
الاتحاد الأوروبي: "لا نعترف بجمهورية الوهم"
بلبريس - اسماعيل عواد
جدد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، التأكيد على أنه 'لا الاتحاد الأوروبي ولا أي من دوله الأعضاء يعترفون بالجمهورية الصحراوية المزعومة'.
جاء هذا التصريح في وقت كانت فيه بعض الأبواق الانفصالية تسهب، بشكل مبالغ فيه، في الحديث عن اجتماع وزاري بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، الذي ينعقد اليوم الجمعة في العاصمة الإيطالية روما.
وبعدما ذكّر بأن 'الاجتماعات الوزارية بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي تنظم وترأس بشكل مشترك من قبل الاتحادين'، أوضح المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، أن 'الترتيبات المتفق عليها تنص على أن كل طرف مسؤول عن دعوة أعضائه'.
ولذلك، نسب مسؤولية حضور هذا الكيان في الاجتماع الوزاري بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي إلى الاتحاد الإفريقي، نافيا بالتالي أن يكون الاتحاد الأوروبي قد وجه دعوة 'لجمهورية الصحراوية' المزعومة لحضور هذا الاجتماع.
وأوضح قائلا إن 'الدعوات الموجهة إلى الأعضاء الأفارقة تُرسل من طرف الاتحاد الإفريقي'.
وفي هذا السياق، حرص المتحدث على التأكيد على أن 'موقف الاتحاد الأوروبي معروف جيدا: لا الاتحاد ولا أي من دوله الأعضاء يعترفون بالجمهورية الصحراوية المزعومة'، مشددا على أن 'حضور هذا الكيان في الاجتماع الوزاري بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي لا يؤثر بأي شكل من الأشكال على هذا الموقف'.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المغرب اليوم
منذ 23 دقائق
- المغرب اليوم
الأردن يرفض مواجهة إسرائيل في مونديال السلة وعقوبات محتملة ضد اتحاد اللعبة
قرر الأردن عدم مشاركة منتخبه لكرة السلة في اللقاء المقرر، الأحد، أمام نظيره الإسرائيلي في بطولة كأس العالم لفئة تحت 19 عاماً، في وقت تستمر الحرب التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة منذ أكثر من 20 شهراً، ورفضاً ما اعتبر "تطبيعاً رياضياً". وقال الاتحاد الأردني لكرة السلة في بيان، إنه طلب من نظيره الدولي "عدم خوض المباراة"، مشيراً إلى أن الاتحاد الدولي المعروف اختصاراً بـ "فيبا"، قرر "عدم إقامة المباراة بين الطرفين" مع "قرار باحتساب النتيجة لصالح الفريق الخصم". وبالفعل، أكد الاتحاد الدولي، أن نظيره الأردني أبلغه بقرار عدم المشاركة في المباراة، التي لن تقام وستحتسب نتيجتها لصالح إسرائيل. وأشار الموقع الرسمي للبطولة إلى فوز المنتخب الإسرائيلي بنتيجة 20-0. وعلى الرغم من رفض الاتحاد الأردني إرجاع عدم لعب المباراة إلى سبب "سياسي" إلا أن صحف إسرائيلية رأت أن القرار اتخذ على خلفية "ضغوط سياسية". تأييد واسع وكان المنتخب الأردني افتتح مشاركته الثانية في تاريخه في كأس العالم تحت 19 عاماً (بعد مشاركة أولى في عام 1995)، السبت، بالخسارة أمام جمهورية الدومينيكان بنتيجة 69-79، في الجولة الأولى لحساب منافسات المجموعة الثالثة.ومنذ وقوع الأردن في مجموعة تضم إلى جانب الدومينيكان وإسرائيل، سويسرا مستضيفة البطولة، برزت دعوات لمقاطعة المباراة أمام إسرائيل.وبدا أن الأردن سينسحب من المباراة حتى قبل بدء البطولة حينما لم يدرج اتحاد كرة السلة المحلي المباراة أمام إسرائيل ضمن مباريات سيخوضها في دور المجموعات.وعقب قرار الانسحاب، رفض رئيس الاتحاد الأردني لكرة السلة، أحمد الهناندة، اعتبار القرار "سياسياً"، مشيراً إلى أنه جاء لـ "حماية اللاعبين"، بحسب ما نقلت عنه قناة المملكة الرسمية. وقال الهناندة، الوزير السابق، "اتخذنا القرار المناسب بما يحمي مصالح لاعبينا، وعدم تعرضهم لأي موقف ممكن يعانوا منه من أي نوع من أنواع التنمر أو المضايقات. حفاظاً على مصلحة لاعبينا وفريقنا اتخذ مجلس إدارة الاتحاد هذا القرار"، وأشار إلى أن "الموضوع ليس سياسياً الموضوع فيه مصلحة ومستقبل لاعبين، ودورنا حمايتهم".لاقى انسحاب المملكة، الموقعة على اتفاقية سلام مع إسرائيل في عام 1994، تأييداً محلياً واسعاً. وعبرت العضو في مجلس النواب الأردني، نور أبو غوش، عن "فخرها" بالقرار، وكتبت عبر منصة إكس، "فوزكم بالثبات على المبادئ خيرٌ من ألف كأس ولعبة".ووصف الاتحاد الفلسطيني لكرة السلة قرار نظيره الأردني "بالمشرف" ويعكس "مبادئ (الأردن) الأصيلة وروح الانتماء التي عهدناها من المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة قيادة وشعباً في موافقها الداعمة دوماً لقضية شعبنا الفلسطيني العادلة".وقال الاتحاد في رسالة بعثها إلى نظيره الأردني، "إن قراركم هذا يؤكد مجدداً أن الرياضة كانت وستبقى منصة لرفع القيم والمبادئ ورفض كل أشكال التطبيع مع الاحتلال". "حملة ضغوط" وتناقلت صحف إسرائيلية خبر انسحاب منتخب الأردن، وعزته إلى "ضغوط سياسية" ومعارضة لـ "التطبيع الرياضي"، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت.وأشارت الصحف إلى حملة قادها مؤيدون للفلسطينيين في الأردن أسفرت عن "مقاطعة" المباراة.وأفادت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن القرار الأردني اتخذ قبل ساعات من انطلاق المباراة، في ضوء حرب غزة. وعبر رئيس الاتحاد الإسرائيلي لكرة السلة، عاموس فريشمان، عن "أسفه" لقرار الأردن. وقال: "أؤمن بأن الرياضة جسرٌ بين الشعوب والثقافات، وليست ساحةً سياسية. آمل ألا يكون هناك شكٌّ في المستقبل بشأن إقامة هذه الألعاب".وفي الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثالثة من البطولة، حقق المنتخب الإسرائيلي انتصاراً بفارق 25 نقطة على نظيره السويسري المستضيف بواقع (77-102) ليسجل انتصاره الأول تاريخياً في المنافسات. وبعد ثوانٍ على انطلاق مباراة إسرائيل وسويسرا، دخل شخص يحمل العلم الفلسطيني إلى أرضية الصالة التي تحتضن اللقاء في مشهد انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي.وعبر رئيس الاتحاد الأردني لكرة السلة، أحمد الهناندة، عن "أمله في أن ينظر الاتحاد الدولي للأمور من منظور صحيح"، قائلا "خوض لاعيبينا لهذه المباراة سيعرضهم لتحديات كبيرة تخالف قواعد حماية اللاعبين ووضعهم كأولوية أولى". و"نأمل أن نتظر اللجنة المختصة في الاتحاد الدولي في هذه الاسباب، ولا يكون هناك تبعات كبيرة على الاتحاد أو اللاعبين أو حتى على الفئات العمرية الأخرى"، وفق الهناندة.وحصل المنتخب الإسرائيلي على "فوز فني" بعد انسحاب الأردن ونقطتين لحسابات التأهل إلى الدور المقبل، فيما لم يحصل المنتخب الأردني على أي نقطة، وفق ما أظهره الموقع الرسمي للبطولة.وبات رصيد إسرائيل 4 نقاط بعد انتصارين ونقطة لصالح الأردن بعد خسارته الأولى أمام الدومينيكان. وتحدثت الصحف الإسرائيلية عن عقوبات محتلمة قد تفرض على الاتحاد الأردني لكرة السلة، وقالت صحيفة جيروزاليم بوست، "إذا انسحب أي منتخب وطني من مباراتين في البطولة نفسها، يُستبعد من المنافسة نهائياً، وتُحتسب جميع المباريات التي خاضها أو كان من المقرر أن يلعبها كخسائر فنية". ورأى فادي صباح الذي يعمل مع الاتحاد الدولي لكرة السلة الأردني كمراقب فني للمباريات، أن العقوبات التي قد تفرض على الاتحاد بعد انسحاب منتخبه من المباراة "ستقتصر على الغرامات المالية" من دون حرمان المنتخب من المشاركة في المسابقات الدولية مستقبلاً.وأشار في حديثه لبي بي سي، إلى أن العقوبات قد تطال الجهاز الفني للمنتخب واللاعبين.وغالباً ما ترفض المنتخبات والأندية العربية خوض مباريات ضد الفرق الإسرائيلية. وانسحبت إسرائيل من المنافسات الرياضية في قارة آسيا في مطلع السبعينات من القرن الماضي نتيجة لضغوط متزايدة من قبل الدول العربية، التي رفضت اللعب ضد الفرق الإسرائيلية، مما أدى إلى مقاطعة رياضية واسعة النطاق وانتقلت إسرائيل لخوض المنافسات في القارة الأوروبية. وبعد تطبيع الإمارات علاقاتها مع إسرائيل في عام 2020، وقعت رابطتا دوري كرة القدم للمحترفين في الإمارات وإسرائيل اتفاق تعاون في أول خطوة من نوعها بين دولة عربية وإسرائيل.وعلى مستوى الرياضات الفردية، اختار بعض اللاعبين العرب خوض مبارياتهم أمام نظرائهم الإسرائيليين، فيما انسحب آخرون من المنافسات. فعلى سبيل المثال، رفض اللاعب المصري، محمود محسن، مصافحة خصمه اللاعب الإسرائيلي دانييل فريدمان في بطولة كأس العالم لسلاح السيف التي أقيمت في سويسرا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 بعد فوز اللاعب المصري بنتيجة 5- صفر، وهو الأمر الذي فعله مواطنه لاعب الجودو المصري، إسلام الشهابي، بعد خسارته أمام اللاعب الإسرائيلى أور ساساون في مواجهة دور الـ32 من أولمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل في عام 2016. في حين، تعرض لاعب الجودو الجزائري، فتحي نورين، للإيقاف لمدة 10 سنوات من قبل الاتحاد الدولي للجودو بعد انسحابه من مباراة ضد منافسه الإسرائيلي توهار بوطبول في أولمبياد طوكيو عام 2021، وقال نورين حينئذ إن دعمه السياسي للقضية الفلسطينية جعل من المستحيل عليه المنافسة.


برلمان
منذ 26 دقائق
- برلمان
الدين والتضامن
الخط : A- A+ إستمع للمقال في أعقاب الهجمات المشتركة الأخيرة من قبل إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ضد إيران دعت بعض الأصوات في العالم الإسلامي بما في ذلك في المغرب إلى تضامن مبدئي مع الجمهورية الإسلامية. و تكمن الحجة المركزية لهته الدعوة في جملة واحدة: «إنه بلد مسلم». صحيح أن الدعوة إلى الأمة حمّالة لقوة خطابية مؤثرة لا شك فيها. ومع ذلك فإن هذه الدعوة تُخفي واقعًا تاريخيًا ومعاصرًا أكثر تعقيدًا. الأديان بعيدًا عن كونها عوامل موحدة منهجية غالبًا ما تكون مسرحًا أو ذريعة لانقسامات عميقة وحروب دموية وتحالفات ظرفية تحكمها المصالح أكثر من الإيمان. الدين يوحد ويفرق من رسائل الأديان دورها في التوحيد الأخلاقي والاجتماعي والثقافي بكل يُسرٍ وسهولة. ومن ناقلة القول أنها تُنظم المجتمعات وتؤسس التضامن وتعطي روحا وهدفا ومعنى للعمل الجماعي. لكن قدرتها على تجاوز المصالح السياسية أو الجيوستراتيجية تظل محدودة. تاريخ البشرية مليء بالصراعات التي كان فيها الدين عامل تقسيم وأحيانًا داخل نفس الطائفة. في الفضاء المسيحي مزقت الحروب بين الكاثوليك والبروتستانت أوروبا لقرون. ورغم أنها كانت مسيحية إلى حد كبير شهدت أوروبا القرن العشرين حربين عالميتين. لم يمنع الدين الهمجية على الإطلاق ولا حتى التحالفات غير الطبيعية. التاريخ شاهد على سلسلة طويلة من الصراعات الدينية ولكن أيضًا والأهم من ذلك من الحروب بين أتباع نفس الديانة. في العالم الإسلامي أدت الانقسامات بين السنة والشيعة إلى عداوة دائمة وغالبًا ما تكون دموية. وفي وقتنا الراهن لا يزال الانقسام الحاد سائدا في الشرق الأوسط: سوريا اليمن لبنان العراق… في كل مكان تؤسس الخصومة بين المحور الإيراني وأعدائه السنة تحالفات تغلب على الشعور بالانتماء المشترك إلى الإسلام. لكن بعيدًا عن هذا الانقسام العقائدي نلاحظ وجود العديد من الصراعات بين الدول الإسلامية. نتذكر أن العراق بقيادة صدام حسين غزا الكويت في عام 1990 مما أدى إلى اندلاع حرب الخليج الأولى والتي انحازت خلالها عدة دول مسلمة إلى جانب القوى الغربية. قبل ذلك كانت حرب إيران والعراق (1980ـ1988) واحدة من أكثر الصراعات دموية في القرن العشرين داخل العالم الإسلامي حيث واجه نظامان يدعيان الإسلام أحدهما شيعي والآخر سني-وطني بعضهما بعض في صراع لا يرحم. لعبت العداوة الطائفية دورًا لكن التحديات الجيوسياسية والحدودية والإقليمية تجاوزتها بشكل كبير. يمكن أيضًا الإشارة إلى التدخل العسكري لمصر تحت قيادة ناصر في اليمن (1962-1967) دعمًا للثورة الجمهورية ضد القوات الملكية المدعومة من قبل المملكة العربية السعودية. هذاالصراع العربي- العربي يوضح مرة أخرى أن الانقسامات الأيديولوجية والتنافس على القيادة غالبًا ما طغت على أي فكرة للأخوة الدينية. منذ عام 2015 تدخلت عدة دول مسلمة عسكريًا ضد المتمردين الحوثيين الزيديين في اليمن وهم حركة شيعية مدعومة من إيران. وأخيرًا قام مسلمون مواطنو نفس البلد بقتل بعضهم البعض بشراسة في حروب أهلية كما حدث في الجزائر (1991–2002). تذكرنا هذه الأمثلة إن كان الأمر يحتاج إلى دليل بأن المجتمع الديني لا يكفي لإلغاء منطق القوة والطموحات الوطنية أو الاستياء التاريخي. الأمة أفق أخلاقي مفهوم الأمة الذي يفترض تضامنًا عابر للأوطان بين المسلمين ينتمي أكثر إلى المثالية اللاهوتية منه إلى الواقع السياسي. منذ القرون الأولى للإسلام تكاثرت الانقسامات: نزاعات على الخلافة وتمايزات عقائدية وتنافس على السلطة. لا الخلافة الأموية ولا الإمبراطورية العباسية ولا الإمبراطورية العثمانية استطاعت تحقيق وحدة دائمة للعالم الإسلامي. في كل عصر خاضت الدول الإسلامية حروبها الخاصة وأبرمت تحالفاتها الخاصة أحيانًا مع قوى غير مسلمة ضد دول إسلامية أخرى. في العصر الحديث لم تتمكن لا جامعة الدول العربية ولا منظمة التعاون الإسلامي من تجسيد تلك الأمة العربية ـ الإسلامية المنشودة. هاتان المؤسستان تعانيان من الانقسامات الداخلية والشلل في اتخاذ القرارات والعجز السياسي في مواجهة الأزمات الكبرى (فلسطين سوريا العراق ليبيا) غالبًا ما حلت التصريحات محل العمل. المنظمتين تعانيان من انقسامات عميقة بسبب التوجهات الجيوسياسية المتباينة والتنافس على النفوذ بين القوى الإقليمية وغياب رؤية مشتركة حول القضايا الكبرى في العالم الإسلامي. مثال العلاقة بين الجزائر والمغرب يوضح بحد ذاته فشل التضامن المفترض « الطبيعي » بين الدول ذات الدين الواحد. البلدان جاران أمازيغ ـ عرب وأفريقيان يشتركان في لغة رسمية ودين أغلبية وثقافة مشتركة وتاريخ من النضال ضد الاستعمار وروابط إنسانية لا يمكن إنكارها. لا شيء من كل ذلك منع العداء الجزائري المستمر والممنهج. منذ عقود تخوض الجزائر حربًا ضد المغرب بواسطة ميليشيا البوليساريو. لو كان الدين على وجه الخصوص يمتلك أي قوة توحيدية في حد ذاته لما وصلت العلاقات بين البلدين إلى هذا المستوى من التدهور. الأمة ليست سوى أفق أخلاقي وتوظيفها في مهرجانات خطابية لا يمكن أن يحل محل تحليل قائم على الحقائق. حلول سيئة إن العلاقات الدولية تخضع لمنطق القوة والمصالح بغض النظر عن الدين ولقد شهدت الاتفاقيات الإبراهيمية قيام عدة دول مسلمة بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل ليس لأنها تخلت عن القضية الفلسطينية ولكن لأنها اعتبرت أن مصالحها الاقتصادية والأمنية تتطلب ذلك. فيما يتعلق بإيران لا يمكن للدين وحده أن يشكل حجة قاطعة أو أساسًا كافيًا للتضامن. العديد من الدول الإسلامية تتردد في دعم إيران لأنها تشك في نواياها أو تعتبرها قوة مزعزعة للاستقرار أو لأنها ابرمت تحالفات أخرى. مسألة التضامن مع إيران لا تُطرح في المغرب بشكل مجرد مما يوضح كل التعقيد الدبلوماسي والحساسية الداخلية. إذا لم تكن الحجة الدينية كافية لتأسيس تحالف فإنها لا تمنع الأزمات خاصة عندما تتراكم التناقضات. العلاقات بين الرباط ونظام الملالي لها تاريخ سيئ: منذ السنوات الأولى للثورة الإسلامية تم تكفير آية الله الخميني رمزياً من قبل الملك الراحل الحسن الثاني وشهدت العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين عدة انقطاعات. يتهم المغرب إيران بدعمها العسكري للبوليساريو وكذلك بتلقين وتدريب قادتها في لبنان بالتعاون مع حزب الله. تُتهم طهران أيضًا بمحاولة نشر التشيع في المملكة وهي متمسكة بإسلامها السني المالكي مما يُعتبر اعتداءً مباشرًا على استقرارها الديني. في الحرب بين إيران وإسرائيل المغرب ليس لديه سوى حلول سيئة ولا يمكنه حتى اختيار أقل الأضرار. هي مواجهة بين السيئ والأسوأ حيث يتعين على المغرب إما دعم خصم معروف أو يجد نفسه ضمنيًا إلى جانب إسرائيل القوة التي لم تضر بمصالح المغرب أبدًا ولكنها مرفوضة من قبل شريحة واسعة من الرأي العام المغربي الذي يدعم القضية الفلسطينية. هذا المأزق يفسر بلا شك الصمت الحذر للحكومة التي لم تشارك في التصريحات العربيةـ الإسلامية الداعمة لإيران. مرة أخرى تتفوق حقيقة التحالفات والمصالح الوطنية على الدعوات إلى الوحدة الإسلامية. التضامن المطلق و المبدئي القائم على الدين هو وهم دبلوماسي لأنه لا يستقيم مع تناقضات العلاقات الدولية. وعليه فإن الدعوة إلى التضامن مع إيران فقط لأنها «دولة مسلمة» يُعتبر نهجا ساذجا وعاطفيا لا مكان له في تحليل منطقي وواقعي للعلاقات الدولية.


برلمان
منذ 26 دقائق
- برلمان
منظمة ببروكسل تدين الهجوم الإرهابي بالسمارة وتدعو إلى تصنيف 'البوليساريو' تنظيما إرهابيا
الخط : A- A+ إستمع للمقال تابعت منظمة أجيال المغرب، ومقرها العاصمة البلجيكية بروكسل، بقلق بالغ التطورات الميدانية الأخيرة التي شهدتها المنطقة الحدودية الشرقية الجنوبية لمدينة السمارة، يوم الجمعة 26 يونيو 2025، حسب ما جاء في بيان لها، والتي عرفت سقوط مقذوفات قرب ثكنة تابعة لبعثة الأمم المتحدة المينورسو، في هجوم وصفته المنظمة بـ'الغادر' نفذته عناصر جبهة البوليساريو الانفصالية. وفي بيان شديد اللهجة، أدانت منظمة أجيال المغرب هذا 'العمل الإرهابي العدائي الجبان'، معتبرة أنه يشكّل انتهاكا صارخا للقانون الدولي، وتهديدا مباشرا لأمن واستقرار المنطقة، فضلا عن كونه خرقا سافرا لقرارات وقف إطلاق النار، وتقويضا للجهود الأممية الرامية إلى إيجاد حل سلمي ونهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. وأكدت المنظمة، حسب ما جاء في بيانها، دعمها الكامل للوحدة الترابية للمملكة المغربية، ورفضها القاطع لأي محاولة تستهدف أمن واستقرار ساكنة الأقاليم الجنوبية. كما أشادت بروح المسؤولية العالية التي أبانت عنها السلطات المغربية، بما في ذلك الأجهزة الأمنية، في تعاملها مع الحادث الإرهابي. وسجّلت المنظمة إشادتها بالتزام المملكة المغربية بضبط النفس وحرصها المتواصل على احترام الشرعية الدولية، مشيرة إلى أن هذا السلوك يعكس نضجا دبلوماسيا ورغبة صادقة في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي. وفي السياق ذاته، ثمّنت المنظمة مشروع القانون الذي تقدم به نائبان من الحزب الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس الأمريكي، والرامي إلى تصنيف جبهة البوليساريو كتنظيم إرهابي، معتبرة أن هذه الخطوة تُعدُّ اعترافا دوليا بخطورة ما تقوم به هذه الجبهة من أعمال تهدد الأمن الإقليمي والدولي. واختتمت منظمة أجيال المغرب بيانها بتجديد تأكيدها على انخراطها الكامل في التعبئة الوطنية الشاملة للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، تحت القيادة الحكيمة للملك محمد السادس.