
جائزة للقتل المسالم!
ربما هى لحظة مثالية لـ«نكهة الشرق الأوسط الجديد»، حيث تقام صفقات السلام على أنقاض البيوت، وتُمنح الجوائز لمن يضغط الزناد أولا ثم يعرض الهدنة على الطاولة المحطّمة.
قرابة ثمانية وخمسين ألف شهيد فى غزة وحدها دون بقية فلسطين، بينهم ثمانية عشر ألف طفل لم يصلوا سن البلوغ، لكنهم بلغوا القبر فى توقيت واحد، بدقة قصف الطائرات الذكية.
والجائزة؟ تُمنح للرجل الذى فتح النار ثم كتب على حسابه الإلكترونى «سوف نعمل هدنة». ما هذا العالم؟ هل السلام أصبح ماركة مسجلة على يد من يشعلون الحروب ثم يُشاد بهم لأنهم أوقفوا رصاصهم عشر دقائق قبل صلاة الجمعة؟ ومنحوا الأهالى قبورا جماعية حتى لا يحرموهم من روح الاُلفة.
هل نوبل فقدت بوصلتها؟ وهل كان لها بوصلة أصلا؟
أم أن البوصلة الآن تُدار علنا باتجاه البيت الأبيض، حيث يتداولون الجوائز كما يتداولون تغريدات ترامب؟ هل كُتب علينا أن نرى من يصنعون من دم الضحايا قلادة تكريم توضع على أعناقهم؟ وهل السلام الآن يُقاس بعدد القتلى؟ كلما زادوا، اقتربنا من «جائزة»؟
كأنك ترشّح الحطب لنيل جائزة مكافحة الحرائق.
كان من الأولى بهذا الشكل أن تُمنح الجائزة وتسمى نوبل لـ«القصف الإنسانى»، أو لـ»القتل الرحيم بالصواريخ»، أو لـ«الاحتلال الدامى»، أو لمبتكر عبارة: «نأسف لسقوط ضحايا مدنيين». والخشية أن نجد خطاب اللجنة الدولية إلى نيتانياهو يقول شكرا لك لأنك لم تقتل الجميع بعد!.
جائزة نوبل، التى وُلدت من رماد الديناميت، تعود اليوم إلى أصلها،
لكنها لم تعد تُمنح لصاحب الاختراع، بل لمن يجيد استخدامه بنجاح أمام الكاميرات. الجائزة التى لن يرحمنا صاحبها لا من باروده ولا من نار جائزته. هل مات ألف طفل؟ لا بأس، لدينا بيان جاهز عن «الأسف»، ومؤتمر صحفى عن «التهدئة»، وتوقيع «اتفاق»… ثم صورة بابتسامة واسعة مع الكوفية والشماغ، وبينهما ترامب بـربطة عنق حمراء، يرفع الجائزة .
ولأن العالم لم يعد يفرّق بين مهرجان ساخر وجنازة حقيقية، فإن كل شيء بات قابلا للتصفيق، حتى الموت الجماعي. فلنمنح ترامب الجائزة إذن. ولنمنح نيتانياهو جائزة «أفضل مخرج لحرب معاصرة».
أما غزة، فليس لها إلا ترشيح واحد، ترشيح جماعى:
لجائزة الصبر التاريخى.
فليأخذ ترامب جائزة نوبل، وليأخذ نيتانياهو مقعده فى الصفوف الأمامية، أما الصغار، فسيحفرون أسماء الشهداء على جدران البيوت المهدّمة، وسيكتبون على أنقاض غزة: هنا مرّ السلام، لكنّه لم يتوقف.
وغزة لا تحتاج إلى جائزة، يكفيها شرف أنها لم تفُز ، ففى هذا الزمن، الجائزة الحقيقية هى ألا تكون على قائمة المرشحين!
وسلامٌ يُقاس بعدد القتلى ليس سلاما.. بل توقيعٌ مؤقت على جريمة مستمرة.
فى زمنٍ تُقاس فيه الإنسانية بوزن المصالح، ليُصبح الدم خفيفا ما لم يُلطِّخ شاشة بث مباشر.
سيمضى مهرجان الترشيح للجائزة حتى منتهاه. لكن من سيوقف هذه النار التى أُشعلت فى قلب أم، حملت ابنها تسعة أشهر، ثم سلّمته للتراب فى تسع دقائق؟
من سيعيد لفتاة صغيرة ساقها التى مزقها القصف؟
من سيشرح لطفلٍ نجا أن ترامب هو «رجل سلام» وأن نيتانياهو «صانع تهدئة»؟
من سيكتب شهادة وفاة للعدالة التى لفظت أنفاسها بصمت فى مجلس الأمن؟
من يعيد غزة إلى الخريطة، لا كجبهة نار، بل كمدينة تسكنها أرواح؟
فقط نريد لضبط معايير الصورة أن تُستبدل الحمامة البيضاء فى شعار الجائزة بطائرة درون.
فالعصر تغير، والسلام اليوم يُحلِّق على ارتفاع منخفض ويُقصف بدقة!
ليس أمامنا إلا أن نسخر من هذا الألم.
إن ما يجرى ليس نكتة، بل كارثة على هيئة خبر عاجل.
فالسخرية فى زمن المجازر ليست ترفا، بل فضيحة للمنطق!.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبر مصر
منذ 40 دقائق
- خبر مصر
عرب وعالم / رئيس المركز الأوكراني للحوار: زيارة المبعوث الأمريكي لكييف تأتي في سياق حساس
قال الدكتور عماد أبو الرُب، رئيس المركز الأوكراني للحوار، إن زيارة المبعوث الأمريكي الأخيرة إلى أوكرانيا، وتصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حول إمكانية شراء أسلحة أمريكية والتوجه نحو التصنيع المشترك، تأتي في ظل ظروف حساسة للغاية، خصوصًا مع تراكم ديون كييف التي تُقدّر بحوالي 350 مليار دولار لصالح الولايات المتحدة، وما تبع ذلك من خلافات ومطالبات أمريكية سابقة. وأضاف «أبو الرُب»، في تصريحات مع الإعلامي ياسر عبد الستار، عبر قناة "إكسترا نيوز"، أن مسار المفاوضات بين موسكو وكييف لا يزال يشهد توترات شديدة على المستويين السياسي والديبلوماسي، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة تأمل في دفع روسيا لإعادة تقييم الموقف، خاصة مع التصريحات التي أدلى بها ترامب، والتي عبّر فيها عن رغبة واضحة في إنهاء الصراع. وأوضح، أن إدارة ترامب كانت تميل إلى إبرام اتفاقات منفصلة مع كل من روسيا وأوكرانيا، ما أدى إلى ضغوط سياسية واقتصادية كبيرة على كييف، لا سيما خلال اللقاء المتوتر بين ترامب وزيلينسكي، مشيرًا، إلى أنّ الغرب لم يترك أوكرانيا وحيدة في مواجهة هذه الضغوط، بل قدم لها إرشادات استراتيجية للتعامل مع توجهات ترامب، ما ساهم في تبني أوكرانيا مواقف أكثر مرونة تجاه المبادرات السياسية الأمريكية. وأضاف: «الغرب لم يترك أوكرانيا وحدها، بل قدم لها توجيهات استراتيجية للتعامل مع توجهات ترامب، وهو ما انعكس لاحقًا في مواقف مرنة من الجانب الأوكراني تجاه مبادراته السياسية». وشدد على أن ترامب كان يتوقع مواقف إيجابية من روسيا دون أن يحدد طبيعة التنازلات أو الشروط المطلوبة، مما يجعل مستقبل النزاع بين أوكرانيا وروسيا مرتبطًا بتحولات المشهد السياسي الأمريكي واستجابة الأطراف الدولية لمبادرات التهدئة المحتملة في الفترة القادمة. بتاريخ: 2025-07-14

أخبارك
منذ ساعة واحدة
- أخبارك
بالفيديو.. ترامب وميلانيا يحضران نهائي كأس العالم للأندية
وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى ملعب "ميتلايف" في ولاية نيوجيرسي لحضور نهائي كأس العالم للأندية بين تشلسي وباريس سان جيرمان. وذكرت تقارير إعلامية أنه قبل حوالي 35 دقيقة من انطلاق مباراة النهائي، شوهدت مروحية "مارين وان" التابعة لترامب وهي تهبط بالقرب من الملعب. وكان المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر موجودين أثناء وصول ترامب. وهتفت الجماهير الحاضرة في المدرجات لترامب لدى وصوله إلى الملعب قبل انطلاق الحفل الموسيقي الغنائي الذي أحياه الثنائي روبي ويليامز ولورا بوسيني. ورد الرئيس بالتلويح للجماهير من المقصورة الرئيسية للملعب. ودفع حضور ترامب السلطات إلى فرض إجراءات أمنية مشددة في نهائي بطولة الموسعة حديثا. وانتشرت قوات الشرطة بكثافة في ملعب "ميتلايف" وكذلك عناصر من الشرطة السرية، في المباراة التي يحضرها نحو 70 ألف متفرج. وتعرض المتفرجون لإجراءات تفتيش صارمة أكثر من أي وقت مضى في المباريات السابقة التي أقيمت في هذا الملعب. كما جرى تفتيش الإعلاميين والصحفيين الذين لم يتم تفتيشهم من جانب المتطوعين في المباريات الماضية، كما طلب من المصورين فتح جميع حقائبهم التي تحتوي على معداتهم. يذكر أن ملعب "ميتلايف" سيستضيف أيضا نهائي كأس العالم العام المقبل يوم 29 يوليو 2026. وذكرت تقارير إعلامية أنه قبل حوالي 35 دقيقة من انطلاق مباراة النهائي، شوهدت مروحية "مارين وان" التابعة لترامب وهي تهبط بالقرب من الملعب. وكان المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر موجودين أثناء وصول ترامب. وهتفت الجماهير الحاضرة في المدرجات لترامب لدى وصوله إلى الملعب قبل انطلاق الحفل الموسيقي الغنائي الذي أحياه الثنائي روبي ويليامز ولورا بوسيني. ورد الرئيس بالتلويح للجماهير من المقصورة الرئيسية للملعب. ودفع حضور ترامب السلطات إلى فرض إجراءات أمنية مشددة في نهائي بطولة الموسعة حديثا. وانتشرت قوات الشرطة بكثافة في ملعب "ميتلايف" وكذلك عناصر من الشرطة السرية، في المباراة التي يحضرها نحو 70 ألف متفرج. وتعرض المتفرجون لإجراءات تفتيش صارمة أكثر من أي وقت مضى في المباريات السابقة التي أقيمت في هذا الملعب. كما جرى تفتيش الإعلاميين والصحفيين الذين لم يتم تفتيشهم من جانب المتطوعين في المباريات الماضية، كما طلب من المصورين فتح جميع حقائبهم التي تحتوي على معداتهم. يذكر أن ملعب "ميتلايف" سيستضيف أيضا نهائي كأس العالم العام المقبل يوم 29 يوليو 2026. 0 && $index < 5)" class="dfp-ad-tablet-ldb2 text_align_center" data-css-after-slot-render="mB20 ">

مصرس
منذ ساعة واحدة
- مصرس
ترامب يطارد جائزة نوبل للسلام: كيف يمكنه تحقيق المستحيل؟
يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب للحصول على جائزة نوبل للسلام، ورغم أن هذا الطموح قد يبدو للبعض سخيفًا، فإن سعيه لتحقيقه قد يشكل أفضل فرصة أمام الولايات المتحدة لإظهار أي اهتمام حقيقي بحقوق الفلسطينيين في غزة. يواصل ترامب دعمه المطلق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معتمدًا على استراتيجيته التي تهدف إلى سحق حركة "حماس" وإجبارها على الاستسلام. غير أن القصف والحصار لا يهدفان فقط إلى تحرير الرهائن، بل يشملان أيضًا تجويع وقصف المدنيين الفلسطينيين، حيث إستشهد نحو 600 فلسطيني خلال أقل من أسبوع.كان من المتوقع أن تؤدي المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار إلى إطلاق سراح الرهائن المتبقين لدى "حماس" مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين، وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة، وإنهاء دائم للقتال. إلا أن الحكومة الإسرائيلية غيرت شروط الاتفاق من جانب واحد، مطالبة بالإفراج عن الرهائن وتفكيك "حماس" دون الالتزام بوقف دائم للحرب، وهو ما رفضته الحركة خشية استغلال هذا المطلب لاستئناف القصف بلا قيود.هذا الرفض يعكس مخاوف حقيقية، إذ يبدو أن الهدف الإسرائيلي يتجاوز الرهائن، ويشمل تنفيذ مخطط طويل الأمد للتيار اليميني المتطرف في إسرائيل يتمثل في التهجير الجماعي للفلسطينيين من غزة. وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس ألمح إلى خطط لضم أجزاء من القطاع، ونتنياهو يجهز لغزو بري أوسع، في ظل دعم ترامب للترحيل القسري الدائم لما يقرب من مليوني فلسطيني، وهو ما يشكل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، ويمنح نتنياهو الضوء الأخضر للمضي قدمًا في هذا المسار.عودة السياسي اليميني المتطرف إيتمار بن جفير إلى حكومة نتنياهو كوزير للأمن القومي بعد انتهاء الهدنة المؤقتة تؤكد هذا التوجه، حيث ما دام أبدى بن غفير رغبته الصريحة في "حل" القضية الفلسطينية عبر التخلص من سكان غزة، وقد تكون غزة مجرد البداية، إذ من المتوقع أن يمتد هذا النهج لاحقًا إلى الضفة الغربية المحتلة.في ظل هذه الظروف، تبدو فرص التوصل إلى صفقة مع "حماس" ضئيلة، فكيف يمكن للحركة أن تستسلم وهي تدرك أن ذلك يعني اقتلاع شعب بأكمله من أرضه؟ يرى كل من نتنياهو وترامب أن استخدام القوة العسكرية الهائلة والوحشية قد يفرض الخضوع على "حماس"، وهي الاستراتيجية الإسرائيلية التقليدية. وفعلًا، أعاد ترامب تزويد إسرائيل بقنابل ضخمة كانت إدارة بايدن قد أوقفتها بسبب استخدامها في تدمير أحياء فلسطينية بأكملها.ألمح المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إلى احتمال فتح تحقيق في جرائم حرب بسبب هذا القصف العشوائي، ما يعرض ترامب نفسه لاحتمال اتهامات بالمساعدة والتحريض، والتي قد لا تؤدي لسجنه فورًا لكنها قد تقيد حركته الدولية، حيث قد تمنعه الدول الأعضاء في المحكمة من السفر بحرية.حتى الآن، لم تظهر "حماس" أي نية للاستسلام لهذه الاستراتيجية، كما أن الدول العربية المجاورة رفضت الانخراط في تكرار "النكبة" الفلسطينية، ويظل السؤال الأكبر: هل سيدرك ترامب في وقت ما أن الحل الدبلوماسي هو المخرج الوحيد من المأساة التي وعد بإنهائها؟حاليًا، لا يزال ترامب متمسكًا بدعمه لإسرائيل، لكن شخصيته المتقلبة لا تسمح بالتنبؤ، والثابت الوحيد أنه يتبع مصالحه الشخصية أولًا.وهنا تكمن أهمية جائزة نوبل للسلام، فإذا أراد ترامب أن يُعرف ب "سيد الصفقات"، لن يكون ذلك من خلال دعم جرائم الحرب الإسرائيلية. ترامب وحده قادر على الضغط على نتنياهو لتغيير مساره، فرغم اعتماد إسرائيل على الدعم العسكري الأميركي، تجاهلت طلبات بايدن لوقف القصف والتجويع، لأنها كانت واثقة من دعم الحزب الجمهوري، الذي أصبح اليوم مرادفًا لترامب.سبق وأن لعب ترامب دورًا حاسمًا في التوصل إلى الهدنة المؤقتة التي دخلت حيز التنفيذ قبيل تنصيبه، ويمكنه أن يفعل ذلك مجددًا، لدفع إسرائيل نحو مسار أكثر إنسانية.البديل الأفضل يبقى حل الدولتين، وهو قيام دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل، لتعيشا بسلام، فيما يرفض الجانب الإسرائيلي خيارات أخرى كالدولة الواحدة ذات الحقوق المتساوية، أو استمرار الاحتلال ونظام الفصل العنصري.ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أكد أنه لن يطبع العلاقات مع إسرائيل، خطوة يحرص عليها ترامب، دون وجود دولة فلسطينية، كما أن السعودية والإمارات تشترطان وجود دولة فلسطينية للمساهمة في إعادة إعمار غزة.قد تبدو فكرة حصول ترامب على جائزة نوبل للسلام مستبعدة، لكنها ليست أكثر غرابة من منحه للهنري كيسنجر، الذي شارك في جرائم حرب ومجازر عديدة لكنه كوفئ لاحقًا لتوقيعه اتفاق سلام مع فيتنام وسحب القوات الأميركية.رغم صعوبة توقع أن يتحول ترامب إلى داعم حقيقي للقضية الفلسطينية، إلا أن طموحاته الشخصية قد تقوده إلى هذا المسار. ومن المفارقات المؤلمة أن أفضل أمل للفلسطينيين أمام حكومة إسرائيلية تتجاهل القانون هو استغلال رغبة ترامب في نوبل، لإقناعه بفعل الصواب لأسباب أنانية بحتة.