
خبيرة تغذية: الشركات تنشر مزاعم عن المياه القلوية
وبحسب ما نشره موقع "لايف ساينس"، صرحت سالومي كروغر أستاذة التغذية في جامعة نورث ويست في بوتشيفستروم بجنوب إفريقيا بأنها "ادعاءات غير مبررة".
المواد القلوية هي مواد قاعدية ذات درجة حموضة عالية، وعكسها الأحماض ذات درجة حموضة منخفضة. تعكس مستويات الحموضة المنخفضة كمية أكبر من الجسيمات المشحونة إيجابيًا. يتراوح مستوى الرقم الهيدروجيني pH للمياه القلوية بين 8 و9، في حين أن مستوى الرقم الهيدروجيني لمياه الشرب العادية يكون "متعادلاً" عند حوالي 7.
يمكن أن يصبح الماء قلويًا عندما يتدفق فوق الصخور ويلتقط المعادن القلوية، أو يمكن إنتاجه صناعيًا من خلال التحليل الكهربائي عبر تمرير الماء المفلتر في جهاز يفصل الماء إلى تيارات قلوية وحمضية. يحتوي التيار القلوي على معادن مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم.
عند استهلاكه، من غير المرجح أن يكون للماء القلوي أي آثار طويلة الأمد على الجسم، إذ بمجرد ملامسته للمعدة، يتم معادلة درجة حموضته بواسطة حموضة العصارة المعدية التي يتراوح رقمها الهيدروجيني بين 1.5 و3.5.
تتفاعل البيكربونات الموجودة في الماء مع حمض المعدة لتكوين الماء وثاني أكسيد الكربون الذي يُطرد بعد ذلك. تُمتص المعادن الموجودة في الماء في الأمعاء الدقيقة وتدخل مجرى الدم، ويُحافظ على درجة الحموضة pH عند مستوى بين 7.35 و7.45 بفضل الرئتين والكليتين. تُصفي الكلى المعادن الزائدة في الدم ويتم التخلص منها.
لذلك، من غير المرجح أن يؤدي شرب الماء القلوي إلى "قلوية" الجسم بشكل ملحوظ.
وذكرت كروغر أن الدراسات العلمية حول الآثار الصحية المحتملة للماء القلوي محدودة وغالبًا ما تكون غير حاسمة.
تشير دراسات أنابيب الاختبار إلى أن الماء القلوي يمكن أن يعطل البيبسين البشري، وهو إنزيم هضمي. في حالة ارتجاع المريء، يصل البيبسين إلى الحلق ويتلف الأنسجة، لذلك في هذا السياق، قد يبدو تعطيل البيبسين مفيدًا، ولكن في المعدة، قد يؤدي ذلك إلى خلل في عملية الهضم، وهو أمر غير مرغوب فيه.
توصلت دراسة رصدية، أجريت على أكثر من 300 امرأة، إلى أن اللواتي شربن الماء القلوي بانتظام لديهن مؤشر كتلة جسم BMI ومستويات سكر في الدم وضغط دم أقل ممن شربن الماء العادي. لكن المجموعة الأولى تمتعت أيضًا بدخل أعلى وتغذية أفضل ونشاط بدني أكبر. أوضحت كروغر "أن عوامل نمط الحياة هذه لها تأثير أقوى بكثير على خطر الإصابة بالأمراض المزمنة من مجرد شرب الماء القلوي".
كما أكدت دراسات أخرى، تتبعت المؤشرات المباشرة للترطيب، عدم وجود أي فروق جوهرية بين الماء القلوي والماء العادي.
بشكل عام، أوضحت ليز هافمان-نيل، الأستاذة المشاركة في الدراسة من جامعة نورث ويست بجنوب إفريقيا، أن المشكلات المنهجية في بعض هذه الدراسات البشرية، مثل صغر حجم العينات ونقص القياسات الأساسية، تجعل من الصعب استخلاص استنتاجات قاطعة.
تفيد بعض الأبحاث الناشئة بأن الماء القلوي يمكن أن يعمل كمضاد للأكسدة، مما يقلل من الإجهاد التأكسدي وتلف العضلات الناتج عن التمارين عالية الكثافة أو طويلة الأمد، لكنها حذرت من أن هذا العمل لا يزال في مراحله الأولى. وأشارت هافمان-نيل إلى أنه إذا كانت للمياه القلوية أي فوائد، فربما تكون هذه الفوائد مرتبطة بمحتواها من الإلكتروليت أكثر من درجة حموضتها.
وأضافت كروغر أن الأدلة المتاحة تشير "بشكل عام إلى أن الماء القلوي له فوائد قليلة، إن وجدت، مقارنةً بالماء العادي، وأن شربه قد يحمل بعض المخاطر". على سبيل المثال، يمكن أن يشكل شرب الماء ذي الرقم الهيدروجيني الأعلى من 9 مخاطر على الأشخاص الذين يتناولون أدوية تمنع إنتاج حمض المعدة، مثل مثبطات مضخة البروتون، لأنه يمكن أن يرفع مستويات الرقم الهيدروجيني للمعدة.
كما يمكن أن تتسبب المعادن الزائدة من الماء القلوي في خلل في مستويات المعادن في دم الأشخاص المصابين بأمراض الكلى، والذين لا يستطيعون تصفية المعادن بفعالية. إذا احتوى منتج الماء القلوي على بيكربونات الصوديوم، كما هو الحال في بعض المنتجات، فربما يساهم أيضًا في الإفراط في تناول الصوديوم، خاصة وأن يتم بالفعل استهلاك مستويات عالية من الصوديوم من ملح الطعام والأطعمة المصنعة، ما يؤدي إلى تفاقم هذه المشكلة".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ 20 ساعات
- العربية
خبيرة تغذية: الشركات تنشر مزاعم عن المياه القلوية
أصبح شرب المياه القلوية اتجاهًا شائعًا، إذ تزعم العديد من الشركات أنها توفر مجموعة متنوعة من الفوائد، من تحسين الترطيب إلى الوقاية من الأمراض المزمنة. وبحسب ما نشره موقع "لايف ساينس"، صرحت سالومي كروغر أستاذة التغذية في جامعة نورث ويست في بوتشيفستروم بجنوب إفريقيا بأنها "ادعاءات غير مبررة". المواد القلوية هي مواد قاعدية ذات درجة حموضة عالية، وعكسها الأحماض ذات درجة حموضة منخفضة. تعكس مستويات الحموضة المنخفضة كمية أكبر من الجسيمات المشحونة إيجابيًا. يتراوح مستوى الرقم الهيدروجيني pH للمياه القلوية بين 8 و9، في حين أن مستوى الرقم الهيدروجيني لمياه الشرب العادية يكون "متعادلاً" عند حوالي 7. يمكن أن يصبح الماء قلويًا عندما يتدفق فوق الصخور ويلتقط المعادن القلوية، أو يمكن إنتاجه صناعيًا من خلال التحليل الكهربائي عبر تمرير الماء المفلتر في جهاز يفصل الماء إلى تيارات قلوية وحمضية. يحتوي التيار القلوي على معادن مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم. عند استهلاكه، من غير المرجح أن يكون للماء القلوي أي آثار طويلة الأمد على الجسم، إذ بمجرد ملامسته للمعدة، يتم معادلة درجة حموضته بواسطة حموضة العصارة المعدية التي يتراوح رقمها الهيدروجيني بين 1.5 و3.5. تتفاعل البيكربونات الموجودة في الماء مع حمض المعدة لتكوين الماء وثاني أكسيد الكربون الذي يُطرد بعد ذلك. تُمتص المعادن الموجودة في الماء في الأمعاء الدقيقة وتدخل مجرى الدم، ويُحافظ على درجة الحموضة pH عند مستوى بين 7.35 و7.45 بفضل الرئتين والكليتين. تُصفي الكلى المعادن الزائدة في الدم ويتم التخلص منها. لذلك، من غير المرجح أن يؤدي شرب الماء القلوي إلى "قلوية" الجسم بشكل ملحوظ. وذكرت كروغر أن الدراسات العلمية حول الآثار الصحية المحتملة للماء القلوي محدودة وغالبًا ما تكون غير حاسمة. تشير دراسات أنابيب الاختبار إلى أن الماء القلوي يمكن أن يعطل البيبسين البشري، وهو إنزيم هضمي. في حالة ارتجاع المريء، يصل البيبسين إلى الحلق ويتلف الأنسجة، لذلك في هذا السياق، قد يبدو تعطيل البيبسين مفيدًا، ولكن في المعدة، قد يؤدي ذلك إلى خلل في عملية الهضم، وهو أمر غير مرغوب فيه. توصلت دراسة رصدية، أجريت على أكثر من 300 امرأة، إلى أن اللواتي شربن الماء القلوي بانتظام لديهن مؤشر كتلة جسم BMI ومستويات سكر في الدم وضغط دم أقل ممن شربن الماء العادي. لكن المجموعة الأولى تمتعت أيضًا بدخل أعلى وتغذية أفضل ونشاط بدني أكبر. أوضحت كروغر "أن عوامل نمط الحياة هذه لها تأثير أقوى بكثير على خطر الإصابة بالأمراض المزمنة من مجرد شرب الماء القلوي". كما أكدت دراسات أخرى، تتبعت المؤشرات المباشرة للترطيب، عدم وجود أي فروق جوهرية بين الماء القلوي والماء العادي. بشكل عام، أوضحت ليز هافمان-نيل، الأستاذة المشاركة في الدراسة من جامعة نورث ويست بجنوب إفريقيا، أن المشكلات المنهجية في بعض هذه الدراسات البشرية، مثل صغر حجم العينات ونقص القياسات الأساسية، تجعل من الصعب استخلاص استنتاجات قاطعة. تفيد بعض الأبحاث الناشئة بأن الماء القلوي يمكن أن يعمل كمضاد للأكسدة، مما يقلل من الإجهاد التأكسدي وتلف العضلات الناتج عن التمارين عالية الكثافة أو طويلة الأمد، لكنها حذرت من أن هذا العمل لا يزال في مراحله الأولى. وأشارت هافمان-نيل إلى أنه إذا كانت للمياه القلوية أي فوائد، فربما تكون هذه الفوائد مرتبطة بمحتواها من الإلكتروليت أكثر من درجة حموضتها. وأضافت كروغر أن الأدلة المتاحة تشير "بشكل عام إلى أن الماء القلوي له فوائد قليلة، إن وجدت، مقارنةً بالماء العادي، وأن شربه قد يحمل بعض المخاطر". على سبيل المثال، يمكن أن يشكل شرب الماء ذي الرقم الهيدروجيني الأعلى من 9 مخاطر على الأشخاص الذين يتناولون أدوية تمنع إنتاج حمض المعدة، مثل مثبطات مضخة البروتون، لأنه يمكن أن يرفع مستويات الرقم الهيدروجيني للمعدة. كما يمكن أن تتسبب المعادن الزائدة من الماء القلوي في خلل في مستويات المعادن في دم الأشخاص المصابين بأمراض الكلى، والذين لا يستطيعون تصفية المعادن بفعالية. إذا احتوى منتج الماء القلوي على بيكربونات الصوديوم، كما هو الحال في بعض المنتجات، فربما يساهم أيضًا في الإفراط في تناول الصوديوم، خاصة وأن يتم بالفعل استهلاك مستويات عالية من الصوديوم من ملح الطعام والأطعمة المصنعة، ما يؤدي إلى تفاقم هذه المشكلة".


مجلة هي
منذ يوم واحد
- مجلة هي
زيت الشفاه دليلك للحصول على ترطيب صحّي.. جمال ووقاية من أشعة الشمس
يمثّل زيت الشفاه أو ما يعرف بالـ Lip Oil أحدث صيحات الجمال هذا الموسم وهو منتج مخصّص للعناية بالشفاه ومصنوع من مجموعة زيوت طبيعية تحسّن صحة الشفاه وتساعد على ترطيبتها خصوصاً عند التشقّق والتعرض للجفاف. لتغذية الشفاه هذا الموسم، اختاري زيت الشفاه الذي يحتوي على الفيتامينات والمواد الطبيعية لكي تحصلي على النتيجة المطلوبة بشكل أسرع. قواعد استخدام زيوت الشفاه قواعد استخدام زيوت الشفاه هذا الصيف تتّسم قوام زيت الشفاه ما بين ملمع الشفاه ومرطب الشفاه، وتحتوي على عناصر مفيدة لصحتها، إضافةً إلى لمعانها. فيمكن استخدام زيوت الشفاه بمفردها أو خلف طبقة أحمر الشفاه أو فوقه لتحصينها من الجفاف. لذلك ننصحك بتطبيق زيت الشفاه كل 3 ساعات تقريباً وفقاً للحاجة؛ إذ أنه لا يدوم لمدة طويلة مثل أحمر الشفاه. ما هي فوائد زيت الشفاه؟ يمكنك زيت الشفاه مظهراً مفعماً بالأنوثة، فبفضل تركيبته اللامعة والبراقة يعتني بالشفاه جيداً ويحتوي على مواد فعّالة مرطبة مثل حمض الهيالورونيك أو العسل الأبيض. كما يحمي الشفاه من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، بفضل احتوائه على عامل حماية من أشعة الشمس. كما يوفّر زيت الشفاه فوائد عديدة تشجع على استخدامه في كافة الظروف، إذ أن الشفاه جزء من الوجه وتحتاج إلى عناية مثلها مثل البشرة خصوصاً عند فقدان الترطيب والتعرّض للتشقّق. ومن أهم هذه الفوائد: ترطيب الشفاه: يدعم الزيت ترطيب الشفاه وحمايتها من الجفاف من خلال تطبيق طبقة كافية منه وبالتالي ضمان إبقاء الشفتين مرطبتين ومحمية من العوامل الجوية الضارة بها. غني بمكونات مفيدة للشفاه: يحتوي زيت الشفاه على مزيج من الزيوت المفيدة الغنية بالعناصر المغذية سهلة الامتصاص مثل زيت بذور العنب وزيت جوز الهند وزيت الأفوكادو وزيت فيتامين E وغيرها من الزيوت المرطبة التي تشكّل حاجزًا للشفاه لمنع فقدان رطوبتها. زيت الشفاه لتقوية السطح الخارجي للشفاه من دار Balmain تقوية السطح الخارجي للشفاه: يقوي الزيت السطح الخارجي للشفاه خصوصاً المعرّضة للجفاف والتشقق؛ لذا ينصح باستخدامه فوق بلسم الشفاه، إذ أن استخدام البلسم أولًا يجذب الرطوبة إلى الشفاه بينما يحبس زيت الشفاه الرطوبة ويمنع فقدانها. الفرق بين زيت الشفاه وبلسم الشفاه يُصنّع بلسم الشفاه عادةً من قوام شمعي كثيف يغطي الشفاه إلّا أنّ فوائده لا تكون على المدى الطويل، بينما زيت الشفاه مصنوع من تركيبة طبيعية من الزيوت تتغلغل بسهولة وعمق في الشفاه لتوفير الترطيب لساعات طويلة دون الحاجة لتكرار التطبيق باستمرار. الفرق بين زيت الشفاه وملمع الشفاه زيت الشفاه خفيف القوام وشديد الامتصاص يتّسم ملمع الشفاه بكثافته العالية التي تؤدي إلى الشعور بالانزعاج في بعض الأحيان، كما أنه يبقى على السطح دون تغذية الشفاه. أما زيت الشفاه فهو خفيف القوام شديد الامتصاص ويوفّر لمعانًا عاليًا غير لزج. مستحضرات زيت الشفاه اللماعة HAUS LABS Skin Tech Concealer in shade 11 Light Neutral and PHD Hybrid Lip Oil لحماية شفتيك طوال النهار وحفاظها على اللمعية المطلوبة، اختاري زيت الشفاه اللماع والذي يدوم لفترة طويلة ولا يتسبّب بالسيلان منHAUS LABS Skin Tech Concealer in shade 11 Light Neutral and PHD Hybrid Lip Oil . هذا المستحضر يضمن لك شفاه صحية ومفعمة بالبريق للحصول على جمال مشرق وخال من الشوائب. Dior Addict Lip Glow Oil 000 Universal Clear قومي باستخدام زيت الشفاه Dior Addict Lip Glow Oil 000 Universal Clear الذي يغمر الشفاه بطريقة تضمن لك اطلالة جمالية ملفتة وخارجة عن المألوف. هذه الزيوت تغنيكي عن استخدام الغلوس لتساعدي على ترطيب الشفاه بعيداً عن الجفاف. Charlotte Tilbury MAGIC LIP OIL CRYSTAL ELIXIR زيت الشفاه من Charlotte Tilbury MAGIC LIP OIL CRYSTAL ELIXIR بتركيبته الكريستالية القادرة على تغليف الشفاه بشكل بارز وموحد وصولاً الى الحدود الخارجية، للحصول على شفاه كبيرة ومشرقة. Guerlain Kiss Kiss Bee Glow Lip Oil هذا القلم الخاص من Guerlain Kiss Kiss Bee Glow Lip Oil مكوّن من زيت العسل الملوِّن للشفاه من مصدر طبيعي بنسبة 92%. فبمجرد تدليك الشفاف تقومين بتجديد الدورة الدموية وابعاد خطر الجفاف عن سطحها. TARTE COSMETICS Maracuja Glossy Lip Oil in Pink يساعد زيت الشفاه الخاص من TARTE COSMETICS Maracuja Glossy Lip Oil in Pinkعلى ترطيب الشفاه بشكل عالي، مع إضفاء لمعان يجعل الشفاه تبدو ممتلئة. كما يحتوي على أكثر من 6 أنواع زيوت ونباتات مرطبة.


الشرق السعودية
منذ 2 أيام
- الشرق السعودية
دراسة: السمنة طويلة الأمد تسرع الشيخوخة البيولوجية عند الشباب
كشفت دراسة حديثة ومفصلة أن السمنة طويلة الأمد مرتبطة بظهور علامات الشيخوخة الجزيئية في سن الشباب. وقالت الدراسة المنشورة في دورية الجمعية الطبية الأمريكية إن السمنة تؤدي إلى تدهور فسيولوجي مبكر للغاية؛ وفي وقت أبكر مما كان يُعتقد بكثير. وتقدم الدراسة، التي أجريت على مجموعة من الشباب في تشيلي تتراوح أعمارهم بين 28 و 31 عاماً، دليلاً قاطعاً على أن السمنة ليست مجرد عامل خطر للأمراض المزمنة، بل هي محفز للشيخوخة البيولوجية المتسارعة نفسها. وتُعد السمنة عامل خطر رئيسي لمعظم الأمراض المزمنة غير المعدية، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان، وأمراض الجهاز العضلي الهيكلي. وتظهر الأبحاث المكثفة أن السمنة تقلل من العمر الصحي ومتوسط العمر المتوقع من خلال زيادة خطر هذه الأمراض، والتي تُعد الشيخوخة عامل الخطر الرئيسي لها. وتشير الدراسة إلى أن العواقب النموذجية للشيخوخة، مثل فقدان الكتلة العضلية، وتصلب الشرايين، ومقاومة الأنسولين، وتدهور وظيفة المناعة التكيفية، تتسارع جميعها بسبب السمنة. ويقول الباحثون إن ما يثير الانتباه أن هذه المشكلات الصحية أصبحت تُلاحظ بشكل متزايد لدى الشباب، مما قد يشير إلى علامات مبكرة للشيخوخة المتسارعة. السمنة وتقصير العمر وقد خلصت مجموعتان بحثيتان حديثتان إلى أن التغيرات الفسيولوجية المرضية المرتبطة بالسمنة تشبه تلك التي تُرى في الشيخوخة أو تُسهم فيها، مما يدعم الفرضية القائلة بأن السمنة قد تُسرّع التدهور التدريجي في السلامة الفسيولوجية الذي يحدث عادةً في الكائنات الحية المتقدمة في العمر. على الرغم من أن العلاقة بين السمنة وتقصير العمر وزيادة خطر الأمراض المزمنة المبكرة راسخة، إلا أن فهم المسارات والآليات الجزيئية المحددة التي تربط بينهما لا يزال محدوداً، لكن الدراسة تُظهر أن كلتا الظاهرتين تتشاركان العديد من السمات الفسيولوجية مثل الالتهاب الجهازي، واختلال توازن ميكروبيوم الأمعاء، وضعف استشعار المغذيات، وضعف الاتصال بين الخلايا، بالإضافة إلى شيخوخة الخلايا. ومع توقع أن يُعاني حوالي مليار شخص من السمنة بحلول عام 2030، يقترب العالم من مستقبل قد يكون فيه السكان عالمياً أكبر فسيولوجياً مما تشير إليه البيانات الاجتماعية والديموغرافية الحالية، مما يُعرض جهود الشيخوخة الصحية والوظيفية والناجحة للخطر. وللتحقق من فرضية أن السمنة تُسرّع الشيخوخة، اعتمد الباحثون على مجموعة مواليد "دراسة سانتياجو الطولية" في تشيلي، وهي أقدم مجموعة مواليد في البلاد، بدأت في سبتمبر 1992 لدراسة تأثيرات التغذية على صحة الأطفال. وفي عمر 28 إلى 31 عاماً، كان متوسط مؤشر كتلة الجسم في هذه المجموعة 29، و39% منهم يعانون من السمنة، دون فروق بين الجنسين. وأظهرت الفحوصات السريرية لهؤلاء الشباب علامات مقلقة تشير إلى تسارع في التدهور الصحي لا يتناسب مع أعمارهم الزمنية. فقد تبين أنهم يواجهون مخاطر قلبية وعائية مرتفعة، مثل ارتفاع مستويات الدهون في الدم، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة سرعة موجة النبض، وهي مؤشرات غالباً ما ترتبط بكبار السن أو بمن يعانون من أمراض مزمنة. فرضية السمنة المزمنة كما كشفت النتائج عن تزايد مقلق في معدلات الإصابة بمتلازمة الأيض ومرض الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي حيث ارتفعت النسبة من 15% إلى 24% في عمر 23 عاماً، لتصل إلى ما بين 38% و55% في عمر 29 عاماً. والأكثر إثارة للقلق أن 13.7% من المشاركين كانوا قد بدأوا بالفعل باستخدام أدوية للتحكم في مستويات الجلوكوز أو ضغط الدم أو الكوليسترول بحلول عمر 28 إلى 31 عاماً. ويقول الباحثون إن هذه المؤشرات، مجتمعة، تدل على أن التعرض المزمن للسمنة قد عجّل من وتيرة الشيخوخة البيولوجية لديهم، متجاوزاً ما يُعتبر طبيعياً أو متوقعاً من الناحية الفسيولوجية في هذه المرحلة العمرية. كشفت النتائج عن فروق جوهرية بين المجموعات الثلاث، أبرزها تسارع واضح في مؤشرات الشيخوخة البيولوجية لدى المشاركين الذين عانوا من السمنة طويلة الأمد لتقييم فرضية تأثير السمنة المزمنة على تسارع الشيخوخة البيولوجية، جمع الباحثون عينات دم من 205 مشاركين تم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات وفقاً لمسار مؤشر كتلة الجسم لديهم عبر مراحل الحياة؛ المجموعة الأولى (89 مشاركاً) حافظوا على مؤشر كتلة جسم صحي باستمرار، والمجموعة الثانية (43 مشاركاً) عانوا من السمنة المستمرة منذ مرحلة المراهقة، بينما ضمت المجموعة الثالثة (73 مشاركاً) أفراداً عانوا من السمنة منذ الطفولة المبكرة. وركزت الدراسة على قياس مؤشرين رئيسيين للشيخوخة: العمر الوراثي الذي يعتمد على أنماط ما يسمى بميثلة الحمض النووي لتقدير العمر البيولوجي؛ وطول التيلومير، وهي الأغطية الواقية في نهايات الكروموسومات، حيث يُعد قصرها مؤشراً على الشيخوخة الخلوية. بالإضافة إلى ذلك، تم تحليل نتائج ثانوية تضمنت عوامل النمو، والميوكينات المرتبطة بالشيخوخة، وهي بروتينات تلعب أدواراً محورية في الالتهاب والتواصل الخلوي. كما خضع المشاركون لتقييم دقيق للملامح القلبية الأيضية لديهم، بهدف رسم صورة شاملة لتأثيرات السمنة المزمنة على الجسم مع التقدم في العمر. حقائق حول السمنة- منظمة الصحة العالمية في عام 2022، كان هناك شخص واحد متعايش مع السمنة من كل 8 أشخاص في العالم. زادت معدلات السمنة لدى البالغين في جميع أنحاء العالم إلى أكثر من الضعف منذ عام 1990، كما تضاعفت معدلاتها بين المراهقين بمقدار 4 مرات. في عام 2022، كان هناك 2,5 مليار شخص بالغ (بعمر 18 عاماً فما فوق) يعانون من زيادة الوزن، منهم 890 مليون شخص من المتعايشين مع السمنة. في عام 2022، كانت هناك نسبة 43٪ من البالغين بعمر 18 عاماً فما فوق يعانون من زيادة الوزن ونسبة 16٪ منهم متعايشون مع السمنة. في عام 2024، كان هناك 35 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من زيادة الوزن. في عام 2022، كان هناك أكثر من 390 مليون طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين 5 أعوام و19 عاماً يعانون من زيادة الوزن، منهم 160 مليون طفل ومراهق من المتعايشين مع السمنة. وكشفت النتائج عن فروق جوهرية بين المجموعات الثلاث، أبرزها تسارع واضح في مؤشرات الشيخوخة البيولوجية لدى المشاركين الذين عانوا من السمنة طويلة الأمد (المجموعتين 2 و3)، مقارنة بمن حافظوا على وزن صحي (المجموعة 1). اضطرابات أيضية وأظهرت المجموعتان المصابتان بالسمنة أعماراً وراثية تفوق أعمارهما الزمنية بمعدل يتراوح بين 4.4 و4.7 سنوات، أي بزيادة تصل إلى 16.4%، وبلغ الفارق في بعض الحالات نحو 48٪، كما تآكلت التيلوميرات لديهم بشكل أكبر، وهو ما يعكس شيخوخة خلوية متسارعة. وكذلك، سجلوا مستويات مرتفعة من علامات الالتهاب الجهازي ما يعكس وجود "التهاب شيخوخي" مزمن. وترافقت هذه المؤشرات مع اضطرابات أيضية وفسيولوجية بارزة، مثل زيادة محيط الخصر، وارتفاع ضغط الدم الانقباضي، ومستويات أعلى من الأنسولين ومقاومة الأنسولين، وارتفاع مؤشرات متلازمة الأيض، ومخاطر الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي. كما ظهرت اختلالات في عوامل النمو ومؤشرات على إجهاد الميتوكوندريا وضعف استشعار المغذيات. ويقول الباحثون إن تأثيرات الشيخوخة البيولوجية كانت متشابهة بين من بدأت لديهم السمنة في الطفولة المبكرة ومن بدأت في المراهقة، مما يشير إلى أن العامل الأهم ليس توقيت الإصابة بالسمنة، بل استمرارها لفترة طويلة دون انقطاع. وتُقدم هذه الدراسة الشاملة، التي جمعت بين الأوبئة والطب وعلم الشيخوخة، أدلة قوية على أن السمنة طويلة الأمد مرتبطة بالتدهور الفسيولوجي المبكر وعلامات الشيخوخة الجزيئية في الشباب؛ كما تُبرز السمنة كنموذج للشيخوخة المتسارعة، مما يفتح آفاقاً جديدة للبحث في التدخلات المضادة للشيخوخة. ومع ذلك، تواجه الدراسة بعض القيود. فقد ركزت على مجموعة سكانية محددة في تشيلي، وقد لا تنطبق النتائج مباشرة على جميع المجموعات العرقية. كما أن الدراسات الرصدية لا تُثبت بالضرورة علاقة سببية. لكن وجود الأفراد الذين يعانون من السمنة دون أمراض قلبية أيضية، والذين أظهروا أعمارًا وراثية متسارعة، يدعم فكرة أن السمنة قد تُطلق علامات الشيخوخة بشكل مستقل، مما يؤدي لاحقًا إلى الخلل الوظيفي الأيضي. تُشكل هذه النتائج تحديًا بحثياً كبيراً لتحديد مدى سرعة تطور الخلل الوظيفي القلبي الأيضي إلى أمراض فعلية في الأفراد الذين يعانون من الشيخوخة المتسارعة بسبب السمنة. ويقول الباحثون إنه ونظراً لأن ظاهرة الشيخوخة المبكرة هذه مرتبطة بالتغيرات الوراثية الجينية في أفراد في سن الإنجاب، فإن الأبحاث المستقبلية يجب أن تبحث في إمكانية وراثة هذه الظاهرة.