logo
«روشتة عميد الاحتلال».. ماذا قال اللورد كرومر في خطابه الأخير قبل مغادرة مصر؟

«روشتة عميد الاحتلال».. ماذا قال اللورد كرومر في خطابه الأخير قبل مغادرة مصر؟

بوابة الأهراممنذ 7 ساعات

في المجال الطبي تحتم عليك مسؤوليتك كطبيب أن تشخص مريضك بعناية وأن تكون صريحًا معه في كل ما يخص حالته وخطط علاجه دون أن تسبب له جرحًا أو متاعب نفسية، وأن تكون روشتك الطبية كافية ووافية لعلاج أعراض مرضه وفي كل هذه المراحل لابد وأن يكون معك المريض خطوة بخطوة وأن تتأكد من اقتناع المريض وفهمه لخطة العلاج والخيارات المتاحة وأخذ توقيعه وموافقته في بعض الإجراءات...
موضوعات مقترحة
الروشتة هي كلمة إيطالية تعني الوصفة الطبية ودائما ما تحتوي الروشتة كعرف عالمي على رمز Rx، وهو رمز لعين حورس في أقوال ورمز للإله جوبيتر (المشترى) في أقوال أخرى، وهو ما يعطي الروشتة الطبية القداسة لما تتضمنه من أدوية ونصائح تعالج المريض وتحفظ حياته، هذا في عالم الطب لكن في عالم السياسية ربما كان لها شكل ومحتوى وأهداف مغايرة .
عميد الاحتلال
اللورد كرومر (إڤلين بارنگ) رجل اقترن اسمه في كتب التاريخ المصرية بالعنف والشدة كأحد أعمدة السياسية الاستعمارية البريطانية في مصر والهند.
أمضى كرومر في مصر ربع قرن كان فيها الحاكم الفعلي للبلاد، وكانت ميزانية البلاد وخفض فوائد الديون على قمة أولوياته، وقد اعتنى بالري والزراعة فيما أجهض التحول نحو الصناعة في مصر.
كان تبنيه للعنف والشدة بحق المتهمين في حادثة دنشواي عام 1906م وتنديد الرأي العام العالمي بذلك محرجَا لبريطانيا، فاضطر للاستقالة لتهدئة الرأي العام، وأُقيم له حفل وداع بدار الأوبرا عام 1907م، امتنع عن حضوره أغلب الساسة المصريين ما عدا ثلاثة هم: مصطفى فهمي باشا، ورياض باشا وسعد زغلول باشا، وكانت خطبة كرومر في هذا الحفل شديدة الاستفزاز للحضور حيث قال: (إننا في ربع قرن قد أدينا عملاً طيبًا علي ما فيه من القصور، ولا يمكن أن أصدق أنه يمكن للمصريين أن يتنكروا للتمدن الغربي الذي جلبته لهم إنكلترا في خلال الخمسة والعشرين عاما، ذلك التمدن الذي نشلهم من وهدة اليأس بعدما هرموا فيها، وهب أبناء الجيل الحاضر لا يعترفون بهذه الحقيقة فإني لا أزال آمل أن يعترف بها أبناؤهم، إذ المعتاد أن يكون أولاد العميان مبصرين، إن الاحتلال البريطاني سيدوم ويبقي، ولا يكن عند أحد ريب في هذه الحقيقة الثابتة) .
مصر الحديثة
في كتابه الموسوعي الضخم (مصر الحديثة) الصادر عام 1908م بعد عام واحد من رحيله عن مصر، وضع كرومر روشتة للمستعمر الأوروبي للتعامل مع مصر والمصريين، المستعمر الأوروبي الذي جاء إلى مصر رغمًا عنه وبغير رغبة في الاحتلال، وهو يفتخر في الوقت ذاته برسالة الاحتلال الأنجلوسكسونية العظيمة، والتي تنبع من ضمير سياسي وحرص على سلام أوروبا، موضحًا أن النوايا البريطانية ليست ضم مصر، ولكن تقديم أوجه العون والخير لها.
وكعادة الكتاب الإنجليز في تحميل الخديو إسماعيل أسباب الأزمة ونتائجها لإسرافه وبذخه الشديدين، يرى كرومر أن بذور الحضارة التي بذرها إسماعيل قد ماتت؛ لأنها بذور ضارة أتى حصادها بالهيمنة الأوروبية والتمرد العسكري وأن مصر بحاجة إلى وقت طويل لإعادة التأهيل.
كان كرومر يرى أن المصريين مسلمين وأقباط لا يصلحون لتولي خطة الإصلاح والتطوير التي وضعها الاحتلال، وهو وضع ليس بجديد فالاحتلال جاء والمصريين أصفارا بحد تعبيره، وأن الاعتماد ينبغي أن يكون على الإنجليز والشوام المسيحيين وأسبابه في ذلك أنه يرى المصري مقلد ممتاز لكن لا يمتلك زمام المبادأة تشرح له الفكرة فينفذها على وجه السرعة ويصنع صورة أمينة ومطابقة للأصل الذي أنجزه معلمه الأوروبي بالحرف وعن طيب خاطر ويشبه المصري في ذلك بتحركات الإنسان الآلي، وهو ما يستلزم زمن طويل قبل سحب الإشراف الإنجليزي.
كما أن الشرقي بطبعه لا يجيد الاعتدال في الإصلاح فإما أن يكون محافظا عنيدا أو مجددًا متهورًا تمامًا كالطباخ الذي تطلب منه كثيرًا من الملح على الحساء فلا يضف شيئا فإذا أخبرته أن الملح غير كاف وضع الكثير منه.
لا تتوقف أسبابه عند هذا فهو يرى سحابة من الضباب الكثيف تفصل بين الرجل الأوروبي والمصري يمثلها التعصب الديني ويقصد به الإسلام والعادات والتقاليد البالية غير المتحضرة والمنافع الخاصة وأن عدوى التخلف انتقلت إلى الاقباط من المسلمين.
كرومر هنا يضرب أروع الأمثلة على التشتت الذهني الذي ضرب به أمثلة عند المصريين كما سوف نتحدث بعد ذلك فخطة الإصلاح حينما تستبعد منها المصري تكن تمامًا كالطبيب الذي تجاهل المريض في خطة علاجه فما الفائدة إذن؟! .
لا ينبغي أن نغفل حقيقة أن كرومر وجه جهودًا كبيرة للتنمية الزراعية حتى وإن صبت في مصلحة الاستعمار فقد أوقف الإعدامات والنفي بحق الفلاحين، وألغى السخرة وخفض الضرائب وقدم خدمات للفلاحين مثل توصيل الماء للحقول وطرقًا وسككًا حديدية لنقل منتجاتهم وتقديم الغوث المالي لهم عبر البنك الزراعي الذي تحمس له بعد انشاء البنك الأهلي والتوسع في أعمال الري وإقامة خزان أسوان وقناطر أسيوط وإسنا .
ولكن كيف يفهم المصري ما صنعت له من جميل؟! وهو ليس شريكًا أساسيًا فيه ومنفذًا مدربًا له لذلك فليس حريًا بكرومر انتقاد الفلاحين المصريين أو أصحاب الجلاليب الزرقاء كما يطلق عليهم بأنهم أكثر فئة استفادت من الاحتلال، لكن نكران الجميل معلم رئيسي من معالم الشخصية المصرية على حد زعمه!!.
تشخيص الداء المصري
يستعرض كرومر في كتابه أسباب التخلف في الشرق، والتي ندمجها في النقاط التالية مستخدمين عباراته:
1-الاستبداد
ينعت كرومر التسعة أو عشرة ملايين مواطًنا مصريًا بالفقر والجهل والسذاجة مع عرق طيب باق على حاله طوال ستين قرنًا من الزمان يعانون فيه من سوء الحكم والقمع على أيدي مختلف الحكام بدءا من الفراعنة إلى الباشوات بحسب تعبيره، وأن الفلاحين المصريين كانوا يئنون من الإقطاع والاستبداد لعهود طويلة.
2-الإسلام
يخلط كرومر خلطًا كبيرًا بين الإسلام كديانة سماوية ذات مبادئ سامية وتعاليم تلائم الفطرة البشرية وبين تطبيق الإسلام والذي قد يعتريه بعض القصور والأخطاء، ويظهر هذا التناقض جليًا حينما يصف الإسلام بالمذهب التوحيدي النبيل مبديًا إعجابه بشرح الصحابي جعفر بن أبي طالب لمبادئ الاسلام للنجاشي ملك الحبشة، وأن المجتمع البدائي قد استفاد إفادة عظيمة من اعتناق الإسلام، مشيدًا بمقولة للسير جون سيلى حول قوة الدين في بناء الدولة.
ثم يتناقض كرومر مع نفسه بالكلية فيصف الإسلام بأنه ينزغ بشكل عام إلى الحث على عدم التسامح وتوليد الكراهية والاحتقار للمشركين والموحدين على السواء، وأن محمدا مؤسس هذا الدين صب لعنات الله على كل من لا يسلم أن الوحي يأتيه من السماء، وأن الأرض كانت مهيئة له عبر أتباعه من المتوحشين المحبين للحرب ـ وذلك بحسب تعبيراته ـ.
ونتيجة لذلك يبدي المصري تسامحًا مشوبًا بالاحتقار مع اليهودي والمسيحي في قرى الصعيد، كما أن المعاملة بالمثل والثأر والكراهية مباركة من الدين الإسلامي، وهو في ذلك يعقد مقارنة مع الديانة المسيحية منتصرًا لها.
لا يتوقف هجوم كرومر على الإسلام عند هذا الحد فهو ينقل عن المستشرق ستانلي بول اعتبار الإسلام نظام اجتماعي فاشل فالمرأة في وضع متدن إضافة إلى عدم المرونة في التشريع فيصف حد الحرابة بالعقاب المروع وأن العرف المبنى على الشريعة والتوقير المبالغ فيه للمشرع يطوق معتنقي الإسلام بقبضة حديدية لا فكاك منها، وأخيرا أن الإسلام لا يشجع العبودية لكن يتسامح معها فأتباع محمد أمتلكوا العبيد وهي نقطة سيئة بحسب تعبيره.
الحقيقة أن كرومر أقحم نفسه في قضايا شائكة بعيدة كل البعد عن تخصصه، وتحدث في مضمار لا يخدم فكرته بل ينفر منها ولا يقيم أبدا لحضارة إنسانية جامعة، كما أنه تخلى عن الأسلوب الأكاديمي المنزه من العنصرية والكراهية حينما تحدث عن الإسلام بتوصيفات غير لائقة ولا تقوم على أدلة وبراهين.
لا ننكر أن كرومر كان محقا في بعض القضايا التي تدخل في تجديد الخطاب الديني ومنها مثلا الخطب التي تدعو على الكافرين في كل الأوقات، وفي كل مناسبة وتنطوي على نغمة من الإهانات القاسية والتي تؤجج نار التعصب كما يقول وهي مسألة لو ناقشها بشئ من الهدوء مع أصحاب الفكر والتنوريين في عصره لكنا على وضع غير ما نحن فيه الآن خاصة أنه بدا متحمسا لشيوخ تنويريين مثل الشيخ محمد بيرم والشيخ محمد عبده.
كما ناقش قضيتين وجدتا طريقهما نحو الحل الأولى قضية حتمية وجود الشهود لتنفيذ القصاص في القتل نظرا لانتشار شهود الزور المستأجرين مما يشجع على الحنث في اليمين واستخدام التعذيب لاستخلاص الادلة ويعترف بأن تعديلا قد أجرى في هذه المسألة والقضية الثانية هي إيقاف حكم الردة بجهود السفير ستراتفورد لدى اسطنبول بعد إعدام أرميني دخل الإسلام ثم ارتد عنه.
3-خصال المصريين
من أكثر المباحث في كتاب كرومر طرافة وأكثرها إثارة رصده لصفات المصريين السلبية ومنها ما هو قائم حتى الآن ومنها:
-الافتقار للملكة المنطقية فإذا حاولت الحصول من المصري على عبارة واضحة وبسيطة تجده يطنب في الشرح مع غياب الوضوح والتعقل ويناقض نفسه ست مرات قبل أن ينتهي من قصته وغالبا ما ينهار مع أول محاولة لاستجوابه.
-المصري ليس شكاكًا بدرجة كبيرة، لكن سرعان ما يستسلم للساحر والمنجم.
-كبار المتعلمين المصريين يعزون أحداث الحياة العامة إلى قوة خارقة.
-المصري في المسائل السياسية والعامة على استعداد لقبول الشائعات شديدة السخف وتنتابه مسحة من الشك عندما يطلب منه تصديق الحقيقة.
-حياة المصري هي الماضي والحاضر أما المستقبل فهو كفيل بنفسه.
-القسوة على الحيوانات من سمات الشارع المصري.
-التشويش الذهني عند المصري غير المتعلم فالبشر يمشون على الرصيف والحيوانات في الطريق والمصري يفعل العكس! ومحولجي السكة الحديد يحول الخط الذي عليه القطار المار في منتصف المسافة بين الخط الأصلي والخط الذي سينتقل عليه القطار مما يؤدي لانقلاب القطار كما يضرب مثلا بعمال من السكك الحديدية لقوا حتفهم ورؤوسهم على القضبان ظنا منهم أن الضوضاء ستوقظهم.
-المصري (حيص بيص) في المسائل المتعلقة بالأرقام أو الكمية فقلة من المصريين غير المتعلمين هم من يعرفون أعمارهم.
لكن كرومر لم يتوقف عند السلبيات فحسب بل عدد أيضا الإيجابيات الضئيلة ومنها :
-إكرام وفادة الغرباء و الذي يصل إلى الإسراف أحيانا ورعاية الوالدين وبرهما.
وبعد ما استعرضنا ما سمح به المقام وخشية الاطالة تشخيص عميد الاحتلال للمرض فما هي روشته؟!!
روشتة ما باليد حيلة
يخلص كرومر في روشته للاصلاح إلى القول وضده على النحو التالي :
-صحيح أن حكومة بلاده قطعت على نفسها عهدا بالقضاء على الثورة العرابية ودعم سلطة الخديو ولابد من الوفاء بذلك لكن استمرار الاحتلال والإشراف الانجليزي لأجل غير مسمى أمر ضروري.
-نظام الامتيازات الاجنبية حجر عثرة أمام تقدم مصر لكن لابد من نظام يضمن حقوق الأجانب.
-لابد من الحكم النيابي لكن لابد من التمهل لقياس صلاحية المصريين له.
-من حق مصر أن يكون لها حكومة ذات سيادة ولكن مصر ليست كسائر البلدان لموقعها الجغرافي والتاريخي مما يسلبها هذا الحق والفطن من يدرك أن مصلحته في تقبل الأمر الواقع والتقيد بإطاره .
الطريف أنه وبعد مضى عامين فقط من إصدار الكتاب ألقى الرئيس الأمريكى ثيودور روزفلت المنتهية ولايته وقتئذ خطابا بالجامعة المصرية عام 1910تحدث فيه :(أن المصريين لايزالون فى طور الحضانة السياسية وغير قادرين على حكم أنفسهم، وعليهم احترام وطاعة حكامهم الإنجليز وأن بعض الجهلاء يعتقدون أن منح الأمة دستورا علي الورق وبخاصة إذا كان مفتتحا بعبارات فخمة من شأنه أن يمنح الامة قوة الحكم الذاتي مع أن شيئا من ذلك لا يحدث بتاتا)!!
وهكذا كانت روشتة المستعمر داعمة لبقاء الاحتلال تحت ستار الاضطرار وما باليد حيلة!! .
الدكتور محمد فتحي عبد العال
باحث في التاريخ والتراث المصري
مؤلف كتاب على هامش التاريخ والأدب
كتاب على هامش التاريخ والأدب للدكتور محمد فتحي عبد العال

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«روشتة عميد الاحتلال».. ماذا قال اللورد كرومر في خطابه الأخير قبل مغادرة مصر؟
«روشتة عميد الاحتلال».. ماذا قال اللورد كرومر في خطابه الأخير قبل مغادرة مصر؟

بوابة الأهرام

timeمنذ 7 ساعات

  • بوابة الأهرام

«روشتة عميد الاحتلال».. ماذا قال اللورد كرومر في خطابه الأخير قبل مغادرة مصر؟

في المجال الطبي تحتم عليك مسؤوليتك كطبيب أن تشخص مريضك بعناية وأن تكون صريحًا معه في كل ما يخص حالته وخطط علاجه دون أن تسبب له جرحًا أو متاعب نفسية، وأن تكون روشتك الطبية كافية ووافية لعلاج أعراض مرضه وفي كل هذه المراحل لابد وأن يكون معك المريض خطوة بخطوة وأن تتأكد من اقتناع المريض وفهمه لخطة العلاج والخيارات المتاحة وأخذ توقيعه وموافقته في بعض الإجراءات... موضوعات مقترحة الروشتة هي كلمة إيطالية تعني الوصفة الطبية ودائما ما تحتوي الروشتة كعرف عالمي على رمز Rx، وهو رمز لعين حورس في أقوال ورمز للإله جوبيتر (المشترى) في أقوال أخرى، وهو ما يعطي الروشتة الطبية القداسة لما تتضمنه من أدوية ونصائح تعالج المريض وتحفظ حياته، هذا في عالم الطب لكن في عالم السياسية ربما كان لها شكل ومحتوى وأهداف مغايرة . عميد الاحتلال اللورد كرومر (إڤلين بارنگ) رجل اقترن اسمه في كتب التاريخ المصرية بالعنف والشدة كأحد أعمدة السياسية الاستعمارية البريطانية في مصر والهند. أمضى كرومر في مصر ربع قرن كان فيها الحاكم الفعلي للبلاد، وكانت ميزانية البلاد وخفض فوائد الديون على قمة أولوياته، وقد اعتنى بالري والزراعة فيما أجهض التحول نحو الصناعة في مصر. كان تبنيه للعنف والشدة بحق المتهمين في حادثة دنشواي عام 1906م وتنديد الرأي العام العالمي بذلك محرجَا لبريطانيا، فاضطر للاستقالة لتهدئة الرأي العام، وأُقيم له حفل وداع بدار الأوبرا عام 1907م، امتنع عن حضوره أغلب الساسة المصريين ما عدا ثلاثة هم: مصطفى فهمي باشا، ورياض باشا وسعد زغلول باشا، وكانت خطبة كرومر في هذا الحفل شديدة الاستفزاز للحضور حيث قال: (إننا في ربع قرن قد أدينا عملاً طيبًا علي ما فيه من القصور، ولا يمكن أن أصدق أنه يمكن للمصريين أن يتنكروا للتمدن الغربي الذي جلبته لهم إنكلترا في خلال الخمسة والعشرين عاما، ذلك التمدن الذي نشلهم من وهدة اليأس بعدما هرموا فيها، وهب أبناء الجيل الحاضر لا يعترفون بهذه الحقيقة فإني لا أزال آمل أن يعترف بها أبناؤهم، إذ المعتاد أن يكون أولاد العميان مبصرين، إن الاحتلال البريطاني سيدوم ويبقي، ولا يكن عند أحد ريب في هذه الحقيقة الثابتة) . مصر الحديثة في كتابه الموسوعي الضخم (مصر الحديثة) الصادر عام 1908م بعد عام واحد من رحيله عن مصر، وضع كرومر روشتة للمستعمر الأوروبي للتعامل مع مصر والمصريين، المستعمر الأوروبي الذي جاء إلى مصر رغمًا عنه وبغير رغبة في الاحتلال، وهو يفتخر في الوقت ذاته برسالة الاحتلال الأنجلوسكسونية العظيمة، والتي تنبع من ضمير سياسي وحرص على سلام أوروبا، موضحًا أن النوايا البريطانية ليست ضم مصر، ولكن تقديم أوجه العون والخير لها. وكعادة الكتاب الإنجليز في تحميل الخديو إسماعيل أسباب الأزمة ونتائجها لإسرافه وبذخه الشديدين، يرى كرومر أن بذور الحضارة التي بذرها إسماعيل قد ماتت؛ لأنها بذور ضارة أتى حصادها بالهيمنة الأوروبية والتمرد العسكري وأن مصر بحاجة إلى وقت طويل لإعادة التأهيل. كان كرومر يرى أن المصريين مسلمين وأقباط لا يصلحون لتولي خطة الإصلاح والتطوير التي وضعها الاحتلال، وهو وضع ليس بجديد فالاحتلال جاء والمصريين أصفارا بحد تعبيره، وأن الاعتماد ينبغي أن يكون على الإنجليز والشوام المسيحيين وأسبابه في ذلك أنه يرى المصري مقلد ممتاز لكن لا يمتلك زمام المبادأة تشرح له الفكرة فينفذها على وجه السرعة ويصنع صورة أمينة ومطابقة للأصل الذي أنجزه معلمه الأوروبي بالحرف وعن طيب خاطر ويشبه المصري في ذلك بتحركات الإنسان الآلي، وهو ما يستلزم زمن طويل قبل سحب الإشراف الإنجليزي. كما أن الشرقي بطبعه لا يجيد الاعتدال في الإصلاح فإما أن يكون محافظا عنيدا أو مجددًا متهورًا تمامًا كالطباخ الذي تطلب منه كثيرًا من الملح على الحساء فلا يضف شيئا فإذا أخبرته أن الملح غير كاف وضع الكثير منه. لا تتوقف أسبابه عند هذا فهو يرى سحابة من الضباب الكثيف تفصل بين الرجل الأوروبي والمصري يمثلها التعصب الديني ويقصد به الإسلام والعادات والتقاليد البالية غير المتحضرة والمنافع الخاصة وأن عدوى التخلف انتقلت إلى الاقباط من المسلمين. كرومر هنا يضرب أروع الأمثلة على التشتت الذهني الذي ضرب به أمثلة عند المصريين كما سوف نتحدث بعد ذلك فخطة الإصلاح حينما تستبعد منها المصري تكن تمامًا كالطبيب الذي تجاهل المريض في خطة علاجه فما الفائدة إذن؟! . لا ينبغي أن نغفل حقيقة أن كرومر وجه جهودًا كبيرة للتنمية الزراعية حتى وإن صبت في مصلحة الاستعمار فقد أوقف الإعدامات والنفي بحق الفلاحين، وألغى السخرة وخفض الضرائب وقدم خدمات للفلاحين مثل توصيل الماء للحقول وطرقًا وسككًا حديدية لنقل منتجاتهم وتقديم الغوث المالي لهم عبر البنك الزراعي الذي تحمس له بعد انشاء البنك الأهلي والتوسع في أعمال الري وإقامة خزان أسوان وقناطر أسيوط وإسنا . ولكن كيف يفهم المصري ما صنعت له من جميل؟! وهو ليس شريكًا أساسيًا فيه ومنفذًا مدربًا له لذلك فليس حريًا بكرومر انتقاد الفلاحين المصريين أو أصحاب الجلاليب الزرقاء كما يطلق عليهم بأنهم أكثر فئة استفادت من الاحتلال، لكن نكران الجميل معلم رئيسي من معالم الشخصية المصرية على حد زعمه!!. تشخيص الداء المصري يستعرض كرومر في كتابه أسباب التخلف في الشرق، والتي ندمجها في النقاط التالية مستخدمين عباراته: 1-الاستبداد ينعت كرومر التسعة أو عشرة ملايين مواطًنا مصريًا بالفقر والجهل والسذاجة مع عرق طيب باق على حاله طوال ستين قرنًا من الزمان يعانون فيه من سوء الحكم والقمع على أيدي مختلف الحكام بدءا من الفراعنة إلى الباشوات بحسب تعبيره، وأن الفلاحين المصريين كانوا يئنون من الإقطاع والاستبداد لعهود طويلة. 2-الإسلام يخلط كرومر خلطًا كبيرًا بين الإسلام كديانة سماوية ذات مبادئ سامية وتعاليم تلائم الفطرة البشرية وبين تطبيق الإسلام والذي قد يعتريه بعض القصور والأخطاء، ويظهر هذا التناقض جليًا حينما يصف الإسلام بالمذهب التوحيدي النبيل مبديًا إعجابه بشرح الصحابي جعفر بن أبي طالب لمبادئ الاسلام للنجاشي ملك الحبشة، وأن المجتمع البدائي قد استفاد إفادة عظيمة من اعتناق الإسلام، مشيدًا بمقولة للسير جون سيلى حول قوة الدين في بناء الدولة. ثم يتناقض كرومر مع نفسه بالكلية فيصف الإسلام بأنه ينزغ بشكل عام إلى الحث على عدم التسامح وتوليد الكراهية والاحتقار للمشركين والموحدين على السواء، وأن محمدا مؤسس هذا الدين صب لعنات الله على كل من لا يسلم أن الوحي يأتيه من السماء، وأن الأرض كانت مهيئة له عبر أتباعه من المتوحشين المحبين للحرب ـ وذلك بحسب تعبيراته ـ. ونتيجة لذلك يبدي المصري تسامحًا مشوبًا بالاحتقار مع اليهودي والمسيحي في قرى الصعيد، كما أن المعاملة بالمثل والثأر والكراهية مباركة من الدين الإسلامي، وهو في ذلك يعقد مقارنة مع الديانة المسيحية منتصرًا لها. لا يتوقف هجوم كرومر على الإسلام عند هذا الحد فهو ينقل عن المستشرق ستانلي بول اعتبار الإسلام نظام اجتماعي فاشل فالمرأة في وضع متدن إضافة إلى عدم المرونة في التشريع فيصف حد الحرابة بالعقاب المروع وأن العرف المبنى على الشريعة والتوقير المبالغ فيه للمشرع يطوق معتنقي الإسلام بقبضة حديدية لا فكاك منها، وأخيرا أن الإسلام لا يشجع العبودية لكن يتسامح معها فأتباع محمد أمتلكوا العبيد وهي نقطة سيئة بحسب تعبيره. الحقيقة أن كرومر أقحم نفسه في قضايا شائكة بعيدة كل البعد عن تخصصه، وتحدث في مضمار لا يخدم فكرته بل ينفر منها ولا يقيم أبدا لحضارة إنسانية جامعة، كما أنه تخلى عن الأسلوب الأكاديمي المنزه من العنصرية والكراهية حينما تحدث عن الإسلام بتوصيفات غير لائقة ولا تقوم على أدلة وبراهين. لا ننكر أن كرومر كان محقا في بعض القضايا التي تدخل في تجديد الخطاب الديني ومنها مثلا الخطب التي تدعو على الكافرين في كل الأوقات، وفي كل مناسبة وتنطوي على نغمة من الإهانات القاسية والتي تؤجج نار التعصب كما يقول وهي مسألة لو ناقشها بشئ من الهدوء مع أصحاب الفكر والتنوريين في عصره لكنا على وضع غير ما نحن فيه الآن خاصة أنه بدا متحمسا لشيوخ تنويريين مثل الشيخ محمد بيرم والشيخ محمد عبده. كما ناقش قضيتين وجدتا طريقهما نحو الحل الأولى قضية حتمية وجود الشهود لتنفيذ القصاص في القتل نظرا لانتشار شهود الزور المستأجرين مما يشجع على الحنث في اليمين واستخدام التعذيب لاستخلاص الادلة ويعترف بأن تعديلا قد أجرى في هذه المسألة والقضية الثانية هي إيقاف حكم الردة بجهود السفير ستراتفورد لدى اسطنبول بعد إعدام أرميني دخل الإسلام ثم ارتد عنه. 3-خصال المصريين من أكثر المباحث في كتاب كرومر طرافة وأكثرها إثارة رصده لصفات المصريين السلبية ومنها ما هو قائم حتى الآن ومنها: -الافتقار للملكة المنطقية فإذا حاولت الحصول من المصري على عبارة واضحة وبسيطة تجده يطنب في الشرح مع غياب الوضوح والتعقل ويناقض نفسه ست مرات قبل أن ينتهي من قصته وغالبا ما ينهار مع أول محاولة لاستجوابه. -المصري ليس شكاكًا بدرجة كبيرة، لكن سرعان ما يستسلم للساحر والمنجم. -كبار المتعلمين المصريين يعزون أحداث الحياة العامة إلى قوة خارقة. -المصري في المسائل السياسية والعامة على استعداد لقبول الشائعات شديدة السخف وتنتابه مسحة من الشك عندما يطلب منه تصديق الحقيقة. -حياة المصري هي الماضي والحاضر أما المستقبل فهو كفيل بنفسه. -القسوة على الحيوانات من سمات الشارع المصري. -التشويش الذهني عند المصري غير المتعلم فالبشر يمشون على الرصيف والحيوانات في الطريق والمصري يفعل العكس! ومحولجي السكة الحديد يحول الخط الذي عليه القطار المار في منتصف المسافة بين الخط الأصلي والخط الذي سينتقل عليه القطار مما يؤدي لانقلاب القطار كما يضرب مثلا بعمال من السكك الحديدية لقوا حتفهم ورؤوسهم على القضبان ظنا منهم أن الضوضاء ستوقظهم. -المصري (حيص بيص) في المسائل المتعلقة بالأرقام أو الكمية فقلة من المصريين غير المتعلمين هم من يعرفون أعمارهم. لكن كرومر لم يتوقف عند السلبيات فحسب بل عدد أيضا الإيجابيات الضئيلة ومنها : -إكرام وفادة الغرباء و الذي يصل إلى الإسراف أحيانا ورعاية الوالدين وبرهما. وبعد ما استعرضنا ما سمح به المقام وخشية الاطالة تشخيص عميد الاحتلال للمرض فما هي روشته؟!! روشتة ما باليد حيلة يخلص كرومر في روشته للاصلاح إلى القول وضده على النحو التالي : -صحيح أن حكومة بلاده قطعت على نفسها عهدا بالقضاء على الثورة العرابية ودعم سلطة الخديو ولابد من الوفاء بذلك لكن استمرار الاحتلال والإشراف الانجليزي لأجل غير مسمى أمر ضروري. -نظام الامتيازات الاجنبية حجر عثرة أمام تقدم مصر لكن لابد من نظام يضمن حقوق الأجانب. -لابد من الحكم النيابي لكن لابد من التمهل لقياس صلاحية المصريين له. -من حق مصر أن يكون لها حكومة ذات سيادة ولكن مصر ليست كسائر البلدان لموقعها الجغرافي والتاريخي مما يسلبها هذا الحق والفطن من يدرك أن مصلحته في تقبل الأمر الواقع والتقيد بإطاره . الطريف أنه وبعد مضى عامين فقط من إصدار الكتاب ألقى الرئيس الأمريكى ثيودور روزفلت المنتهية ولايته وقتئذ خطابا بالجامعة المصرية عام 1910تحدث فيه :(أن المصريين لايزالون فى طور الحضانة السياسية وغير قادرين على حكم أنفسهم، وعليهم احترام وطاعة حكامهم الإنجليز وأن بعض الجهلاء يعتقدون أن منح الأمة دستورا علي الورق وبخاصة إذا كان مفتتحا بعبارات فخمة من شأنه أن يمنح الامة قوة الحكم الذاتي مع أن شيئا من ذلك لا يحدث بتاتا)!! وهكذا كانت روشتة المستعمر داعمة لبقاء الاحتلال تحت ستار الاضطرار وما باليد حيلة!! . الدكتور محمد فتحي عبد العال باحث في التاريخ والتراث المصري مؤلف كتاب على هامش التاريخ والأدب كتاب على هامش التاريخ والأدب للدكتور محمد فتحي عبد العال

إسماعيل كمال يتفقد مستشفى أسوان التخصصي العام بالصداقة الجديدة
إسماعيل كمال يتفقد مستشفى أسوان التخصصي العام بالصداقة الجديدة

مصرس

timeمنذ 2 أيام

  • مصرس

إسماعيل كمال يتفقد مستشفى أسوان التخصصي العام بالصداقة الجديدة

استكمالاً لجولاته الصباحية الميدانية المفاجئة، تفقد اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان، منظومة العمل بمستشفى أسوان التخصصى العام بالصداقة الجديدة ، حيث استفسر المحافظ من المواطنين المترددين على المستشفى بالأقسام المختلفة ومن بينها العيادات الخارجية والطوارئ على مستوى الخدمات الطبية والعلاجية المقدمة لهم . إسماعيل يتفقد مستشفى أسوان التخصصى العام بالصداقة الجديدةالمحافظ يوجه لمزيد من التكاتف لإنجاح منظومة التأمين الصحى الشامل فور تطبيقها يوليو المقبل ووجه محافظ أسوان إدارة المستشفى إلى تسخير كافة الإمكانيات التى يمتلكها هذا الصرح الطبى المتميز لتوفيرها للمرضى المترددين عليها بالجودة العالية ، ولاسيما أن المستشفى مدرجة بمنظومة التأمين الصحى الشامل الجارى الاستعداد لتطبيقها ضمن محافظات المرحلة الأولى تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي ، ووفقاً لموافقة مجلس الوزراء برئاسة الدكتور مصفطي مدبولى رئيس الوزراء خلال أيام فى يوليو المقبل .وأثناء لقاؤه مع طاقم الأطباء بالمستشفى قدم الدكتور إسماعيل كمال شكره على المجهود المبذول خلال الفترة الحالية ، وخاصة فيما يتعلق بالنظام المميكن لترتيب الأدوار للمترددين ، وهو الذى يتطلب مزيد من التكاتف والعمل بروح الفريق الواحد لإنجاح المنظومة الجديدة حيث أن الانطباع الأول سيظل راسخاً لدى المواطن الأسوانى ، وهو الذى يرتكز على أن يلمس مدى الجودة العالية فى تلقى الخدمة كاملة .وأكد محافظ أسوان على وجود تنسيقات عديدة حرصت المحافظة على تنفيذها بين مديرية الصحة وفرع الهيئة العامة للرعاية الصحية والتأمين الصحى بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان بقيادة الدكتور خالد عبد الغفار ، وذلك لتحقيق الجاهزية الكاملة فيما بينها ، ولتكون بداية تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل قوية ، للوصول إلى الأهداف المرجوة منها التى تصب فى صالح المواطن بالحصول على خدمات طبية وعلاجية وفقاً للمعايير الدولية .وتجدر الإشارة إلى أن مستشفى أسوان التخصصى العام بالصداقة الجديدة تضم 250 سرير ، وتستقبل العديد من الحالات المرضية بأقسام العيادات الخارجية بإجمالى 14 عيادة ، والداخلى والطوارئ والعمليات ومناظير الجهاز الهضمي والعلاج الطبيعى والمعمل الإكلينيكى والغسيل الكلوى ، بالإضافة إلى أقسام الأشعة العادية والمقطعية والرنين المغناطيسي والموجات فوق الصوتية والماموجرافى و CARM ، فضلاً عن الحضانات بواقع 13 حضانة ، وتضم تخصصات طبية متنوعة للجراحة العامة والأطفال والمسالك البولية والأمراض الباطنية والنساء والتوليد وتنظيم الأسرة والعيون والجلدية والعظام والأنف والأذن والحنجرة لأداء الخدمة على مدار اليوم .1000282571 1000282569 1000282567 1000282559 1000282561 1000282563 1000282557 1000282555 1000282553 1000282551

تقارير مصرية : طب عين شمس: المؤتمر العاشر للتخدير والرعاية المركزة منصة للتميز والمسؤولية المجتمعية
تقارير مصرية : طب عين شمس: المؤتمر العاشر للتخدير والرعاية المركزة منصة للتميز والمسؤولية المجتمعية

نافذة على العالم

timeمنذ 3 أيام

  • نافذة على العالم

تقارير مصرية : طب عين شمس: المؤتمر العاشر للتخدير والرعاية المركزة منصة للتميز والمسؤولية المجتمعية

الخميس 26 يونيو 2025 11:50 صباحاً نافذة على العالم - وجه الدكتور محمد إسماعيل، مستشار عميد الكلية لشؤون الرعاية المركزة والرئيس الشرفي للمؤتمر، خالص الشكر والتقدير لقيادات الكلية والجامعة على دعمهم الدائم لقسم التخدير، مشيرًا إلى أن انعقاد المؤتمر في نسخته العاشرة يمثل "شرفًا عظيمًا وسعادة كبيرة لكل أعضاء القسم". وقال الدكتور إسماعيل، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لـ المؤتمر السنوي العاشر لقسم التخدير والرعاية المركزة وعلاج الألم بكلية الطب – جامعة عين شمس، إن اختيار عنوان هذا العام: "التخدير والرعاية المركزة الخضراء – Green Anesthesia and Intensive Care"، ليس مجرد اختيار علمي بل يعكس وعيًا متزايدًا بالمسؤولية المجتمعية والبيئية في القطاع الصحي، تماشيًا مع توجه الدولة المصرية نحو الاستدامة، وتقليل البصمة الكربونية في المؤسسات الطبية، بما يتوافق مع رؤية مصر 2030 والاتفاقيات الدولية في مجال المناخ. وأضاف أن المؤتمر على مدار عشر سنوات لم يكن مؤتمرًا علميًا فقط، بل كان دائمًا سعيًا نحو التميز، ومنصة تجمع البحث والتطوير والتدريب المستمر، كما حرص القائمون عليه على أن يكون ملتقى لتبادل الخبرات بين الأساتذة والخبراء من مصر والدول العربية والدولية، بهدف بناء منظومة علمية حديثة تواكب التطورات العالمية في مجال علاج الألم والرعاية المركزة. وأكد الدكتور محمد إسماعيل أن النسخة الحالية من المؤتمر أصبحت واحدة من أكبر الفعاليات العلمية المتخصصة في التخدير والرعاية على مستوى الشرق الأوسط، لما تتضمنه من جلسات علمية متقدمة وورش عمل تدريبية رفيعة المستوى، مشددًا على أن رسالة المؤتمر لم تعد تقتصر على الجانب الطبي للمريض فقط، بل تشمل أيضًا البيئة والمجتمع، من خلال ممارسات مستدامة وصديقة للبيئة في غرف العمليات والرعايات المركزة. وكانت قد انطلقت صباح الخميس 26 يونيو 2025 فعاليات المؤتمر العاشر لقسم التخدير والرعاية المركزة بكلية الطب – جامعة عين شمس، بمشاركة نخبة من كبار الأساتذة والمتخصصين من الجامعات المصرية والعربية والدولية، وبحضور ممثلين عن وزارتي الصحة والتعليم العالي، وذلك برعاية الدكتور محمد ضياء زين العابدين، رئيس جامعة عين شمس، والدكتور علي الأنور، عميد كلية الطب، وبرئاسة الدكتور شريف فاروق، رئيس قسم التخدير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store