logo
دعاء بعد صلاة الوتر .. كان يردده النبي ثلاث مرات

دعاء بعد صلاة الوتر .. كان يردده النبي ثلاث مرات

صدى البلدمنذ 5 أيام
صلاة الوتر وغيرها من النوافل الأفضلُ فيها أن تكون في البيت؛ ففي الحديث المتفق عليه عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أنَّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ أَفْضَلَ صَلاَةِ المَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا الصَّلاَةَ المَكْتُوبَةَ».
دعاء بعد صلاة الوتر
وهناك دعاء بعد صلاة الوتر يستحب للمسلم أن يُسبِّح الله بعد سلامه من صلاة الوتر كما كان يفعل سيدنا رسول الله، فقد كان يقول بعد الوتر: «سُبحانَ الملِكِ القدُّوس ثلاثَ مرَّاتٍ، يرفَعُ بِها صوتَهُ». [سنن النسائي].
ورد عَنْ صلاة الوتر، ما روي عَلِيٍّ بن أبي طالب -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُولُ فِي آخِرِ وِتْرِهِ : «اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ».
كيفية صلاة الوتر
رأى الأحناف: الوتر واجب وهو ثلاث ركعات كالمغرب لا يسلم بينهن، ويقرأ في جميعها فاتحة وسورة ويقنت في الثالثة قبل الركوع مكبرًا رافعًا يديه، والمالكية يرون أن صلاة الوتر سنة مؤكدة لكن لا تكون إلا بعد شفع يسبقها- أي ركعتين - ثم يسلم وبعدهما ركعة واحدة ووصلها بالشفع مكروه.
الشافعية يرون أن صلاة الوتر سنة مؤكدة وأدنى الكمال ثلاث ركعات فلو اقتصر على ركعة كان خلاف الأولى وله أن يصلي ركعتين ثم يسلم ويأتي بثالثة أو يأتي بالثلاثة بتشهد واحد، أما الحنابلة فيرون أن صلاة الوتر سنة مؤكدة وأدنى الكمال ثلاث ركعات فله أن يصلي ركعتين ثم يسلم ويأتي بثالثة أو يأتي بالثلاث بتشهدين وبسلام واحد كما تصح صلاة الوتر بركعة واحدة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عودة في قداس لراحة نفوس ضحايا 4 آب: كفى عرقلة للتحقيق
عودة في قداس لراحة نفوس ضحايا 4 آب: كفى عرقلة للتحقيق

OTV

timeمنذ 7 دقائق

  • OTV

عودة في قداس لراحة نفوس ضحايا 4 آب: كفى عرقلة للتحقيق

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، وأقام جنازا لراحة نفوس ضحايا 4 آب الذين سقطوا في مستشفى القديس جاورجيوس وفي بيروت. حضر القداس حشد من المؤمنين بالإضافة إلى مدير مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي مع الأطباء والموظفين فيه وأهالي الضحايا. بعد قراءة الإنجيل ألقى عظة قال فيها: 'نعاين في إنجيل اليوم ربنا يسوع المسيح خارجا من السفينة، ناظرا إلى الجمع الكثير، متحننا عليهم وشافيا مرضاهم. هذه النظرة الإلهية المملوءة حنانا هي نظرة الراعي الصالح الذي لا يطيق رؤية خرافه مطروحة بلا معين. نظر إليهم لا بعين القاضي الغاضب بل بعين الأب الرؤوف الذي يتألم لوجع أبنائه، فاقترب منهم ولمس ضعفهم وأقامهم من بؤسهم وأوجاعهم. لما صار المساء تقدم إليه تلاميذه قائلين: «المكان قفر والساعة قد فاتت. فاصرف الجموع ليذهبوا إلى القرى ويبتاعوا لهم طعاما». لكن الرب لا يرسل الإنسان خائبا فارغا لذلك قال لتلاميذه: «لا حاجة لهم إلى الذهاب. أعطوهم أنتم ليأكلوا». هكذا يعلمنا الرب درس الرحمة الحقيقية، فلا نكتفي بالتعبير عن العاطفة الباردة قولا، بل نترجم محبتنا فعلا وخدمة وبذلا. قال له تلاميذه: «ما عندنا ههنا إلا خمسة أرغفة وسمكتان» فأخذها الرب وأمر الجموع أن يتكئوا على العشب، ورفع نظره نحو السماء وبارك وكسر وأعطى التلاميذ والتلاميذ أعطوا الجموع فأكلوا جميعا وشبعوا «ورفعوا ما فضل من الكسر إثنتي عشرة قفة مملوءة، وكان الآكلون خمسة آلاف رجل سوى النساء والصبيان». إنه حقا لسر عظيم'. أضاف: 'الله لا يطلب منا ما ليس عندنا، لكنه يسألنا عما لدينا، مهما بدا صغيرا أو تافها في عيون الناس. فإذا قدمناه له بإيمان، يباركه ويضاعفه ويجعله بركة للعالم أجمع. الله هو الإله الذي من ضعفنا يظهر قوة، ومن فقرنا يخرج غنى، ومن بخلنا يصنع سخاء، إذا فتحنا له القلب. أراد الرب أن يشرك تلاميذه في هذا العمل الخلاصي فجعلهم يوزعون الطعام على الجموع. يريدنا ربنا أن نكون أدوات لرحمته لا متفرجين على عجائبه وحسب. يجعلنا شركاء في تحقيقها، لأن المحبة، إذا لم تترجم عملا ملموسا، تبقى وهما وكلاما أجوف لا يحيي ولا يشبع. إن الله قادر أن يشبعنا بكلمة أو بفعل لكنه يشاء أن يتم العطاء بواسطتنا نحن البشر لكي نتعلم العطاء ولكي يقدس قلوبنا ويطهرها من الأنانية والجشع فنكون مثله رحماء نعطي ونساند كل متألم ومهمش'. وتابع: 'ها نحن اليوم، في هذا البلد المتألم، نأتي إلى الرب حاملين أمامه جوعنا ومرضنا وآلامنا وخوفنا. نأتي إليه حاملين ذكرى موجعة هزت ضمير العالم فيما بقيت بعض الضمائر عندنا صماء عن الحق وعن آلام الشعب وعذاباته. نقف أمام الرب حاملين جراحنا وجراح وطننا لبنان. نأتي إليه مستذكرين، بقلوب دامية، تفجير الرابع من آب، ذلك اليوم المشؤوم الذي دوى فيه إنفجار الظلم والفساد والإهمال في قلب عاصمتنا الحبيبة بيروت، فهز أركانها ودمر أحياءها، وخطف حياة الأبرياء، وخلف الجرحى، وزرع الخراب في آلاف البيوت، ما جرح القلوب وأدماها. لم يكن إنفجار مواد كيميائية وحسب، بل إنفجار ضمائر ميتة، ضمائر من باعوا الحق بثمن بخس، فدمروا الإنسان قبل الحجر. هذا الإنفجار لا يزال جرحا مفتوحا في جسد بيروت، ووصمة عار على جبين كل من عرف ويعرف ولم يبح بالحقيقة أو خبأها وساهم في إخفائها وطمسها، أو رفض المثول أمام المحقق'. وقال: 'إن الرب الذي لم يترك الجموع جائعة ومتعبة، بل أشبعها، هو نفسه الرب الذي يبغض الظلم ويرذل التواطؤ والسكوت عن الحقيقة. سوف نصلي اليوم للضحايا الشهداء، وللأحياء المعذبين والقلوب الثكلى، لكن صلاتنا لا تكتمل إن لم نصرخ في وجه الشر والباطل. ما نفع صلاتنا إن بقيت بلا فعل حق، وما نفع سجودنا إن صمتنا عن كلمة عدل. إن الرب نفسه قال: «ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون… لأنكم تشبهون قبورا مجصصة تظهر من خارج جميلة وهي من داخل مملوءة عظام أموات وكل نجاسة». إذا صمتنا عن الحق وخنقنا الصوت النبوي الذي فينا خوفا أو نفاقا أو مصلحة نصير نحن قبورا نتنة. فيما رفض الرب صرف الجموع بلا طعام نجد دولتنا، منذ خمس سنوات، تترك شعبها بلا حقيقة ولا عدالة. الرب لم يطرد الجموع ولا ارتضى أن يبقوا جائعين، أما مسؤولو هذا الزمان فقد أغلقوا آذانهم وقلوبهم، تركوا الأيتام بلا جواب، والأمهات الثكلى بلا عزاء، والآباء المكسورين بلا كلمة حق. كيف ينامون مرتاحي البال فيما آلاف العائلات تنتظر معرفة من أزهق نفوس أبنائها أو شردها؟ كيف يستطيع القاضي أو النائب أو الوزير أو من له علاقة بهذه الكارثة أن يتابع حياته بشكل عادي فيما أمهات بيروت يقضين الليالي بالدموع والوجع، وبعض المصابين ما زالوا يئنون؟ كفى عرقلة للتحقيق، وصمتا عن قول الحق، وخوفا على المصالح'. أضاف: 'إن تفجير الرابع من آب لم يكن زلزالا طبيعيا ولا مصيبة عارضة، إنما كان نتيجة الإهمال والفساد والتقصير والتواطؤ وعدم المبالاة. أما ضحاياه فلم يقترفوا ذنبا ليعاقبوا، ولم يشنوا حربا ليقتلوا، ولم يشاؤوا الموت ولم يطلبوا الشهادة ولا أرادوا قضاء بقية حياتهم في الأوجاع، ولا ترك بيوتهم أو أحيائهم أو مدينتهم. لقد دفع بعضهم دفعا إلى هجر منازلهم المدمرة لأنهم لم يجدوا من يساعدهم على بنائها أو من يعزي قلوبهم المكلومة أو من يحمي أولادهم من كارثة أخرى. أهل بيروت لم يغادروها طوعا. من غادروا أجبروا على الإنتقال إلى منطقة أخرى أو الهجرة لأنهم شردوا، ولأنهم أهملوا وقهروا، ولأنهم يئسوا من المماطلة في إعلان الحقيقة وتطبيق العدالة. غادروا كما غادر سواهم من اللبنانيين قبلهم خوفا أو قرفا أو خيبة وإحباطا أو هربا من التهديد والوعيد. وعندما استقروا وتحسنت أوضاعهم أصبحوا مصدر تمويل للداخل، والصندوق الذي يقصد عند كل ضيق. هؤلاء حرموا من العيش في وطنهم، والآن هناك من يحاول سلخهم مجددا عن وطنهم بحرمانهم من حقهم في التعبير عن رأيهم، واختيار نوابهم الذين يتكلمون باسمهم، ويدافعون عن حقوقهم في وطنهم. لذلك، نصلي اليوم ونسأل الرب بشفاعات والدة الإله وجميع قديسيه أن يرسل روح القوة والحق إلى قلب القضاة ليعملوا بلا خوف، ويطلبوا المحاسبة لكل مذنب، وأن يلين قلوب المسؤولين ليتخلوا عن كبريائهم ومصالحهم ويعملوا على إحقاق الحق، وأن يقيم في هذا الوطن رجالا ونساء يخافون الله أكثر من البشر، ويطلبون ملكوت الله وبره قبل كل شيء'. وتابع: 'بارك الرب خمسة أرغفة وسمكتين وأشبع منها الآلاف. نحن اليوم ليس عندنا سوى القليل: قلب منكسر ودمعة محرقة وصلاة موجوعة وصوت يصدح بالحق دون خوف أو وجل، لأن الصامت عن الحق لا يحبه الله. قال يعقوب الرسول: «من عرف كيف يصنع الخير ولم يصنعه ارتكب خطيئة» (4: 17). ونقرأ في سفر الأمثال: «إفتح فمك لأجل الأخرس في قضية كل أبناء الخذلان. إفتح فمك واحكم بالعدل وأنصف البائس والمسكين» (31: 8-9). فلنقدم هذا القليل الذي نملكه للرب بثقة، ولنعمل بكل ما أوتينا من محبة وصلاة وتصميم على قول كلمة الحق بجرأة ، لكي يشبع الرب جوع قلوبنا إلى العدالة. قد لا نستطيع كشف الحقيقة بأيدينا، لكننا قادرون أن نكون شهودا للحق، نربي أبناءنا على رفض الظلم والقهر، وننشر حولنا ثقافة العدل والرحمة والمسؤولية والسلام، ولا نتخلى عن إنسانيتنا أمام قسوة هذا العالم وهمجيته. ليكن رجاؤنا ثابتا بمن أقام الموتى وشفى المرضى وأشبع الجياع بكلمة، وهو قادر أن يقيم هذا الوطن من موت الظلم إلى قيامة النور والحق، وأن يشرق شمس عدالته على بيروت الجريحة، وعلى لبنان المعذب، وأن يملأ كل قلب محزون بتعزية الروح القدس الذي لا يترك مظلوما بلا إنصاف، ولا حزينا بلا عزاء. إطمئنوا «لأنه ليس خفي لا يظهر ولا مكتوم لا يعلم ويعلن» (لو 8: 17) كما قال الرب يسوع'. وختم: 'سوف نرفع الصلاة معا من أجل راحة نفوس أحباء أزهقت أرواحهم فيما كانوا في مستشفى القديس جاورجيوس يستشفون أو يزورون المرضى أو يعالجونهم. مرضى وممرضات وزوار أصابهم الإنفجار كما أصاب المستشفى وبيروت وأهلها، وخلف جرحا لم يندمل وألما لن يستكين قبل معرفة الحقيقة وإرساء العدالة. صلاتنا نرفعها أيضا من أجل راحة نفوس كل الضحايا، لكي يغمرهم الرب برحمته ويمنحهم السلام الذي لم يعرفوه على هذه الأرض'.

المطران عودة في ذكرى 4 آب: كفى عرقلة للتحقيق وصمتا عن قول الحق وخوفا على المصالح
المطران عودة في ذكرى 4 آب: كفى عرقلة للتحقيق وصمتا عن قول الحق وخوفا على المصالح

المركزية

timeمنذ 27 دقائق

  • المركزية

المطران عودة في ذكرى 4 آب: كفى عرقلة للتحقيق وصمتا عن قول الحق وخوفا على المصالح

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، وأقام جنازا لراحة نفوس ضحايا 4 آب الذين سقطوا في مستشفى القديس جاورجيوس وفي بيروت. حضر القداس حشد من المؤمنين بالإضافة إلى مدير مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي مع الأطباء والموظفين فيه وأهالي الضحايا. بعد قراءة الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "نعاين في إنجيل اليوم ربنا يسوع المسيح خارجا من السفينة، ناظرا إلى الجمع الكثير، متحننا عليهم وشافيا مرضاهم. هذه النظرة الإلهية المملوءة حنانا هي نظرة الراعي الصالح الذي لا يطيق رؤية خرافه مطروحة بلا معين. نظر إليهم لا بعين القاضي الغاضب بل بعين الأب الرؤوف الذي يتألم لوجع أبنائه، فاقترب منهم ولمس ضعفهم وأقامهم من بؤسهم وأوجاعهم. لما صار المساء تقدم إليه تلاميذه قائلين: «المكان قفر والساعة قد فاتت. فاصرف الجموع ليذهبوا إلى القرى ويبتاعوا لهم طعاما». لكن الرب لا يرسل الإنسان خائبا فارغا لذلك قال لتلاميذه: «لا حاجة لهم إلى الذهاب. أعطوهم أنتم ليأكلوا». هكذا يعلمنا الرب درس الرحمة الحقيقية، فلا نكتفي بالتعبير عن العاطفة الباردة قولا، بل نترجم محبتنا فعلا وخدمة وبذلا. قال له تلاميذه: «ما عندنا ههنا إلا خمسة أرغفة وسمكتان» فأخذها الرب وأمر الجموع أن يتكئوا على العشب، ورفع نظره نحو السماء وبارك وكسر وأعطى التلاميذ والتلاميذ أعطوا الجموع فأكلوا جميعا وشبعوا «ورفعوا ما فضل من الكسر إثنتي عشرة قفة مملوءة، وكان الآكلون خمسة آلاف رجل سوى النساء والصبيان». إنه حقا لسر عظيم". أضاف: "الله لا يطلب منا ما ليس عندنا، لكنه يسألنا عما لدينا، مهما بدا صغيرا أو تافها في عيون الناس. فإذا قدمناه له بإيمان، يباركه ويضاعفه ويجعله بركة للعالم أجمع. الله هو الإله الذي من ضعفنا يظهر قوة، ومن فقرنا يخرج غنى، ومن بخلنا يصنع سخاء، إذا فتحنا له القلب. أراد الرب أن يشرك تلاميذه في هذا العمل الخلاصي فجعلهم يوزعون الطعام على الجموع. يريدنا ربنا أن نكون أدوات لرحمته لا متفرجين على عجائبه وحسب. يجعلنا شركاء في تحقيقها، لأن المحبة، إذا لم تترجم عملا ملموسا، تبقى وهما وكلاما أجوف لا يحيي ولا يشبع. إن الله قادر أن يشبعنا بكلمة أو بفعل لكنه يشاء أن يتم العطاء بواسطتنا نحن البشر لكي نتعلم العطاء ولكي يقدس قلوبنا ويطهرها من الأنانية والجشع فنكون مثله رحماء نعطي ونساند كل متألم ومهمش". وتابع: "ها نحن اليوم، في هذا البلد المتألم، نأتي إلى الرب حاملين أمامه جوعنا ومرضنا وآلامنا وخوفنا. نأتي إليه حاملين ذكرى موجعة هزت ضمير العالم فيما بقيت بعض الضمائر عندنا صماء عن الحق وعن آلام الشعب وعذاباته. نقف أمام الرب حاملين جراحنا وجراح وطننا لبنان. نأتي إليه مستذكرين، بقلوب دامية، تفجير الرابع من آب، ذلك اليوم المشؤوم الذي دوى فيه إنفجار الظلم والفساد والإهمال في قلب عاصمتنا الحبيبة بيروت، فهز أركانها ودمر أحياءها، وخطف حياة الأبرياء، وخلف الجرحى، وزرع الخراب في آلاف البيوت، ما جرح القلوب وأدماها. لم يكن إنفجار مواد كيميائية وحسب، بل إنفجار ضمائر ميتة، ضمائر من باعوا الحق بثمن بخس، فدمروا الإنسان قبل الحجر. هذا الإنفجار لا يزال جرحا مفتوحا في جسد بيروت، ووصمة عار على جبين كل من عرف ويعرف ولم يبح بالحقيقة أو خبأها وساهم في إخفائها وطمسها، أو رفض المثول أمام المحقق". وقال: "إن الرب الذي لم يترك الجموع جائعة ومتعبة، بل أشبعها، هو نفسه الرب الذي يبغض الظلم ويرذل التواطؤ والسكوت عن الحقيقة. سوف نصلي اليوم للضحايا الشهداء، وللأحياء المعذبين والقلوب الثكلى، لكن صلاتنا لا تكتمل إن لم نصرخ في وجه الشر والباطل. ما نفع صلاتنا إن بقيت بلا فعل حق، وما نفع سجودنا إن صمتنا عن كلمة عدل. إن الرب نفسه قال: «ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون... لأنكم تشبهون قبورا مجصصة تظهر من خارج جميلة وهي من داخل مملوءة عظام أموات وكل نجاسة». إذا صمتنا عن الحق وخنقنا الصوت النبوي الذي فينا خوفا أو نفاقا أو مصلحة نصير نحن قبورا نتنة. فيما رفض الرب صرف الجموع بلا طعام نجد دولتنا، منذ خمس سنوات، تترك شعبها بلا حقيقة ولا عدالة. الرب لم يطرد الجموع ولا ارتضى أن يبقوا جائعين، أما مسؤولو هذا الزمان فقد أغلقوا آذانهم وقلوبهم، تركوا الأيتام بلا جواب، والأمهات الثكلى بلا عزاء، والآباء المكسورين بلا كلمة حق. كيف ينامون مرتاحي البال فيما آلاف العائلات تنتظر معرفة من أزهق نفوس أبنائها أو شردها؟ كيف يستطيع القاضي أو النائب أو الوزير أو من له علاقة بهذه الكارثة أن يتابع حياته بشكل عادي فيما أمهات بيروت يقضين الليالي بالدموع والوجع، وبعض المصابين ما زالوا يئنون؟ كفى عرقلة للتحقيق، وصمتا عن قول الحق، وخوفا على المصالح". أضاف: "إن تفجير الرابع من آب لم يكن زلزالا طبيعيا ولا مصيبة عارضة، إنما كان نتيجة الإهمال والفساد والتقصير والتواطؤ وعدم المبالاة. أما ضحاياه فلم يقترفوا ذنبا ليعاقبوا، ولم يشنوا حربا ليقتلوا، ولم يشاؤوا الموت ولم يطلبوا الشهادة ولا أرادوا قضاء بقية حياتهم في الأوجاع، ولا ترك بيوتهم أو أحيائهم أو مدينتهم. لقد دفع بعضهم دفعا إلى هجر منازلهم المدمرة لأنهم لم يجدوا من يساعدهم على بنائها أو من يعزي قلوبهم المكلومة أو من يحمي أولادهم من كارثة أخرى. أهل بيروت لم يغادروها طوعا. من غادروا أجبروا على الإنتقال إلى منطقة أخرى أو الهجرة لأنهم شردوا، ولأنهم أهملوا وقهروا، ولأنهم يئسوا من المماطلة في إعلان الحقيقة وتطبيق العدالة. غادروا كما غادر سواهم من اللبنانيين قبلهم خوفا أو قرفا أو خيبة وإحباطا أو هربا من التهديد والوعيد. وعندما استقروا وتحسنت أوضاعهم أصبحوا مصدر تمويل للداخل، والصندوق الذي يقصد عند كل ضيق. هؤلاء حرموا من العيش في وطنهم، والآن هناك من يحاول سلخهم مجددا عن وطنهم بحرمانهم من حقهم في التعبير عن رأيهم، واختيار نوابهم الذين يتكلمون باسمهم، ويدافعون عن حقوقهم في وطنهم. لذلك، نصلي اليوم ونسأل الرب بشفاعات والدة الإله وجميع قديسيه أن يرسل روح القوة والحق إلى قلب القضاة ليعملوا بلا خوف، ويطلبوا المحاسبة لكل مذنب، وأن يلين قلوب المسؤولين ليتخلوا عن كبريائهم ومصالحهم ويعملوا على إحقاق الحق، وأن يقيم في هذا الوطن رجالا ونساء يخافون الله أكثر من البشر، ويطلبون ملكوت الله وبره قبل كل شيء". وتابع: "بارك الرب خمسة أرغفة وسمكتين وأشبع منها الآلاف. نحن اليوم ليس عندنا سوى القليل: قلب منكسر ودمعة محرقة وصلاة موجوعة وصوت يصدح بالحق دون خوف أو وجل، لأن الصامت عن الحق لا يحبه الله. قال يعقوب الرسول: «من عرف كيف يصنع الخير ولم يصنعه ارتكب خطيئة» (4: 17). ونقرأ في سفر الأمثال: «إفتح فمك لأجل الأخرس في قضية كل أبناء الخذلان. إفتح فمك واحكم بالعدل وأنصف البائس والمسكين» (31: 8-9). فلنقدم هذا القليل الذي نملكه للرب بثقة، ولنعمل بكل ما أوتينا من محبة وصلاة وتصميم على قول كلمة الحق بجرأة ، لكي يشبع الرب جوع قلوبنا إلى العدالة. قد لا نستطيع كشف الحقيقة بأيدينا، لكننا قادرون أن نكون شهودا للحق، نربي أبناءنا على رفض الظلم والقهر، وننشر حولنا ثقافة العدل والرحمة والمسؤولية والسلام، ولا نتخلى عن إنسانيتنا أمام قسوة هذا العالم وهمجيته. ليكن رجاؤنا ثابتا بمن أقام الموتى وشفى المرضى وأشبع الجياع بكلمة، وهو قادر أن يقيم هذا الوطن من موت الظلم إلى قيامة النور والحق، وأن يشرق شمس عدالته على بيروت الجريحة، وعلى لبنان المعذب، وأن يملأ كل قلب محزون بتعزية الروح القدس الذي لا يترك مظلوما بلا إنصاف، ولا حزينا بلا عزاء. إطمئنوا «لأنه ليس خفي لا يظهر ولا مكتوم لا يعلم ويعلن» (لو 8: 17) كما قال الرب يسوع". وختم: "سوف نرفع الصلاة معا من أجل راحة نفوس أحباء أزهقت أرواحهم فيما كانوا في مستشفى القديس جاورجيوس يستشفون أو يزورون المرضى أو يعالجونهم. مرضى وممرضات وزوار أصابهم الإنفجار كما أصاب المستشفى وبيروت وأهلها، وخلف جرحا لم يندمل وألما لن يستكين قبل معرفة الحقيقة وإرساء العدالة. صلاتنا نرفعها أيضا من أجل راحة نفوس كل الضحايا، لكي يغمرهم الرب برحمته ويمنحهم السلام الذي لم يعرفوه على هذه الأرض".

الراعي: نطالب القاضي البيطار بممارسة صلاحياته كاملة
الراعي: نطالب القاضي البيطار بممارسة صلاحياته كاملة

الديار

timeمنذ 37 دقائق

  • الديار

الراعي: نطالب القاضي البيطار بممارسة صلاحياته كاملة

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد التاسع من زمن العنصرة في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، عاونه المطرانان جوزيف النفاع والياس نصار والمونسينيور فيكتور كيروز والاب فادي تابت والقيم البطريركي الخوري طوني الآغا والاب هادي ضو، وخدمت القداس المرنمة ألين سابا الشدياق . وبعد تلاوة الانجيل المقدس القى البطريرك عظة بعنوان: 'روح الرب علي مسحني وأرسلني' (184). قال فيها 'يسعدني أن أرحب بكم جميعًا للإحتفال معا بهذه الليتورجيا الإلهية، التي تحيي فيها هويتنا المسيحية ورسالتنا ملتمسين إدراكهما والالتزام بهما. وفيما نهار غد يتزامن مع الذكرى الخامسة لتفجير مرفاء بيروت، وهو الأعظم في تاريخ البشرية بعد هيروشيما، نصلي أولا لراحة نفوس الضحايا، وشفاء المرضى والمعوقين الكثر، ونعزي أهل الضحايا والمصابين والمتضررين على اختلاف فئاتهم. وإنا نطالب القاضي البيطار بممارسة صلاحياته القضائية كاملة، إظهارا للحقيقة، وصوتا للعدالة، وضمانة للقضاء الحر الذي يعلو الجميع من دون أية حصانة'. وتابع: 'إن زمن العنصرة الذي نعيشه في هذه المرحلة من السنة الطقسية، هو زمن حلول الروح القدس الدائم على الكنيسة، وهو زمن التجدد الداخلي والرسالي. وها إنجيل اليوم يبين كيف تبدأ كل رسالة أصلية من مسحة الروح. فكما كانت بداية رسالة يسوع بالروح، كذلك كل قداس نحتفل به هو استمرار لهذه المسحة: ففي الإفخارستيا نمسح بالكلمة ويجسد الرب ودمه، لكي ترسل إلى العالم. كل قداس هو إرسال، وكل إرسال ينبع من سر المذبح والجماعة المصلية. في إطار الهوية والرسالة للبنان أيضًا هويته ورسالته. فهويته نابعة من تنوعه الغني، ومن تاريخه المشرقي، ومن دوره الريادي في الحرية والتعددية. أما رسالته فأن يكون أرض تلاق وحوار. وجسر تواصل بين الأديان والثقافات، ومنارة فكر وحريات في محيط كثير العتمة. ونتساءل: هل لبنان باقي وفيا لهويته؟ وهل يحمل رسالته بشجاعة ومسؤولية؟ كلنا مدعوون، مسؤولين ومواطنين، إلى أن نعيد للبنان وجهه الحقيقي، نعيد إليه العدل، ونطلق فيه الحرية، ونفتح أمام شبابه أبواب الرجاء، ونبني دولة تليق بتضحيات الآباء وبأحلام الأطفال. على كل مسؤول أن يدرك أن المسؤولية ليست تسلّطاً بل خدمة، وأن الزعامة ليست مصلحة بل شهادة. فليكن في قلوبنا إصرار روحي وأخلاقي على أن ننهض بوطننا، ليس بالكلام فقط بل بالأفعال والمثابرة، وبحكمة من يتعلم من الألم، ويصنع من الجراح رجاء جديدا. يريد الرب يسوع من كل مؤمن ومؤمنة أن يكونا صوتا للحق، وخادمين للمصالحة، وبناة للعدل. هذا ما يحول كل مواطن صالحًا، وكل مسؤول حاملا رسالة تتخطى الحسابات والمصالح الضيقة'. وأكد إن 'لبنان لا يقسم المواطنين بين أقليات وأكثريات. فمثل هذا المنطق يخفي نزعة نحو السيطرة والغلبة، لا المشاركة الحقيقية، لأن دولتنا المدنية لا تفرز المواطنين إلى أكثريات وأقليات. فالأساس يبقى المواطنة الشاملة'. وختم الراعي: 'فلنرفع صلاتنا إلى الله لكي يسكب روحه القدّوس على كنيسته وشعبه، ويجدد هويتنا ويقوي رسالتنا، ويجعلنا نعيش نبؤتنا وكهنوتنا وملوكيتنا، ويحررنا من الخوف والخمول، ويلهمنا الجرأة والخير والصدق في الشهادة، والإلتزام في الحق. ونمجده مع ابنه الوحيد، وروحه القدوس الآن وإلى الأبد، آمين'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store