logo
واشنطن بوست: هل دُمر البرنامج النووي الإيراني فعلا؟

واشنطن بوست: هل دُمر البرنامج النووي الإيراني فعلا؟

الديارمنذ 8 ساعات

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
تساءلت صحيفة واشنطن بوست أي الأوصاف "مدمر أو منهك أو غير منقوص" أنسب لوصف حالة البرنامج النووي الإيراني بعد الضربات الأميركية؟ مشيرة إلى أن الجواب عن هذا السؤال الذي أزعج واشنطن طوال الأسبوع الماضي هو الذي سيحدد نتيجة الصراع مع إيران.
وأوضحت الصحيفة -في افتتاحيتها- أن الضربة الأميركية إذا كانت "قضت" على البرنامج النووي الإيراني بالكامل، كما يصر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فستكون الولايات المتحدة قد أثبتت قدرتها على تدمير قدرة إيران على إنتاج الأسلحة النووية متى شاءت، وعليه تبقى الديبلوماسية ضرورية حتى لا تضطر واشنطن الى قصف إيران بانتظام لمنعها من إعادة بناء برنامجها النووي، وذلك ما يفرض على طهران أن تقبل تنازلات، وربما التخلي عن طموحاتها النووية.
أما إذا لم تسفر الضربة الأميركية عن تدمير كامل، فقد تشعر إيران بقدرتها على الدفاع عن برنامجها النووي في وجه القوة النارية الأميركية الساحقة، وبالتالي سيحدد حجم الضرر مدى قدرة طهران على مقاومة المحاولات الأميركية، وفي هذه الحالة أيضا تكون الدبلوماسية ضرورية، وستكون المفاوضات أكثر صعوبة بالنسبة لترامب.
ولكن الحقائق غير واضحة في الوقت الحالي- كما تقول الصحيفة- وتقرير وكالة استخبارات الدفاع المسرب يشير إلى أن الضربة الأميركية أعاقت البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر فقط، ولذلك فإن إيران تستطيع العودة إلى تخصيب المزيد من الوقود النووي، إضافة إلى مخزونها الذي يرجح أنه نقل إلى مكان آمن، حتى لو كانت أجهزة الطرد المركزي قد دمرت، لأنه لا يمكن محو الخبرة التقنية التي تراكمت لدى طهران على مدى عقود.
ضرورة استئناف المحادثات
ومع أن ترامب يبدو مستعدا لإعادة التواصل مع إيران ديبلوماسيا، فإن إيران ترفض التفاوض مع واشنطن حتى الآن، وقد أقر نوابها مشروع قانون لتعليق التعاون مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقد لا تكون في عجلة من أمرها للعودة إلى المحادثات، في انتظار أن تتعافى من أسبوعين من الغارات الجوية القاسية التي قضت على قيادتها العسكرية وألحقت أضرارا بالغة ببنيتها التحتية للطاقة.
ورأت الصحيفة أن استئناف المحادثات ضروري، وخاصة إذا لم تكن الولايات المتحدة قد دمرت القدرة النووية الإيرانية، وسيكون من الحكمة أن يقدم ترامب حوافز مع احتفاظه بخيار المزيد من العمل العسكري، وأن يبقي الهدف مركزا على كبح طموحات إيران النووية بدلا من توسيع نطاق الأهداف لدرجة تجعل المفاوضات أكثر صعوبة.
وإذا كانت إيران مصرة على مواصلة برنامجها النووي المدني كما تقول، فيجب- حسب الصحيفة- تحقيق ذلك مع شركاء دوليين تحت رقابة صارمة وعمليات تفتيش دقيقة وقيود على مستوى اليورانيوم المخصب المسموح لها بامتلاكه، مع ضرورة إجبارها على الكشف عما هو مخفي والتخلي عنه، مقابل تخفيف تدريجي للعقوبات التي شلت اقتصادها، ووعد باستعادة مليارات الدولارات من أصولها المجمدة في جميع أنحاء العالم.
وفي غياب حل ديبلوماسي، فإن السيناريو الأفضل- حسب واشنطن بوست- هو أن تمارس الولايات المتحدة وإسرائيل لعبة "ضرب الخلد" على الأمد الطويل، في محاولة مستمرة للعثور على المواقع النووية المشتبه فيها وتدميرها، علما أن إيران، بعد أن تعرضت للإذلال، ستبتكر طرقا أكثر إبداعا لإخفاء وحماية برنامجها النووي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب: نتنياهو بصدد التفاوض على صفقة مع "حماس" لإعادة الرهائن
ترامب: نتنياهو بصدد التفاوض على صفقة مع "حماس" لإعادة الرهائن

الجمهورية

timeمنذ 44 دقائق

  • الجمهورية

ترامب: نتنياهو بصدد التفاوض على صفقة مع "حماس" لإعادة الرهائن

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأحد، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بصدد التفاوض على صفقة مع "حماس" لإعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة. وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية نقلا عن مصدر سياسي بأن الرئيس ترامب، يريد إنهاء الحرب في قطاع غزة بأقرب وقت ممكن. وأضاف المصدر السياسي أنه تم طرح فكرة تقليص الإطار الزمني لخطة مبعوث ترامب ستيف ويتكوف بشأن غزة. وفي سياق متصل، نقلت "القناة 13 الإسرائيلية"، عن مسؤولين عسكريين قولهم، إنهم سيبلغون المستوى السياسي، اليوم الأحد، بأن العملية البرية في غزة أوشكت على النهاية، وأنه لا يمكن مواصلتها دون تعريض حياة الأسرى إلى الخطر. وتظاهر آلاف الإسرائيليين السبت للمطالبة بأن تعمل الحكومة على إطلاق سراح 49 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، وفق ما أفاد مراسلو وكالة "فرانس برس". وكان ترامب قد قال الجمعة، إنه يعتقد أن من الممكن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة خلال أسبوع. هذا وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب السبت إن الولايات المتحدة "لن تتسامح" مع مواصلة محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتهم فساد. وكتب ترامب على منصة "تروث سوشال" التابعة له "تنفق الولايات المتحدة الأميركية مليارات الدولارات سنويا، أكثر بكثير من أي دولة أخرى، على حماية إسرائيل ودعمها. لن نتسامح مع هذا".

غروسي يرجح قدرة إيران على استئناف التخصيب خلال أشهر
غروسي يرجح قدرة إيران على استئناف التخصيب خلال أشهر

الجمهورية

timeمنذ 44 دقائق

  • الجمهورية

غروسي يرجح قدرة إيران على استئناف التخصيب خلال أشهر

رجّح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي أن تتمكن إيران من البدء بإنتاج يورانيوم مخصب "في غضون أشهر"، رغم الأضرار التي لحقت بمنشآتها النووية جراء الهجمات الأميركية والإسرائيلية، وفق ما صرّح به لشبكة "سي بي إس نيوز" السبت. وأعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الخميس أن الاضرار التي لحقت بمنشآت بلاده النووية بعد 12 يوما من الحرب مع إسرائيل "كبيرة"، في حين أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن البرنامج النووي الإيراني تراجع "عقودا". لكن غروسي أشار في مقابلة مع برنامج "واجه الأمة" على شبكة "سي بي إس نيوز" إلى أن "بعضه لا يزال قائما". وقال غروسي وفقا لنص المقابلة الذي نشر السبت "أقول إنه بإمكانهم، كما تعلمون، في غضون أشهر، تشغيل بضع مجموعات من أجهزة الطرد المركزي لإنتاج اليورانيوم المخصب، أو أقل من ذلك". ويبقى السؤال الرئيسي ما إذا كانت إيران قد تمكنت من نقل بعض أو كل مخزونها المقدر بـ408.6 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب قبل الهجمات.

هي حرب إسرائيل التوسيعية أم نتنياهو الإنقاذية؟
هي حرب إسرائيل التوسيعية أم نتنياهو الإنقاذية؟

النهار

timeمنذ ساعة واحدة

  • النهار

هي حرب إسرائيل التوسيعية أم نتنياهو الإنقاذية؟

نقلت الإذاعة الإسرائيلية الأربعاء 25 حزيران/ يونيو الجاري، عن وزير الأمن القومي إيثمار بن غفير، قوله "إن الوقت قد حان لفتح أبواب الجحيم على أعدائنا"، مضيفاً أن على إسرائيل أن "تثبت أنها صاحبة السيادة في الشرق الأوسط". قد تكون "نشوة" الانتصار الوهمي هي من تتكلم في بن غفير ، ذلك الوزير ذو التوجه والانتماء اليميني المتطرف في حكومة بنيامين نتنياهو، التي تقود حرباً باتت قاب قوسين من دخولها عامها الثاني، بعد العملية التي قامت بها حركة "حماس" على مستوطنات غلاف القطاع. لكن في الواقعية السياسية، ما نطق به هذا الوزير سيبقى من نسج مخيلته على اعتبار أحلام إسرائيل التوسعية بمكان، بينما طموحات نتنياهو الإنقاذية بمكان آخر. تعتبر حكومة نتنياهو أن حربها التي شنتها على إيران والتي دامت 12 يوماً، حققت فيها انتصاراً في الأهداف، المرتبطة بوقف برنامج إيران النووي، وضرب قدراتها الصاروخية تحديداً الباليستية. رغم تناقض المعلومات في شأن تحقيق أهداف الحرب، إلا أنّ تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أتى ليصبّ في مصلحة نتنياهو، في شأن نتائج ضرباته التي شنتها طائراته على مواقع إيران النووية الثلاث، نطنز، واصفهان، وفوردو لتخصيب اليورانيوم. دخلت كل من إيران وإسرائيل في هدنة طويلة فرضتها الحماسة الأميركية، ودعمتها الإرادة القطرية، وحصلت على مباركة روسية وصينية لوقف هذه الحرب التي كانت مرشحة للانزلاق نحو حرب كبرى في الشرق الأوسط. على ما يبدو أبعاد الحرب الإسرائيلية لا تتعلق بالانتقام لما حصل في 7 تشرين الأول/أوكتوبر من عام 2023، ولا ترتبط بملف المعتقلين الإسرائيليين لدى "حماس" في القطاع والإفراج عنهم. وهي لا ترتبط بفرض واقع التغيير لخارطة الشرق الأوسط بما يتناسب مع النفوذ الجديد لإسرائيل، وأحلام الصهيونية الجانح نحو إقامة دولة بني صهيون وعاصمتها القدس. فهذه الحرب لخصها ترامب في دفاعه عن شخص رئيس وزراء إسرائيل، وإنقاذ مستقبله السياسي من المحاكمة، فهل هذا فقط ما يربده ترامب؟ "حرب إسرائيل التوسعية، أم نتنياهو الإنقاذية؟" يقف المتابع أمام مجريات الحرب متوقفاً عند مضمون هذه الإشكالية التي تحمل في طياتها تساؤلات حقيقية حول نهاية هذه الحرب التي تتشعبّ في أجندتها وكادت أن تشرك فيها القوات الأميركية المتواجدة في المنطقة. لكنّ من المعطيات الميدانية والمواقف الدولية يتضح أنها لا تستطيع أن تكون حرب إسرائيل التوسعية، بقدر ما أرادتها واشنطن حرب نتنياهو الإنقاذية، لغايات في نفس يعقوب. لمست إسرائيل إن المواقف العربية تحديداً الخليجية ومعها الإقليمية، التركية والباكستانية، إضافة إلى الغرب المتمثل في الدول الأوروبية، وحليفتي ايران التقليديتين، روسيا والصين، أكدت كلها رفض التغيير في الخارطة الجغرافية كما السياسية للمنطقة. فمجريات الحرب لم تعط الأفضلية لإسرائيل في تحقيق النصر على رسم شرقها الأوسط الجديد، لا بل أوضحت بدلالة مؤكدة إن إسرائيل خارج إطار الدعم لأميركي لا وجود لها، وإن حدود حربها لا ترسمها ألة حربها، بل ترسم في كواليس البيت الأبيض. في سياق متصل، أكد ترامب دعمه لنتنياهو، في محاكمته أمام القضاء الإسرائيلي بتهم الفساد مطالباً بإلغاء تلك المحاكمات "فوراً" أو العفو عنه، قائلًا "إن الولايات المتحدة ستنقذه كما أنقذت إسرائيل". وقال في منشور عبر حسابه في "تروث سوشال"، الأربعاء 25 حزيران، "إنه علم أن نتنياهو قد تمّ استدعاؤه للمثول أمام المحكمة الإثنين المقبل، لمواصلة قضية وصفها بالطويلة الأمد وأنها "أمر غير مسبوق". لا يا سيد ترامب، فغير المسبوق أن تدخل المنطقة حرباً إقليمية كبرى لإنقاذ نتنياهو سياسياً وقضائياً، وغير المسبوق أيضاً أن تتدخل واشنطن في شنّ الضربات خدمة لمصالح هذا الرجل، الذي مارس الإبادة الجماعية بحق سكان القطاع. ما قاله ترامب ليس ببعيد عن منطق تفكيره، لأنّ ترامب فرض عقوبات على محكمة العدل الدولية، وعلى القضاة الذين ادعوا على نتنياهو ووزير دفاعه يؤآف غالانت في قضية ترتبط بممارسة إسرائيل جرائم حرب تقدمت بها دولة جنوب إفريقيا. فالقرار الأميركي أتى بعد مطالبة المحكمة بالعودة عن قرارها هذا، وأعربت المحكمة في ايار الماضي عن استيائها العميق من العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على أربع من قاضياتها، معتبرة أن القرار يشكل تهديداً لاستقلال المؤسسة القضائية الدولية. لا يأبه ترامب، على ما يبدو، بشأن استقلالية هذه المؤسسة، وما قام به من تنفيذ ضربات تدميرية على إيران دليل على أن الرجل غير آبه أصلًا بالقانون الدولي. ما بدا إلى العلن، أن التحركات الأميركية أتت تنفيذًا لمصالح نتنياهو، هذا ما أعطاه هامشاً من التصرف، وما تعطيل الأخير لمبادرة ستيف ويتكون مبعوث الرئيس الأميركي إلى منطقة الشرق الأوسط، يصبّ في هذه الخانة. في الجانب الآخر يؤكد البعض أن الوقوف إلى جانب نتنياهو لا يتعلقّ بإنقاذ هذا الرجل فحسب، بل هو رسالة إنقاذ واضحة إلى كل من ينفّذ الأجندة الأميركية، وعلى رأسهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. كان لافتاً ما ارتداه زيلينسكي من بدلة رسمية بعيداً من الزي العسكري الذي اعتاد لبسه مع انطلاق العملية العسكرية الروسية في 24 شباط / فبراير عام 2022، بعد الانتقاد الشديد الذي تعرض له من ترامب في لقائهما في البيت الأبيض في شباط الماضي. وضع البعض لباس زيلينسكي في قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" في القصر الملكي "هويس تين بوش" في لاهاي، في إطار أنها رسالة تقديم الطاعة، وأن الرجل ملتزم تنفيذ مصالح واشنطن في الحرب الدائرة في شرق أوروبا. معادلة جديدة رسمها ترامب في سياسة إدارته الخارجية، تعتمد على تغيير الصورة النمطية للولايات المتحدة مع العالم، على اعتبار أن الفكر البراغماتي الأميركي يبدّي مصالح بلاده على الجميع حتى لو على حلفائه. لكنّ موقف ترامب الواضح حيال نتنياهو أعطى صورة جديدة تتمثل في الحفاظ على مستقبل كل من يعمل من أجل مصالح واشنطن الخارجية، فهل زيلينسكي هو التالي؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store