
من التخفي لقيادة المسيرات.. «إف-22» تهيمن على سماء العالم
عند تصميم الطائرة "إف-22 رابتور" من الجيل الخامس التابعة للقوات الجوية الأمريكية، كان الهدف هو تحقيق التفوق الجوي والتخفي، واليوم تُمثل تلك المقاتلة قمة القوة الجوية في العالم.
وتجمع "إف-22" بين قدرات السرعة الفائقة، ومحركات الدفع الموجه، والمواد منخفضة الرصد، مما يُمكّنها من التفوق على الخصوم في المناورة والقتال.
وفي ظل التهديدات العالمية خاصة مع تطوير الدول المنافسة مثل الصين وروسيا لأنظمة متقدمة لمنع الوصول أو منع دخول المنطقة، يواصل سلاح الجو الأمريكي تحديث طائرة "إف-22" وفقا لما ذكره موقع "ناشيونال إنترست" الأمريكي.
وأشار الموقع إلى أن سلاح الجو الأمريكي يقوم بتحديث أسطوله القديم من طائرات "إف-22"، حتى مع سماح إدارة الرئيس الأمركي دونالد ترامب بإنتاج مقاتلة الجيل السادس "إف-47."
ونظرًا لتأخيرات "إف-47" يحتاج سلاح الجو إلى ضمان بقاء طائرات "إف-22" صالحة للاستخدام حتى أواخر ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين أو ما بعد ذلك، وبالتالي تحصل "إف-22" على مجموعة شاملة من الترقيات التي ستطيل عمرها الافتراضي حتى أربعينيات القرن الحادي والعشرين!
وتتلقى هذه الترقيات تمويلا بمليارات الدولارات من أموال دافعي الضرائب بما في ذلك خطة استثمار بقيمة 7.8 مليار دولار حتى عام 2030.
وتهدف الترقيات إلى تحسين أجهزة استشعار طائرة "إف-22" وتحديث برمجياتها، وتعزيز اتصالاتها، وتوسيع نطاق نظام الحرب الإلكترونية، وضمان تكامل أكبر للأسلحة، وإجراء تحسينات أخرى على مستوى الاستدامة.
وتُعد مجموعة أجهزة الاستشعار من أهم مجالات تحديث "إف-22"، والتي يتم ترقيتها لاكتشاف وتتبع التهديدات الناشئة على مسافات أكبر مع الحفاظ على خاصية التخفي.
كما يُعد نظام الدفاع بالأشعة تحت الحمراء (آي آر دي إس) المحور الرئيسي للتحديثات وهو مجموعة موزعة من أجهزة استشعار البحث والتتبع التكتيكية المدمجة بالأشعة تحت الحمراء، والتي تحل محل أجهزة الكشف عن إطلاق الصواريخ القديمة.
ويعمل هذا النظام على تحسين اكتشاف صواريخ جو-جو بعيدة المدى وصواريخ أرض-جو، مما يُعزز قدرة الطائرة "إف-22" على الصمود في سيناريوهات عالية الخطورة.
وحصلت شركة "لوكهيد مارتن" على عقد بقيمة 270 مليون دولار في بداية العام الجاري لدمج أجهزة استشعار الأشعة تحت الحمراء من الجيل التالي، والتي تدعم أيضًا تتبع التهديدات واتخاذ الإجراءات المضادة عبر منصات متعددة.
واستكمالاً لذلك، حصلت شركة "آر تي إكس" على عقد بقيمة مليار دولار في أغسطس/آب 2024 لتحديث أجهزة الاستشعار، بما في ذلك "أجهزة المجموعة ب" التي قد تتضمن كبسولات خفية لإمكانات البحث والتتبع بالأشعة تحت الحمراء(آي آر إس تي).
بالإضافة إلى ذلك، توفر ترقيات الرادار الديناميكي ذو الفتحة التركيبية (إس ايه آر) رسم خرائط أرضية عالية الدقة، مما يسمح للطيارين بتحديد التهديدات وتحديد مواقعها بدقة غير مسبوقة.
وفي مارس/آذار الماضي، اكتملت الرحلات التجريبية لتحسينات هذه المستشعرات مما يمثل إنجازًا هامًا في دمج تقنيات نهج الأنظمة المفتوحة المعيارية لتسهيل التحديثات المستقبلية بشكل أسرع.
وتُعد ترقيات المستشعرات جزءا من مخصصات ميزانية السنة المالية 2026 البالغة 90.3 مليون دولار وهي ضرورية للحفاظ على ميزة التخفي لطائرة"إف-22" ضد أنظمة الرادار المتقدمة والأنظمة الموجهة بالأشعة تحت الحمراء.
وتوصف طائرة "إف-22" وطائرة "إف-35 لايتنينج "2، وهي الطائرة الحربية الأمريكية الأخرى من الجيل الخامس، بأنها "شريحة حاسوب طائرة" وبالتالي، تُشكل البرمجيات العمود الفقري لقدراتها وحاليا، يجري سلاح الجو حاليًا تحديثًا جذريًا لبرمجيات هذه الطائرات لتُقدم خرائط أرضية عالية الدقة، وقدرات بحث وإنقاذ، وتحديد جغرافي للتهديدات، وقدرات هجوم إلكتروني، كما تقدم تكاملًا مع ذخائر متطورة مثل القنبلة صغيرة القطر.
وفيما يتعلق بالأسلحة، تشمل جهود الاستدامة في إطار برنامج الموثوقية والتوافر والصيانة تحسينات في الطاقة الكهربائية، واستبدال الألياف الضوئية للطائرات، وأنظمة إمداد متينة واستخدام مواد يصعب رصدها، وإجراء إصلاحات هيكلية.
وستزيد خزانات وأبراج الوقود الخفية منخفضة السحب من المدى، مع السماح بالطيران الأسرع من الصوت باستخدام وقود خارجي، مما يعزز الثبات دون التضحية بالقدرة على التدمير.
وتتيح استراتيجية التطوير هذه إجراء اختبارات سريعة وتطبيق التحسينات، مستعينةً بتقنيات الجيل السادس غير المجدية لإبقاء "رابتور" في صدارة المنافسة.
وتعمل تحسينات الأمن السيبراني وتحسينات واجهة مركبة الطيار على تبسيط تفاعل الطيارين، بينما تزيد ترقيات برنامج التوجيه لصاروخ "ايه آي إم-120 أمرام" من قوة المعالجة وإطالة مدة الطيران، مما يعزز الهيمنة الجوية.
ولتحقيق التكامل السلس في العمليات متعددة المجالات، تتلقى طائرة"إف-22" ترقيات في أنظمة الاتصالات بهدف سد الفجوات مع الأنظمة القديمة والمستقبلية.
وبداية من العام المقبل، سيتم تجهيز جميع مقاتلات "إف-22" والبالغ عددها 142 طائرة، بمجموعات من الأجهزة اللوحية والكابلات ومعدات الدعم للسماح بدمج طائرات القتال التعاونية أو طائرات "الجناح المخلص" بدون طيار الأمر الذي سيكون أهم تحسين للطائرة.
وبتكلفة حوالي 82 ألف دولار للوحدة، وفي إطار برنامج تكامل المنصات المأهولة بقيمة 15 مليون دولار أمريكي، سيتم ربط الطيارين بالمسيرات ذاتية التشغيل عبر وصلة البيانات بين الرحلات الخاصة بإف-22 مع تحديثات برمجية تُسهّل عملية الاعتماد والتكامل.
وبهذا ستكون الطائرة إف-22 أول مقاتلة تقود أسرابًا من المسيرات، مما يضمن بقاءها الطائرة الحربية الأكثر تطورًا وأهمية في الترسانة الأمريكية.
من جهة أخرى تعالج تحسينات الحرب الإلكترونية التهديدات الناشئة، حيث تضيف ترقية "انكرمنت 3.2 بي" قدرة تعطيل التشويش كما تُحسّن الطلاءات الشبيهة بالمرآة، خصائص التخفي لتجنب الكشف المتقدم.
كما يجري تعزيز التدابير المضادة، إلى جانب تحسينات نظام تحديد الصديق من العدو لعمليات أكثر أمانًا في ساحات القتال المزدحمة.
وستوفر ترقيات التشفير المستقبلية تأمين الاتصالات ضد التهديدات السيبرانية وتُحسّن الترقيات التي تركز على الطيارين، مثل شاشة "ثاليس سكوربيون" المُثبّتة على الخوذة إضافة إلى خوذة الجيل التالي ذات الأجنحة الثابتة الوعي الظرفي للطيارين في ظروف القتال الديناميكية.
وفي ضوء هذه التحديثات التي تجعل "إف-22" مقاتلة التفوق الجوي الرائدة عالميًا لعقود تثور التساؤلات عن سبب التزام وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الجاد بطائرة "إف-47" أو أي برنامج آخر من برامج الجيل السادس.
aXA6IDEwNy4xNzIuMjA0LjE3MSA=
جزيرة ام اند امز
US
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عرب هاردوير
منذ 15 ساعات
- عرب هاردوير
OpenAI تطلق أكبر مركز بيانات أوروبي مدعوم بـ 100 ألف شريحة NVIDIA
أعلنت شركة OpenAI عن إطلاق مركز بيانات ضخم في النرويج يحمل اسم Stargate، في أول توسع فعلي لها داخل أوروبا في هذا المجال. سيُقام المشروع من خلال شراكة بين شركتين هما Nscale البريطانية وشركة Aker النرويجية للبنية التحتية للطاقة، وذلك عبر مشروع مشترك بنسبة 50 في المئة لكل منهما. مركز مبني على الشراكات الأوروبية تقوم شركة Nscale بتصميم وتنفيذ المركز، بينما تُعد OpenAI مستهلكًا رئيسيًا للطاقة الحوسبية التي سيولدها المركز، ما يعني أنها ستشتري قدرًا كبيرًا من قدرات الحوسبة الناتجة عن هذا الموقع. يهدف المشروع إلى تعزيز ما يُعرف باسم السيادة الأوروبية في الذكاء الاصطناعي من خلال تقديم خدمات ومعالجات حوسبية ضمن القارة الأوروبية. وقد صرح الرئيس التنفيذي لشركة Nscale، جوش باين، أن الهدف من المشروع هو التعاون مع OpenAI لتوفير حوسبة سيادية على الأراضي الأوروبية، ما يسمح بإطلاق ميزات وخدمات جديدة في المنطقة. 100 ألف شريحة من NVIDIA قبل نهاية 2026 يسعى مركز Stargate في النرويج إلى نشر 100 ألف وحدة معالجة رسوميات (GPU) من شركة NVIDIA بحلول نهاية عام 2026، مع خطط للتوسع المستمر في السنوات التالية. وبقدرة أولية تصل إلى 230 ميجاواط، وسيُصبح هذا المركز من بين الأكبر في أوروبا، إذ سيعتمد بالكامل على مصادر الطاقة المتجددة. تُعد شرائح NVIDIA الخيار المفضل لمراكز البيانات حول العالم بسبب قدرتها الفائقة على التعامل مع أحمال الذكاء الاصطناعي الضخمة. وقد أكدت الشركات المعنية أن المشروع سيبدأ بمرحلة أولى بقدرة 20 ميجاواط، حيث خصصت كل من Nscale وAker نحو مليار دولار لهذه المرحلة التأسيسية. الموقع الجغرافي والاستفادة من الطاقة الكهرومائية يقع المشروع في منطقة كفاندال، قرب مدينة نارفيك شمال النرويج، وهي منطقة تُعرف بوفرة الطاقة الكهرومائية وانخفاض الطلب المحلي على الكهرباء، إضافة إلى ضعف قدرة النقل الكهربائي إلى الخارج، ما يجعل من استخدامها محليًا خيارًا منطقيًا واستراتيجيًا. ورغم ضخامة المشروع، رفض جوش باين الإفصاح عن كيفية تمويل المشروع بالكامل أو الأرباح المتوقعة منه، لكنه أكد أن شركة Nscale تمتلك خطة توسعية قوية داخل أوروبا، رغم عدم وجود نية حالية لإنشاء مراكز Stargate إضافية. من أمريكا إلى النرويج فالإمارات يُعد هذا المشروع امتدادًا لمبادرة Stargate التي انطلقت في الولايات المتحدة مطلع هذا العام، من خلال تعاون بين OpenAI وشركة أوراكل الأمريكية وSoftBank اليابانية وشركة MGX الإماراتية. وتهدف المبادرة إلى استثمار 500 مليار دولار على مدى أربع سنوات لبناء بنية تحتية متقدمة للذكاء الاصطناعي على مستوى العالم. في يونيو الماضي، أعلنت OpenAI عن خططها لإنشاء مركز Stargate في الإمارات، ضمن إطار توسع عالمي للمشروع. أوروبا تبحث عن سيادة الذكاء الاصطناعي تسعى أوروبا في السنوات الأخيرة إلى تعزيز مفهوم الذكاء الاصطناعي السيادي، والذي يتطلب أن تتم معالجة البيانات وأعباء العمل الحوسبية على أراضي القارة الأوروبية، حفاظًا على الخصوصية والسيادة الرقمية. يرى جوش باين أن القارة تواجه مشكلتين رئيسيتين: الأولى هي نقص القدرات الحوسبية، والثانية هي تشتت البنية التحتية وضعف التنسيق بين دولها. ويؤكد أن الحل يكمن في إقامة مشاريع ضخمة للبنية التحتية يمكن للمطورين الأوروبيين البناء عليها لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي وزيادة الإنتاجية والنمو الاقتصادي. دعم البنية التحتية للذكاء الاصطناعي الأوروبي من جهتها، تسعى NVIDIA لتعزيز حضورها في القارة الأوروبية، إذ قام الرئيس التنفيذي للشركة، جنسن هوانغ، بجولة في أوروبا لحث الحكومات والشركات على بناء مزيد من مراكز الذكاء الاصطناعي. كما أعلنت شركة Mistral الفرنسية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي عن خطط لاستخدام شرائح NVIDIA في مركز بيانات جديد في فرنسا. يعكس هذا التوسع الكبير توجّهًا عالميًا نحو تمركز الذكاء الاصطناعي في مراكز بيانات قادرة على التعامل مع كميات هائلة من البيانات، في ظل منافسة دولية شديدة على التحكم بالبنية التحتية لتقنيات المستقبل. يمثل هذا المشروع علامة فارقة في جهود أوروبا لبناء بيئة حوسبية مستقلة ومزدهرة للذكاء الاصطناعي. ومع استمرار توسع مبادرة Stargate عالميًا، ستُصبح النرويج نقطة محورية في خارطة الذكاء الاصطناعي الأوروبية، في وقت يتسارع فيه السباق العالمي لبناء مراكز بيانات عملاقة مدعومة بشرائح NVIDIA الخارقة.


عرب هاردوير
منذ 2 أيام
- عرب هاردوير
سباق الذكاء الاصطناعي يشعل أكبر رواتب في التاريخ
تدفع شركات التكنولوجيا الكبرى اليوم مبالغ خيالية لاستقطاب ألمع العقول في مجال الذكاء الاصطناعي. فقد أعلنت شركة ميتا مؤخرًا عن عرض بقيمة 250 مليون دولار للباحث الشاب مات دايتكي، موزعة على أربع سنوات، أي ما يعادل 62.5 مليون دولار سنويًا، مع احتمال أن يحصل على 100 مليون في السنة الأولى وحدها. يتجاوز هذا العرض كل ما سُجل سابقًا من تعويضات علمية في التاريخ، متفوقًا على أجور العلماء الذين شاركوا في مشاريع حاسمة مثل تطوير القنبلة الذرية أو الهبوط على سطح القمر. من هو مات دايتكي ولماذا يثير هذا الرقم الدهشة؟ قاد دايتكي تطوير نظام ذكاء اصطناعي متعدد الوسائط يُعرف باسم مولمو خلال عمله في معهد آلن للذكاء الاصطناعي ، كما شارك في تأسيس شركة ناشئة تدعى فيرسبت. وتكمن خبرته في بناء أنظمة تجمع بين الصور والأصوات والنصوص، وهي بالضبط المهارات التي تتسابق ميتا على امتلاكها لتطوير تقنيات الذكاء الخارق. لا يعد دايتكي حالة استثنائية، فقد أفادت تقارير أن مارك زوكربيرغ عرض على باحث آخر في الذكاء الاصطناعي صفقة قد تصل إلى مليار دولار. تعكس هذه الأرقام إيمان الشركات بأن الفائز في سباق الذكاء الاصطناعي قد يسيطر على أسواق بمليارات الدولارات. مقارنة تاريخية تُظهر حجم الفجوة بلغ راتب روبرت أوبنهايمر، قائد مشروع مانهاتن، 10 آلاف دولار سنويًا عام 1943، وهو ما يعادل حوالي 190 ألف دولار بقيمة اليوم. أما دايتكي، البالغ من العمر 24 عامًا والذي انسحب من برنامج الدكتوراه مؤخرًا، فسيتقاضى 327 ضعف هذا الرقم. حتى الرياضيين البارزين يصعب عليهم مجاراة هذه الأرقام. فعقد ستيف كاري الأخير مع فريق غولدن ستيت ووريرز كان أقل بـ35 مليون دولار من صفقة دايتكي، بينما يبلغ راتب كريستيانو رونالدو السنوي 275 مليون دولار فقط، وهو الأعلى بين الرياضيين. رواتب العلماء والمهندسين سابقًا كانت متواضعة خلال الخمسينيات والستينيات، عمل علماء كبار مثل كلود شانون في مختبرات بيل برواتب عادية. وكان المدير في المختبر يتقاضى فقط 12 ضعف راتب الموظف الأدنى. أما توماس واتسون الأب، مؤسس شركة IBM، فقد بلغ راتبه في ذروته عام 1941 حوالي 517 ألف دولار، أي ما يعادل 11.8 مليون دولار حاليًا، وهو أقل بخمسة أضعاف من صفقة دايتكي. حتى في عصر الفضاء، لم تقترب الرواتب من هذا المستوى. فقد حصل نيل أرمسترونغ على 27 ألف دولار سنويًا عند هبوطه على القمر، أي ما يعادل 244 ألف دولار اليوم. بينما حصل رفاقه ألدرين ومايكل كولينز على أقل من ذلك. أما مهندسو وكالة ناسا فكانت رواتبهم تتراوح بين 85 ألفًا و278 ألف دولار بقيمة اليوم، وهي مبالغ قد يجنيها دايتكي في أيام قليلة فقط. لماذا تختلف سوق الذكاء الاصطناعي بدأ ارتفاع الأجور في هذا المجال منذ عام 2012، عندما باع ثلاثة أكاديميين كنديين أنفسهم لجوجل مقابل 44 مليون دولار. ومع مرور السنوات، أصبحت رواتب الباحثين في الذكاء الاصطناعي تُقارن برواتب لاعبي كرة القدم الأمريكية. لكن اليوم، تشهد السوق انفجارًا لا مثيل له. إذ تمتلك الشركات المتنافسة مثل ميتا وOpenAI وجوجل رؤوس أموال تريليونية، وعدد الباحثين المؤهلين في هذا المجال محدود للغاية. وتحديدًا، يعد الباحثون المتخصصون في الذكاء المتعدد الوسائط من أندر المواهب المطلوبة. يُضاف إلى ذلك أن الرهانات مرتفعة جدًا. إذ يرى المستثمرون أن من يصل أولًا إلى الذكاء العام الاصطناعي أو الذكاء الخارق قد يمتلك التقنية القادرة على تغيير العالم بالكامل، من خلال أتمتة الوظائف، واختراع تقنيات جديدة، بل وحتى تحسين نفسه ذاتيًا، ما قد يؤدي إلى ما يُعرف بالانفجار الذكائي. من مكافأة أرمسترونغ اليومية إلى جزيرة دايتكي الخاصة تكشف الفروق بين الماضي والحاضر عن حجم التحول في النظرة إلى التكنولوجيا. فقد تلقى أرمسترونغ 8 دولارات فقط يوميًا خلال مهمته إلى القمر، ما يعادل 70 دولارًا بقيمة اليوم. أما دايتكي، فقد أصبح بفضل صفقته الضخمة نجمًا في أوساط الباحثين، حتى أن شريكته في تأسيس الشركة غردت مازحة أنهم يتطلعون لزيارته قريبًا في جزيرته الخاصة. يفتح هذا الواقع الجديد الباب للتساؤل: هل نحن أمام ثورة علمية حقيقية ستُغير البشرية، أم مجرد فقاعة ضخمتها طموحات وادي السيليكون؟ الزمن وحده كفيل بالإجابة.


العين الإخبارية
منذ 2 أيام
- العين الإخبارية
بروكسل تعتمد قانون الذكاء الاصطناعي.. أداة السيادة الرقمية
دخلت أجزاء رئيسية من قانون الذكاء الاصطناعي الأوروبي (AI Act) حيز التنفيذ اليوم السبت. وتدشّن الخطوة مرحلة جديدة من تنظيم تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل الاتحاد الأوروبي، وسط توترات متجددة مع الولايات المتحدة. ويمثل هذا القانون، الذي وُصف بأنه من أكثر القوانين طموحًا في العالم في هذا المجال، خطوة استراتيجية تسعى من خلالها بروكسل إلى ضبط استخدام الذكاء الاصطناعي بما ينسجم مع القيم الأوروبية، من شفافية ومساءلة وحقوق الإنسان. وألقى تقرير نشرته صحيفة "لو موند" الفرنسية الضوء على القانون وقال أنه استغرق التفاوض حوله سنوات، وجرى اعتماده نهائيًا في عام 2024. ويُعتبر القانون محاولة جريئة من الاتحاد الأوروبي لوضع أُطر قانونية شاملة لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، في وقت تتسابق فيه الدول والشركات لتطوير هذه التقنية دون ضوابط كافية. خطوات إجراءات ودخلت أحكام الحوكمة المركزية حيز التنفيذ، حيث يُطلب من الدول الأعضاء البالغ عددها 27 دولة إخطار المفوضية الأوروبية بالهيئات الوطنية التي ستتولى مراقبة تطبيق القانون على أراضيها. وفي فرنسا، على سبيل المثال، من المتوقع أن تضطلع كل من "المديرية العامة للسياسات التنافسية وشؤون المستهلك ومكافحة الاحتيال" و"الهيئة الوطنية لحماية البيانات" (CNIL) بهذه المهمة. ومع ذلك، لم تحدد بعض الدول الأعضاء بعد الهيئات المعنية، ما يثير تساؤلات حول فاعلية التطبيق في المدى القريب. غضب أمريكي متجدد ووفقا لتقرير "لو موند"، فإن إطلاق القانون لم يمر مرور الكرام في واشنطن. فقد واجه انتقادات شديدة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالإضافة إلى شركات التكنولوجيا العملاقة مثل غوغل، ميتا، وأمازون، التي ترى في القانون تهديدًا لمصالحها التجارية ونموذجها القائم على الابتكار السريع. وتتهم هذه الأطراف الاتحاد الأوروبي بفرض قيود بيروقراطية معرقلة للتطور التكنولوجي، خاصة فيما يتعلق بالقيود المفروضة على ما يُعرف بـ"أنظمة الذكاء الاصطناعي عالية المخاطر". ويرى محللون أن المواجهة بين بروكسل وواشنطن في هذا السياق تعكس اختلافًا أيديولوجيًا أعمق. ففي حين تسعى أوروبا لفرض نموذج قائم على "الذكاء الاصطناعي الموثوق"، تفضل الولايات المتحدة نهجًا أكثر مرونة يحفّز السوق ويقلّل من التدخل الحكومي المباشر. نموذج سيادي رقمي ويمثل القانون جزءًا من استراتيجية أوروبية أوسع لتعزيز "السيادة الرقمية"، إلى جانب قوانين أخرى مثل "قانون الخدمات الرقمية" (DSA) و"قانون الأسواق الرقمية" (DMA)، التي تهدف جميعها إلى كبح نفوذ شركات التكنولوجيا الكبرى، وضمان حماية البيانات والحقوق الرقمية للمواطنين الأوروبيين. وبحسب محللين، فإن هذه الحزمة التشريعية لا تسعى فقط إلى حماية المستهلكين، بل تهدف أيضًا إلى ترسيخ مكانة أوروبا كصانع قواعد عالمي في مجال التكنولوجيا، تمامًا كما فعلت سابقًا مع اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR). لكن رغم الطموح الأوروبي، تواجه عملية تطبيق القانون تحديات كبيرة، خاصة في ظل النقص في الموارد البشرية والتقنية في بعض الدول الأعضاء، وصعوبة مواكبة التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي. كما يُطرح تساؤل حول كيفية التعامل مع الشركات غير الأوروبية التي تقدم خدماتها داخل الاتحاد، ومدى فاعلية الرقابة العابرة للحدود. في المقابل، يرى مؤيدو القانون أنه يضع أساسًا قانونيًا صلبًا لضمان الاستخدام الآمن والمسؤول للذكاء الاصطناعي، ويمنح المستخدمين ثقة أكبر بالتكنولوجيا. ومع دخول قانون الذكاء الاصطناعي الأوروبي حيز التنفيذ، يتجه الاتحاد الأوروبي نحو تكريس نموذج مختلف لتنظيم التكنولوجيا، يقوم على الموازنة بين الابتكار وحماية الحقوق. ورغم التوترات مع الولايات المتحدة، فإن بروكسل تبدو عازمة على المضي قدمًا في هذا النهج، حتى لو عنى ذلك الدخول في صدام جديد مع وادي السيليكون. aXA6IDE1NC4zLjIzNC4yNSA= جزيرة ام اند امز US