
مقاطعة الصدر والعبادي تربك التحالف الحاكم في العراق وتُهدد شرعية الانتخابات المقبلة
وأكد "ائتلاف النصر" الذي يتزعمه العبادي، في بيان صحفي السبت، على أهمية تطوير النظام الانتخابي لضمان استبعاد "الفاسدين والمتلاعبين" من العملية السياسية، داعياً إلى توسيع قاعدة المشاركة السياسية وحماية نزاهة الانتخابات.
وأشار البيان إلى أن تجاوز الأزمات يتطلب وحدة داخلية سياسية ومجتمعية تحفظ مصالح الشعب والدولة، موضحاً أن مقاطعة الانتخابات لأسباب إصلاحية تختلف تماماً عن محاولات إقصاء الآخرين لتحقيق مكاسب سياسية.
وجاء إعلان العبادي عن مقاطعته الانتخابات بعد يوم واحد من قرار مماثل أعلنه مقتدى الصدر، ما أثار تساؤلات عن مستقبل التمثيل الشيعي في البرلمان المقبل.
لم يصدر حتى الآن موقف رسمي موحد من "الإطار التنسيقي" حيال قراري الصدر والعبادي، وكشفت وسائل إعلامية وجود تباينات حادة داخل مكونات التحالف بشأن كيفية التعامل مع تداعيات هذه المقاطعة.
وأشارت المصادر إلى تحركات يقودها هادي العامري زعيم "منظمة بدر"، وعمار الحكيم زعيم "تيار الحكمة"، سعياً إلى إيجاد مخرج للأزمة، مع إمكانية توجيه دعوة رسمية للصدر للعدول عن قراره، إلى جانب مطالبة المفوضية العليا للانتخابات بفتح باب الترشيح لفترة إضافية.
وفي المقابل، أبدى نوري المالكي، زعيم "دولة القانون"، ميلاً نحو ضرورة احتواء موقف الصدر وإقناعه بالمشاركة لتفادي تهديد شرعية الانتخابات.
مقتدى الصدر جدّد موقفه الرافض للمشاركة، مؤكداً أن "الفساد المستشري" يحول دون خوض الانتخابات. وكتب عبر منصة "إكس": "ما دام الفساد موجوداً فلن أشارك في أي انتخابات"، مشدداً على أن تحقيق العدالة يتطلب "تسليم السلاح المنفلت، وحل الميليشيات، وتقوية الجيش".
في المقابل، تحدثت تسريبات محلية عن استمرار اتصالات غير معلنة بين قيادات التيار الصدري ومسؤولين شيعة بارزين، بينهم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، لمحاولة إقناع الصدر بالعودة إلى المشهد الانتخابي.
تتزايد المخاوف من أن تؤدي المقاطعة، إذا اتسعت لتشمل أطرافاً أخرى، إلى التشكيك في شرعية الانتخابات المقبلة، خاصة في ظل الأوضاع الإقليمية والدولية الهشة. كما تتخوف بعض القوى الشيعية المسلحة، أو تلك التي كانت تمتلك أجنحة مسلحة، من احتمال تعرضها لاستهداف خارجي بعد تصاعد الضغوط على إيران.
يرى الباحث سيف السعدي أن النظام الانتخابي العراقي لا يزال عاجزاً عن استعادة ثقة القواعد الشعبية الواسعة، مشيراً إلى أن التعديلات المتكررة على قانون الانتخابات غالباً ما تُفصَّل بما يتناسب مع مصالح القوى السياسية التقليدية.
واعتبر السعدي أن مقاطعة شخصيات بحجم مقتدى الصدر، وحيدر العبادي، ورئيس الوزراء الأسبق مصطفى الكاظمي، تعكس حجم الأزمة العميقة التي تواجه العملية السياسية.
ورغم ذلك، يرى السعدي أن إصلاح النظام الانتخابي لا يزال ممكناً عبر تشريع قانون جديد يرتكز على قواعد علمية دقيقة، يعالج ثغرات نظام الدوائر الانتخابية وآلية 'سانت ليغو'، إضافة إلى تطوير أجهزة تسريع النتائج التي كانت محور جدل في الاستحقاقات الانتخابية السابقة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
صراع القيم هو ما ينتظر الشرق الأوسط مستقبلاً
مستقبل المنطقة مرهون بقدرتها على بناء قيمها السياسية والاجتماعية والثقافية وفق معادلة صارمة لا تقبل القسمة أو التجزئة، وفي المقابل فإن مستقبل المنطقة لا يمكن إسناده إلى التقنية والذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي لكي تفترسه.. منعطفات الشرق الأوسط اليوم تدفع نحو فكرة واحدة تؤكد أن أحداث السابع من أكتوبر 2023م، لم تكن مجرد سلسلة في سياق أحداث الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فطبيعة أحداث السابع من أكتوبر وشكلها ومنتجاتها تختلف تماماً عن كل الأحداث على مدى مئة عام الماضية، حيث ظل الشرق الأوسط غير مستقر بشكل مستمر، بسبب ديناميكيات القوة المتغيرة والتدخل الخارجي، ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هنا يدور حول العلاقة بين نتائج تلك الحروب وبين التنبؤ بطبيعة الصراع المستقبلي في الشرق الأوسط والتي يبدو أنها تعتمد في منطلقاتها على صراع القيم بشتى أنواعها. التحديات أمام دول وشعوب الشرق الأوسط لن تكون في حجم الأسلحة والطائرات فقط، فالمتغير الجديد الذي يفرضه التغير التقني وذوبان الإنسان بتكوينه البيولوجي والنفسي والاجتماعي بفعل التقنية سوف يفرض أن تبحث الشعوب من جديد عن المبادئ والقيم السياسية والاجتماعية التي لا بد وأن تستظل بها لحماية نفسها من مخاطر الانتهاء في ممرات التحولات المفاجئة، فكما أن هناك قول متداول لدى العسكريين والسياسيين "بأن الحرب بطبيعتها لا يمكن التنبؤ بها بالنسبة للمعتدين والضحايا على حد سواء" فإن مستقبل التقنية الذي نشهده اليوم لا يمكن التنبؤ بها بالنسبة للضحايا سواء كانت دولاً أو شعوباً. المنطقة العربية على وجه الخصوص بحاجة إلى إعادة إنتاج قيمها وترتيبها وفقاً للمتغيرات الحديثة التي تقودها التقنية، فكما أن التقنية أصبحت حاسمة في المعارك العسكرية فإنها حاسمة في المعارك السياسية والثقافية، فالشرق الأوسط بطبيعته غير المستقرة استراتيجياً جعل منه منطقة ساخنة، فما فرضته التحولات الدولية السياسية والتكنولوجية يدعو للقلق، فالتقنية التي اخترقت الإنسان بيولوجياً ووجّهته معرفياً وتحكمت به فكرياً وأدارته ثقافياً، لن تتوقف عن هذا الإجراء إلا من خلق إعادة تحديث القيم وتهيئتها لخوض الحروب مع القادم الجديد. في الحقيقة إن المنطقة مازالت تعيش المخاوف المستمرة بشأن مستقبلها بعد الحرب الإيرانية الإسرائيلية وحرب غزة ومستقبل سوريا، والمصالح الإقليمية المتزايدة لبعض دول الشرق الأوسط، سواء القريبة أو البعيدة، بجانب تصرفات القوى العظمى التي تتطلع إلى المنطقة بذات الرؤية من حيث الاستغلال والتأثير، وهذا يعني أن حكومات المنطقة أصبحت أمام تحديات كبرى تتطلب تخصيص وتركيز جهودها للدفع بقيمها التقليدية السياسية والاجتماعية والثقافية نحو المقدمة، فدول الشرق الأوسط سواء الغنية أو المتوسطة بحاجة وبشكل عاجل إلى ضخ متجدد لقيمها السياسية والاجتماعية بعد أن تمكنت التقنية من إرباك المشهد فيما يخص قيم الدولة وقيم المجتمع وقيم الثقافة. الأزمة التي خلفها تاريخ الشرق الأوسط بنت خلال قرن من الزمان صراعاً متداخلاً بين قيم مختلفة دينية واجتماعية وسياسية، وهذا ما أثر بشكل كبير على مستقبل المنطقة، ورغم قدرة الكثير من دول الشرق الأوسط على تحقيق الاستقرار السياسي إلا أن المرحلة الحالية التي تقودها التقنية والتكنولوجيا تعتبر من أخطر المراحل، كونها تتجه مباشر إلى الإنسان ومخاطبته متجاوزة بذلك الحدود الجغرافية والضوابط الأمنية، لتخلق تحدياً كبيراً لكل معطيات التحول، هذه الفكرة لا تدور حول الصراع مع الجديد ولكنها فكرة تبحث عن المقومات التي يمكن من خلالها صناعة إنسان يمكنه التفاعل مع التقنية وتطوراتها ولكن بعدما يتم بناؤه وفق قيم سياسية واجتماعية راسخة يصعب اختراقها أو إرباكها. مستقبل المنطقة مرهون بقدرتها على بناء قيمها السياسية والاجتماعية والثقافية وفق معادلة صارمة لا تقبل القسمة أو التجزئة، وفي المقابل فإن مستقبل المنطقة لا يمكن إسناده إلى التقنية والذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي لكي تفترسه، ففي حالة فقدان الإنسان تفقد الدول، خاصة أن الشرق الأوسط بدوله وشعوبه إنما هو مستهلك للتقنية والتكنولوجيا وبهذه الصيغة فإن تأثير هذه التقنية على الإنسان الشرق أوسطي أعمق من تأثيرها في الدول التي تعتبر مصدر هذه التقنية وتمتلك أسرارها.


الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
مسارصراعات الشرق الأوسط.. الرابحون والخاسرون ومنتظرو المكاسب
ستظلّ منطقة الشرق الأوسط، التي طالمَا عانت من الصراعات، بوتقةً تتفاعل فيها المصالح الإقليميّة والعالميّة المتناقضة والمتنافسة معًا، وباستقراء التاريخ واستشراف الآتي يبدو أن تفاعل عوامل القوة والأيديولوجيا والتاريخ والجغرافيا سيرسم ملامح مستقبل الدول والجماعات والأفراد فيها، ولهذا لا عجب أن نرى اليوم مشهدًا عجائبيًا متقلّبًا من الرابحين والخاسرين والمتفرجين في كل تطوّرات الصراع. وما هو ظاهر في مسرح الصراع الحالي، أن إسرائيل أُبرزِت بدعم أميركي غربي لا محدود- قوةً عسكريّة مهيمنة، لا سيما بعد تواصل حملاتها المدمرة على غزّة منذ أكتوبر 2023، وإضعاف حزب الله في لبنان وتصفية أبرز قادته، ثم هجومها الجريء في يونيو 2025، على المنشآت الحيويّة الإيرانيّة واستهداف علمائها وقيادتها العسكريّة. ومع أن هذه الحملات الإسرائيليّة المدعومة غربيًا هزّت توازن القُوَى الإقليمي بشكل جذري إلّا أنها أتت بتكلفة باهظة على تل أبيب والغرب عمومًا، إذ لم تعد وسائل الإعلام الغربيّة قادرة على إقناع الرأي العام العالمي بمشروعيّة العدوان (الدفاع) الإسرائيلي الوحشي المستمر على غزّة، بل لقد بات رائجًا وصف ما حصل بالإبادة الجماعيّة، والأهم أن الحقوق الفلسطينيّة ربحت الحرب المعنويّة واستقرت بقوة في الوعي الشعبي العالمي، وفي المجمل ستظل انتصارات إسرائيل في هذه الجبهات المفتوحة انتصارات تكتيكيّة (مُستعارة)، لأنها تُعمّق المستنقع الاستراتيجي للاحتلال وتضع بذوراً كامنة في أرضيّة قابلة لإنبات المزيد من الصراعات والاضطرابات. أما إيران، التي كانت لعقود لاعبًا إقليميًا مؤثرًا، فتواجه انتكاسات واضحة بعد انهيار "محور المقاومة" ثم توالي الضربات الإسرائيليّة والأميركيّة الموجعة في عمقها الاستراتيجي. ومع ذلك، لا تزال القيادة الإيرانيّة تتحدّى، وتعلن عن استمرار طموحاتها النوويّة، وتلمّح إلى فرض شروطها على مضيق هرمز، للحفاظ على أهميتها الاستراتيجيّة. وهنا تأتي روسيا، على ضفاف الصراعات في صورة المتفرج الانتهازي لتجد نفسها في وضع حرج، وهي تتحدّث عن ضرورة البحث عن مخرج دبلوماسي في حين تتمتّع بانصراف الانتباه العالمي عن حربها في أوكرانيا، وتحافظ على توازنها مع دول المنطقة وإدارة ترامب. أمّا الصين فمنتظرة ذكيّة بنظرة بعيدة المدى، فهي لا تغامر بالانحياز في مواقفها في الشرق الأوسط، بل تراهن على الفوز بالمرحلة الاستراتيجيّة الطويلة، عبر الاقتصاد والدبلوماسيّة ومشاريع البنية التحتيّة الكبرى. ولعلّ بكّين ترتّب دورها حاليًا بهدوء لتكون فاعلًا سريع الحضور في أي ترتيب إقليمي جديد، بعيدًا عن الخطابات الأيديولوجيّة والهيمنة العسكريّة. أمّا دول الخليج العربيّة وهي تتطلّع للمكاسب المستقبليّة، فتراقب الأوضاع في المنطقة وتنشط دبلوماسيًا لتعزيز طموحها لبناء نظام أمني جديد قائم على التكامل الاقتصادي وتحقيق السلام، مع الحفاظ على علاقاتها الاستراتيجيّة بالولايات المتحدة. لكن قضيّة حقوق الفلسطينيين وتجاهل واشنطن لمبادرة حل الدولتين وما يحيط ذلك من تحديات، تمثّل العقبة الرئيسة أمام هذه الرؤية. ولهذا فمع تصاعد التوترات، وتعاظم الأضرار الإنسانيّة والسياسيّة الناتجة عن الانتهاكات الإسرائيليّة، ربما تجد هذه الدول نفسها بين خيارين صعبين: إما مواصلة سياساتها المبنيّة على التهدئة والاعتدال لتحقيق الممكن على حساب مصالحها الاقتصاديّة والأمنيّة، أو الانحياز إلى أحلاف جديدة تسهم في تسريع حل عادل للقضيّة الفلسطينيّة ومنح المنطقة فرصة للسلام والبناء. من جهة أخرى، تأتي تركيا، التي وسّعت نفوذها الإقليمي خلال السنوات الماضية، في وضع المتفرّج الحذر، وهي تتجنّب التصعيد المباشر مع المحور الغربي الإسرائيلي، للحفاظ على استقرارها الداخلي، ومراعاة لحساسيّة وضعها الاقتصادي المتقلب. ولعلّ هذا يفسّر اكتفاء أنقره مرحليّا بتعزيز الخطاب المناهض للسياسات الإسرائيليّة عبر المنظمات الدوليّة، ومنابر الإعلام (الإسلامي) العالمي. وفي الهوامش السياسيّة، يبرز "المنتظرون" من اللاعبين الصغار والكبار في المنطقة، خاصة تلك الدول التي تتعرض لضغوط داخليّة أو هشاشة اقتصاديّة. هؤلاء المنتظرون يراقبون التطورات حتى تصبح معالم المرحلة الجديدة أكثر وضوحًا، دون التضحية بإعلان مواقف جريئة، أملًا في مكاسب مستقبليّة من التسويات المنتظرة. مسارات قال ومضى: في الحرب.. ضجيج حمقى الأنصار كثيرًا ما يعمي الأبصار.


الشرق السعودية
منذ ساعة واحدة
- الشرق السعودية
إعلام إسرائيلي: رئيسا الموساد والشاباك ورون ديرمر ليسوا ضمن وفد تل أبيب لمفاوضات الدوحة
ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي الأحد، أن وفد تل أبيب إلى محادثات الدوحة غير المباشرة مع حركة "حماس"، سيضم كل من جال هيرش، منسّق ملف الأسرى والمفقودين في الحكومة، وأوفير فالك، المستشار السياسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ونائب رئيس جهاز الشاباك المعروف بالاسم الرمزي "ميم"، وضابط رفيع في جهاز الموساد. وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إن الوفد يعد رفيع المستوى، لكنه لا يضم حالياً أعلى المسؤولين الأمنيين والسياسيين الذين شاركوا في جولات التفاوض السابقة، مثل رئيس جهاز الموساد ديفيد برنياع أو رئيس الشاباك بالوكالة، أو وزير الشؤون الاستراتيجية ومستشار نتنياهو رون ديرمر. وكان مسؤول مطلع على المفاوضات ومقرب من حركة "حماس"، قد أفاد لـ"الشرق"، بأن جولة المفاوضات غير مباشرة بين الحركة وإسرائيل، والتي ستعقد مساء الأحد في العاصمة القطرية الدوحة، ستبحث "آليات تنفيذ" المقترح الجديد لوقف إطلاق النار، مشدداً على أن الحركة "ستركز على ملاحظاتها المقدمة في ردها لتحسينه".