
جدولة مكلفة
يأتي هذا في الوقت الذي تدفع فيه المدارس عشرات آلاف الطلبة إلى الجامعات من أجل دراسة البكالوريوس، فيما نسبة البطالة مرتفعة، ولا تنخفض أصلا، لأن الكل يريد وظيفة، وهي وظيفة لا تأتي صاحبها بكلفة الوقود، ولا المواصلات، في ظل الغلاء، واحتياجات كثيرة.
أمام هذا المشهد، وهذه الإغلاقات يندفع الطلبة نحو تحسين مستواهم الأكاديمي عبر دراسة الماجستير والدكتوراه، وكأننا أمام شراء للوقت فقط، مع الإقرار هنا أن من حق كل إنسان، أن يرتقي بمستواه الأكاديمي، لكنّ سؤال المردود يبقى قائما، خصوصا، مع انتفاخ السيرة الذاتية، وزيادة توقعات حملة الشهادات، من حيث المردود الاقتصادي، أو الموقع الوظيفي، وارتداده الاجتماعي، وهي عناوين يعرف الكل أن إجاباتها غير متوفرة.
هذا الاختلال ليس وليد مرحلة محددة، بل جاء تراكما لمراحل متلاحقة، ولم تتغير أولويات الأردنيين هنا، باعتبار أن ما يمكن تسميته بعقدة الثانوية العامة، لا يتيح لأحد نقد خيارات الناس، بعد المرور الصعب بهذه المرحلة، بحيث تكون الجامعة مكافأة اجتماعية على الخلاص من تلك المرحلة الصعبة، لكنها مكافأة تعيد جدولة الوقت والطموحات ولا تحسمها نهائيا.
لكن المفارقة هنا أن لا حلول متوفرة، خصوصا، أن هذه المعالجة لا تتقصد القول للناس، أن عليهم ألا يتعلموا، لكننا نتحدث عن جودة التعليم، وجدواه الاقتصادية، والآفاق التي قد يوفرها لأي طالب في ظل مصاعب التوظيف أصلا، لدى القطاع الخاص، وعدم توفر الوظائف لدى القطاع العام الذي يفيض بموظفيه، ويبحث عن حلول للتخفيف من كلفتهم.
لدينا ظاهرة جديدة في الأردن، موجودة في دول عربية، أي عمل الخريج في أي وظيفة عدا شهادته، وكثيرا ما تجد شبابا يعملون بأي وظائف متوفرة ليست على صلة بتخصصاتهم أصلا، والمؤكد أن هذه الظاهرة سوف تتعاظم لأن الكل بحاجة إلى المال من أجل الإنفاق على أنفسهم وعائلاتهم، وبحيث تتحول الشهادة الجامعية تدريجيا إلى مجرد عنوان اجتماعي يخفف من التنابز بالألقاب، أو محاولات الانتقاص من كفاءة أي شخص.
الحل الوحيد المتاح هو توفير تخصصات جديدة، وهي عملية ليست سهلة، وعلى سبيل المثال فإن أغلب خريجي التخصصات الإنسانية يواجهون مشاكل معقدة بعد التخرج، كما أن الازدحام الحاصل نحو تخصصات جديدة في الأردن سيعيد إنتاج المشكلة لاحقا، أي كثرة المعروض وقلة الطلب.
تأثيرات هذا المشهد سلبية على صعيد الروح المعنوية، وخطط الشباب لبدء حياة حافلة، وحين يواجه هؤلاء كل هذه العناوين يهربون نحو دراسة الماجستير والدكتوراه لعل شيئا يتغير، بما يعنيه ذلك من كلف معنوية ومالية، تجدول المشكلة فقط، وتؤجلها إلى وقت لاحق، وربما تزيد كلفة المشكلة أمام الألقاب المحمولة، ومستوى الشهادات التي تمت ترقيتها.
الخلاصة هنا تقول إن هذا المشهد بحاجة إلى وقفة عميقة، حتى لا نصحو بعد 10 سنين وبيننا عشرات الآلاف من حملة الدكتوراه لا يرضون بأي وظيفة، ولا تناسبهم أي وظيفة بدخل منخفض، فيما تبقى الحلول المتاحة تتراوح بين الهجرة، أو القبول بالواقع، إضافة للتأثيرات الاجتماعية الحادة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ ساعة واحدة
- رؤيا نيوز
عجز مالي بقرابة 24 مليون دولار لتغطية عمليات 'الأغذية العالمي' في الأردن
قال برنامج الأغذية العالمي، إن نقص التمويل ما يزال يشكّل تحديًا كبيرًا للبرنامج، مما يحد من قدرته على توفير قيمة التحويلات المعتادة للاجئين في الأردن. وأضاف البرنامج في تقرير أن الموارد الحالية قادرة على استمرار تقديم المساعدة النقدية الشهرية للاجئين في المخيمات والمجتمعات حتى أيلول 2025، لكن هناك حاجة ماسّة إلى دعم عاجل لتجنّب انقطاع المساعدات. وأوضح البرنامج أن عمليات المنظمة في الأردن تواجه عجزًا ماليًا يُقدَّر بقرابة 24 مليون دولار لتغطية الاحتياجات حتى نهاية 2025. وأشار التقرير إلى أن برنامج الأغذية العالمي قدّم مساعدات غذائية شهرية لـ275,400 لاجئ في المخيمات و'المجتمعات المحلية' بمستويات مخفّضة في حزيران. وأطلق برنامج الأغذية العالمي نداءً عاجلًا يطالب فيه المجتمع الدولي بتعبئة التمويل العاجل قبل نفاد الموارد، وضمان استمرارية المساعدات المنقذة للحياة، ودعم استقرار المنطقة في ظل الظروف الصعبة، مؤكدًا أن أي تأخير في التمويل سيترتّب عليه عواقب إنسانية خطيرة على الفئات الأكثر ضعفًا. وتحدث التقرير عن أن برنامج التغذية المدرسية الوطني في الأردن يواجه أزمة تمويل، مشيرًا إلى أنها واحدة من أهم المبادرات التعليمية والصحية في الأردن. ولفت التقرير إلى أنه تم تعليق تقديم الوجبات الصحية لمدة 12 يوم تغذية منذ 11 أيار 2025، مؤكدًا أن هناك حاجة ماسّة لـ3.6 مليون دولار لاستئناف البرنامج خلال الفصل الدراسي المقبل. برنامج الأغذية العالمي أشار، في أيار الماضي، إلى أنه 'سيضطر' إلى تعليق برنامج التغذية المدرسية الذي يستفيد منه آلاف الطلاب في الأردن، بسبب نقص التمويل.


رؤيا نيوز
منذ ساعة واحدة
- رؤيا نيوز
7.5 مليار دينار قيمة حركات الدفع عبر 'إي فواتيركم' منذ بداية 2025
بلغ إجمالي عدد الحركات المنفذة عبر نظام 'إي فواتيركم' منذ بداية 2025، قرابة 35.51 مليون حركة، بقيمة إجمالية وصلت إلى 7.5 مليار دينار أردني، وفق ما أظهر التقرير الصادر عن الشركة الأردنية لأنظمة الدفع والتقاص (جوباك). وبحسب تقرير جوباك لشهر حزيران سجل عدد مستخدمي 'إي فواتيركم' ارتفاعًا خلال الأشهر الثلاثة الماضية، حيث بلغ عدد المستخدمين في حزيران 4.76 مليون مستخدم، بزيادة نسبتها '0.8%'، مقارنة بـ4.73 مليون مستخدم في أيار، و4.68 مليون مستخدم في نيسان. وأضاف التقرير أن إجمالي عدد المستخدمين بلغ 4.76 مليون، منهم 4.73 مليون مستخدم حالي بنسبة '99.2%'، و38.7 ألف مستخدم جديد بنسبة '0.8%'. وأشار إلى أن عدد المفوّترين عبر النظام بلغ 630 مفوّتِرًا، فيما بلغ عدد الخدمات المتاحة 2156 خدمة. وسُجّل خلال حزيران 6.13 مليون حركة، بارتفاع نسبته '6.3%' مقارنة بالشهر السابق، مقابل 5.76 مليون حركة في أيار، و6.54 مليون حركة في نيسان، وفقًا للتقرير. وتصدّرت فئة الاتصالات قائمة الحركات بـ2.14 مليون حركة، تلتها فئة الماء والكهرباء بـ1.8 مليون حركة، ثم الخدمات الحكومية بـ1.01 مليون حركة، وشركات المحافظ ومقدّمو خدمات الدفع بـ544 ألف حركة، فالتمويل والخدمات المالية بـ307 آلاف حركة، ثم التعليم بـ94 ألف حركة، والنقل والسفر بـ54 ألف حركة، والتجارة والخدمات بـ34 ألف حركة، والنقابات والمنظمات بـ33 ألف حركة، وأخيرًا الغاز والطاقة بـ29 ألف حركة. وأظهر التقرير أن المدفوعات الرقمية استحوذت على الحصة الأكبر من عدد الحركات خلال حزيران، حيث بلغت 5.11 مليون حركة بنسبة '83.4%'، مقابل 1.02 مليون حركة نقدية بنسبة '16.6%'. أما من حيث القيمة، فقد بلغ إجمالي قيمة الحركات خلال حزيران 1.13 مليار دينار، مسجلًا انخفاضًا طفيفًا بنسبة '0.2%' عن أيار الذي شهد القيمة نفسها، فيما سجلت قيمة الحركات في نيسان 1.57 مليار دينار. وتصدّرت الخدمات الحكومية المدفوعات عبر 'إي فواتيركم' من حيث القيمة خلال حزيران، إذ بلغت 668 مليون دينار، تلتها شركات المحافظ ومقدّمو خدمات الدفع بـ235 مليون دينار، ثم الماء والكهرباء بـ70 مليون دينار، والتمويل والخدمات المالية بـ43 مليون دينار، ثم الاتصالات بـ34 مليون دينار، والتعليم بـ24 مليون دينار، والبنوك بـ16 مليون دينار، والغاز والطاقة بـ13 مليون دينار، والتجارة والخدمات بـ13 مليون دينار، وأخيرًا النقل والسفر بـ5 ملايين دينار. وفيما يتعلق بطريقة الدفع، بلغت قيمة المدفوعات الرقمية خلال حزيران 905.5 مليون دينار بنسبة '80.2%'، مقابل 224.1 مليون دينار للمدفوعات النقدية بنسبة '19.8%'. كما انخفض متوسط قيمة الحركة الواحدة عبر 'إي فواتيركم' إلى 184 دينارًا في حزيران، مقارنة بـ196 دينارًا في أيار، و240 دينارًا في نيسان.


رؤيا نيوز
منذ ساعة واحدة
- رؤيا نيوز
'تجارة عمّان' تبحث سبل تطوير العلاقات الاقتصادية مع الرباط
عقد مجلس إدارة غرفة تجارة عمّان اجتماعا افتراضيا عبر تقنية الاتصال المرئي مع السفيرة الأردنية لدى المملكة المغربية، جمانه غنيمات، جرى خلاله بحث آليات تعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين الأردن والمغرب، واستكشاف الفرص الاقتصادية المتاحة في كلا البلدين. وأكد رئيس الغرفة، العين خليل الحاج توفيق، أن العلاقات الاقتصادية بين الأردن والمغرب تمتاز بتاريخ طويل من التعاون، مشيرا إلى أهمية الارتقاء بها عبر الشراكة بين مؤسسات القطاع الخاص، وتوسيع قنوات التواصل. ولفت إلى أن المغرب يشكل بوابة استراتيجية للأسواق الإفريقية بفضل موقعه الجغرافي واتفاقياته التجارية الواسعة. وبيّن الحاج توفيق، أن الاجتماع جاء لمتابعة مخرجات اللقاء الذي عُقد الشهر الماضي بين مجلس إدارة الغرفة وسفير المملكة المغربية لدى الأردن، فؤاد أخريف، حيث تم الاتفاق على تنظيم زيارة لوفد اقتصادي أردني إلى المملكة المغربية، تشمل عددا من القطاعات الحيوية، إلى جانب التحضير لعقد 'منتدى أعمال أردني–مغربي' هناك. وتناول الاجتماع أيضا دور السفارة الأردنية في الرباط في التنسيق والإعداد لهذه الزيارة، ومساهمتها في تيسير اللقاءات بين ممثلي القطاعات الاقتصادية الأردنية ونظرائهم في المغرب، بما يدعم جهود تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين الشقيقين. من جانبها، رحّبت السفيرة غنيمات بمقترح تنظيم زيارة لوفد اقتصادي اردني للمغرب وعقد المنتدى، مؤكدة استعدادها لمتابعة الترتيبات وتقديم تصور شامل للغرفة، حول الآليات المقترحة لتنفيذه بما يضمن تحقيق أهدافه الاقتصادية والاستثمارية. كما دعت إلى تعزيز السياحة العلاجية والدينية وسياحة الأسرة، واقترحت إعداد خطط ترويجية لذلك، معتبرة أن تفعيل خط الطيران المباشر بين البلدين سيكون داعما رئيسيا لهذا القطاع. كما طرحت إمكانية توقيع اتفاقية توأمة بين غرفة تجارة عمّان وغرفة التجارة والصناعة والخدمات في الدار البيضاء، أو مع الكونفدرالية العامة لمقاولات المغرب. وأكد أعضاء مجلس إدارة الغرفة أهمية التشبيك بين رجال الأعمال في البلدين، وتبادل الفرص والمعلومات لدعم التبادل التجاري والتكامل الاقتصادي. كما أشاروا إلى أهمية استثمار برنامج 'عمرة بلس' لتعزيز السياحة الدينية لدى المعتمرين المغاربة، من خلال زيارة المواقع الدينية في الأردن. وحضر الاجتماع نائبا رئيس الغرفة نبيل الخطيب وبهجت حمدان، وأمين صندوق مجلس ادارة الغرفة خطاب البنا، ونائب أمين السر فلاح الصغيّر، ومدير عام الغرفة غالب حجازي.