logo
جوائز الإمارات للرواية.. رافعة للإبداع العربي

جوائز الإمارات للرواية.. رافعة للإبداع العربي

صحيفة الخليجمنذ 3 أيام
الشارقة: رضا السميحيين
رسخت دولة الإمارات خلال العقديين الماضيين، مكانتها كحاضنة رئيسية لفن الرواية العربية، عبر منظومة من الجوائز الأدبية رفيعة المستوى، والتي باتت تشكل نقطة جذب للكتاب والناشرين، وتفتح أمام الإبداع السردي العربي آفاقاً جديدة من الانتشار والتأثير، وإذا كان المشهد الثقافي العربي يزخر بالجوائز الأدبية، فإن الجوائز الإماراتية في فن الرواية، وعلى رأسها «الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية)»، و«جائزة الشارقة لأفضل كتاب في الرواية»، و«جائزة الشارقة للإبداع العربي»، تعتبر اليوم من أهم المحطات التي تعيد تشكيل الخريطة السردية العربية وتدفع بها إلى العالمية.
تعد «الجائزة العالمية للرواية العربية»، التي انطلقت من أبوظبي عام 2007، بمنزلة «بوكر» العرب، وأهم الجوائز الروائية في المنطقة العربية، وقد استطاعت الجائزة في سنوات قليلة، أن ترفع من مستوى التنافس في الرواية العربية، وتضعها على خريطة الأدب العالمي.
تمنح «بوكر العرب» سنوياً لأفضل رواية عربية منشورة خلال العام السابق، وتخضع الأعمال المرشحة لعملية تقييم صارمة من قبل لجنة تحكيم دولية تضم نقاداً وكتاباً مرموقين، وتتميز الجائزة بتأثيرها الكبير في سوق النشر العربي، إذ غالباً ما تشهد الروايات الفائزة أو المدرجة في القائمة القصيرة إقبالاً واسعاً من القراء، وتترجم إلى لغات عدة، ما يمنح الأدب العربي نافذة أوسع على العالم.
ولا تقتصر أهمية الجائزة على القيمة المالية أو التكريم المعنوي، بل تتعداها إلى التأثير في مسارات الكتاب الفائزين، حيث تفتح أمامهم أبواب الترجمة والنشر الدولي، وتوفر لهم فرص المشاركة في الفعاليات الأدبية العالمية، وقد أسهمت الجائزة في إبراز قضايا الإنسان العربي، وتسليط الضوء على تحولات المجتمعات العربية من خلال السرد الروائي، ودفعت العديد من الكتاب إلى تطوير تقنياتهم السردية، والبحث عن موضوعات أكثر عمقاً وجرأة.
*تجارب جديدة
تعتبر «جائزة الشارقة لأفضل كتاب» والتي تأسست ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، لتكون إحدى أبرز الجوائز السنوية المخصصة للاحتفاء بالإنتاج الأدبي العربي، وتحديداً في مجال الرواية، وتهدف الجائزة إلى تشجيع الكتاب العرب على تقديم أعمال روائية نوعية تواكب التحولات الاجتماعية والثقافية، وتمنح الفائزين فرصة الظهور أمام جمهور واسع من النقاد والقراء والناشرين.
وتتميز الجائزة بكونها تركز على الأعمال الصادرة حديثاً، ما يجعلها انعكاساً حقيقياً للمشهد الروائي العربي، وتتيح الجائزة فرصة المنافسة للكتاب الشباب والروائيين المخضرمين على حد سواء، وقد أسهمت الجائزة خلال دوراتها في إبراز أسماء عربية في عالم الرواية، كما عززت من حضور الرواية العربية في معارض الكتب الدولية، ودفعت دور النشر للاهتمام بترشيح الأعمال المتميزة.
وتخضع الأعمال المرشحة للجائزة لمعايير دقيقة، حيث تقيم من قبل لجنة متخصصة من النقاد والأكاديميين، تركز على جودة البناء السردي، وأصالة الفكرة، وعمق التناول الفني، وقدرتها على التعبير عن قضايا الإنسان العربي، ولا تقتصر قيمة الجائزة على الجانب المادي، بل تشمل التكريم المعنوي، وفرصة الترويج الإعلامي الواسع، وهو ما ينعكس في زيادة مبيعات الروايات الفائزة وتوسع قاعدة قرائها.
*مواهب شابة
شكلت «جائزة الشارقة للإبداع العربي» منذ انطلاقتها عام 1997، محطة مهمة بين المواهب الجديدة وعالم الاحتراف الأدبي في مجال الرواية، وتعد الجائزة الأولى من نوعها عربياً التي تخصصت في دعم الكتاب الشباب الذين لم يسبق لهم نشر أي عمل روائي، لتمنحهم فرصة الظهور وتقديم أصواتهم إلى الساحة الأدبية.
وتستهدف الجائزة الفئة العمرية من 18 إلى 40 عاماً، وتشترط أن يكون العمل الروائي المقدم غير منشور سابقاً، ما يفتح الباب أمام التجريب والابتكار في مجال الرواية، ويشجع على بروز اتجاهات سردية جديدة، وتوفر الجائزة للفائزين فرصة النشر والتوزيع، إضافة إلى ورش عمل وندوات تطويرية تثري تجربتهم الأدبية.
وقد أفرزت الجائزة، على مدى أكثر من ربع قرن، عشرات الأسماء التي أصبحت اليوم من رواد الرواية العربية، وأسهمت في تجديد دماء المشهد السردي، وإدخال موضوعات وأساليب جديدة إلى الرواية العربية، وتعد الجائزة اليوم منصة رئيسية لاكتشاف المواهب، وتكريس ثقافة التنافس الأدبي، والذي بدوره ساعد على إبراز التنوع الثقافي والفني في العالم العربي.
*دور محوري
لا يمكن الحديث عن النهضة الروائية العربية في العقدين الأخيرين، دون التوقف عند الدور المحوري لـ «الجوائز الإماراتية» في هذا المجال، فقد أسهمت هذه الجوائز في إعادة الاعتبار لفن الرواية، وشجعت على التجديد في البنية السردية، ودفعت الكتاب إلى تجاوز النمطية والانفتاح على قضايا الإنسان المعاصر.
كما عززت الجوائز من مكانة الرواية العربية في سوق النشر، ورفعت من سقف التوقعات لدى القراء والنقاد، وخلقت حالة من الحراك الثقافي المتجدد، وأصبحت الإمارات، بفضل هذه الجوائز، منصة رئيسية لتكريم الإبداع السردي، ووجهة للكتاب العرب الطامحين إلى تحقيق الانتشار والتأثير.
* بيئة تنافسية
مستقبل الرواية العربية يبدو واعداً في ظل استمرار الدعم المؤسسي الذي توفره دولة الإمارات العربية المتحدة، بما تقدمه من تكريم للكتاب الفائزين، وخلق بيئة تنافسية صحية، تدفع الكتاب إلى تطوير أدواتهم، وتمنح الرواية العربية حضوراً متجدداً في المشهد الثقافي العربي والعالمي، ومع اتساع قاعدة المشاركين وتنوع النصوص، تواصل الإمارات دورها في صناعة أجيال جديدة من الروائيين، وترسيخ مكانة الرواية كفن يعبر عن نبض المجتمع العربي وتطلعاته.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نهيان بن مبارك: البرامج الصيفية ترسخ الهوية الوطنية
نهيان بن مبارك: البرامج الصيفية ترسخ الهوية الوطنية

صحيفة الخليج

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة الخليج

نهيان بن مبارك: البرامج الصيفية ترسخ الهوية الوطنية

أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، أن ثقة أولياء الأمور والإقبال الكبير على أنشطة البرامج الصيفية لصندوق الوطن في كل مكان على أرض الدولة، دليل واضح على الوعي المجتمعي بأهمية تعزيز الهوية الوطنية ومكوناتها في نفوس الجميع لاسيما الأجيال الجديدة. بيئة محفزة تدمج بين التعلم والتجربة والترفيه والفنون والرياضة أشار الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، إلى أن سر نجاحات البرامج الصيفية هو تركيز القائمين عليها على التقييم المستمر ومواجهة التحديات، والتعامل الإيجابي مع كافة الملاحظات، وما يستتبع ذلك من تطوير الأنشطة، إضافة إلى الحرص على تلبية احتياجات الطلاب وأولياء الأمور، لافتاً إلى أن الهدف الرئيسي من البرامج الصيفية لصندوق الوطن، هو تجسيد الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بتعزيز هويتنا وديننا وقيمنا لدى الأجيال الجديدة، من أجل مستقبل الإمارات. أرض الواقع جاء ذلك خلال زيارة الشيخ نهيان بن مبارك لأنشطة البرامج الصيفية بأبوظبي، حيث تابع على أرض الواقع جانباً كبيراً من أنشطة هذه البرامج، رافقه خلالها عدد من أولياء الأمور والكتاب والفنانين الإماراتيين ومديري المدارس المشاركة في البرامج الصيفية لصندوق الوطن بأبوظبي والتي تصل على 17 مدرسة حكومية وخاصة. وركزت الزيارة على أربعة محاور رئيسية، وهي التي تشكل العمود الفقري للبرامج الصيفية، منها البُعد الاجتماعي للهوية الوطنية، وفي هذا المحور الذي يضم الفنون واللغة والتراث، تابع جانباً من العرض المسرحي «الحرف في مهمة نحوية»، كما تفقد مختبر «الفن والتراث في الهوية الوطنية» والذي ضم لوحات وأعمالاً فنية وإبداعية مرتبطة بالهوية تتعلق بالبيئة التراثية، والرموز الوطنية والتاريخ، إلى جانب لوحات الخط العربي التي مثلت جماليات اللغة والتي أبدعتها المواهب الصغيرة المشاركة في البرامج الصيفية، كما تابع ورشة تعليم الخط، وورش فنون إماراتية وثقافية وتراثية، إلى جانب الإبداعات الموسيقية قدمها طلاب المدارس. الهوية الوطنية أما محور «الهوية الوطنية والتقنيات الحديثة» فقد أشاد بمختبر التقنيات الحديثة والهوية الوطنية، وهو عبارة عن ورشة تتناول «الذكاء الاصطناعي ودوره في تعزيز الهوية، وكذلك التطبيقات الإلكترونية التي تضم ألعاباً شعبية إماراتية إلكترونية، كما تفقد مختبر الإبداع والابتكار في الهوية الوطنية الذي ضم ورشاً تدريبية عن الاستدامة والبيئة في الإمارات والطاقة النووية والطاقة المُتجددة والطاقة النظيفة». الماضي والحاضر أما محور «المزج بين الماضي والحاضر» والذي يتعلق بإثراء المعرفة في الهوية الوطنية وضم قصصاً مُلهمة حول شخصيات من الإمارات إضافة إلى برنامج الراوي، وورشة الكتابة الإبداعية باستخدام الذكاء الاصطناعي «حياتنا في الإمارات» فقد شارك في هذه الفعاليات، كما تابع «معرض الإمارات برؤية زايد» الذي ضم إنجازات المدارس المشاركة في البرامج الصيفية للصندوق، من خلال 8 أجنحة، أربعة منها تمثل الإرث الحضاري والجذور واشتملت على العادات والسنع والتراث الشعبي «الفلكلور» والتاريخ، أما الأربعة الأخرى فضمت صناعة المستقبل واشتملت الاستدامة، الذكاء الاصطناعي، الطاقة النظيفة، الفضاء. وأوضح عقب جولته، أنه رأى عن قرب روح الحماس والانخراط الإيجابي من أبناء وبنات الإمارات في كافة الأنشطة ولاسيما تلك التي تُعزز من مكانة اللغة العربية، وتُرسخ الهوية الوطنية، وتنمّي مشاعر الانتماء إلى الوطن، وتُبرز القيم الإماراتية الأصيلة التي تربّى عليها أجيال هذا الوطن. دعم الأجيال وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان «إن البرامج الصيفية لصندوق الوطن تمثل نموذجاً ملهماً لتكامل الجهود الوطنية بين مختلف الشركاء لتعزيز القيم ودعم الأجيال الجديدة وفقاً للرؤية الحكيمة لحكومتنا الرشيدة، حيث تم إطلاق البرامج الصيفية لتكون منصة حيوية تثري وقت الطلبة في الإجازة الصيفية، وتمنحهم بيئة محفزة تدمج بين التعلم والتجربة والترفيه والفنون والرياضة، من خلال محتوى يركز على تعزيز اللغة العربية كوعاء للثقافة والهوية، وغرس مفاهيم الهوية الوطنية، وتوسيع آفاقهم في الابتكار والمعرفة، وتنمية المواهب. من جانبه، عبّر فؤاد درويش، المدير التنفيذي لأكاديمية الربيع الخاصة، عن سعادته بزيارة الشيخ نهيان بن مبارك للأكاديمية، مشيداً بما تقدمه البرامج الصيفية من جهود في دعم الهوية الوطنية واللغة العربية.

أنشطة ثقافية وتوعوية تثري أسبوع «أنا المجتمع»
أنشطة ثقافية وتوعوية تثري أسبوع «أنا المجتمع»

صحيفة الخليج

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة الخليج

أنشطة ثقافية وتوعوية تثري أسبوع «أنا المجتمع»

زار منتسبو النشاط الصيفي بنادي دبا الحصن الرياضي الثقافي، أمس الأول، مكتبة دبا الحصن العامة ضمن فعاليات أسبوع «أنا المجتمع» من برنامج «صيف الشارقة الرياضي – عطلتنا غير»، الذي ينظمه النادي برعاية مجلس الشارقة الرياضي. شهدت الزيارة سلسلة من الأنشطة الثقافية والتوعوية والرياضية، التي تهدف إلى تنمية المهارات وتعزيز القيم المجتمعية لدى المشاركين، كما شارك الأطفال في ورشة فنية بعنوان «مشهدي المرسوم»، لتطوير مهاراتهم في التعبير البصري وتعلم أسس الرسم والتعبير عن أفكارهم وخيالهم، بما ينعكس إيجاباً على نموهم الشخصي والتواصل الإبداعي. وتعكس هذه الفعاليات التزام النادي بتوفير بيئة صيفية شاملة تجمع بين التعلم والمتعة، وتسهم في صقل شخصية الأطفال والناشئة، وإكسابهم مهارات جديدة تواكب تطلعاتهم، وترسّخ في نفوسهم قيم الانتماء والمشاركة المجتمعية. كما نظم النادي بالتعاون مع بلدية مدينة دبا الحصن زيارة ميدانية إلى مشتل دبا الحصن، حيث تلقى المشاركون ورشة ميدانية وتثقيفية تفاعلية، تعرّفوا خلالها على أنواع النباتات وطرق العناية بها، والدور الحيوي الذي تؤديه في تنقية الهواء والحفاظ على التوازن البيئي، فضلاً عن فوائدها الصحية والغذائية والدوائية.

إصدارات جديدة في «خزانة الكتب»
إصدارات جديدة في «خزانة الكتب»

البيان

timeمنذ ساعة واحدة

  • البيان

إصدارات جديدة في «خزانة الكتب»

زوّد مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، رفوف مبادرته «خزانة الكتب» بمجموعة جديدة من الإصدارات، تستهدف جمهور القرّاء في ثلاث محطات رئيسية خلال شهر يوليو 2025، تشمل إمارتيّ دبي، وأبوظبي، وذلك في إطار رؤيته الهادفة إلى ترسيخ حضور اللغة العربية، وتعزيز نشر المعرفة، وتوسيع قاعدة المهتمين بالقراءة من مختلف الفئات العمرية، والمهنية. وتأتي هذه الفعالية ضمن خطة المركز لتفعيل مبادراته خلال الربع الثالث من العام الجاري، في إطار مبادرته للأنشطة الصيفية «صيفنا بالعربية»، والحملة المجتمعية لدعم القراءة المستدامة التي أطلقها المركز في فبراير الماضي بالتزامن مع شهر القراءة الوطني وتستمر حتى نهاية العام. وتستضيف وزارة الصحة ووقاية المجتمع في دبي مبادرة «خزانة الكتب» للمرة الأولى في مقرها الرئيسي خلال الفترة من 14 إلى 18 يوليو، بعد نجاح الفعالية السابقة التي نُظمت في مقر الوزارة بأبوظبي. وتقدم هذه المحطة أكثر من 220 عنواناً في الكثير من حقول المعرفة. أما في العاصمة أبوظبي؛ فتعود «خزانة الكتب» إلى مدينة الشيخ شخبوط الطبية بنسختها الثانية، خلال الفترة من 7 إلى 21 يوليو، عقب النجاح اللافت الذي حققته النسخة الأولى في أغسطس 2024. وتضم الفعالية أكثر من 400 عنوان. وتتوسع المبادرة لتشمل محطة بالتعاون مع شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، في شراكة تمتد لثلاثة أسابيع ابتداءً من يوم 14 يوليو وتستمر لغاية 8 أغسطس، وتغطي مجموعة شركات «أدنوك» في مدينة أبوظبي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store