
تهديد "داعش" للبلوش ينذر بفتح ساحة جديدة في بلوشستان
يعتبر هذا الهجوم منحنى جديداً في ساحة العنف بين الفصائل المسلحة الباكستانية وربما تكون نقطة البداية لحرب فصائلية جديدة، إذ أعلن تنظيم "داعش – خراسان" الانتقام من الانفصاليين البلوش ومجلس التضامن البلوشي (منظمة حقوقية بلوشية) بعد هذا الهجوم.
من جانب آخر، واجه تنظيم "داعش – خراسان" حملة قمع شديدة على المستويين العملي والأيديولوجي بعد استعادة "طالبان" السلطة في أفغانستان في أغسطس (آب) عام 2021، حيث تم تصفية واعتقال عدد من زعماء التنظيم.
وإلى جانب القتال العسكري، أطلقت "طالبان" بوابة إلكترونية متعددة اللغات "المرصد" للرد على الدعاية الأيديولوجية لـ"داعش" ونشر تقارير حملات "طالبان".
أجبرت هذه الظروف تنظيم "داعش – خراسان" على نقل أنشطته ومقاتليه عبر الحدود إلى باكستان حيث يتمتع "داعش – خراسان" بحضور قوي في منطقة باجور بإقليم خيبر بختونخوا ومنطقة ماستونج بإقليم بلوشستان.
أهمية بلوشستان لـ"داعش"
يعد إقليم بلوشستان منطقة حيوية بالنسبة إلى تنظيم "داعش – خراسان" لسببين، الأول هو وجود جماعات متطرفة معادية لإيران مثل "لشكر جهنكوي" و"جيش العدل" في بلوشستان، وسابقاً، واصل التنظيم أنشطته بفضل علاقاته مع هذه الجماعات.
السبب الثاني هو أن بلوشستان تقع على مفترق طرق بين جنوب ووسط آسيا مما يجعلها مركزاً استراتيجياً ولوجيستياً رئيساً للتنظيم، وجند التنظيم خلال الأعوام القليلة الماضية عناصر من آسيا الوسطى ونفذ هجمات في روسيا وإيران وتركيا.
وتمتد دائرة عنف الجماعة الإرهابية من تركيا وإيران إلى أفغانستان وآسيا الوسطى وروسيا، حيث تشكل بلوشستان نقطة عبور رئيسة، ويمر مقاتلو "داعش" عبر بلوشستان للسفر بين أفغانستان وآسيا الوسطى وإيران وتركيا ودول أخرى.
يؤكد اعتقال العقل المدبر لهجوم آبيجيت محمد شريف الله وخلية "داعش – خراسان" المكونة من 48 عضواً والمسؤولة عن هجمات في الخارج في مارس (آذار) الماضي على يد القوات الباكستانية على استمرار النفوذ المتزايد للمجموعة في بلوشستان.
وقد ألقت السلطات الباكستانية والتركية في عملية مشتركة القبض أخيراً على أوزغور ألتون المعروف بأبي ياسر التركي، أحد أبرز عناصر "داعش – خراسان" من بلوشستان، الذي كان يعمل لمؤسسة "العزائم الإعلامية"، وكان مسؤولاً عن تنظيم ونشر محتواها باللغتين التركية والإنجليزية.
ويمكن القول إن وجود تنظيم "داعش – خراسان" في بلوشستان قد تعزز خلال الأعوام القليلة الماضية.
البلوش و"داعش"
على رغم التعارض الأيديولوجي بين تنظيم "داعش والانفصاليين البلوش فإنهما لم يفتحا جبهة ضد بعضهما بعضاً منذ فترة طويلة لأغراض استراتيجية. وكان اتفاق عدم الاعتداء بينهما مشابهاً لتجنب جماعة "لشكر جنجوي" قتال الجماعات الانفصالية البلوشية في الماضي.
وتفيد التقارير أن مقاتلي "داعش" كانوا يتعايشون مع مسلحي جيش تحرير بلوشستان في ماستونغ إلى أن قتلوا بوحشية في مارس الماضي، حتى ذلك الحين، التزمت الجماعتان الصمت في شأن اتفاقهما السري وتجنبتا أي مواجهة لفظية أو جسدية.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ليس من غير المألوف أن تلجأ جماعات متباينة أيديولوجياً إلى أساليب سرية ضد عدو مشترك لتحقيق أهداف مشتركة، إذ كان من مصلحة جيش تحرير بلوشستان و"داعش" أن يتسامحا ويتعايشا معاً حتى لا تتاح لأجهزة الأمن الباكستانية فرصة القضاء عليهما، ومن جانب آخر، يظهر اتفاق عدم الاعتداء أن الروايات الأيديولوجية قد تكون مضللة في بعض الأحيان ما لم ننظر إليها في سياق الظروف المحلية التي تزدهر فيها.
من المثير للانتباه أن تنظيم "داعش – خراسان" عند إعلانه الحرب على الانفصاليين البلوش في بلوشستان وجه أيضاً انتقادات أيديولوجية للقوميين البلوش والسياسات العرقية والديمقراطية، كما اتهم الجماعات الانفصالية البلوشية باستغلال معاناة الشعب البلوشي لتعزيز أجندتها الانفصالية والأيديولوجية.
وفي الوقت نفسه اتهم "داعش – خراسان" أيضاً لجنة التضامن البلوشية بقيادة الدكتور مهرانج بلوش وحركة البشتون التحفظية بقيادة منظور بشتين بالنفاق والانتهازية.
يذكر أن الجيش الباكستاني يتهم هذه المنظمات القومية أيضاً بالوقوف مع الانفصاليين ضد الدولة.
تداعيات المواجهة
يواجه الانفصاليون البلوش تحدياً خطراً بعد إعلان تنظيم الدولة الحرب عليهم، كما أن الإعلان سيشكل تداعيات خطرة على المشهد الأمني في بلوشستان، إلا أنه لن يكون من السهل على "داعش – خراسان" محاربة جيش تحرير بلوشستان نظراً إلى ضعف قوته وموارده.
وقد حقق تنظيم "داعش – خراسان" نجاحاً في أفغانستان ضد جماعات قوية مثل "طالبان" من خلال الهجمات الانتحارية سابقاً، لذا قد يتبنى التنظيم النهج نفسه في بلوشستان، لكن الهجوم المضاد لجيش تحرير بلوشستان قد يلحق ضرراً أكبر بالتنظيم الذي يعاني أصلاً الضعف في بلوشستان، إذ لم يتعاف التنظيم بعد من انتكاستين كبيرتين تعرض لهما في مارس الماضي، وهما اعتقال محمد شريف الله وخلية مكونة من 48 عضواً، وهجوم جيش تحرير بلوشستان، لذا فإن احتمالات المواجهة الرسمية مع جيش تحرير بلوشستان منخفضة في الوقت الحاضر.
وفي حال مهاجمة "داعش" جيش تحرير بلوشستان واندلاع اشتباكات بين المجموعتين، فسيؤدي ذلك إلى تصعيد مستوى الحوادث العنيفة في بلوشستان الذي يعاني حال عدم الاستقرار، كما أن استهداف التجمعات السياسية للجنة التضامن البلوشية بحسب التحذير الوارد في بيان التنطيم فإنه سيؤدي إلى انخفاض المشاركة العامة في تظاهرات اللجنة.
وفي الوقت نفسه إذا وقعت اشتباكات متبادلة بين جيش تحرير بلوشستان وتنظيم "داعش" فإن ذلك سيجعل عمليات مكافحة الإرهاب أسهل بالنسبة إلى الأجهزة الأمنية الباكستانية على المدى القصير، وتثبت المواجهات بين الجماعات الإرهابية في مناطق الصراع أنها مفيدة استراتيجياً لقوات الأمن.
خلال هذه الفترة، تتطور الشقوق في هذه المجموعات ويصبح من السهل نسبياً على أجهزة الأمن التسلل إليها والحصول على المعلومات التي يمكنها استخدامها في عمليات مهمة.
أخيراً، توضح معاهدة عدم الاعتداء السرية التي أبرمها "داعش" في الماضي وإعلان الحرب حالياً ضد جيش تحرير بلوشستان المشهد المعقد للتطرف والأمن في باكستان.
وعلى رغم أن الظروف كانت تشير إلى وجود مستوى ما من التفاهم الاستراتيجي بين المجموعتين، فإن الأدلة القاطعة على ذلك لم تكن متاحة قبل المقطع الذي نشره "العزائم" في الـ25 من مايو (أيار) الماضي، وفي هذا السياق، فإن الفهم الأفضل للبنية الداخلية والعلاقات بين الجماعات المتطرفة يمكن أن يسهل عمل الأجهزة الأمنية، لذا ينبغي للأجهزة الأمنية الباكستانية أن تخصص طاقتها ومواردها لتعزيز قدراتها الفكرية لتظل متقدمة بخطوة واحدة على الجماعات الإرهابية.
نقلاً عن اندبندنت أوردو

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 44 دقائق
- Independent عربية
أميركا تعتقل إيرانيا أرسل إلكترونيات متطورة إلى حكومته
اعتقلت السلطات الأميركية إيرانياً يحمل إقامة دائمة في الولايات المتحدة، في لوس أنجليس بتهمة تصدير "أجهزة إلكترونية متطورة" من الولايات المتحدة إلى إيران في انتهاك للعقوبات التي تفرضها واشنطن على طهران، بحسب ما أعلنت وزارة العدل. واعتقل بهرام محمد أوستوفاري (66 سنة) من سانتا مونيكا وطهران، بعد ظهر أول من أمس الخميس لدى وصوله إلى مطار لوس أنجليس الدولي، بتهمة تصدير معدات إشارات للسكك الحديد وأنظمة اتصالات إلى إيران بصورة غير قانونية. وأوردت لائحة الاتهام أن أوستوفاري هو المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة هندسة مقرها في طهران، زودت الحكومة الإيرانية أنظمة إشارات واتصالات، بما في ذلك لمشاريع شركة سكك حديد. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وجاء في إعلان وزارة العدل الصادر أمس الجمعة أن "من مايو (أيار) 2018 إلى يوليو (تموز) الجاري في الأقل، حصل أوستوفاري والمتآمرون معه على معالجات حاسوبية متطورة ومعدات إشارات للسكك الحديد وإلكترونيات ومكونات إلكترونية أخرى، وشحنوها إلى الشركة (أ) في إيران". وأضافت أن أوستوفاري استخدم شركتين وهميتين كان يديرهما في الإمارات العربية المتحدة كقناتين للحصول على الأجهزة الإلكترونية وتوجيهها إلى إيران، مع إخفاء وجهتها الحقيقية عن الموردين الأميركيين. وبحسب لائحة الاتهام، فإن أوستوفاري واصل التصدير غير المشروع حتى بعد حصوله على الإقامة الدائمة القانونية في الولايات المتحدة في مايو عام 2020، وكان على علم بعقوبات واشنطن على طهران. وجاء في الإعلان "كان أوستوفاري على علم بالعقوبات الأميركية على إيران، إذ ذكرها في رسائل إلكترونية إلى متآمرين معه، ووجّه أحد الشركاء لتقديم معلومات كاذبة إلى مسؤول فيدرالي في مجال مراقبة الصادرات حول الاستخدام النهائي للسلع الأميركية المنشأ التي شحنوها إلى الشركة (أ) في إيران". وفي حال إدانته سيقضي أوستوفاري الذي وجهت إليه أربع تهم بانتهاك العقوبات، 20 عاماً في السجن عن كل تهمة.


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
"ماذا تدخن؟"... معركة كلامية بين نتنياهو وعراقجي وساعر
شهدت الساعات القليلة الماضية حرباً كلامية بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير خارجية جدعون ساعر من جهة ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من جهة أخرى. فبعد تصريحات لنتنياهو شدد فيها على محدودية الصواريخ الإيرانية، رد عراقجي مهاجماً إياه بمنشور على منصة "إكس"، قال فيه إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي تعهد النصر في غزة قبل نحو عامين. والنتيجة النهائية: مستنقع عسكري، ومذكرة توقيف بحقه بتهمة ارتكاب جرائم حرب، و200 ألف عنصر جديد في صفوف 'حماس'". وأضاف، "وفي إيران، راوده حلم القضاء على أكثر من 40 عاماً من الإنجازات النووية السلمية. أما النتيجة هي أن كل واحد من العلماء الإيرانيين الذين اغتالتهم إسرائيل كان قد درب أكثر من 100 تلميذ كفء. وهؤلاء سيذيقون نتنياهو ما هم قادرون عليه". وانتقد "غطرسة نتنياهو التي لم تتوقف عند هذا الحد، فبعد فشله الذريع في تحقيق أي من أهدافه الحربية ضد إيران، واضطراره للفرار نحو الأب الراعي، يقصد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بعدما دمرت صواريخنا القوية مواقع حساسة تابعة له بات الآن يملي علناً على واشنطن ما ينبغي أن تقوله أو تفعله في محادثاتها مع طهران". وذكر، "بصرف النظر عن المهزلة التي مفادها أن إيران قد تقبل بأي شيء يقوله مجرم حرب مطلوب دولياً، يبرز السؤال الحتمي: ما الذي يدخنه نتنياهو بالضبط؟". وهنا تدخل وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر على خط الحرب الكلامية موجهاً حديثه لعراقجي ساخراً، "ابق هادئاً معالي الوزير". المحادثات النووية قال إسماعيل بقائي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية في مؤتمر صحافي اليوم الإثنين، إن بلاده سترد إذا عادت عقوبات الأمم المتحدة بعد تفعيل آلية فرض العقوبات التلقائية، مشيراً إلى أنها ستكون غير قانونية. وأضاف أن الدول الأوروبية ليست في وضع يسمح لها بتفعيل آلية الأمم المتحدة لإعادة فرض تلك الآلية المتعلقة بالعقوبات، مؤكداً أنه لم يجر تحديد موعد ولا مكان لمحادثات نووية مع أميركا. انفجار في قم من ناحية أخرى، قالت شبكة أخبار الطلبة الإيرانية، اليوم الإثنين، نقلاً عن مسؤول في خدمات الطوارئ المحلية إن انفجاراً وقع في مبنى سكني على مشارف مدينة قم الإيرانية. وأضاف المسؤول، أن الانفجار أسفر عن إصابة سبعة فيما توجهت خمس سيارات إسعاف للمنطقة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ونقلت الوكالة شبه الرسمية عن مصدر لم تسمه أن الانفجار لم يكن نتيجة أي هجوم إسرائيلي. وقال مدير إدارة الإطفاء في قم للوكالة "لحقت أضرار بأربع وحدات سكنية في الانفجار. التقديرات الأولية تظهر أن السبب هو تسرب للغاز ولا تزال عمليات المتابعة مستمرة". وأشارت الوكالة إلى أن سكان المبنى مواطنون عاديون. وفي السابق، نفذت إسرائيل عمليات اغتيال لعلماء نوويين إيرانيين تعتبرهم جزءاً من البرنامج الذي يهددها بشكل مباشر. وتؤكد طهران أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فحسب. ومنذ انتهاء حرب جوية استمرت 12 يوماً يونيو (حزيران) الماضي بين إيران وإسرائيل، وقعت عدة انفجارات في إيران لكن السلطات لم تلق بمسؤوليتها على إسرائيل. وهاجمت إسرائيل والولايات المتحدة خلال الحرب الجوية منشآت نووية إيرانية.


Independent عربية
منذ 5 ساعات
- Independent عربية
ترمب يزور بريطانيا في 17 سبتمبر
يقوم الرئيس الأميركي دونالد ترمب بزيارة دولة هي الثانية له إلى بريطانيا خلال الفترة من 17 إلى 19 سبتمبر (أيلول) المقبل، وفق ما أعلن قصر باكينغهام. وسيستقبل الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا الرئيس الأميركي وزوجته ميلانيا في قصر وندسور. وكان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال زيارته واشنطن في فبراير (شباط) الماضي، قد سلم ترمب رسالة شخصية من الملك تشارلز تضمنت الدعوة. وسبق أن قام ترمب بزيارة دولة إلى بريطانيا عام 2019 أثناء ولايته الرئاسية الأولى واستقبلته حينها الملكة إليزابيث الثانية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ومن غير المقرر أن يلقي ترمب أي كلمة أمام مجلس العموم لأن البرلمان سيكون في فترة استراحة خلال زيارته. ووصف الرئيس الأميركي الدعوة حين تسلمها من ستارمر بأنها "شرف عظيم".