logo
البهاق: مرض مناعي صامت يُغيّر لون الجلد... لا قوة الإنسان

البهاق: مرض مناعي صامت يُغيّر لون الجلد... لا قوة الإنسان

مجلة هيمنذ يوم واحد

ببقعٍ بيضاء منتشرةٍ في أماكن مختلفة من الوجه والجسم، لم يخشَ الكثيرون من المشاهير مواجهة المجتمع والكشف عن إصابتهم بمرض البُهاق؛ هذا المرض الذي يُعدَ حالةً جلدية طويلة الأمد، حيث تفقد بُقع الجلد صبغتها وتصبح أفتح أو بيضاء تمامًا.
مشاهير واجهوه بشجاعة وصلابة، وآخرون اشتهروا به؛ من النجم الهندي العالمي أميتشاب باتشان، إلى العارضة الأمريكية ويني هارلو، مرورًا بالمغني المصري رامي جمال والمؤشرة وسيدة الأعمال اللبنانية كارن وازن، وغيرهم ممن لا تتسع لهم سطور هذه المقالة. جميعهم كانت لديهم الجرأة والقوة للحديث عن مرض البهاق، والتوعية حوله بالطبع، في محاولةٍ لكسر الصورة النمطية عن أن المشاهير لا يعانون من أية مشكلات تُنغص حياتهم.
يصيب البهاق الناس من جميع الأعمار والأعراق والأجناس حول العالم. إليكِ لمحة سريعة عن آخر الإحصائيات العالمية:
• يُقدر معدل الانتشار العالمي بحوالي 0.5% إلى 1% من السكان، مع أن بعض الدراسات تشير إلى أنه قد يصل إلى 2.28% في بعض المناطق.
• يُترجم هذا إلى ما يقرب من 70 إلى 100 مليون شخص مصابين بالبهاق حول العالم.
• يُشكل الأطفال ما بين 20% و35% من جميع حالات البهاق.
• تُصيب هذه الحالة الرجال والنساء على حد سواء، وهي موجودةٌ في جميع المجموعات العِرقية.
• سُجلت أعلى معدلات انتشار البهاق في غرب آسيا، لتصل إلى 0.77%؛ فيما سُجلت أدنى المعدلات في شرق آسيا، بحوالي 0.12%.
• في الولايات المتحدة، يُقدَر عدد المصابين بالبهاق ما بين 1.9 و2.8 مليون شخص، بما في ذلك الحالات غير المُشخصة.
البهاق الأعراض، والأسباب، والعلاج
على الرغم من شيوع البهاق، إلا أنه غالبًا ما يكون ذو تمثيلٍ ناقص في مناقشات الصحة العامة. لكن الوعي حوله يتزايد، وكذلك الأبحاث. وفي كل عام، وتحديدًا في 25 يونيو، يُحتفل باليوم العالمي للبهاق؛ وهو مناسبةٌ عالمية ومحلية لرفع الصوت والوعي حول هذا المرض الجلدي المزمن الذي يُؤثر على مظهر الجلد، لكن تأثيراته قد تمتد إلى الحالة النفسية، وهوية الشخص المصاب، والتعامل المجتمعي معه.
للوقوف أكثر على حيثيات هذا المرض؛ أسبابه وأعراضه وطرق علاجه، تحدثنا إلى الدكتورة رنا أبو طراب، أخصائية الأمراض الجلدية في مستشفى فقيه الجامعي – دبي والتي وافتنا بالمعلومات التالية..
ما هو البهاق؟ وماذا يحدث في الجلد عند الإصابة بهذا المرض؟
البهاق حالةٌ جلدية مُزمنة، تفقد فيها بقعٌ من الجلد صبغتها وتصبح أفتح أو بيضاء تمامًا. ويحدث هذا بسبب تلف الخلايا الصبغية - وهي الخلايا المسؤولة عن إنتاج الميلانين، الصبغة التي تُعطي الجلد لونه - أو تمنعها عن العمل بشكلٍ صحيح. يمكن أن تؤثر هذه الحالة على أي جزءٍ من الجسم، ولكنها أكثر شيوعًا في الوجه واليدين والذراعين والقدمين وحول فتحات الجسم مثل العينين والفم. كما يمكن أن تؤثر أيضًا على الشعر، فتتحول ألوانه إلى الأبيض أو الرمادي، وحتى داخل الفم أو الأنف.
من الضروري التنويه إلى أن البهاق لا يُعدَ مرضًا مُعديًا أو مُهددًا للحياة، ولكنه قد يُخلَف آثارًا عاطفية ونفسية بالغة، خاصةً في المجتمعات التي يحتل فيها المظهر أهميةً اجتماعية كبيرة. ورغم أن السبب الدقيق غير مفهوم تمامًا، يُعتقد أنه اضطراب مناعي ذاتي بحسب ما تشير الدراسات الحديثة، وقد يرتبط بعوامل وراثية أو يُحفزه التوتر أو حروق الشمس أو إصابات الجلد.
إذن، البهاق مرضٌ متعدد العوامل، تتداخل فيه آلياتٌ عدة، هي كما يلي:
1. الاستجابة المناعية الذاتية: حيث يهاجم جهاز المناعة خلايا الميلانوسايت، كما في أمراضٍ مثل الثعلبة والغدة الدرقية.
2. الإجهاد التأكسدي (Oxidative Stress): والذي يُساهم في تحفيز موت الخلايا الصبغية.
3. عوامل وراثية: أكثر من 40 جينًا تمَ ربطهم بزيادة خطر الإصابة بالبهاق، أبرزهم الجين NLRP1.
4. عوامل بيئية ومُحفزات موضعية: مثل الجروح، الحروق، التهابات الجلد المتكررة، أو التعرّض للمواد الكيميائية.
ما هي أعراض البهاق؟
كما أسلفنا؛ من أبرز أعراض البهاق ظهور بقعٍ جلدية تفقد صبغتها، فتتحول إلى لونٍ أفتح أو أبيض تمامًا.
وفيما يلي أبرز الأعراض الرئيسية لهذا المرض:
• فقدان لون الجلد بشكلٍ غير منتظم، وغالبًا ما يكون متماثلًا على جانبي الجسم.
• تبييض أو شيب مبكر لشعر فروة الرأس والرموش والحواجب واللحية.
• فقدان لون الأغشية المخاطية، مثل داخل الفم أو الأنف.
• تغيَرات في لون شبكية العين أو القزحية (مع أن الرؤية لا تتأثر عادةً).
• زيادة الحساسية لأشعة الشمس في المناطق قليلة الصبغة، مما قد يؤدي إلى حروق الشمس.
يمكن أن تتطور الحالة ببطءٍ أو بسرعة، ويختلف مدى فقدان الصبغة بشكلٍ كبير من شخصٍ لآخر. إذ قد يعاني بعض الأشخاص من بقعٍ صغيرة قليلة فقط، في حين قد يعاني آخرون من فقدانٍ واسع النطاق للتصبغ.
يظهر البهاق بشكلٍ أكبر على الوجه والشفاه وحول العينين
هل البهاق يُسبَب الحكة؟
سؤالٌ يطرح نفسه، والإجابة: قد يكون كذلك! مع أن الحكة ليست عرضًا شائعًا للبهاق، إلا أن بعض الأشخاص يعانون منها، خاصةً في المناطق التي تتشكل فيها بقعٌ جديدة أو حيث يكون الجلد مُلتهبًا. قد يكون سبب هذه الحكة:
1. التهاب الجلد نتيجة استهداف الجهاز المناعي للخلايا الصبغية.
2. جفاف أو تهيَج المناطق قليلة الصبغة، وهي أكثر حساسيةً للعوامل البيئية كالشمس أو الرياح.
3. حساسية الأعصاب، مما قد يزيد من الشعور بالحكة في المناطق المصابة.
من المثير للاهتمام أن بعض الأشخاص يُبلغون عن شعورٍ بوخز أو حرقان قبل بدء فقدان الصبغة. لذا، فبينما لا يكون البهاق نفسه مؤلمًا عادةً، إلا أن هذه الأحاسيس قد تكون مؤشراتٍ مبكرة على حدوث تغيرات. في حال كانت الحكة مُستمرةً أو مُزعجة، فقد تُساعد المرطبات أو الكريمات المضادة للالتهابات أو حتى العلاج بالضوء في التخفيف منها.
كيف يؤثر البهاق على الصحة النفسية؟
تصوَري أن صديقتكِ أو أختكِ أو حتى إبنتكِ المراهقة، بدأت تعاني من ظهور بقع البهاق البيضاء في جسمها ووجهها؛ ماذا تتخيلين شعورها تجاه ذلك؟
لا شك أنه الاضطراب والخوف والقلق من نظرة المجتمع إليها، وهو ما قد يتسبب لها بتحدياتٍ عاطفية ونفسية عدة منها:
• تدني احترام الذات ومشاكل في صورة الجسم: يشعر العديد من المصابين بالبهاق بالخجل أو الحرج، خاصةً في الثقافات التي يرتبط فيها المظهر ارتباطًا وثيقًا بالقبول الاجتماعي.
• القلق والاكتئاب: تُظهر الدراسات أن المصابين بالبهاق لديهم معدلاتٌ أعلى من القلق والاكتئاب، خاصةً عندما يُصيب البهاق أكثر من 5% من سطح الجسم، أو عندما تظهر الحالة على الوجه أو اليدين.
• الانسحاب الاجتماعي والعزلة: قد يدفع الخوف من الحكم أو سوء الفهم الناس إلى تجنب المواقف الاجتماعية، مما قد يُعمّق مشاعر الوحدة.
• الوصمة والتمييز: في بعض المجتمعات، لا يزال البهاق يُساء فهمه؛ مما يؤدي إلى انتشار الخرافات الضارة أو الإقصاء الاجتماعي، وهو ما قد يكون ضارًا بشكلٍ خاص للمراهقين والأشخاص ذوي البشرة الداكنة.
من ناحيةٍ أخرى، يجد الكثيرون القوة والمرونة من خلال مجموعات الدعم والعلاج النفسي وتقبَل الذات. وغالبًا ما ينصح أخصائيو الصحة النفسية بالعلاج السلوكي المعرفي (CBT)، وممارسات اليقظة الذهنية، والتواصل مع الآخرين الذين يشاركونهم تجارب مماثلة، للمساعدة في بناء الثقة بالنفس والتمتع بالرفاهية العاطفية التي يستحقونها.
كيف يتم تشخيص البهاق؟
غالبًا ما يكون التشخيص سريريًا، ويُعزَز باستخدام أدوات مثل:
1. الفحص البصري: حيث يفحص طبيب الجلدية عادةً الجلد، بحثًا عن بقعٍ بيضاء مميزة.
2. اختبار مصباح وود Wood Lamp: يساعد هذا الضوء فوق البنفسجي على إبراز المناطق ناقصة الصبغة بشكلٍ أوضح، خاصةً على درجات البشرة الفاتحة.
3. خزعة الجلد: في بعض الحالات، قد تُؤخذ عينةٌ صغيرة من الجلد لتأكيد غياب الخلايا الصبغية.
4. فحوصات الدم: يمكن أن تكشف هذه الفحوص عن أمراض المناعة الذاتية المُصاحبة، مثل أمراض الغدة الدرقية، أو داء السكري، أو فقر الدم.
الدكتورة رنا أبو طراب أخصائية الأمراض الجلدية في مستشفى فقيه الجامعي
هل بالإمكان علاج البهاق؟
للأسف، ليس هناك علاجٌ نهائي للبهاق؛ لكن ثمة علاجاتٍ متوفرة حاليًا ذات خياراتٍ متعددة لتحسين المظهر، إبطاء أو تثبيت الحالة، إعادة التصبَغ، بالإضافة إلى تحسين الحالة النفسية والاجتماعية.
وتشمل هذه الخيارات التالي:
1. العلاجات الموضعية: باستخدام كريمات الكورتيزون للمناطق الصغيرة وفي المراحل المبكرة للمرض. منها كريمات Pimecrolimus و Tacrolimusالتي تُعدَ فعالةً وآمنة، خاصةً على الوجه والمناطق الحساسة.
2. العلاج الضوئي:ويُجرى 2-3 مرات أسبوعيًا.
3. العلاج الجراحي: وفيها تتم زراعة الجلد أو الميلانوسايت للحالات الثابتة لأكثر من عام.
4. التقشير والتلوين الجلدي (Micro-pigmentation): للمناطق الصغيرة مثل الشفاه.
5. إزالة التصبغ: في الحالات التي يغطي فيها البهاق معظم الجسم، يتم استخدام كريمات لتفتيح ما تبقى من الجلد الداكن (Monobenzone).
ما آخر مستجدات الطب الحديث فيما يخص البهاق؟
شهد علاج البهاق تقدمًا ملحوظًا مؤخرًا، لا سيما مع ظهور مثبطات JAK، وهي فئة من الأدوية التي تُعدّل جهاز المناعة:
• روكسوليتينيب Ruxolitinib (أوبزيلورا): هو أول علاجٍ موضعي للبهاق معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، وقد أظهر نتائج واعدة في استعادة الصبغة، خصوصًا في الوجه. وقد شهد حوالي 50% من مستخدمي هذا العلاج، لعودة تصبغٍ ملحوظة بعد عامٍ واحد من الاستخدام المتواصل.
• العلاج بالخلايا الجذعية والحقن النسيجية: ما زالت تحت الدراسة
كيف ينبغي التعامل مع مرض البهاق؟
تشير الدراسات إلى أن نحو 60% من مرضى البهاق يعانون من القلق الاجتماعي، وانخفاض تقدير الذات والاكتئاب؛ لذا تؤكد الدكتورة رنا ومستشفى فقيه الجامعي، على أهمية توفير الدعم النفسي، والإرشاد، ومجموعات الدعم المجتمعية إلى جانب العلاج الطبي.
كما يمكن لهؤلاء المرضى، اتباع بعض النصائح اليومية التي تُخفَف من عبء هذه الحالة على صحتهم النفسية والجسدية، منها:
1. استخدام واقي شمس واسع الطيف بمعامل حماية 50+.
2. تجنَب التعرض للشمس وقت الذروة.
3. ارتداء ملابس واقية.
4. تقبّل الذات وتعزيز الثقة بالنفس.
في الختام؛ تُوجَه الدكتورة أبو طراب رسالةً إلى جميع قارئات "هي" والمهتمات بصحتهمض وصحة أحبائهنَ، في اليوم العالمي للبهاق: "كأخصائية أمراض جلدية، أرى كل يوم كيف يمكن لمرضٍ جلدي مثل البهاق أن يُغيّر حياة المريض ليس فقط في مظهره، بل في نظرته لنفسه. لذا فإن رسالتي لكل مريضة: لونكِ المختلف هذا هو جزءٌ منكِ، وليس دافعًا للخجل؛ تعاملي معه على أنه علامةٌ على صمودكِ وجمالكِ الحقيقي."

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تعاطي الماريغوانا يُضاعف خطر الوفاة بأمراض القلب
تعاطي الماريغوانا يُضاعف خطر الوفاة بأمراض القلب

الشرق الأوسط

timeمنذ 4 ساعات

  • الشرق الأوسط

تعاطي الماريغوانا يُضاعف خطر الوفاة بأمراض القلب

كشفت دراسة جديدة واسعة النطاق أن تعاطي الماريغوانا يُضاعف خطر الوفاة بأمراض القلب. ووفق شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد شملت الدراسة 200 مليون شخص، معظمهم تتراوح أعمارهم بين 19 و59 عاماً، جرى الحصول على بياناتهم من 24 دراسة رصدية واسعة النطاق أُجريت في أستراليا ومصر وكندا وفرنسا والسويد والولايات المتحدة بين عاميْ 2016 و2023. ومقارنةً بغير المستخدمين، كان لدى مستخدمي الماريغوانا خطر أعلى بنسبة 29 في المائة للإصابة بالنوبات القلبية، و20 في المائة للإصابة بالسكتة الدماغية، في حين تَضاعف خطر وفاتهم بأمراض القلب والأوعية الدموية. وقالت الباحثة الرئيسية إميلي غوانغوس، الأستاذة المشارِكة في علم الأدوية بجامعة تولوز الفرنسية: «ما كان لافتاً للنظر بشكل خاص هو أن المرضى المعنيين الذين دخلوا المستشفى بسبب تعاطي الماريغوانا كانوا صغاراً في السن وليس لديهم تاريخ من اضطرابات القلب والأوعية الدموية أو عوامل خطر للإصابة بهذه الأمراض». وقالت طبيبة الأطفال الدكتورة لين سيلفر، أستاذة علم الأوبئة والإحصاء الحيوي بجامعة كاليفورنيا، سان فرنسيسكو: «هذه الدراسة هي واحدة من كبرى الدراسات حتى الآن حول العلاقة بين الماريغوانا وأمراض القلب». وأضافت سيلفر، وهي أيضاً مستشارة أولى بمعهد الصحة العامة؛ وهي منظمة غير ربحية تُحلل سياسات الماريغوانا وتقنينها: «إنّ اتخاذ القرار الصحيح في هذا الشأن أمرٌ بالغ الأهمية؛ لأن أمراض القلب والأوعية الدموية تُعدّ السبب الرئيسي للوفاة في الولايات المتحدة والعالم». وأشار الباحثون إلى ضرورة إجراء مزيد من الأبحاث لتوضيح ما إذا كانت مخاطر القلب والأوعية الدموية تقتصر على الماريغوانا المُستنشَقة أم تمتد إلى أشكال أخرى من التعرض لها، مثل تناولها في بعض المنتجات القابلة للأكل أو الشرب. وسبق أن توصلت دراسةٌ، أُجريت في فبراير (شباط) 2023، إلى أن استخدام الماريغوانا يومياً يمكن أن يزيد خطر إصابة الشخص بمرض الشريان التاجي بنسبة الثلث، مقارنة بأولئك الذين لم يستخدموها قط. ووجدت دراسة أخرى، أجريت في العام نفسه، أن تناول الماريغوانا، قبل الخضوع لعملية جراحية، قد يزيد خطر حدوث مضاعفات بعد الجراحة، بما في ذلك جلطات الدم والسكتة الدماغية وصعوبات التنفس ومشكلات الكلى، كما يزيد فرص الوفاة بشكل كبير.

8 حقائق عن جهازك التنفسي تحتاج إلى معرفتها
8 حقائق عن جهازك التنفسي تحتاج إلى معرفتها

الشرق الأوسط

timeمنذ 4 ساعات

  • الشرق الأوسط

8 حقائق عن جهازك التنفسي تحتاج إلى معرفتها

يعمل جهازك التنفسي على مدار الساعة لضمان حصول جسمك على الأكسجين الذي يحتاجه لأداء وظائفه. ويلعب دوراً حيوياً في الحفاظ على صحتك وحيويتك وراحتك البدنية والنفسية. ومع ذلك، تذكر المصادر الطبية ضرورة أن نعرف كيف نتنفس بطريقة صحية صحيحة. والسبب أن بعضنا -نتيجة لظروف صحية أو سلوكيات يومية غير صحية- قد لا يتنفس بتلك الطريقة التي يحتاجها جسمه. حقائق عن عملية التنفس وإليك الحقائق التالية عن عملية التنفس، وكيفية ممارستها بطريقة صحية، وتأثيرات ذلك على الجسم: 1. رئتاك مختلفتان في الحجم، فرئتك اليمنى أكبر من رئتك اليسرى. وهذا التفاوت ناتج عن اشتراك رئتك اليسرى في المساحة مع قلبك. وتحتوي الرئة اليمنى على 3 فصوص، بينما تحتوي اليسرى على فصَّين فقط. وعندما يكون الشخص البالغ في حالة راحة، فإنه يتنفس نحو 12 إلى 20 مرة في الدقيقة. وتحتوي الرئتان على ما بين 300 و500 مليون كيس هوائي (الحويصلات الهوائية). ووفق ما تشير إليه مصادر علم التشريح، فإن هذه الأكياس كثيرة لدرجة أنها لو مُدَّت لكانت قادرة على تغطية ملعب كامل لكرة التنس. والممرات الهوائية هي الأنابيب التي يتدفق منها الهواء للوصول إلى الرئتين، وقد تمتد لنحو 2.5 كيلومتر. وتوجد جزيئات ماء غير مرئية داخل هواء الزفير. وعند زفير الهواء من الصدر، يُخرج المرء هواءً وقليلاً من الماء إلى خارج الرئتين. وتحديداً نحو 17.5 ملِّيلتر من الماء في الساعة، ليصل إجمالي هذا الماء إلى نحو كوب واحد في نهاية اليوم. 2. تتنفس بالعادة نحو 22 ألف نفس يومياً، دون أن تُفكر في ذلك. وتستنشق نحو 11 ألف لتر من الهواء يومياً. وفي الحويصلات الهوائية يحدث تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون فيما بين الدم وهواء الشهيق. ورئتاك تنظفان نفسيهما؛ حيث إن للجهاز التنفسي آلية تنظيف خاصة به. وللتوضيح، تبطن مجاري الهواء أهدابٌ دقيقة تشبه الشعيرات، وتعمل على طرد الغبار والمخاط والشوائب. وتساعد هذه العملية على الحفاظ على رئتيك نظيفتين، وهو أمر بالغ الأهمية لصحة تنفسية مثالية. ومع التقدم في السن، تنخفض سعة رئتيك بشكل طبيعي. لذلك، من المهم جداً اتخاذ خطوات استباقية للحفاظ على صحة جهازك التنفسي، مثل ممارسة الرياضة بانتظام، والامتناع عن التدخين، وممارسة تمارين التنفس. وتقول الجمعية الكندية للرئة: «هل تعلم أنه يمكنك العيش برئة واحدة فقط؟ امتلاك رئة واحدة يحدّ من قدرتك البدنية، ولكنه لا يمنعك من عيش حياة طبيعية نسبياً». 3. الهدف من عملية التنفس يشمل: - تزويد الجسم بالكمية الكافية من الأوكسجين. - تخليص الجسم من تراكم ثاني أكسيد الكربون. - التنفس باستخدام وسائل الجسم الطبيعية للقيام بهذه العملية. - تحريك العضلات المشاركة في إتمام عملية التنفس بطريقة متناسقة. - استخدام مجاري التنفس بطريقة تضمن كفاءة وسلامة عملها. وتقول الجمعية الكندية للرئة (CLA): «يمكنك زيادة سعة رئتيك من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام». طريقة طبيعية للتنفس 4. الطريقة الطبيعية والأفضل للتنفس، تحصل عبر استخدام عضلة الحجاب الحاجز (Diaphragm)، وهذه الطريقة تُسمى «التنفس البطني» (Abdominal Breathing)، وتحصل من خلال تتابع الخطوات التالية: - انقباض الحجاب الحاجز؛ ومن هنا تبدأ عملية التنفس الصحيحة. والحجاب الحاجز هو عضلة تفصل تجويف الصدر عن تجويف البطن. ويتخذ شكل القبة حال ارتخائه (رأس القبة إلى الأعلى داخل تجويف الصدر). وعند انقباضه ينزل الحجاب الحاجز في داخل البطن. - نتيجة لهذا يتوسع حجم تجويف الصدر الذي توجد الرئتان فيه. وبالتالي ينخفض ضغط الهواء داخل تجويف الصدر والرئتين. - حينئذ، يدخل الهواء الخارجي بسهولة إلى الرئتين عبر مجاري التنفس (الأنف، والحلق، والقصبة الهوائية، والشعب الهوائية). - ثم ينبسط الحجاب الحاجز (بعد انقباضه سابقاً)، وبالتالي يرتفع إلى الأعلى داخل القفص الصدري، ليدفع الهواء الذي بداخل الرئتين إلى الخارج عبر مجاري التنفس (الأنف، والحلق، والقصبة الهوائية، والشعب الهوائية). 5. يقول أطباء كلية الطب بجامعة هارفارد: «إعادة تعلم كيفية التنفس من الحجاب الحاجز، وممارسة ذلك، مفيدٌ للجميع؛ لأنه يشجع على أخذ الأكسجين وإخراج ثاني أكسيد الكربون، وإبطاء ضربات القلب، وخفض ضغط الدم». ووفق ما تشير إليه المصادر الطبية، فإن التنفس باستخدام الحجاب الحاجز يفيد الجسم من الجوانب التالية: - إدخال مزيد من الهواء إلى الرئتين، كي تتم عملية تبادل الغازات بنتائج أفضل. - قيام الحجاب الحاجز «بتدليك» الكبد والمعدة والأمعاء، ما يمنح هذه الأعضاء توازناً منتظماً في تموضعها، ويُنشط الجهاز اللمفاوي (جزء مهم من جهاز المناعة) للتخلص من الفضلات من الأمعاء. - خفض مقدار الضغط داخل تجويف الصدر، وبالتالي إعطاء القلب والأوعية الدموية الكبيرة في الصدر والبطن مزيداً من الراحة خلال عملها. ما يعني خفض عدد نبضات القلب وخفض مقدار ضغط الدم، ودفع مزيد من الدم إلى أعضاء الجسم لتغذيتها وتزويدها بالأوكسجين، واستقبال القلب مزيداً من الدم العائد إليه من الجسم. - إعطاء عضلات ومفاصل الصدر راحة واسترخاء أكبر، وكذلك عضلات العنق والكتفين والظهر، وبالتالي تقليل احتمالات الألم في هذه العضلات والمفاصل. 6. وفق مراجعة كثير من المصادر الطبية، فإن الآثار الضارة لعدم التنفس بطريقة صحيحة تشمل: - عدم التنفس جيداً في أثناء النوم، أو حصول إعاقة لعملية التنفس في أثناء النوم، يتسبب في عدم تزويد الدماغ بالأكسجين الكافي. ومن ثم لن ننال النوم العميق، وسنستيقظ شاعرين بالنعاس والصداع، إضافة إلى ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع ضغط الدم الرئوي، واضطرابات إيقاع نبض القلب. -طريقة التنفس السيئة في أثناء النهار تحرم الخلايا من الأكسجين الكافي لإنتاج الطاقة. وبالتالي تتوتر الخلايا وتتوتر العضلات، ويعتريها الإرهاق السريع، مما يُضعف الأداء البدني. - تنفس الطفل عبر الفم (نتيجة تضخم اللوزتين أو الزائدة الأنفية «Adenoid» في سقف البلعوم) يؤدي إلى تغير ملامح شكل الوجه من جوانب شتى، مثل الاستطالة، وبروز قواطع الأسنان، وتقوس وقصر الشفة العلوية، وارتفاع فتحات الأنف، وتقوس الحنك بشكل عالٍ. - طريقة التنفس تؤثر على عملية الهضم؛ لأن حركة الحجاب الحاجز غير الصحيحة، ترتبط بتسريب أحماض المعدة للمريء وتسببها في آلام الصدر. كما أن ضعف حركة الحجاب الحاجز يتسبب في الإمساك وصعوبة الإخراج. - طريقة التنفس غير السليمة تتسبب في خمول عضلات الجدار الأمامي للبطن التي بالأساس تعمل على استقرار أسفل الظهر، ودعم حركات الجزء العلوي من الجسم، وتقليل احتمالات انتفاخ البطن. وبالتالي من السهل ظهور انتفاخ البطن. أنماط وتمارين التنفس 7. صحيح أن التنفس يُمكن أن يُؤثِّر على عواطفك، ولكن العكس صحيح أيضاً: عواطفك تُؤثِّر على نمط تنفسك. ووجد علماء النفس أن تمارين التنفس تُحسِّن مستويات التوتر والقلق والاكتئاب. ولذا يُمكن أن يُؤثِّر الوعي بكيفية تنفسك على مزاجك. وحتى ممارسة تمارين التنفس، ولو مرة واحدة في اليوم، يُمكن أن تُحسِّن مستويات المزاج النفسي. إن الدماغ وحده يستخدم 20 في المائة من الأكسجين الذي يستهلكه كامل الجسم. وعند نقص الأكسجين سيعمل الدماغ بشكل أبطأ، ويحصل عدم توازن عمل المراكز العصبية في الدماغ، ومشكلات في التركيز، واكتئاب المزاج، والإرهاق المستمر، وارتفاع مستوى التوتر. ويقول المتخصصون في كلية طب «جونز هوبكنز»: «التنفس العميق يُقلل من الشعور بالقلق والتوتر، وبه تتحسن جودة النوم أيضاً. الهدف هو بناء القدرة على التنفس بعمق في أثناء أي نشاط، وليس فقط في أثناء الراحة». ويقول أطباء كلية الطب بجامعة هارفارد: «لقد ولدنا جميعاً بمعرفة كيفية إشراك الحجاب الحاجز بشكل كامل لأخذ أنفاس عميقة ومنعشة. ولكن مع تقدمنا في السن نتخلص من هذه العادة. كل شيء من ضغوط الحياة اليومية إلى ممارسة سحب البطن (للحصول على محيط أصغر للخصر) يشجعنا على التحول تدريجياً إلى التنفس الصدري (كما سيأتي توضيحه) الضحل والأقل إرضاءً لاحتياجات الجسم». والحقيقة أبعد من ذلك، إذْ تفيد المصادر الطبية بأن طريقة تنفس المرء السليمة هي بالفعل ذات علاقة براحة نومه، وهدوء مزاجه، وكفاءة عمل جهازه العصبي. «التنفس البطني» الطريقة الطبيعية والأفضل باستخدام عضلة الحجاب الحاجز 8. التنفس المنتظم (Paced Breathing) هو تقنية تُركز فيها على عدد مرات وسرعة تنفسك. وقد تُسبب حالات مثل القلق والتوتر تنفساً أسرع، وهو ما يُعرف بفرط التنفس (Hyperventilation) ومن خلال التحكم في سرعة تنفسك، وتنفسك الهادف، أي أن تتحكم في مدة الشهيق والزفير لضمان أن يكون الزفير مساوياً للشهيق أو أطول منه، يُمكنك تقليل بعض الأعراض الجسدية للتوتر والقلق. وإليك خطوات كيفية التنفس المنتظم بعدَّتين منفصلتين: - الخطوة الأولى: ازفر حتى تشعر بفراغ رئتيك، ولكن ليس بانزعاج. - الخطوة الثانية: استنشق لمدة 4 عدات (من 1 إلى 4). يمكنك العد بسرعة أو ببطء حسب رغبتك، ولكن حاول ملء رئتيك بالكامل وبشكل مريح. - الخطوة الثالثة: احبس أنفاسك لأربع عدات. حافظ على سرعة عدِّك متسقة. - الخطوة الرابعة: ازفر لأربع عدات. افرغ رئتيك تماماً بعد هذه العدة. - الخطوة الخامسة: اترك رئتيك فارغتين لأربع عدات. - كرر هذه العملية مرات عدة حسب رغبتك، أو حتى تشعر بالهدوء. قد يستغرق الأمر بعض الوقت للعثور على سرعة العد التي تجعلك مرتاحاً، وهذا أمر طبيعي. مع مرور الوقت، يمكنك البدء في العد ببطء أكبر لتهدئة نفسك أكثر.

أفضل 7 أطعمة غنية بالفيتامينات والألياف لإنقاص الوزن
أفضل 7 أطعمة غنية بالفيتامينات والألياف لإنقاص الوزن

العربية

timeمنذ 5 ساعات

  • العربية

أفضل 7 أطعمة غنية بالفيتامينات والألياف لإنقاص الوزن

يمكن أن يحقق اتباع مفهوم النظام الغذائي "الحجمي" معادلة صعبة. يركز النظام "الحجمي" على استهلاك كميات أكبر من الأطعمة منخفضة السعرات الحرارية والغنية بالعناصر الغذائية. بحسب موقع "إيتنغ ويل" EatingWell ، يمكن عند اختيار أطعمة ذات سعرات حرارية أقل، أن يتمكن المرء من تناول المزيد دون تجاوز أهدافه اليومية. تقول ألكساندريا هاردي، أخصائية تغذية، إن "الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية خيار رائع لإنقاص الوزن، لأن الشخص يأكل بعينيه أولاً، وغالبًا ما تُشير أحجام الحصص الكبيرة إلى الشبع". وأوضحت أن "هذه الأطعمة تميل إلى أن تكون غنية بالماء والألياف، مما يمكن أن يزيد الشعور بالشبع دون إضافة سعرات حرارية زائدة". تشمل قائمة الأطعمة الأساسية السبعة في النظام الغذائي القائم على الحجم، ما يلي: 1- الخيار هناك مقولة شائعة مفادها أن الخيار غذاء "سلبي السعرات الحرارية"، أي أنه يحتوي على طاقة أقل مما يحتاجه الجسم لهضمه. مع أن الأدلة العلمية لا تدعم هذه الفكرة بالضرورة، إلا أن الخيار لا يزال غذاءً منخفض السعرات الحرارية للغاية، حيث يحتوي على 15 سعرة حرارية فقط لكل كوب. توصي ماندي إنرايت، أخصائية تغذية، بتناول الخيار كوجبة خفيفة يُمكن تناولها طوال اليوم. وترجح: "تقطّيعه إلى أعواد، ورشّه بالتوابل، وتناوله مع الحمص أو صلصة الزبادي اليوناني"، مضيفة أنه "يمكن حتى استخدام شرائح الخيار بدلاً من الخبز في بعض الوجبات". 2- الفراولة تحتوي الفراولة على 49 سعرة حرارية فقط لكل كوب، فهي غنية بالماء والألياف وفيتامين C. تقول هاردي إن الفراولة ترتبط أيضًا بانخفاض الالتهابات وتحسين مقاومة الأنسولين وخفض الكوليسترول. 3- الفشار يعد الفشار، الذي يتم إعداده بدون إضافة الزبدة والكثير من الملح، خيارًا ممتازًا. فبمجرد 31 سعرة حرارية فقط لكل كوب، يساعد الفشار في شعور المرء بالرضا عند تناوله. تقول هاردي إن "ثلاثة أكواب من الفشار المملح تحتوي على أقل من 100 سعرة حرارية، وتُضفي طعما مرضيا غنيا بالألياف"، مقترحة أن يتم "رشّ زيت الزيتون ونثر الأعشاب أو الخميرة الغذائية للحصول على وجبة خفيفة لذيذة". تقول إنرايت: "سواءً كان الفطر شرائح، أو كاملاً، فهو منخفض السعرات الحرارية وغني بفيتامين B والمغذيات النباتية مثل بيتا غلوكان التي يمكن أن تساعد في تقليل الالتهاب". 5- الغريب فروت تقول إنرايت إن هناك سببًا وجيهًا وراء كون الحمضيات من الفواكه المفضلة لدى الكثيرين لإنقاص الوزن. وتشير إلى أن كوبًا من الغريب فروت يحتوي على أقل عدد من السعرات الحرارية (69 سعرة حرارية)، ونسبة عالية من الماء (92%)، وألياف مُشبعة (2.5 غرام). 6- الخضراوات الورقية إن الخضراوات الورقية ليست مجرد زينة، بل هي غذاء خارق، تُضفي لونًا وقيمة غذائية على جميع أنواع الأطباق. توصي إنرايت باختيار "الخضراوات الورقية الداكنة مثل السبانخ والجرجير والكرنب للحصول على مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية، بما يشمل فيتامينات A وC وK، وحمض الفوليك والحديد". على سبيل المثال، يوفر كوب واحد من الكرنب 68% من القيمة اليومية لفيتامين K و20% من القيمة اليومية لفيتامين C، أي ما يعادل 7 سعرات حرارية فقط. 7- البروكلي يحتوي كل كوب (نيئ) من البروكلي على 31 سعرة حرارية فقط. كما يحتوي البروكلي على الألياف ومركبات نباتية مرتبطة بانخفاض الالتهابات وتقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store