logo
ماذا يعني تعليق إيران التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟

ماذا يعني تعليق إيران التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟

الوسطمنذ 5 أيام
أعلن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان المصادقة على قرار مجلس الشورى القاضي بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك في أعقاب الهجمات الإسرائيلية والأمريكية التي استهدفت منشآت نووية داخل إيران، الشهر الماضي.
وكان مجلس الشورى (البرلمان) قد صوّت الأسبوع الماضي لصالح القرار، في خطوة وصفها نواب بأنها "ردّ على انتهاك سيادة إيران واستهداف منشآتها النووية والعلمية".
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنها على علم بالتقارير الصادرة عن إيران بشأن تعليق التعاون معها، مشيرة إلى أنها تنتظر توضيحات رسمية من طهران.
وجاء القرار الإيراني عقب صراع استمر 12 يوماً، شهد تبادلاً للقصف بين الجانبين، بدأ بغارات إسرائيلية مباغتة استهدفت مواقع عسكرية وعلمية داخل الأراضي الإيرانية، تلتها ردود صاروخية إيرانية قالت طهران إنها استهدفت مواقع عسكرية إسرائيلية.
ما الذي ينص عليه القرار؟
نص القانون وفق ما نشرته قناة "العالم" الإيرانية أن الحكومة "ملزمة، فور المصادقة، بتعليق كافة أشكال التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية... إلى حين ضمان أمن المنشآت النووية والعلماء الإيرانيين"، مستنداً إلى المادة 60 من اتفاقية فيينا 1969 .
وأقر البرلمان الإيراني في 25 حزيران/يونيو، غداة بدء تنفيذ وقف إطلاق النار، مشروع قانون يقضي بتعليق التعاون مع الوكالة التي كان مفتشوها يراقبون مختلف الأوجه المعلنة لأنشطة البرنامج النووي في إيران. ولم يحدد القانون الخطوات الإجرائية لذلك.
وصادق مجلس صيانة الدستور، الهيئة المعنية بمراجعة التشريعات في إيران، على مشروع القانون، وأحاله على السلطة التنفيذية المعنية بتنفيذه.
وجاء في النص الذي نشرته وسائل إعلام إيرانية أن التشريع يهدف إلى "ضمان الدعم الكامل للحقوق الجوهرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية" بموجب معاهدة منع الانتشار النووي، "وخصوصا تخصيب اليورانيوم".
أثار استخدام مصطلح "تعليق" بدلاً من "إيقاف نهائي" تفسيرات بأن القرار مؤقت، ومشروط بتحقيق مطالب أمنية.
أفاد المتحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فريديريك دال، في تصريح لبي بي سي، بأن الوكالة تنتظر تفاصيل إضافية من الجانب الإيراني بشأن القرار.
ماذا يعني التعليق عملياً؟
في تصريح لوكالة الطلبة الإيرانية (إسنا)، قال النائب الإيراني علي رضا سليمي إن القرار يشمل منع دخول مفتشي الوكالة الدولية إلى المنشآت النووية في إيران.
بدوره، اتهم رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بـ"تسريب معلومات حساسة" إلى إسرائيل. وفي منشور عبر منصة "إكس"، كتب قاليباف: "الوكالة التي لم تدن حتى بشكل محدود الهجوم على منشآتنا النووية، فقدت مصداقيتها الدولية".
ونقلت وكالة "مهر" الإيرانية عن قاليباف تأكيده أن البرنامج النووي الإيراني "سيتقدم بوتيرة أسرع"، في ما بدا تلميحاً إلى وقف تبادل المعلومات مع الوكالة الدولية.
"إشارة كارثية"
كان المدير العام للوكالة، رافاييل غروسي، قد طلب زيارة المواقع المتضررة في إيران، ولا سيما منشأة "فوردو"، لكن الحكومة الإيرانية رفضت طلبه.
وكانت الوكالة الدولية قد أصدرت في 12 حزيران/يونيو تقريراً اتّهم إيران بعدم الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بأنشطتها النووية. وأشارت إلى أن مستوى تخصيب اليورانيوم في إيران قد يقلّص الوقت اللازم لصنع سلاح نووي، رغم أنها لم تجد دليلاً على امتلاك أو تطوير أسلحة نووية حتى الآن.
اعتبرت السلطات الإيرانية أن تقرير الوكالة شكّل "ذريعة" للهجمات الإسرائيلية. وعبّر عن هذا الموقف المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي، الذي اتّهم في منشور المدير العام غروسي بـ"تحويل الوكالة إلى طرف في النزاع".
وقد شُنّت الغارات الإسرائيلية فجر الجمعة 13 حزيران/يونيو، بعد يوم من صدور التقرير. وفي 22 من الشهر نفسه، انضمّت الولايات المتحدة إلى الهجوم من خلال قصف منشأة "فوردو" النووية.
وفي اتصال مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اتّهم الرئيس الإيراني الوكالة الدولية بـ"ازدواجية المعايير"، قائلاً إن "غروسي لم يتصرّف بحيادية"، بحسب ما نقلته وسائل إعلام إيرانية.
وتعقيباً على الإعلان الإيراني، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر المجتمع الدولي إلى "التحرك بحزم" لوقف البرنامج النووي الإيراني.
وحثّ ساعر ألمانيا وفرنسا وبريطانيا على "إعادة فرض جميع العقوبات على إيران". وأضاف "يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك بحزم الآن ويستخدم جميع الوسائل المتاحة له لوقف الطموحات النووية الإيرانية".
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن غيزه، إنّ خطوة إيران بتعليق التعاون مع الوكالة الذرية تعدّ "إشارة كارثية".
وقال الباحث في "مبادرة الخطر النووي" إريك بروير تعقيباً على إعلان طهران "بعد عقود من النفاذ الصارم للوكالة الدولية للطاقة الذرية الى برنامج إيران النووية، ندخل الآن مرحلة جديدة أخطر".
وتابع في منشور عبر منصة إكس "مهمة فهم ما يحصل في المواقع النووية الإيرانية، الجديدة والقديمة، ستصبح بالكامل على عاتق أجهزة الاستخبارات".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بزشكيان: إيران لا ترى «أي مشكلة» في استئناف المفاوضات النووية مع واشنطن
بزشكيان: إيران لا ترى «أي مشكلة» في استئناف المفاوضات النووية مع واشنطن

الوسط

timeمنذ 11 ساعات

  • الوسط

بزشكيان: إيران لا ترى «أي مشكلة» في استئناف المفاوضات النووية مع واشنطن

أعلن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن بلاده لا ترى «أي مشكلة» في استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي إذا ما عادت الثقة بين البلدين. وقال بزشكيان خلال مقابلة مع الإعلامي الأميركي تاكر كارلسون جرى بثها الإثنين «لا نرى أي مشكلة في معاودة الدخول في المفاوضات»، مضيفا «هناك شرط ... كيف سنثق مجددا في الولايات المتحدة؟»، وقصفت واشنطن ثلاثة مواقع نووية إيرانية خلال الحرب بين الجمهورية الإسلامية و«إسرائيل» في يونيو الماضي. «لا خطة حتى الآن للبدء بمفاوضات» والخميس الماضي أكدت إيران، عدم وجود خطة حتى الآن لاستئناف المفاوضات حول برنامجها النووي مع الولايات المتحدة، وذلك بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن محادثات ستجرى الأسبوع المقبل. وصرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للتلفزيون الرسمي بأن «التكهنات حول استئناف المفاوضات ينبغي عدم التعامل معها بجدية. أقول بوضوح إنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق أو ترتيب بهدف البدء بمفاوضات جديدة. لا خطة حتى الآن للبدء بمفاوضات». كشفت شبكة «سي إن إن» الأميركية ، في 27 يونيو الماضي، أن الولايات المتحدة تدرس استبدال بموقع «فوردو» النووي الإيراني برنامج يدفع تكاليفه حلفاء واشنطن العرب في الخليج. وأوضحت في تقرير لها مساء أمس الخميس، نقلا عن مصادرها، أنه من بين الأفكار التي جرى طرحها الأسبوع الماضي، والتي ينظر فيها حاليا، فكرة أن يدفع حلفاء الولايات المتحدة في الخليج تكاليف استبدال منشأة فوردو النووية. 30 مليار دولار لإيران أفادت «سي إن إن» بأن البيت الأبيض يناقش مساعدة إيران في الحصول على ما يصل إلى ثلاثين مليار دولار، لإنشاء برنامج نووي مدني، ويدرس استبدال بمنشأة فوردو النووية الإيرانية برنامج يموله حلفاء الولايات المتحدة في الخليج. وأضافت: «من بين الشروط قيد المناقشة استثمار ما يقرب من 20 إلى 30 مليار دولار في برنامج نووي إيراني جديد لا يسمح بالتخصيب، وسيجرى استخدامه لأغراض مدنية». في حين تشير المصادر إلى أن «هذه الأموال، برأي السلطات الأميركية، يجب أن تقدمها دول عربية». كما أوضحت أن الحوافز الأخرى تشمل رفع بعض العقوبات المحتملة على إيران، والسماح لطهران بالوصول إلى ستة مليارات دولار في حسابات مصرفية أجنبية.

بين اليورانيوم والنيكل.. كيف تستعد الصين للصدام التجاري مع الولايات المتحدة؟
بين اليورانيوم والنيكل.. كيف تستعد الصين للصدام التجاري مع الولايات المتحدة؟

عين ليبيا

timeمنذ 11 ساعات

  • عين ليبيا

بين اليورانيوم والنيكل.. كيف تستعد الصين للصدام التجاري مع الولايات المتحدة؟

تتزايد مؤشرات التصعيد في العلاقات الاقتصادية بين الصين والولايات المتحدة، وسط تحركات لافتة من بكين تشمل تقليص صادراتها من اليورانيوم المخصب وتعزيز احتياطياتها من النيكل، تزامناً مع تهديدات أميركية بفرض رسوم جمركية على دول مجموعة 'بريكس' وتأكيد صيني على رفض استخدام التجارة كأداة ضغط سياسي تقليص حاد في صادرات اليورانيوم المخصب وأظهرت بيانات هيئة الإحصاء الأميركية انخفاض صادرات الصين من اليورانيوم المخصب إلى الولايات المتحدة بنسبة الثلثين خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وقد بلغت قيمة هذه الصادرات نحو 118.5 مليون دولار، متراجعةً بمقدار 2.7 مرة. رغم هذا التراجع، جاءت معظم واردات أميركا من اليورانيوم الصيني في مايو وحده، إلا أن الصين تراجعت إلى المرتبة السادسة بين كبار المورّدين، خلف فرنسا وروسيا وهولندا وبريطانيا وألمانيا. الصين تكدّس النيكل وسط حرب تجارية متصاعدة في خطوة أخرى تحمل دلالات استراتيجية، كشفت صحيفة فاينانشيال تايمز عن شراء الصين ما يصل إلى 100 ألف طن من النيكل منذ ديسمبر الماضي، لتعزيز مخزونها الاستراتيجي وسط انخفاض أسعار المعدن وتصاعد التوترات مع واشنطن. ويُستخدم النيكل عالي النقاء، الذي تركز عليه بكين في مشترياتها، في صناعة الفولاذ المقاوم للصدأ وبطاريات السيارات الكهربائية والطيران، وتُظهر بيانات الجمارك أن واردات الصين من النيكل النقي خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2025 تجاوزت 77 ألف طن، وهو أعلى مستوى منذ عام 2019. وتشير مصادر صناعية إلى أن الصين تسعى إلى تأمين سلاسل التوريد الحيوية عبر شراء كميات ضخمة من النيكل والمعادن الأخرى مثل الكوبالت والليثيوم والنحاس، في ظل التنافس الجيوسياسي على الموارد الاستراتيجية. تهديدات أميركية وردّ صيني صارم في موازاة ذلك، توعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على الدول التي تدعم ما وصفه بـ'السياسات المعادية لأميركا' المنبثقة عن مجموعة 'بريكس'، التي عقدت قمتها الأخيرة في ريو دي جانيرو. وردت وزارة الخارجية الصينية على هذه التهديدات، حيث جددت المتحدثة باسمها ماو نينغ معارضة بكين لاستخدام الرسوم الجمركية كوسيلة لفرض السياسات على الدول الأخرى، مؤكدة أن 'استغلال الرسوم لا يخدم أحداً'. تأتي هذه التحركات في ظل تصعيد متبادل بين واشنطن وبكين على جبهات عدة، تشمل التكنولوجيا والطاقة والمعادن الاستراتيجية، حيث تسعى الصين إلى تعزيز أمنها الاقتصادي وتقليل اعتمادها على الإمدادات الغربية، في مقابل جهود أميركية لحشد حلفائها والحد من النفوذ الصيني في الأسواق العالمية.

إيران تؤكد التزامها معاهدة حظر الانتشار النووي
إيران تؤكد التزامها معاهدة حظر الانتشار النووي

الوسط

timeمنذ 4 أيام

  • الوسط

إيران تؤكد التزامها معاهدة حظر الانتشار النووي

أكدت إيران اليوم الخميس التزامها معاهدة حظر الانتشار النووي التي وقعتها في سبعينات القرن الماضي، على الرغم من إعلانها تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية عقب ضربات إسرائيلية وأميركية طالت منشآتها. وكتب وزير الخارجية عباس عراقجي «تبقى إيران ملتزمة معاهدة حظر الانتشار النووي»، وذلك في منشور على منصة «إكس» نقلته وكالة «فرانس برس». وانتقد عراقجي في تدوينته «خبث» ألمانيا التي اعتبرت أمس الأربعاء أن تعليق طهران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة يرسل «إشارة كارثية».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store