logo
سجن وتعذيب المعارضة.. هكذا يحكم بول بيا قبضته على الكاميرون

سجن وتعذيب المعارضة.. هكذا يحكم بول بيا قبضته على الكاميرون

الجزيرةمنذ يوم واحد
في تاريخه السياسي الطويل، انتهج الرئيس الكاميروني بول بيا أساليب القمع والتعذيب ومحاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري، لتثبيت حكمه وتفرّده بالسلطة والسيطرة على جميع مفاصل الدولة.
وتشير العديد من التقارير إلى أن الرئيس الكاميروني نشأ في السلطة، وكبر وشاب على الاستبداد وإقصاء الخصوم، إذ يصنّف أكبر رئيس في العالم حيث يبلغ من العمر 92 عاما، قضى منها 40 حولا في منصب رئاسة الجمهورية، وشغل في الخمسين الأخرى عددا من المناصب الهامة من بينها رئاسة الوزراء.
ورغم بلوغه هذه السن، فإنه لا يزال ينتظر أن يقضي مرحلة أخرى في منصبه، إذ قرّر الترشح لولاية جديدة، وبدأ في استخدام الملاحقات القضائية، كواحد من أسلحته المعهودة في سحق الخصوم.
ومع تصاعد الخلاف داخل دوائر النظام حول الانتخابات الرئاسية القادمة، وانشقاق وزيرين من أنصاره وإعلانهما الترشح في تحدّ صارخ للسلطة، أعيدت إلى الأذهان آلية تعامل الحكومة مع المعارضين الذين حاولوا إحداث تغيير نحو التبادل السلمي للسلطة وفقا للمبادئ الديمقراطية.
تاريخ من القمع
منذ زمن الحقبة الاستعمارية، مارست ألمانيا جميع أنواع القمع ضد الثوار والمطالبين بالاستقلال، واستخدمت سجن مانوكا، الواقع في جزيرة دوالا، جنوب غربي البلاد كمركز للتعذيب ومعاقبة المناهضين لوجودها في البلاد.
ويُتّهم بول بيا، الذي شغل منصب رئيس الوزراء في عهد الرئيس الأول للبلاد أحمدو أحيجو قبل أن يتسلم الحكم عام 1982، بالحفاظ على إرث القمع الاستعماري كوسيلة للسيطرة على الشعب.
وفي المناطق الشمالية والجنوبية الناطقة باللغة الإنجليزية المصنّفة بأنها مركز للمعارضة، تشن الحكومة حملات من القمع والتعذيب ضدّ المعارضين.
وعام 2016 توسّعت الاحتجاجات التي قادها المعلمون والمحامون ضدّ الحكومة، حتّى تحوّلت إلى نزاع مسلّح راح ضحيته أكثر من 6 آلاف قتيل، بسبب قمع الحكومة القوي للمتظاهرين الذين طالبوا بالإصلاح، وتحسين الأوضاع المعيشية.
وفي سنة 2019، قادت دولة سويسرا مبادرة لإنهاء أزمة المناطق الناطقة باللغة الإنجليزية وتمت دعوة الحكومة للمشاركة فيها، من أجل الاستقرار والسلام.
ولم تتوقف الحكومة عند ذلك الحد من القمع، ففي أبريل نيسان/الماضي، تمّ اعتقال الناشط عبد الكريم علي، المنحدر من المناطق الناطقة بالإنجليزية، وصدر بحقه حكم بالسجن المؤبّد من قبل محكمة عسكرية بتهم الدعوة إلى الانفصال والعداء للوطن.
ويقول المعارضون الذين اعتقلتهم السلطات في المناطق الشمالية، إنما تقوم به الحكومة من أعمال اختطاف وسجن وتعذيب يعيد إلى الأذهان أساليب العنف الذي كان يمارس ضد السياسيين في الحقبة الاستعمارية.
سجن كوندوغوي: مأساة المعارضين
يمثل سجن كوندوغوي مركزا لحملات القمع التي يقودها بول بيا منذ عقود ضد المعارضة السياسية في البلاد، حيث اعتُقل فيه آلاف الأشخاص وعُذّبوا في إطار المساعي المستمرة من الرئيس لتشديد قبضته على الكاميرون.
وقد بني سجن كوندوغوي عام 1967 في عهد الرئيس أحيجو بطاقة استيعابية تبلغ 1500 سجين، لكنه في عام 2024 أصبح يضم 9 آلاف معتقل، وفقًا لأرقام قدّمها وزير العدل لوران إيسو.
وعند باب مدخل الزوار، يكتشف القادم ملامح الفوضى وغياب القانون، إذ يطلب عناصر الدرك الوطني من كل زائر دفع ألف فرنك أفريقي أي نحو 1.30 جنيه إسترليني مقابل الاحتفاظ بهاتفه.
أما في داخل السجن، فإن وسائل الراحة مثل المراحيض والتلفزيونات ومقاعد الزوار، تم توفيرها بتمويل من السجناء أنفسهم، ومن لا يتلقّى مساعدات من أسرته يحصل على وجبة واحدة في اليوم فقط.
وبالنسبة للنوم في داخل المعتقل، فإنه أمر صعب بسبب كثرة المحتجزين، ولا يتم إلا في العراء بساحة السجن أو في الزنازين المزدحمة.
ووفقا لتقارير صادرة من منظمة العفو الدولية فإن المدنيين يحرمون من الضمانات الأساسية في إجراء المحاكمات، منذ صدور قانون الإرهاب عام 2014.
وفي هذا السجن، لا يعامل المعتقلون طبقا لمبادئ العدالة والقانون، إذ أطلق سراح أحدهم مؤخرا بعد أن أمضى 6 سنوات وراء القضبان في حكم لا تتجاوز عقوبته سنة واحدة.
ومن بين نزلاء كوندوغوي العشرات من أنصار حزب حركة النهضة المعارض الأبرز في البلاد، الذي يرفع قادته شعارات علنية ضد الرئيس بول بيا ويطالبون بمغادرته للحكم.
وبعد انتخابات 2018، نظّم الحزب مظاهرات ضد السلطة واتهمها بتزوير نتائج الاقتراع، ما دفع النظام إلى اعتقال رئيس الحزب موريس كامتو وقضى في السجن 9 أشهر.
ومن داخل معتقله، كتب رئيس حزب النهضة رسائل قال فيها إن النظام يعتقد أنه بسجنه للمعارضين يمكن أن يحل المشاكل، لكن الأفكار لا يمكن سجنها، وستبقى قائمة.
تخويف المعارضة في وجه الانتخابات
قبل الانتخابات الرئاسية المرتقبة والتي قرّر الرئيس بول بيا الترشح فيها رغم أنه بلغ من العمر 92 عاما، بدأ النظام في سلسلة من محاكمات المعارضين، أمام القضاء العسكري.
ومن أبرز السجناء السياسيين حاليًا 6 أكاديميين اعتُقلوا في حديقة أحد الفنادق في العاصمة النيجيرية أبوجا عام 2018، ثم نُقلوا على متن طائرة عسكرية إلى الكاميرون، حيث حوكموا ليلًا أمام محكمة عسكرية، وصدر بحقهم جميعًا حكم بالسجن المؤبد بتهم من بينها تمويل الإرهاب.
ويقول الأكاديميون إن نظام بيا اعتقلهم وحاكمهم أمام القضاء العسكري رغم أنهم مدنيون، ليقدّمهم كقرابين سياسية ، في سعي منه إلى ترهيب كل من يرفع شعار الحرية والاستقلال.
ووفقًا لقادة المعارضة فإن الاعتقالات التي يقوم بها النظام تهدف إلى مسألة واحدة وهي تخويف الناس قبل الانتخابات القادمة، حتى لا يتجرّأ أحد على معارضته.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حركة الشباب تتبنى تفجيرا استهدف أكاديمية عسكرية في مقديشو
حركة الشباب تتبنى تفجيرا استهدف أكاديمية عسكرية في مقديشو

الجزيرة

timeمنذ 4 ساعات

  • الجزيرة

حركة الشباب تتبنى تفجيرا استهدف أكاديمية عسكرية في مقديشو

استهدف هجوم انتحاري -الأربعاء- أكاديمية عسكرية في جنوب العاصمة الصومالية مقديشو، تبنته حركة الشباب المجاهدين ، وفق ما أعلنت الحكومة، دون الكشف عن عدد القتلى. ورأى شهود عيان دخانا يتصاعد عقب دوي انفجار شديد في منطقة الأكاديمية العسكرية، وقال أحدهم إن قوات الأمن أغلقت الطريق المؤدي إلى المنطقة، وقيّدت حركة المرور. وقالت حركة الشباب في بيان، إن الهجوم استهدف مدربين غربيين. وتضم البلاد أكثر من 10 آلاف جندي من بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم الاستقرار في الصومال "أوصوم" إلا أنها لم تمنع مقاتلي حركة الشباب من مواصلة شن هجمات. وفي نهاية يونيو/حزيران، قُتل 7 جنود أوغنديين على الأقل في اشتباكات مع حركة الشباب في بلدة في منطقة شبيلي السفلى. وأعلنت حركة الشباب مسؤوليتها عن انفجار قنبلة في 18 مارس/آذار وسط البلاد بعد مرور الموكب الرئاسي، وأطلقت في مطلع أبريل/نيسان عدة قذائف قرب مطار العاصمة، مما أثار مخاوف من تجدد الهجمات. وفي يوليو/تموز 2023، تعرضت الأكاديمية العسكرية إلى هجوم أودى بـ20 جنديا وأصاب العشرات. ولا تزال حركة الشباب تنفذ تفجيرات وهجمات مسلحة أخرى في مقديشو ومناطق أخرى في الصومال على الرغم من العمليات العسكرية التي تستهدفها. وتعرضت الحركة في الأشهر الماضية إلى ضربات جوية أميركية في مناطق ينتشر فيها مقاتلوها.

مصادر موريتانية تنفي أنباء عن لقاء ولد الغزواني ونتنياهو
مصادر موريتانية تنفي أنباء عن لقاء ولد الغزواني ونتنياهو

الجزيرة

timeمنذ 5 ساعات

  • الجزيرة

مصادر موريتانية تنفي أنباء عن لقاء ولد الغزواني ونتنياهو

نفت مصادر موريتانية مسؤولة للجزيرة الأنباء عن لقاء مزمع، اليوم الأربعاء، بين الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- تمهيدا لاستئناف التطبيع بين نواكشوط وتل أبيب. جاء ذلك بعدما نقل موقع سيمافور الأميركي عن مصدر قوله إن موريتانيا ستتخذ خطوة نحو في اجتماع بالبيت الأبيض بوساطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، اليوم الأربعاء. ويزور الرئيس الموريتاني واشنطن بدعوة من الرئيس ترامب لحضور قمة أميركية أفريقية مصغرة. وقال موقع سيمافور إن ولد الغزواني سيلتقي نتنياهو على هامش هذه القمة التي تضم 4 دول أخرى في غرب أفريقيا: الغابون وغينيا بيساو وليبيريا والسنغال. ولم يرد المتحدثون باسم البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية والسفارة الموريتانية في واشنطن على استفسارات الموقع الإخباري الأميركي قبل نشر هذا النبأ. وقطعت موريتانيا علاقاتها مع إسرائيل عام 2010 في أعقاب الحرب على غزة عام 2009. تطبيع أفريقي واسع وذكر الموقع أن إدارة ترامب أشارت إلى أنها ملتزمة بتطبيع العلاقات وتوسيع الشراكات الاقتصادية مع إسرائيل في جميع أنحاء القارة الأفريقية. ولا تزال هناك 9 دول أفريقية إما لم تعترف قط بإسرائيل (الجزائر وتونس وليبيا وجزر القمر وجيبوتي والصومال) أو علقت العلاقات الثنائية (مالي وموريتانيا والنيجر). وقد تم تأطير اجتماع الأربعاء بين ترامب والقادة الأفارقة الخمسة على أنه أحدث خطوة في تحرك واسع النطاق لتركيز العلاقات الأميركية الأفريقية على الفرص التجارية والتجارة بدلا من المساعدات. وأشار أحد المحللين إلى أن قادة الغابون وغينيا بيساو وليبيريا وموريتانيا والسنغال يمثلون دولا "ليست من الأولويات الواضحة" بالنسبة لواشنطن، ولكن الاجتماع سيسمح للإدارة الأميركية بمكافأة الغابون والسنغال على الانتقال السلمي للسلطة مؤخرا، ومناقشة قضايا الهجرة والمخدرات مع رئيسي غينيا بيساو وموريتانيا.

أوغندا: المعارضة تطلق حزبا جديدا رغم سجن زعيمها بيسيجي
أوغندا: المعارضة تطلق حزبا جديدا رغم سجن زعيمها بيسيجي

الجزيرة

timeمنذ 6 ساعات

  • الجزيرة

أوغندا: المعارضة تطلق حزبا جديدا رغم سجن زعيمها بيسيجي

أعلن مؤيدو الزعيم الأوغندي المعارض المعتقل كيزا بيسيجي، أمس الثلاثاء، تأسيس حزب جديد اسمه "جبهة الشعب من أجل الحرية"، وذلك خلال فعالية أقيمت في العاصمة كمبالا في غياب بيسيجي القسري. ورغم أن بيسيجي، العقيد المتقاعد والطبيب الشخصي السابق للرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، يقبع في السجن منذ نوفمبر الماضي بتهمة "الخيانة العظمى"، فإن أنصاره احتشدوا وهم يرفعون صورته، مؤكدين أنه سيخاطبهم برسالة مكتوبة أو مؤتمر عبر الفيديو باعتباره قائدا للحزب الجديد. ويأتي ذلك بينما ترفض السلطات الإفراج عنه بكفالة، وسط تأكيدات من فريق الدفاع بأن حالته الصحية تدهورت تدهورا خطِرا. وكان بيسيجي قد أسّس في السابق حزب "المنتدى للتغيير الديمقراطي"، ولعب دورا محوريا في معارضة حكم الرئيس يوري موسيفيني عقودا، حيث تحوّل من طبيب شخصي لموسيفيني إلى أحد أبرز منتقديه، وسبق له الترشح أربع مرات في الانتخابات الرئاسية. وتتهم السلطات القضائية بيسيجي بالسعي للاستعانة بقوى عسكرية خارجية لزعزعة الأمن القومي، وهي تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام في القانون الأوغندي. غير أن مؤيديه يرون أن القضية سياسية بامتياز، وتهدف إلى إبعاده عن المنافسة في انتخابات 2026، التي قد تشهد تنافسا محتدما بين موسيفيني ومعارضين بارزين، منهم بوبو واين. وفي وقت سابق، أعلن الرئيس موسيفيني، الذي وصل إلى الحكم بانقلاب عسكري عام 1986، نيته الترشح من جديد، ما قد يفتح الباب لوصوله إلى نصف قرن من الحكم المتواصل. وفي ظل غياب مرشح واضح للحزب الحاكم، برز نجله الجنرال موهوزي كاينيروغابا كلاعب سياسي مثير للجدل، خصوصا مع تصريحاته عن رغبته في خلافة والده، واتهامه بيسيجي بمحاولة اغتياله.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store