة الشهرية. كما يُلاحظ في بعض الأنواع تورم أو ألم في مقدمة الرقبة في مكان الغدة.
ويشير إلى أن تشخيص التهاب الدرقية يعتمد على الفحص السريري ومجموعة من الاختبارات، مثل: التحاليل الهرمونية، الأجسام المضادة، والموجات فوق الصوتية لمنطقة العنق لتقييم الحجم، التركيب، وتدفق الدم، المسح النووي في بعض الحالات، وأخذ عينة بالإبرة إذا وُجدت عقيدات مشبوهة.
ويضيف: تتمثل المضاعفات الناجمة عن الإصابة بالتهاب «الدرقية» في قصور دائم في وظائف الغدة، تضخم الغدة (السلعة الدرقية)، اضطرابات قلبية (رجفان أذيني، بطء نبض)، اضطراب في الخصوبة أو تأخر الحمل، تأثر النمو العقلي للأطفال في حال وجود قصور غير معالج لدى الأمهات الحوامل.
ويؤكد د. أحمد الخطيب أن طرق التداوي من التهاب الدرقية يكون بحسب نوع الإصابة، إذ يحتاج مرضى «هاشيموتو» وقصور الدرقية لعلاج تعويضي يتم تحديده بحسب الوزن والفحوص، أما التهاب تحت الحاد، فيكون باستخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية أو الكورتيزون، ويُعالج الفرط المؤقت عرضياً بحاصرات البيتا، وتعتبر المتابعة من أهم الطرق للحد من تطور المشكلة، وذلك بالفحص الدوري للغدة خاصة لمن لديهم عوامل خطر، والانتباه لأي تغير غير مبرر في الطاقة أو الوزن أو المزاج، بجانب التزام المرضى بالعلاج، خاصة في القصور المزمن، دعم الحالة النفسية وتقديم التوعية للمريض.
نمط الحياة الصحي
يلعب اتباع نمط الحياة الصحي دوراً مهماً وفعالاً في إدارة أمراض المناعة الذاتية، مثل داء السكري، والغدة الدرقية، ولذلك يُنصح بالالتزام بالغذاء الصحي المتوازن، عن طريق الحد من استهلاك الأطعمة والمشروبات الغنية بالسكر، كونها تتسبب في ضعف جهاز المناعة، واستبدالها بالمكسرات، والبذور، والأفوكادو، لأنها غنية بالدهون الصحية التي تعزز الجهاز المناعي، وكذلك الألياف من الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة، التي تسهم في تنظيم مستويات السكر في الدم وتزيد من الشعور بالشبع، والبروتينات من اللحوم، والدجاج، والأسماك، والبيض، والفول، والبقوليات. بجانب الخضراوات الورقية مثل السبانخ، والبروكلي، التي تمنح الجسم الفيتامينات ومضادات الأكسدة.
كما يسهم شرب كميات كافية من الماء على مدار اليوم في الحفاظ على ترطيب الجسم والحد من أعراض أمراض المناعة الذاتية, وتحفز ممارسة الرياضة بانتظام نمط الحياة الصحي، والتحكم في مستويات السكر في الدم، وزيادة حساسية الأنسولين، وتقوية الجهاز المناعي. وتساعد تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل والتنفس العميق في إدارة الإجهاد.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الإمارات الأولى عالميًا بعد الولايات المتحدة في تطبيق الجيل الثاني من الجراحات الروبوتية بمستشفى كليمنصو دبي
الإمارات الأولى عالميًا بعد الولايات المتحدة في تطبيق الجيل الثاني من الجراحات الروبوتية بمستشفى كليمنصو دبي

زاوية

timeمنذ 7 ساعات

  • زاوية

الإمارات الأولى عالميًا بعد الولايات المتحدة في تطبيق الجيل الثاني من الجراحات الروبوتية بمستشفى كليمنصو دبي

دبي، الإمارات العربية المتحدة – في إنجاز طبي جديد يعكس ريادة دولة الإمارات في مجال الابتكار الطبي، احتفل مركز كليمنصو الطبي في دبي بنجاحه في إجراء أكثر من 1000 عملية جراحة روبوتية لاستبدال المفاصل باستخدام الجيل الثاني من نظام CORI الروبوتي، وذلك بنسبة نجاح بلغت 99.5%. ويأتي هذا التقدم ليؤكد مكانة الإمارات كأول دولة في العالم بعد الولايات المتحدة تطبّق هذه التقنية المتطورة، وهو ما لم يكن ليتحقق لولا دعم القيادة الرشيدة وتشجيعها المستمر على تبني أحدث الابتكارات الطبية العالمية. وشهدت قاعة المحاضرات في المشفى تنظيم احتفالية خاصة بهذه المناسبة، جرى خلالها تكريم الدكتور علي البلوشي، استشاري جراحة العظام والمفاصل، تقديرًا لجهوده الاستثنائية في هذا المجال، ولقيادته أحد أكبر برامج الجراحة الروبوتية في المنطقة. وقال الدكتور علي البلوشي، الذي بدأ عمله في دبي منذ عام 2008:"في عام 2018 كنا من أوائل من استخدم الجراحة الروبوتية في عمليات استبدال الركبة. وشاركنا في تطوير برمجيات ومعدات الجيل الأول من الروبوتات الجراحية، وصولًا إلى الجيل الثاني الذي تم إطلاقه في الولايات المتحدة نهاية عام 2020، ونجحنا في تطبيقه بالإمارات في يناير 2021، لتكون دولتنا من أوائل دول العالم التي تستخدم هذه التقنية عمليًا." وأوضح أن الجراحة الروبوتية أصبحت اليوم الخيار الأول في جميع عمليات استبدال الركبة التي يجريها في مركز كليمنصو، لما توفره من دقة عالية وتقليل لمعدلات الخطأ إلى ما يقارب الصفر، مقارنة بالجراحات التقليدية التي تصل نسبة الخطأ فيها إلى 20%. وأضاف البلوشي:"ميزة الروبوت لا تقتصر على الدقة فقط، بل تساعد المريض على التعافي بشكل أسرع، إذ لا يتطلب البقاء في المستشفى لأكثر من يوم واحد، بينما يحتاج إلى أسبوع أو أكثر في الجراحة التقليدية. كما أن الكلفة متساوية، وهو ما يجعل هذه التقنية متاحة لشريحة أوسع من المرضى." وأشار إلى أن الجراحة الروبوتية تتيح تركيب المفصل الصناعي بدقة متناهية، تشبه في دقتها تركيب الأسنان، ما يحسن الشعور بالراحة بعد العملية ويمنع أي ضغط غير ضروري على الأربطة أو العضلات. وحتى اليوم، أجرى الدكتور البلوشي وفريقه أكثر من 1950 جراحة روبوتية منذ 2018، منها نحو 700 حالة نُفذت في مشفى مركز كليمنصو الطبي بدبي منذ إدخال الجيل الثاني من الروبوتات، وهو رقم يُعد من الأعلى على مستوى المنطقة. ولم يقتصر دور الدكتور البلوشي على إجراء العمليات، بل تجاوز ذلك إلى تدريب عشرات الأطباء من مختلف دول الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا ونيوزيلندا، ضمن برامج تعليمية تُنظم في دبي، مما يُعزز مكانة الدولة كمركز طبي إقليمي وعالمي. ويُعد هذا الإنجاز تتويجًا لرؤية الإمارات في دعم التميز الطبي، حيث كانت الدولة سبّاقة دائمًا في إدخال التقنيات الحديثة، وهو ما تُوّج بتكريم الدكتور البلوشي من قبل سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لجهوده في ترسيخ الجراحة الروبوتية كأحد أبرز إنجازات قطاع الرعاية الصحية بالدولة. -انتهى-

«رضا» يحتاج لعملية جراحية بـ 25 ألف درهم
«رضا» يحتاج لعملية جراحية بـ 25 ألف درهم

الإمارات اليوم

timeمنذ 12 ساعات

  • الإمارات اليوم

«رضا» يحتاج لعملية جراحية بـ 25 ألف درهم

يعاني «رضا» (70 عاماً) مشكلات صحية في العين اليمنى، بسبب سقوط العدسة منها، وهو يحتاج إلى إجراء عملية جراحية لإعادتها إلى مكانها، تبلغ كلفتها 25 ألف درهم، لكن إمكاناته المالية محدودة جداً، ولا تسمح له بتوفير هذا المبلغ. وناشد المريض أهل الخير مساعدته على تأمين كلفة علاجه. وقال لـ«الإمارات اليوم»: «أعيش على أرض الدولة منذ فترة طويلة، وكنت قد عملت في بداياتي في تصليح السيارات، وبينما كنت أؤدي عملي، دخلت قطعة حديدية في عيني اليمنى، وتضررت بشدة، فنقلت إلى مستشفى والدم ينزف منها، وقد تمكن الأطباء في قسم الطوارئ من تدارك الوضع، وتقليل الضرر، ثم خضعت لعملية جراحية لتركيب عدسة في العين المتضررة». وأضاف أن العملية سمحت له باستعادة جزء من الرؤية، وكان عليه وضع نظارة طبية حتى يتمكن من السيطرة على الإبصار، لافتاً إلى أن نظره تحسن شيئاً فشيئاً مع مرور الوقت. ولكن المعاناة عادت له بعد مرور 25 عاماً على إجراء العملية، مصحوبة بآلام شديدة، نتيجة خروج العدسة من مكانها، وتضرر أحد شرايين العين. وتابع: «توجهت إلى أحد المستشفيات المتخصصة في أمراض العيون، حيث أجريت لي فحوص وتحاليل طبية، وأكد لي الطبيب الذي عاين حالتي أنني أحتاج إلى عملية جراحية لتركيب عدسة، لكن المشكلة أن إمكاناتي المالية ساءت بعد أن توقفت عن العمل جراء وضعي الصحي، ولا أستطيع تدبير كلفة العملية». وذكر المريض أن زوجته هي المعيل الوحيد للأسرة وتعمل في إحدى الجهات الخاصة براتب 6000 درهم شهرياً، تسدد منه إيجار المسكن، وما يتبقى يذهب لمتطلبات الحياة اليومية. . وناشد أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة مساعدته على سداد كلفة العملية الجراحية حتى يستعيد القدرة على الإبصار. • المعاناة عادت إلى المريض بعد مرور 25 عاماً على إجراء العملية، مصحوبة بآلام شديدة نتيجة خروج العدسة من مكانها.

تقنية "النقر": جدل علمي حول علاج التوتر والقلق بضغطات الأصابع
تقنية "النقر": جدل علمي حول علاج التوتر والقلق بضغطات الأصابع

خليج تايمز

timeمنذ 12 ساعات

  • خليج تايمز

تقنية "النقر": جدل علمي حول علاج التوتر والقلق بضغطات الأصابع

يبدو الأمر سخيفاً بعض الشيء. طريقة المساعدة الذاتية تسمى "النقر"، والتي تتضمن استخدام أطراف الأصابع لأداء الضغط على نقاط معينة من الجسم مع مواجهة المشاعر السلبية من خلال تمارين التنفس والتأكيدات الإيجابية، قد أثار استياء بعض المتخصصين في الصحة العقلية. "أنا بأمان في سيارتي" قالت امرأة على تيك توك وهي تمارس هذه التقنية، مستخدمةً إصبعها للنقر على أعلى رأسها، ثم على جانب حاجبها ومنتصف ذقنها: "أنا ملاذي الآمن". وفي الفيديو، تشرح أن القيادة بمفردها أمر صعب، لكن النقر ساعدها على تقليل قلقها وإعادة تركيز أفكارها. من السهل العثور على قصص كهذه على مواقع التواصل الاجتماعي. على مدار الخمسة عشر عاماً الماضية تقريباً، ظهر التنصت أيضاً في مدونات الصحة واللياقة البدنية. البرامج التلفزيونية وحتى قائمة أفضل الكتب مبيعا ً . نتيجةً لذلك، اجتذبت هذه الممارسة، المعروفة أيضاً بتقنية الحرية النفسية (EFT)، قاعدةً واسعةً من الموالين وأصبحت تجارةً رائجةً. إلا أن العديد من الخبراء ما زالوا متشككين. من أين جاء النقر؟ يعتبر النقر، الذي يقع تحت مظلة علم نفس الطاقة، ناشئاً من تقنية تسمى العلاج بالحقل الفكري والتي طورها عالم النفس روجر كالاهان في ثمانينيات القرن العشرين. وقد توصل إلى هذه الفكرة أثناء عمله مع مريضة تعاني من رهاب شديد من الماء. حاول الدكتور كالاهان علاجها بطرق مختلفة، بما في ذلك العلاج بجانب حمام السباحة. في أحد الأيام، اشتكت مريضة من أن مجرد النظر إلى الماء يسبب لها ألماً في المعدة، أخبرها الدكتور كالاهان أن تضغط بقوة تحت عينها، وهي المنطقة التي كان يعرف أنها مرتبطة بـ " خط الطول في المعدة"في الطب الصيني التقليدي." وبحسب الدكتور كالاهان، بعد دقيقتين من النقر، أعلنت المريضة أن آلام معدتها قد اختفت، إلى جانب اختفاء خوفها من الماء. ومن هناك، قام الدكتور كالاهان بتطوير العلاج بالحقل، مُدعياً أن بعض المرضى يحتاجون إلى لمس سلسلة من نقاط الضغط بترتيب معين. كان العلاج بالحقل قد فقد مصداقيته من قِبل خبراء علم النفس، ويرجع ذلك جزئياً إلى عدم وجود طريقة لقياس خطوط الطاقة، ولا يوجد أي دليل يُثبت وجودها، ولكن في تسعينيات القرن الماضي، أعاد غاري كريج، خريج جامعة ستانفورد الذي أصبح لاحقاً قسيساً مُرسَماً، صياغة هذه التقنية، مُبتكراً نسخة مُبسطة تُسمى بتقنية الحرية العاطفية(EFT). ويشير المؤيدون إلى أن النقر لا يخفف التوتر والقلق فحسب، بل يمكنه أيضاً تحسين أعراض الاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة، والإدمان، والألم المزمن، من بين أمراض أخرى. يدفع الممارسون الآن مئات الدولارات لحضور دورات العلاج بالطرق العلاجية العاطفية أو الحصول على شهادة رسمية. هل يعمل؟ على الرغم من وجود أكثر من 200 دراسة تتناول تقنية النقر على خطوط الطول، إلا أن هذه الدراسات ليست قوية كما قد تبدو. فالأبحاث التي تزعم فعالية تقنية الحرية العاطفية (EFT) قد شابها الكثير من الشكوك. تضارب المصالح ، العينات الصغيرة، أخطاء إحصائية و عدم الدقة. ولهذه الأسباب، قال أعضاء بارزون في الجمعية الأمريكية لعلم النفس إن الجهود المبذولة لنشر تقنية العلاج العاطفي تعتمد على علم زائف. قالت كاساندرا إل. بونيس، أستاذة مساعدة في علم النفس بجامعة نيو مكسيكو والمؤلفة الرئيسية للدراسة: "عندما تنظر إلى الأدلة حقاً، تجد أنها تنهار". تعليق تمت مراجعته من قبل النظراء ونُشر في عام 2024 الأمر الذي أثار المخاوف بشأن جودة أبحاث العلاج العاطفي بالتركيز على المشاعر وتساءل حول فعالية هذه التقنية. لكن هذا لا يعني أن تقنية العلاج بالطرق العاطفية عديمة الفائدة، كما يقول الخبراء. يُطلب من يجرب هذه التقنية التفكير في أنشطة قد يجدونها مخيفة أو غير مريحة، أو القيام بها، وهو شكل من أشكال العلاج بالتعرض، وهو وسيلة فعّالة لتنظيم المشاعر. يتضمن النقر أيضاً تخصيص لحظة لاستكشاف أفكار المرء، وهو ما يقول المعالجون إنه يساعد الناس على فهم سلوكهم. في جوهره، يُعدّ النقر "مزيجاً من التدخلات، بعضها، على حدّ علمي، فعّال للغاية"، كما قال ديفيد ف. تولين، مدير مركز اضطرابات القلق في معهد الحياة في هارتفورد بولاية كونيتيكت. لكنه أضاف أنه لا توجد أبحاث عالية الجودة تُظهر أن النقر نفسه هو العنصر الفعّال. ما الضرر؟ وعلى الرغم من الأدلة الضعيفة، يصر بعض المرضى والمعالجين على أن النقر يساعد حقاً. قال ديفيد فينشتاين، الذي يُقدّم دوراتٍ وشهاداتٍ في طب الطاقة مع زوجته: "هذا لا يُغني عن أفضل الممارسات المُتبعة لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة، والاكتئاب، والإدمان، وغيرها من الحالات الخطيرة". ولكنه يرى أنه يُمكن أن يُزيد من فعالية هذه العلاجات. قالت ميليسا ليستر، وهي معالجة نفسية في ساندي سبرينغز، جورجيا، إنها وجدت أن النقر يمكن أن يُحقق فوائد سريعة، بما في ذلك هدوء وصفاء ذهني. قررت الحصول على شهادة في هذه التقنية لأنها أرادت أن تُقدم لعملائها بديلاً عندما لا تُحقق أساليب العلاج النفسي الأخرى، مثل العلاج السلوكي المعرفي، النتائج المرجوة. وقالت الدكتورة بونيس إن توفير علاج بديل يمكن أن يكون مفيداً بالفعل للمرضى، لكنها تساءلت عما إذا كان من الأخلاقي القيام بذلك في ظل غياب أدلة علمية صارمة. وأضافت أن "خوفها الأكبر" كان أن يلجأ الأشخاص الضعفاء إلى النقر، ثم يكتشفون أنه لا يجدي نفعاً. "إنه ليس علاجاً نفسياً في الواقع"، قالت.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store